المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب حروف مفرده - متن موطأة الفصيح نظم فصيح ثعلب

[ابن المرحل]

الفصل: ‌باب حروف مفرده

‌باب حروف مفرده

أخذت للأمر تقولُ أُهْبَتَه

كما تقول في المثالِ رتبتهْ

وفي الدعاءِ أبعد الله الأخرْ

تعني به الشيطان في وزن النخرْ

والشيءُ مُنتنٌ بضم الميمِ

هذا هو الأفصحُ يا حميمِ

وحلفة الناس أو الحديد

تُسكّن اللام بلا تفنيدِ

والدرهمُ البهرجُ والسوَقُ

معناهما الزائف يا صديقُ

وقد نظرتُ يمنة وشأْمهْ

كما تقول في المثال نأْمهْ

ولم يقولوا شمْلَة من الشِمالْ

فلا تقلْه إنما الأمر امتثالْ

ص: 166

والثوبُ سبْعُ يا فتى لا سَبْعَه

في ستة أو ما تكون السِّبعه

أيْ طوله بالذرعِ ذاك الأكثرُ

وعرضُه بالشبر هذا الأصغرُ

فتحذف الهاَء من الذراعِ

لانها أنثى على نِزاعِ

وتثبت الهاَء كذا في الشعرِ

لأنه مذكرٌ في الذكرِ

وأنِّث الذرعَ من الحديدِ

وذكِّر الدْرع لبوس الخُوذِ

وهذه قاريةٌ لطائرِ

وهي القواري في الكلام السائرِ

ص: 167

قالَ ولاتقلْ هي القارورُ

هُوَ الشرقراق أو هو الزرزورُ

وعندنا زوجان من حَمامِ

أيْ طائران متزاوجانِ

فهذه أنثى وهذا ذكرُ

فردٌ وتلك فردةٌ لا تنكرُ

كذاكَ كلُّ اثنين لا يستغني

في الدهر ذا عن ذا ولا تثني

وهؤلاء يا فتى المُسوَدّهْ

أعلامُها سودٌ غدت مُعَمَّدهْ

على البياض وكذا المبيّضهْ

وكلُّهم طوائفُ مُعْترضهْ

وقاصد الغزو هم المطوعهْ

فما لهم من غير قصد منفعهْ

ص: 168

وشدّد الواوَ معاً والطاَء

ولا تخفف واحذر الأخطاَء

وكانَ ذاك الأمرُ عاماً أولا

والعام الأول تريد ما خلا

وهو المعسكرُ بفتح الكافِ

مؤتلَف العسكر هذا كافِ

وذاك خبزُ ملّة تقولُ

ومثلُ ذاك خبزةٌ قليلُ

والملّة الجمرُ وحيثُ المَلُّ

وقد مضى الكلام فيه قبلُ

ورجلٌ آدرُ مثلُ آدما

في وزنه يشبه وزناً عالما

وهذه في يده قازوزه

وان تشأ سميتها قاقوزهْ

ص: 169

وتلكَ مثلُ طاسة أو كاسِ

ولا تقل قاقزة كناسِ

وما لزيدٍ لحظُه لي أخزرُ

بمؤخر العين التي ينظرُ

ومؤخِرُ العين بكسر الخاءِ

والهمز والضم في الابتداءِ

وبيننا بونٌ بعيدٌ وأملأ

حُبّاً من الماء لأجل الظمأ

والحُب بالحاء كمثل الخابيه

ومثل ذاك في الجفان الجابيهْ

ولتملأ الجرّة وهي القُلّه

وجرتي ملأىَ كذاك قل له

ولتضربنَّ كرة بصولجانِ

رياضة للجسم فهو المهرجانِ

ص: 170

والصولجانُ عُودك المُعقّفُ

تضرُبُها به فليستْ تقفُ

وكرة جاءتْ على وزن بُرَه

خفيفة فلا تقل إلا كُره

والطيلسانُ جمعُه الطيالسهْ

ثوبٌ يزين كالرداءِ لابسهْ

والسيلجون قريةٌ من القرى

وكلُّها بالفتحِ فيه سطرا

والتوتُ وهو شجرٌ معروفُ

وياثنتين نقطه مألوفُ

واليومَ يومُ الأرْبِعاءِ وافتحِ

همزته والباء فاكسر تفصحِ

والماءُ مِلْحٌ لا يقالُ مالحُ

فخذْ بفهم ما يقول الشارحُ

والسمكُ المملوح والمليحُ

هذا الكلامُ عنده الفصيحُ

ولا يُقال مالحٌ إلا لِمن

يملح شيئاً فهو مالحُ إذنْ

ص: 171

وجاَء في غير الكتاب شاهدُ

على الخلافِ والخلافُ واردُ

بصرّية تزوجت بصريا

يُطعمها المالحَ والطريّا

وذا يمانِ رجل من اليمنْ

وذا شآم وتهام فاعلمنْ

وقد أتانا الرجلُ الشآمي

وتفتح التاءُ من التَّهامي

أغناهُم التغيير عن ياءِ النسبْ

نعم وقد تنطق بالأصل العرَبْ

وجئت من أجلي ومن جرّايا

وجئتُ من أجلك يا مولايا

ومنذُ أولِ من أمسِ لم أركْ

فقد تشوقْتُ لعمري منظركْ

ومنذُ أولِ من أول مِنْ أمسِ

لم أرَ من أجل الغمام ضو الشمسِ

ص: 172

وذاكَ في يومين قبلَ يومكْ

ولا تجاوزْ ذاكَ خوف لومكْ

والظلُّ للقائم فهو بالغداة

والفيء بالعشي فهو منتهاه

قال حميدُ وهو ابن ثورِ

تغزلاً وهو بعيدُ الغورِ

لا الظل من برد الضحى تطيقُ

والفيء في المساءِ لا تذوقُ

وقيلَ إن رؤبة كانَ يقولْ

ما كانت الشمس عليه فتزولْ

ص: 173

فذلك الفيءُ معاً والظلُّ

والظلُّ ما لم تكن ثم قبلُ

وجاءنا غلامُنا من رأس عين

وهو مكان عندهم شهير عين

وقد عبرتُ دجلة اسم علمْ

فلا تعرّبه كذاك يُعلمْ

ورئي في ذاك المكان أسود

سالخ احذر منه فهو ينهد

ولا تضف وقل للأنثى أسودهْ

ولا تقل سالخةً لن تجدهْ

تفسير ذاك الحيّة التنينُ

أو نحوه أو مثله يكونُ

ص: 174

وإن شتمت أمة قل يا غدار

ويا لكاعِ يا فَسَاقِ يا فَجار

بكسرِ آخر وفتح أولِ

على البناءِ ولتقل للرجلِ

يالُكع ابعد لا تقل جاء لكاع

ولا لُكاع وكذا فيها جماع

ومن يقلْ لكَ تغدى ويقلْ

لك تعش فالجواب يا رجلْ

ما بي تغذه ولا تعش

ولا تقل ما بي غذاء وامشِ

ص: 175

على صواب القول فالغَذَاءُ

هو الطعام وكذا العشاء

وإن يقل فاطعم أو اشرب فالجواب

لا طعمَ أو لا شرب في هذا الصوابْ

ثم الجوابُ إن يقل لك إذن كلِ

لا أكل لي مفتوحة الألف قُلِ

وهي عصا معوّجة من ذاتها

وأنت مرءُ صانع فهاتها

يا صانعَ اليد أو اللسانِ

تلكَ صناعُ اليد في النسوان

والسير مظفور وللفتاةِ

ظفيرتان وهي كالقناةِ

وظفرت رأساً فنعم البغية

لقيتها لقاءة ولقيه

ولاتقلْ لقاءة بالفتحِ

تخطىء وقد نصحت أيَّ نصحِ

وهذه عائشة بألفِ

وحائط مُطيّن بالخزفِ

وامرأة عَزَبَةٌ وهو عزبُ

وريطة اسم امرأة من العرب

ص: 176

شبيهة بريطة الثيابِ

كذا أتى بالنصِّ في الكتابِ

وذا الفتى المقبل أعسر يسرِ

ونحوه الأضبط في وصف غمرِ

كلتا يديه يا فتى يمينُ

لا تنقص الشؤمى ولا تلينُ

وحائر وجمعه حيرانُ

مجتمع للماءِ أو مكانُ

وتلك فيدٌ قريةٌ والمثل

في كعك فيد سائر لا يُجهل

ص: 177

وذاك قُرط وتقول قُرطه

ثلاثةٌ أو خمسةٌ أو عشرة

كذاك جزْرُ وهو شيء من حديدْ

يقاتل الناسُ به وهو العمودْ

وقيل فيه حُزْمَةٌ من فتٍ

أفْتِ بهذا أو بهذا أفتِ

وناقة شائلة إذا ارتفع

لبنها وهن شول إن جُمعْ

وشائلٌ وشوَّلٌ للجمعِ

إذ هي للأذناب ذات رفعِ

وهذه أكلية السباعِ

وهذه أكولة للراعي

وهي التي تُسمن الرعاء

وقد نهى عن أخذها السعاء

وذا مَنىً ومنوان اثنانِ

ووضع الامناء في الميزانِ

ص: 178

أما المَنَا فصنجة للوزن

ووزنُها رطلانِ فانقل عني

وقصص الشاه وذاك قصُّها

أيْ أعظمُ الصدر وذا يخصها

والصفر معروف ولي صندوق

من خشب مُحكّم وثيق

وذلكَ الأمرُ الذي وصفته

ما حكَّ في صدري وقد عرفته

وقد مررتُ بفلان يسألُ

وما رأيت فيهم من ينزل

ويتصدقُ بمعنى يعطي

إن قلت يسأل فأنت مخطىء

والكلب أشْليت دعوت نحوي

لا تعن أغريت كن ذا لغوِ

فإن تردْ أغريت قل أسِدْتَ

كلبي على الصيد أو سِدْتَ

وقلْ قد استخفيتُ منك تعني

به تواريتَ فلا تلمني

ص: 179

ولا تقلْ أخفيت فاختفيتُ

معناه أظهرت كذا بينتُ

وذاك طرف أوسواه واقف

لكنّه يا صاح لا يرادفُ

أيْ ليس يُعطي لرديف ردفا

وهو يساوي في السياق ألفا

ويتندَّى ذا الفتى علينا

أي يستخى فلا يزل لدينا

وقلْ لقد أخذه ما قدما

مني وما حدث لما قدما

وكشفتْ شمسُ النهار وخسفْ

قمرُها هذا فصيح قد عُرفْ

واللحمُ قد شويتُه حتى انشوى

ولاتقلْ في مثله حتى اشتوى

فالمشتوى هنا بمعنى الشاوي

فاسمع كلام قائسٍ وراوي

ص: 180

وقد قليتُ اللحمَ والسَّويقا

فذاك مقلي كذا تحقيقا

وقيلَ في السويق مقلوُّ وقد

قلوتُه كذاك في اليُسر ورد

قالَ ومن كلامهم وهو الأصيل

إن عُرض الشيء عليك أن تقيل

تُوفرُ يا هذا الفتى وتحمدُ

ولا تقل ثرثر فهو ينفر

وقلْ لِمنْ يدعو إلى مكرُمةِ

فإن فعلت فبها ونعمتِ

وارعني سمعك واسمع مني

هما سواء فارو هذا عني

وقلْ فحصتُ عينه بالصاد

فقأتها وذاك ظلم بادِ

وحقه بخسته بالسين

نقصته فكنْ على يقينِ

ص: 181

وبصق المرءُ بصاقا يبصُق

ويَبسَقُ النخلُ بسين يسبق

وقد لصقتُ بك يا من صفقا

عليَّ باب الدار أعني اغلقا

وذا صفيقُ الوجه أي لطِيمُ

وقيل بل حياؤه معدومُ

والبردُ قارسُ بسين بيّن

والصادُ في النبيذ أو في اللبن

ص: 182