الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علماء النصارى، وعندما كان مع آخر عالم من هؤلاء بعمورية بالروم حضرته الوفاةُ، فأوصى سلمان الفارسي وقال:((قد أظلَّكَ زمان نبي يُبعثُ من الحرم، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل، وإن فيه علامات لا تخفى: بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل، فإنه قد أظلك زمانه)).
وسافر سلمان ووجد العلامات التي وصفت له، فأسلم رضي الله عنه (1).
3 - هرقل عظيم الروم:
قال هرقل لأبي سفيان في آخر حديثه: ((
…
وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بم يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقّاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه
…
)) (2).
(1) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، 1/ 509، 510.
(2)
البخاري مع الفتح، كتاب بدء الوحي، باب حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، 1/ 32، (رقم 7)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام، 3/ 1396، (رقم 1773).
ثم قال للروم بعد ذلك: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت مُلككم فتبايعوا هذا النبي؟ (1) ولكن رغب في ملكه وضنَّ به، فلم يسلم!
وهذا مما يبيّن أن عدول أهل الكتاب ومنصفيهم قد شهدوا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنه رسول اللَّه حقّاً، فلا يقدح قدح المكذبين بعد ذلك (2).
وقد أسلم الجمُّ الغفير من علماء النصارى وشهدوا بأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسولُ اللَّه إلى الناس أجمعين، {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (3).
فحريٌّ بجميع النصارى أن يسيروا على طريق علمائهم المنصفين، ويسلموا للَّه رب العالمين.
فينبغي للداعية إلى اللَّه أن لا يُغفل هذا المسلك في دعوته للنصارى إلى اللَّه تعالى (4).
(1) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب بدء الوحي، باب حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، 1/ 33، (رقم 7).
(2)
انظر: هداية الحيارى لابن القيم، ص525.
(3)
سورة المائدة، الآية:82.
(4)
ممن سلك هذا المسلك من العلماء المعاصرين: فضيلة الشيخ/ عبد المجيد الزنداني – وفقه الله وحفظه -، فهو يستشهد على النصارى بشهادة علمائهم، فأسلم على يديه الجم الغفير – فجزاه الله خيراً -.