المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فعلت وأفعلت باختلاف المعنى - متن موطأة الفصيح نظم فصيح ثعلب

[ابن المرحل]

الفصل: ‌باب فعلت وأفعلت باختلاف المعنى

‌باب فَعَلْتُ وأفَعلت باختلاف المعنى

عند طلوع الشمس قلْ قد شَرَقَت

حتى تضيَء فتقول أشرقتْ

وقد مشى زيدٌ إلى أن أعيا

أيْ كلَّ وهو بالأمور يَعْيّا

وقلْ من الأول قد أعييتُ

فأنا مُعيَّا عندما مشيت

وقلْ من الثاني عَييت عِيّا

وأنا بالأمر عَيُّ أعيا

وقلْ حَبَسْتُ رجلاً جَعَلتُه

في الحبس أو عن حاجة عقلته

وأنا أحْبَسْتُ جواداً في السبيل

للأجر والأجر على ذاك جزيل

تقولُ هذا الرجلُ المحبوسُ

والفرسُ المُحْبسُ والحبيس

وقد أذنتُ للفتى في الأمر

يَفْعَلُه أذنت دون أمرِ

والشخصُ مأذون له في ذاكا

لا يتقي في فعله أذاكا

ص: 35

نعم وآذنت فلانا بالسَّفَرْ

وبالصلاة وسواها فليسرْ

والمصدرُ الأَذانُ والإيذان

وأصلُه الإعلام يافلانُ

تقولُ للإنسان أنت مؤذن

بالأمر فافهم ما يقول المؤذنُ

ولتقبلنْ هدية أهديتها

إليك إهداءً وقد أسديتُها

وكنتُ أهديتُ إلى البيت الحرام

هدْياً وان قلت هَديَّاً لا تُلام

والهدَى والهَديُ ما يقرّب

إليه من نُسك لأجر يُطلبُ

وقد هَديتُ أحسنَ الهِداءِ

هنداً إليك ليلة البناء

وقد هَدَيْتُ الرجل الطريقا

هدايةً عرفته تحقيقا

وقد هديتُ المرَء من ضلاله

هدي فبشره بحسن حاله

ص: 36

وسفرتْ هند فنعم المنظر

أيْ كشفت وجهاً حكاه القمرُ

كذلك الرجالُ مهما أحرزوا

عمائماً قلتَ هم قد سفروا

وأسفرَ الوجهُ إذا أضاَء

كذلك الصبحُ فقلْ سواَء

وخنس الإنسان أيْ تأخرا

وَحقَّه أخَنْسَ عنه سترا

وقيلَ بلْ معناه كمعنى الأول

والستر لا معنى له فأَوّل

نعمْ وأقبستُ الرجال عِلما

أفدتُهم حتى استفادوا حُكما

ثم قبستُ القومَ ناراً بيدي

أعطيتها إيّاهم فقيّدِ

ايه وأوعيتُ المتاعَ في الوعا

ألقيته وفي الحديث قد وعى

تقولُ في الحديث أو في العلم

وعَيْت أيْ حفظت دون وهمِ

وقد أضاق المرءُ مثل أعسرا

فهو مُضيق وكذاك أقترا

وضاق هذا الشيء فهو ضيّقُ

كقولهم قد راق فهو ريّقُ

ص: 37

وأقسطَ المؤمن فهو يُقسِطُ

وقَسَط الفاجر فهو يَقسِطُ

والمقسطُ العادلُ في أحواله

والقاسطُ الجائرُ في أفعالهِ

وقد خفرتُ القوم أيْ أجزتهم

وإن نقضتَ عهدهم أخفرتهم

وخفرةُ الإنسان والخُفارة

كلاهُما معناهما الإجارة

وخفرتْ هندٌ وهندٌ تَخْفَرُ

خَفَارةً ومثل ذاك الخفرُ

كلاهما الإفراطُ في الحياءِ

أكثر ما يقال في النساءِ

وقد نشدتَ يا فتى نشدانا

ونشدةً طلبتها إعلانا

والناشدُ القائلُ من رآها

يكون في الناقةِ أو سواها

فإن تكنْ عرّفتها في المحفل

وقلتَ من ضاعتْ له فليقبل

فأنتَ قد أنشدتَها يا مُنشد

وذاكَ من فعل الكرامَ يُحمد

ومنهُ قد حضرني أقوامُ

نعمْ وشيءٌ هكذا الكلامُ

وأحضر الغُلامُ والجَوادُ

أيْ جَرَيا جرياً له اشتدادُ

وقد كفأتُ يا فتى إنائي

قلبتُه وكان ذا استواء

ص: 38

ونحوُه أكفأتُ في القوافي

يشبُهه الإقواء في الخلافِ

ومثلُه ما قاله الأعرابي

ولم يكنْ في النظم ذا صواب

بنيَّ إن البرَّ شيءُ هيّن

المنطق الليّن والطُعَيّم

وقالَ أيضاً راجزٌ في القصدِ

جاريةً من ضبّة ابن أدّي

ص: 39

كأن تحت درعها المنعطِ

شطّا رميت فوقه بشطِ

وقد حصرتُ رجلاً في المنزلِ

حبسته في موضع أو معقلِ

والخوفُ قد أحصره والمرضُ

أيْ منعاه السَّير أو ما يعرضُ

وأدلجَ الإنسان ثم أدلجا

أيْ سار والليلُ البهيمُ قد دجا

والسيرُ في أوله إدلاج

والسيرُ في آخره ادّلاج

وأعقد الإنسان بالنار العسل

وعقد الحبلَ وعهداً ضدّ حَل

فشهدُه المُعقَد والعقيدُ

وحبلُه وعهده معقود

ورجلاً أصفدت فهو مصفد

أعطيته مالاً وذاك الصَّفد

ص: 40

وآخرٌ صفّدته بغُلِّ

فصارَ مصفوداً لأجل غِلّ

وأفصح الأعجم أيْ تكلّما

بالعربي مفصحاً ومُفهما

وفصُح اللَّحان صار مُعربا

للحنه ولفظه تجنبا

وقد لممت شعثي تَلُمُّ

مثلَ رممت حالتي ترُمُّ

وأنتَ ألممت بنا إلماما

أتيتنا وزرتنا لماما

وقد حمدتُ الله في دعائي

والحمدُ كالشكر وكالثناء

ورجلاً أحمدتُ أيْ أصبتُ

في الناسِ محموداً كما طلبت

وأصحتِ السماءُ فهي مُصحية

أي زال عنها الغيم فافهم شرحيه

ص: 41

ويومُنا وليلُنا يا صاحِ

وقد صحا السكران فهو صاح

ورجلٌ بايعني حينَ قدم

أقلتُه البيعَ وكان قد ندمْ

فهذه إقالةٌ مقبولةٌ

وقلتُ في قائلة قيلولة

والشيء قد أكننته في نفسي

أخفيتُه مما بدا للحس

وقد كننتُ الشيء أيْ سترته

بساترٍ يقيه أو دثرتُه

وقد أدنتُ رجلين اثنين

بعتهما بضاعةً بدين

ودنتُ وأدنت أخذت منهما

بضاعةً بالدّين فاسأل منهما

وضفتُ بعضَ العُرب أيْ نزلت به

فكنتُ ضيفاً شاكراً لأدبه

وكنتُ أيضاً قبلَ ذا أضفتُه

أنزلتُه عندي وما عرفتُه

ولي دلاءٌ كنتُ قد أدليتها

حتى إذا ما امتلأتْ دلوتها

فذاك إرسال وهذا جذبٌ

قد فرَّقت ما بين ذَيْن العربُ

وقد لحمتُ العظم أيْ أخذت ما

عليه من لحمٍ وكنتُ قرِما

ص: 42

وإذا ألحمتَ فلانا عرضكا

أمكنته منه فقد أمضكا

بالله هل أحسسته إذ أقبلا

وحسَّ أهل الشر أعني قتلا

وقد ملَحتُ قدرهم أملحُها

ألقيتُ فيها قدر ما يصلحها

لكنّه أملحها يزيدُ

لما غدا في ملحها يزيدُ

وقد رميتُ الطير رمياً بالبنان

فإن ترد قلعته من المكان

قلت لقد أرميته عن الفرسْ

أشدَّ إرماءً ولم تغن الحرسْ

وأجبر السلطانُ زيداً ذا الشرهْ

على كذا أكرهه وقَهَرهْ

فزيدٌ المُجْبرُ وهو المُجْبرُ

كما تقول مُخبَرَ ومُخْبِرُ

وقد جبرتُ العظم والفقيرا

واجعل هنا الجابر والمجبورا

ص: 43

والجبرُ في العظام ردُّ الكسرِ

والجبرُ للفقير سَدُّ الفقرِ

وغنمي أخدمتها عسيفا

وقد كنفتُ حولها كنيفا

أعني جعلت حولها حظيرهْ

تكنُفها فدونكم تفسيرهْ

ورجلُ أَكنفتُ فهو مكنَفُ

أعنته وعند ربي الخلف

وأعجمَ الكتبَ فهو مُعْجَمُ

بَيَّنه بالنقط فهو يفهم

وعجم العودَ أو الأنبوبا

أيْ عضّه ليعرف الصليبا

والشيءُ معجوم وأنت العاجمُ

تعجمُه عجماً وقرنُ ناجمُ

ونجمَ القرنُ إذا ما ظهرا

والسنُ والنبت إذا ما انفطرا

وأنجمَ السحابُ تعني أقلعا

كذلكَ البردُ إذا ما اندفعا

وقد صدقتُ الرجلَ الحديثا

فلم أكنْ في نصّه خبيثا

ص: 44

وامرأةُ أصدقتُها صداقا

أعطيتها فآثرتْ طلاقا

وتربَ الإنسان أعني افتقرا

فصارَ من بعد الثراء في الثرى

وأترب استغنى فصارَ مالُهُ

مثلَ التراب فتناهت حالهُ

وقد نظرتُ الرجل انتظرته

وقلْ إذا أخرته أنظرته

وقيلَ في عجلت أيْ أسرعت

لكنني لثعلبٍ تبعتُ

والنهرُ قد مدَّ بمعنى قد طما

ومدَّه آخره حتى عظما

وعسكرٌ أمددتُه بمددٍ

وقد أمدَّ الجرحُ بعد مُدَدٍ

أيْ صارت المدةُ فيه فاعرفِ

والمدّةُ الفيح بهذا فاكتفِ

ص: 45

وآثرَ الله عليهم يوسفا

يؤثره بفضله وأزلفا

وقد أثرتُ خبراً رويتُه

آثره أثراً وقد حكيتُه

وقد أثرتُ التربَ أيْ بعثته

أثيره إثارةً رفعته

وقد وعدتُ القومَ فيما فعلوا

خيراً وشراً ولكلِّ عملُ

فإن نويتَ الخير قل وعدتُ

وإن نويت الشرّ قل أوعدت

وإن جلبتَ الباء قل أوعدتُه

بالسجن والأدهم أيْ هددتُه

ص: 46