الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - الفوائد المقتطفة من النظم الإسلامية
د. العمرو 15/ 6/1422هـ
مبادئ النظم الإسلامية (النظام الأخلاقي)
الخلق لغة: الدين، والطبع، والسجية، والعادة.
وفي الاصطلاح: له إطلاقان:
الأول: يطلق ويراد به الدين كله، (مرادفاً للدين)، ودليله قوله سبحانه:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (1). قال ابن عباس: أي على دين عظيم هو الإسلام. ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) (2).
وجه الاستشهاد: أنه عليه الصلاة والسلام حصر بعثته بتقويم الأخلاق.
وفي الحديث: ((البر حسن الخلق)) (3).
الثاني: يطلق على ما يكون من المعاملة بين الناس، وهذا هو الأغلب إذا أطلق الخلق.
(1) سورة القلم، الآية:4.
(2)
أخرجه البيهقي، 10/ 192، وأحمد، برقم 8953، والحاكم، 2/ 613، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 45.
(3)
رواه مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه، برقم 2553.
أدلة:
وحديث: ((إِذا جَاءَكُم من تَرضَون دينه وخُلُقَه فزوجّوه)) (2).
وحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: ((تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ)) (3).
وجه الاستشهاد: أن تقوى الله تصلح ما بينك وبين الله، وحسن الخلق يصلح ما بينك وبين الناس.
وحديث: ((اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ وَأتْبعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)) (4).
فقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام معاذاً: أن يحسن خلقه للناس.
ميادين الأخلاق: هي أربعة:
(1) سورة النساء، الآية:58.
(2)
رواه الترمذي، برقم 1084، وغيره عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه. وحسنه الألباني في إرواء الغليل، برقم 1084.
(3)
رواه الترمذي، برقم 2004، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2004.
(4)
رواه الترمذي، برقم 1987، من حديث أبي ذر ومعاذ رضي الله عنهما.
1 -
مع الله.
2 -
مع النفس.
3 -
مع الناس.
4 -
مع غير العاقل.
درس يوم الإثنين 15/ 6/1422هـ. د. العمرو
* أولاً مع الله: أبرز خلق نتعامل به مع الله (تقوى الله وعبادته) والأخلاق التي ترتكز عليها العبادة هي:
1 -
المحبة: يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (1) الآية.
2 -
الخوف والرجاء.
* ثانياً: مع النفس: يقول سبحانه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ الله} (2) الآية.
ويقول سبحانه: {لَا تَخُونُواْ الله وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ} (3) الآية. ويكون الخلق مع النفس (بأن يحسن إليها ويحملها على ما ينفعها).
* ثالثاً: مع الناس: وقد وردت آيات كثيرة منها: قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ
(1) سورة المائدة، الآية:54.
(2)
سورة النساء، الآية 64.
(3)
سورة الأنفال، الآية:27.
أَلَاّ تَعْبُدُواْ إِلَاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (1) الآيات.
وقوله: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} (2). وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ((أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)) (3).
* رابعاً: التعامل مع غير العاقل: من ذلك في الحديث: ((دخلت النار امرأة في هرة، لا هي أطعمتها ولا سقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض)) (4). أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وكما جاء في قصة الرجل الذي سقى الكلب فشكر الله له، فأدخله الجنة (5). وفي حديث أبي رقية:((وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة .. )) (6).
درس: يوم 22/ 6/1422هـ
* من الأدلة على مكانة الخلق في الإسلام: تعليل الرسالة بإصلاح الأخلاق، حيث ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام أن أساس بعثته إنما هي لتقويم الأخلاق.
(1) سورة الإسراء، الآية:23.
(2)
سورة النساء، الآية:59.
(3)
رواه الترمذي، برقم 1264، وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 36.
(4)
رواه البخاري، برقم 2365، وغيره.
(5)
رواه البخاري، برقم 173، وغيره.
(6)
رواه مسلم، برقم 1955.
* إن الواجب من الأخلاق أفضل من سائر التطوعات مثل: الصدق فهو أفضل من قيام الليل؛ لأن الصدق واجب، وقيام الليل سنة.
* إن نافلة الأخلاق أفضل من نافلة العبادة: أن ما كان من الأخلاق مستحبّاً أفضل من العبادات المستحبة، مثل أن تمشي في حاجة أخيك أفضل من الصلاة المستحبة ((ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق)) (1).
* والأخلاق مع التقوى ميزان يقوم به العباد؛ لقوله عليه الصلاة والسلام حينما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: ((تقوى الله وحسن الخلق)) (2). أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
* آثار الأخلاق:
للأخلاق الفاضلة آثار خيِّرة عاجلة وآجلة، فمن الآجلة:
1 -
سبب في دخول الجنة.
2 -
سبب القرب من الرسول عليه الصلاة والسلام.
3 -
سبب لتقوية الصلة بالله عز وجل.
ومن آثار الأخلاق العاجلة:
(1) رواه أبو داود، برقم 4799، والترمذي، برقم 2002، عن أبي الدرداء رضي الله عنه. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 876.
(2)
رواه الترمذي، برقم 2004،وتقدم تخريجه.
1 -
سبب لمحبة الناس لصاحب الخلق.
2 -
سبب لطمأنينة القلب وانشراح الصدر، كما قال عليه الصلاة والسلام:((الصدق طمأنينة والكذب ريبة)) (1).
وذكر ابن القيم أن الإحسان إلى الخلق من أسباب انشراح الصدر.
3 -
سبب للبركة في العمر والمال؛ لحديث: ((من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) (2). وحديث: ((البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتم وكذب محقت بركة بيعهما)) (3).
* آثار الأخلاق في المجتمع:
* حصول الألفة والمودة وتقوية أواصر الأخوة بينهم.
* تيسر أمور أفراد المجتمع ومصالحه.
* إذا سادت الأخلاق الفاضلة يثق بعضهم ببعض. (أي المجتمع).
* آثار الأخلاق على غير المسلمين:
من أعظم ما تجلب به القلوب للدخول في هذا الدين، والنفس مجبولة على حب من أحسن إليها، ومن هذه الأخلاق:
(1) [رواه الترمذي، برقم 2518، من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 2930.
(2)
متفق على صحته من حديث أنس رضي الله عنه: البخاري، برقم 2067، ومسلم، برقم 2557.
(3)
رواه البخاري، برقم 2079، ومسلم، برم 1532، من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه.
1 -
الكرم.
2 -
البذل، وغيره من الأخلاق الحسنة.
* معيار الأخلاق:
المعيار: هو الميزان والمقياس، ولا تستقيم أحوال الناس إلا بالموازين؛ ولذلك امتن الله على عباده بأن أنزل الميزان. فقال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ
بِالْقِسْطِ} (1).
الموازين على قسمين: موازين حسّيّة - موازين معنوية.
الموازين الحسية: توزن بها الأشياء المادية.
ومن صفات الموازين: أنها واحدة لا تتفاوت، الثبات على اختلاف البيئات، هناك موازين معنوية، والناس بأمسِّ الحاجة إليها؛ لأن من خلالها يحكم على الأقوال والأفعال بأنها خطأ أو صواب، حق أو باطل، حسنة أو قبيحة.
العبادة: هل لها ميزان أو ليس لها ميزان؟ نعم لها ميزان: وهو الإخلاص، والمتابعة.
والمتابعة هي الميزان الظاهري الذي نستطيع أن نحكم على العبادة من خلاله.
* في الأخلاق هناك ميزان نستطيع أن نحكم به على الخلق.
(1) سورة الحديد، الآية:25.
* إذا كانت هناك معايير أمكن تقارب الحكم.
* معيار الأخلاق في الفكر الوضعي: ثلاثة معايير.
1 -
العقل: وقال به أصحاب الاتجاه في الغرب، وأخذ به في البيئة الإسلامية المعتزلة، والفلاسفة.
* يشترط في المعيار الصحيح أن يكون ثابتاً لا يتغير باختلاف الأزمان أو البيئات أو الأشخاص مثل الميزان الحسي.
نوافق على أن العقل يدرك أصول الأخلاق: كالعدل، والصدق، والإحسان إلى الغير، وقبح الظلم، ولكنه لا يدرك تفاصيل الفضيلة الخلقية.
الرد على الفلاسفة:
العقل يتفاوت بين الناس تفاوتاً كبيراً. إن العقل تعرض له أمور تمنعه من تمام الإدراك، ومنها: الهوى، والشهوة، ومنها: الخطأ، والنسيان، وهي من لوازم البشر، والله رفع المؤاخذة عن الإنسان في حال الخطأ والنسيان.
2 -
المنفعة: يقولون: ننظر إلى الأثر المترتب على الخلق، فإن كان الأثر حسناً فالخلق حسن، وإن كان سيئاً فالخلق سيئ، وهذا الاتجاه هو السائد في الغرب، وبالذات في أمريكا ويسمى المذهب العملي (البرجماتي).