المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما يقال بلغتين - متن موطأة الفصيح نظم فصيح ثعلب

[ابن المرحل]

الفصل: ‌باب ما يقال بلغتين

‌باب ما يقال بلغتين

تقولُ بغدادُ وبغدانُ معا

أنت وذكر ذا وذا قد سمعا

وهمْ صِحابي وهم صَحابتي

كما تقولُ إنهم قرابتي

وذاكَ صفو الشيء وهو صفوتُه

خالصه بوزن قولي أسوته

وصيدلاني وصيدناني

لبائع العقار في الدكانِ

وهذه من فوق رحلي طِنْفسه

نمرقة وقيل فيها طَنْفَسه

وفوقَ رأسي يا فتى قَلنْسُوه

مِنْ فوقها كوزنها فمحوره

ص: 154

وإن تشأ فسمَها قُلنْسِيهْ

بالنونِ اذ قد صغرت قُلَيْسيهْ

وعندنا للطارق إذا عرا

بُسْرُ قراثاء وذا بعض القِرى

وقُلْ كرثاء وإن شئت فذاك

بُسْرٌ قراثاءُ وبالكاف أتاك

ضربٌ من التمر بيسر طَيْب

والبُسر في التمر الذي لم يرطب

هذا ابنُ عمي يا فلانُ دِنيا

بالكسرِ والتنوين أو قل دُنيا

ولا تنوّن إن ضممتَ الدالَ

كمثل عُليا دونكَ المثالا

ص: 155

تفسيرُه الدنُّو في المنتسبِ

والاجتماع منهما عندَ أبِ

وشطبُ السيف معاً شطبه

طرائق السيف ومنها حَسَبه

وذا امرؤ وافى وهذان امرءانِ

وقد أتتنا امرأة وامرأتانِ

وقلْ همُ القومُ وهنَّ النسوه

ولكَ في الذكر الحكيم أسْوه

وإن جلبْت اللام للتعريفِ

فالمرءُ والمرأةُ في المعروفِ

وقد أتانا بجفان رَذَم

مملوءة وبجفان رُذُم

ص: 156

وإن كسرت الراَء فهو خطأ

وهي التي تسيل مما تُملأ

ولتمام وُلدَ المولود

أو لتمام ذا وذا موجود

قالَ وبالكسر أتى ليلُ التِّمام

أيْ أطول الليل وللأمر تمام

وقلْ هما الخُصيان حتى تفردا

تقول هذي خُصية وأُنشدا

لجُندل أو لركُين من رجَا

يمدح إنساناً وقيل بل هجا

ص: 157

كأن خُصييه من التدلدلِ

ظَرفُ عجوزٍ فيه ثنتا حَنظل

قالَ وقالتْ مرأة من العربْ

تُرقص ابناً هزها منه الطربْ

لستُ أبالي أن أكون مُحْمقه

إذا رأيت خُصيةً مُعلّقه

ولي غلام لم يزل رقيقا

ويخبر الغليظ والرقيقا

ص: 158

وإن أردت اسميهما وفاقا

قل يخبز الجردق والرقاقا

ورجلٌ من الرجالِ حدثُ

يُبرم أمرَ قومه وينكثُ

وهو حديثُ السنِ بالإضافه

كذا تقولُ لا تقل خلافه

وهذه نُقاوةُ الأشياءِ

خيارُها بالواو أو بالياءِ

نُقاوةُ إن شئت أو نُقايهْ

وضدّه في وزنه نُفايه

وأنا يا هذا على أوفازِ

وإن تشأ قلت على وفازِ

وذاك جمعٌ وفزاي لسْتُ

بمطمئن لا وإن جلستُ

وأنشدوا لرؤبة بن العجاجْ

في رجز أتى على ذا المنهاج

ص: 159

أسوقُ عِيراً مائل الجهازِ

صعباً ينزيني على أوفازِ

والأس أصلُ الشيء والأساسُ

بالمد جمعاً وكذا الأساسُ

جمعُ لأسٍ والأساسُ الواحدُ

بالفتح والقصر فذاك الحاسدُ

وإن دعا الإنسان قُلْ أمينا

بالقصرِ يحكي وزنه يمينا

قالَ جبيرٌ وهو ابن الأضبطِ

في الأسدي فطحل فلتضبطِ

مني تباعد اللئيم فطحل

لما رآني قد أتيت أسألُ

آمين زاد الله بعداً بيننا

كما أراد بعدنا وبيننا

ص: 160

قالَ وإن شئتَ فقل آمينا

بألف تمدّها تمكينا

قالَ الفتى المجنونُ في ليلى التي

أولته من طول الهوى ما أولتِ

يا ربِّ لا تسلب فؤادي أبدا

حُبَّ التي لم تبق مني جَلدا

ويرحمُ الرحمن عبداً قالَ

آمينَ في دعائه ابتهالا

قالَ ولا تُشدَدنَّ الميما

كي لا تكون مخطئاً مُليما

ص: 161

قالَ وتلكَ امرأةٌ وتيكا

ولا تقلْ إذا أسرت ديكا

وامرأةً قد ضربتْ في التّنُدؤةِ

أريدُ أصل لحم ثدي المرأةِ

وقيلَ بلْ يختصُ بالذكران

مِثلَ اختصاص الثدي بالنسوان

وإن فتحتَ ثاءها لا تهمز

فاللغتان جاءتا فلتُجز

وجاءتا في إثره وأثره

والأثُر في الشيء كمثل أثُره

وذاكَ في السيفِ هو الفرندُ

وشيٌ على متن الحسام يبدو

والقومُ أعداء وإن شئت عِدا

بكسرك العينَ ولا تقل عُدا

ص: 162

وقل عُداة إن جلبتَ الهاَء

فضمَّ منها عينها ابتداَء

ويعتري الإنسان خَفْر أو حَفَر

وذاك داءُ ظاهر عند النظر

ودرهم زيف معا وزائفٌ

تُريدُ غير خالصٍ يا عارفُ

وقد أخذتُ دانِقاً ودانَقاً

وقد رأيتُ طابِقاً وطابَقا

وقيلَ في الدانقِ سُدْسُ درهمِ

وقيل في الطابقِ أيضاً فافهم

ما تخبز الخبز عليه من حديدْ

وقيل غيرُ ذاك والبحث يفيد

وخاتم وخاتم وطابَعُ

وطابِعٌ وكلُّ ذاك شائعُ

وقيلَ إن الخاتم اسم الفاعلِ

كذلك الطابع عند القائلِ

والخَنْفسَاء يا فتى والخُنْفسهْ

دويبةٌ منتنةٌ مُستنجسهْ

والطشُّ والطشّة معروفانِ

كذلك الطست من الأواني

ص: 163

وقل لذي الفحش بفيك الأثلَب

بفتحتين ويقال الأثْلِبُ

والفتحُ فيها يا فلانُ أكثَرُ

ويُقْصَد التَرْبُ به والحجرُ

وحالكٌ وحائك والحَلَك

مصدُره والفعل منه يَحْلَكُ

وحَلَك الغراب مثلَ كحله

وقيل ما حلكه من حلكه

فالحَلك السوادُ ليس ينكُر

والحَنكُ المنقار فيما يذكر

والجُدريُ واحدُ والجَدَري

بالضم والفتح لبثر يعتري

وأنا قد علمتُ هذا قبل أنْ

يُقْطع سُرك تقول ذا لمنْ

أنتَ أسرّ منه أو قل سررك

بكسرها كما تقول دَرَكُ

والسُرّة التي هناك تبقى

في نُقْرة البطن إذا ما تلقى

ص: 164

وما يسُرني بهذا الأمرِ

من مُنْفس ومن نفيس فادرِ

ومفرحٌ أيضاً ومفروحُ بهِ

كذا تقولُ ما جهل في كتبهِ

وذلكَ الماءُ شربتُ وشروب

ليس بذي مُلُوحة ولا عذوب

وذا بخيلٌ أرضي حالته

خِلالَه يأكلُ أو خُلالتهْ

وذاك ما يخرجُ من أسنانهِ

إذا تخلّل على خِوانِهِ

وأنا أمليتُ الكتابَ أُملي

وذلكَ الإملاء فلتستملِ

ومثلُه أمللْتُه أُمِلُّ

وذلكَ الإملال لا يُمَلُ

واللغتان في كتاب اللهِ

وحَسْبُك الشاهدُ في التناهي

ص: 165