الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولًا: البداية في النقاش بمنهج التلقي وإثبات الدين
.
كيف نتلقى الدين؟ ونُثْبِت العقيدة والعبادة، وما هي مصادرنا لهذا التلقي؟ الإسلام يحصر مصدر التلقي في الكتاب والسنة الصحيحة فقط ولا يجوز إثبات عقيدة إلا بنص من القرآن وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولا إثبات شريعة إلا بكتاب وسنة واجتهاد موافق لهما، والاجتهاد يصيب ويخطئ، ولا معصوم إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فقط.
أما الصوفية فيزعمون أن شيوخهم يتلقونه عن الله رأسًا، وبلا واسطة، وعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي يزعمون أنه يحضر مجالسهم وأماكن ذكرهم دائمًا، وعن الملائكة وعن الجن الذين يسمونهم بالروحانيين وبالكشف الذي يزعمون أن قلب الولي تنكشف له الغيوب فيرى ما في السموات والأرض، وما سبق وما يأتي من الحوادث، فالولي عندهم لا يعزب عن علمه ذرة في السموات ولا في الأرض.
ثانيًا: تبيِّن للصوفي المفاهيم الآتية:
1 -
ديننا هو الإسلام لا يقبل الله من أحد سواه. قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (آل عمران: 85)
2 -
معنى شهادة أن لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله.
3 -
معنى شهادة أن محمدًا رسول الله: تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
4 -
أمرَنا اللهُ بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله. قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (البقرة: 256) والعروة الوثقى هي: لا إله إلا الله، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله.
5 -
أول ما فرض الله على الناس الإيمان بالله والكفر بالطاغوت. كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: 36)، والطاغوت: كل ما عُبِد من دون الله وهو راضٍ.
6 -
صفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله تعالى وتتركها وتبغضها، وتكفِّر أهلها وتعاديهم.
7 -
خلق الله الجن والإنس لعبادته وحده. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56)
8 -
العبادة ليست مقتصرة على الصلاة والصيام والزكاة والحج، بل العبادة اسم جامع لما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
9 -
أنواع العبادة كثيرة منها: الدعاء، والخوف، والتوكل، والصلاة، والذكر، وبر الوالدين وغيرها.
ودليل الدعاء قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر: 60)، ودليل الخوف قوله تعالى:{فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران: 175)، ودليل التوكل قوله تعالى:{وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (المائدة: 23)، ودليل الصلاة قوله تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الروم: 31)، ودليل الذكر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} (الأحزاب: 41)، ودليل بر الوالدين قوله تعالى:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} (الأحقاف: 15)
10 -
تُصْرَفُ جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، وصرف شيءٍ منها لغير الله كفر وشرك. قال تعالى:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (المؤمنون: 117)
11 -
الكفر والشرك منه الأصغر والأكبر على ما هو مفصل في كتب التوحيد.
12 -
الشرك ضد التوحيد، فالتوحيد هو إفراد الله تعالى بالعبادة، والشرك هو صرف إحدى العبادات لغير الله تعالى، مثل أن يدعو غير الله، أو يسجد لغير الله.
13 -
الشرك أكبر الذنوب وأعظمها؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء:48).والشرك الأكبر يبطل جميع الطاعات، ويوجب الخلود في النار وعدم دخول الجنة، كما قال تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام: 88) وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} (المائدة: 72)
14 -
الكفر ينافي التوحيد، فالكفر أقوال وأعمال تخرج فاعلها عن التوحيد والإيمان. ومثال الكفر: الاستهزاء بالله تعالى، أو آيات القرآن، أو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما قال تعالى:{قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}
…
(التوبة:65، 66)
15 -
النفاق ينافي التوحيد، فالنفاق: أن يظهر للناس التوحيد والإيمان ويبطن في قلبه الشرك والكفر. ومثال النفاق: أن يظهر بلسانه الإيمان بالله ويبطن الكفر كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} (البقرة: 8) أي يقولون بألسنتهم آمنا بالله وما هم بمؤمنين حقيقة في قلوبهم.
16 -
أنواع التوحيد:
أ- توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله عز وجل مثل الخلق والرزق وتدبير الأمور والإحياء والإماتة ونحو ذلك. فلا خالق إلا الله، كما قال تعالى:{اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (الزمر: 62) ولا رازق إلا الله، كما قال تعالى:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} (هود: 6)، ولا مدبِّر إلا الله، كما قال تعالى:{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} (السجدة: 5)، ولا محيي ولا مميت إلا الله، كما قال تعالى:{هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (يونس: 56).
وهذا النوع قد أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يُدخِلهم في الإسلام، كما قال تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ} (لقمان: 25)
ب - توحيد الألوهية: وهو توحيد الله بأفعال العباد التي أمرهم بها. فتصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والاستعاذة وغير ذلك.
وهذا النوع من التوحيد هو الذي جاءت به الرسل عليهم السلام، حيث قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: 36) وهذا النوع من