الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد جري المتنبي علي هذه الاجازة والتخريج قديما في قوله لله ما فعل الصوارم والقنا في عمرو حاب وضبة الاغنام.
اراد عمرو بن حابس فحذف ابن واضاف عمرا الي حابس بعد ترخيمه لغير نداء وامر اخر شبيه به هو: تسمية الولد باسم والده كما يقال في نحو محمد علي حجازي: حجازي وفي نحو عباس محمود العقاد: العقاد وهي تسمية شائعة في لغة العرب اليوم بل في لغات العالم جميعا فيقولون عرابي وصدقي في احمد عرابي واسماعيل صدقي كما يقولون هتلر وتشرشل وتيتو ولهذا سابقة قديمة عند العرب تتمثل في قول زيد الخيل: كمنية جابر اذ قال ليتي اصادفه وافقد جل مالي.
قالوا: اراد بجابر ولده قيس بن جابر وجاء كذلك في قول الاخر: صبحن من كاظمة الخص الخرب يحملن عباس بن عبد المطلب.
انما يريد عبد الله بن عباس.
في مجال الالفاظ:
نفس الشئ يتحرج بعض المتحذلقين من استعمال النفس في غير التوكيد فيقول الشئ نفسه فقط وقد ضيقوا بهذا واسعا فنفس الشئ ذاته تستعمل استعماله ولا يمنع من ذلك نحو ولا لغة.
جاء في كتاب سيبويه وتجري هذه الاشياء التي هي علي ما يستخفون بمنزله ما يحزفون من نفس الكلام وفي الكتاب ايضا وذلك قولك بنفس نزلت الجبل ونفس الجبل مقابلي.
ويقول الجاحظ في الحيوان ولا بد للترجمان من ان يكون بيانه في نفس الترجمة في وزن علمه في نفس المعرفة.
الصاري زعم ياقوت في معجم البلدان ان الصاري هو شراع السفينة بلغة تجار المصريين وهذا وهم منه فإن الصاري بمعني الشراع عربية اصيلة قديمة وفي اللسان وصاري السفينة الخشبة المعترضة في وسطها وفي حديث ابن الزبير وبناء البيت فأمر بصوار فنصبت حول الكعبة هي جمع الصاري وهو دقل السفينة الذي ينصب في وسطها قائما ويكون عليه الشراع.
والذي اوقع ياقوتا في هذا الوهم انه وجد الجوهري يقول والصاري الملاح فظن ياقوت ان اطلاقه علي شراع الملاح مجاز مصري مستحدث والحق انه من الالفاظ المشتركة بين المعنيين.
البطاقة يفسر ابن الاعرابي البطاقة بانها الورقة ومنه قول ابن عباس لامرأة سألته عن مسألة اكتبيها في بطاقة اي رقعة صغيرة وخصها بعض اللغويين بانها رقعة صغيرة يكتب فيها مقدار ما
تجعل فيه ان كان عينا فوزنه او عدده وان كان متاعا فقيمته وزعم بعضهم انها كلمة مبتذلة بمصر وما والاها يدعون الرقعة التي تكون في الثوب وفيها رقم ثمنه بطاقة وذكر ذلك من اللغويين شمر وقال لانها تشد بطاقة من هدب الثوب.
قال ابن سيده وهذا الاشتقاق خطأ لان الباء علي هذا القول تكون باء الجر فتكون زائدة.
وان الامر لا يعدو ان يكون كثرة الاستعمال بمصر.
حي علي الفلاح يخطئ كثير من الناس ولا سيما المؤذنين في نطق الياء بالكسر يظنونها فعل امر وانما هي اسم فعل امر واجب الفتح.
والذي اوجب اللبس ان فعل الامر ينطق بكسر الياء الدالة علي ياء محذوفة.
ومما ورد في الشعر من صيغة الامر قول امرئ القيس: حي الحمول بجانب العزل اذ لا يوافق شكلها شكلي.
وغيره كثير جدا.
الدقة قد يتحرج بعض الادباء من استعمال هذه الكلمة يظنونها من كلمات العامة وهي عربية فصيحة يعني بها الملح المدقوق او التوابل وما خلط من الابزار كما في اللسان والقاموس وفي الاساس البلاغة ولابد مع اللحم من الدقة وهي الملح المبزر
ويقول الزمخشري ايضا ورأيت العرب يسمون الكزبرة الدقة وينشدون: باتت لهن ليلة دعسقة طعم السري فيها كطعم الدقة.
ويبدو ان قائل الرجز قد سئم من كثرة تناولها.
ويقول الزمخشري ايضا وسمعت باعة مكة ينادون عليها بهذا الاسم.
الماهية نسبة مأخوذة من ما هو او ماهي؟ وقد شاعت قديما علي السنة المناطقة والمتكلمين لكن وجدت البيروني المتوفي سنة 440 يقول القول علي مائية اليوم بليلته ومجموعهما وابتدائهما ويقول القول علي مائية ما يركب منها من الشهور والاعوام الباقية ويقول القول علي مائية التواريخ واختلاف الامم فيها ويقول القول في اختلاف الامم في مائية الملك الملقب بذي القرنين.
وهذه النسبة التي التزمها البيروني في كتابه هي النسبة القياسية الي كلمة ما كما في الاشموني يقول ابن مالك: وضاعف الثاني من ثنائي ثانية ذو لين كلا ولائي.
فيقول الاشموني ان كان الفا يعني ثاني الكلمة ضوعفت وابدل ضعفها همزة فتقول فيمن اسمه لا لائي وان شئت ابدلت
الهمزة واو فقلت لاوي فعلي هذا يقال في النسبة الي ما مائي وماوي ويقال ايضا مائية الشئ وماويته واري ان هذه الكلمة اقيس واضبط وادق في الاستعمال من الماهية وانها جديرة ان تحل محلها بعد ما شاع ردحا من الدهر استعمال الماهية في الوظيفة او المرتب المالي في مقابل العمل الذي يسند الي العامل ومن المعروف ان هذه الاخيرة دخيلة مأخوذة من ماه الفارسية بمعني الشهر.
السنة الكبيسة قد يظن انها اصطلاح فلكي حديث مع انه ضارب الي القديم بعرق جاء في كتاب الازمنة والامكنة للمرزوقي المتوفي سنة 453 عند الكلام علي شهور الروم ويقصد شهور السريان انهم يجعلون شهر شباط وهو ما يقابل فبراير بالشهور الرومية الميلادية ثمانية وعشرين يوما غير انهم يجعلونه ثلاث سنين كل سنة منها ثمانية وعشرين يوما وفي سنته الرابعة تسعة وعشرين يوما وتلك السنة تكون في عددهم ثلاثمائة وستة وستين يوما ويسمونها الكبيسة ثم ذكر ان الفرس كانو يكبسون في كل مائة وعشرين سنة شهرا واحدا فتصير تلك السنة الكبيسة ثلاثمائة وخمسة وتسعين يوما.
هذا كله في كلام طويل لمن اراد ان يدرسه وقد سبقه الي ذلك الجوهري صاحب الصحاح المتوفي قبله بستين سنة اي سنة 393 فقال والسنة الكبيسة التي يسترق منها الصواب لها يوم في كل اربع