المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(حرف الهمزة مع الباء الموحدة) - كشف الخفاء ط القدسي - جـ ١

[العجلوني]

فهرس الكتاب

- ‌كشف الخفاء ومزيل الإلباس

- ‌حياة المصنف

- ‌(حرف الهمزة)

- ‌(حرف الهمزة مع الباء الموحدة)

- ‌(حرف الهمزة مع التاء المثناة)

- ‌(حرف الهمزة مع الثاء المثلثة)

- ‌(الهمزة مع الجيم)

- ‌(الهمزة مع الحاء المهملة)

- ‌(الهمزة مع الخاء المعجمة)

- ‌(الهمزة مع الدال المهملة)

- ‌(الهمزة مع الذال المعجمة)

- ‌(حرف الهمزة مع الراء)

- ‌(حرف الهمزة مع الزاي)

- ‌(حرف الهمزة مع السين المهملة)

- ‌(الهمزة مع الشين المعجمة)

- ‌(حرف الهمزة مع الصاد المهملة)

- ‌(الهمزة مع الضاد المجمعة)

- ‌(حرف الهمزة مع الطاء المهملة)

- ‌(حرف الهمزة مع الظاء المشالة)

- ‌(حرف الهمزة مع العين المهملة)

- ‌(حرف الهمزة مع الغين المعجمة)

- ‌(حرف الهمزة مع الفاء)

- ‌(حرف الهمزة مع القاف)

- ‌(حرف الهمزة مع الكاف)

- ‌(حرف الهمزة مع اللام)

- ‌(الهمزة مع الميم)

- ‌(حرف الهمزة مع النون)

- ‌(حرف الهمزة مع الهاء)

- ‌(حرف الهمزة مع الواو)

- ‌(حرف الهمزة مع اللام ألف)

- ‌(حرف الهمزة مع الياء التحتية)

- ‌(حرف الباء الموحدة)

- ‌(حرف المثناة الفوقية)

- ‌(حرف الثاء المثلثة)

- ‌(حرف الجيم)

- ‌(حرف الحاء المهملة)

- ‌(حرف الخاء المعجمة)

- ‌(حرف الدال المهملة)

- ‌(حرف الذال المعجمة)

- ‌(حرف الراء المهملة)

- ‌(حرف الزاي)

- ‌(حرف السين المهملة)

الفصل: ‌(حرف الهمزة مع الباء الموحدة)

سنده عن أهل البيت وذكر هذا الحديث، ومن لطائف إسناده رواية الأبناء عن الآباء في جميعه.

25 -

الإيمان يزيد وينقص) رواه أحمد عن معاذ بن جبل، قال القاري نقلا عن الفيروزآبادي أنه قال في كتابه الصراط المستقيم الحديث المشهور أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وكذا حديث الإيمان لا يزيد ولا ينقص، كل ذلك غير صحيح انتهى، وأقول لكن معنى الأول صحيح، وجرى عليه المحدثون، حتى قال البخاري كتبت عن ألف شيخ وثمانين ليس فيهم إلا صاحب حديث كلهم يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص انتهى، وهو مذهب الأشعري، وأما حديث الإيمان لا يزيد ولا ينقص فقد رواه محمد بن كدام عن سفيان بن عيينة وعن الزهري عن ابن عمر لكنه موضوع، فقد نقل الزركشي عن البخاري أنه سئل عنه، فكتب على ظهر كتاب ابن كدام: من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد والحبس المديد انتهى لكن جرى عليه كثيرون كالحنفية، وجعلوا في حديث الإيمان يزيد وينقص: الزيادة إشراقا، والنقصان ضده.

26 -

(الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة.

27 -

(الإيمان عريان، فلباسه التقوى، وزينته الحياء، وثمرته العلم) هو موضوع كما قال الصغاني، وعزاه النجم لرواية ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن وهب بن منبه من قوله، لكن بإبدال قوله " وثمرته العلم " بقوله " وماله الفقه "، ثم قال ورواه ابن عساكر عن علي رفعه بلفظ يا علي إن الإسلام عريان، لباسه التقوى، ورياشه الهدى، وزينته الحياء، وعماده الورع، وملاكه العمل الصالح، وأساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي.

(حرف الهمزة مع الباء الموحدة)

28 -

(ابتغوا الخير عند حسان الوجوه) رواه الدارقطني في الأفراد عن أبي هريرة

ص: 23

وسيأتي فيه روايات في اطلبوا الخير عند حسان الوجوه مع ما فيه من النظم.

29 -

(الأب أحق بالطاعة، والأم أحق بالبر) قال النجم هو من كلام ابن المبارك كما أخرجه الأصبهاني في الترغيب عن حبان بن موسى، قال سألت عبد الله بن المبارك عن الوالد والوالدة إذا أمرا بشئ، فذكره.

30 -

(أبخل الناس من بخل بالسلام) رواه البيهقي في الشعب بسند رجاله رجال الصحيح عن أبي هريرة، والطبراني عنه وعن عبد الله بن معقل.

(31 - ابدأ بمن تعول) رواه الطبراني عن حكيم بن حزام، ورواه الشيخان عن أبي هريرة في حديث وابدأ بمن تعول.

32 -

ابدأوا بما بدأ الله به) يعني الصفا، فيقدم وجوبا على المروة في السعي بينهما لأن الله تعالى قدمه بقوله (إن الصفا والمروة من شعائر الله) ولذا يجب الترتيب في الوضوء

عند الشافعي، وليس من الواو لأنها لا تفيد الترتيب عند الجمهور من النحاة، والحديث رواه الدارقطني عن جابر بلفظ أمر الجماعة، وفي بعضها بالإفراد، ورواه مسلم عن جابر بلفظ مضارع المتكلم وحده.

33 -

(ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شئ فلأهلك، فإن فضل شئ عن أهلك فلذي قرابتك، فإن فضل شئ عن ذي قرابتك فهكذا وهكذا) رواه مسلم والنسائي وآخرون عن جابر قال أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر (1) فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ألك مال غيره؟ فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم، فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدفعها إليه، ثم قال أبدأ بنفسك الحديث، ورواه في الدرر بلفظ ابدأ بنفسك ثم بمن يليك، وقال فيها وفي الطبراني من حديث جابر بن سمرة إذا أنعم الله على عبد نعمة فليبدأ بنفسه وأهل بيته انتهى، ورواه مسلم عن جابر بن سمرة بلفظ إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته، ورواه الطبراني عن معاذ كما في الجامع الكبير وفي ذيل الصغير بلفظ ابدأ بأمك وأبيك، وأختك وأخيك، والأدنى

ص: 24

فالأدنى، ولا تنسوا الجيران وذا الحاجة انتهى، وقال في الجامع الكبير أيضا رواه ابن حبان عن جابر بلفظ ابدأ بنفسك فتصدق عليها ثم على أبويك، ثم على قرابتك ثم هكذا ثم هكذا، وقال النجم في ابدأ بنفسك رواه الطيالسي عن ابن عمر وأنه صلى الله عليه وسلم قال له يا عبد الله ابدأ بنفسك فاغْذها وجاهدها الحديث ثم قال ولابن أبي شيبة عن سعيد بن سيار قال جلست إلى ابن عمر، فذكرت رجلا، فترحمت عليه فضرب صدري وقال ابدأ بنفسك.

34 -

(أَبْدِ المَوَدّةَ لمن وادّك، فإنها أثبت) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان والحارث بن أبي أسامة في مسنده والطبراني وأبو الشيخ في الثواب عن حميد الساعدي.

35 -

(الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا) عزاه في اللآلئ لمسند أحمد عن عبادة بن الصامت مرفوعا، وفي لفظ له عنه الأبدال في هذه الأمة ثلاثون رجلا قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن إلى آخر ما تقدم بلفظه، ثم قال فيها وحكى عبد الله بن أحمد عن أبيه أنه منكر تفرد به الحسن بن ذكوان، قال ابن كثير وهو كما قال، ووثق البخاري الحسن المذكور، وضعفه الأكثرون، حتى قال أحمد أحاديثه أباطيل، ثم قال فيها أيضا ولا يخفى ما فيه من التحامل، فإن رجال الحديث مختلف فيهم، فهو حسن على رأي جماعة من الأئمة، وقال الزركشي أيضا هو حسن، وقال في التمييز تبعا للأصل له طرق عن أنس مرفوعا بألفاظ مختلفة وكلها ضعيفة انتهى.

وأقول لكنه يتقوى بتعدد طرقه الكثيرة منها ما في الحلية عن ابن عمر رفعه خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون، ولا الأربعون، كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر، وهم في الأرض كلها، وفي رواية الأبدال بالشام، والنجباء بمصر، وفي رواية الأبدال من الشام، والنجباء من أهل مصر ومنها ما رواه الخلال في كرمات الأولياء عن أنس بلفظ الأبدال أربعون رجلا وأربعون امرأة، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا، وإذا ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة، ومنها كما في شرح المواهب

ص: 25

للزرقاني ما رواه أبو النعيم في الحلية عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم، ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى، ولله سبعة في الخلق قلوبهم على قلب إبراهيم، ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل، ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل، ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة، فبهم يحيي ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء، قيل لابن مسعود وكيف بهم يحيي ويميت قال لأنهم يسألون الله إكثار الأمم ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون، ويسألون فتنبت الأرض، ويدعون فيدفع الله بهم أنواع البلاء انتهى ومنها ما في الحلية أيضا عن ابن مسعود رفعه لا يزال أربعون رجلا من أمتي قلوبهم على قلب إبراهيم يدفع الله بهم عن أهل الأرض يقال لهم الأبدال أنهم لم يدركوها بصلاة ولا بصوم ولا بصدقة، قال فبم أدركوها يا رسول الله؟ قال بالسخاء والنصيحة للمسلمين، ومنها ما رواه المنذري في أربعينه وتبعه أبو عبد الله المسلمي في تخريجها عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أبدال أمتي لن يدخلوا الجنة بالأعمال، ولكن دخلوها برحمة الله تعالى وسخاوة النفس وسلامة الصدر والرحمة لجميع المسلمين انتهى والى ذلك أشرت في ضمن قصيدة بقولي: إن أبدال الرجال الأتقيا

من صفت قلوبهم والأسخيا لم ينالوا ذا المقام الأعظما

في صلاة أو صيام أخفيا بل بما قد قر في أنفسهم

منحوا ذا من كريم معطيا وبما قد رجموا من خلقه

فجزوا منه المقام العاليا

ص: 26

ومنها وهو أحسنها ما رواه أحمد من حديث شريح يعني ابن عبيد قال ذُكِر أهل الشام عند علي كرم الله وجهه وهو بالعراق، فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: البدلاء يكونون بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا. يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم البلاء وفي رواية بدله العذاب.

ورجاله من رواة الصحيح إلا شريحا لكنه ثقة، وقال الضياء المقدسي في رواية صفوان بن عبد الله عن علي من غير رفع لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا، فإن بها الأبدال.

قاله ثلاثا ومنها ما رواه الطبراني في الأوسط عن علي بن أبي طالب بسند فيه عمرو بن واقد ضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح بلفظ لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وفي رواية زيادة فبهم تنصرون وبهم ترزقون ومنها ما رواه ابن عدي عن أبي هريرة بلفظ البدلاء أربعون: اثنان وعشرون بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم واحد أبدل الله مكانه آخر، فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم، فعند ذلك تقوم الساعة ومنها ما نقله الحلبي في سيرته عن الفضل بن فضالة أنه قال الأبدال بالشام: في حمص خمسة وعشرون رجلا، وفي دمشق ثلاثة عشر، وفي بيسان ثلاثة.

ومنها ما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي عن الكتاني قال النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والأبدال أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب، ومسكن النجباء مصر، ومسكن الأبدال الشام، والأخيار سياحون في الأرض، والعمد في زوايا الأرض، ومسكن الغوث مكة، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد، فإن أجيبوا، وإلا ابتهل الغوث، فلا تتم مسألته حتى تجاب دعوته، قال الزرقاني في شرح المواهب والمراد بالعمد - بضمتين - الأوتاد، وبالغوث القطب المفرد الجامع، والمراد يكون الأبدال مسكنهم الشام أكثرهم، فلا يخالف ما ورد أن ثمانية عشر بالعراق إن صح، ثم المراد أن محل إقامتهم بها، فلا ينافي تصرفهم في الأرض كلها، وقيل إن الغوث مسكنه اليمن، والأصح أن

ص: 27

إقامته لا تختص بمكة ولا بغيرها، بل هو جوال، وقلبه طواف في حضرة الحق تعالى وتقدس لا يخرج من حضرته أبدا، ويشهده في كل جهة ومن كل جهة انتهى وقد أفرد الأبدال بالتأليف السخاوي وسماه نظم اللآل، وكذا السيوطي وسماه القول الدال (فائدة) للأبدال علامات: منها ما ورد في حديث مرفوع ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال: الرضا بالقضاء، والصبر عن المحارم، والغضب لله ومنها ما نقل عن معروف الكرخي أنه قال من قال اللهم أرحم أمة محمد في كل يوم كتبه الله من الأبدال، وهو في الحلية لأبي نعيم بلفظ من قال في كل يوم عشر مرات اللهم أصلح أمة محمد اللهم فرج عن أمة محمد اللهم أرحم أمة محمد كتب من الأبدال، ومنها ما نقل عن بعضهم أنه قال علامة الأبدال أنهم لا يولد لهم، وروي في مرفوع معضل: علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا.

36 -

(أبردوا بالطعام، فإن الطعام الحار غير ذي بركة) قال في التمييز تبعا للأصل أخرجه الطبراني بسند ضعيف، وزاد في الأصل وذكره الديلمي عن ابن عمر رفعه بلفظ أبردوا بالطعام فإن الحار لا بركة فيه، ورواه أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم عن أسماء بنت أبي بكر بلفظ أبردوا بالطعام فإنه أعظم للبركة، ورواه أبو نعيم في الحلية عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الكي والطعام الحار ويقول عليكم بالبارد فإنه ذو بركة، ألا وإن الحار لا بركة له وروى الطبراني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بصحفة تفور، فرفع يده منها، وقال إن الله عز وجل لم يطعمنا نارا وقال الشعراني في طبقاته الوسطى وكان صلى الله عليه وسلم لا يأكل الطعام الحار، ويقول أبردوه ثم كلوه، فإن الله لم يطعمنا نارا، وفي رواية إن الحار غير ذي بركة، انتهى ونقل النجم أن احمد والطبراني وأبا نعيم رووه عن عروة

أن أسماء رضي الله عنها كانت إذا ثَرَدَت غطت بشئ حتى يذهب فوره، ثم تقول إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هو أعظم للبركة، والمشهور على الألسنة البركة في البارد واللذة في الحار.

ص: 28

37 -

(أبردوا بالظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم) رواه البخاري وأحمد وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري، ورواه الطبراني وتمام وابن عساكر عن عمرو بن عنبسة ورواه النسائي عن أبي موسى الأشعري، ورواه في الجامع الكبير بألفاظ مختلفة، وطرق كذلك.

38 -

(أبغض الخلق إلى الله تعالى من كانت ثيابه ثياب الأنبياء، وعمله عمل الجبارين) رواه العقيلي والديلمي عن عائشة مرفوعا.

39 -

(أبغض الحلال إلى الله الطلاق) قال في اللآلئ أخرجه أبو داود وابن ماجه عن ابن عمر، وأخرجه الحاكم عن ابن عمر أيضا بلفظ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق، قال وهذا حديث صحيح الإسناد لم يخرجاه وقال في التمييز تبعا للأصل روي موصلا ومرسلا، وصحح البيهقي إرساله، وكذا أبو حاتم، وقال الخطابي إنه المشهور، وزاد في الأصل وله شاهد عند الدارقطني عن معاذ مرفوعا بلفظ يا معاذ ما خلق الله شيئا أحب إليه من العتاق، ولا خلق الله شيئا على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق، فإذا قال الرجل لمملوكه أنت حر إن شاء الله فهو حر لا استثناء له، وإذا قال لامرأته أنت طالق إن شاء الله فله استثناؤه ولا طلاق عليه، انتهى وأقول لينظر قوله " فإذا قال الرجل

" الخ.

هل هو من الحديث أو لا وعلى كل فيشكل الحكم بأنه يقع العتق مع التعليق بالمشيئة دون الطلاق، مع أن المقرر فيهما أنه لا وقوع مع التعليق بالمشيئة، فليراجع، إلا أن يحمل في الأول على التبرك والثاني على التعليق فتدبر، ورواه الديلمي عن معاذ بلفظ أن الله يبغض الطلاق ويحب العتاق لكنه ضعيف بانقطاعه، وروى الديلمي أيضا عن علي رفعه بسند ضعيف تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش، وجاء عن علي أيضا أنه قال يا أهل العراق لا تزوجوا الحسن، يعني ابنه، فإنه مطلاق، فقال له رجل والله لنزوجنه، فما رضي أمسكه وما كره طلق.

وعن أبي موسى رفعه ما بال أحدكم يلعب بحدود الله يقول قد طلقت قد راجعت.

ولعل ذلك حيث لم يوجد ما يقتضيه، وعليه يحمل قولهم

ص: 29

الطلاق يمين الفساق أو لعله محمول على الزجر، وإلا فليس الطلاق مفسقا على إطلاقه فتأمل.

40 -

(أبغض الرجال إلى الله تعالى الألد الخصم) رواه الشيخان بزيادة " إن " في أوله في رواية البخاري.

41 -

(أبق للصلح موضعا) رواه أبو نعيم عن سفيان بن عيينة بلفظ كان ابن عياش المنتوف يقع في عمر بن ذر يشتمه، فلقيه عمر بن ذر فقال: يا هذا لا تفرط في شتمنا وأبق للصلح موضعا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله ورواه أبو نعيم أيضا عن أبي عمر بن خلاد قال: شتم رجل عمر بن ذر فقال: لا تعرق في شتمنا ودع للصلح موضعا فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه، والمشهور على الألسنة خل للصلح موضعا.

42 -

(أبكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا) رواه ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص.

43 -

(أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ - وفي رواية فمن أبلغ - سلطان حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة قال في التمييز تبعا للأصل أخرجه البيهقي والطبراني والترمذي في الشمائل يعني عن علي وزاد في الأصل عن هند بن أبي هالة التميمي أنه قال في أثناء حديث طويل في صفة النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: لّيبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، ورواه الفقيه نصر المقدسي في فوائده عن علي بلفظ أبلغوني ورواه الطبراني عن عائشة وابن عمر بلفظ من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في تبليغ بر أو تيسير عسير أعانه الله على إجازة الصراط عند دحض الأقدام قال في الأصل ووهم الديلمي في عزوه لفظ الترجمة للطبراني عن أبي الدرداء، وإنما الذي فيه حديث عائشة وابن عمر بلفظ رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة، وعزاه في الدرر للطبراني وأبي الشيخ عن أبي الدرداء بلفظ أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فمن أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه على الصراط

ص: 30

وزاد في الجامع الصغير عنه من طريق الطبراني فقط آخره: يوم القيامة ورمز السيوطي لحسنه، ولعله لاعتضاده، وإلا فقد ذكر المناوي أن فيه إدريس بن يوسف الحَّراني لا يُعرف.

44 -

(ابن أخت القوم منهم) متفق عليه عن أنس أنه كما في التمييز كالأصل وزاد في الأصل من رواية الديلمي عن أبي موسى وغيره يا معشر قريش إن ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم، ورواه أحمد ابن أبي شيبة والترمذي عن أنس وكذا الحاكم عن عمر أنه قال له صلى الله عليه وسلم: اجمع لي صناديد قريش فجمعهم ثم قال أتخرج إليهم أم يدخلون؟ فقال أخرج، فخرج عليه السلام فقال يا معشر قريش هل فيكم من غيركم؟ قالوا: لا إلا ابن أختنا، فذكره ثم قال يا معاشر قريش إن أولى الناس بي المتقون، فانظروا لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالدنيا تحملونها فأصد عنكم بوجهي.

تنبيه: مثل ابن أخت القوم حليفهم ومولاهم كما في حديث رواه في ذيل الجامع عن الشافعي وأحمد عن رِفاعة بن رافع الزرقي، ولفظه ابن أختكم منكم وحليفكم ومولاكم منكم، إن قريشا أهصدق وأمانة، فمن بغاها العواثر كبه الله في النار على وجهه ورواه البغوي فمعجمه عن أبي عبيد الزرقي بلفظ ابن أختنا منا وحليفنا منا، ومولانا منا، يا معشر قريش إن أوليائي منكم المتقون، فإن تكونوا أنتم فأنتم، يا أيها الناس من بغى قريشا العواثر كب على منخريه.

وليْنُظرْ معنى قول الشاعر

وإن ابن أخت القوم مَصْغِيٌ إناءَهُ

إذا لم يزاحم خاله، باب جلمد

45 -

(ابن آدم أطع ربك تسمى عاقلا ولا تعصه فتسمى جاهلا) رواه أبو نعيم عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري.

46 -

(ابن آدم أو لك نطفة، وآخرك جيفة، وأنت بين ذلك لا تملك ضراً ولا نفعاً) رواه الديلمي عن ابن عباس، والمشهور على الألسنة ابنَ آدم أو لك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة.

47 -

(ابنُ آدم خلق من التراب، وإليه يصير) رواه الديلمي عن أبي هريرة

ص: 31

في حديث أوله: ويح ابنِ آدم.

48 -

(ابنَ آدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، ابنَ آدم لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع، ابن آدم إذا أصبحت معافى في بدنك آمناً في سربك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء) رواه ابن عدي والبيهقي عن ابن عمر كذا في الجامع الصغير في ابن آدم، ورواه أيضا في إذا من رواية البيهقي عن أبي هريرة بلفظ إذا أصبحت آمنا في سِرْبك معافى في بدنك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء، قال المناوي ورواه أيضا الخطيب وأبو نعيم وابن عساكر وابن النجار وفي سنده كذاب متهم بالوضع انتهى، لكن معناه صحيح.

49 -

(أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة، رضي الله عنهم أجمعين.

رواه أحمد والضياء عن سعيد بن زيد والترمذي عن عبد الله بن عوف وقد نظم أسماءهم الحافظ ابن حجر العسقلاني لكن لا على ترتيبهم في الفضيلة فقال لقد بشر الهادي من الصحب عشرة

بجنات عدن كلهم قدره علي عتيق سعيد سعد عثمان طلحة

زبير ابن عوف عامر عمر علي.

50 -

(أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي حُجيفة، وأبو يعلى والضياء وابن عساكر عن أنس، وروي عن غيرهم، وقد رمز في الجامع الصغير لصحته أبو بكر وعمر سراجا أهل الجنة، الديلمي عن جابر.

أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر والترمذي والطبراني من حديث عبد الله بن حنطب، قال الترمذي لا صحبة له ورواه أبو نعيم من رواية ابن وهب عن ابن عباس: أبو بكر خير أمتي وأرحمها وعمر أغيرها، وعثمان أحياها، وعلي أبهاها، قال في تخريج الحافظ على الديلمي أخرجه أبو محمد من رواية سلمان عن ابن عمر وفي سنده محمد بن الحارث.

ص: 32

51 -

(أبو بكر خير الناس بعدي إلا أن يكون نبي) رواه ابن عدي والطبراني والديلمي والخطيب في المتفق والمفترق بسندهم إلى سلمة بن الأكوع، وقال ابن عدي هذا الحديث أحد ما أنكر على عكرمة.

52 -

(أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار، فاعرفوا ذلك له، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر) رواه ابن الإمام أحمد في زوائده وابن مردويه والديلمي عن ابن عباس.

53 -

(أبو حنيفة سراج أمتي قال القاري في موضوعاته الكبرى هو موضوع باتفاق المحدثين، وقال العلامة ابن حجر المكي في كتابه المسمى بالخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان نقلا عن الحافظ السيوطي وغيره إن الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كان الإيمان عند الثريا وفي لفظ لو كان العلم معلقا عند الثريا لتناوله رجال من أبناء فارس محمول على أبي حنيفة وأضرابه وبه يستغنى عن أن يستشهد على فضله بحديث أطبق المحدثون على أنه موضوع، ثم أورده بروايات أطال في بيانها ورد النُقّاد لها، وقال أنها كلها موضوعات لا تروج على من له أدنى إلمام بنقد الحديث، قال فمن الروايات الموضوعة سيأتي رجل من بعدي يقال له النعمان بن ثابت، ويكنى أبا حنيفة يَحيَا دينُ الله وسنتي على يديه، وفي رواية عن ابن عباس يطلع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر على جميع خراسان، يكنى بأبي حنيفة، انتهى ملخصا، ومن ذلك الموضوع ما ذكره بعضهم بقوله قال النبي صلى الله عليه وسلم إن سائر الأنبياء تفخر بي، وأنا أفتخر بأبي حنيفة، وهو رجل تقي عند ربي، وكأنه جبل من العلم، وكأنه نبي من أنبياء بني إسرائيل، فمن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، قال ابن الجوزي أنه موضوع.

وَرُدّ بما في الضياء المعنوي بأنه تعصب لأنه رُوِيَ بطرق مختلفة، انتهى.

وأقول لعلها لا تصلح وإن تعددت، كما قالوا في حديث من حفظ على أمتي أربعين حديثا فإنه ضعيف وإن تعددت طرقه ومن الموضوع أيضا ما روي أن آدم افتخر بي، وأنا أفتخر برجل من أمتي اسمه

ص: 33

نعمان، وكنيته أبو حنيفة، هو سراج أمتي ومثله ما رواه الجرجاني في مناقبه بسنده لسهل ابن عبد الله التستري أنه قال لو كان في أمة موسى وعيسى مثل أبي حنيفة لما تهودوا ولما تنصروا ومثله ما افتراه أحمد بن مأمون لما قيل له ألا ترى إلى الإمام الشافعي ومن تابعه بخراسان بقوله حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا عبد الله بن معدان الأزدي عن أنس مرفوعا يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس، ورجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي، ذكره المناوي في شرح نخبة الفكر للحافظ بن حجر.

54 -

(ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما) رواه ابن عساكر عن ابن عمر وعلي رضي الله عنهما (1) .

55 -

إبليس طلاع رصاد صَيّاد) قال الحافظ بن حجر في تخريج أحاديث الديلمي أسنده في حديث أوله اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن إبليس طلاع الخ انتهى وسيأتي روايته له عن معاذ.

56 -

(أبْنِ القدح عن فيك، ثم تنفس) رواه البيهقي في شعب الإيمان وسمويه عن أبي سعيد الخدري.

57 -

(ابنوا المساجد، وأخرجوا القمامة منها، فمن بنى لله بيتا بنى الله له بيتا في الجنة، قيل يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال نعم، إخراج القمامة منها مهور الحور العين) ورواه الطبراني وابن النجار والضياء في المختارة عن أبي قرصافة ورواه الديلمي عن علي بن أبي طالب بلفظ ابنوا مساجدكم جما، وابنوا مداينكم مشرفة وعزاه في الجامع الصغير لابن أبي شيبة عن ابن عباس.

58 -

(أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يعلم) قال في التمييز تبعا للأصل أخرجه الديلمي من حديث أبي هريرة من رواية عمر بن راشد وهو ضعيف جدا، وقال البيهقي ضعيف بالمرة، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وزاد في الأصل ورواه القضاعي في مسنده فقال اجتمع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة فتماروا

(1) في " جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين "، للمحبي، تفصيل الكلام على هذا الحديث.

ص: 34

في شئ فقال لهم علي انطلقوا بنا إلى رسول الله فلما وقفوا عليه قالوا: يا رسول الله جئنا نسألك عن شئ، فقال: إن شئتم فاسألوا، وإن شئتم خبرتكم بما جئتم له، فقال لهم جئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي وكيف يأتي، فذكر أبى الله الحديث المذكور، ورواه الديلمي كما في الدرر عن أبي هريرة بلفظ أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب، رواه العسكري وابن ماجه بسند ضعيف عن علي رفعه: إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبَعُّل لزوجها والتودد نصف الإيمان، وما علل أمر على اقتصاد، واستنزلوا الرزق بالصدقة، وأبى الله إلا أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث لا يحتسبوا.

قال النجم ولا يصح شئ منها انتهى وأقول الحديث بطرقه معناه صحيح وإن كان ضعيفا ففي التنزيل (ومن يتق الله يجعلْ له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) والمعنى كما قال البيهقي وغيره أبى الله أن يجعل أرزاق عباده من حيث يحتسبون، وهو كذلك فإن الله تعالى يرزق عباده من حيث يحتسبون تارة كالتجارة والحراثة، وتارة يرزقهم من حيث لا يحتسبون كالرجل يصيب معدنا أو ركازا أو يرث قريبا له يموت أو يعطيه أحد مال من غير استشراف نفس ولا سؤال، وآية ومن يتق الله ليس فيها حصر فليتأمل.

59 -

(أبى الله أن يصح إلا كتابه) أورده القاري في الموضوعات بلفظ أبى الله إلا أن يصح كتابه، وقال في التمييز تبعا للأصل لا أعرفه، وزاد في الأصل ولكنه قال الله تعالى (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) ولذا قال الشافعي رضي الله عنه لقد ألفت هذه الكتب، ولم آل جهدا فيها، ولا بد أن يوجد فيها الخطأ لأن الله تعالى يقول (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب أو السنة فقد رجعت عنه أخرجه عبد الله بن شاكر في مناقبه ولبعضهم: كم من كتاب قد تصفحته

وقلت في نفسي أصلحته حتى إذا طالعته ثانيا

وجدت تصحيفا فصححته

ص: 35