المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في الفرق - متن موطأة الفصيح نظم فصيح ثعلب

[ابن المرحل]

الفصل: ‌باب في الفرق

‌بابٌ في الفرق

تقول تلك شفةُ الإنسانِ

وهذه مشافر البُعرانِ

وحُبسْت جحفلةُ الحمارِ

والبغلُ والجوادُ بالزيارِ

وفي ذواتِ الظلف قلْ مقمه

للشاةِ والمعز وقل قرمهْ

ومثلُها فنطيسةُ الخنزيرِ

فافهم كلامي واستمع تحبيري

والخطمُ والخرطومُ للسباع

إن كلام العرب ذو اتساعِ

وهو منقار لغير الصائِدِ

من ذي الجناح والحمام الواردِ

ومثلُه المنسْرُ للعقاب

وكلُّ ما يصطاد بالقِلابِ

والظفر للإنسان وهو المنسمُ

لكلِّ خف وكذاك يعلمُ

ص: 183

ومثلُه الحافرُ من ذي الحافرِ

والظلف من ذي الظلف فحافر

ومخلب السبعِ من وحش وطيرِ

وبرثن الطير الذي ما فيه ضيرِ

وبُرثن الكلب وقيل البرتُنُ

في سائر السباع أيضاً يحسنُ

والثدي للمرأة وهو الخَلَف

متن كلِّ ما يُعزي إليه الخُف

وظبي ذي الحافر ثم السبعُ

والجمع أظباء فقلْ واتبع

ومن ذوات الظلف فهو الضرع

كالشاة والمعزة هذا يسمعُ

وضبعت ناقة زيد ضبعه

أرادت الفحل وتلك ضبعه

أما الأتان فتقول استودقتْ

والفرس الأنثى وقالوا أودقتْ

وهي وديقٌ وودوق والأتان

بها وداق مثل ذاك يا فلان

ص: 184

واستحرمت معزُك والحرام

مثل الوداق هكذا الكلام

وهذه حزْمَى تريدُ الماعزة

بها جرامٌ لا عدمت الجائزة

وقد حنت نعجتُه حناَء

فتلك جانٍ فافصل الأشياء

وصرفت كلبته وأجعلتْ

فعل النعاج وسواها فعلت

فقلْ لتلكَ صارفُ ومجهل

كذلك الذئابُ طراً تجعل

يا صاحِ والظبية عند الكلِّ

ما عزةُ ففعلها كالفعل

وبقرُ الوحشِ من النعاج

فقلْ حنت فيها بلا لجاج

وماتَ زيدٌ والحمارُ نفقا

والخيلُ والبغالُ فالكلُّ لُقى

ومثلُه تنبّل البعيرُ

أيْ مات فهو جيفةٌ مهجورُ

ص: 185

والجيفة النبيلة اعرف أولاً

قال ابن الأعرابي في تنبلا

يقال في الناس وغير الناس

وماتَ في الكلِّ على القياسِ

والصّفن الجلدُ الذي كالطرفِ

لبيضة الإنسان دون خلفِ

والثيل ما يحوي قضيب الجمل

وهو لذي الحافر قُنْبٌ فقل

والعِفني ما يخرج من بطن الولدْ

من قبل أن يطعم شيئا أو يولدْ

وسمّه الردج من ذي الحافر

والسختَ من ذي الخُف فلَتناظر

ص: 186

وها هُنا تمَّ الفصيحُ وكملْ

والحمدُ لله على نيل الأملْ

نظمَه. . . مالِكُ الفقيرُ

لعفو من لأمره يصير

فجاء في أرجوزة خفيفهْ

لمن يروم حفظها ظريفه

هذّب فيها قوله ووطأه

لأجل ذا لقبها الموطأة

فاسمحْ له وادعْ له بالرحمهْ

يا ناظراً فيها رزقت العصمهْ

ص: 187