الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القاعدة الثانية:
باب الصفات أوسع من باب الأسماء
(1).
وذلك:
1 -
لأنَّ كُلَّ اسمٍ متضمن لصفة - كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء -.
2 -
ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله - تعالى -، وأفعاله لا منتهى لها، كما أن أقواله لا منتهى لها، قال الله - تعالى -:" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "[لقمان: 27].
ومن أمثلة ذلك: أن من صفات الله - تعالى -: المجيء، والإتيان، والأخذ، والإمساك، والبطش إلى غير ذلك من الصفات التي لا تحصى ، كما قال تعالى:" وَجَاءَ رَبُّك "[الفجر: 22].
وقال: " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَاتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ "[البقرة: 210].
وقال: " فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ "[آل عمران: 11].
وقال: " وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ "[الحج: 65].
وقال: " إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ "[البروج: 12].
(1) بدائع الفوائد (1/ 286).
وقال: " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ "[البقرة: 185].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا "(1).
فَنَصِفُ اللهَ - تعالى - بهذه الصفات على الوجه الوارد، ولا نسميه بها، فلا نقول: إن من أسمائه: الجائي، والآتي، والآخذ، والممسك، والباطش، والمريد، والنازل، ونحو ذلك، وإِنْ كُنَّا نخبر بذلك عنه ونصفه به.
التعليق
من قواعد الصفات: أنها أوسع من الأسماء؛ فكل اسم متضمن لصفة ، فتقول: إن الله عليم وسميع وبصير هذه صفات ، وهي أسماء.
ولا يشتق له - تعالى - من كل صفة اسم ، كالغضب والرضى والمجيء والنزول والإستواء ، وبعض الأفعال مشتقة من الأسماء مثل: الخلق فهو الخالق والخلاق، ومثل الرَّزق فهو الرازق والرزَّاق وهو خير الرازقين.
فباب الصفات أوسع ، فكل اسم متضمن لصفة ، وليس كل صفة تكون اسمًا لله أو يشتق له - تعالى - منها اسم ، تقول: الله مستوٍ على عرشه، لكن لا تقول: يا مستوي ، فلا تدعوه بهذا لكن تخبر فتقول: الله مستوٍ على عرشه.
والناس عندهم بعض الغلط في هذا:
1 -
فبعضهم يقول: الله المُهْدي، ويقولون: عبد المُهْدي.
2 -
ويقولون: عبد العاطي؛ لأنه المعطي.
(1) أخرجه البخاري (7494)، ومسلم (758) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
3 -
وكذلك عَدُّ المُعِزِّ والمُذِلِّ من الأسماء ، وهي ما ثبتت بهذه الصيغة، وإنما وردت بالفعل:" تعز من تشاء وتذل من تشاء "[آل عمران: 26].
وبعض الأسماء وردت مثل: المحسن (1) ، والإحسان المطلق لله - تعالى - ، وكذلك الإنعام ولهذا اشتهر: عبد المحسن، وعبد المنعم (2)؛ فإنه - تعالى - المُنْعِمُ بجميع النعم " وما بكم من نعمة فمن الله " [النحل: 53].
وأفعاله - تعالى - لا حدَّ لها؛ لأنه لم يزل ولا يزال فعالًا لما يريد، وكذلك كلامه لا نهاية له - كما في الآية التي ذكرها الشيخ -.
وهناك قاعدة أخرى قريبةٌ من هذه، وهي: أنَّ باب الإخبار عن الله - تعالى - أوسع من باب الأسماء والصفات، مثل: الموجود، القائم بنفسه، وغيرها؛ فهذه يُخْبَرُ عن الله بها، ولا تدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العُلَى (3).
(1) تقدم تخريجه في صفحة (
…
)؛ وانظر كتاب " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " للشيخ عبد العزيز الجليل (ص 731) وهو كتاب قَيِّمٌ، قرأه مؤلفه على الشارح - حفظه الله -.
(2)
تقدمت الإشارة إليه في صفحة رقم (
…
).
(3)
مجموع الفتاوى (6/ 142 وَ 9/ 130)، درء التعارض (1/ 173)، الجواب الصحيح (5/ 8)، بيان تلبيس الجهمية (1/ 22)، بدائع الفوائد (1/ 284)، شرح الرسالة التدمرية (358).