الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإيمان، ولا من سبيل المؤمنين، ولا من طاعة الله ورسوله.
وإذا كان كذلك، فمن ألزم (1) اعتقاده فقد جعله من الإيمان والدين وذلك تبديل (2) للدين، كما بدل من بدل من مبتدعة اليهود والنصارى ومبتدعة هذه الأمة دين المرسلين. يوضح ذلك:
الوجه الثاني:
أن الله نزه نفسه في كتابه عن النقائص، تارة بنفيها، وتارة بإثبات أضدادها
، كقوله تعالى:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (3)، وقوله تعالى:{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} (4) وقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (5). . . الآية، وقوله:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (6)، وقوله:{وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ} (7) إلى قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (8) وقوله: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} إلى قوله: {فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (9) وقوله:
(1) في ط: "التزم".
(2)
في س: "بتبديل".
(3)
سورة الإخلاص، الآيتان: 3، 4.
(4)
سورة الإسراء، الآية:111.
(5)
سورة الفرقان، الآية:1.
(6)
سورة البقرة، الآية:255.
(7)
سورة الأنعام، الآية:100.
في س، ط:"بغير علم".
(8)
سورة الأنعام، الآية:103.
(9)
سورة المؤمنون، الآيات: 91 - 92.
وفي الأصل: "فتعالى الله عما يشركون".
وفي ط: "وتعالى عما يشركون" وهو خطأ.
{حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (1) إلى قوله: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (2) وقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} (3). . . الآية، وقوله:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (4).
. . الآية، وما في القرآن من خبره عن نفسه أنه بكل شيء عليم، وأنه لا يعزب عنه مثقال ذرة من الأرض ولا في السماء، وأنه على كل شيء قدير، وأنه ما شاء الله (5) لا قوة إلّا بالله، وأن رحمته وسعت كل شيء، وأنه العلي العظيم الأعلى المتعال العظيم الكبير، وكذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم موافقة لكتاب الله، كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط (6) ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار (7)، وعمل النهار قبل عمل الليل (8)، حجابه النور أو النار (9)، لو (10) كشفه لأحرقت سبحات وجهه (11) ما انتهى إليه
(1) سورة فصلت، الآية:20.
(2)
سورة فصلت، الآية:23.
(3)
سورة المائدة، الآية:64.
في س، ط: لم تذكر "غلت أيديهم".
(4)
سورة آل عمران، الآية:181.
(5)
في ط: "ما شاء الله كان".
(6)
القسط: هو الميزان.
انظر: لسان العرب 7/ 377 (قسط).
(7)
في الأصل: "قبل النهار"، والمثبت من: س، ط، وصحيح مسلم.
(8)
في الأصل: "قبل الليل"، والمثبت من: س، ط، وصحيح مسلم.
(9)
صحيح مسلم 1/ 162 - كتاب الإيمان- باب 79، وفي رواية أبي بكر: النار".
(10)
في س، ط:"ولو".
(11)
سبحات وجهه: أي: نوره وجلاله وعظمته.
انظر: لسان العرب 2/ 473 (سبح).
بصره (1) من خلقه" (2)، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضًا- فيما يروي عن ربه "شتمني (3) ابن آدم وما ينبغي له ذلك، وكذبني ابن آدم، وما ينبغي له ذلك، فأما شتمه إياي فقوله: إنّي اتخذت ولدًا، وأنا الأحد الصمد، الذي لم ألد ولم أولد، وأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته" (4)، وقوله في حديث السنن للأعرابي: "ويحك إن الله لا يستشفع له على أحد مر، خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، إن عرشه على سمواته و (5) قال بيده: مثل القبة، وإنه ليئط به أطيط (6) الرحل الجديد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(1) في الأصل، س:"ما أدركه بصره" والمثبت من: ط، وصحيح مسلم، وابن ماجة 1/ 70 - المقدمة- الباب رقم 13، ومسند الإمام أحمد 4/ 405.
وقد ورد في سنن ابن ماجة 1/ 71، حديث 196، ومسند الإمام أحمد 4/ 401:". . . لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره".
(2)
الحديث في صحيح مسلم 1/ 161 - 162 - كتاب الإيمان- باب في قوله عليه السلام إن الله لا ينام. . عن أبي موسى قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال:. . . ".
وسنن ابن ماجة 1/ 70 - 71 - المقدمة- الباب رقم 13 - الحديث 195، ومسند الإمام أحمد 4/ 405.
(3)
الشتم: هو السب والوصف بما يقتضي النقص.
انظر: لسان العرب 12/ 318. (شتم). وفتح الباري 13/ 9 - كتاب بدء الخلق.
(4)
الحديث مع اختلاف في الألفاظ رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه في كتاب بدء الخلق 4/ 73 الباب الأول. وكتاب التفسير- تفسير سورة البقرة 5/ 149 - باب (وقالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه) رقم 8. وكتاب التفسير -أيضًا- باب تفسير (قل هو الله أحد) 6/ 95. وانظره في سنن النسائي 4/ 91، كتاب الجنائز- باب أرواح المؤمنين. ومسند الإمام أحمد 2/ 317، 350، 351، 393، 394.
(5)
في ط: "أو".
(6)
في س: "أطيل" وهو خطأ.
براكبه" (1) وقوله في الحديث الصحيح: "أنت الأول فليس (2) قبلك شيء، وأنت الآخر فليس (3) بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء" (4). إلى أمثال ذلك.
= وأطيط الرحل: هو صوتها من ثقل أحمالها، وهو كلام تقريب، أريد به تقرير عظمة الله عز وجل (لسان العرب 7/ 256 - "أطط").
(1)
الحديث مع اختلاف في اللفظ رواه أبو داود في كتاب السنة- باب الرد على الجهمية 5/ 94، 95 - الحديث رقم 4726.
ورواه الدارمي في سننه -كتاب الرقائق- باب في شأن الساعة، ونزول الرب تبارك وتعالى 2/ 233 - الحديث رقم 2803.
كما أخرجه الآجري في الشريعة ص: 293.
والحديث سنده ضعيف فيه محمد بن إسحاق مدلس (تهذيب التهذيب 9/ 38). يقول محمد ناصر الدين الألباني -عند تخريجه لهذا الحديث في شرح الطحاوية ص: 310، 317 - المكتب الإسلامي:"إنه ضعيف الإسناد، ولا يصح في أطيط العرش حديث".
وقال في تعليقه على هذا الحديث في كتاب السنة لابن أبي عاصم 1/ 252، الحديث رقم 575: "وإسناده ضعيف، ورجاله ثقات لكن ابن إسحاق مدلس، ومثله لا يحتج به إلَّا إذا صرح بالتحديث، وهذا ما لم يفعله فيما وقفت عليه من الطرق إليه.
(2)
في الأصل: "فلا شيء" والمثبت من س، ط، وصحيح مسلم.
(3)
في الأصل: "فلا شيء"، والمثبت من س، ط، وصحيح مسلم.
(4)
صحيح مسلم 4/ 2084 كتاب الذكر والدعاء. . باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع- الحديث رقم 2713.
والحديث يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: "اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم. . . ".
وراجعه في سنن الترمذي 5/ 518 - كتاب الدعوات- باب 68 - الحديث رقم 3481.
[وليس في شيء](1) من ذلك نفي الجهة والتحيز (2) عن الله، ولا وصفه بما يستلزم لزومًا بينًا نفي (3) ذلك، فكيف يصح مع كمال الدين وتمامه، ومع كون الرسول قد بلغ البلاغ المبين أن يكون هذا من الدين والإيمان ثم لا يذكره الله ورسوله قط؟ وكيف يجوز أن يدعى الناس ويؤمرون باعتقاد في أصول الدين ليس له أصل عن من (4) جاء بالدين؟ هل هذا إلّا صريح تبديل الدين؟
الوجه الثالث (5):
أني (6) قد قلت لهم: قائل هذا القول: إن أراد به أن ليس في السموات رب، ولا فوق العرش إله، وأن محمدًا لم يعرج به إلى ربه، وما فوق العالم إلّا العدم المحض، فهذا باطل مخالف لإجماع سلف الأمة وأئمتها، وهذا المعنى هو الذي يعنيه جمهور الجهمية (7) من مشايخ الممتحنين ونحوهم، يصرحون به في كلامهم وكتابهم.
وإن أراد به أن الله لا يحيط به مخلوقاته، ولا يكون في جوف الموجودات فهذا مذكور مصرح به في كلامي، وإثبات هذا المعنى، وهو
= وسنن ابن ماجة 2/ 1274 كتاب الدعاء -باب ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه- الحديث رقم 3873.
(1)
ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(2)
في الأصل: "الحيز" وهو تصحيف، والمثبت من: س، ط.
(3)
في س "ينفي".
(4)
في س: "غير من"، وفي ط:"عمن".
(5)
في هذا الوجه يناقشهم شيخ الإسلام رحمه الله باصطلاحهم، إذ أن مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم ليس بمكروه، إذا احتيج إلى ذلك وكانت المعاني صحيحة.
راجع: درء تعارض العقل والنقل 1/ 43.
(6)
"إني": ساقطة من س، ط.
(7)
الجهمية: سبق التعريف بهم ص: 10، 56.
أنه بذاته في الموجودات ليس خارجًا عنها، هو قول كثير من الجهمية -أيضًا- الذين ينفون أنه على العرش أيضًا، سواء قالوا (1): إنه بذاته في كل مكان، أو قالوا: إنه هو في (2) الموجودات، كما يقوله الاتحادية (3) منهم، وذلك أن الجهمية الذين ينفون أن يكون الله فوق عرشه، بائنًا من خلقه، منهم من يقول:[إنه](4) لا داخل العالم ولا خارجه، ومنهم من يقول: إنه داخل العالم، ومنهم من يقول: إنه داخله وخارجه،
(1) في الأصل: "سواء أن قالوا. . . " والكلام يستقيم بالمثبت من: س، ط.
(2)
"في": ساقطة من س، ط.
(3)
الاتحادية: هم القائلون بأن الله متحد بمخلوقاته كاتحاد الماء باللبن، والنار بالحديد، فوجود الخالق عين وجود المخلوق.
وحقيقة قولهم: تعطيل الصانع بالكلية، والقول بقول الدهرية الطبيعية دون الإلهية.
والقائل بهذا غلاة الصوفية والفلاسفة، كابن عربي، وابن سبعين، والتلمساني، وغيرهم.
انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 3/ 75، 6/ 152 - 154.
يقول ابن القيم رحمه الله: "الاتحادية هم القائلون بوحدة الوجود، فالله -سبحانه- عندهم هو عين هذا الوجود، فصفاته هي صفات الله، وكلامه هو كلام الله، وأصل هذا المذهب إنكار مسألة المباينة والعلو".
انظر: مختصر الصواعق المرسلة 2/ 286، 287.
يقول محب الدين الخطيب: ". . . وهي في الأصل عقيدة برهمية تقوم عليها مؤلفات تاغور، أحد البراهمة المعاصرين، ويدعو إليها جميع المنافقين من ملاحدة الشرق والغرب".
انظر: مختصر منهاج السنة النبوية لابن تيمية -للذهبي. تحقيق محب الدين الخطيب ص: 55، الحاشية رقم 1. وسوف يتكلم عليهم الشيخ بشيء من التفصيل في ص: 573 - 575.
(4)
ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
متناهيًا أو غير متناه، جسمًا أو غير جسم، كما بينا مقالاتهم في غير هذا الموضع (1).
فصارت الجهمية (2) الذين ينفون عن الله الجهة والحيز، مقصودهم أنه ليس فوق العرش رب، ولا فوق السموات إله، والجهمية الذين يقولون: إنه في الموجودات يثبتون له الجهة والحيز، فبينت في الجواب بطلان قول فريقي الجهمية النفاة والمثبتة، فإن نفاة الجهمية لا يعبدون شيئًا ومثبتتهم يعبدون كل شيء، وذكرت هذين القسمين (3)، لأنها هي التي جرت عادة المتكلمين بنفي الجهة والحيز عن الله أنهم يعنونها، فإن كانوا عنوا معنى آخر كان عليهم بيانه، إذ اللفظ لا يدل عليه؛ وليس لأحد أن يمتحن الناس بلفظ مجمل، ابتدعه هو من غير بيان لمعناه.
الوجه الرابع:
أنهم طلبوا اعتقاد نفي الجهة والحيز عن الله، ومعلوم أن الأمر بالاعتقاد لقول من الأقوال إما أن يكون تقليدًا (4) للآمر، أو لأجل الحجة
(1) أشار الشيخ رحمه الله إلى رأي الجهمية هذا في كثير من كتبه، منها كتابه:"بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية" 1/ 314، 600، تعليق محمد بن قاسم.
(2)
الجهمية: سبق التعريف بهم ص: 119، 171.
(3)
أشار الشيخ رحمه الله إلى هذين القسمين في مجموع الفتاوى 6/ 38 - 39، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن قاسم.
(4)
التقليد في اللغة: وضع الشيء في العنق مع الإحاطة به، ويسمى ذلك قلادة والجمع قلائد.
وفي عرف الفقهاء: قبول قول الغير من غير حجة. . . فلا يسمى الأخذ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم والإجماع تقليدًا، لأن ذلك هو الحجة في نفسه.
قال ابن قدامة: قال أبو الخطاب: العلوم على ضربين: منها ما لا يسوغ التقليد فيه، وهو معرفة الله ووحدانيته وصحة الرسالة ونحو ذلك. . وأما التقليد في الفروع فجائز إجماعًا.
والدليل، فإن كانوا أمروا بأن يعتقد هذا تقليدًا لهم، ولمن قال ذلك، فهذا باطل بإجماع المسلمين منهم ومن غيرهم، وهم يسلمون أنه لا يجب التقليد في مثل ذلك لغير الرسول، لا سيما وعندهم هذا القول لم يعلم بأدلة الكتاب والسنة والإجماع، وإنما علم بالأدلة العقلية، والعقليات لا يجب التقليد فيها بالإجماع (1)، وإن كان الأمر بهذا الاعتقاد لقيام الحجة عليه، فهم لم يذكروا حجة لا مجملة ولا مفصلة، ولا أحالوا عليها، بل هم يفرون من المناظرة والمحاجة بخطاب أو كتاب، فقد ثبت أن أمرهم لهذا الاعتقاد حرام باطل على التقديرين بإجماع المسلمين، وأن فعل ذلك من أفعال الأمة المضلين، وأنه أمر للناس (2) أن يقولوا على الله ما لا يعلمون.
الوجه الخامس:
أن الناس تنازعوا في جواز التقليد في مسائل أصول الدين، لمن يجوز تقليده في الدين من أئمة المسلمين المتبعين فيما يقولونه لما ثبت عن المرسلين، كما يقلد مثل هؤلاء في فروع الدين.
فأما التقليد في الأمور التي يقولون: إنها عقليات وإنها معلومة بالعقل يحتاج فيها إلى تأويل السمع، وإنها من أصول الدين، فما نعلم أحدًا جوز التقليد في مثل ذلك، بل الناس فيها قسمان: منهم من ينكرها على أصحابها ويبين أنها جهليات لا عقليات، ومنهم من يقول بل
= انظر: "روضة الناظر، وجنة المناظر" لابن قدامة ص: 205 - 206.
و"الإحكام في أصول الأحكام" للآمدي 4/ 221.
(1)
التقليد الباطل المذموم الذي حرمه الله ورسوله واتفق المسلمون على تحريمه أشار إليه الشيخ رحمه الله في مجموع الفتاوى 19/ 260 - 262، 20/ 15 - 18.
(2)
في الأصل، س:"الناس" والمثبت من ط، وهو ما يستقيم به الكلام.