الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاريخ الفاظ
العاصمة والعواصم
درجنا علي ان نسمي قاعدة القطر او الاقليم عاصمة وكانت قديما تسمي القصبة والقاعدة والمدينة علي حين تذكر المعاجم المتداولة العواصم بأنها بلاد قصبتها انطاكية كما في اللسان والقاموس وزاد صاحب القاموس ان العاصمة المدينة ايضا ويذكر ياقوت في معجم البلدان ان العواصم حصون موانع وولاية تحيط بها بين حلب وانطاكية وقصبتها انطاكية وربما دخل في هذا ثغور المصيصة وطرسوس.
وتاريخ هذه التسمية - اي العواصم يرجع الي عهد قديم هو بالتحديد سنة 170 هـ يقول الطبري: وفيها - اي في تلك السنة - عزل الرشيد الثغور كلها عن الجزيرة وقنسرين وجعلها حيزا واحدا وسميت العواصم.
واذن فإطلاق العاصمة علي قصبة القطر او قاعدته تسمية حديثة جدا اذ لا تعرف المعاجم العواصم الا انها اسماء بلاد معينة وقد سجل المعجم الوسيط هذه التسمية الحديثة فقال ان العاصمة المدينة وتطلق علي قاعدة القطر او الاقليم.
النسبة الي البلاد
لم يكن العرب القدماء يعرفون نسبة الرجال الي البلاد اذ كانت
حياة جمهورهم بين الانتجاع والارتياد لا يقر لهم في ذلك قرار وانما كانوا ينتمون الي شئ ثابت هو القبيلة التي يقرون بها ويحتمون بها ويخضعون لقوانينها فالعربي قرشي وتميمي وهذلي وسعدي وجهني وبكري واذا عز عليه الانتماء الي الفخذ انتمي الي البطن ثم الي العمارة ثم الي الفصيلة ثم الي القبيلة ثم الي الشعب الكبير: العدناني او القحطاني او القطاعي علي ما في القضاعي من خلاف.
ومن النادر جدا ان ينتمي العربي الي موطن معين فمن هذه النوادر ما ذكر في نسب الشاعر عارق الطائي واسمه قيس بن جروة قالوا في نسبته: الطائي الأجئي فاحتفظوا بنسبته الاصلية وهي الطائي واضافوا الي نسبته الأجئي وهي نسبة الي أجأ: احد جبلي طيء: أجأ وسلمي وفي الخزانة ويقال لولده الأجئيون لإقامتهم بأجأ.
وعارق هذا شاعر جاهلي وكان يعاصره شاعر اخر هو ابن عمه وله هذه النسبة البلدانية ايضا وهو ثرملة بن شعاث بن عبد كثري الأجئي ذكره التبريزي في شرح الحماسة بهذه النسبة وقد ذكره ابن دريد في الاشتقاق بدون هذه النسبة البلدانية