المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(حرف الهمزة مع الراء) - كشف الخفاء ط القدسي - جـ ١

[العجلوني]

فهرس الكتاب

- ‌كشف الخفاء ومزيل الإلباس

- ‌حياة المصنف

- ‌(حرف الهمزة)

- ‌(حرف الهمزة مع الباء الموحدة)

- ‌(حرف الهمزة مع التاء المثناة)

- ‌(حرف الهمزة مع الثاء المثلثة)

- ‌(الهمزة مع الجيم)

- ‌(الهمزة مع الحاء المهملة)

- ‌(الهمزة مع الخاء المعجمة)

- ‌(الهمزة مع الدال المهملة)

- ‌(الهمزة مع الذال المعجمة)

- ‌(حرف الهمزة مع الراء)

- ‌(حرف الهمزة مع الزاي)

- ‌(حرف الهمزة مع السين المهملة)

- ‌(الهمزة مع الشين المعجمة)

- ‌(حرف الهمزة مع الصاد المهملة)

- ‌(الهمزة مع الضاد المجمعة)

- ‌(حرف الهمزة مع الطاء المهملة)

- ‌(حرف الهمزة مع الظاء المشالة)

- ‌(حرف الهمزة مع العين المهملة)

- ‌(حرف الهمزة مع الغين المعجمة)

- ‌(حرف الهمزة مع الفاء)

- ‌(حرف الهمزة مع القاف)

- ‌(حرف الهمزة مع الكاف)

- ‌(حرف الهمزة مع اللام)

- ‌(الهمزة مع الميم)

- ‌(حرف الهمزة مع النون)

- ‌(حرف الهمزة مع الهاء)

- ‌(حرف الهمزة مع الواو)

- ‌(حرف الهمزة مع اللام ألف)

- ‌(حرف الهمزة مع الياء التحتية)

- ‌(حرف الباء الموحدة)

- ‌(حرف المثناة الفوقية)

- ‌(حرف الثاء المثلثة)

- ‌(حرف الجيم)

- ‌(حرف الحاء المهملة)

- ‌(حرف الخاء المعجمة)

- ‌(حرف الدال المهملة)

- ‌(حرف الذال المعجمة)

- ‌(حرف الراء المهملة)

- ‌(حرف الزاي)

- ‌(حرف السين المهملة)

الفصل: ‌(حرف الهمزة مع الراء)

في عِطْفه أو فترة: " بسم الله وبالله أذهب البأس رب الناس واشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما يا أرحم الراحمين ".

وكانت تنفخ ولا تتفُلُ وللحديث طرق أخرى.

(حرف الهمزة مع الراء)

307 -

(الأرض أرض الله والعباد عباد الله من أحيا مواتا فهو له) رواه الطبراني عن فضالة بن عبيد، قال الله تعالى (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) .

308 -

(أربع من السعادة المرأة الصالحة المسكن الواسع والجار الصالح) والمركب الهنئ وأربع من الشقاوة المرأة السوء والجار السوء والمركب السوء

والمسكن الضيق) رواه الحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي عن سعد.

309 -

(أربع لا يشبعن - وفي لفظ لا تشبع - من أربع أرض من مطر وأنثى من ذكر وعين من نظر وعالم من علم) رواه الحاكم في تاريخ نيسابور وأبو نعيم عن أبي هريرة مرفوعا، وزاد في الدرر كالزركشي وابن عدي عن عائشة وقال منكر انتهى، وأورده العقيلي في الضعفاء، وابن الجوزي في الموضوعات لأنه روي من طرق فيها كذاب ومتروك الحديث ومنكر، وقال المنوفي: الأشبه ما في المشهور أنه من كلام الحكماء، وقال النجم واشتهر على كثير من الألسنة بلفظ وسمع من خبر بدل وعالم من علم ولا أصل له، لكن لبعضه شواهد كحديث منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا، وكحديث لا يشبع عالم من علم حتى يكون منتهاه الجنة.

310 -

(أربع من سعادة المرء أن تكون زوجته صالحة وأولاده أبرارا وخلطاؤه صالحين وأن يكون رزقه في بلده) رواه ابن عساكر والديلمي عن سهل وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان.

311 -

(ارجعن مأزورات غير مأجورات) رواه ابن ماجه عن علي، وأبو

ص: 107

يعلى عن أنس، وفيه الاتّباع، إذ قياسه موزورات بالواو لأنه من الوزر وهو الإثم لا من الأزر بالفتح وهو القوة، لكنه هُمِز اتّباعا لمأجورات، على حد قوله تعالى (الله يُبدئ الخلق ثم يُعيده) على قراءة يُبدئ بضم أوله.

312 -

(أَرِحْنا بِها يا بلالُ) يعني الصلاة رواه أبو داود عن سالم بن أبي الجعد قال قال رجل ليتني صليت فاسترحت فكأنهم عابوا ذلك عليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها، ولأبي داود عن محمد بن الحنفية أنه قال انطلقت أنا وأبي إلى صهر لنا في الأنصار نعوده فحضرت الصلاة فقال لبعض أهله يا جارية ائتوني بوضوء لعلي أصلي وأستريح قال فأنكرنا ذلك عليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قم يا بلال فأرِحْنا بالصلاة.

313 -

(أرحَمُ أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان وأقرَؤُهُم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجَرّاح) رواه الترمذي بسند فيه ضعيف عن أنس مرفوعا وقال غريب، لكن قال الدارقطني والترمذي عن أنس أيضا مرفوعا وقال حسن صحيح انتهى، وهذا الاختلاف مبني على اختلاف السند كما في النجم، ورواه أبو يعلى وابن عدي عن ابن عمر بلفظ: أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد ابن ثابت، وأقرؤهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، ورواه الطبراني عن جابر بلفظ أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأرفق أمتي لأمتي عمر، وأصدق أمتي حياء عثمان، وأقضى أمتي علي بن أبي طالب، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل يجئ يوم القيامة أمام العلماء، وأقرأ أمتي أبي بن كعب، وأفرضها زيد بن ثابت، وقد أوتي عويمر عِبادةً يعني أبا الدرداء.

ورواه العقيلي عن أبي سعيد بلفظ: أرحم هذه الأمة بها أبو بكر وأقواهم في دين الله عمر، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقضاهم علي بن أبي طالب

ص: 108

وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأبو هريرة وعاء من العلم، وسلمان عالم لا يدرك، ومعاذ ابن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه، وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، وعزاه في المقاصد للترمذي عن أنس بلفظ: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أُبَيّ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة، وقال في الدرر رواه أحمد عن أنس بلفظ: أرحم أمتي أبو بكر وأشدهم عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد، وأقرؤهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، ورواه عبد الرزاق عن قتادة مرسَلا، ومن الوجه الثاني أخرجه أحمد والطيالسي والنسائي وابن ماجه والضياء وابن حبان وصححه والحاكم، وفي لفظ له " وأفرض أمتي زيد "، والحديث أُعِلّ بالإرسال، وسماع أبي قلابة من أنس صحيح لكنه قيل لم يسمع منه هذا، وذكر الدارقطني في العلل الاختلاف فيه على أبي قلابة، ورجح هو والبيهقي والخطيب أن الموصول منه ذكر أبي عبيدة والباقي مرسل ورجح ابن المواق وغيره رواية الموصول وليس عند واحد منهم وأقضاهم علي وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب عن مِحْجَنْ أو أبي محجن.

314 -

(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) روى يرحمكم مرفوعا على الاستئناف البياني ويجوز جزمه لوقوعه في جواب الأمر، لكن ذكر في الإسعاف أن الرواية بالرفع، وكذا نقله البيلوني عن العمادي على أن الجملة دعائية فاعرفه، وهذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد وأبو داود والترمذي وآخرون عن عبد الله بن عمرو بن العاص وقال الترمذي حسن صحيح وصححه الحاكم لما له من الشواهد، منها ما رواه الشيخان في صحيحَيهما عن أسامة بن زيد بلفظ (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) ومنها ما روياه عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم لا يُرحم، وفي هذين الفعلين أربعة وجزمهما ورفع الأول

ص: 109

وجزم الثاني وبالعكس، ومنها ما رواه أحمد عن جابر بلفظ من لا يرحم لا يرحم ومن لا يَغفر لا يُغفر له، ورواه الطبراني عن جرير بهذا اللفظ، وزاد ومن لا يَتب لا يُتب عليه، ومنها ما روياه عن جرير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، ومنها ما رواه الطبراني بإسناد جيد عن جرير مرفوعا من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء، ومن شواهده أيضا ما رواه أحمد وعبد بن حميد في مسنديهما والطبراني وغيرهم بسند جيد عن ابن عمر وأيضا مرفوعا ارحموا تُرحموا واغفروا يُغفر لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون وغير ذلك مما ذكره السخاوي في بعض تصانيفه، وهذا الحديث مسلسل بالأولية إلى سفيان بن عيينة بزيادة الراحمون يرحمهم الرحمن في أوله كما رواه البخاري في الجنائز، وفي مسالك الأبرار لشيخ مشايخنا الشيخ إبراهيم الكوراني نقلا عن الزين العراقي أنه قال والمشهور أن التسلسل في هذا الحديث إلى ابن عيينة دون بقية الإسناد، وقد رويناه في جزء جمعه ابن الصلاح في جملة طرق هذا الحديث، وأوصل التسلسل فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يصح إسناده انتهى، وأقول الذي يدل عليه كلامهم أن المسلسل بالأولية إنما هو الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وأما شواهده الواردة بألفاظ مختلفة فليست منه فليراجع، وقد نظمه الحافظ ابن حجر عاقدا له بقوله:

إن من يرحم أهل الأرض قد

آن أن يرحمه من في السما

فارحم الخلق جميعا إنما

يرحم الرحمن منا الرحما

ولغيره: من يرحم الخلق فالرحمن يرحمه

ويكشف الله عنه الضر والباسا

ففي صحيح البخاري جاء متصلا

لا يرحم الله من لا يرحم الناسا

وقلت كالغير في البيتين ومشيرا إلى الحديث المسلسل بالأولية في البيت الثالث فافهم:

كن يا أُخي رحيم القلب طاهره

يرحمك مولاك بل يؤنسك إيناسا

ففي الصحيحين ما معناه متصلا

لا يرحم الله من لا يرحم الناسا

ص: 110

والراحمون روى الأشياخ مرتفعا

بالأولية في التحديث نبراسا

ولشيخنا العارف عبد الغني:

لقد أتانا حديث عن مشايخنا

مسلسلا أوليا قد رويناه قال النبي صلاة الله دائمة

مع السلام عليه عند ذكراه الراحمون هم الرحمن يرحمهم

برحمة منه نرويه بمعناه من كان يرحم من في الأرض يرحمه

من في السماء تعالى الراحم الله

ولصديقنا وخريجنا السيد أحمد البهنسي: روينا عن مشايخنا حديثا

إلى ابن عيينة بالأولية عن المختار صلى الله ربي

عليه في الغداة مع العشية إذا نحن رحمنا أهل أرض

فيرحمنا برحمته السنية وذا معنى الحديث فكن رحيما

تنل من فضله الرتب العلية

315 -

(الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) قال في التمييز متفق عليه رواه الشيخان كما في اللآلئ، وكذا رواه أبو داود عن أبي هريرة، قال البيهقي سألت الحاكم أبا عبد الله الحافظ عن معناه فقال المؤمن والكافر لا يسكن قلبه إلا إلى شكله انتهى، وقال في المقاصد رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا، وهو عند البخاري في الأدب المفرد عن سهيل بل علّقه في صحيحه عن عائشة أنها سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه أبو داود عن عمرة قالت كانت امرأة مكية بطالة تضحك النساء وتغني وكانت امرأة بالمدينة مثلها فقدمت المكية المدنية فتعارفتا فدخلتا على عائشة فتعجبت من اتفاقهما فقالت عائشة للمكية عرفت هذه قالت لا ولكنا التقينا فتعارفنا فضحكت عائشة وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأرواح جنود - الحديث، وأخرجه أبو يعلى بنحوه والزبير بن بكار عن عائشة أن إمرأة كانت بمكة تدخل على نساء قريش تضحكهن فلما هاجرن ووسع الله دخلت المدينة قالت عائشة فدخلت علي فقلت لها

ص: 111

فلانة ما أقدمك قالت إليكن قالت فأين نزلت قالت على فلانة امرأة كانت تضحك بالمدينة قالت عائشة ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فلانة المضحكة عندكم قالت عائشة نعم فقال فعلى من نزلت قالت على فلانة المضحكة قال الحمد لله رب العالمين إن الأرواح جنود مجندة - الحديث وأفادت هذه الرواية بيان سبب الحديث، وفي الباب سلمان وابن عباس وابن عمر وعمر وعلي وأبو الفضل وابن مسعود لكن لفظ ابن مسعود عند العسكري مرفوعا الأرواح جنود مجندة تلتقي فتشاءم كما تشاءم الخيل فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف فلو أن رجلا مؤمنا جاء إلى مجلس فيه مائة منافق وليس فيهم إلا مؤمن واحد لجاء حتى يجلس إليه ولو أن منافقا جاء إلى مجلس فيه مائة مؤمن وليس فيه إلا منافق لجاء حتى جلس إليه، وأخرجه الديلمي بلا سند عن معاذ مرفوعا بلفظ لو أن رجلا مؤمنا دخل مدينة فيها ألف منافق ومؤمن واحد لشم روحه روح ذلك المؤمن وعكسه، ويشهد له ما سيأتي من حديث المرء على دين خليله، وما في الحلية في ترجمة أويس لما اجتمع بهرم بن حيان العبدي ولم يكن لقيه وخاطبه أويس باسمه قال له هرم من أين عرفت اسمي واسم أبي فوالله ما رأيتك قط ولا رأيتني قال عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي نفسك لأن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله وإن نأت بهم الدار ووفت بهم المنازل، وما أحسن ما قال الشهاب بن أسعد التنوخي:

إن القلوب لأجناد مجندة

قول الرسول فمن ذا فيه يختلف

فما تعارف منها فهو مؤتلف

وما تناكر منها فهو مختلف

وما أحسن ما قيل أيضا:

بيني وبينك في المحبة نسبة

مستورة عن سر هذا العالم

نحن اللذان تحاببت أرواحنا

من قبل خلق الله طينة آدم

تنبيه: اختلفوا هل الأرواح خلقت قبل الأجساد أم معها، والراجح الأول، بل ادعى فيه ابن حزم الإجماع، واستدل بحديث ضعيف جدا، ولفظه أن الله خلق الأرواح

ص: 112

قبل الأجساد بألفي عام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وقيل خلقت مع الأجساد وجرى عليه جماعة واستدلوا بما رواه الشيخان من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله الملك فينفخ فيه الروح، وأجيب بأن نفخ الروح غير خلقها فهي موجودة أولا فإذا خلقت الأجساد نفخت الأرواح فيها فتأمل، وقال ابن حجر المكي في فتاواه الحديثية ما روي عن ابن عباس أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد بأربعة آلاف سنة وخلق الأرزاق قبل الأرواح بأربعة آلاف سنة لا أصل له، وأيضا خبر خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ضعيف جدا فلا يعول عليه قال نعم صح أن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وذلك شامل للأرزاق انتهى.

316 -

(الأرضون سبْع، في كل أرض نبي كنبيكم) رواه البيهقي في الأسماء والصفات بسند صحيح كما قال الحاكم عن ابن عباس في قوله تعالى (الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) قال سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى، وفي لفظ كآدمكم وكنوحكم وكإبراهيمكم وكعيساكم، قال البيهقي في الشعب هو شاذ بالمرة، قال السيوطي هذا من البيهقي في غاية الحسن فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن لاحتمال صحة الإسناد مع أن في المتن شذوذا أو علة تمنع صحته، وقيل هل آدم ومن بعده المذكورون فيما عدا الأرض الأولى من الأنس أو من غيرهم وهل هم متعبدون بمثل من تعبد في الأرض الأولى؟ وهل هم مقارنون لهم في زمنهم، قال ابن حجر الهيثمي في فتاويه: إذا تبين ضعف الحديث، أغنى ذلك عن تأويله، لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة، وقال: يمكن أن يؤول الحديث على أن المراد بهم النذر الذين كانوا يُبَلّغون الجن عن أنبياء البشر، ولا يبعد أن يسمى باسم

ص: 113

النبي الذي بُلّغَ عنه انتهى فتدبر فإنه لو صح في نبينا لم يستقم في غيره، وقال ابن كثير بعد عزوه لابن جرير بلفظ " في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم وإبراهيم كإبراهيمكم ": هو محمول، إن صح عن ابن عباس، على أنه أخذه من الإسرائيليات، وذلك وأمثاله إذا لم يصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله انتهى.

تنبيه: ورد في الحديث أن بين كل أرض وأرض مسيرة خمسمائة عام كما بين كل سماء وسماء، فقد أخرج الحافظ ابن رجب في كتاب التخويف من النار بسنده عن عبد الله ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الأرضين سبع بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة خمسمائة عام، فالعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في سماء والحوت على صخرة والصخرة بيد ملك.

والثانية مسجن الريح فلما أراد أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا.

قال: يا رب، أَرسِلُ عليهم من الريح قدر منخر الثور قال له الجبار تبارك وتعالى: إذا تُكْفأ الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم.

فهي التي قال الله تعالى في كتابه (ما تذر من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم) .

والثالثة فيها حجارة جهنم.

والرابعة فيها كبريت جهنم قالوا يا رسول الله: للنار كبريت؟ قال نعم والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسلت فيها الجبال الرواسي لانماعت.

والخامسة فيها حياة جهنم وإن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على وضم.

والسادسة فيها عقارب، وإن أدنى عقرب منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة، ضربتها حر جهنم.

والسابعة سقر، وفيها

إبليس مصفد بالحديد، يد أمامه ويد خلفه، فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء من عباده أطلقه.

أخرجه الحاكم في آخر المستدرك وقال تفرد به أبو الشيخ والحديث صحيح لكن رفعه منكر ولعله موقوف انتهى، وأقول لعل سُمْكَ كل أرض مسيرة خمسمائة عام كسُمْكِ السماوات، كما ورد بذلك الحديث عن سيد السادات فتدبر، ومما يناسب إيراده هنا ما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب.

فقال هل تدرون ما هذا قالوا الله ورسوله

ص: 114

أعلم قال هذا العناق، هذه زوايا الأرض يسوقها الله تعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه ثم قال هل تدرون ما فوقكم؟ " قالوا:" الله ورسوله أعلم ".

قال: " فإنها الرفيع، سقف محفوظ وموج مكفوف ".

ثم قال: " هل تدرون ما بينكم وبينها؟ " قالوا: " الله ورسوله أعلم قال: " بينكم وبينها خمسمائة عام ".

ثم قال: " هل تدرون ما فوق ذلك؟ " قالوا: " الله ورسوله أعلم " قال: " إن فوق ذلك سماءين، بُعْد ما بينهما خمسمائة سنة ".

ثم قال كذلك، حتى عَدّ سبع سماوات ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض.

ثم قال: " هل تدرون ما فوق ذلك؟ " قالوا: " الله ورسوله أعلم ".

قال: " إن فوق ذلك العرش، وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين ".

ثم قال: " هل تدرون ما تحتكم؟ " قالوا: " الله ورسوله أعلم ".

قال: " إنها الأرض ".

ثم قال: " هل تدرون ما تحت ذلك؟ " قالوا: " الله ورسوله أعلم ".

قال: " إن تحتها أرضا أخرى، بينهما مسيرة خمسمائة سنة ثم عد سبع أرضين، ثم قال: " والذي نفس محمد بيده، لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى، لهبط على الله ثم قرأ (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم) ".

وقال الترمذي: قراءته صلى الله عليه وسلم الآية تدل أنه لهبط على علم الله وقدرته.

317 -

(الأرض في البحر كالإصطبل في البر) قال القاري في الموضوعات لم يوجد له أصل، لكن ذكره بلفظ:" الأرض في البحر كالإصطبل في الأرض ".

318 -

(ارحموا من الناس ثلاثة عزيز قوم ذل وغنى قوم افتقر وعالما بين جهال) رواه العسكري وابن حبان بسند فيه منكر عن أنس، ورواه الخطيب بسند فيه مجهول عن أنس مرفوعا مثله لكن بلفظ وفقيها يتلاعب به الصبيان الجهال، ورواه القضاعي عن ابن مسعود رفعه بلفظ وعالما يلعب به الحمقى والجهال، ورواه ابن حبان في تاريخه بسند فيه كذاب عن ابن عباس وأبي هريرة مرفوعا بلفظ وعالم يتلاعب به الصبيان، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال إنما يعرف من كلام الفضيل بن عياض وساقه من جهة الحاكم عن الفضيل بن عياض أنه قال ارحموا عزيز قوم ذل وغنيا افتقر وعالما بين جهال، وقال في الدرر وأخرجه ابن حبان في تاريخه من حديث ابن عباس والديلمي في حديث أبي هريرة بأسانيد واهية

ص: 115

والسلماني في الضعفاء عن أنس وضعفه هذا، والمشهور على الألسنة إسقاط لفظ من الناس ثلاثة.

319 -

(اِرْضَ من الدنيا بالقوت، فإن القوت لمن يموت كثير) رواه العسكري والديلمي عن سمرة مرفوعا بلفظ " يا ابن آدم اِرْضَ من الدنيا

" الحديث.

وفي معناه قول الخليل بن أحمد: يكفي الفتى خلق وقوت، ما أكثر القوت لمن يموت.

320 -

(الأرُزُّ مني وأنا من الأرز) موضوع كما في المقاصد وغيرها وكذا من أكل من الأرز أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه كما قال الصغاني وكذلك قولهم: خلق الأرز من بقية نفسي، وقال النجم ومن الباطل المكذوب ما رواه الديلمي عن علي بن أبي طالب بلفظ الأرز في الطعام كالسيد في القوم والكراث في البقول بمنزلة الخبز وعائشة كالثريد وأنا كالملح في الطعام، وقال الحافظ السيوطي في شرح التقريب ومن الموضوع أحاديث الأرز والعدس والباذنجان والهريسة، وسيأتي له تتمة في لو كان الأرز رجلا.

321 -

(الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدس الإنسان عمله) روى مالك أن أبا

الدرداء كتب إلى سلمان الفارسي أن هلم إلى الأرض المقدسة فكتب إليه سلمان الأرض المقدسة إلخ وهو موقوف ومنقطع وذكره الدينوري عن عبد الله بن هبيرة بزيادة وأرض الجهاد عقب إلى الأرض المقدسة، ونقل القاري في الموضوعات الكبرى عن ابن ملك أنه ذكر في شرح خطبة المشارق عن والده أنه كان يقول حاكيا عن مشايخه إن من دفن بمكة ولم يكن لائقا بها تنقله الملائكة ولكني لم أجد فيه رواية انتهى.

322 -

(الأرمد لا يعاد) سيأتي " ثلاث لا يعاد صاحبهن: الرمد وصاحب الضرس وصاحب الدمل "، رواه الطبراني والبيهقي وضعفه عن أبي هريرة رفعه، ورواه البيهقي أيضا عن يحيى بن أبي كثير على أنه من قول أبي هريرة، وهو الصحيح، فقد قال زيد بن أرقم رمدت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ثبت النهي

ص: 116