المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌التمهيد

- ‌الباب الأول المؤلف حياته وعصره

- ‌الفصل الأول حياته

- ‌اسمه ومولده:

- ‌نشأته وذكر بعض صفاته:

- ‌الفصل الثَّاني عصره

- ‌الناحية السياسية

- ‌الناحية الاجتماعية:

- ‌الناحية العلمية:

- ‌الفصل الثالث‌‌ محنته

- ‌ محنته

- ‌وفاته:

- ‌الباب الثاني كتابه التسعينية ودراسة بعض مسائله

- ‌الفصل الأول التعريف بالكتاب

- ‌سبب تأليفه:

- ‌تسميته:

- ‌سبب التسمية:

- ‌نسبته إلى المؤلف:

- ‌تاريخ تأليفه:

- ‌منهج المؤلف في الكتاب:

- ‌نسخ الكتاب:

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخة الثانية:

- ‌النسخة الثالثة:

- ‌عملي في الكتاب، وبيان المنهج الذي سلكته في تحقيقه:

- ‌الفصل الثاني دراسة بعض مسائله

- ‌فتنة القول بخلق القرآن:

- ‌مسألة كلام الله تعالى:

- ‌الأصل الذي تفرع منه نزاع الناس في مسألة الكلام

- ‌نماذج مصورة من النسخ المخطوطة

- ‌ خطبة الحاجة

- ‌الوجه الثامن:إن هذا خلاف إجماع سلف الأمة وأئمتها

- ‌الوجه الخامس عشر:إن القول الذي قالوه إن لم يكن حقًّا يجب اعتقاده لم يجز الإلزام به

- ‌الوجه الثاني:أن الله نزه نفسه في كتابه عن النقائص، تارة بنفيها، وتارة بإثبات أضدادها

- ‌الوجه السادس:أنه لو فرض جواز التقليد أو وجوبه في مثل هذا، لكان لمن يسوغ تقليده في الدين كالأئمة المشهورين

- ‌الوجه السابع:أن هذا القول لو فرض أنه حق معلوم بالعقل لم يجب اعتقاده بمجرد ذلك

- ‌القول باجتهاد الرأي، وإن اعتقد صاحبه أنه عقلي، مقطوع به لا يحتمل النقيض، فإنه قد يكون غير مقطوع به

- ‌الوجه الثاني عشر:أن لفظ الجهة عند من قاله، إما أن يكون معناه وجوديًّا أو عدميًّا

- ‌ التحيز الذي يعنيه المتكلمون

- ‌ قول القائل: إن القرآن حرف وصوت قائم به بدعة، وقوله: إنه معنى قائم به بدعة

- ‌ مسألة القرآن وقع فيها بين السلف والخلف من الاضطراب والنزاع ما لم يقع نظيره في مسألة العلو والارتفاع

- ‌من أعظم أسباب بدع المتكلمين من الجهمية وغيرهم، قصورهم في مناظرة الكفار والمشركين

- ‌ الأصل الذي ضل به جهم وشيعته

- ‌ النزاع في مسألة الحرف والصوت

- ‌ قول عبد الله بن كلاب

الفصل: ‌ خطبة الحاجة

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين (1)

قال (2) شيخنا الإِمام العلامة شيخ الإِسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رضي الله عنه (3): [الحمد لله](4) نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده (5) الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، [وأشهد](6) أن لا إله إلّا الله (7)، [وأشهد](8) أن محمدًا عبده ورسوله- صلى الله عليه وسلم (9).

[أما بعد](10) فإنه في آخر شهر رمضان سنة ست وسبعمائة (11)،

(1) في س: وبه ثقتي، وهي ساقطة من: ط.

(2)

القائل -والله أعلم- هو أحد تلاميذ الشيخ رحمه الله ولم أقف على اسمه مصرحًا به من خلال دراستي للكتاب، واجتهادي في معرفته.

(3)

في ط: "-رحمه الله تعالى-".

(4)

ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.

(5)

في الأصل: "يهدي"، وفي ط:"يهد".

(6)

ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.

(7)

في ط: "وحده لا شريك له".

(8)

ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.

(9)

بعد كلمة "وسلم": في س، ط زيادة:"تسليمًا". وفي الأصل: بياض.

وهذا جزء من‌

‌ خطبة الحاجة

التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه، وكان السلف الصالح يفتتحون بها كتبهم ورسائلهم، وقد جرى على هذا المنهج شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله فكثيرًا ما يفتتح مؤلفاته بها.

وقد وردت هذه الخطبة من عدة طرق استوفاها الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني في كتابه "خطبة الحاجة".

(10)

ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.

(11)

في الأصل، ط:"ست وعشرين وسبعمائة" وهو خطأ، انظر: ما ذكرته ص: 60.

ص: 109

جاء أميران رسولين (1) من عند الملأ المجتمعين من الأمراء والقضاة ومن معهم، وذكرا رسالة من عند الأمراء، مضمونها طلب الحضور، ومخاطبة القضاة لتخرج وتنفصل القضية، وأن المطلوب خروجك، وأن يكون الكلام مختصرًا (2)، ونحو ذلك.

فقلت: سلم على الأمراء، وقيل لهم: لكم سنة، وقبل السنة مدة أخرى تسمعون كلام الخصوم الليل والنهار، وإلى (3) الساعة لم تسمعوا مني كلمة واحدة، وهذا عن أعظم الظلم، فلو كان الخصم يهوديًّا أو نصرانيًّا أو عدوًا آخر للإسلام ولدولتكم، لما جاز أن تحكموا عليه حتى تسمعوا كلامه، وأنتم قد سمعتم كلام الخصوم وحدهم (4) في مجالس كثيرة، فاسمعوا كلامي وحدي في مجلس واحد، وبعد ذلك نجتمع ونتخاطب بحضوركم (5)، فإن هذا من أقل العدل الذي أمر الله به في قوله:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (6).

فطلب الرسولان أن أكتب ذلك في ورقة، فكتبته، فذهبا ثم عادا وقالا: المطلوب حضورك لتخاطبك القضاة بكلمتين وتنفصلوا (7)،

(1) كذا في جميع النسخ، ولعل ذلك على أنها حال.

وقد تكون: "رسولان" على أنها صفة.

(2)

في الأصل: "محتضرًا" وهو تصحيف، والمثبت من: س، ط.

(3)

في الأصل: "وإلا" وهو خطأ.

(4)

"وحدهم": ساقطة من: س.

(5)

في س: "لحضوركم".

(6)

سورة النساء، الآية:58.

(7)

في س، ط:"وتنفصل".

أقول: إن رغبتهم في الانفصال بعد المخاطبة بكلمتين دليل على خشية الخصوم من تفصيل الشيخ رحمه الله للمسائل المدعمة بالأدلة النقلية والعقلية، حتى لا يحرجوا بموافقته، وترك ما يحفظون من متون بلا أدلة.

ص: 110

وكان في أوائل النصف [من الشهر المذكور](1) جاءنا هذان الرسولان بورقة كتبها لهم المحكم من القضاة (2)[أبو الحسن علي بن مخلوف المالكي](3) وهي طويلة، طلبت منهم نسخها فلم [يوافقوا وتأملتها فوجدتها مكذوبة على إلا كلمة واحدة](4) من أنه على العرش حقيقة وأن كلامه حرف وصوت قائم به [بلا تكييف ولا تشبيه](5).

قلت: [ليس هذا في كلامي ولا](6) في خطي، وخاطبني بخطاب فيه طول قد ذكر في غير هذا الموضع، فندموا على كتابة تلك الورقة وكتبوا هذه، فقلت: أنا لا أحضر إلى من يحكم فيّ بحكم الجاهلية، وبغير ما أنزل الله، ويفعل بي ما لا تستحله اليهود ولا النصارى،

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط. وهو بياض في الأصل.

(2)

في هامش (س) الأيمن: هو القاضي ابن مخلوف المالكي.

هو: علي بن مخلوف بن ناهض بن مسلم النويري أبو الحسن المالكي، ولد سنة 634 هـ، وتوفي سنة 718 هـ.

راجع: الوافي بالوفيات - للصفدي 20/ 189، والبداية والنهاية -لابن كثير 14/ 78، والدرر الكامنة -لابن حجر العسقلاني 31/ 203، وشذرات الذهب- لابن العماد 6/ 49.

(3)

ما بين المعقوفتين بياض في الأصل س. بقدر نصف سطر تقريبًا.

والكلام متصل في: ط، إلا أنه رمز للبياض بحرف (ط).

ولعل ما أثبته يكون مناسبًا لسياق الكلام.

(4)

ما بين المعقوفتين بياض في الأصل س. بقدر نصف سطر، ورمز للبياض. في: ط، بحرف (ظ).

ولعل ما أثبته يناسب سياق الكلام. وانظر مجموع الفتاوي 2/ 217.

(5)

ما بين المعقوفتين بياض في الأصل بقدر نصف سطر تقريبًا، وبقدر سطر في: س، ورمز له في: ط، بحرف (ظ) ولعل ما أثبته يكون مناسبًا للسياق وانظر المجموع 2/ 217.

(6)

ما بين المعقوفتين بياض في الأصل، س، بقدر نصف سطر تقريبا.

والكلام متصل في: ط، ورمز للبياض بحرف (ظ).

ولعل ما أثبته يناسب سياق الكلام.

ص: 111

كما فعلتم في المجلس الأول (1)، وقلت للرسول: قد كان ذلك بحضوركم، أتريدون أن يمكروا (2) كما مكروا [بي](3) في العام الماضي؟ هذا لا أجيب إليه، ولكن من زعم أني قلت قولًا باطلًا، فليكتب خطه بما أنكره من كلامي، ويذكر حجته، وأنا أكتب جوابي مع كلامه، ويعرض كلامي وكلامه على علماء الشرق والغرب، فقد قلت هذا بالشام، وأنا قائله هنا (4)، وهذي عقيدتي (5) التي بُحثت بالشام بحضرة قضاتها ومشايخها وعلمائها، وقد أرسل إليكم نائبكم النسخة التي قرئت، وأخبركم بصورة ما جرى، وإن كان قد وقع من التقصير في حقي والعدوان والإغضاء عن الخصوم ما قد علمه الله والمسلمون،

(1) راجع ملخص ما حصل للشيخ رحمه الله في هذا المجلس، في:

العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: 250 فما بعدها، البداية والنهاية -لابن كثير 14/ 32.

(2)

في س، ط:"تمكروا".

(3)

ما بين المعقوفتين زيادة من: س.

(4)

هذا دليل على أن الرسالة كتبت في مصر ولم تكتب في الشام.

وقد جاء في العقود الدرية لابن عبد الهادي ص: 203: "أنه في يوم الإثنين ثامن رجب من سنة خمس وسبعمائة طلب القضاة والفقهاء، وطلب الشيخ تقي الدين إلى القصر، إلى مجلس نائب السلطنة الأفرم، فاجتمعوا عنده وسأل الشيخ تقي الدين وحده عن عقيدته.

وقال له: هذا المجلس عقد لك، وقد ورد مرسوم السلطان: أن أسألك عن اعتقادك.

فأحضر الشيخ عقيدته الواسطية، وقال: هذه كتبتها من نحو سبع سنين، قبل مجيء التتار إلى الشام.

فقرئت في المجلس، وبحث فيها، وبقي مواضع أخرت إلى مجلس آخر ثم اجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر رجب المذكور وحضر المخالفون ومعهم الشيخ صفي الدين الهندي. . . ".

(5)

هي "العقيدة الواسطية"، التي دار الكلام حولها في المجلس الأول والثاني.

راجع: العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: 206 فما بعدها.

ص: 112

فانظروا النسخة التي عندكم، وكان قد حضر عندي نسخة أخرى منها، فقلت: خذ هذه النسخة فهي (1) اعتقادي، فمن أنكر منها (2) شيئًا فليكتب ما ينكره وحجته لأكتب جوابي، فأخذا العقيدة وذهبا، ثم عادا ومعهما ورقة لم يذكر فيها شيء من الاعتراض على كلامي، بل قد أنشؤوا فيها كلامًا طلبوه، وذكر الرسول أنهم كتبوا ورقة ثم أخرى (3)، ثم قطعوها، ثم كتبوا هذه، ولفظها (4):

الذي يطلب (5) منه أن يعتقده أن ينفي الجهة عن الله والتحيز، وأن لا يقول إن كلام الله حرف وصوت قائم به، بل هو معنى قائم بذاته، وأنه -سبحانه- لا يشار إليه بالأصابع إشارة حسية، ويطلب منه أنه (6) لا يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها عند العوام، ولا يكتب بها إلى البلاد ولا في الفتاوى المتعلقة بها.

فلما أراني الورقة (7) كتبت جوابها فيها مرتجلًا مع استعجال الرسول:

أما قول القائل: الذي يطلب منه أن يعتقده أن ينفي الجهة عن الله والتحيز، فليس في كلامي إثبات هذا (8) اللفظ؛ لأن إطلاق هذا اللفظ

(1) في س، ط: فهذا.

(2)

في س، ط: منه.

(3)

"ثم أخرى" سقطت من: س، ط.

(4)

جاء لفظ ما ورد في هذه الورقة وإجابة الشيخ رحمه الله عليه الإجابة المختصرة في مجموع الفتاوى 5/ 264 - 266.

(5)

في ط: "نطلب".

(6)

في ط: "أن".

(7)

في س: "للورقة".

(8)

في ط: "لهذا".

ص: 113

نفيًا وإثباتًا بدعة (1)، وأنا لا أقول (2) إلّا ما جاء به الكتاب والسنة، واتفق عليه سلف الأمة.

فإن أراد قائل هذا القول أنه ليس فوق السموات رب، ولا فوق العرش إله (3)، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يعرج (4) به إلى ربه وما فوق العالم

(1) البدعة: الحدث، وما ابتدع من الدين بعد الإكمال.

راجع: لسان العرب -لابن منظور 8/ 6 (بدع).

يقول ابن الأثير: "البدعة بدعتان: بدعة هدى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذم والإنكار وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه الله أو رسوله فهو في حيز المدح".

انظر: البداية والنهاية -لابن الأثير 1/ 106.

لكن هذا التقسيم لغوي -في نظري- أما في الشرع فإن البدعة إذا أطلقت فهي مذمومة.

يقول ابن رجب الحنبلي: "والمراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشرع يدل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعة لغة.

انظر: جامع العلوم والحكم -لابن رجب- ص: 233.

ويقول ابن حجر العسقلاني: "والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق وتطلق في الشرع مقابل السنة، فتكون مذمومة.

انظر: فتح الباري 8/ 91. كتاب "صلاة التراويح" -باب فضل من قام رمضان.

(2)

في الأصل: "لم أقول". ولعلها من سهو الناسخ، والمثبت من: س، ط.

(3)

الكلام على إثبات علو الله على خلقه عند السلف بالأدلة النقلية والعقلية، وبيان بطلان مذهب المخالف، تطرقنا له في الدراسة عند موضوع:"دراسة مسائل الكتاب"، وأوضحنا رأي شيخ الإِسلام رحمه الله في هذه المسألة، فليرجع إليه.

إضافة إلى أن شيخ الإِسلام قد ناقش هذه المسألة في هذه الرسالة.

(4)

الإسراء: هو السير ليلًا.

راجع: لسان العرب -لابن منظور 14/ 381 - 382 (سرى).

المعراج: مفعال من العروج، أي: الآلة التي يعرج فيها، أي: يصعد، =

ص: 114

إلا العلم المحض، فإذا باطل مخالف لإجماع الأمة وأئمتها.

وإن أراد بذلك أن الله لا تحيط به مخلوقاته، ولا يكون في جوف الموجودات، فهذا مذكور مصرح به في كلامي (1)، فأي فائدة في تجديده؟

وأما قول القائل: لا يقول إن كلام الله حرف وصوت قائم به، بل هو معنى قائم بذاته [فليس في كلامي (2) هذا -أيضًا- ولا قلته قط، بل

= وهو بمنزلة السلم، لكن لا يعلم كيف هو، وحكمه حكم غيره من المغيبات نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته.

راجع: تاج العروس - للزبيدي 2/ 72 (عرج).

والنبي صلى الله عليه وسلم أسري به ليلًا من المسجد الحرام، إلى المسجد الأقصى على البراق بصحبة جبريل عليه السلام يقظة لا منامًا، بروحه وجسده، فنزل هناك وصلى بالأنبياء إمامًا، ثم عرج به إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السموات السبع، وفي كل سماء يستفتح فيفتح له، ثم يسلم على الأنبياء الذين فيها بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ثم رفع له البيت المعمور، ثم عرج به إلى الجبار جل جلاله فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليه خمسين صلاة، ثم خففها عدة مرات إلى أن وصلت إلى خمس رحمة منه ولطفًا بعباده، ثم هبط به إلى بيت المقدس، وعاد إلى مكة بغلس.

وفي هذا دليل على ثبوت صفة العلو لله تعالى لمن تأمله.

والإسراء والمعراج تواترت النصوص بإثباتهما في حق الرسول صلى الله عليه وسلم مما لا يدع مجالًا للتشكيك، أو محاولة تحكيم العقل في ثبوتهما من عدمه وقد استقصى الأدلة عليهما:

ابن كثير في تفسيره 3/ 2 - 24، والآجري في الشريعة ص: 481 - 491، وانظر: الإسراء والمعراج لابن هشام مع شرحها للإمام السهيلي، وشرح الطحاوية -لصدر الدين الحنفي ص: 245 - 249، ومعارج القبول للحكمي 2/ 452 - 470.

(1)

انظر مثلًا: الرسالة التدمرية -لابن تيمية- ص: 25، 26، ومجموع الفتاوى 5/ 262 ، 263.

(2)

في الأصل، س:"كلام"، وأثبت المناسب من: ط، ومجموع الفتاوى 5/ 264.

ص: 115

قول القائل: إن القرآن حرف وصوت قائم به بدعة، وقوله: إنه معنى قائم بذاته] (1) بدعة لم يقل أحد من السلف لا هذا ولا هذا، وأنا (2) ليس في كلامي شيء من البدع، بل في كلامي ما أجمع عليه السلف أن القرآن كلام الله غير مخلوق (3).

وأما قول القائل: إنه لا يشار إليه بالأصابع إشارة حسية، فليس هذا اللفظ في كلامي [بل في كلامي](4) إنكار ما ابتدعه المبتدعون من الألفاظ النافية، مثل قولهم: إنه لا يشار إليه، فإن هذا النفي -أيضًا- بدعة.

فإن أراد القائل أنه لا يشار إليه أنه ليس محصورًا في المخلوقات، أو غير ذلك من المعاني الصحيحة ، فإذا حق، وإن أراد أن من دعا الله لا يرفع إليه يديه، فهذا خلاف ما تواترت به السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم وما فطر الله عليه عباده من رفع الأيدي إلى الله في الدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما إليه صفرًا"(5)، وإذا سمى المسمي ذلك إشارة حسية، وقال: إنه

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، ومجموع الفتاوى 5/ 265.

(2)

في س: "وإذ".

(3)

الكلام على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، تحدثنا عنه عند موضوع:"دراسة مسائل الكتاب"، وقد أوضحنا رأي شيخ الإِسلام رحمه الله في هذه المسألة.

وهو رحمه الله في هذه الرسالة - فصل في هذه المسألة وبينها غاية البيان مستمدًا هذا التفصيل والبيان من نصوص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم.

(4)

ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، ومجموع الفتاوى 5/ 265.

(5)

رواه أبو داود في سننه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه مع اختلاف يسير في اللفظ 2/ 165 - كتاب الصلاة- باب الدعاء- حديث رقم 1488.

ورواه الترمذي عن سلمان -أيضًا- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين"، وقال هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.

ص: 116

لا يجوز، لم يقبل منه (1).

وأما قول القائل: لا (2) يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها عند العامة، فما فاتحت عاميًا في شيء من ذلك قط.

وأما الجواب بما بعث الله به رسوله للمسترشد المستهدي فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سئل عن علم يعلمه فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار"(3). وقال (4) تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} (5). . . الآية، فلا يؤمر العالم (6) بما يوجب لعنة الله عليه.

= سنن الترمذي 5/ 556، 557 - كتاب الدعوات- الباب 105 - الحديث رقم 3556.

ورواه ابن ماجه في سننه بلفظ يقرب من هذا 2/ 1271 - كتاب الدعاء- باب رفع اليدين في الدعاء- الحديث رقم 3865.

(1)

الكلام على هذه المسألة، ورأي الشيخ رحمه الله فيها، دخل ضمنًا في الكلام على "مسألة العلو".

وراجع: مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم- للموصلي 1/ 271، 272.

(2)

في ط: "أن لا".

(3)

الحديث بهذا اللفظ رواه ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه إلا أنه روى لفظة "ألجمه""ألجم"، وقد روي هذا الحديث من عدة طرق، عن عدد من الصحابة - رضوان الله عليهم في:

سنن ابن ماجه 1/ 98 - المقدمة- باب من سئل عن علم فكتمه، حديث رقم وروي بألفاظ قريبة من هذا في:

سنن أبي داود 4/ 67، 68 - كتاب العلم- باب كراهية منع العلم- حديث رقم 3658، وسنن الترمذي 5/ 29، 30، -كتاب العلم- باب ما جاء في كتمان العلم- الحديث رقم 2649، وقال: حديث أبي هريرة حسن، ومسند الإِمام أحمد 2/ 263، 305.

(4)

في س، ط:"وقد قال".

(5)

سورة البقرة، الآية:159.

(6)

في س: "عالم".

ص: 117

فأخذا الجواب (1) وذهبا فأطالا الغيبة ثم رجعا، ولم يأتيا بكلام محصل إلا طلب الحضور، فأغلظت لهم في الجواب، وقلت لهم بصوت رفيع (2): يا مبدلين (3) يا مرتدين (4) عن الشريعة يا زنادقة (5)

(1) هذا الجواب المختصر ذكر بحرفه في مجموع الفتاوى 5/ 264 - 266.

(2)

ليس من عادة الشيخ أن يغلظ في الكلام بل هو من أكثر الناس استعمالًا للكلام اللين لكن كل شيء في موضعه حسن {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} .

انظر: مجموع الفتاوى -لابن تيمية- 3/ 232.

(3)

جمع مبدل، والمبدل هو المغير، وتبديل الشيء: تغييره وإن لم يأت ببدل، وبدل الشيء: حرفه.

انظر: لسان العرب -لابن منظور 11/ 48 (بدل).

(4)

جمع مرتد، والارتداد والردة: الرجوع في الطريق الذي جاء منه، لكن الردة تختص بالكفر، والارتداد يستعمل فيه وفي غيره.

راجع: لسان العرب -لابن منظور 3/ 173 (ردد).

فالردة عن الإِسلام: أي: الرجوع عنه، وارتد فلان عن دينه إذا كفر بعد إسلامه.

راجع: المفردات في غريب القرآن - للأصبهاني ص: 281.

والمرتد إذا مات -والعياذ باللهِ- ولم يتب فهو كافر، وفي الآخرة يخلد في النار، يقول تعالى:{وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة / 217.

(5)

جمع زنديق، فارسي معرب، وهو المنكر لأصل من أصول العقيدة، أو يرى رأيا يؤدي إلى ذلك.

راجع: لسان العرب -لابن منظور 10/ 147 (زندق).

وأطلقه كثير من أهل العلم على من بدل دينه وأحدث فيه.

وأطلقه الإِمام أحمد رحمه الله على القائلين بتناقض القرآن.

راجع: الرد على الجهمية والزنادقة. نشر: قصي محب الدين الخطيب، - ص: 7 - الحاشية رقم 1.

ونفس المرجع - تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة ص: 52.

ص: 118

وكلامًا (1) آخر كثيرًا، ثم قمت وطلبت فتح الباب والعود إلى مكاني.

وقد كتبت هنا بعض ما يتعلق بهذه المحنة، التي طلبوها مني في هذا اليوم وبينت بعض ما فيها من تبديل الدين واتباع غير سبيل المؤمنين لما في ذلك من المنفعة للمسلمين، وذلك من وجوه كثيرة، نكتب منها ما يسر (2) الله تعالى:

الوجه الأول:

إن هذا الكلام أمر فيه بهذا الكلام المبتدع الذي لم يؤثر عن الله ولا عن أحد من رسله، ولا عن أحد من سلف الأمة وأئمتها، بل هو من ابتداع بعض المتكلمين الجهمية (3) الذي وصف ربه فيه بما وصفه، ونهى فيه عن كلام الله، وكلام رسوله الذي وصف به نفسه ووصفه (4) به رسوله

= وكتب الفرق لا تطلق هذا اللفظ على طائفة معينة، وإن كان صاحب مروج الذهب -وكذا ابن النديم- يطلقه على أصحاب (ماني)، ومعتنقي مذهبه.

راجع: مروج الذهب - للمسعودي 1/ 250، 251، والفهرست -لابن النديم ص: 472 فما بعدها.

ولمعرفة الكثير عن الزنادقة وبعض فرقها ومعنى الزندقة -قبل الإِسلام وبعده- وأصلها، يراجع كتاب: الزندقة والزنادقة -لعاطف شكري أبو عوض- وخاصة ص: 69 - 79، 107 - 113، 123 - 172.

(1)

في س: "كلام" وهو خطأ.

(2)

في ط: "يسره".

(3)

الجهمية: هم أتباع الجهم بن صفوان، وهي إحدى الفرق الضالة، تقول بالجبر والاضطرار إلى الأعمال، وإنما تنسب الأعمال إلى المخلوقين مجازًا، وتزعم أن الإيمان هو المعرفة بالله فقط، والكفر هو الجهل به، وأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان إلى غير ذلك من الضلالات والبدع.

راجع: الفرق بين الفرق ص: 211، والملل والنحل- للشهرستاني 1/ 86.

(4)

في الأصل: "ووصف"، ولا يستقيم المعنى إلا بما أثبت.

ص: 119

أن يفتي به (1)، أو يكتب به، أو يبلغ لعموم الأمة، وهذا نهى عنه القرآن والشريعة والسنة والمعروف والهدى والإرشاد (2) وطاعة الله ورسوله، وعن ما تنزلت به (3) الملائكة من عند الله على أنبيائه، وأمر بالنفاق والحديث المفترى من دون الله، والبدعة (4) والمنكر والضلال (5) وطاعة أولياء من دون الله واتباع لما تنزلت به الشياطين، وهذا من أعظم تبديل دين الرحمن بدين الشيطان، واتخاذ أنداد (6) من دون الله، قال الله تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (7) وقال تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ} (8) الآية.

وهذا الكلام نهى فيه عن سبيل المؤمنين، وأمر بسبيل (9) المنافقين وقال تعالى:{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} إلى قوله: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} (10) فذم سبحانه من كان من أهل الكتاب نبذ (11) كتاب الله وراء ظهره، واتبع ما تقول (12) الشياطين، ومن

(1) في س: "بها".

(2)

في س، ط:"والرشاد".

(3)

"به" ساقطة من: س.

(4)

في س: "والبدع".

(5)

في س، ط: زيادة "والغي".

(6)

في الأصل: "أندادًا" وقد أثبت الصواب من: س، ط.

(7)

سورة التوبة، الآية:71.

(8)

سورة التوبة، الآية:67.

(9)

في س: "بسيل".

(10)

سورة البقرة، الآيتان: 101، 102.

(11)

في س: "بنبذ".

(12)

في س، ط:"تقوله".

ص: 120

أمر بهذا الكلام فقد أمر بنبذ كتاب الله وراء الظهر، حيث أمر بترك التعرض لما وصف الله به نفسه ووصفه (1) به رسوله وذلك آيات الصفات وأحاديث الصفات، فأمر بأن لا يفتى بها ولا يكتب بها ولا تبلغ لعموم الأمة (2)، وهذا من أعظم الإعراض عنها والنبذ لها وراء الظهر، وأمر من ذلك باعتقاد هذه الكلمات المتضمنة لمخالفة ما جاءت به الرسل -كما سنبينه إن شاء الله تعالى- وقد قال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} . . . الآية، إلى قوله:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} (3). . . الآية.

فبين -سبحانه- أن للأنبياء عدوًا من شياطين الإنس والجن يعلم بعضهم بعضًا بالقول المزخرف غرورًا، وأخبر أن الشياطين توحي إلى أوليائها بمجادلة المؤمنين، فالكلام الذي يخالف ما جاءت به الرسل هو من وحي الشياطين وتلاوتهم، فمن أعرض عن كتاب الله واتباعه، فقد نبذ كتاب الله وراء ظهره واتبع ما تتلوه شياطين الإنس والجن.

الوجه الثاني:

إن قول القائل: نطلب منه أن لا يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها عند العوام، ولا يكتب بها إلى البلاد ولا في الفتاوى المتعلقة بها: يتضمن إبطال أعظم أصول الدين ودعائم التوحيد، فإن من أعظم آيات الصفات آية الكرسي التي هي أعظم آية في القرآن، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح (4) وقل هو الله أحد، التي تعدل ثلث القرآن، كما

(1) في الأصل: "ووصف". والمثبت من: س، ط. ليستقيم المعنى.

(2)

في س: "الآية".

(3)

سورة الأنعام، الآيات: 112، 121.

(4)

روى مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال: قلت: الله ورسوله =

ص: 121

استفاضت لذلك الأحاديث (1) عن (2) النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك فاتحة الكتاب التي لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، كما ثبت ذلك في الصحيح (3) -أيضًا- وهي أم القرآن التي لا تجزئ

= أعلم، قال:"يا أبا المنذر: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال: قلت: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قال: فضرب في صدري وقال: "ليهنك العلم أبا المنذر".

راجع: صحيح مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها 1/ 556 - باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي.

يقول ابن عباس رضي الله عنه أشرف آية في القرآن آية الكرسي.

قال بعض العلماء: لأنه يكرر فيها اسم الله تعالى بين مضمر وظاهر ثماني عشرة مرة.

راجع: الجامع لأحكام القرآن - للقرطبي 2/ 271.

(1)

روى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ "، قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن".

راجع: صحيح مسلم 1/ 556 كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .

وقد رواه البخاري بلفظ يقرب من هذا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

راجع: صحيح البخاري 6/ 105 كتاب فضائل القرآن - باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .

يقول القرطبي رحمه الله: "هذه الآية تضمنت التوحيد والصفات العلى. . . وهي تعدل ثلث القرآن"، راجع: تفسير القرطبي 2/ 270.

ولشيخ الإِسلام رحمه الله رسالة تسمى: "جواب أهل العلم والإيمان أن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن".

راجع: مجموع فتاوى الشيخ 5/ 17 - 206. وقد طبعت مستقلة.

وقد علمت أن الأخ سليمان الغفيص -أحد منسوبي قسم العقيدة بكلية أصول الدين، قام بتحقيق هذا الكتاب.

(2)

في س، ط:"عند".

(3)

روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في =

ص: 122

الصلاة إلّا بها (1)، فإن قوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (2) كل ذلك من آيات الصفات باتفاق المسلمين (3)، وقيل هو الله أحد، قد ثبت في الصحيحين عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه فيختم بـ:

= المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي فقال: "ألم يقل الله: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ}؟ " ثم قال في: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد" ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قال: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".

راجع: صحيح البخاري 5/ 146 كتاب تفسير القرآن - باب ما جاء في فاتحة الكتاب.

وروى الترمذي عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: "والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته".

راجع: سنن الترمذي 4/ 231 أبواب فضائل القرآن - باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب.

يقول البخاري رحمه الله: وسميت بأم الكتاب؛ لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة. راجع: صحيح البخاري 5/ 146 كتاب تفسير القرآن - باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب.

(1)

ثبت في الصحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". راجع: صحيح البخاري 1/ 184 كتاب الأذان - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم.

وقد أشار إلى هذا الحكم شيخ الإسلام رحمه الله عند تفسيره لسورة الفاتحة في مجموع الفتاوى 14/ 5.

(2)

سورة الفاتحة، الآيات:3.

(3)

راجع: مجموع الفتاوى لابن تيمية -تفسير سورة الفاتحة- 14/ 4 فما بعدها.

وتفسير ابن كثير 1/ 25.

ص: 123

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (1) فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ " فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أخبروه أن الله يحبه"(2).

وهذا يقتضي أن ما كان صفة لله من الآيات فإنه يستحب قراءته، والله يحب ذلك، ويحب من يحب ذلك، ولا خلاف بين المسلمين في استحباب قراءة آيات الصفات في الصلاة الجهرية التي يسمعها العامي وغيره، بل بسم الله الرحمن الرحيم من آيات الصفات، وكذلك أول سورة الحديد (3)، إلى قوله:{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (4) هي من آيات الصفات، وكذلك آخر سورة الحشر، هي من أعظم (5) آيات الصفات، بل جميع أسماء الله الحسنى هي مما وصف الله بها (6) نفسه، كقوله: الغفور، الرحيم، العزيز، الحكيم، العليم، القدير، العلي، العظيم، الكبير، المتعال، القوي، العزيز، الرزاق (7)، ذو القوة المتين، الغفور، الودود، ذو العرش المجيد، فعّال لما يريد،

(1) سورة الإخلاص، الآية:1.

(2)

الحديث ورد في صحيح البخاري بهذا اللفظ عدا كلمة "رسول" في المواضع الثلاثة فإنها وردت بلفظ "النبي". راجع: صحيح البخاري 8/ 164 - 165 كتاب التوحيد - باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله.

وكذا ورد في صحيح مسلم بهذا اللفظ، عدا كلمة "ذكروا" فإنها وردت بلفظ "ذكر". راجع: صحيح مسلم 1/ 557 حديث رقم 263 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .

(3)

في الأصل، س:"أول الحديد وآخر الحشر". والمثبت من: ط.

(4)

سورة الحديد، الآيات:4.

(5)

في الأصل: "هي أعظم". والمثبت من: س، ط.

(6)

في س، ط:"به".

(7)

في الأصل: "الرازق" ولم ترد في القرآن الكريم بهذا اللفظ والمثبت من س، ط.

ص: 124

وما أخبر الله بعلمه، وقدرته، ومشيئته، ورحمته، وعفوه، ومغفرته، ورضاه، وسخطه، ومحبته، وبغضه، وسمعه، وبصره، وعلوه (1)، وكبريائه، وعظمته، وغير ذلك، كل ذلك من آيات الصفات، فهل يؤمر من آمن بالله ورسوله بأن يعرض عن هذا كله، وأن لا يبلغ المؤمنين من أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم هذه الآيات ونحوها من (2) الأحاديث وأن لا يكتب بكلام الله وكلام رسوله الذي هو آيات الصفات وأحاديثها إلى البلاد ولا يفتى من ذلك ولا به، وقد قال الله تعالى:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (3) وأسوأ أحوال العامة أن يكونوا أميين، فهل يجوز أن ينهى عن (4) أن يتلى على الأميين آيات الله أو عن [أن](5) يعلموا الكتاب والحكمة.

ومعلوم أن جميع من أرسل إليه الرسول من العرب كانوا قبل معرفة الرسالة أجهل من عامة المؤمنين اليوم، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم ممنوعًا من تلاوة ذلك عليهم وتعليمهم إياه أو مأمورًا به؟ أوليس هذا من أعظم الصد عن سبيل الله؟ وقد قال (6) تعالى:{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ} (7). . . . الآية، وقال:{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا} (8) أوليس هذا نوعًا من الأمر بهجر القرآن والحديث وترك استماعه، وقد قال تعالى:

(1) في س: "وعلو".

(2)

في الأصل: "في ". والمثبت من: س، ط. ولعله المناسب.

(3)

سورة الجمعة، الآية:2.

(4)

"عن": ساقطة من: س، ط.

(5)

ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.

(6)

في س، ط:"قال الله".

(7)

سورة آل عمران، الآية:99.

(8)

سورة النساء، الآية:160.

ص: 125

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} (1). . . . الآية، وقال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (2)، وقال تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} (3)، وقال تعالى:{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (4)، فهل (5) قال: فاستمعوا له إلا لأعظم ما فيه وهو ما وصفت به نفسي فلا تستمعوه (6)، أو لا تسمعوه لعامتكم، وقال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (7)، وقال تعالى:{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} (8)، وقال تعالى:{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} (9). . . . الآية، وقال تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (10). . . الآية، وقال تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} (11)، وقال تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ

(1) سورة الفرقان، الآيتان: 30، 31.

(2)

سورة فصلت، الآية:26.

(3)

سورة الفرقان، الآية:73.

(4)

سورة الأعراف، الآية:204.

(5)

في س، ط:"فهلا".

(6)

في الأصل، س:"فلا تستمعه". والمثبت من: ط. ولعله المناسب.

(7)

سورة الأنفال، الآية:2.

(8)

سورة الزمر، الآية:18.

(9)

سورة المائدة، الآية:83.

(10)

سورة الزمر، الآية:23.

(11)

سورة الكهف، الآية:57.

ص: 126

عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} ، إلى قوله:{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} (1).

الوجه الثالث:

إن أعظم ما يحذره المنازعون (2) من آيات الصفات ما يزعم (3) أن ظاهرها كفر وتجسيم، كقوله:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (4)، وقوله تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (5)، وقوله (6):{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} (7)، وقوله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (8)، وقال تعالى:{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} (9)، وقوله (10) تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ

(1) سورة الإسراء، الآيات: 106، 109.

(2)

في س، ط:"المنازع".

(3)

يشير الشيخ رحمه الله إلى رأي الجهمية والمعتزلة وكثير من الفلاسفة والباطنية الذين يقولون: إن إثبات الصفات يوجب أن يكون الله جسمًا وليس بجسم، فلا تثبت له الصفات لأن المعقول من الصفات أعراض قائمة بجسم، لا تعقل صفته إلا كذلك. انظر: مجموع فتاوى الشيخ 17/ 299.

(4)

سورة الزمر، الآية:67.

(5)

سورة المائدة، الآية:64.

(6)

في س، ط: زيادة "تعالى".

(7)

سورة ص، الآية:75.

(8)

سورة الرحمن، الآيتان: 26، 27.

(9)

سورة طه، الآية:39.

(10)

في س، ط:"وقال".

ص: 127

وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} (1)، {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} (2). . . الآية، فهل سمع أن أحدًا ممن يؤمن بالله ورسوله منع أن يقرأ هذه وتتلى على العامة؟ وهل ذلك إلَّا بمنزلة من منع من سائر الآيات التي يزعم أن ظاهرها كفر وتجسيم وخبر يخالف رأيه؟ كقوله:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (3) وقوله: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} (4)، وقوله:{لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} (5)، وقوله:{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلا بِمَا شَاءَ} (6)، وقوله تعالى:{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (7)، وقوله:{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} (8)، وقوله:{مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (9)، وقوله:{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} (10)، وكذلك آيات الوعد والوعيد، وأحاديث الوعد والوعيد، هل يترك تبليغها لمخالفتها لرأي الوعيدية (11)،

(1) سورة مريم، الآية:52.

الواو: من قوله: "وقربناه" ساقطة من: ط. وهو خطأ.

(2)

سورة الأعراف، الآية:22.

(3)

سورة الذاريات، الآية:58.

(4)

سورة غافر، الآية:7.

(5)

سورة النساء، الآية:166.

(6)

سورة البقرة، الآية:255.

(7)

سورة البروج، الآية:16.

(8)

سورة السجدة، الآية:13.

(9)

سورة الأعراف، الآية:186.

(10)

سورة الأنعام، الآية:125.

(11)

الوعيدية: كتب الفرق لم تذكر تعريفًا لها على أنها فرقة مستقلة لها آراؤها ومبادؤها، وإنما يطلق لفظ "الوعيدية" غالبًا على من قال بنفاذ وعبد الله ووعيده، ومن قال: إن مرتكب الكبيرة كافر، أو في منزلة بين المنزلتين هذا في الدنيا، أما في الآخرة فهو خالد مخلد في النار، ولا يخفى أن مثل هذا القول =

ص: 128

والمرجئة (1)، أو آيات التنزيه والتقديس كقوله:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (2)، وقوله:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (3)، وقوله:{فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} إلى قوله: {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (4)، وقوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (5)، وقوله:{فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} (6)، ونحو ذلك، هل يترك تلاوتها وتبليغها لمخالفتها لرأي أهل التشبيه والتمثيل (7)؟!

= الذي حمل لواءه الخوارج والمعتزلة باطل مخالف لنصوص الكتاب والسنة.

راجع: أصول الدين -للبغدادي 242 - 243 (بتصرف)، والإرشاد- للجويني ص:386.

(1)

المرجئة: طائفة من أهل الكلام. والإرجاء على معنيين:

أحدهما: بمعنى التأخير؛ لأنهم يؤخرون الأعمال عن الإيمان.

والثاني: إعطاء الرَّجاء، فهم يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.

وهم أربعة أصناف: المرجئة الخالصة، ومرجئة القدرية، ومرجئة الخوارج ومرجئة الجبرية.

راجع: الفرق بين الفرق- للبغدادي ص: 202 وما بعدها، والتبصير في الدين - للإسفراييني ص: 97، والملل والنحل- للشهرستاني 1/ 139.

(2)

سورة الإخلاص، الآيتان:4.

(3)

سورة مريم، الآية:65.

(4)

سورة الشعراء، الآيات: 94 - 98.

(5)

سورة الشورى، الآية:11.

(6)

سورة البقرة، الآية:22.

(7)

المشبهة صنفان:

صنف شبهوا ذات الباري سبحانه وتعالى بذات غيره، وهم أصناف مختلفة.

وصنف شبهوا صفاته سبحانه وتعالى بصفات المخلوقين، وهم أصناف -أيضًا- منهم الذين شبهوا كلام الله عز وجل بكلام خلقه، فزعموا أن كلام =

ص: 129

الوجه الرابع:

إن كتب الصحاح والسنن والمسانيد هي المشتملة على أحاديث الصفات، بل قد بوب فيها أبواب، مثل كتاب التوحيد والرد على الزنادقة والجهمية، الذي هو آخر كتاب صحيح البخاري (1)، ومثل كتاب الرد على الجهمية في سنن أبي داود (2)، وكتاب النعوت في سنن

= الله سبحانه وتعالى حروف وأصوات من جنس الأصوات والحروف المنسوبة للعباد، وقالوا بحدوث كلامه إلى غير ذلك مما يقتضي تشبيه الله بخلقه.

وأول من أفرط في التشبيه "السبئية" من الروافض الذين قالوا بإلهية "علي" رضي الله عنه.

راجع: الفرق بين الفرق -للبغدادي ص: 225 - 230، والتبصير في الدين - للإسفراييني ص: 119 - 221.

(1)

هو: محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي مولاهم البخاري شيخ الإِسلام وإمام الحفاظ، أبو عبد الله. ولد سنة 194 وتوفي سنة 256 هـ، له تصانيف، منها: الصحيح الذي جمع فيه أحاديث صحيحة موثقة برواتها انتقاها من ستمائة ألف حديث، وكتابه هذا أوثق الكتب الستة المعول عليها، وشرحه عدد من العلماء كابن حجر والعيني، وغيرهما.

وقد ختم هذا الصحيح بكتاب أسماه كتاب التوحيد 8/ 162 - 219، ويشتمل على 58 بابًا، رد فيه على الطوائف المنحرفة عن المنهج الصحيح كالجهمية والمعتزلة، وقد سلك فيه طريقًا واضحًا في الرد عليهم إذ اقتصر على ذكر النصوص من الكتاب والسنة التي فيها بيان بطلان مذهب هؤلاء كما ذكر فضيلة الشيخ عبد الله بن محمَّد الغنيمان في مقدمة شرحه لهذا الكتاب الذي صدر منه الجزء الأول عام 1405 هـ، نرجو من الله تعالى أن يعينه على إكماله.

راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 555 - 557.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 9/ 47 - 55.

وتاريخ بغداد -للبغدادي- 2/ 4 - 34.

وتهذيب الأسماء واللغات -للنووي- 1/ 67 - 76.

(2)

هو: أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السجستاني، أحد حفاظ الحديث وعلمه وعلله، ولد سنة 202 وتوفي سنة =

ص: 130

النسائي (1)، فإن هذه مفردة لجميع (2) أحاديث الصفات، وكذلك قد تضمن (3) كتاب السنة من سنن ابن ماجه (4) ما تضمنه، وكذلك تضمن

= 275 هـ، له تصانيف منها السنن جمع فيها 4800 حديث انتخبها من خمسمائة ألف حديث، وقد رد على الجهمية بأحاديث تنقض مذهبهم أوردها في باب أفرده لذلك ضمن "كتاب السنة" في آخر سننه وقد شرح هذه السنن واختصرها وهذبها عدد من العلماء كالخطابي والمنذري وابن القيم وغيرهم.

انظر: تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين - علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 290، 292.

راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 591 - 593.

وتاريخ بغداد -للبغدادي- 9/ 55 - 59.

ووفيات الأعيان -لابن خلكان- 2/ 404، 405.

التهذيب -لابن عساكر- 6/ 246 - 248.

(1)

هو: أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار أبو عبد الرحمن النسائي ولد سنة 215، وتوفي سنة 303 هـ، له تصانيف منها كتاب السنن الكبرى وكتاب النعوت، الذي أشار إليه الشيخ رحمه الله ضمن هذه السنن ويشتمل على 56 بابًا في أسماء الله وصفاته، وكتاب السنن -مخطوط- يحقق في قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين.

انظر: الكشاف عن أبواب مراجع تحفة الأشراف ص: 399، 400.

وتاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين، علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 327 - 330. للاطلاع على معلومات حول هذا الكتاب وكيفية تأليفه ونسخه وشرحه.

وتاريخ الأدب العربي -لبروكلمان 3/ 196، 197.

راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 698 - 701.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 1/ 36 - 39.

(2)

في س، ط: لجمع.

(3)

في الأصل: تضمنت. والمثبت من: س، ط.

(4)

هو: أبو عبد الله محمَّد بن يزيد القزويني بن ماجه الربعي، الحافظ الكبير صاحب السنن والتفسير والتاريخ. ولد سنة 209 وتوفي سنة 273 هـ.

وجملة ما في السنن أربعة آلاف حديث، وكتاب "السنة" المشار إليه في أولها وقد سمي بالنسبة للمطبوعة بالمقدمة، رد فيه على بعض الطوائف =

ص: 131

صحيح مسلم (1)، وجامع الترمذي (2)، وموطأ

= كالخوارج والجهمية انظر: بعض أحاديث الصفات الواردة في المقدمة من سنن ابن ماجه -باب فيما أنكرت الجهمية 1/ 63 - 73 الأحاديث 177، 185، 189، 194، 195، 198، 200.

وقد شرحت السنن عدة شروح استوفاها فؤاد سزكين في كتابه تاريخ التراث العربي علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 286 - 288.

وراجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 636، 637.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 9/ 530 - 532.

وشذرات الذهب -لابن العماد- 2/ 164.

والأعلام -للزركلي- 8/ 15.

(1)

هو: أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، أحد الأئمة ومن حفاظ الحديث رحل في طلبه إلى الأمصار. ولد سنة 202 وتوفي سنة 261 واشتهر رحمه الله بكتابه "الجامع الصحيح" وقد ضمنه أحاديث في الصفات.

انظر مثلًا: كتاب الإيمان -باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم -سبحانه- 1/ 163: الأحاديث 296 - 298، باب معرفة طريق الرؤية 1/ 163 - 171 الأحاديث: 299 - 303. وكتاب الإمارة- باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر 3/ 1504، 1505، الحديثان 128، 129.

وصحيح مسلم شرحه أكثر من إمام واختصره آخرون كالقاضي عياض والنووي والمنذري وغيرهم. وانظر عن صحيح مسلم وشروحه:

تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 3/ 179 - 185.

وتاريخ التراث العربي لسزكين 1/ 1 / 263 - 276.

وللترجمة راجع: تاريخ بغداد - للبغدادي 13/ 100 - 104.

ووفيات الأعيان -لابن خلكان 5/ 194 - 195.

وتذكرة الحفاظ - للذهبي 2/ 588 - 590.

وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى 1/ 337 - 339.

(2)

هو: أبو عيسى محمَّد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي الترمذي، من أهل ترمذ على نهر جيحون، وهو من أئمة علماء الحديث وحفاظه. ولد سنة 209 وتوفي سنة 279 هـ.

من مؤلفاته "الجامع الصحيح" ضمنه رحمه الله أحاديث في الصفات ترد على الجهمية والمعتزلة. انظر مثلًا: أبواب الصلاة - باب ما جاء في نزول الرب =

ص: 132

مالك (1)، ومسند الشافعي (2)، ومسند أحمد بن. . . . . . . . . . .

= عز وجل إلى السماء الدنيا كل ليلة. الحديث رقم 446، كتاب الدعوات الباب رقم 79، الحديث رقم 3498.

وهذا الجامع شرح واختصر من قبل عدد من العلماء كابن العربي والسيوطي وغيرهما. يقول فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي - علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 299: ". . . محمد من كتب الأصول المعتمدة، وقد امتاز في المقام الأول بملاحظاته النقدية حول الأسانيد. . . " راجع: تاريخ التراث العربي لسزكين 1/ 1 / 302 - 303.

وانظر: تاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 189 - 192.

راجع للترجمة: وفيات الأعيان -لابن خلكان- 4/ 278.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 633، 635.

والوافي بالوفيات -للصفدي- 4/ 294 - 296.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 9/ 387 - 389.

والأعلام -للزركلي- 7/ 213.

(1)

هو: أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أحد أعلام الإِسلام وإمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية. ولد سنة 93 وتوفي سنة 179 هـ. من مؤلفاته "الموطأ" اختصره رحمه الله مرارًا، ويضم إلى جانب الحديث والفقه فتاوى العلماء الثقات كما أنه لم يخل من الأحاديث في الصفات التي تنقض رأي الجهمية والمعتزلة.

انظر مثلًا: الموطأ -كتاب القرآن- باب ما جاء في الدعاء الحديث رقم 30، 31.

وكتاب الجهاد -باب الشهداء في سبيل الله- الحديث 28، وغير ذلك.

وكتاب الموطأ اهتم فيه العلماء بالدراسة والشرح. للاطلاع على ذلك:

ينظر: تاريخ الأدب العربي - لبروكلمان 3/ 275 - 280.

وتاريخ التراث العربي -لسزكين- 1/ 3 / 130 - 142.

ويراجع للترجمة: وفيات الأعيان -لابن خلكان- 4/ 135 - 139.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 207 - 213.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 10/ 5 - 9.

وشذرات الذهب -لابن العماد- 1/ 289 - 292.

والأعلام -للزركلي- 6/ 128.

(2)

هو: الإِمام أبو عبد الله محمَّد بن إدريس بن العباس الشافعي، أحد الأئمة =

ص: 133

حنبل (1)، ومسند موسى أبي قرة الزبيدي (2)، ومسند أبي داود

= الأربعة، وإليه ينسب المذهب الشافعي، ولد سنة 150، وتوفي سنة 204، له مؤلفات كثيرة منها:"الأم"، وله في الحديث "المسند" وقد ضمنه رحمه الله أحاديث في الصفات. انظر مثلًا: المسند ص: 71، 234. وقد طبع المسند عدة طبعات وشرح عدة شروحات للسيوطي وغيره.

يقول فؤاد سزكين في "تاريخ التراث العربي" 1/ 3 / 187: "يضم الأحاديث التي جمعها أبو العباس محمَّد بن يعقوب الأصم من مؤلفات مختلفة للشافعي".

ولمزيد من التفصيل عن هذا الكتاب يراجع: المصدر السابق 1/ 3 / 187، 188.

وتاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 296، 297.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1683.

راجع للترجمة: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 3/ 2 / 201 - 204.

وتاريخ بغداد -للبغدادي- 2/ 56 - 73.

ووفيات الأعيان -لابن خلكان- 4/ 163 - 169.

والأعلام -للزركلي- 6/ 249، 250.

(1)

هو: أبو عبد الله أحمد بن حنبل بن هلال، أصله من بني شيبان، إمام المحدثين والمناضل عن السنة، والصابر في المحنة، أحد الأئمة الأربعة، وإليه ينسب المذهب الحنبلي. ولد سنة 164 وتوفي سنة 241 هـ. له تصانيف منها:"المسند- ط" يحتوي على ثلاثين ألف حديث، وقد ضمنه رحمه الله أحاديث الصفات. راجع مثلًا: 2/ 269، 705، 3/ 13، 16، 4/ 13.

ولمزيد من المعلومات عن "المسند" وشروحه ومختصراته وأماكن وجوده يراجع: تاريخ التراث العربي -لفؤاد سزكين- 1/ 3 / 218 - 222.

وكشف الظنون لحاجي خليفة- 2/ 1680.

وللترجمة: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم 1/ 292.

وحلية الأولياء -لأبي نعيم- 9/ 161.

وتاريخ بغداد -للبغدادي- 4/ 412.

ووفيات الأعيان -لابن خلكان- 1/ 63.

وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى 1/ 4.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 431.

(2)

ورد في جميع النسخ "ابن قرة" ولم أجده بهذا الاسم فيما وقع تحت يدي من =

ص: 134

الطيالسي (1)، ومسند ابن وهب (2)، ومسند أحمد بن

= مراجع، ولعل الصواب ما أثبته.

هو: أبو قرة موسى بن طارق الزبيدي، المحدث الإِمام الحجة قاضي زبيد، عالم بالسنن والآثار. توفي سنة 203 هـ.

يقول ابن حجر رحمه الله صنف كتاب السنن على الأبواب في مجلد رأيته ولعله المسند الذي أشار إليه الشيخ رحمه الله.

ولم يرد ذكره في تاريخ الأدب العربي لبروكلمان، ولا في تاريخ التراث العربي لسزكين.

راجع: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 4/ 1 / 148.

وميزان الاعتدال -للذهبي- 4/ 207.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 10/ 349، 350.

وخلاصة تهذيب الكمال -لصفي الدين أحمد الأنصاري- ص: 391.

ومعجم المؤلفين -لكحالة- 13/ 40.

والأعلام -للزركلي- 8/ 273.

(1)

هو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، فارسي الأصل، ومن كبار حفاظ الحديث، ولد في البصرة سنة 133، وتوفيها سنة 204 هـ. له "المسند" جمع بعض الحفاظ الخراسانيين -وهو يحقق في قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض للحصول به على درجات علمية ولم يكتمل بعد.

وقد ضمنه رحمه الله بعض أحاديث الصفات. انظر مثلًا: ص: 34، الحديث 252 ص: 63، الحديث 467 ص: 66، الحديث 490 ص: 67، الحديث 491 ص: 147، الأحاديث 1092، 1093، 1094، ص: 295، الحديث 2232.

راجع: الطبقات الكبرى -لابن سعد- 7/ 298.

الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 2/ 1 / 111 - 113.

وتاريخ بغداد -للبغدادي- 9/ 24 - 29.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 1/ 351، 352.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1679.

وتاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 155، 156.

وتاريخ التراث العربي -لسزكين- 1/ 1 / 182.

(2)

هو: أبو محمَّد عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري بالولاء المصري، جمع الفقه =

ص: 135

منيع (1)، ومسند مسدد (2)، ومسند إسحاق بن

= والحديث، وهو من أصحاب الإِمام مالك. ولد سنة 125 هـ وتوفي سنة 197 هـ.

له مؤلفات منها: "الجامع في الحديث"- طبع سنة 1942 م بالقاهرة يقول فؤاد سزكين: "ويوجد بعنوان "مسند" في الظاهرية مجموع 40 (من 106 أ- 171 ب. في القرن الخامس الهجري) ".

راجع: وفيات الأعيان -لابن خلكان- 3/ 36، 37.

وتذكرة الحافظ -للذهبي- 2/ 304.

وميزان الاعتدال -للذهبي- 2/ 521.

وشذرات الذهب -لابن العماد- 1/ 347، 348.

والأعلام للزركلي- 4/ 289.

ومعجم المؤلفين -لكحالة- 6/ 162.

وتاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 155.

وتاريخ التراث العربي -لسزكين- الفقه 1/ 3 / 144.

(1)

هو: أبو جعفر أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي ثم البغدادي الأصم الحافظ الحجة صاحب المسند، ولد سنة 160 وتوفي سنة 244 هـ رحمه الله.

لم أقف على هذا المسند، وقد طبعت زوائده ضمن المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر، ومن أحاديث الصفات فيه 3/ 100 الحديث 2993.

ولم يذكره بروكلمان ولا سزكين في كتابيهما تاريخ الأدب العربي وتاريخ التراث العربي.

راجع: تذكرة الحفاظ- 2/ 481.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 1/ 84.

وشذرات الذهب -لابن العماد- 20/ 105.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1685.

والرسالة المستطرفة -للكتاني- ص: 49.

والأعلام -للزركلي- 1/ 245.

ومعجم المؤلفين -لكحالة- 2/ 184.

(2)

هو: أبو الحسن مسدد بن مسرهد بن مسربل الأسدي البصري المحدث الحافظ، يقال: إنه أول من صنف المسند بالبصرة. توفي سنة 228 هـ.

ص: 136

راهوية (1)، ومسند محمَّد بن أبي عمر

= وذكر الكتاني في الرسالة المستطرفة ص: 47: "أنه في مجلد لطيف، وله آخر قدره ثلاث مرات، وفيه كثير من الموقوف والمقطوع".

ولم يذكره بروكلمان ولا سزكين، ولم أقف عليه، وذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة المطالب العالية- 1/ 4 - أنه وقف عليه كاملًا فأودع زوائده على الكتب الستة في الكتاب المذكور، وقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه من طريقه أحاديث في الصفات - انظر مثلًا: صحيح البخاري 8/ 174 كتاب التوحيد - باب قوله تعالى (لما خلقت بيدي).

راجع: طبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- 1/ 341 - 345.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 421، 423.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 1/ 107 - 109.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1684.

والأعلام -للزركلي- 8/ 108.

ومعجم المؤلفين -لكحالة- 12/ 224.

(1)

هو: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي، المعروف بابن راهوية أحد أئمة الإِسلام، وعلم من أعلام الدين، ولد سنة 161 أو توفي سنة 238 هـ، له "المسند" مخطوط، قال ابن حجر في مقدمة المطالب العالية 1/ 4:"وقع لي عدة من المسانيد غير مكملة كمسند إسحاق بن راهوية ووقفت منه على قدر النصف فتتبعت ما فيه". ومما أورده من هذا القدر في المطالب في أحاديث الصفات 3/ 99 الحديث 2990، 2991.

يقول بروكلمان في تاريخ الأدب العربي 3/ 157: "يوجد الجزء الرابع من مسنده في القاهرة، وهو معد للطبع في حيدر آباد".

وذكر الكتاني في الرسالة المستطرفة ص: 49، أنه:"أملى المسند والتفسير من حفظه وما كان يحدث إلَّا من حفظه، وكان يحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلب ومسنده هذا في ست مجلدات".

راجع: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 2/ 209.

وحلية الأولياء -لأبي نعيم- 9/ 234 - 238.

وتاريخ بغداد -للبغدادي- 6/ 345 - 355.

وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- 1/ 109.

ووفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 199، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 1678.

ص: 137

العدني (1)، ومسند أبي بكر بن أبي شيبة (2)، ومسند بقي (3) بن

= وتاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 157.

وتاريخ التراث العربي -لسزكين- 1/ 1 / 209.

(1)

في جميع النسخ: العديني، ولم أجده بهذا الاسم، ولعله أبو عبد الله محمَّد بن يحيى بن أبي عمر العدني، المحدث الحافظ قاضي عدن. توفي سنة 243 هـ. من آثاره "المسند" الذي لم أقف عليه، وذكر ابن حجر في مقدمة المطالب العالية 1/ 4، أنه من المسانيد التي وقف عليها كاملة، وقد ضمن زوائده الكتاب المذكور.

راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 501.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 9/ 518 - 520.

والأعلام -للزركلي- 8/ 3.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1678.

والرسالة المستطرفة -للكتاني- ص: 50.

ومعجم المؤلفين -لكحالة- 12/ 107.

ولم يذكره سزكين ضمن آثاره.

(2)

هو: أبو بكر عبد الله بن محمَّد بن إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي المعروف بابن أبي شيبة، ولد سنة 159 وتوفي سنة 235. من مؤلفاته "المسند- ط". وقد ضمنه رحمه الله أحاديث في الصفات- انظر: المصنف 10/ 209 كتاب الدعاء -باب من كان يقول: يا مقلب القلوب- الأحاديث: 9245 - 9248، و 13/ 180 - كتاب ذكر رحمة الله- ما ذكر في سعة رحمة الله - الأحاديث 16046، 16051، 16052.

راجع: الطبقات الكبرى -لابن سعد- 6/ 413.

والجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 2/ 160.

وتاريخ بغداد -للبغدادي- 10/ 66.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 432.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1678.

والأعلام -للزركلي- 4/ 260.

وتاريخ التراث العربي -لسزكين- 1/ 1 / 206. علوم القرآن والحديث.

(3)

في س: يقي. وهو خطأ.

ص: 138

مخلد (1)، ومسند الحميدي (2)، ومسند الدارمي (3)، ومسند

(1) هو: أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد بن يزيد الأندلسي القرطبي الحافظ المفسر أحد الأئمة الأعلام. ولد سنة 201، وتوفي سنة 276 هـ. صنف "المسند" ورتب الأحاديث فيه على أسماء الصحابة، ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه في أبواب الأحكام. وهو كتاب مفقود.

انظر: تاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 201، 202.

وتاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 296.

وقد ذكر أن في الإصابة -لابن حجر- مقتبسات منه.

راجع: التهذيب -لابن عساكر- 3/ 277.

وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- 1/ 120.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 629.

وشذرات الذهب -لابن العماد- 2/ 169.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1679.

والأعلام -للزركلي- 2/ 33.

ومعجم المؤلفين -لكحالة- 3/ 53.

(2)

هو: أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى، الحميدي الأسدي، أحد الأئمة في الحديث، وهو شيخ البخاري. توفي سنة 219 هـ، من آثاره "المسند" وقد طبع الكتاب بتحقيق الأستاذ: حبيب الرحمن الأعظمي، وقد ضمن الحميدي رحمه الله مسنده أحاديث في الصفات، انظر مثلًا: 1/ 62 الحديث 113، 2/ 350، الحديث 799، ص: 478، الحديث 1126، ص: 496، الحديث 1178.

راجع: الطبقات الكبرى -لابن سعد- 5/ 205.

والجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 2/ 2 / 56.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 413، 414.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1682.

والأعلام -للزركلي- 4/ 219.

وتاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 190.

(3)

هو: أبو محمَّد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام التميمي الدارمي السمرقندي، من حفاظ الحديث، ولد سنة 181، وتوفي سنة 255 هـ، له المسند في الحديث، ذكره الخطيب البغدادي، وابن الصلاح، والذهبي وابن =

ص: 139

عبد بن حميد (1)، ومسند أبي يعلى. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حجر، وغيرهم، وقد انتقده ابن الصلاح في عده له من المسانيد لأنه مرتب على الأبواب.

وقد رجح محقق سنن الدارمي، السيد عبد الله هاشم، أن تسميتها بالسنن أولى من تسميتها بالمسند، فقال:". . . واشتهرت عندهم -أي حفاظ المحدثين- بالمسند خلافًا لما اصطلحوا عليه من أن المسند يكون مرتبًا على أسماء الصحابة كما فعل الإِمام أحمد في مسنده" وهذه السنن مرتبة على أبواب الفقه، فتسميتها بالسنن أولى من تسميتها بالمسند، وتسميتها بالمسند فيه تجوز، وحقيق بأن تسمى بالسنن كما فعل غيرنا، وفعلناه أيضًا".

قال السيوطي: ومسند الدارمي ليس بمسند، بل هو مرتب على أبواب الفقه وبعض المحدثين سموه بالصحيح. ا. هـ.

قال السخاوي: "ويحتمل على بعد أن يكون -أي: ابن الصلاح- أراد مسنده الذي ذكره الخطيب في تصانيفه "فتح المغيث" 1/ 86.

أقول: وهذا الاحتمال -مع بعده- لا يتأتى إلَّا إذا كان الخطيب ذكر له المسند والسنن في حين أنه لم يذكر له إلّا المسند.

وقد ضمن رحمه الله سننه أحاديث في الصفات، انظر: سنن الدارمي 1/ 286 كتاب الصلاة، -باب ينزل الله إلى السماء الدنيا، - الأحاديث 1486، 1493، 2/ 233، -كتاب الرقاق، - باب في شأن الساعة ونزول الرب، - الحديث 2802، 2803، باب هل نرى الله تعالى، - الحديث 2804.

راجع: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 2/ 2 / 99.

وتاريخ بغداد -للبغدادي- 10/ 29 - 32.

وعلوم الحديث -لابن الصلاح- ص: 34.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 534.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 5/ 294 - 299.

وشذرات الذهب -لابن العماد- 2/ 130.

والأعلام -للزركلي- 4/ 230.

وتاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 199.

وتاريخ التراث العربي -لسزكين- 1/ 1 / 219 - 220.

(1)

هو: أبو محمَّد عبد بن حميد بن نصر الكَسيِّ نسبة إلى كس مدينة قرب سمرقند، روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما، توفي سنة 249 هـ. من كتبه =

ص: 140

الموصلي (1)، ومسند الحسن بن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "المسند الكبير" يقول فؤاد سزكين: من المرجح أنه وصلت إلينا منه مختارات في مخطوطات. ذكرها في كتابه: تاريخ التراث العربي- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 216.

ولم أقف على المسند، وما وقفت عليه "المنتخب من مسند عبد بن حميد" الذي حققه فضيلة الشيخ: سالم بن عبد الله الدخيل للحصول على درجة الدكتوراه من قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض.

وقد ضمنه -ابن حميد رحمه الله أحاديث في الصفات، انظر: المنتخب 1/ 217، الحديث 184، ص: 346، الحديث 348، ص: 562، الحديث 561، 2/ 920، الحديث 909، ص: 937، الحديث 926، ص: 959، الحديث 947.

راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 534.

وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 6/ 455، 457.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1679.

والأعلام -للزركلي- 4/ 41.

ومعجم المؤلفين -لكحالة- 5/ 66.

وتاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 157، 158.

(1)

هو: أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي الموصلي، من علماء الحديث، وأحد الثقات، توفي سنة 307 هـ. له المسند.

قال فيه إسماعيل بن محمَّد بن الفضل التميمي الحافظ، كما نقل ذلك الكتاني في الرسالة المستطرفة ص: 54: "قرأت المسانيد كمسند العدلي، ومسند ابن منيع، وهي كالأنهار، ومسند أبي يعلى كالبحر فيكون مجمع النهار".

طبع منه مجموعة من الأجزاء بتحقيق حسين سليم أسد، وهو يحقق في قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض تحقيقًا علميًّا للحصول به على درجات علمية من قبل مجموعة من الأخوة الأفاضل، ولم يكتمل بعد.

وقد ضمنه الموصلي -يرحمه الله- أحاديث في الصفات، انظر مثلًا: 1/ 209، الحديث 243، 2/ 285، الحديث 1004، 1006.

وللاطلاع على نسخة المخطوطة وأماكن وجودها يراجع:

تاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 160.

وتاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث- 1/ 1 / 335.

ص: 141

سفيان (1)، ومسند أبي بكر البزار (2)، ومعجم

= وللترجمة يراجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 707 - 709.

والوافي بالوفيات -للصفدي- 7/ 241.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1679.

وشذرات الذهب -لابن العماد- 2/ 250.

والأعلام -للزركلي- 1/ 164.

(1)

هو: أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز الشيباني النسوي -نسبة إلى نسا مدينة بخراسان -محدث حافظ- ولد سنة 213، وتوفي سنة 303 هـ، له "المسند" في الحديث، وذكر سزكين أن ابن حجر اقتبس منه في "الإصابة" في عدة صفحات ذكرها في كتابه تاريخ التراث العربي. علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 332، ولم يذكر شيئًا عن الكتاب سوى ذلك، علمًا أن ابن حجر ذكر في كتابه: "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 1/ 4: أنه وقف على قطع منه ولم يكتب منها شيئًا، ويا ليته فعل.

راجع: تهذيب ابن عساكر 4/ 181 - 185.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 703 - 705.

وشذرات الذهب -لابن العماد- 2/ 241.

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1682.

والأعلام -للزركلي- 2/ 206.

(2)

هو: أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري البزار، أصله من البصرة، حافظ، من العلماء بالحديث، توفي في الرملة سنة 292 هـ، ألف المسند المسمى "البحر الزخار" كما في مقدمة كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي 1/ 5، يقول بروكلمان: هذبه ابن حجر.

والكتاب مخطوط حقق الجزء الأول منه الشيخ: محفوظ الرحمن زين الدين الهندي -أعانه الله على إتمامه.

وقد ضمنه رحمه الله أحاديث في الصفات، انظر مثلًا: كشف الأستار 1/ 51، -كتاب الإيمان- باب حب قريش والأنصار والعرب- الحديث 65، 3/ 105 - كتاب علامات النبوة- باب ذكر نبي الله موسى- الحديث 2353، 3/ 67 - كتاب التفسير- سورة يس- الحديث 2253.

وللاطلاع على نسخه وأماكنها يراجع:

تاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 158، 159.

ص: 142

البغوي (1)، والطبراني (2)، وصحيح أبي حاتم بن

= وتاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث- 1/ 1 / 316.

وراجع للترجمة: تاريخ بغداد- للبغدادي- 334 - 435.

الفهرسة -لابن خير- ص: 138.

تذكرة الحفاظ -للذهبي- 2/ 653، 654.

لسان الميزان -لابن حجر- 1/ 237، 239.

كشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1682.

الأعلام -للزركلي- 1/ 182.

(1)

هو: أبو القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز البغوي، كان محدث العراق في عصره، سمع يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهما. توفي سنة 317. له "معجم الصحابة" وهو برواية أبي القاسم عيسى بن الجراح الوزير، ويوجد مخطوطًا في الظاهرية بدمشق، ذكر ذلك فؤاد سزكين في كتابه: تاريخ التراث العربي -علوم القرآن والحديث- 1/ 1 / 345.

وانظر: تاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 222.

راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- 10/ 111 - 117.

وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- 1/ 190 - 192، وقال فيه:"صنف المعجمين الكبير والصغير".

وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1736.

والأعلام -للزركلي- 4/ 263.

ومعجم المؤلفين -لكحالة- 6/ 126.

(2)

هو: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني -نسبة إلى طبرية من كبار المحدثين، ولد بعكا سنة 269، وتوفي في أصفهان سنة 360 هـ.

من تصانيفه "المعجم الكبير". يقول بروكلمان: "وهو مجموع يشتمل على أحاديث جميع الصحابة عدا أبي هريرة، مرتبة حسب الشيوخ، أما حديث أبي هريرة فقد أفرد له كتابًا خاصًّا".

والكتاب تولت طبعه ونشره وزارة الأوقاف العراقية، وقد صدر منه -فيما أعلم- حتى الآن 20 جزءًا بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي أعانه الله على إتمامه.

والمعجم الأوسط: في غرائب شيوخه، والكتاب يشتمل على 12000 حديث وقد صدر عن مكتبة المعارف بالرياض -وذلك في عشرة أجزاء بتحقيق الدكتور محمود الطحان.

ص: 143

حبان (1)، وصحيح. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والمعجم الصغير: في أسماء شيوخه، طبع لأول مرة سنة 1311 هـ باهتمام محمَّد عبد المجيد في مطبعة الأنصار -دهلي- ثم توالت طباعته.

وقد ضمن الحافظ الطبراني رحمه الله معاجمه أحاديث في الصفات، مثلًا: المعجم الكبير: 2/ 139 الحديث 1566، ص: 331 - 335، الأحاديث 2224 - 2237، 3/ 43، الحديث 2255.

والمعجم الأوسط: 1/ 385، الحديث 671، ص: 433، الحديث 777، ص: 507، الحديث 935، ص: 528، الحديث 994، 2/ 285، الحديث 1500، ص: 307، الحديث 1535، ص: 335، الحديث 1582، ص: 514، الحديث 1884.

والمعجم الصغير: 1/ 32، 235، 257 - 2/ 21، 53، 116.

راجع: تاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 225.

وما نقله فؤاد سزكين عن هذه المعاجم ومختصراتها ومخطوطاتها في كتابه.

تاريخ التراث العربي -علوم القرآن والحديث- 1/ 1 / 393 - 395.

راجع للترجمة: تهذيب ابن عساكر 6/ 242 - 244. وفيات الأعيان -لابن خلكان- 2/ 407. وميزان الاعتدال -للذهبي- 2/ 195. وشذرات الذهب -لابن العماد- 3/ 30. والأعلام للزركلي- 3/ 181.

(1)

هو: أبو حاتم محمَّد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمي الحنظلي البستي أحد أوعية العلم، ومن مشاهير حفاظ الحديث في زمانه، ولد سنة 270 وتوفي سنة 354 هـ، صاحب التصانيف الكثيرة منها "الصحيح" في الحديث، وقد نقحه أبو الحسن علي بن بلبان الفارسي (ت 739) وكتب عليه تعليقات على ابن أبي بكر بن حجر الهيثمي (ت 805).

وصحيح ابن حبان مطبوع ضمنه أحاديث في الصفات، راجع مثلًا: الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان لأبي الحسن علي بن بلبان 1/ 241 - 244 باب ما جاء في الصفات، الأحاديث 265 - 270، 8/ 128، الحديث 6430، ص: 129، الحديث 6431، ص: 134، الحديث 6442.

راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 3/ 920 - 923. ولسان الميزان -لابن حجر- 5/ 112 - 115. وشذرات الذهب -لابن العماد- 3/ 16. وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1075. والأعلام للزركلي- 6/ 306. وتاريخ =

ص: 144

الحاكم (1)، وصحيح الإسماعيلي (2)،

= الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 206. وتاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 380، 381.

(1)

هو: أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن حمدوية بن نعيم المعروف بالحاكم النيسابوري، صاحب المكانة العالية في الحديث، وإمام أهل عصره فيه، ولد بنيسابور سنة 321 وتوفي فيها سنة 405 هـ، صنف كتبا كثيرة جدًّا منها:"الصحيح" في الحديث، وهو الكتاب المعروف بالمستدرك على الصحيحين والكتاب مطبوع سنة 1334 هـ بحيدر آباد، وقد ضمنه رحمه الله أحاديث في الصفات، انظر: 1/ 26 - كتاب الإيمان، 2/ 89 - كتاب الجهاد، 4/ 582 كتاب الأهوال.

راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- 5/ 473 - 474. ووفيات الأعيان -لابن خلكان- 4/ 280 - 281. وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 3/ 1039 - 1045.

ولسان الميزان -لابن حجر 5/ 232 - 233. والرسالة المستطرفة- للكتاني ص: 17. وتاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 215، 216. وتاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 454، 455.

(2)

هو: أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الإسماعيلي الجرجاني، أجمع معاصروه على أنه أحد كبار المحدثين في عصره، ولد سنة 277 وتوفي سنة 371.

يقول ابن الجوزي -في المنتظم 7/ 108: "وكان للإسماعيلي علم وافر بالنقل وصنف كتابًا على صحيح البخاري".

وقال ابن كثير -في البداية والنهاية 11/ 334: "صنف فأفاد وأجاد وأحسن الانتقاد والاعتقاد، صنف كتابًا على صحيح البخاري فيه فوائد كثيرة وعلوم غزيرة".

ولم يذكر بركلمان ولا سزكين هذا الصحيح ضمن آثار الإسماعيلي، وما ذكراه "المعجم في الأسامي" الذي حققه الأخ: زياد محمَّد منصور، للحصول على درجة الدكتوراة من شعبة السنة بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، وقد قال المحقق عن صحيح الإسماعيلي ص: 187 - القسم الخاص بالدراسة: "اختلف المصنفون في تسميته على أقوال: فمنهم من سماه -الصحيح- ومنهم من سماه -المستخرج على الصحيحين- ومنهم من سماه -الصحيح على شرط البخاري- ومنهم من سماه -المستخرج على الصحيح- إلّا أن أدق تسمية له وأصحها هي =

ص: 145

والبرقاني (1)، وأبي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "المستخرج على صحيح البخاري" وإليها ذهب بعض المصنفين منهم "السخاوي" وقيدها بقوله: "استخرج على البخاري فقط".

ويقع هذا المستخرج في أربع مجلدات. . . ويتضمن أحد أجزائه تعاليق البخاري بإسناد عال".

وقال في ص: 190: "أما الكلام على طبيعة "مستخرج الإسماعيلي" وتحليله، فإنه سوف يكون على حسب النصوص التي وفرها ابن حجر (ذكر المحقق أن ابن حجر أخذ من المستخرج للإسماعيلي 1754 نصًّا ودونها في فتح الباري) في فتح الباري لعلها تكشف عن بعض جوانب مادته العلمية وتنوعها".

قال في التعليق رقم (1) من الصفحة السابقة: لأن أصل المستخرج مفقود.

وعن الإسماعيلي ومصنفه تراجع -بالإضافة إلى ما سبق- المصادر التالية:

تذكرة الحفاظ -للذهبي- 3/ 947 - 950. والوافي بالوفيات -للصفدي - 6/ 213. وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1735. - والأعلام للزركلي - 1/ 83. ومعجم المؤلفين -لكحالة- 1/ 135. وتاريخ الأدب العربي - لبروكلمان- 3/ 210. تاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 408. وبحوث في تاريخ السنة المشرفة -لأكرم ضياء العمري- ص: 254.

(1)

هو: أبو بكر أحمد بن محمَّد بن أحمد بن غالب الخوارزمي الشافعي البرقاني نسبة إلى برقان قرية بخوارزم، شيخ بغداد، ولد سنة 336 وتوفي سنة 425 هـ. من مؤلفاته "المسند" يتضمن ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم- مخطوط.

انظر: تاريخ الأدب العربي -لبروكلمان- 3/ 161. وتاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 474. وبحوث في تاريخ السنة المشرفة - د. أكرم ضياء العمري ص: 254.

والظاهر أن الصحيح الذي ذكره الشيخ رحمه الله هو المستخرج على الصحيحين الذي ذكره ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث ص: 17، والذهبي في تذكرة الحفاظ 3/ 1574، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص: 24، وهو مشتمل على زيادات كثيرة في تضانيف متون الحديث.

راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- 4/ 373 - 376. وشذرات الذهب -لابن العماد- 3/ 228. وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1682. والأعلام =

ص: 146

نعيم (1)، والجوزقي (2)، وغير ذلك من المصنفات الأمهات التي لا يحصيها إلا الله، دع ما قبل ذلك من مصنفات حماد بن سلمة (3)،

= -للزركلي- 1/ 205. ومعجم المؤلفين -لكحالة- 2/ 74.

(1)

هو: أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني، ولد سنة 336 وتوفي سنة 430 هـ، حافظ مؤرخ له تصانيف منها "المستخرج على الصحيحين".

راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 3/ 1092 - 1098. ولسان الميزان -لابن حجر- 1/ 201. والرسالة المستطرفة -للكتاني- ص: 23. والأعلام للزركلي - 1/ 150. ومعجم المؤلفين -لكحالة- 1/ 282.

(2)

في الأصل: الجوذقي. وهو خطأ، والمثبت من س، ط.

هو: أبو بكر محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن زكريا الشيباني الجوزقي نسبة إلى قرية جوزق من قرى نيسابور، ولد سنة 306 وتوفي سنة 388 هـ، من مؤلفاته "الصحيح" المخرج على صحيح مسلم، اختصره الحافظ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق.

راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- 3/ 1013. والوافي بالوفيات -للصفدي - 3/ 316. وشذرات الذهب -لابن العماد- 3/ 129، 130. وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 2/ 1685. والرسالة المستطرفة -للكتاني- ص:22. والأعلام للزركلي- 7/ 99. ومعجم المؤلفين -لكحالة- 10/ 240. وتاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 429، ولم يذكر له من المصنفات سوى "الجمع بين الصحيحين"- مخطوط.

(3)

هو: أبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار البصري البزاز البطائني، الحافظ المحدث النحوي مفتي البصرة، نقل الذهبي أن ابن المبارك قال:"ما رأيت أحدًا كان أشبه بمسالك الأول من حماد". له تصانيف منها السنن، وسوف يذكر الشيخ رحمه الله في ص: 159 أن له كتاب "الصفات". توفي سنة 167 هـ.

عن حماد ومصنفاته يراجع: ميزان الاعتدال- للذهبي 1/ 590 - 595.

وتهذيب التهذيب لابن حجر 3/ 11 - 16. والفهرست لابن النديم ص: 317.

وهدية العارفين للبغدادي 1/ 334. والأعلام -للزركلي- 2/ 302. ومعجم المؤلفين -لكحالة- 4/ 72.

ص: 147

وعبد الله بن المبارك (1)، وجامع الثوري (2)، وجامع ابن عيينة (3)، ومصنفات. . . . . . . . . . . . . . .

(1) هو: أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم - المروزي، أحد كبار المحدثين، ولد سنة 118، وتوفي في "هيت" على نهر الفرات سنة 181 هـ، من مؤلفاته "كتاب الزهد والرقائق" و"المسند" و"البر والصلة" وغيرها.

راجع: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- التقدمة- 1/ 262 - 281. وتاريخ بغداد -للبغدادي- 10/ 152 - 169. وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 1/ 274 - 282. وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 5/ 382 - 387. وتاريخ التراث العربي -لسزكين- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 175.

(2)

هو: أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، كان إمامًا في علم الحديث وغيره، ويعد أول من رتب الأحاديث ترتيبًا موضوعيًّا في الكوفة، توفي سنة 161 هـ، له مصنفات منها "الجامع" وهو كتاب مفقود.

يقول بروكلمان -في تاريخ الأدب العربي 3/ 152: "وضاع كثير من مصنفات القدماء في المرحلة الأولى للتدوين، مثل كتاب "الجامع" لسفيان الثوري".

راجع: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- التقدمة 1/ 55 - 126. والفهرسة -لابن خير- ص: 136، 137. ووفيات الأعيان -لابن خلكان- 2/ 386 - 391. والفهرست -لابن النديم- ص: 314، 315. والأعلام -للزركلي - 3/ 158. ومعجم المؤلفين -لكحالة- 4/ 234. وتاريخ التراث العربي -لسزكين- الفقه- 1/ 3 / 247، 248. وعلوم القرآن والحديث- 1/ 1 / 123.

(3)

هو: سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي أبو محمَّد، محدث الحرم، ولد في الكوفة سنة 107 ونشأ في مكة وتوفي فيها سنة 198 هـ، له "الجامع" في الحديث، ولم يذكره سزكين ضمن آثار ابن عيينة بهذا الاسم، بل الذي أورده ضمن آثاره "حديث" -وهو مخطوط بالظاهرية.

انظر: تاريخ التراث العربي- علوم القرآن والحديث 1/ 1 / 178، 179.

وراجع: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- المقدمة- 1/ 32 - 54. وتاريخ بغداد -للبغدادي- 9/ 174 - 184. وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 1/ 262 - 265. وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 4/ 117 - 122. والأعلام -للزركلي 3/ 159. ومعجم المؤلفين -لكحالة- 4/ 235.

ص: 148

وكيع (1)، وهشيم (2)، وعبد الرزاق (3)، وما لا يحصيه إلا الله، فهل امتنع الأئمة من قراءة هذه الأحاديث على عامة المؤمنين، أو منعوا من ذلك؟ أم ما زالت هذه الكتب يحضر (4) قراءتها ألوف مؤلفة من عوام المؤمنين قديمًا وحديثًا؟ وأيضًا فهذه الأحاديث، لما حدث بها الصحابة والتابعون ومن اتبعهم من المخالفين، هل كانوا يخفونها عن عموم المؤمنين ويتكاتمونها ويوصون بكتمانها؟ أم كانوا يحدثون بها كما كانوا يحدثون بسائر سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وإن نقل عن بعضهم أنه امتنع من

(1) هو: أبو سفيان وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي- نسبة إلى رؤاس بطن من قيس عيلان، أحد الأئمة الأعلام، ولد في الكوفة سنة 129 وتوفي بغيد راجعًا من الحج سنة 197 هـ. له كتب منها "تفسير القرآن" و"السنن" و"المعرفة" والتاريخ".

راجع: الطبقات الكبرى -لابن سعد- 6/ 394. والجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- التقدمة 1/ 219 - 232. وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى - 1/ 391، 392. وميزان الاعتدال -للذهبي- 4/ 335، 336. والأعلام -للزركلي- 9/ 135.

(2)

هو: أبو معاوية هشيم بن بشير بن أبي حازم قاسم بن دينار السلمي، مفسر من ثقات المحدثين من آثاره "التفسير" و"السنن" في الفقه و"المغازي" ولد سنة 104 وتوفي سنة 183 هـ.

راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- 14/ 85 - 94. وتذكرة الحفاظ -للذهبي - 1/ 248، 249. وتهذيب التهذيب -لابن حجر- 11/ 59 - 63. وطبقات المفسرين- للداودي- 2/ 353، 354. والأعلام -للزركلي- 9/ 89.

(3)

هو: أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري من حفاظ الحديث الثقات، ولد سنة 126 وتوفي سنة 211 هـ، له تصانيف منها "المصنف" في الحديث، و"التفسير".

راجع: الطبقات الكبرى -لابن سعد- 5/ 548. والجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 3/ 1 / 38، 39. ووفيات الأعيان -لابن خلكان- 3/ 216 - 217.

وتذكرة الحفاظ -للذهبي- 1/ 364.

(4)

في الأصل: يحضرها. والمثبت من: س، ط. ولعله المناسب.

ص: 149

رواية بعضها في بعض الأوقات (1)، فإذا كما قد كان هذا يمتنع عن رواية بعض أحاديث الفقه (2) والأحكام، وبعض أحاديث القدر والأسماء والأحكام والوعيد، وغير ذلك في بعض الأوقات، ليس ذلك مخصوصًا عنده بهذا الباب، وهذا كان يفعله بعضهم ويخالفه فيه غيره، وذلك لأنه قد يرى أن روايتها تضر ببعض (3) الناس في بعض الأوقات، ويرى الآخر أن ذلك لا يضر بل ينفع، فكان هذا مما قد يتنازعون فيه في بعض الأوقات.

فأما المنع من تبليغ عموم أحاديث الصفات لعموم الأمة، فإذا ليس (4) مما ذهب إليه من يؤمن باللهِ واليوم الآخر، وإنما هذا ونحوه رأي الخارجين المارقين من شريعة الإِسلام كالرافضة (5) والجهمية

(1) كما أثر عن أبي هريرة رضي الله عنه وعن غيره من الصحابة، حينما امتنعوا عن ذكر بعض ما سمعوه مراعاة لمقتضى الحال في تبليغ ما أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم.

روى البخاري في صحيحه 1/ 38 - كتاب العلم- باب حفظ العلم- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا الحلقوم".

قال ابن حجر في فتح الباري 1/ 322: "دل الحديث على أنه لم يحدث بجميع محفوظه، ومع ذلك فالموجود من حديثه أكثر من الموجود من حديث غيره من المكثرين".

وكما أثر عن بعضهم كذلك، أنه بقي محتفظا ببعض ما سمعه حتى ذكره قبل موته تأثمًا، وتحرجًا، أن يموت فتموت الحقيقة العلمية معه. روى مسلم في صحيحه 4/ 2105 - كتاب التوبة- باب سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة - الحديث 2748 " عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال حين حضرته الوفاة: كنت كتمت عنكم شيئًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقًا يذنبون يغفر لهم".

(2)

في س، ط: في الفقه.

(3)

في س، ط: بعض.

(4)

في س، ط: فإذا ما ذهب.

(5)

الرافضة: سموا بذلك لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر.

وقيل: لرفضهم زيد بن علي، حينما توجه لقتال هشام بن عبد الملك وأنكر على =

ص: 150

والحرورية (1)، ونحوهم، وهو عادة أهل الأهواء، ثم الأحاديث التي يتنازع العلماء في روايتها أو العمل بها، ليس لأحد المتنازعين أن يكره الآخر على قوله بغير حجة من الكتاب والسنة باتفاق المسلمين، لأن الله تعالى يقول:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (2).

الوجه الخامس:

أنه إذا قدر في ذلك نزاع، فقد قال الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ

= أصحابه الطعن في أبي بكر وعمر، فرفضوه بقولهم: إنا نرفضك. فسموا بذلك.

وهم يقولون: بأن الإمامة ركن من أركان الدين منصوص عليها، والأئمة معصومون، وأكثر الصحابة ضلوا بتركهم الاقتداء بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من الأقوال الفاسدة التي تولى الرد عليها علماء المسلمين وتصدوا للقائلين بها أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "منهاج السنة النبوية" والشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه "الرد على الرافضة".

راجع في شأنهم وتعداد فرقهم: مقالات الإسلاميين -للأشعري- 1/ 89.

فما بعدها. الفرق بين الفرق -للبغدادي- ص: 21. البداية والنهاية -لابن كثير - 9/ 371. الرد على الرافضة لأبي حامد المقدسي / تحقيق عبد الوهاب خليل الرحمن ص: 65 - 72.

(1)

الحرورية: اسم يطلق على الخوارج نسبة إلى مكان يقال له: حروراء -قرب الكوفة- نزل به الخوارج عندما اعتزلوا من جيش علي رضي الله عنه وأبوا أن يساكنوه في بلده فسموا بذلك، وقد أرسل إليهم علي رضي الله عنه ابن عباس فناظرهم، فرجع أكثرهم وبقي بقيتهم، وزعيمهم يومئذ: عبد الله بن الكواء اليشكري، وشبث بن ربعي.

راجع: الفرق بين الفرق -للبغدادي- تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ص: 72 - 73، ت:(2) ص: 72.

والتبصير في الدين للأسفراييني -تحقيق كمال يوسف الحوت- ص: 46، والبداية والنهاية -لابن كثير- 7/ 304.

(2)

سورة النساء، الآية:59.

ص: 151

فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (2)، فأمر الله الأمة عند النزاع (1) بالرد إليه وإلى رسوله، وقد وصف (2) المعرضين عن ذلك بالنفاق والكفر، فقال تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} ، إلى قوله:{بَلِيغًا} (3).

فوصف سبحانه من دعي إلى الكتاب والسنة فأعرض عن ذلك بالنفاق وإن (4) زعم أنه يريد التوفيق بذلك بين الدلائل النقلية والعقلية (5)، أو نحو ذلك، وأنه يريد إحسان العلم أو العمل، وقال تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} (6) الآية، وقال تعالى:{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} (7) إلى قولهم (8): {وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} (9).

(1) في ط: التنازع.

(2)

في س، ط: ووصف.

(3)

سورة النساء، الآيات: 60 - 63.

(4)

في س: وإنه.

(5)

في س، ط: العقلية والنقلية.

(6)

سورة البقرة، الآية:170.

(7)

في س: في النار يقولون.

(8)

في س، ط: إلى قوله.

والضمير في "قولهم" يرجع إلى الذين تقلب وجوههم في النار في سياق دعائهم على من أضلهم.

(9)

سورة الأحزاب، الآيات: 66 - 68.

ص: 152

الوجه السادس:

أن الله تعالى يقول في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} (1) الآية (2) ويقول في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إلا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (3)، وقال تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} (4) الآية، فمن أمر بكتم ما وصف الله به نفسه ووصفه به (5) رسوله فقد كتم ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بينه (6) للناس في الكتاب، وهذا مما ذم الله به علماء اليهود، وهو من صفات الزائغين (7) من المنتسبين إلى العلم من هذه الأمة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من سئل عن علم يعلمه فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار"(8)، وقد قال تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ} (9).

الوجه السابع:

إن من أمر بكتمان ما بعث الله به رسوله من القرآن والحديث، كالآيات والأحاديث التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله، وأمر مع

(1) سورة البقرة، الآية:159.

(2)

في ط: زيادة "من بعد ما بيناه للناس في الكتاب".

(3)

سورة البقرة، الآية:174.

(4)

سورة آل عمران، الآية:187.

(5)

في الأصل: وصف به. ولا يستقيم المعنى بهذا. والمثبت من: س، ط.

(6)

في جميع النسخ: ما بيناه. ولعل الصواب ما أثبته.

(7)

في الأصل: الزائدين. وهو تحريف. والمثبت من: س، ط.

(8)

سبق تخريج هذا الحديث ص: 117.

(9)

سورة البقرة، الآية:140.

ص: 153