المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌تقديم عشنا دهرا في زمان قوامه الصراع الدائم - كناشة النوادر

[عبد السلام هارون]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌جراحة التجميل:

- ‌محو الأمية:

- ‌تنظيم خدمة العملاء:

- ‌خيال الظل:

- ‌رايات العرب:

- ‌اعياد الميلاد:

- ‌المرأة:

- ‌اضخم مسيرة للنساء:

- ‌تأصيل بهض الكلمات:

- ‌البوري ضرب من السمك:

- ‌الشوربة والشوربجي:

- ‌الفذلكة:

- ‌كلمة الصابون:

- ‌في مجال التعبير:

- ‌من نوادر التسمية:

- ‌ظواهر حضارية:

- ‌الإرشاد الصحي:

- ‌الجراحة الدقيقة:

- ‌الإحصاء المدني:

- ‌استعمال الشوكة والسكين:

- ‌تعليم الحيوان:

- ‌المكاتبون:

- ‌المولي من فوق:

- ‌الفاظ حضارية

- ‌الموجه:

- ‌الجمة

- ‌لفظ الزوار واطلاقه علي طلاب المعروف:

- ‌تاريخ الفاظ

- ‌العاصمة والعواصم

- ‌النسبة الي البلاد

- ‌قاضي القضاة:

- ‌سوريا

- ‌الزير:

- ‌المقندل

- ‌الشطرنجة:

- ‌بعض قضايا العربية

- ‌الإمعة والطفيلي:

- ‌التصغير علي فعيل

- ‌نائب الفاعل:

- ‌المشالة:

- ‌كتاب القوافي لسيبويه:

- ‌ايوه:

- ‌سارة:

- ‌المد والجزر:

- ‌الانهار المقلوبة:

- ‌الفحم الحجري او الصخري:

- ‌التبان:

- ‌المراكبي:

- ‌البلهارسيا:

- ‌المرأة

- ‌سجن الطرارات:

- ‌التبكير بالتعليم

- ‌الإعفاء من الجندية

- ‌قسوة العشارين:

- ‌الحيل الحربية

- ‌الدبابات:

- ‌البريد الصوتي:

- ‌مقاومة الجراد

- ‌وضع الجمرة تحت الثياب:

- ‌الوزير والكاتب:

- ‌الجاحظ وزواجه وولده:

- ‌تهجير الحيوان:

- ‌عض الانسان للحيوان:

- ‌لغويات:

- ‌المقفص

- ‌تجوهرت الامور:

- ‌المتنيح

- ‌الطرطور:

- ‌كلمة موءودة:

- ‌في ظلال النحو:

- ‌الجمع بين تاء المضارعة في اول الفعل وبين نون النسوة:

- ‌الظرف المستقر:

- ‌اذا عرف السبب بطل العجب:

- ‌اول جمال يراها الاوربي

- ‌تامور الزكاة:

- ‌رفيف العين:

- ‌اجرة الخان في اليوم:

- ‌الدوقية:

- ‌عاشوراء

- ‌سنة الفقهاء:

- ‌سم الخياط:

- ‌الجمل عند اليهود:

- ‌في مجال التأليف:

- ‌لسان العرب:

- ‌تهذيب الحيوان:

- ‌مقامات الحريري:

- ‌اجزاء القرآن الكريم:

- ‌الفية ابن مالك

- ‌من تاريخ الخط العربي:

- ‌الثقة بالتواريخ المعاصرة:

- ‌القسامة:

- ‌في مجال النحو واللغة:

- ‌عشرة الاف محبرة:

- ‌الحديث القدسي:

- ‌الحمي الشوكية:

- ‌في النسب الي القبائل:

- ‌من نوادر اسماء القبائل:

- ‌كنوز مصر:

- ‌الغز:

- ‌في مجال الاعلام:

- ‌في مجال الالفاظ:

- ‌المرأة:

- ‌في مجال التعبير

- ‌في مجال النحو والصرف:

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌تقديم عشنا دهرا في زمان قوامه الصراع الدائم

بسم الله الرحمن الرحيم

‌تقديم

عشنا دهرا في زمان قوامه الصراع الدائم بين الدعوة الحقة والدعوات المتطرفة الي كل مايثير الأحرارمن نبذ للعروبة والعربية ودعوة عارمة الي الشعوبية والي العامية بلغت ذروتها في اصدار بعض الصحف السيارة في مصرنا العزيزة باللغة العامية وهو واقع سجله التاريخ ولا تزال آثاره باقية في سجل لا يستطاع محوه من صحيفة معروفة متداولة مجني عليها وكان هذا امرا محزنا حقا.

وعشنا كذلك في زمان دعا فيه بعض الأفراد ممن اضطرتهم الظروف ان يعدلوا مسارهم من الإلحاد الظاهر الي الكتابة في مجال الايمان بل في مجال التصوف وتمجيد الإسلام وابطال الإسلام ويقولون: عفا الله عما سلف والله اعلم بما صنعوا!

كان هذا قدرنا وهذا عصرنا الذي اظلتنا ظلاله القاتمة السود وكانت فتنة هزمها الحق وقوض دعائمها الهشة تقويضا واتي الله بنيانهم من القواعد وكانت نفوسنا الشابة حينئذ تأسي لهؤلاء القوم الين بغوا وابتغوا ان تنتكس الراية وتنتصر دعوة سادتهم اعداء العروبة والدين من صغار المستشرقين ومغرضيهم.

وحاولوا تشويه اللغة بل وأدها بإشاعة العامية اشاعة عامة ونزلوا في دعوتهم نزولا مبتزلا بمحاولتهم الطعن في الكتابة العربية ودعوتهم الي الكتابة بالحروف اللاتينية ثم عدلوا بعد هزيمتهم في ذلك وشمروا عن سواعدهم مرة اخري زاعمين انهم يصلحون عيوبها - فيما تزعم عيونهم

ص: 3

المريضة - بتطوير الكتابة العربية والرسم العربي وافتنوا في ذلك فنونا هزيلة هازلة باعتصار رءوسهم الدليلة لتبتدع حروفا جديدة للطباعة ولصندوق الحروف الطباعية وللرسم العربي والإملاء العربي فباءوا بخزي بالغ وكاد نباحهم البغيض ان يختفي من الوجود ولم يستطيعوا ان يحققوا مأرب سادتهم الذين ارادوا في خدعة خفيت علي عبيدهم وهي ظاهرة واضحة لنا ان يقطعوا الصلة بيننا وبين تراثنا العربي بمختلف مقوماته التاريخية والدينية واللغوية والأدبية.

وخلقنا الله احرارا فلم نقع في اسرهم ولا نالت ايدهم ورماحهم مما وطنا انفسنا عليه من حفاظ علي مقوماتنا الخالدة فكان اتجاهنا قديما - نحن الشبان الأحرار - كاتجاه الشعوب العريقة ان نحترم تراثنا احتراما لنبني عليه حاضرا تحفه السلامة والقوة والعزة والكرامة وكان النصر لنا.

من هنا كان حرصنا علي هذا التراث العربي الذي هو مفخرة الدنيا بين السوالف التراث في كل الدني.

واكبنا التطور العالمي في مختلف زواياه المعاصرة لم نتخلف عنه وفي ايماننا وقلوبنا تراثنا نحرص عليه حرص الشحيح علي ماله وبدأنا نجلوه علي ضوء العصر في امانة ونكشف الكنوز منه كنزا اثر كنز فاذا العرب والأسلاف والفكر العربي في الذري واذا امس واليوم قرنان متقاربان ومن يشابه ابه فما ظلم.

وكانت: كناشة النوادر التي اقدم اليوم طاقة منها جزءا من تلك الصورة المشرقة للتفكير العربي العزيز واالحضارة الإسلامية الفارعة وتحفة لمن يؤمن بتراثه وهاديا لم ضل به الطريق عن الإيمان بمعدنه الأصيل وسالفه المضئ والحمد لله علي ما انعم

عبد السلام محمد هارون

غرة ربيع الثانى 1405 هـ

23من ديسمبر 1984 م

ص: 4

من كناشة النوادر

تراثنا العربي زاخر بأنواع شتي من المعارف بها جلاء لكثير من غوامض العلم كما انه مشحون بالطرائف وغذاء الذهن والروح واللسان ايضا.

وقد كان من سوالف الأقضية ان اقيد تلك الشوارد ما استطعت الي ذلك سبيلا فإن الحكيم العربي كان يقول وقوله الحق: العلم صيد والكتابة قيد.

واذا ضاع القيد ذهب الصيد.

وكثيرا ما يقرأ الإنسان شيئا فيعجبه ويظن انه قد علق بذاكرته فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم وضاع معه مفتاحه فانتهي الي حيرة في استعادته واسترجاعه.

والباحثون ولاسيما في ايامنا هذه يقيدون هذه المعارف في جذاذات يرجعون اليها عند الحاجة ولكني سلكت طريقا اوثق من طريق الجذاذات هو دفتر الفهرس وهو الذي سميته: كناشة النوادر.

اقيد فيها رءوس المسائل مرتبة علي حروف الهجاء مقرونة بمراجعها وقد وجدت ان هذه التسمية مع ما فيها من التوليد او التعريب اقرب في الدلالة وادق في التعبير.

ص: 5

ففي القاموس: كناشات بالضم والشد: الأصول التي تتشعب منها الفروع.

وعلق صاحب تاج العروس بقوله: نقله الصاغاني عن ابن عباد.

واذن فهنا اصل عربي يولد منه كناشة الأوراق.

ويعقب عليه صاحب التاج ايضا بقوله: قلت ومنه الكناشة الأوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط هكذا يستعمله المغاربة واستعمله شيخنا - يعني ابن الطيب الفاسي اللغوي - في حاشيته علي هذا الكتاب كثيرا.

يعني حواشي ابن الطيب علي القاموس اما الخفاجي: في شفاء الغليل.

فيضبطه بلفظ كناش.

بضم الكاف وتخفيف النون بزنة غراب ويقول: انه لفظ سرياني معناه المجموعة والتذكرة وقد وقع هذا اللفظ كثيرا في كلام الحكماء وسموا به بعض كتبهم.

وببحثي في: اخبار العلماء بأخبار الحكماء.

للقفطي المتوفي سنة 646 وجدته يذكر الطبيب: يوسف الساهر ويقول: كان طبيبا في ايام المكتفي الخليفة العباسي المتوفي سنة 295.

ثم يسرد من تصانيف يوسف الساهر هذا: كتاب الكناش.

وقال انما سمي الساهر لأن سرطانا كان في مقدم رأسه فكان يمنعه النوم فلقب الساهر من جل ذلك.

وقول القفطي: واذا تأمل متأمل كناشة رأي فيه اشياء تدل علي انه كان به هذا المرض.

ص: 6