المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فعلت بغير ألف - متن موطأة الفصيح نظم فصيح ثعلب

[ابن المرحل]

الفصل: ‌باب فعلت بغير ألف

‌باب فَعَلْتُ بغير ألف

تقول في الرياح من صفاتها

إذا جرت يا صاح من جهاتها

قد شملتْ من الشمال فاعلمِ

وجنبت من الجنوب فافهم

وقسْ على بقية الرياح

إذا أتت من سائر النواحي

مثل القبول وهي الشرقيهْ

أو الدبور وهي الغربيّهْ

وقل صبت من الصَّبا كذاك

وهي القبول شرحها أتاك

وكلّها تقول فيه يفعل

بالضم لكن في الصبا يُحتملُ

إلا النُّعامى فتقول أنعمتْ

وهي التي من الجنوبِ عمّمتْ

وقد خسأتُ الكلبَ أيْ قلت اخسأ

ليُبعد الكلبُ وللقط اغسأ

ص: 15

وفلحَ الإنسان في خصامه

عليك فُلجاً نال من مرامه

وقد مَذَى يَمْذي وسال المذْيُ

لفكرة أو لذةٍ والوذي

لكنْ لغير لذّة يسيلُ

ويعتري الإنسان إذ يبولُ

وقد رَعَبْتُ القِرن يوم الفزع

كأنما ملأته من جزع

وَرَعَدَتْ سماؤنا وبرِقت

كأنها قد بسمتْ ونطقتْ

كذلك الإنسان في الوعيد

وفي المخيف منه والتهديد

وقد يقال في الوعيد أرعدا

وأبرق الإنسان إن تهددا

قال الكميت بعد كسر السجن

وهرب صار به في أمن

ص: 16

ابرق وارعد يا يزيد إنني

ليس الوعيد ضائري فامعنِ

هذا يزيد وأبوه يشهر

بخالدٍ القسري ليس ينكرُ

وقد هرقتُ أهريق مائي

بألف ضمّت، وفتح هاءِ

وإن أمرت قلت من ذاك هَرِقْ

كما تقول من أرقته أرقْ

والأصل هذا يا فتى فلتعرف

والهاء فيه بدلٌ من ألف

ص: 17

وقل صرفتُ القومَ والصبيانا

سرحتهم فاقتبس البيانا

وصرف الله الأذى عنك دفعْ

وقد قلبت كلّ وفد فرجعْ

وقلّب الثوب بمعنى حوّله

كذلك الحديث تعني بدّلهْ

وقد وقفت فرسي فوقفا

أقفه وقد وقفتُ موقفا

وقد وقفتُ لليتامى وقفا

أي حُبُساً فافهمه حرفاً حرفا

وقد مهرت الزوج أيْ سميتُ

لها صداقاً وكذا أعطيتُ

وقد علفتُ فرسي وبغلي

وقد زررت قُمُصي لشغلي

وازرر قميصاً قد حللتَ زرّه

وزرّه وزرّه وزرّه

كقولهم مدّ ومدَّ لي يدا

ومدّ أيضاً والجميع وردا

وقد نشدتُ الله هذا الزاهي

أنشده سألته باللهِ

وحُشْ علي الصيد أيْ ضمّ إلي

واجمع لكي يحصل الوحش لدي

ونبذَ النبيذَ يعني صَنَعْه

وقيل يعني أنه قد قطعهْ

ص: 18

ورهن الرهنَ لديَّ يرهنُ

بالفتح فاعلم فأنا مرتهنُ

وقد خصيت الفحلَ والخصاءُ

أن تنزع الخصيان والوجاءُ

أن يتركا هناك بعد رضِّ

ينوب عن نزعهما وعضِّ

وقد نعشتُ صاحبي رفيته

أقلته أفدته نفعتهُ

وقد حرمتُ الرجل العطاَء

أحرمه إذ كان قد أساَء

وقد حللتُ أنا من إحرامي

أكملتُه في البلد الحرامِ

وحزبَ الأمرُ وأمر شغلا

وقد شفى الرحمان هذا الرجلا

وغاظني الأمر وأنت غظتني

تقول في معناه قد أحفظتني

وقد نفيتُ رجلاً من بَلَدهْ

طردته عن أهله وولده

ومثله أن تنفى الرِّديَّا

وتترك الطيب والنقيا

من الرجال ومن الدراهمِ

والتمر والطعام والبهائمِ

وقد زوى عني وجهاً قبضه

يزويه زيّا ويجوز قبضه

ص: 19

وقد بردت بالبرود عيني

أبردها بالضم دون مين

وبرد الماء غليل جوفي

يبرده فقله دون خوف

وينشد البيت الذي قد رويا

لمالك بن الرّيب فيما حكيا

وقيل أيضاً إنه لجعفر

المازني وهو قول الأكثر

يقول في الشعر إذا أتيتا

الحارثيات فهبني ميتا

فلتنعني لهنَّ يا خليلي

فليس للقاء من سبيل

ص: 20

وعطل القلوص في الركاب

وذاك للإشعار بالتباب

فإنها ستبردُ الأكبادا

من العدا وتشمت الحُسادا

وتحزن الأحباب حتى تبكي

بواكي الحي لأجلِ هلكي

والترب هلتُ فوقه أهيلُه

صبَبْتُه كأنني أُسيله

كذاك لا يفضض إلهي فاك

وهو دعاءٌ حسنٌ أتاك

ص: 21

وودجَ الحمارَ شك الوَدَجا

في عنقه قصداً لأمر أحوجا

تقول منه دِجْ إذا أمرتا

ويَدِج الإنسان إن أخبرتا

وقد وتدت وتداً أضربته

في الأرض أو في حائط أنشبته

أتده وتداً وتدْ هذا الوتد

إذا أمرت منه فافهم تستفد

وقد جهدت فرسي وناقتي

حمّلها في السير فوق الطاقةِ

وفرض السلطان للأجناد

يفرضُ في ديوانه المعتادِ

وصدتُ صيداً فأنا أصيدُه

كقولهم كدت الفتى أكيده

ص: 22