المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما يهمز من الفعل - متن موطأة الفصيح نظم فصيح ثعلب

[ابن المرحل]

الفصل: ‌باب ما يهمز من الفعل

‌باب ما يهمز من الفعل

قد رقأ الدَّمُ أو الدمع معا

يرقأ والرَّقوءُ أن ينقطعا

ولا تسبّوا الإبل إن فيها

لنا رقُوَء اللحم إذ نعطيها

ندى بها القتلى فتدفع القود

وتقطعُ الحربَ وتطفى ما اتقد

وقد رَقَيتُ رُقيةً هذا الصَّبي

أرقيه من عين ولسع عقرب

وقد رقيتُ طالعاً في السّلّمِ

أرقى رُقيا أيْ صعدت فاعلمِ

ورجلٍ درأته فدرأ

دفعته واثنان قد تدارءا

وقيلَ في داريته بالياء

لاينتُ أو خدعتُ بالحياء

ص: 52

وبارأ الإنسان من يشركه

فارقه وامرأة تفرِكُه

وحاتمٌ بارى الرياحَ كرما

فهو يباريها فصار عَلَما

كذاك والجيران قد باراهم

عارضهم في الفعل أو جاراهم

وعبأ المتاع تعني ضمّهُ

في موضعٍ أيْ شدَّه ورمّهُ

والجيش عبّيتُ لحرب فغدا

وهو على تعبية تشجو العدا

قالَ وقد عبأتُه مهموزا

فلا تظنَّ الهَمزَ لن يجوزا

وقد نكأتُ القرح أيْ قشرتهُ

أنكأه نكأ فقد ضررتهُ

أما العدوُ فنكيت أنكي

نكايةً بالقتل ثم الفتكِ

ص: 53

وردؤَ الشيءُ فقلْ رديءُ

ودفؤ اليومُ فقل دفيء

ودفيء الإنسان فهو دفآنْ

وامرأةُ دفيء فويح العُريانْ

وأومأ المرءُ إلى الرجالِ

بيده يأمرُ بالإقبالِ

ورفأ الثوبَ وهذا يَرفأ

وهدأ الناسُ وهذا يهدأ

يرفأ أيْ يخيطُ فهو رافيء

يهدأ أيْ يسكنُ فهو هادىء

وقد تثاءبتَ إذا فتحت

فاك من كسلٍ أو وسن اعتراكَ

والثوباءُ اسمٌ لذاك الأمر

وقد فقأت عينه في شرٍ

فعينُه مفقوءةٌ بعودٍ

أو إصبعٍ أو طرفٍ حديدي

وأنتَ قدْ أرجأتَ أمر عمرو

أخرْته وقد أتى في الذكرِ

ص: 54

فأنتَ مُرجىءٌ وتلك المُرجئة

طائفةٌ قالتْ بقولِ وفئة

ووبئت أرضُك فهي وبئة

كصديتْ درعُك فهي صدئهْ

ووُئيت وأرضُه موبوءةٌ

كوثئتْ ويدُه موْثوءة

معناهُ أن الأرض منها الوبأ

وهو فسادُ في الهواء يطرأ

وقلْ إذا ناوأت قوماً فاصبرِ

معناه نازعتهم في الأشهرِ

تقولُ في مصدرهِ المناوأه

كقولهمْ مالأتُه مما لأه

ص: 55

قالَ علي عند قتل عثمانْ

عليهما معاً سلامُ الرحمن

والله ما قتلتُ عثمانَ ولا

مالأتهُم في قتله إذ قتلا

يريدُ ما عاونتهم في قتله

وليسَ ذاك الفعلُ فعلَ مثله

وروّأ الإنسان مثل فكّرا

في الأمرِ في خاطره ودبّرا

وهي الروّيةُ كذا لا تهمزِ

تكون من روّيت في قول عُزِى

وأكثر الباب بياء جاَء

وهمزة قد قيلتا سواَء

ص: 56