المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب دخول مكة - مجموعة الحديث على أبواب الفقه - ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب - جـ ٣

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌باب دخول مكة

‌بابُ دُخُولْ مَكة

302-

وعن ابن عمر [رضي الله عنهما] : "أنه كان يغتسل، ثم يدخل مكة نهاراً، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله" أخرجاه 1.

303-

وللبخاري أن: "ابن عمر [رضي الله عنهما] كان إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثم يبيت بذي طوى، ثم يصلي به2 الصبح ويغتسل، ويُحَدِّث3 أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك"4.

304-

ولهما عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة

1 البخاري -الحج- 3/ 436- ح 1574، ومسلم -الحج- 2/ 919- ح 227، كلاهما بمعناه.

2 في المخطوطة "فيه".

3 في المخطوطة "وبحديث"، وهو خطأ من الناسخ.

4 البخاري -الحج- 3/ 435- ح 1573 بلفظه.

ص: 104

[من كَداء] 1 من الثنية العليا التي بالبطحاء، ويخرج2 من الثنية السفلى"3.

305-

ولمسلم في حديث جابر: "وأناخ راحلته عند باب بني شيبة، ودخل المسجد"4.

1 هذه الزيادة من البخاري.

2 في المخطوطة "وخرج" وما أثبته كما في الصحيحين.

3 البخاري -الحج- 3/ 436- ح 1576، ومسلم -الحج- 2/ 918- ح 223.

4 لم أجد الحديث في مسلم، لكن قال الحافظ في التلخيص 2/ 243: إن دخول النبي صلى الله عليه وسلم المسجد من باب بني شيبة أخرجه الطبراني عن ابن عمر، وذكر النووي في "المجموع" 8/ 11 بأن البيهقي احتج للدخول من باب بني شيبة بما رواه بإسناده الصحيح عن ابن عباس. قلت: والظاهر أن المصنف عزا هذا الحديث لمسلم تبعا لابن قدامة في المغني 3/ 380، إذ قال "وفي حديث جابر الذي رواه مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ارتفاع الضحى وأناخ راحلته عند باب بني شيبة ودخل المسجد لكن الحديث ليس في مسلم، ثم رأيت الحديث في مستدرك الحاكم 1/ 454 "عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى. فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم باب المسجد فأناخ راحلته، ثم دخل المسجد إلخ

" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وسكت الذهبي عنه. قلت: فربما جاء الوهم في عزو الحديث لمسلم من قول الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم". والله أعلم.

ص: 105

306-

وللشافعي عن ابن جريج قال: حدثت عن مقْسَم [مولى عبد الله بن الحارث] عن ابن عباس رفَعَه "تُرفَع الأيدي في الصلاة، وإذا رأى البيت وعلى الصفا والمروة، وعشية عرفة، وبِجَمْعٍ، وعند الجمرتين، وعلى [الميت1] "2.

307-

وله عن ابن جريج: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى البيت رفع يديه، وقال: اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة.3 وزد من شرفه وكرمه ممن حجه [أ] واعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً4 وبراً"5.

308-

وعن ابن المسيب عن "عمر أنه نظر إلى البيت فقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحيّنا ربنا بالسلام" رواه سعيد 6.

1 سقطت هذه الكلمة في المخطوطة، وتُرك مكانها بياض.

2 الأم- كتاب الحج- 2/ 144.

3 في المخطوطة زيادة "وبرا" بعد "ومهابة".

4 في المخطوطة "وتعظيما وتكريما".

5 الأم -الحج- 2/ 144.

6 هذا الأثر يوجد نحوه في "الأم" للشافعي 2/ 144 موقوفا على ابن المسيب، لا على عمر، وذكره ابن قدامة في المغني 3/ 382 ونسبه إلى مسند الشافعي موقوفا على ابن المسيب كذلك بلفظ حديث المصنف.

ص: 106

309-

وعن عبد الرحمن1 بن طارق بن2 علقمة عن أمه: (أن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم "كان إذا دخل مكاناً3 من دار يعلى استقبل البيتفدعا"4 رواه أبو داود 5.

310-

وللبخاري عن ابن عباس [رضي الله عنهما] : "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة استقبلته أُغَيْلِمَة بني عبد المطلب6 فحمل واحداً7 بين يديه، وآخر خلفه"8.

311-

وله عن عروة: "أن عائشة أخبرته أن أول شيء بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم، أنه توضأ ثم طاف [بالبيت] ثم لم

1 في المخطوطة كتبت هكذا "ابن".

2 في المخطوطة "عن"، وهو خطأ.

3 في المخطوطة "كان"، وهو خطأ.

4 في المخطوطة كتبت هكذا "فدعى".

5 النسائي 5/ 168.

6 في المخطوطة "لما قدم مكة استقبل البيت بني عبد فحمل"، وهو خطأ. والظاهر أن الناسخ لم يعرف قراءة المخطوطة التي نسخ منها، والله أعلم.

7 في المخطوطة "واحد"، وهو خطأ.

8 البخاري- كتاب العمرة 3/ 619- ح 1798.

ص: 107

تكن1 عُمرة، ثم حج أبو بكر وعمر [رضي الله عنهما] مثله ثم حججت مع أبي الزبير فأول شيء بدأ به الطواف، ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلونه"2.

312-

ولمسلم عنه: "ولا أحد3 ممن مضى ما كانوا يبدؤون

1 في المخطوطة "لم يكن" وهو خطأ.

2 البخاري- كتاب الحج- 3/ 477- ح 1614، هذا وقد رواه البخاري في 3/ 496 بأتمَّ من هذا، وأرى إيراده كما رواه البخاري ليتضح المعنى، وهذا نصه:"عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي أنه سأل عروة بن الزبير فقال: "قد حج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتني عائشة رضي الله عنها أنه أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ، ثم طاف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر رضي الله عنه فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم عمر رضي الله عنه مثل ذلك. ثم حج عثمان رضي الله عنه فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم معاوية وعبد الله بن عمر. ثم حججتُ مع أبي -الزبير بن العوام- فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلون ذلك، ثم لم تكن عمرة. ثم آخر من رأيتُ فعل ذلك ابن عمر ثم لم ينقضها عمرة. وهذا ابن عمر عندهم فلا يسألونه، ولا أحد ممن مضى ما كانوا يبدؤون بشيء حتى يضعوا أقدامهم من الطواف بالبيت ثم لا يحلون، وقد رأيت أمي وخالتي حين تقدمان لا تبتدئان بشيء أول من البيت تطوفان به، ثم لا تَحِلَّان".

3 في المخطوطة "وليس".

ص: 108

بشيء حين يضعون أقدامهم أول من الطواف بالبيت ثم لا يحلون"1.

313-

وفي حديث جابر "حتى أتينا البيت معه، استلم الركن"2.

314-

وفي رواية لمسلم: "ثم مشى [على يمينه] 3 فرمل ثلاثاً، ومشى أربعاً"4 5.

315-

ولهما عن أنس6 قال: "رأيت عمر بن الخطاب قَبَّل الْحَجَرَ [و] قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك"7.

316-

وللبخاري: "أن ابن عمر سأله رجل عن استلام الحجر [فـ] قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه رسلم يستلمه ويققبله8. قال

1 مسلم- الحج- 2/ 906- ح 190، وما أورده المصنف قطعة من الحديث، وهي موجودة في حديث البخاري السابق أيضا.

2 مسلم- الحج- 2/ 886- ح 147.

3 ما بين المعكوفتين سقط من المخطوطة ومكانها بياض.

4 في المخطوطة "فرمل ثلاثة ومشى أربعة".

5 مسلم- الحج- 2/ 893- ج 150.

6 لم أجد الحديث في الصحيحين عن أنس.

7 البخاري- الحج- 3/ 462- 1597، ومسلم- الحج- 925- ج 250، كلاهما قريبا من ألفاظه.

8 في المخطوطة "استلمه وقبله"

ص: 109

: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله1. قال: أرأيتَ إن زْحِمْتُ، أرأيتَ إن غُلِبْتُ؟ قال: اجعل أرأيتَ باليمن، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله"2.

317-

وله3 عنه: "أنه يستلمه بيده ثم قبَّل يده، 4 وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله"5.

318-

ولمسلم عن أبي الطُفَيْل: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الركن6 بِمِحْجَنٍ معه، ويقبل المحجن"7.

319-

وله عن جابر [قال] : "طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت في حجة الوداع على راحلته. يستلم الحجر بمحجنه; لأن8 يراه الناس، وليشرف وليسألوه;9 فإن الناس غَشَوْهُ"10.

1 في المخطوطة "استلمه وقبله".

2 البخاري- الحج- 3/475 – ح 1611.

3 أخطأ المصنف في عزو هذا الحديث للبخاري، وإنما هو في مسلم.

4 نص الحديث في مسلم "عن نافع قال: رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده، ثم قبَّل يده. إلخ

".

5 مسلم- الحج- 2/ 924- ح 246.

6 في المخطوطة "يستلم الحجر".

7 مسلم- الحج- 2/ 927- ح 257.

8 في المخطوطة "وأن"، وهو خطأ.

9 في المخطوطة "ويشرف ويسألوه".

10 مسلم- الحج- 2/ 926- ح 254.

ص: 110

320-

وله عن ابن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يستلم إلا الحجر والركن اليماني"1.

321-

ولهما عنه [قال] : "ما تركت استلام هذين الركنين، اليماني والْحَجَرَ، مذ2 رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما: في شدة ولا رخاء"34.

322-

وللبخاري عن ابن عباس [رضي الله عنهما] قال: "لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت، إذا استلم الركن قال: باسم الله والله أكبر"5.

1 مسلم- الحج- 2/ 924- ح 244.

2 في المخطوطة "منذ".

3 في المخطوطة "استلمهما في الشدة والرخاء".

4 مسلم- الحج- 2/ 924- ح 245 واللفظ له، والبخاري - الحج- 3/ 471- ح 1606 نحوه.

5 ليس الحديث في البخاري، فقد تعبت في التفتيش عنه فلم أجده، وإنما الذي في البخاري عن ابن عباس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت وهو على بعير، كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبّر. انظر البخاري- كتاب الحج- 3/ 490- ح 1632 وكتاب الطلاق- 9/ 436- ح 5293، فليس فيه إلا التكبير، وأما قوله "باسم الله" فلا يوجد في شيء من روايات البخاري. لكن أخرج الشافعي في "الأم" عن ابن جريج قال: أُخْبِرتُ أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله كيف نقول إذا استلمنا الحجر؟ قال: قولوا باسم الله والله أكبر إلخ. انظر الأم- 2/ 145، وذكر الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 247 البيهقي والطبراني في الأوسط روياه، من حديث ابن عمر "أنه كان إذا استلم الحجر قال: باسم الله والله أكبر. وسنده صحيح وأخرجه أحمد عن ابن عمر مرفوعا بسند صحيح انظر ترتيب المسند- 12/ 67. فالظاهر أن المصنف واهم في عزوه هذا الحديث للبخاري، والله أعلم.

ص: 111

323-

ولأحمد عن عمر1: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا عمر إنك رجل قوي، لا تزاحم على الْحَجَر; فتؤذي الضعيف. إن وجدتَ خَلْوة فاستلمه، 2 وإلا فاستقبله فهلل 3 وكبر"4.

324-

وعن أبي داود الطيالسي عن جعفر بن عبد الله5 المخزومي، قال: "رأيت محمد بن عبّاد بن جعفر6 قبّل الحجر وسجد7 عليه، ثم قال: رأيت خالك8 ابن عباس يقبله9 ويسجد عليه، وقال10 ابن عباس: رأيت عمر [بن الخطاب] يقبله11 ويسجد عليه، ثم

1 في المخطوطة "عن ابن عمر"، وهو خطأ; لأن الكلام بعده لا يستقيم.

2 في المخطوطة "فاستلم".

3 في المخطوطة "وهلل".

4 المسند 1/ 28.

5 في المخطوطة "بن عثمان".

6 في المخطوطة "قال محمد بن عباد: رأيت جعفر"، وهو خطأ.

7 في المخطوطة "فسجد".

8 في المخطوطة "وقال: رأيت خالي".

9 في المخطوطة "يقبل الحجر".

10 في المخطوطة "فقال".

11 في المخطوطة "يقبل الحجر".

ص: 112

قال:1 رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هكذا"23.

325-

وعن ابن عباس مرفوعاً "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن، فسودته خطايا بني آدم" صححه الترمذي 4.

326-

وله وحسنه عنه مرفوعاً: "ليأتين هذا الحجر الأسود وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق"5.

1 في المخطوطة "وقال".

2 في المخطوطة بدل "فعل هكذا" قوله "يفعله".

3 أخرجه الحاكم 1/ 455، وهذا لفظه وصححه، وأقره الذهبي. وعزاه الحافظ في التلخيص للطيالسي والدارمي وابن خزيمة وأبي بكر البزار وأبي علي بن السكن والبيهقي، ثم ساق لفظ الحاكم. انظر التلخيص الحبير- 2/ 246.

4 الترمذي- الحج- 3/ 226.

5 الترمذي- الحج- 3/ 294 بمعناه- ح 961.

ص: 113

327-

وعن عُبَيْد بن1 عمير: "أن ابن عمر كان يزاحم على الركنين [زحاماً ما رأيت أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعله] فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنك تزاحم على الركنين زحاماً ما رأيت أحداً من أصحاب النبي2 صلى الله عليه وسلم يزاحم عليه. فقال:3 إِنْ أَفْعَلْ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ مَسْحَهُمَا كفارة للخطايا، وسمعته يقول:4 لا يضع قَدَماً ولا يرفع أخرى5 إلا حط الله عنه6 خطيئة، وكتب له بها حسنة " حَسَّنَهُ الترمذي 7.

328-

ولأحمد والنسائي عنه مرفوعاً "إِنَّ مسحهما يحطان8 الخطيئة"9.

1 في المخطوطة رسمت "ابن" هكذا "ابن"، وهو خطأ.

2 في المخطوطة "رسول الله".

3 في المخطوطة "قال".

4 أسقط المصنف هنا جزءا من الحديث وهو "من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة" ثم قال "وسمعته يقول

".

5 في المخطوطة هكذا العبارة "وسمعته يقول: لا يرفع قدما ولا يحط أخرى".

6 في المخطوطة هنا زيادة "بها" بعد قوله "عنه".

7 الترمذي- الحج- 3/ 292- ح 959.

8 في المخطوطة "يحط".

9 النسائي- 5/ 175 واللفظ له، والمسند- 2/ 11 بمعناه.

ص: 114

329-

وعن ابن عمرو1 مرفوعاً: "إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورَهما، ولو لم يطْمِسْ نورهما لأضاء ت ا 2 ما بين المشرق والمغرب" قال الترمذي: غريب 3.

330-

ورُوي مرفوعاً عن يَعْلَى4 بن أمية: "أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعاً وعليه بُرْد" صححه الترمذي 5.

331-

ولأبي داود وغيره عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الْجِعِرَّانة. فَرَمَلُوا6 بالبيت، وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم، ثم قذفوها على عواتقهم اليسرى"7.

332-

وعن ابن عمر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم [كان] إذا8 طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم سعى ثلاثة أطواف، ومشى أربعة، ثم سجد سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة"9.

1 في المخطوطة "عن ابن عمر"، وهو خطأ.

2 في المخطوطة "الأصاءت"، وهو خطأ.

3 الترمذي- الحج- 3/ 226- ح 878.

4 في المخطوطة كتبت "بن" هكذا "ابن".

5 الترمذي- الحج- 3/ 214- خ 859.

6 ليس في المخطوطة كلمة "فرملوا" ومكانها بياض.

7 أبو داود- المناسك- 2/ 177- ج 1884.

8 في المخطوطة "إذ"، وهو خطأ.

9 هذا لفظ البخاري، والذي في المخطوطة كما يلي:"إذ طاف بالحج والعمرة أول ما قدم يسعى ثلاثة أشواط، ومشى أربعة، ثم يسجد سجدتين ثم يطوف بين الصفا والمروة".

ص: 115

أخرجاه 1.

333-

ولهما عن ابن عباس [رضي الله عنهما قال] : "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال المشركون: إنه يقْدِمُ عليكم قوم قد وَهَنَتْهُم حُمَّى يثربَ، وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم [أن] يرملوا ثلاثة أشواط، وأن يمشوا ما بين الركنين. ولم يمنعه [أن يأمرهم] أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاءُ عليهم"2.

334-

ولهما عنه [قال] : "إنما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورمل بالبيت لِيُرِيَ المشركين3 قوتَه"4.

335-

ولمسلم عن أبي الطُفَيْل قال: "قلت لابن عباس: أرأيتَ هذا الرَّمَل بالبيت ثلاثة أطْواف، 5 ومشى أربعة [أطواف] أسُنَّةٌ هو؟ فإن قومك يزعمون أنه سُنَّة، (قال) فقال: صدقوا وكذبوا، [قال] قلت: ما قولك: صدقوا وكذبوا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم6 قدم مكة، قال المشركون: إن محمداً وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الْهُزْلِ.7 وكانوا يحسدونه.8 قال: فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثاً، ويمشوا أربعاً، [قال] قلت: أخبرني عن الطواف بين الصفا والمروة راكباً9 أَسُنَّةٌ هو؟ فإن قومك يزعمون أنه سُنَّةٌ، قال: صدقوا وكذبوا. [قال] قلت: [و] ما قولك: صدقوا وكذبوا؟ قال: إن رسول الله صلى الله

1 البخاري- الحج- 3/ 477- ح 1616 بلفظه، ومسلم- الحج- 2/ 920- ح 231 نحوه.

2 البخاري- الحج- 3/ 469- ح 1602، ومسلم- الحج- 2/ 923- ح 240، كلاهما نحوه.

3 في المخطوطة "ليرى المشركون" وما أثبته كما في الصحيحين.

4 البخاري- كتاب المغازي- 7/ 509- ح 4257، ومسلم- الحج- 2/ 923- ح 241، واللفظ لمسلم.

5 في المخطوطة "أشواط".

6 في المخطوطة هنا قبل "قدم" لفظ "لما".

7 هكذا في المخطوطة والنسخ المطبوعة من صحيح مسلم التي رأيتها، وقال القاضي عياض وصاحب المطالع إنه وهم، والصواب "من الهزال" أي الضعف.

8 في المخطوطة "يجدونه"، وهو خطأ.

9 في المخطوطة "ركنا"، وهو خطأ من الناسخ.

ص: 116

عليه وسلم1 كثر عليه الناس. يقولون: هذا محمد، هذا محمد، حتى خرج العواتق من البيوت، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُضْرَبُ الناسُ بين يديه، فلما كَثُرَ عليه ركب، والمشي2 والسعي أفضل"3.

336-

وله عن ابن عمر [رضي الله عنهما قال] : "رَمَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الْحَجَر إلى الحجر ثلاثاً. ومشى أربعا"4.

1 في المخطوطة هنا قبل "كثر" لفظ "لما".

2 في المخطوطة "ومشى"، وهو خطأ واضح.

3 مسلم- الحج- 2/ 921- ح 237، بلفظه.

4 مسلم- الحج- 2/ 921- ح 233.

ص: 117

337-

وللبخاري عن عمر [قال] : "ما لنا ولِلرَّمَل؟ إنما كنا راءَيْنَا به المشركين، وقد أهلكهم الله. ثم قال: شيء صنعه النبي1 صلى الله عليه وسلم فلا نحب أن نتركه"2.

338-

ولأحمد وأبي داود عنه [قال] : "فيمَ3 الرملان4 الآن والكشف عن المناكب؟ وقد أطّأ5 اللهُ الإسلام، ونفى الكفر وأهله، ومع ذلك لا ندع شيئاً كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم"6.

339-

وعن عائشة [رضي الله عنها قالت] : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّما جُعِل الطّوافُ بالبيت وبين الصفا7 والمروة، ورمي الْجِمَار؛ لإقامة ذكر الله" صححه الترمذي، ولفظه: "إِنَّما جُعِلَ

1 في المخطوطة "رسول الله".

2 البخاري- الحج- 3/ 471- ح 1605.

3 في المخطوطة "فما"، وهو خطأ.

4 في المخطوطة "الرمل".

5 في المخطوطة "أوطأ" وفي المسند "آطأ" ومعنى الكل واحد، وهو أن الله ثبت الإسلام وأرسى دعائمه. وأصله "وطأ" وقد تبدل الواو همزة.

6 المسند- 1/ 45، وأبو داود- المناسك- 2/ 178- ح 1887، كلاهما بلفظه.

7 كتبت "الصفا" في المخطوطة هكذا "الصفى" والعجيب من الناسخ أنه سيكتبها بعد سطر هكذا "الصفا"!.

ص: 118

رمي الْجِمَار، والسعي بين الصفا والمروة"1.

340-

ولأحمد عن ابن عباس [قال] : "رمل رسول الله2 صلى الله عليه وسلم في حجته وفي عُمَرِهِ كلها3، وأبو بكر وعمر [وعثمان] والخلفاء"45.

341-

ولمسلم في حديث جابر [رضي الله عنهما أنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم] رَمَلَ من الْحَجَر [الأسود] حتى انتهى إليه" 6.

342-

ولهما عن أم سلمة مرفوعاً: "طوفي من وراء الناس وأنت راكبة"7.

1 الترمذي- الحج- 3/ 246- ح 902، وتتمة الحديث "لإقامة ذكر الله". والرواية الأولى التي أوردها المصنف ولم يعزها لأحد، قد أخرجها أبو داود في سننه- المناسك- 2/ 179- ح 1888.

2 في المخطوطة "النبي" بدل "رسول الله".

3 في المخطوطة "في عمره كلها وفي حجته".

4 في المخطوطة زيادة "من بعده" بعد "والخلفاء".

5 المسند- 1/ 225.

6 مسلم- الحج- 2/ 921- ح 235، وتتمة الحديث "ثلاثة أطواف".

7 البخاري- الحج- 3/ 490- ح 1633، ومسلم- الحج- 2/ 927- ح 258.

ص: 119

343-

"وكان ابن عمر إذا أحرم من مكة لم يرمل"1.

344-

ولأبي داود عن ابن عمر: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَدَعُ2 أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طَوْفَة" قال نافع: وكان ابن عمر يفعله 3.

345-

وعن ابن عباس مرفوعاً: "الطواف بالبيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فلا يتكلمن 4 إلا بخير" رواه الترمذي وغيره 5.

346-

وفي حديث عائشة: " غير أن لا تطوفي"6.

347-

وفي البخاري عن ابن جريج: "أخبرني عطاء - إذ منع ابن هشام النساءَ الطوافَ مع الرجال - قال: كيف7 يمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قلت: أَبَعْدَ الحجاب أو قبلُ؟

1 ذكر هذا الأثر عن ابن عمر ابن قدامة في المغني 3/ 389.

2 في المخطوطة "لا بد" بدل "لا يدع"، وهو خطأ.

3 أبو داود- المناسك- 2/ 176- ح 1876.

4 في المخطوطة "فلا يتكلم".

5 الترمذي- الحج- 3/ 293- ح 960 بلفظه إلا أنه قال "حول البيت" بدل "بالبيت".

6 مسلم- الحج- 2/ 873- ح 120، وتتمة الحديث "بالبيت حتى تطهري".

7 في المخطوطة "وكيف".

ص: 120

قال: إي لَعَمْرِي لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يخالطن1. الرجالَ؟ قال: لم يكن يخالطن2 كانت عائشة [رضي الله عنها] تطوف حَجْرَةً3 من الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي4 نستلم يا أم المؤمنين. [قالت] : انطلقي عنك، وأَبَتْ. وكن النساء5 يخرجن متنكرات بالليل فيطفن6 مع الرجال، ولكنهن كُنَّ إذا دخلن البيت مِمَن حتى يدخلن وَأُخْرِجَ الرجال. وكنتُ آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثَبِير. قلت: وما حجابها؟ قال: هي في قبة تركية لها7 غشاء، وما بيننا وبينها غير ذلك، ورأيت عليها درعا مورَّدا"8.

1 في المخطوطة "يخالطهن"، وفي المخطوطة قبل كلمة "كانت" زيد في الهامش كلمة "الرجال"، ولكن هذه الكلمة ليست في صحيح البخاري.

2 في المخطوطة "يخالطهن"، وفي المخطوطة قبل كلمة "كانت" زيد في الهامش كلمة "الرجال"، ولكن هذه الكلمة ليست في صحيح البخاري.

3 في المخطوطة "حجر" بدون تاء، وهو خطأ. ومعنى "حجرة" أي ناحية، أي معتزلة عن الرجال.

4 في المخطوطة بعد كلمة "انطلقي" إشارة لحق، وكتب حذاءها في الهامش هكذا "لأتاهم".

5 ليس في البخاري "وكن النساء".

6 في المخطوطة "يخرجن بالليل متنكرات ويطفن".

7 في المخطوطة "بها".

8 البخاري- الحج- 3/ 479- ح 1618، هذا وكتب في المخطوطة على الهامش حذاء السطر الأخير من الحديث كلمة "حجابها"وما لها فائدة، والله أعلم.

ص: 121

348-

ولمسلم عن ابن عباس: "كانت المرأة [تطوف1] بالبيت [وهي] عُرْيانة. فتقول: من يعيرني تِطْوافا2 تجعله على فرجها، وتقول:

اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أُحِلُّه.

فنَزلت هذه الآية: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} " 3 4.

349-

ولهما عن أبي هريرة: "أن أبا بكر رضي الله عنه بعثه في الحجة التي أَمَرَهُ [عليها] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط يؤذِّن في الناس ألا [لا] يَحُجُّ5 بعد العام مشرك، ولا يطوفُ بالبيت عُريان"6.

350-

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ وهو يطوف بالكعبة بإنسان ربط يده إلى إنسان بِسَيْر أو بخيط أو بـ[شيء] غير ذلك، فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بيده، ثم قال: قُدْهُ بيده" رواه البخاري 7.

1 في المخطوطة كتب أولا "تطو"، ثم شطب عليه.

2 هو ثوب تلبسه المرأة تطوف به.

3 سورة الأعراف آية 31.

4 مسلم- كتاب التفسير- 4/ 2320- ح 25.

5 في المخطوطة "ألا يحجج".

6 البخاري- الحج- 3/ 483- ح 1622، ومسلم- الحج- 2/ 982- ح 435 واللفظ للبخاري.

7 البخاري- الحج- 3/ 482- ح 1620 بلفظه.

ص: 122

351-

ولأحمد عن عَمْرو بن شعيب عن أبيه عن جده في اللذين1 قالا: نذرنا أن نمشي إلى البيت مقترنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هذا نذراً، 2 فقطع قرانهما [قال سريج في حديثه]"إنما النذر ما ابتُغي به وجه الله [عز وجل] "3.

352-

ولأحمد والترمذي وحَسّنه عن زيد بن أُثَيْعٍ4 قال: "سألت علياً بأي شيء بُعِثْت؟ 5 قال: بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يطوف بالبيت عُرْيَان، ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته، ومن لا مدة له فأربعة أشهر"6.

353-

ولأحمد في المناسك عن عبد الله بن السائب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: - "فيما بين ركن بني جُمَح

1 في المخطوطة "الذين" وهو خطأ; لأنهما اثنان، وقواعد الإملاء تقضي أن تكون بلامين.

2 في المخطوطة "نذر"، وهو خطأ; لأنه خبر ليس.

3 المسند- 2/183.

4 في المخطوطة كتب هكذا "ابن أتبع"، وهو خطأ. ويقال في اسمه "زيد بن يُثَيْع" قال الترمذي: وهو أصح.

5 أي بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موسم الحج.

6 المسند- 1/ 79، والترمذي- الحج- 3/ 222- ح 871، واللفظ له.

ص: 123

والركن الأسود {ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} 1.

354-

ولهما عن عائشة [رضي الله عنها] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألم تَرَيْ [أنَّ] قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم؟ فقلت: يا رسول الله أفلا تردها على قواعد إبراهيم. قال: لولا حِدْثَانُ قومك بالكفر2 لفعلت3") ، فقال [عبد الله] ابن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أُرَى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذَيْن4 يليان الحجْر إلا أن البيت لم يُتْمَمْ5 على قواعد إبراهيم6.

1 ذكره ابن قدامة في المغني 3/ 391.

2 لولا حدثان قومك بالكفر: أي لولا قرب عهدهم بالكفر أي أسلموا حديثا، ويخشى إن هدم الكعبة وبناها على قواعد إبراهيم أن يقولوا إنه يغير في بيت الله.

3 في المخطوطة "لفعلنا" لكن اللام الأولى مقطوعة وغير واضحة، فكأنها "نفعلنا".

4 في المخطوطة كتبت هكذا (الذين) ، وهو خطأ إملائي، لأنه مثنى.

5 في المخطوطة "يتم" وفي مسلم "يُتَمّمْ".

6 البخاري- الحج- 3/ 439- ح 1583، ومسلم- الحج- 2/ 969- ح 399 كلاهما بألفاظ مقاربة جدا.

ص: 124

355-

وللبخاري عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "يا عائشة لولا أن قومك حديثُ عهدٍ بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلتُ فيه ما أُخرِج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين باباً شرقياً وباباً غربياً، فبلغتُ به أساس 1 إبراهيم"، فذلك الذي حمل ابن الزبير [رضي الله عنهما] على هدمه. قال يزيد: - هو ابن رومان -2 وشهدتُ ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الْحِجْر، وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأَسْنِمَة الإبل، قال جرير: - هو ابن حازم -3 فقلت له: - أين موضِعُهُ؟ فقال: أُرِيكَهُ الآن، فدخلتُ معه الْحِجْر، فأشار إلى مكان فقال: هاهنا، قال جرير: فَحَزَرْتُ من الحِجْر ستة أذرع أو نحوَها4.

356-

ولهما من حديثها: "قلت: فما شأن بابها مرتفعاً؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا"5.

357-

وعنها [قالت] : "كنت أحب [أنْ] أدخلَ البيت فأصلي فيه. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني [الحجر] فقال:

1 في المخطوطة "ساس" وسقطت الألف على الناسخ سهوا.

2 وهو أحد رجال الإسناد في هذا الحديث.

3 هو أحد رواة هذا الحديث، وهو تلميذ يزيد بن رومان الذي مر ذكره آنفا.

4 البخاري- الحج- 3/ 439- ح 1586.

5 البخاري- الحج- 3/ 439- ح 1584، ومسلم- الحج- 2/ 973- ح 405 كلاهما نحوه.

ص: 125

صَلِّي في الحجر إن أردتِ دخول البيت; فإنما هو قطعة من البيت"1صححه الترمذي 2.

358-

ولمسلم عن عبد الله3 بن عُبيد بن عُمير، والوليد بن عطاء [يحدثان] عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة. قال عبد الله [بن عبيد] "وَفَدَ الحارث [بن عبد الله] على عبد الملك بن مروان [في خلافته] فقال [عبد الملك] : ما أظن أبا خُبَيْبٍ4 [يعني ابنَ الزبير] سمع من عائشة ما كان بزعم أنه سمعـ[ـه] منها، قال الحارث: بلى أنا سمعته منها، قال: سمعتَها تقول ماذا؟ [قال] : قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قومك استقصروا من بنيان 5 البيت، ولولا حداثة 6 عهدهم بالشرك أعدت 7 ما تركوا منه. فإن بدا 8 لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي [لـ] أريَكِ ما تركوا منه، فأراها قريبا من سبعة أَذْرُع ".

1 في المخطوطة "فإنما هو قطعة منه".

2 الترمذي- الحج- 3/ 225- ح 876.

3 في المخطوطة "عن عبيد الله"، وهو خطأ.

4 في المخطوطة "أبا حبيب"، وهو خطأ، لأن أبا خبيب كنية عبد الله بن الزبير رضي الله عنه.

5 في المخطوطة كتبت أولا "بناء" ثم كتبت على الهامش "بنيان" بخط مغاير، ولم تُشْطَب الأولى.

6 في المخطوطة كتبت هكذا "حداثت".

7 في المخطوطة كتبت هكذا "أعدة"!.

8 في المخطوطة كتبت هكذا "بداى"، وهو خطأ.

ص: 126

[هذا حديث عبد الله بن عبيد] وزاد [عليه] الوليد بن1 عطاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولجعلتُ لها 2 بابين موضوعين في الأرض شرقياً وغربياً. وهل تدرين 3 لِمَ كان قومك رفعوا بابها؟ [قالت] قلتُ: لا. قال: تَعَوَّزاً 4 أن لا يدخلها إلا من أرادوا، فكان الرجل إذا [هو] أراد [أن يدخلها] يَدَعُونَه 5 يرتقي. حتى إذا كاد 6 أن يدخل دفعوه 7 فسقط. قال عبد الملك [للحارث] : أنت سمعتَها تقول هذا؟ قال: نعم. [قال] : فنكت ساعة بعصاه ثم قال: ودِدْتُ أني تركته وما تحمَّل"8.

359-

وعن جُبَيْر بن مُطْعِم مرفوعاً: "لا تمنعوا أحداً أن يطوف بهذا البيت أو يصلي أي ساعة شاء من ليل أو نهار" حسنه الترمذي 9.

1 في المخطوطة "ابن"، وهو خطأ.

2 في المخطوطة "له".

3 في المخطوطة "وتدرين هل تدرين"، وهو سهو من الناسخ.

4 في المخطوطة هنا كلمة مضروب عليها، وكتب قبالتها في الهامش "تحرزا"، وهو خطأ.

5 في المخطوطة "يدعوه"، وهو خطأ.

6 في المخطوطة "كان"، وهو خطأ.

7 في المخطوطة "دَعُّوه".

8 مسلم- الحج- 2/ 971- ح 403.

9 الترمذي- الحج- 3/ 220- ح 868 بمعناه، وقال: حديث حسن صحيح.

ص: 127

360-

وللبخاري عن عروة [عن عائشة رضي الله عنها] : "أن ناساً طافوا بالبيت [بعد صلاة الصبح] ثم قعدوا إلى المذَكِّر، 1 حتى إذا طلعت الشمس قاموا يصلون. فقالت عائشة: قعدوا حتى إذا كانت الساعة التي تكره فيها الصلاة2 قاموا يصلون"3.

361-

ولمالك عن عبد الرحمن بن4 عبد القارِيِّ5: "أنه طاف مع عمر بن الخطاب بعد صلاة الصبح، فلما قضى عمر طوافه، نظر فلم يرَ6 الشمس [طلعتْ] فركب حتى أناخ بذي طُوَى فصلى7 ركعتين8") .

362-

وفي البخاري "قال إسماعيل بن أُمية: قلت للزهري:

1 في المخطوطة "قعدوا المذكر" وسقطت "إلى"، وكتب على الهامش "إلى الذكر"، وهو خطأ. وإنما هو "المذكر" أي الواعظ. أي قعدوا يستمعون إلى من يذكرهم بالله من الوعاظ.

2 في المخطوطة "تكره الصلاة فيها".

3 البخاري- الحج- 3/ 488- ح 1628.

4 في المخطوطة كتبت هكذا "ابن"، وهو خطأ.

5 في المخطوطة "عبد القادر".

6 في المخطوطة "فلم يرا".

7 في المخطوطة "فسبح".

8 الموطأ- الحج- 1/ 368- ح 117.

ص: 128

إن عطاء يقول: تجزئه المكتوبة من1 ركعتي الطواف فقال: السُّنَّةُ أفضل. لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم سبوعاً2 قط إلا صلى ركعتين"3.

363-

"وكان ابن عمر يصلي ركعتي الطواف ما لم تطلع الشمس"4.

364-

"وطاف عمر بعد صلاة الصبح، فركب حتى صلى5 [الـ] ركعتين بذي طوى"6.

365-

ولأحمد وأبي داود عن عبد الله بن السائب "أنه كان يقود ابن عباس فيقيمه عند الشقة الثالثة مما يلي الركن الذي يلي الحجَر مما يلي الباب، فيقول له ابن عباس: أُنبئتَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي هاهنا؟ فيقول: نعم. [فيقوم] فيصلي"7

.366- وللنسائي عن جابر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف سَبْعاً: رمل ثلاثاً ومشى أربعاً، 8 ثم قرأ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ

1 في المخطوطة "عن".

2 السُّبوع: لغة قليلة في "الأسبوع".

3 البخاري- الحج- 3/ 484- باب 69.

4 البخاري- الحج- 3/ 488- باب 73.

5 في المخطوطة، كتبت هكذا "صلا".

6 البخاري- الحج- 3/ 488- باب 73.

7 المسند- 3/ 410، وأبو داود - المناسك - 2/ 181- ج 1900، واللفظ لأبي داود.

8 العبارة هنا في المخطوطة مشوشة، فهي كما يلي "طاف وسعى ورمل ثلاثا ومشى أربعا".

ص: 129

إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} 1

فصلى2 سجدتين، وجعل المقام بينه وبين الكعبة، ثم استلم الركن، ثم خرج فقال:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} 3 فابدؤوا بما بدأ الله به"4 ومعناه في حديثه الطويل عند مسلم 5.

367-

وزاد عن جعفر6: "وكان أبي يقول - ولا أعلمه [ذَكَرَهُ] إلا أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} 7") .

368-

وفي حديث أم سلمة [رضي الله عنها] في الصحيح في طوافها على البعير. (فلم تُصَلِّ8 حتى خرجت)9.

369-

قال البخاري: قال عطاء فيمن يطوف فتقام الصلاة،

1 سورة البقرة آية 125.

2 في المخطوطة "فسجد".

3 سورة البقرة آية 158.

4 النسائي- مناسك الحج- 5/ 188.

5 انظره في مسلم- الحج- 2/ 886 وما بعدها- ح 147.

6 هو أحد الرواة في إسناد هذا الحديث، وفاعل زاد هو مسلم.

7 مسلم- الحج- 2/ 887 و 888 من الحديث السابق.

8 في المخطوطة "فلم نصلي"، وهو خطأ.

9 البخاري- الحج- 3/ 486 - ج 1626.

ص: 130

أو يُدْفَعُ عن مكانه إذا سَلَّم: يرجع إلى حيث قُطِعَ عليه، فيَبْني.1 ويُذْكَرُ نحوُه عن2 ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر 3

370-

ولأحمد وأبي داود عن المطلب بن أبي وداعة [قال]"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ من أسبوعه4 أتى حاشية الطواف فصلى5 ركعتين وليس بينه وبين الطواف أحد"6.

1 في المخطوطة كتبت العبارة أولا هكذا "إلى حيث قطع فيبني" ثم وضع فوق كلمة "فيبني إشارة إلحاق، وكتب قبالتها في الهامش "عليه"، فصارت الجملة "إلى حيث قطع فيبنى عليه". هذا وفي الأصول المطبوعة لا توجد كلمة "فيبني" وإنما العبارة "إلى حيث قطع عليه"، لكن وجد على هامش طبعة استانبول ما يلي: قوله قطع عليه، وجد في بعض النسخ هنا زيادة "فيبني"، فراجعنا الشارح فإذا هو يقول: وزاد أبو ذر والوقت "فيبني". انظر الطبعة المذكورة لصحيح البخاري- 2/ 164. لكن تصير العبارة كما أثبتها فوق. والله أعلم.

2 في المخطوطة هنا زيادة "عن أبي هريرة"، وليست في الأصول المطبوعة، ولم يشر الشراح إليها، فالظاهر أنها أقحمت سهوا. هذا وكتب هنا على الهامش "قال ابن المنذر: ما خالفه إلا الحسن".

3 البخاري- الحج- 3/ 484- باب 68.

4 هذه الكلمة غير واضحة في المخطوطة، فقد ضرب عليها ثم كتب فوقها، وكأنها "سبوعة".

5 في المخطوطة العبارة هكذا "جاء حاشية المطاف فصلى فيه".

6 المسند 6/ 399، وأبو داود- المناسك- 2/ 211- ح- 2016، واللفظ لأحمد.

ص: 131

371-

وللبخاري عن ابن عباس [رضي الله عنهما قال]"قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة فطاف وسعى بين الصفا والمروة، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجعمن عرفة"1.

372-

ولمسلم عن جابر [رضي الله عنه قال] : "لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه بين الصفا2 والمروة إلا طوافاً واحداً، طوافه الأول"3.

373-

وقالت عائشة [رضي الله عنها] : "وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة [فإنما] طافوا طوافاً واحداً" أخرجاه 4.

374-

وقال مجاهد عن ابن عباس [رضي الله عنه] قال": الْمُلْتَزِم ما بين الركن والباب" رواه الطبراني.5 وذكره أحمد عنه 6.

1 البخاري- الحج- 3/ 485- ح 1625.

2 في المخطوطة كتبت هكذا "الصفى".

3 مسلم- الحج- 2/ 930 و 931- ح 265 و 2/ 883- ح 140.

4 البخاري- الحج- 3/ 493- ج 1638 واللفظ له، ومسلم- الحج- 2/870- ح 111.

5 انظر مجمع الزوائد- 3/ 246، وعزاه للطبراني في الكبير، لكن عن ابن عباس مرفوعا. ولفظه "ما بين الركن والمقام ملتزم" ورواه مالك عن ابن عباس موقوفا. انظر الموطأ- الحج- 1/ 424- ح 251 بلفظه".

6 أي عن ابن عباس.

ص: 132

375-

وعن ابن عمر [رضي الله عنهما](أنهما سجدا على الحجر)1.

376-

وعن عبد الرحمن بن صفوان قال: "لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت لألبسن ثيابي، - وكانت داري على الطريق - فلأنظرن ما يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلقتُ، فوافقت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة، وأصحابه قد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم. فقلتُ لعمر: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة؟ قال: صلى2 ركعتين" رواه أحمد وأبو داود 3.

377-

وللبخاري عن ابن عباس [رضي الله عنهما] : "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى4 أن يدخل البيت - وفيه الآلهة -

1 في مجمع الزوائد 3/ 241 "عن ابن عمر قال: رأيت عمر بن الخطاب قبّل الحَجَرَ وسجد عليه ثم عاد فقبّله وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أما سجود ابن عمر على الحجر فلم أجده.

2 في المخطوطة كتبت هكذا "صلا"، وهو خطأ.

3 المسند- 3/431،وأبو داود-المناسك-2/181-ح 1898،واللفظ لأحمد.

4 في المخطوطة كتبت هكذا "أبا".

ص: 133

فأمر بها فأخرجتْ. فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل1 في أيديهما الأزلام، فقال [رسول الله صلى الله عليه وسلم] قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط.2 فدخل البيت فكبر في نواحيه، ولم يصل فيه"34.

378-

ولمسلم عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة [و] فيها ست سَوَارٍ.5 فقام عند سارية6 فدعا، ولم يصلِّ"78.

379-

وله عنه: "إِنَّما أُمِرْتُم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله، 9 أخبرني أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في

1 عبارة المخطوطة "وأخرج صورة إسماعيل وإبراهيم".

2 في المخطوطة "قاتلهم الله، لقد علموا ما ستقسما بها قط".

3 في المخطوطة "ثم دخل البيت، فكبر في نواحي البيت، وخرج ولم يصلي فيه".

4 البخاري- الحج- 3/ 468- ح 1601.

5 في المخطوطة "فيها ستة سواري".

6 في المخطوطة "فقام عند كل سارية" وهو خطأ.

7 في المخطوطة "فدعا فلم يصلي".

8 مسلم- الحج- 2/ 968- ح 396.

9 ليس هكذا نص الحديث فقد تُصُرِّف فيه تصرف مخل: ونصه كما يلي: "أخبرنا ابن جريج قال: قلت لعطاء: أسمعتَ ابن عباس يقول: إنما أُمِرتم بالطواف، ولم تؤمروا بدخوله قال: لم يكن ينهى عن دخوله، ولكني سمعته يقول: أخبرني أسامة إلخ

".

ص: 134

نواحيه كلها، ولم يصل1 فيه حتى خرج. فلما خرج ركع في قُبُل2 البيت ركعتين، وقال: هذه القبلة. قلت له: ما نواحيها؟ أفي 3 زواياها؟ قال [بل] في كل قبلةٍ من البيت" 4.

380-

وفي الصحيح عن ابن عمر [رضي الله عنهما قال] : "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت هو وأسامة [بن زيد] وبلال وعثمان بن طلحة، 5 فأغلقوا عليهم6، فلما فتحوا كنت أول من ولج. فلقيت بلالا فسألته: هل صلى7 فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال8 نعم [صلى] بين العمودين اليمانيين، فنسيت أن أسأله كم صلى"910.

381-

"وكان ابن عمر إذا دخل الكعبة مشى قِبَلَ الوجه حتى يدخل ويجعل الباب قبل ظهره، يمشي حتى يكون بينه وبين الجدار قبل

1 في المخطوطة "ولم يصلي"، وهو خطأ.

2 في المخطوطة "قبلة".

3 في المخطوطة "أو في"، وهو خطأ.

4 مسلم- الحج- 2/ 968- ح 395.

5 في المخطوطة "وعثمان بن أبي طلحة"، وهو خطأ.

6 في المخطوطة زيادة كلمة "الباب" بعد "عليهم".

7 في المخطوطة كتبت ووهذا "صلا".

8 في المخطوطة "فقال".

9 في المخطوطة العبارة هكذا "فنسيت أن أسأل أسامة كما صلى"! ، وفيها خطآن الأول: أن المسئول بلال وليس أسامة كما هو واضح في أول الحديث. الثاني: في قوله "كما" والصحيح "كم صلى"؟.

10 مسلم- الحج- 2/ 967- ح 393 إلا من قوله "فنسيت إلخ

". فهي من حديث- 391.

ص: 135

وجهه قريباً1 من ثلاثة أذرع، فيصلي نحو2 المكان الذي أخبره بلال، وليس على أحد بأس أن يصلي في أي نواحي البيت شاء"3.

382-

وفي لفظ لهما عن بلال: "جعل عمودين عن يمينه، وعموداً عن يساره، وثلاثة أعمدة [وراءه] "4.

383-

ورواه البخاري: "واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلجالبيت"5.

384-

وفي حديث لأحمد والنسائي عن أسامة: "دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت، فجلس فحمد الله وأثنى عليه، 6 وكبر وهلل، ثم قام إلى ما بين يديه من البيت فوضع صدره [عليه] وخده ويديه، [قال] ثم كبر وهلل ودعا. [ثم] فعل ذلك بالأركان كلها ثم خرج فأقبل على القبلة و [هو] على الباب فقال: هذه القبلة، 7 هذه القبلة،

1 في المخطوطة "قريب".

2 في المخطوطة كتبت هكذا "نحوا".

3 البخاري- الحج- 3/ 467- ح 1599 بمعناه.

4 البخاري- كتاب الصلاة- 1/ 578- ح 505، ومسلم - الحج- 2/ 966- ح 388، واللفظ للبخاري- ولفظ مسلم "وجعل عمودين عن يساره وعمودا عن يمينه إلخ..".

5 البخاري- المغازي- 8/ 105- ح 4400.

6 في المخطوطة "فجلس وحمد الله فأثنى عليه".

7 في المخطوطة هنا زيادة قوله "وفي آخره لأحمد" قبل قوله "مرتين أو ثلاثا".

ص: 136

مرتين أو ثلاثاً"12.

385-

وعن عائشة [رضي الله عنها] : "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها وهو مسرور فرجع وهو كئيب، فقال: إني دخلت 3 الكعبة، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها، إني أخاف أن أكون شققت على أُمتي" صححه الترمذي 4.

386-

ولأحمد وأبي داود عن عثمان5: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني نسيت أن آمرك أن تُخَمِّر القرنين ;6 فإنه ليس ينبغي أن يكون في البيت شيء 7 يشغل المصلي"8.

1 في المخطوطة "أو ثلاث"، وهو خطأ.

2 المسند- 5/ 209، واللفظ له، والنسائي- مناسك الحج- 5/ 172 قريبا منه.

3 في المخطوطة كتبت هكذا "دخلة"، وهو خطأ.

4 الترمذي- الحج- 3/ 223- ح 873 بمعناه، لكن أخرجه أبو داود بهذا اللفظ. انظر سنن أبي داود- المناسك- 2/ 215- ح 2029.

5 هو عثمان بن طلحة حاجب الكعبة.

6 أي تغطي قرني الكبش اللذين كانا في الكعبة.

7 في المخطوطة "شيئا"، وهو خطأ.

8 المسند- 5/ 380 بمعناه وله قصة، وأبو داود- المناسك- 2/ 215- ح 2030 بلفظه.

ص: 137

387-

ولهما عن ابن عمر: "أن العباس استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، فأذن له"1.

388-

وللبخاري عن ابن عباس [رضي الله عنهما] : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى. فقال العباس: يا فضل اذهب إلى أمك فأتِ2 [رسولَ الله صلى الله عليه وسلم] بشراب من عندها، فقال: اسقني، قال:3 يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه. فقال: أسقني. فشرب منه، ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها، فقال: اعملوا فإنكم على عمل صالح، ثم قال: لولا أن تُغْلبوا لنَزلتُ حتى أضع الحَبْل على هذه، يعني عاتِقهُ"4.

389-

ولمسلم في حديث أبي ذر: "فإنها مباركة، إنها طُعْم"5.

390-

زاد الطيالسي: "وشفاء سقم"6.

1 البخاري- الحج- 3/ 578- ح 1745، ومسلم- الحج- 2/ 953- ح 347.

2 في المخطوطة "فاته" بدل "فأتِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم".

3 في المخطوطة "فقال".

4 البخاري- الحج- 3/ 491- ح 1635، وتتمته:"وأشار إلى عاتقه".

5 لم أجد الحديث في مسلم وإنما وجدته في المسند 5/ 175، وأخرجه الحاكم أيضا بلفظ:"إنها مباركة وإنها طعام طُمْمٍ".

6 مسند الطيالسي- مسند أبي ذر- ص 61.

ص: 138

391-

ولأحمد عن جابر مرفوعاً: "ماء زمزم لما شُرب له"1.

392-

وللدارقطني مثله عن ابن عباس، وزاد:"إن شَرِبْتَهُ تستشفي [به] شفاك 2 [الله] وإن شربته لشَبِعَكَ 3 أشبعك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك 4 قطعه الله. وهي هَزْمَةُ 5 جبريل، وسقيا الله إسماعيل"67.

393-

ولأحمد عن جابر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم رَمَلَ ثلاثة أطواف، من الْحَجَر إلى الْحَجَر، وصلى ركعتين، ثم عاد إلى الحجر، ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه، ثم رجع فاستلم الركن، ثم رجع إلى الصفا فقال: ابدؤوا بما بدأ الله عز وجل به"89.

394-

وللدارقطني عن عكرمة: "كان ابن عباس إذا شرب

1 المسند- 3/ 357، وأخرجه ابن ماجه- المناسك- 2/ 1018 - ح 3072.

2 في المخطوطة "أشفاك".

3 في المخطوطة "يشبعك".

4 في المخطوطة "لتقطع ضماك" بالضاد، وهو خطأ.

5 أي ضربها جبريل برجله فنبع الماء، وهزمت البئر إذا حفرتها.

6 أي أظهره الله أول الأول ليسقي منه إسماعيل.

7 الدارقطني- الحج- 2/ 289- ج 238.

8 في المخطوطة "ابدءوا بما بدأ الله به عز وجل".

9 المسند- 3/ 394.

ص: 139

من1 زمزم قال: اللهم إني أسألك عِلْماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء"2.

395-

ولمسلم عنه: "أن أعرابيا قال له: ما لي أرى بني عمكم يسقون العسل واللبن، وأنتم تسقون النبيذ؟ أَمِنْ حاجة بكم أم من بخل؟ فقال ابن عباس: الحمد لله، ما بنا من حاجة ولا بخل، قدم النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وخلفه أُسامة فاستسقى، فأتيناه [بإناء] من نبيذ، فشرب وسقى فضله أسامة، وقال: أحسنتم وأجملتم، كذا فاصنعوا، فلا نريد تَغْييرَ3 ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم"4.

396-

ولهما عن عروة: "سألت عائشة [رضي الله عنها] فقلت لها: أرأيتِ قول الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ

1 في المخطوطة "إذا شرب من ماء زمزم".

2 الدارقطني- الحج- 2/ 288- ح 237.

3 في المخطوطة "فلا نريد أن نغيّر".

4 مسلم- الحج- 2/ 953- ح 347 بلفظه، إلاّ أنّه قال:"ما أمر به رسول الله" بدل "النبي".

ص: 140

أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} 1، فوالله ما على أحد جُناح أن لا يَطَّوَّفَ بالصفا والمروة، قالت: بئس ما قلت2 يا ابن أختي. إن هذه لو كانت كما أَوَّلْتَها عليه كانت: لا جُناح عليه أن لا يطَّوَّفَ بهما، ولكنها أْنزِلت3 في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لِمَنَاةَ الطاغية التي كانوا يعبدونها عند الْمُشَلَّل، 4 فكان مَنْ أَهَلَّ يتحرَّج أن يطوف بالصفا والمروة. [فلما أسلموا] سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قالوا: يا رسول الله [إنّا] كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا5 والمروة، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية. قالت عائشة [رضي الله عنها] : وقد سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما. [قال] 6: ثم أخبرتُ أبا بكر بن عبد الرحمن7 فقال: إن هذا لَعِلْمٌ ما كنت سمعته.8 ولقد سمعت رجالاً من أهل العلم يذكرون [أن الناس] إلا مَنْ ذَكَرَتْ عائشة ممن كان يهل بمناة9 كانوا يطوفون [كلهم] بالصفا والمروة، فلما ذكر الله [تعالى] الطواف بالبيت ولم يذكر10 الصفا والمروة في القرآن، قالوا: يا رسول الله كنا نطوف بالصفا [والمروة] وإن الله عز وجل أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر

1 في المخطوطة "فلا نريد أن نغيّر".

2 في المخطوطة "فقالت بئسما".

3 في المخطوطة "نزلت".

4 اسم مكان، وهي الثنية المشرفة على "قديد".

5 في المخطوطة "أن نطوف بالصفا".

6 القائل هو الزهري، أحد رواة الإسناد.

7 هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

8 في المخطوطة "ما كنتُ سمعت هذا العلم".

9 في المخطوطة "ممن كانوا يهلون لمناة".

10 جملة "لم يذكر"، كتبت مرتين، وهو سهو من الناسخ.

ص: 141

الصفا، فهل علينا من حرج أن نطَّوَّف بالصفا والمروة؟ فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية.1 قال أبو بكر: فَأَسْمَعُ هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما، 2 في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا في الجاهلية بالصفا والمروة، 3 والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام، من أجل أن الله عز وجل أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا، حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت"4.

397-

وفي رواية لمسلم: "أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين5 على شَطِّ البحر. يقال لهما إسَافٌ ونائلة"6.

398-

ولهما عن "أنس [رضي الله عنه قال] : (كانت7 الأنصار يكرهون أن يطوفوا8 بين الصفا والمروة حتى نزلت {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ

1 في المخطوطة زيادة "فمن حج البيت" قبل قوله "الآية".

2 في المخطوطة "كلاهما"، وهو خطأ.

3 في المخطوطة "يتحرجون أن يطوفوا بالصفا والمروة في الجاهلية".

4 البخاري- الحج- 3/ 497- ح 1643، واللفظ له، ومسلم- الحج- 2/ 929- ح 261، قريبا منه.

5 في المخطوطة "بصنمين".

6 مسلم- الحج- 2/ 928- ح 259.

7 في المخطوطة "كان".

8 في المخطوطة "أن يطوفون"، وهو خطأ من الناسخ.

ص: 142

مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} " 1.

399-

ولفظ البخاري: "كنا نرى [أنهما] من أمر الجاهلية، فلما كان2 الإسلام أمسكنا عنهما"3.

400-

وفي لفظ: "لأنهما من شعائر الجاهلية"4.

401-

وله عن عمرو بن دينار [قال] : "سألنا5 ابن عمر عن رجل قدم بعمرة، فطاف بالبيت، ولم يطف بين الصفا والمروة، أيأتي امرأته؟ فقال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعاً، وصلى خلف المقام ركعتين، وبين الصفا والمروة سبعة، وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"6.

402-

وسألنا جابراً، 7 فقال:(لا يقربَنّها8 حتى يطوف بين الصفا والمروة)9.

1 مسلم- الحج- 2/ 930، ح 264، والبخاري- الحج- 3/ 502- ح 1648، واللفظ لمسلم.

2 في المخطوطة "فلما جاء".

3 البخاري- كتاب التفسير- 8/ 176- ح 4496.

4 البخاري- الحج- 3/ 502- ح 1648 بمعناه، ولفظه:"لأنها كانت من شعائر الجاهلية".

5 في المخطوطة "سألت".

6 البخاري- الحج- 3/ 502- ح 1645 نحوه.

7 في المخطوطة "جابر"، وهو خطأ.

8 في المخطوطة "لا يقربها".

9 البخاري- الحج- 3/ 502- ح 1646.

ص: 143

403-

وله عن ابن عمر [رضي الله عنهما قال] : "كان1 يسعى بَطْنَ المسيل إذا طاف [بين الصفا والمروة] "2.

404-

"وقيل له: أراك تمشي والناس يسعون! فقال: إني أمشي وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى، وأنا شيخ كبير" صححه الترمذي 3.

405-

ولأحمد عن صفية بنت شيبة: "أن امرأة4 أخبرتها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الصفا والمروة: "كتب عليكم السعي فاسعوا" 5.

1 أي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2 البخاري - الحج- 3/ 502- ح 1644، وهو قطعة من حديث.

3 الترمذي- الحج- 3/ 217- ح 864، وهو قطعة من حديث رواه المصنف بالمعنى. ولم يفصل الناسخ بين هذا الحديث والذي قبله، فلا يُدْرَى إلى أين رواية البخاري؟ ومن أين تبدأ رواية الترمذي؟.

4 هذه المرأة أبهم اسمها المصنف، مع أن الإمام أحمد صرح باسمها في المسند في هذا الحديث واسمها حبيبة بنت أبي تجزئة، والتحقيق أنها بنت أبي تِجرَاة، وأن "تجزئة" تصحيف من الناسخ، وحبيبة هذه عَبْدَرِيّة شيَْبِيّة.

5 هذا قطعة من حديث رواه المصنف بالمعنى. انظر المسند- 6/421، و422.

ص: 144

406-

وله عن علي [رضي الله عنه] : "أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة كاشفاً عن ثوبه، قد بلغ إلى ركبتيه"1.

407-

وللنسائي وغيره عن صفية بنت شيبة [عن] أم وَلَدِ شيبة: "رأَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول: لا يُقْطَعُ الأبطحُ إلا شَدَّاً"2.

408-

وفي الموطأ عن نافع: "أنه سمع ابن عمر وهو على الصفا يدعو يقول:3 اللهم إنك قلت {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} 4 وإنك لا تخلف الميعاد. وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنْزعه مني حتى تتوفاني5 وأنا مسلم"6.

409-

وللطبراني بإسناد جيد عنه: "أن ابن عمر كان يدعو 7

1 ترتيب المسند- 12/ 81- ح 280.

2 النسائي- المناسك- 5/ 194 بمعناه، وأخرجه أحمد- - المسند- 6/ 404 واللفظ له، ومعنى الحديث: أنه لا يقطع بطنا الوادي إلا سعيا.

3 في المخطوطة كتبت هكذا "يدعوا ويقول".

4 سورة غافر آية 60.

5 في المخطوطة "توفاني".

6 الموطأ- الحج- 1/ 372- ح 128 بلفظه.

7 في المخطوطة "كانوا يدعوا".

ص: 145

على الصفا: اللهم اعصمني بدينك وطواعِيَتِكَ وطواعية رسولك. اللهم جنبني حدودك. اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ويحب رسلك، ويحب عبادك الصالحين. اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين. اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى واغفر لي في الآخرة والأولى واجعلني من أئمة المتقين، اللهم إنك قلت {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} 1، وإنك لا تخلف الميعاد، اللهم إذْ2 هديتني للإسلام فلا تنْزعه ولا تنْزعني منه حتى تقبضني عليه. قال: وكان يدعو بهذا مع دعاء له طويل على الصفا والمروة وبعرفات وبِجَمْعٍ وبين الجمرتين" وفي الموطأ3.

410-

قال أحمد في دعاء ابن عمر: يدعو به.4 ورواه عن إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر "أنه كان يخرج إلى الصفا من الباب الأعظم، فيقوم عليه، فيكبر سبع مرات ثلاثاً ثلاثاً، [يكبر] ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، ثم، واجعلني من ورثة جنة النعيم

1 سورة غافر آية 60.

2 في المخطوطة "إذا" وهو خطأ، لأن الله هداه من قبل.

3 هكذا رسمت في المخطوطة، وما عرفت المقصود منها، فلعل فيها تصحيفا أو ما استطعت قراءتها.

4 أي الحاج.

ص: 146

، واغفر لي خطيئتي يوم الدين. اللهم [إنك] قلت الخ، وبعده: اللهم لا تقدمني للعذاب ولا تؤخرني لسوء الفتن. قال: ويدعو دعاء كثيراً1 حتى إنه ليُمِلّنا ونحن شباب"23.

411-

قال أحمد: "كان ابن مسعود إذا سعى بين الصفا والمروة قال: رب اغفر وارحم وتجاوز4 عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم"5 - وحكى ابن المنذر الإجماع على أنه لا رمل على النساء حول البيت ولا في السعي، ولا في الاضطباع6.

412-

وروى الأثرم عن عائشة وأم سلمة "إذا طافت7 المرأة بالبيت وصلت ركعتين ثم حاضت، فلتطف بالصفا والمروة"8 ـ وله "أن سودة ابنة عبد الله بن عمر امرأة عروة بن الزبير 9

1 في المخطوطة "كثير".

2 في المخطوطة "ونحن شبابا".

3 المغني- 3/ 404.

4 في المخطوطة كتبت "اعف" على الهامش، وفي المغني "واعف" بدل "وتجاوز".

5 المغني 3/ 405.

6 المغني 3/ 412.

7 في المخطوطة كتبت هكذا "صافة".

8 المغني 3/ 413.

9 في المخطوطة "امرأة عبد الله بن الزبير"

ص: 147

سعت بين الصفا والمروة فقضتْ طوافها1 في ثلاثة أيام، 2 وكانت ضخمة"34.

413-

قال البخاري: وقال ابن عمر: "السعي من دار بني عَبّاد إلى زقاق بني5 أبي حسين"6.

414-

ولهما عنه مرفوعاً: "من 7 لم يكن معه هدي فليطف بالبيت وبالصفا والمروة، وليحلل وليقصِّر"89.

415-

ولهما عن معاوية: "قصّرتُ من رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص عند المروة"10.

1 في المخطوطة "طوفها"، وهو سهو من الناسخ.

2 في الموطأ ما يدل على أنه كان من العشاء إلى الفجر.

3 في المخطوطة كتبت هكذا "صخنة"، وهو خطأ.

4 المغني 3/ 414.

5 في المخطوطة "زقاق بين" وهو تحريف من الناسخ.

6 البخاري - الحج- 3/ 501- باب 80.

7 في المخطوطة "ما"، وهو خطأ.

8 في المخطوطة كتبت وليحلل وليقصر هكذا "وليحلل واليقصر".

9 البخاري- الحج- 3/ 539- ح 1691، ومسلم- الحج- 2/ 907- ح 191 كلاهما نحوه.

10 مسلم- الحج- 2/ 913- ح 209 نحوه، والبخاري- 3/ 561- ح 1730 قريبا منه.

ص: 148

416-

ولأحمد في أيام العَشْر وهو محرم.1 - قال أحمد: يعجبني إذا دخل متمتعاً أن يقصِّر ليكون الحلق للحج 2.

417-

وروى مسلم وغيره عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: "دخلنا على جابر بن عبد الله، فسأل عن القوم حتى انتهى إليَّ3 فقلت: أنا محمد بن علي بن حسين. فأهوى بيده إلى رأسي فنَزع زِرِّي الأعلى، ثم نزع زريَ الأسفل، ثم وضع كفه بين ثَدْيَيَّ4 وأنا يومئذ غلام شاب. فقال: مرحباً بك يا ابن أخي، سَلْ عما شئتَ. فسألته وهو أعمى، وحضر وقت الصلاة، فقام في نِسَاجَةٍ5 ملتحفاً6 بها، كلما وضعها على منكبه7 رجع طرفاها إليه.8 [من صغرها] .

1 المسند- 4/ 92، وتتمة الحديث "والناس ينكرون ذلك".

2 المغني- 3/ 411، ومسائل الإمام أحمد ص 130.

3 هنا زيادة "فقال" بعد "إليّ".

4 في المخطوطة "بين ثدي".

5 في المخطوطة "في ساعة"، "النساجة" ثوب كالطيلسان وشبهه، أو ثوب ملفق على هيئة الطيلسان، قال في النهاية: هي ضرب من الملاحف منسوجة.

6 في المخطوطة "ملتفا".

7 في المخطوطة "على منكبيه".

8 في المخطوطة "طرفها إليها".

ص: 149

ورداؤه إلى جنبه على المشجب. فصلى بنا. فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال بيده، فعقد تسعاً فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذَّن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج. فقدم المدينة بَشَرٌ كثير. كلهم يلتمس1 أن يَأْتَمَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله. فخرجنا معه. حتى أتينا ذا2 الحليفة، فولدت أسماءُ بنت عُمَيْس محمدَ بن أبي بكر. فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ قال: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي. فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثم ركب (القَصْواء) ، حتى إذا استوتْ به ناقته على البيداء نظرتُ إلى مَدِّ بَصَرِي بين يديه من راكب وماشٍ، 3 وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خَلْفِه مثل ذلك. ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينْزل القرآن وهو يعرف تأويله، وما عمل [به] من شيء عملنا به. فأهلَّ بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك [لبيك] لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وَأَهَلَّ الناس بهذا الذي يُهِلُّونَ به. فلم يَرُدَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئاً منه.4 ولزم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تلبيته. قال جابر [ضي الله عنه] : لسنا ننوي إلا الحج،

1 في المخطوطة "يلتمسون".

2 في المخطوطة "ذي".

3 في المخطوطة كتبت هكذا "وماشي".

4 في المخطوطة "منه شيئا".

ص: 150

لسنا نعرف العمرة. حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن، فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً. ثم تقدم1 إلى مقام إبراهيم [عليه السلام] فقرأ:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} 2 فجعل المقام بينه وبين البيت، 3 فكان أبي يقول: ولا أعلمه ذكره إلا4 عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين، {قل هو الله أحد} و {قل يا أيها الكافرون} . ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا. [فلما دنا من الصفا] قرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} 5 أَبْدَأُ بما بدأ الله به. فبدأ بالصفا. فَرَقِيَ عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة. فوحّدَ اللهَ عز وجل وكبر [هـ] وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده، أنجزَ وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ثم دعا بين ذلك.6 قال مثل هذا ثلاث7 مرات. ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبتَ قدماه في بطن الوادي [سعى] حتى إذا صعدتا مشى. [حتى أتى المروة] ففعل على

1 لفظ أبي داود "تقدم"، ولفظ مسلم "نَفَدَ".

2 سورة البقرة-آية 125.

3 في المخطوطة بعد كلمة "البيت" زيادة "فصلى ركعتين"، وليست في مسلم ولا أبي داود.

4 في المخطوطة "ولا أعلمه إلا ذكره"، وهو سهو من الناسخ.

5 سورة البقرة - آية 158.

6 في المخطوطة هنا زيادة "ثم" قبل "قال".

7 في المخطوطة رسمت هكذا "ثلاثا"، وهو سهو من الناسخ.

ص: 151

المروة كما فعل على الصفا. حتى إذا كان آخر طوافـ[ـه] على المروة فقال: لو أني 1 استقبلت من أمري ما استدبرت لم أَسُقِ الهدي، ولجعلتها 2 عمرة. فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها 3 عمرة. فقام سُراقَةُ بن [مالك] بن جُعْشُم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد؟ 4 فَشَبَّكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدةً في الأخرى وقال: دخلت العمرة في الحج، مرتين. لا بل لأبد.5 وقدم عليٌّ من اليمن بِبُدْنِ النبي6 صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة [رضي الله عنها] ممن حَلَّ ولبستْ ثياباً صَبِيغاً، واكتحلتْ. فأنكر ذلك عليها. فقالت:[إن] أبي أمرني بهذا. قال فكان7 علي يقول بالعراق: فذهبتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحَرِّشاً على فاطمة للذي صنعَتْ، مستفتياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرتْ8 عنه، فأخبرته أني أَنْكَرْتُ9 ذلك عليها، فقال: صَدَقْتَ صَدَقْتَ.

1 في المخطوطة "قال إني لو

"، وهو لفظ أبي داود.

2 هذا لفظ أبي داود، ولفظ مسلم "وجعلتها".

3 في المخطوطة كتبت هكذا "واليجعلها".

4 في المخطوطة "قال فشبك"، وليست في مسلم ولا أبي داود.

5 في المخطوطة "لا بد للأبد".

6 في المخطوطة "رسول الله".

7 في المخطوطة "وكان".

8 في المخطوطة كتبت هكذا "ذكرة".

9 في المخطوطة "فأخبره أني أنكرة".

ص: 152

ماذا قلتَ حين فرضتَ الحج؟ [قال] قلتُ: اللهم إني أُهِلُّ بما أَهَلَّ به رسولك. قال: فإن1 معي الهدي فلا تُحل. قال: فكان جماعةُ الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة. قال: فَحَلَّ الناس كلهم [وقصروا] إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومَنْ كان معه هدي.2 فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلّوا بالحج. وركبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس. وأمر بقبة من شَعَر تُضْرَب له بِنَمِرَة، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تَشك قريش [إلا] أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية. فأجاز رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضُربت له بنمرة، فنَزل بها. حتى إذا زاغت الشمس أمر ِبالْقَصْوَاء3 فَرُحِلَت له، فأتى بطن الوادي فخطب الناس، وقال: إن دماءكم وأموالكم حرام [عليكم] كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قَدَمِيَّ موضوع، 4 [ودماءُ الجاهلية موضوعة] ، وإن أول دم أضع5 من دمائنا دمُ ابن ربيعة6

1 في المخطوطة "فإني".

2 في المخطوطة "الهدي أهدى".

3 في المخطوطة كتبت هكذا "بالقصوى".

4 في المخطوطة "تحت موضع قدمي".

5 في المخطوطة "أضعه".

6 في المخطوطة "دماء ربيعة".

ص: 153

ابن الحارث. كان1 مُسْتَرْضَعاً في بني سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ. وربا الجاهلية موضوع. وأول2 ربا أضعه [ربانا] ربا عباس بن عبد المطلب؛ فإنه موضوع كله. فاتقوا الله في النساء; فإنكم أخذتموهن بأمان الله. واستحللتم فروجهن بكلمة الله. ولكم عليهن أن لا يوطِئْنَ فُرُشَكم أحداً تكرهونه. فإن فعلنَ ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح. ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركتُ فيكم ما لن 3 تضلوا بعده 4 إن اعتصمتم به: كتابُ الله. وأنتم تُسْأَلُون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصْبِعِهِ السبابة يرفعها إلى السماء وَيَنْكُتُها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم أشهد، اللهم أشهد، ثم أذَّن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر. ولم يُصَلِّ بينهما شيئاً.5 ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف. فجعل بطن ناقته القصواء6 إلى الصخرات، وجعل حَبْل7 المشاة بين يديه. واستقبل القبلة. فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصُّفْرَة قليلا، حتى غاب القرص. وأردف أسامة خلفه. ودفع

1 في المخطوطة "وكان".

2 في المخطوطة "وإن أول".

3 في المخطوطة "مالا"، وليست في مسلم ولا أبي داود.

4 في المخطوطة هنا زيادة "ما" قيل "إن".

5 في المخطوطة "ولم يصلي بينهما شيء".

6 في المخطوطة "جَبَل".

7 في المخطوطة "جَبَل".

ص: 154

رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق لِلْقَصْوَاء1 الزِّمام، حتى إن رأسها لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ.2 ويقول بيده اليمنى: أيها الناس السكينة [السكينة] كلما أتى حبلا من الحبال3 أرخى لها قليلاً حتى تَصْعَدَ. حتى أتى المزدلفة. فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئاً.4 ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر. فصلى الفجر حين تبيَّن له الصبح، بأذان وإقامة. ثم ركب القصواء5 حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه6 وكبره وهلَّله ووحّده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلاً حَسَنَ الشعر أبيضَ وسيماً. فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ به ظُعُنٌ يَجْرِينَ، فطفق الفضل ينظر إليهن. فوضع رسول الله7 صلى الله عليه وسلم يده

1 في المخطوطة "للقصوى".

2 في المخطوطة "رجله" بالجيم. ومورك الرحل: الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قُدَّام واسطة الرحل إذا ملَّ الركوب.

3 في المخطوطة "جَبَلا من الجبال". والحبل: التل من الرَّمْل. وفي النهاية: قيل: الحبال في الرمل كالجبال في غير الرمل.

4 في المخطوطة "شيء".

5 في المخطوطة (للقصوى) .

6 في المخطوطة "فدعا الله".

7 في المخطوطة "النبي".

ص: 155

على وجه الفضل. فحول [الفضلُ] وجهَه إلى الشِّق الآخر ينظر. فحوِّل1 رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَه من2 الشق الآخر على وجه الفضل يصرف وجهه3 من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن مُحَسِّر. فحرك قليلاً. ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة [التي عند الشجرة] فرماها بسبع حصيات؛ يكبر مع كل حصاة4 منها، مثل حصى الخَذْف، 5 رمى6 من بطن الوادي. ثم انصرف إلى المنحر. فنحر ثلاثا وستين بيده، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر، وأشركه في هديه. ثم أمر من كل بدنة بِبِضْعَةٍ فجُعِلَتْ في قِدْرٍ فَطُبختْ، فأكلا من لحمها وشربا7 من مرقها. ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم. فقال: انْزِعُوا بني عبد المطلب، فلولا 8 أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنَزعت معكم، فناولوه

1 في المخطوطة "فيحول".

2 في المخطوطة "إلى".

3 في المخطوطة "فصرف".

4 في المخطوطة كتبت هكذا "حصات".

5 أي حصى صغار بحيث يمكن أن يُرقى بإصبعين".

6 في المخطوطة "ورمى".

7 في المخطوطة "فأكل من لحمها وشرب من مرقها".

8 في المخطوطة "لولا".

ص: 156

دلواً1 فشرب [منه] " 2.

418-

وفي لفظ لمسلم: "وكانت العرب يدفع بهم أبو سَيّارة على حمار عُرْي. فلما أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم من المزدلفة بالمشعر3 الحرام، لم تَشُكَّ قريش أنه سيقتصر عليه، ويكون4 منْزله [ثمَّ] فأجاز ولم يَعْرِضْ له، حتى أتى عرفات5 فنَزل"6.

419-

ولهما عن محمد بن أبي بكر الثقفي: "أنه سأل أنس بن مالك وهما غاديان من منى إلى عرفة: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يُهِلّ منا المهِلُّ فلا يُنْكَر عليه، ويكبِّر منا المكبر فلا ينكَر عليه"7.

420-

وقال ابن عمر: "وأما الإهلال فإني لم أرَ8 رسول

1 في المخطوطة "الدلوا".

2 مسلم- الحج- 2/ 886- ح 147، واللفظ له، وأبو داود - المناسك- 2/ 182- ح 1905 نحوه.

3 في المخطوطة "إلى المشعر".

4 في المخطوطة "نزله".

5 في المخطوطة "عرفة".

6 مسلم- الحج- 2/ 892- ح 148.

7 البخاري- الحج- 3/ 510- ح 1659، ومسلم- الحج- 2/ 933- ح 274، واللفظ للبخاري.

8 في المخطوطة كتبت هكذا "لم أرى".

ص: 157

الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته"1.

421-

ولمسلم عن ابن مسعود: "سمعتُ الذي أُنْزِلَتْ عليه سورةُ البقرة، هاهنا [أي بِجَمْعٍ] يقول: لبيك [اللهم لبيك] ثم [لبى و] لبينا معه"2.

422-

وعن سالم بن عبد الله بن عمر: "أن عبد الله بن عمر جاء إلى الحجاج بن يوسف يوم عرفة حين زالت الشمس وأنا معه فقال: الرواح إن كنتَ تريد السنة. فقال:3 هذه الساعة؟ قال: نعم. قال سالم: فقلت للحجاج: إن كنتَ تريد [أن تصيب اليوم] السنة فاقْصُرِ الخطبة وعجل الصلاة، فقال عبد الله بن عمر: صدق" رواه البخاري والنسائي، 4 والله أعلم.

1 البخاري- كتاب الوضوء- 1/ 267- ح 166، ومسلم- الحج- 2/ 844- ح 25 كلاهما بلفظه، وهو قطعة من حديث عندهما.

2 مسلم- الحج- 2/ 933- ح 271.

3 في المخطوطة "قال".

4 هذا الحديث كتب على هامش الصفحة اليسرى، ووضعت إشارة لإلحاقه فوق كلمة "أي بجَمْع" في الحديث السابق، وهو بخط مغاير لكنه قريب من خط الأصل، وسيأتي الحديث بعد خمسة أحاديث من رواية البخاري أيضا. والحديث هذا أخرجه البخاري- الحج- 3/ 511- ج 1660، والنسائي- مناسك الحج- 5/ 204، واللفظ للنسائي.

ص: 158

423-

وله1 عن جابر: "حتى إذا كان يوم التروية، وجعلنا مكة بظهر، أهللنا بالحج"2.

424-

وله عنه [قال] : "أمرنا3 النبي صلى الله عليه وسلم لمّا أحللنا أن نحرم إذا4 توجهنا إلى منى. [قال] فأهللنا من الأبطح"5.

425-

وله عن عبد العزيز هو ابن رُفَيعٍ: "أنه سألَ أنساً6 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين صلى الظهر يوم التروية؟ قال: بمنىً. قلت: فأين صلى العصر يوم النّفْر؟ قال: بالأبطح، قال: ثم قال: [افعل] كما يفعل أُمراؤك"7.

426-

وعن عائشة: "قلنا: يا رسول الله ألا نبني8 لك بمنى بيتاً [يُظِلُّك من الشمس؟] فقال: لا. مِنى مُنَاخ مَنْ سَبَقَ"9.

1 أي لمسلم، وهذا يدل على أن الحديث الذي كتب على هامش النسخة قبل هذا مقحم وليس للمصنِّف.

2 مسلم- الحج- 2/ 884- ح 142، وهو قطعة من حديث.

3 في المخطوطة "وله عن امرات".

4 في المخطوطة "لما".

5 مسلم- الحج- 2/ 882- ح 139.

6 في المخطوطة "أنس" وهو خطأ.

7 مسلم- الحج- 2/ 950- ح 336 نحوه.

8 في المخطوطة "ألا تبتني".

9 المسند- 6/ 187 و 207، وأبو داود- المناسك- 2/ 212- ح 2019، والترمذي- الحج- 3/ 228- ح 881 كلهم نحوه.

ص: 159

427-

وقال سالم بن عمر: " [فلما كان يوم عرفة جاء ابن عمر رضي الله عنهما] وأنا معه1 ـ حين زالت الشمس - إلى الحجاج، فقال: الرواحَ إن كنتَ تريد السُّنّة. قال: هذه الساعة؟ قال: نعم. فسار بيني وبين أبي. فقلت: إن كنتَ تريد السنة فَاقْصُرِ الخطبة وعجل الوقوف. فقال عبد الله: صدق" رواه البخاري 2.

428-

ولأحمد عن ابن عمر: "غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم من مِنى حين صلى الصبح [في] صبيحة يوم عرفة، حتى أتى عرفة فنَزل بنمرة، وهي منْزل الإمام الذي [كان] ينْزل به [بـ] عرفة. حتى إذا كان عند صلاة الظهر راح رسول الله صلى الله عليه وسلم مُهَجِّراً: فجمع بين الظهر والعصر، ثم خطب الناس. ثم راح فوقف على الموقف من عرفة"3.

429-

وفي حديث عائشة: "فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت

1 في المخطوطة هنا بعد وأنا معه "يوم عرفة"، ولم أثبتها ليستقيم الكلام لأن المصنف تصرف فيه.

2 البخاري- الحج- 3/ 511 و 513 و 514- ح 1660 و 1663، كلها بنحوه.

3 المسند- 2/ 219 بلفظه.

ص: 160

وبالصفا والمروة، 1 ثم حَلُّوا. ثم طافوا طوافاً آخر2 بعد أن رجعوا من منى لحجهم"3.

430-

ورُوي عن ابن عباس [قال] : "لا أرى لأهل مكة أن يطوفوا بعد أن يحرموا بالحج، ولا أن يطوفوا بين الصفا والمروة حتى يرجعوا"4.

431-

"وتخلّفتْ عائشة ليلة التروية حتى ذهب ثلثا الليل".

432-

وصلى ابن الزبير بمكة.

433-

وروي: "أنه وافق يوم التروية يومَ جمعة في أيام عمر بن عبد العزيز رحمه الله فخرج إلى منى" - وقال عطاء: كل من أدركتُ يصنعونه، أدركتهم يُجَمِّعُ5 بمكة إمامُهم ويخطب، ومرة6 لا يُجَمِّعُ ولا يخطب 7.

1 في المخطوطة: العبارة هكذا "فطاف الذين أهلوا بعمرة وبين الصفا والمروة" والصحيح ما أثبته.

2 في المخطوطة "واحدا".

3 مسلم- الحج- 2/ 870- ح 111، وهو قطعة من حديث طويل.

4 المغني 3/ 423.

5 بتشديد الميم أي يصلي الجمعة.

6 في المخطوطة "وامرأة"، وهو سبق قلم.

7 هذه الآثار الأربعة ذكرها ابن قدامة في المغني 3/ 424.

ص: 161

434-

"وكان ابن عمر إذا فاته الجمع بين الظهر والعصر مع الإمام بعرفة جمع بينهما" علّقه البخاري.12 - وحكى ابن المنذر الإجماع على أن من وقف3 غير طاهر لا شيء عليه.4 - وقال أحمد: ما يعجبني أن يدفع إلا مع الإمام 5.

435-

وقال جابر: "لا يفوت الحج حتى يطلع الفجر من ليلة جَمْع. قيل له: قال ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم" رواه الأثرم 6.

1 أي رواه معلقا غير متصل السند، والمعلق عند المحدثين هو: ما حذف من مبدأ إسناده راو فأكثر، وقد أكثر البخاري من المعلقات في تراجم أبواب صحيحة ومقدماتها، ولا تُعتبر هذه المعلقات في صحيح البخاري التي على شرطه كما هو معروف عند أهل الحديث.

2 البخاري- الحج- باب الجمع بين الصلاتين بعرفة- 3/ 513- باب 89، بمعناه.

3 أي بعرفة.

4 المغني 3/ 435.

5 المغني 3/ 436، ولفظه في المخطوطة:"لا يعجبه ألا يدفع إلا مع الإمام" وكُتبت "ما" فوق "يعجبه".

6 المغني 3/ 433، والحديث رواه المصنف بالمعنى لكنه تغير معناه، ولفظه: "

قال أبو الزبير: فقلت له: أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك؟ قال: نعم" قلت: وأبو الزبير هو الراوي عن جابر.

ص: 162

وكان "عطاء يقول: لا يقضي شيئاً1 من المناسك إلا على وضوء"2.

436-

وعن جابر [رضي الله عنه] : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف، ونحرت هاهنا، ومنى كلها منحر; فانحروا في رحالكم. ووقفت هاهنا وجمع كلها موقف " رواه مسلم 3.

437-

ولأحمد وغيره: "وكل فِجَاج مكة طريق ومَنْحَر"4.

438-

وللترمذي وحسنه عن يزيد بن شيبان قال: "أتانا ابن مِرْبَع5 الأنصاري ونحن بعرفه6 في مكان يُبَاعِدُه عمرو7 عن

1 في المخطوطة "شيء".

2 المغني 3/ 436.

3 مسلم- الحج- 2/ 893- ح 149، إلا أنه قدم قوله "نحرتُ إلخ

" على قوله "وقفتُ إلخ..".

4 المسند- 3/ 326.

5 في المخطوطة "مرسع".

6 في المخطوطة "في عرفة".

7 في المخطوطة "تَبَاعَدَهُ عمر"، ومعنى يُباعده عمرو عن الإمام، أي في مكان يصفه عمرو بالبعد عن موقف الإمام بعرفة، والظاهر أن عَمْرا هذا هو عمرو بن دينار أحد رجال السند، والله أعلم.

ص: 163

الإمام فقال: إني رسولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم، يقول لكم: قفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم" 1.

439-

ولابن ماجة عن جابر مرفوعاً "عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عُرَنَة. وكل المزدلفة موقف وارتفعوا عن بطن مُحَسّر، وكل منى منحر، إلا ما وراء 2 العقبة" 3 - وحكى ابن المنذر الإجماع على أن عرنة لا تجزئ 4.

440-

ولأحمد عن جُبير بن مُطْعِم مرفوعاً مثله5 في عُرَنَةَ ومُحَسِّرٍ، وقال:(كل فجاج منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح)6.

441-

وللخمسة7 عن عبد الرحمن بن يعمر: "أن ناساً من أهل

1 الترمذي- الحج- 3/ 230- ح 883، وقال:"حسن صحيح"، وأبو داود- المناسك- 2/ 189- ح 1919، واللفظ لأبي داود.

2 في المخطوطة رسمت هكذا "ما وري".

3 ابن ماجه- المناسك- 2/ 1002- ح 3012.

4 الذي في المغني 3/ 428 أن ابن عبد البر هو الذي نقل الإجماع.

5 أي مثل حديث ابن ماجه فيما ورد في عرنة ومحسر في الارتفاع عنهما.

6 المسند- 4/ 82.

7 لم يذكر المصنف اصطلاحه في المراد بـ "الخمسة"، والظاهر أنهم أصحاب السنن الأربعة وأحمد، مثل اصطلاح عبد السلام بن تيمية في كتابه "منتقى الأخبار" لأنه يستفيد منه كثيرا.

ص: 164

نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة، فسألوه، 1 فأمر منادياً فنادى: الحج عرفة. من جاء ليلة جَمْع قبل طلوع الفجر فقد أدرك [الحج] . أيام منى ثلاثة.2 فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن نحر فلا إثم عليه. وأردف رجلاً ينادي بهن"3.

442-

وعن عروة بن مُضَرِّس بن أوس بن حارثة بن لامٍ الطائي قال: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة، فقلت: يا رسول الله إني جئت جَبَلَيْ4 طِيِّء. أَكْلَلْتُ5 راحلتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جَبْل6 إلا وقفتُ عليه. فهَل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى نَدْفَعَ، وقد وقف بعرفة قبل ذلك 7 ليلاً

1 في المخطوطة "فسألوا".

2 في المخطوطة زيادة كلمة "أيام" بعد قوله ثلاثة.

3 المسند- 4/ 335، وأبو داود- المناسك- 2/ 196- ح 1949، والنسائي- المناسك- 5/ 206، وابن ماجه- المناسك- 2/ 1003- ح 3015، والترمذي- الحج- 3/ 237- ح 889، واللفظ للترمذي إلا قوله:"وأردف" فإنها مقاربة للفظه.

4 في المخطوطة "جَبَلِ" وهو لفظ أبي داود.

5 أي أعييت ناقتي.

6 في المخطوطة "جَبَل" والجَبْل المرتفع من الرَّمْل.

7 في المخطوطة "وقد وقف قبل ذلك بعرفة".

ص: 165

أو نهاراً فقد [أ] تَمَّ حَجّه، وقضى تفثه 1") صححه الترمذي.

443-

ولأحمد وغيره عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة. وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"2.

444-

ولفظ أحمد: "كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة"3.

445-

وله وللنسائي عن أُسامة قال: "كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، فرفع (يديه) يدعو، فمالت به ناقته فسقط خِطامها، قال: فتناول الخطام بإحدى4 يديه وهو رافع يده الأخرى"5.

446-

وللطبراني6 بإسناد جيد عن ابن عمر: "أنه كان يرفع

1 الترمذي- الحج- 3/ 238- ح 891 بلفظه. وقال: حديث حسن صحيح.

2 الترمذي- كتاب الدعوات- 5/ 572- ح 3585 واللفظ له، والمسند- 2/ 210 لكن بلفظ الحديث الذي بعده.

3 المسند- 2/ 210.

4 في المخطوطة رسمت هكذا "بإحدا".

5 النسائي - 25/ 205- كتاب المناسك.

6 لم أعثر عليه بتمامه، ولا في مجمع الزوائد.

ص: 166

صوته عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم اهدنا بالهدى، وزيِّنَّا بالتقوى، واغفر لنا في الآخرة والأولى، ثم يخفض صوته، ثم يقول: اللهم إني أسألك من فضلك وعطائك رزقاً طيباً مباركاً. اللهم إنك أمرت بالدعاء وقضيتَ على نفسك بالاستجابة، وأنت لا تخلف وعدك، ولا تكذب عهدك. اللهم ما أحببت من خير فأحببه إلينا، وما كرهت من شر فكرِّهه إلينا، وجنبناه، ولا تنْزع منا الإسلام بعد إذ أعطيتناه"1.

447-

وله عن ابن عباس: "كان مما دعا2 به النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة: 3 اللهم إنك ترى مكاني وتسمع كلامي 4، [وتعلم سري وعلانيتي] 5، لا يخفى عليك شيء من أمري. أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجِلُ الْمُشْفِق الْمُقِرُّ المعترف بذنبه، 6. أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، مَنْ خضعتْ لك رقبتُه، 7 وذل جسده، وَرَغِمَ أَنْفُهُ.

1 أخرج ابن قدامة في المغني 3/ 429 بعضا منه عن ابن عمر.

2 في المخطوطة رسمت هكذا "دعى".

3 في المخطوطة "في حجة الوداع" بدل عشية عرفة.

4 في المخطوطة "اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني"، وكتبت "ترى" هكذا "ترا".

5 في المخطوطة "ولا".

6 في المخطوطة "بذنوبه".

7 في المخطوطة هنا زيادة "وفاضت لك عيناه"، ورسمت وفاضت هكذا "وفاضة".

ص: 167

اللهم لا تجعلني بدعائك 1 شقياً، وكن بي رؤوفا رحيما، يا خير المسؤولين، و [يا] خير المعطين" 2.

448-

وفي الصحيح: "أنه شك ناس صيام رسول3 الله صلى الله عليه وسلم [يوم عرفة] فأرسلتْ إليه أم الفضل بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه4") .

449-

وروى أبو داود وعبد الله بن أحمد وغيرهما عن العباس بن مرداس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفةلأمته5

1 في المخطوطة هنا زيادة "ربي".

2 الطبراني في الصغير: 1/ 247 من طريق شيخه عبد الملك بن يحيى بن بكير. وقال العراقي في تخريج الأحياء 1/ 253 و 254: "إسناده ضعيف"، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: "رواه الطبراني في الكبير والصغير. والظاهر أنه ساق رواية الكبر، وهي أقرب إلى لفظ المصنف. انظر مجمع الزوائد 3/ 252.

3 في المخطوطة أول الحديث هكذا "أنه شكّوا في صوم النبي

".

4 البخاري- الأشربة 10/ 69- ح 5604، ومسلم- الصيام- 2/ 791- ح 110 واللفظ لمسلم.

5 هذا لفظ أحمد، وفي ابن ماجه "أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة"، وفي المخطوطة هنا سقط وكلام غير واضح، وكتب كلام آخر وهو الدفع من عرفة قبل الإمام لمسلم عن الفضل!.

ص: 168

بالمغفرة 1 فأجيب: إني قد غفرت لهم ما خلا 2 الظالم، فإني آخذ للمظلوم منه. قال: أيْ رَبِّ إن شئتَ [أعطيتَ] المظلوم من الجنة، وغفرت للظالم، فلم يُجَبْ عشِيَّتَه، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء، فأجيب إلى ما سأل، [قال] فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو [قال] تبسم. فقال [له] أبو بكر3 وعمر: بأبي أنت وأمي، إن هذه لساعة4 ما كنتَ تضحك فيها. فما الذي أضحكك؟ أضحك الله سِنَّكَ. قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه 5 على رأسه، ويدعو بالويل [والثبور] ، فأضحكني ما رأيتُ من جَزَعِهِ" 6.

450-

ولمسلم عن عائشة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من 7 أن يعتق الله فيه عبداً 8 من النارمن يوم

1 في المخطوطة "المزدلفة"!.

2 في المخطوطة رسمت هكذا "ما خلى".

3 في المخطوطة "أو"، وهو لفظ المسند.

4 في المخطوطة "الساعة".

5 في المخطوطة "يحثوا".

6 ابن ماجه - المناسك- 2/ 1002- ح 3013 واللفظ له. والمسند: 4/ 14 بمعناه، وأبو داود- الأدب- 4/ 359- ح 5234 قطعة منه.

7 في المخطوطة "في".

8 في المخطوطة "عبيدا".

ص: 169

عرفة. وإنه ليدنو1 ثم يباهي بهم الملائكة. فيقول:2 ما أراد هؤلاء؟ "3.

451-

وروى ابن أبي داود عن محمد بن أيوب عن عبد الرحمن بن هارون الغساني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان عشية عرفة، باهى 4 الله بالحاج، فيقول لملائكته: انظروا إلى عبادي شُعْثاً غُبْراً، قد أتوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ومغفرتي. أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم إلا ما كان من تبعات بعضهم بعضاً. فإذا كان غداة5 المزدلفة6 قال الله عز وجل للملائكة: أشهدكم أني قد غفرت لهم تبعات بعضهم بعضاً، وضمنت لأهلها النوافل"7.

452-

وسئل أسامة: "كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العنق، 8 فإذا

1 في المخطوطة رسمت هكذا "ليدنوا".

2 في المخطوطة "ويقول".

3 مسلم- الحج- 2/ 982- ح 436 بلفظه.

4 في المخطوطة رسمت هكذا "باها".

5 في المخطوطة رسمت هكذا "غدات".

6 في المخطوطة رسمت هكذا "غدات".

7 لم أجده بعد البحث الطويل.

8 العنق والنص: نوعان من إسراع السير، وفي العنق نوع من الرفق، والنص التحريك حتى يستخرج أقصى سير الناقة.

ص: 170

وجد فجوة نَصَّ" أخرجاه1.

453-

وللبخاري عن ابن عباس مرفوعاً: "أيها الناس، عليكم بالسكينة; فإن البرَّ ليس بالإيضاع 2") أي الإسراع.

454-

ولمسلم عن أسامة: "فما زال يسير على هيئته حتى جَمْعاً3") .

455-

وللترمذي، وصححه - عن علي [رضي الله عنه قال] "وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال: هذه عرفة. و [هذا] هو الموقف. وعرفة كلها موقف. ثم أفاض حين غربت الشمس. وأردف أسامة بن زيد، وجعل يشير بيده على هِنْتِه والناس يضربون يميناً وشمالاً، يلتفت إليهم ويقول:[يا] أيها الناس عليكم [السكينة.] ثم أتى4 جمعاً فصلى بهم الصلاتين جميعاً. فلما أصبح أتى قُزَح5 فوقف عليه وقال: هذا قزحُ وهو الموقف، وَجَمْع كلها موقف. ثم أفاض حتى انتهى إلى وادي مُحَسِّر، فقرع ناقته فخبَّت6

1 البخاري- الحج- 3/ 518- ح 1666، ومسلم- الحج- 2/ 936- ح 283.

2 البخاري- الحج- 3/ 522- ح 1671.

3 مسلم- الحج- 2/ 936- ح 282.

4 في المخطوطة بعد قوله "أتى" زيادة لفظ "بهم"، وهو سهو من الناسخ.

5 جبل معروف في المزدلفة.

6 في المخطوطة "فجبت".

ص: 171

حتى جاوز1 الوادي، فوقف، وأردف الفضل، ثم أتى الجمرة فرماها. ثم أتى المنحر فقال: هذا المنحر، ومنى كلها منحر، واستعفته2 جارية شابة من خَثْعَم فقالت: إن أبي شيخ كبير3 قد أدركته فريضة الله في الحج، أفيجزئ أن أحج عنه؟ قال: حجي عن أبيك. قال: ولوى4 عنق الفضل. فقال العباس: يا رسول الله [لِمَ] لويتَ عنق ابن عمك؟ قال: رأيتُ شاباً وشابة فلم آمَنِ الشيطان عليهما. ثم أتاه رجل فقال: يا رسول الله إني أفضتُ قبل أن أحلق، قال: احلق أو قصِّرْ ولا حرج. (قال) وجاء آخر فقال: يا رسول الله إني ذبحت قبل أن أرمي. قال: ارْمِ ولا حرج. (قال) ثم أتى البيت فطاف به، ثم أتى زمزم فقال: يا بني عبد المطلب لولا أن يغلبكم 5 الناس [عنه] لنَزعت "6.

456-

ولهما عن عبد الرحمن بن يزيد قال: "صلى بنا عثمان بمنى7 أربع ركعات. فقيل ذلك لعبد الله، فاسترجع ثم قال: صليتُ

1 في المخطوطة "أجاز".

2 في المخطوطة "واستفته".

3 في المخطوطة "إن أبي شيخا كبيرا".

4 في المخطوطة "فلوا".

5 في المخطوطة "لولا أن غلبة" وهو خطأ من الناسخ.

6 الترمذي- الحج- 3/ 232- ح 885.

7 في المخطوطة رُسمت هكذا "بمنا"، وهو جائز إن قُصِد الموضع فيُذكّر ويُصْرَفُ ويُكْتَب بالألف.

ص: 172

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، وصليت مع أبي بكر الصديق [بمنى ركعتين، وصليت1 مع] عمر [بن الخطاب] بمنى ركعتين، ثم تفرقت بكم الطرق، فليت حظي من أربع ركعات ركعتان مُتَقَبَّلَتَان2") .

457-

[ولمسلم: "فكان] 3 ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعاً، وإذا صلاها4 وحده صلى ركعتين"56.

458-

وفي حديث أُسامة: "أُقيمت الصلاة، فصلى المغرب، ثم

1 هنا محل الذي بين المعكوفتين في المخطوطة كلام مطموس وكتب محله كلام غير منسجم مع الحديث، حتى ولا مع سوية السطر، وهذا الكلام هو: "وعن جابر قال: وقفت ههنا و

"! فالله أعلم ما سبب ذلك؟.

2 البخاري- تقصير الصلاة- 2/ 563- ح 1084، ومسلم - صلاة المسافرين- 1/ 483- ح 19، كلاهما نحوه.

3 الذي بين المعكوفتين مطموس أو مكشوط في المخطوطة، وهناك أثر لكلمة "موقف"، وهي تتمة الكلام المُقْحَم الذي ذكرته في التعليقة رقم (4) في هذه الصفحة.

4 في المخطوطة "صلى".

5 في المخطوطة "صلى ركعتان"!.

6 مسلم- صلاة المسافرين- 1/ 482- ح 17، وهو تتمة لحديث بمعنى الحديث الذي قبله.

ص: 173

أناخ منا كل إنسان بعيره في موضعه. ثم أُقيمت الصلاة فصلى ولم يصل بينهما"1.

459-

وقال البخاري عن ابن عمر: "جمع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء بِجَمْعٍ، كلُّ واحدة منها بإقامة ولم يسبِّحْ بينهما، ولا على إثر كل واحدةمنهما"2.

460-

وله في حديث ابن مسعود: "فأمر3 رجلاً فأذَّن وأقام، ثم صلى المغرب، وصلى بعدها ركعتين، ثم دعا بعشائه فتعشّى. ثم أمر [أُرى رجلاً]- فأذن وأقام، ثم صلى العشاء ركعتين4

إلى أن قال: صلاتان تُحَوَّلَان5 عن وقتهما، صلاةُ المغرب بعد ما يأتي الناس المزدلفة، والفجرُ حين يبزغ الفجر6

إلى أن قال: ثم وقف حتى أسفر7 ثم8 قال: [لو] أن أمير المؤمنين9 أفاض الآن أصاب السنة

1 البخاري- الحج- 3/ 523- ح 1672 بمعناه.

2 البخاري- الحج- 3/ 523- ح 1673 بلفظه.

3 أي ابن مسعود.

4 هنا في المخطوطة فراغ بمقدار ما يتسع لكلمة.

5 في المخطوطة "يُحَوَّلان".

6 من هنا فما بعد مأخوذ من حديث آخر.

7 في المخطوطة بعد كلمة "أسفر" قوله "جدا".

8 أي ابن مسعود.

9 هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ص: 174

فما أدرى1 أقوله كان أسرعَ أم دفعُ عثمان [رضي الله عنه] ، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر"2.

461-

ولهما عن عائشة [رضي الله عنها]"قالت: الْحُمْسُ هم الذين أنزل الله فيهم {َثم فِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} 3 قالت: كان الناس يفيضون من عرفات، وكان الحمس4 يفيضون من المزدلفة، يقولون: لا نفيض إلا من الحرم. فلما نزلت {أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} 5 رجعوا إلى عرفات"6.

462-

وفي لفظ: "كانت قريش ومن دانَ دِينَها (يقفون بالمزدلفة وكانوا) يُسَمَّوْنَ الْحُمْس"7.

463-

ولهما عن جُبَيْر بن مُطْعِمٍ قال: "أضللتُ بعيرا لي،

1 هذا قول عبد الرحمن بن يزيد الراوي عن عبد الله بن مسعود.

2 البخاري- الحج- 3/ 524- ح 1675، إلى قوله "يبزغ الفجر"، وأما الباقي ففي حديث رقم 1683.

3سورة البقرة آية 199.

4 الحُمْس جمع أحمس، وهو الشديد على دينه. والمراد بالحمس هنا: قريش وما ولدت.

5سورة البقرة-آية 199.

6 مسلم- الحج- 2/ 894- ح 152، والبخاري- الحج- 3/ 515- ح 1665، واللفظ لمسلم.

7 البخاري- التفسير- 8/ 186- ح 4520، ومسلم- الحج- 2/ 893- ح 151، كلاهما بلفظه.

ص: 175

فذهبت أطلبه يوم عرفة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً1 مع الناس بعرفة. قلت: والله إن هذا [لـ] من الحمس. فما شأنه هاهنا؟ وكانت قريش تُعَدُّ من الحمس"2.

464-

ولهما عن عائشة [رضي الله عنها قالت]"استأذنتْ سَوْدةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة، تَدْفعُ قبله، وقبل حَطْمَة3 الناس. وكانت امرأة ثَبِطَة - يقول القاسم: والثبطة الثقيلة ـ قال:4 فأذن لها. فخرجت قبل دَفْعِهِ. وحَبَسَنَا حتى أصبحنا فدفعنا5 بدفعه. ولأن أكونَ استأذنتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة، فأكونَ أدفعُ بإذنه أحب إليَّ من مفْرُوح به"67.

465-

ولمسلم8: "فأصلي9 الصبح بمنى، فأرمي الجمرة قبل

1 في المخطوطة "واقف".

2 البخاري- الحج- 3/ 515- ح- 1664، ومسلم-كتاب الحج- 2/ 894- ح 153، واللفظ لمسلم.

3 أي زحمة الناس. وفي المخطوطة كتبت "خطبة".

4 في المخطوطة "فمالت" بدل "قال" والظاهر أنه يريد "فقالت".

5 في المخطوطة "ودفعنا".

6 أي ما يُفْرَحُ به من كل شيء.

7 مسلم- الحج- 2/ 939- ح 293، والبخاري- الحج- 3/ 527- ح 1681، واللفظ لمسلم.

8 أي عن عائشة في بعض الروايات.

9 في المخطوطة "فصلى"، وفاعل "أصلي" عائشة.

ص: 176

أن يأتي الناس. وكانت عائشة لا تفيض إلا مع الإمام"1.

466-

ولهما عن ابن عباس [رضي الله عنهما قال] : "أنا مِمّن قَدَّمَ النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضَعَفَةِ أهله"2.

467-

وفي لفظ: "بعثني من جَمْعٍ بِلَيْلٍ"3.

468-

عن ابن عمر: "أنَّه كان يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بالليل.4 فيذكرون الله ما بدا لهم. ثم يَدْفعون قبل أن يقف الإمام، وقبل أن يدفع. فمنهم مَنْ يَقْدَم منى لصلاة الفجر، ومنهم مَنْ يَقْدَم بعد ذلك. فإذا قَدِموا رَمَوا الجمرة. وكان ابن عمر يقول: أرخص في أُولئك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم"5.

469-

ولهما في حديث أسماء: "يا بُنَيَّ إن رسول الله صلى الله

1 مسلم- الحج- 2/ 939- ح 294 و 295.

2 البخاري- الحج- 3/ 526- ح 1678، ومسلم- الحج- 2/ 941- ح 301، واللفظ للبخاري.

3 البخاري- الحج- 3/ 526- ح 1677، ومسلم- الحج- 2/ 941- ح 300، واللفظ للبخاري.

4 في المخطوطة "بليل".

5 مسلم- الحج- 2/ 941- ح 304، والبخاري- الحج- 3/ 526- ح 1676.

ص: 177

عليه وسلم أذِنَ للظُّعْنِ"12 وفيه: "أنها رمتْ الجمرة، ثم رجعت فصلَّت الصبح في منْزلها".

470-

ولأبي داود عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بأُم3 سَلَمَة [ليلة النحْر] ، فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت فأفاضت"4.

471-

وللترمذي - وصححه -: "أن النبي صلى الله عليه وسلم [قَدَّم5] ضعفة أهله وقال: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس"6.

472-

ورُوي: "أنه أمر أمَّ سلمة أن تعجل الإفاضة، وتوافي مكة مع صلاة الصبح" احتج به أحمد.7 - وقال أحمد من الناس من يقول: يزور البيت كل يوم، ومنهم من يختار الإقامة بمنى واحتج بقول ابن عباس:

1 الظعن: النساء، مفردها ظعينة.

2 البخاري- الحج- 3/ 526- ح 1679، ومسلم- الحج- 2/ 940- ح 297، واللفظ للبخاري.

3 في المخطوطة رُسمت هكذا "باام"، وهو سهو من الناسخ.

4 أبو داود- المناسك- 2/ 194- ح 1942.

5 سقطت هذه الكلمة في المخطوطة، ومحلها فراغ.

6 الترمذي- الحج- 3/ 240- ح 893، بلفظه.

7 هذا الحديث، وهذا النقل عن أحمد، ذكرهما ابن قدامة في المغني- 3/ 449، ولم يعزه لأحد.

ص: 178

473-

"وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفيض كل ليلة"1.

474-

وقوله "فمن حج ولم يرفث" الخ

2.

475-

قال ابن تيمية: يدخل فيه للتمتع3 بإحرام. [وسئل أحمد عن] الدفع من عرفة قبل الإمام [فقال] : كلهم مشدد فيه. [قيل: فيدفع] من المزدلفة (قبل الإمام؟ فقال: المزدلفة عندي غير عرفة) . وذكر حديث ابن عمر أنه دفع قبل ابن الزبير 4.

476-

ولمسلم عن الفضل مرفوعاً: "أنه قال في عشية5 عرفة وغداة6 جَمْع للناس حين دفعوا:7 "عليكم بالسكينة "، وهو كافٌّ

1 المغني 3/ 586.

2 هذا قطعة من حديث أخرجه البخاري- الحج- 3/ 382- ح 1521.

3 في المخطوطة منا هنا الكلام مطموس وغير واضح، وقد استدركت بعضه من المغني 3/ 527 و 528.

4 ونصه في المخطوطة للتمتع باحر

الدفع من عرفة قبل الإمام، كلهم مشدد فيه، ومن المزدلفة فرق، وذكر دفع ابن عمر قبل دفع ابن الزبير، قف مسألة. انظر المخطوطة ص 183.

5 في المخطوطة "في غداة عشية"، وهو سبق قلم.

6 في المخطوطة رسمت هكذا "غدات".

7 في المخطوطة العبارة هكذا "للناس ادفعوا".

ص: 179

ناقته، حتى دخل مُحَسِّرا1 - وهو من منى - قال:"عليكم بحصى 2 الخَذْف الذي يُرْمَى به الجمرة" "34.

477-

وللبخاري عن عمر [رضي الله عنه] قال: "إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون: أَشْرِقْ [ثَبِيْر] .5 وإن النبي صلى الله عليه وسلم خالفهم، ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس"6.

478-

ولهما عن عبد الله [بن مسعود] : "أنه رمى الجمرة من بطن الوادي، جعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه، ورمى بسبع وقال: هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أُنْزِلَت عليه سورة البقرة"7.

479-

وزاد أحمد: "وهو راكب يكبر مع كل حصاة، 8

1 في المخطوطة "محسر".

2 في المخطوطة: العبارة هكذا "عليكم بعضي بحصبا"! وهو تسرع من الناسخ.

3 في المخطوطة "الجمر"، وهو تسرع من الناسخ.

4 مسلم- الحج- 2/ 931- ح 268، بلفظه.

5 ما بين المعكوفتين سقط من المخطوطة، وتُرِكَ مكانه فراغ. وثِبير اسم جبل على يسار الذاهب إلى منى.

6 البخاري- الحج 3/ 531- ح 1684، بلفظه.

7 البخاري- الحج- 3/ 580- ح 1747 وما بعده، ومسلم - الحج- 2/ 942- ح 305 كلاهما نحوه.

8 في المخطوطة رسمت هكذا "حصات".

ص: 180

وقال: اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً. ثم قال: هاهنا كان يقوم1 الذي أنزلت عليه سورة البقرة"2.

480-

وللبخاري عن وَبَرَة [قال] : "سألت ابن عمر [رضي الله عنهما] : متى أرمي3 الجمار؟ قال:4 إذا رمى5 إمامُك فارمِهِ.6 فأعدتُ عليه المسألة فقال: كنا نَتَحَيَّنُ، فإذا زالت الشمس رمينا"7.

481-

"وجاء عُمَرُ والزحام عند الجمرة، فصعد فرماها من فوق"8.

482-

وروى حنبل عن زيد بن أسلم قال: "رأيت سالماً استبطن

1 في المخطوطة "يقول".

2 المسند- 1/ 427. هذا وكتب على الهامش هنا ما يلي: "قيل له: إن ناسا يرمونها من فوق. وفي لفظ: وجعل يرمي الجمرة على حاجبة (وهنا كلمة غير واضحة) ثم رمى".

3 في المخطوطة "رَمْيُ".

4 في المخطوطة "فقال".

5 في المخطوطة "إذا هي"!.

6 الهاء في آخر الكلمة للسكت.

7 البخاري- الحج- 3/ 579- ح 1746.

8 ذكر هذا الأثر ابن قدامة في المغني 3/447.

ص: 181

الوادي ورمى الجمرة سبع حصيات، يكبر مع كل حصاة1: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً، وعملاً مشكوراً، فسألته، فقال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة من هذا المكان، ويقول كلما رمى حصاة2 مثل ما قلت"34 - وقال إبراهيم: كانوا يحبون ذلك 5.

483-

وروى الأثرم عن عطاء: "كان ابن عمر يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ الرجل سورة البقرة"6.

484-

وللبخاري عن ابن عمر [رضي الله عنهما] : "أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حَصَيَات يكبر مع كل حصاة7. ثم يتقدم حتى يُسْهِلَ فيقومُ مستقبل القبلة، فيقوم قياماً طويلاً، (و) يدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال فَيُسْهِلُ ويقوم مستقبل

1 في المخطوطة رسمت هكذا "حصات".

2 في المخطوطة رسمت هكذا "حصات".

3 في المخطوطة كتب على الهامش مقابل هذا الحديث بدون أن يحدد مكان اللحق ما يلي: "نسخة على أثر كل حصاة". قلت: والظاهر أنه: وفي نسخة.

4 المغني 3/ 448.

5 المغني 3/ 448.

6 المغني 3/ 476.

7 في المخطوطة رسمت هكذا "حصبات".

ص: 182

القبلة، [فيقوم طويلا] ويدعو، 1 ويرفع يديه، ويقوم قياماً طويلاً، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف فيقول:2 هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله"3.

485-

وفي لفظ عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمرة التي تلي مسجد منى" فذكر نحو ما تقدم 4.

486-

ولمسلم عن جابر: "رأيت النبي5 صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول6 لِتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه"7.

487-

وله عنه [قال]"رأيت النبي8 صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة بمثل حصى الْخَذْف"9.

488-

وله عنه [قال] : "رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد فإذا زالت الشمس"10.

1 في المخطوطة "ثم يدعوا"، مع رسم ألف بعد الواو.

2 في المخطوطة "ويقول".

3 البخاري- الحج- 3/ 582- ح 1751 قريبا من لفظه.

4 البخاري- الحج- 3/ 584- ح 1753.

5 في المخطوطة "رأيت رسول الله

".

6 في المخطوطة "ويقولوا".

7 مسلم- الحج- 2/ 943- ح 310 بلفظه.

8 في المخطوطة "رأيت رسول الله".

9 مسلم- الحج- 2/ 944- ح 313، بلفظه.

10 مسلم- الحج- 2/ 945 - ح 314 بلفظه.

ص: 183

489-

وله عنه مرفوعاً "الاستجمار توٌّ1، [ورمي] الجمار تَوّ، [و] السعي بين الصفا والمروة تَوٌّ، والطواف تَوٌّ، [و] إذا استجمر أحدكم فَلْيَسْتَجْمِر بِتَوّ. "2.

490-

وللترمذي - وصححه - عن ابن عمر [رضي الله عنهما] : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمار3 مشى إليها4 ذاهباً وراجعاً"5.

491-

ولأبي داود [عن ابن عمر] : "أنه كان يأتي الجمار في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشياً ذاهباً وراجعاً، ويخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك"6.

492-

ولأحمد7: "وكان يرمي الجمرة يوم النحر راكباً، وسائر ذلك ماشيا". ويرفعه8.

1 التو: هو الوتر، ضد الشفع، والاستجمار: هو الاستنجاء، والمراد بالتو هنا السبع، ما عدا الاستنجاء فإنه يكتفي بثلاث إلا إذا لم يحصل الإنقاء فتجب الزيادة حتى ينقى.

2 مسلم- الحج- 2/ 945- ح 315، بلفظه.

3 في المخطوطة "الجمرة".

4 في المخطوطة "إليه".

5 الترمذي- الحج- 3/ 244- ح 900، بلفظه.

6 أبو داود- المناسك- 2/ 200- ح 1969، بلفظه.

7 أي عن ابن عمر.

8 المسند- 2/ 114. وكتب في الهامش مقابل هذا الحديث: "وروي عن ابن عباس موقوفا".

ص: 184

493-

وللترمذي - وصححه - عن جابر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أَوْضَع1 في وادي مُحَسِّر

وأمرهم أن يرموا2 بمثل حصى الْخَذءف، وقال: لعلِّي: لا أراكم بعد عامي هذا"3.

494-

وللدارقطني عن أبي سعيد مرفوعاً: "إنه4 ما تُقُبِّلَ5 منها رُفِع6، ولولا ذلك لرأيتها أمثال الجبال"7.

495-

وعن قُدَامَة8 بن عبد الله الكلابي: "أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي9 جمرة العقبة10 يوم النحر على ناقة له صَهْباءَ. لا ضَرْبَ، ولا طَرْدَ، ولا إليك إليك"11 صححه الترمذي12.

1 أسرع السّير.

2 في المخطوطة "يرملوا"، وهو سهو من الكاتب.

3 التّرمذي – الحّج – 3/234ن – ح 886.

4 في المخطوطة "لما".

5 أي: حصى الجمار.

6 في المخطوطة "دفع"، وهو ضعيف.

7 الدّارقطني – الحجّ – 2/300، ح – 288.

8 في المخطوطة "خدامة"، وهو تصحيف.

9 في المخطوطة "رمى"، وهو لفظ ابن ماجه.

10 في المخطوطة هنا زيادة: "من بطن الوادي"، وليست في السّنن الثّلاثة.

11 أي: لا يُضرب النّاس بين يديه ليفتحوا له الطّريق، ولا يُطرَدون، ولا يقال لهم: تنحّوا وابعدوا.

12 التّرمذي – الحجّ – 3/247 – ح 903، والنّسائي – المناسك – 5/219، واللفظ له.

ص: 185

496-

ولأحمد والنسائي عن ابن عباس قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة1 العقبة وهو على ناقته2: الْقُطْ [لي] حَصىً 3، فلقطتُ له سبع حصيات هن4 حصى الخَذْف، فجعل ينفضهن في كفه ويقول: أمثالَ هؤلاء فارموا، ثم قال: [يا] أيها الناس إياكم والْغُلُوّ 5 في الدين؛ 6 فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو 7 في الدين"8.

497-

ولأحمد والنسائي عن سعد بن مالك قال: "رمينا الجمار في حجتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلسنا نتذاكر، فمنا من قال9: رميتُ بسِتٍّ [ومنا من قال: رميت بسبع] . ومنا من قال: رميتُ بثمانٍ، ومنا من قال: رميت بتسع، فلم يروا بذلك بأساً"10.

1 في المخطوطة رسمت هكذا "غدات".

2 في المخطوطة في الأصل "راحلته"، وفي الهامش "ناقته".

3 في المخطوطة رسمت هكذا "حصا".

4 في المخطوطة "من"، وهو تصحيف.

5 في المخطوطة رسمت هكذا "الغلوا".

6 في المخطوطة "فإنما".

7 في المخطوطة رسمت هكذا "الغلوا".

8 المسند- 1/ 215 و 347، والنسائي- المناسك- 5/ 218، كلاهما نحوه، وأخرجه ابن ماجه- المناسك- 2/ 1008- ح 3029 واللفظ له، ولو عزاه المصنف له لكان أولى، لموافقته له في اللفظ.

9 في المخطوطة "يقول".

10 ترتيب المسند- 12/ 170- ح 371، والنسائي- المناسك- 5/ 223، واللفظ لأحمد.

ص: 186

498-

ولهما عن ابن عمر: "أن العباس استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يبيت [بمكة ليالي] منى1 من أجل سقايته، فأذِن له".

499-

2 وعن أبي البَدَّاح بن عاصم عن أبيه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رَخّصَ لرعاء الإبل في البيتوتة3 أن يرموا يوم النحر، ثم يجمعوا رمي يومين [بعد يوم النحر] فيرمونه في أحدهما. قال مالك: ظننتُ أنه قال: في الأوّل4 منهما، ثم يرمون يوم النفر"5 وفي لفظ: "أرخص لرعاء الإبل أن يرموا يوماً ويدعوا يوما" صححه الترمذي 6.

1 أصل العبارة في المخطوطة "أن يبيت بمنى من أجل سقايته! "، وهو سهو من الكاتب.

2 البخاري- الحج- 3/ 578- ح 1745، ومسلم- الحج- 2/ 953 - ح 346، واللفظ لمسلم.

3 في المخطوطة بعد كلمة "البيتوتة" زيادة "عن منى"، وليست في الأصول كلها التي أخرجت الحديث.

4 في المخطوطة "في الآخر".

5 الترمذي- الحج- 3/ 289- ح 955.

6 الترمذي- الحج- 3/ 289- ج 954، وأخرجه أبو داود والنسائي بنحوه. هذا ولفظ المصنف الذي في المخطوطة هو:"رخص لرعاء الإبل أن يتعاقبوا أن يرموا يوم النحر، ثم يدعوا يوما وليلة، ثم يرموا الغد".

ص: 187

500-

وعن عائشة قالت: "أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه1 حين صلى الظهر، ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ويقف عند الأولى والثانية، فيطيل القيام ويتضرَّع، ويرمي الثالثة ولا يقف عندها"2.

501-

وللبخاري في حديث ابن عباس: "

رميتُ بعد ما أمسيتُ [فـ] قال: لا حَرَجَ"3.

502-

"وكان ابن عمر يأخذ الحصى4 من جَمْع.5 - وقال سعيد بن جُبَيْر: كانوا يتزودون الحصى من جمع"6.

- وقال أحمد: يأخذ من حيث شاء7.

- وحكى ابن المنذر الإجماع على أن من رماها يوم النحر قبل المغيب فقد رماها في وقتها 8.

1 في المخطوطة "يوم".

2 المسند- 6/ 90، وأبو داود- المناسك- 2/ 201- ح 1973، كلاهما بلفظه.

3 البخاري- الحج- 3/ 568- ح 1735.

4 في المخطوطة رسمت هكذا "الحصا".

5 المغني 3/ 445.

6 المغني 3/ 445.

7 المغني 3/ 445. بمعناه.

8 في المغني 3/ 449 هذا الإجماع حكاه ابن عبد البر. فالله أعلم.

ص: 188

503-

وقال ابن عمر: "من فاته الرمي حتى تغيب الشمس، فلا يرم حتى تزول الشمس من الغد"1.

504-

وقال ابن عباس: "من تَرَكَ شيئا2 من مناسكه فعليهدم"3.

505-

وقال أحمد: من تمتع ولم يُهْدِ إلى قابل، يُهْدِي هَدْيَيْنِ، كذا قال ابن عباس 4.

506-

وعن أنس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى، فأتى الجمرة فرماها. ثم أتى منْزله بمنى فنحر، ثم قال للحلَاّق5: خذ، وأشار إلى جانبه الأيمن، ثم الأيسر. ثم جعل يعطيه الناس"6.

507-

وفي لفظ: "فوزعه الشَّعرة والشَّعرتين" رواه مسلم 7.

1 المغني 3/ 450.

2 في المخطوطة "شيء".

3 المغني 3/ 474 بمعناه، وفي الشرح الكبير- 3/ 481، بلفظه.

4 المغني 3/ 508.

5 في المخطوطة "للحالق".

6 مسلم- الحج- 2/ 947- ح 323 بلفظه.

7 مسلم- الحج- 2/ 947- ح 324، بلفظه.

ص: 189

508-

ولهما عن ابن عمر [قال] : "حلق النبي صلى الله عليه وسلم وطائفة من أصحابه وقصَّر بعضُهم"1.

509-

ولهما عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم ارحم المحلِّقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله. قال: اللهم ارحم المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: والمقصِّرين"2.

510-

وفي لفظ للبخاري "وقال في الرابعة: والمقصِّرين 3"4.

511-

ولأبي داود عن ابن عباس مرفوعاً: "ليس على النساء الحلق، إنما على النساء التقصير"5.

512-

وللدارقطني عن ابن عمر: "في الأصلع يُمِرُّ الموسى على رأسه"6 7.

1 البخاري- الحج- 3/ 561- ح 1729، ومسلم- الحج- 2/ 945 - ح 316، واللفظ للبخاري.

2 البخاري- الحج- 3/ 561- ح 1727، ومسلم- الحج- 2/ 945- ح 317.

3 نصه في المخطوطة "فلما كانت الرابعة قال، وهو لفظ مسلم.

4 البخاري- الحج- 3/ 561- ج 1727.

5 أبو داود- المناسك- 2/ 203- ح 1985، بلفظه.

6 الدارقطني- الحج- 2/ 256- ح 90 و 91.

7 في المخطوطة هنا هذا اللفظ "وفي بمعنى"؟ ولم يتبين لي المراد منها، فالله أعلم، انظر المخطوطة ص 185.

ص: 190

513-

وكان ابن عباس يقول: "من لَبَّدَ أو ضفّر1 أو عقد أو فتل أو عقص فهو على ما نوى. يعني إن نوى الحلق فليحلق، وإلا فلا يلزمه"2.

514-

ورُوي عن عُمر وابنه: "أنهما أمرا من لبد رأسه أن يحلقه"3 - وحكى ابن المنذر الإجماع أن الأصلع4 يُمِرُّ الموسى على رأسه5 - وقال: "ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حلق قلَّم أظفاره"6.

515-

"وكان ابن عمر يأخذ من شاربه وأظفاره، ويقول للحالق: ابلغ العظمين، افصل الرأس من اللحية" -7 وكان عطاء يقول: من السنة إذا حلق رأسه أن يبلغ العظمين8

516-

ولهما عن ابن عباس [رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله

1 في المخطوطة "أو ظفر".

2 المغني 3/ 457.

3 المغني 3/ 458.

4 في المخطوطة "الموسى" بدل الأصلع، وهو سهو من الكاتب.

5 المغني 3/ 461.

6 المغني 3/ 461.

7 هذا الأثر ذكره ابن قدامة في المغني 3/ 461.

8 هذا الأثر ذكره ابن قدامة في المغني 3/ 461.

ص: 191

عليه وسلم] قيل له في الذبح والحَلْق والرمي والتقديم والتأخير [فـ] قال: لا حرج" 1.

517-

وللبخاري عنه [قال] : "قال رجل للنبي: صلى الله عليه وسلم نحرت قبل أن أرمي، قال: لا حرج"2.

518-

ولهما عن ابن عمر مرفوعاً: "فما سئل عن شيء قُدِّمَ ولا أُخِّر، إلا قال: افعل ولا حَرَجَ"3.

519-

ولأبي داود عن أسامة بن شريك قال: "خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حاجاً، فكان الناس يأتونه [فـ] من قائل4: يا رسول الله سعيتُ قبل أن أطوف، أو قدمتُ شيئاً أو أخرت شيئاً5، فكان يقول6: لا حرج [لا حرج] ، إلا على رجل اقترض 7 عِرْضَ رجل

1 البخاري- الحج- 3/ 568- ح 1734، ومسلم- الحج- 2/ 950- ح 334، كلاهما بلفظه.

2 البخاري- الحج- 3/ 569- ح 1736، وهو جزء من حديث طويل.

3 البخاري- الحج- 3/ 569- ح 1736، ومسلم- الحج- 2/ 948- ح 327، واللفظ لمسلم.

4 في نسخة أبي داود المطبوعة التي بين يدي: "فمن قال"، والظاهر أنه خطأ، لكن رأيت في تهذيب سنن أبي داود للمنذري الذي حققه أحمد شاكر وحامد الفقي "فمن قائل". انظر: 2/ 432.

5 في المخطوطة "أو أخرت شيئا أو قدمت شيئا".

6 في المخطوطة هنا زيادة "لهم".

7 في المخطوطة "اقرص" وهو تصحيف. ومعنى اقترضَ عِرْضَ رجل مسلم، أي عابه وناله وقطعه بالغيبة ونحوها.

ص: 192

مسلم [وهو ظالم] فذالك1 الذي حَرِجَ وهلك"2.

520-

ولأحمد وأبي داود عن أم سلمة قالت: "كانت ليلتي التي يصير إلِيَّ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم (مساء يوم النحر) فصار إليَّ3 ودخل4 علَيَّ وهب بن زمعة، ومعه رجل آخر من آل أبي أمية متَقَمِّصَين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لوهب: هل] أفضت أبا عبد الله؟ قال: لا والله يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انزع عنك القميص. قال: فنزعه من رأسه، ونزع5 صاحبه قميصه من رأسه. ثم قال: وَلِمَ يا رسول الله؟ قال: إن هذا يوم رُخِّصَ لكم 6 إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلوا، يعني من كل ما حَرُمْتُم 7 منه إلا النساء، فإذا أمسيتم [قبل أن تطوفوا هذا البيت] صرتم حرماً كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة حتى تطوفوا به"8.

1 في المخطوطة "فذاك".

2 أبو داود- المناسك- 2/ 211- ح 2015 بلفظه.

3 في المخطوطة كأنها "أبي"، وهو تصحيف.

4 في المخطوطة "فدخل".

5 في المخطوطة "قال فنَزع".

6 في المخطوطة هنا زيادة كلمة "فيه".

7 في المخطوطة "أحرمتم".

8 أبو داود- المناسك- 2/ 207- ح 1999 وترتيب المسند - 12/ 201- ح 407، واللفظ لأبي داود.

ص: 193

521-

ولهما عن عائشة: "كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم، ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت، بطيب فيه مسك"1.

522-

ولأحمد والنسائي عن ابن عباس قال: "إذا رميتم الجمرة فقد حلَّ لكم كل شيء إلا النساء"2.

523-

ولهما عن عائشة: "

فحاضت صفية، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم منها ما يريد الرجل من أهله، فقلتُ يا رسول الله إنها حائض. قال: أحابستنا هي؟ قالوا: يا رسول الله3 أفاضت يوم النحر. قال: اخرجوا" 4.

- قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد ابن عبد البر النمري رحمه الله: هو من فرائض الحج عند جميعهم.

524-

ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما [قال] : "أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر، ثم رجع فصلى الظهر بمنى"5.

1 البخاري -الحج- 3/ 396- ح 1539، ومسلم- الحج- 2/ 849- ح 46، واللفظ لمسلم.

2 ترتيب المسند- 12/ 185 - ح 388، والنسائي- المناسك- 5/ 225، واللفظ لأحمد.

3 في المخطوطة: بعد "يا رسول الله"، زيادة "إنها قد".

4 البخاري- الحج- 3/ 567- ح 1733، ومسلم- الحج- 2/ 965- ح 386، واللفظ للبخاري.

5 مسلم- الحج- 2/ 950- ح 335، هذا ولم أجد الحديث في البخاري بعد البحث الكثير عنه.

ص: 194

525-

ولأبي داود عن عائشة: "ثم رجع إلى منى، فمكث بها ليالي أيام التشريق"1.

526-

وللأثرم عنه2: "لا يبيتن أحد من الحاج إلا بمنى، وكان يبعث رجالاً لا يدعون أحداً3 يبيت وراء العقبة"4.

527-

قال البخاري: وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس: "أخّرَ النبي صلى الله عليه وسلم طواف5 الزيارة إلى الليل".

ويُذْكَرُ عن أبي حسان عن ابن عباس [رضي الله عنهما] : "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت أيام منى"6

528-

ولأبي داود عنه7: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرمل في السبع الذي أفاض فيه"8.

1 أبو داود -المناسك- 2/ 201- ح 1973، هذا وقد مر الحديث بتمامه.

2 أي عن ابن عمر، وكان يحسن بالمصنف التصريح بذكره، لأنه ذكر قبل هذا الأثر حديث عائشة، والضمير يعود على أقرب مذكور كما هو معروف، وكما مشى عليه هو كذلك.

3 في المخطوطة "أحد".

4 المغني- الحج- 3/ 474.

5 كلمة "طواف" ليست في البخاري.

6 البخاري- الحج- 3/ 567- باب 129.

7 أي عن ابن عباس.

8 أبو داود- المناسك 2/ 207- ح 2001.

ص: 195

529-

ولهما عن أبي بَكْرَة قال: "خطبنا1 النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: أيُّ يوم هذا؟

الحديث"2.

530-

وللبخاري معناه عن ابن عباس وابن عمر. وفي حديثه: "وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي3 حج4 فيها، وقال: هذا يوم الحج [الأكبر] فطفق5 النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اشهد، وودَّع 6 الناس، فقالوا: هذه حجة الوداع"7.

531-

وللترمذي – وصححه - عن عمرو بن الأحوص مرفوعاً: "ألا أيُّ يوم أحرم؟ ثلاث مرات قالوا: يوم الحج الأكبر. قال: فإن دماءكم الخ

إلى أن قال: إن الشيطان قد أيسَ 8 أن يُعْبَدَ

1 في المخطوطة "خطب بنا"، وهو تصحيف.

2 البخاري- الحج- 3/ 573- ح 1741، ولم أره في مسلم.

3 في المخطوطة "الذي"، وهو سهو من الناسخ.

4 في المخطوطة "حجها".

5 في المخطوطة "يطفق".

6 في المخطوطة "فودع".

7 البخاري- الحج- 3/ 574- ح 1742.

8 في المخطوطة "يئس".

ص: 196

في بلدكم 1 هذا، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون 2 من أعمالكم، فيرضى بها" 3.

532-

ولأحمد وأبي داود عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى4 ففتحنا أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار، فوضع إصبعيه السبابتين، ثم قال بحصى الْخَذْف. ثم أمر المهاجرين فنَزلوا في مُقَدَّم المسجد، وأمر الأنصار فنَزلوا من وراء المسجد، ثم نزل الناس بعد ذلك".

533-

وفي لفظٍ: "لينْزل المهاجرون هاهنا، وأشار إلى ميمنة القبلة، والأنصار هاهنا، وأشار إلى ميسرة القبلة"5.

1 في المخطوطة "هذه"، ولفظ الترمذي "في بلادكم هذه"، والذي أثبته هو لفظ ابن ماجه، ولفظ المخطوطة ملفق من الاثنين.

2 في المخطوطة "يحتقرون".

3 الترمذي- كتاب الفتن- 4/ 461- ح 2159، وابن ماجه- المناسك- 2/ 1015- ح 3055 واللفظ لابن ماجه، وأخرجه الترمذي بمعناه، وكان الأولى أن يُعْزَى لابن ماجه.

4 في المخطوطة رسمت هكذا "بمنا".

5 المسند- 4/ 61، وأبو داود- المناسك- 2/ 198- ح 1957، واللفظ لأبي داود، وأما قوله "وفي لفظ إلخ.." فهو لفظ أبي داود في ح 1951.

ص: 197

534-

وعن أبي أمامة مرفوعاً: "اعبدوا ربكم 1 وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، [وأدوا زكاة أموالكم] ، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم"2.

535-

ولأحمد عن جُبَيْر بن مُطْعِم [قال] : "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس بالْخَيْف [من منى فقال] : نضَّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها، ثم أداها إلى من لم يسمعها; فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يَغِلُّ عليهن 3 قلب المؤمن: إخلاص العمل لله 4، والنصيحة لولي الأمر 5، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون 6 من ورائه"7.

1 هذا لفظ أحمد، وفي الترمذي "اتقوا الله ربكم".

2 الترمذي- كتاب الجمعة- 2/ 516- ح 616، والمسند- 5/ 251، واللفظ لأحمد، ومناسبة الحديث هنا أن أبا أمامة قال في أوله:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع".

3 في المسند "عليهم".

4 لفظ الجلالة "الله" ليس في المسند.

5 في المخطوطة "وطاعة ذوي الأمر".

6 في المخطوطة "تحيط".

7 المسند- 4/ 80.

ص: 198

536-

وله عن أبي نضرة عَمّنْ سمع [خطبة] رسول الله1 صلى الله عليه وسلم في وسط2 أيام التشريق. فقال: " [يا] أيها الناس: ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد. ألا لا فضل لعربي على [أ] عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا [لـ] أحمر 3 على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى. أبلَّغْتُ 4؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم"5.

537-

ولأبي داود عن ابن أبي نَجيح عن أبيه عن رجلين من بني بَكْرٍ قالا: "رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته"6.

538-

وعن سَرَّاء7 بنت نبهان قالت: "8 خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرروس9 فقال: أي يوم هذا؟ قلنا: الله

1 في المخطوطة "النبي".

2 في المخطوطة "أوسط".

3 المراد بالأحمر الأبيض.

4 في المخطوطة رُسمت هكذا "أبلغة".

5 المسند- 5/ 411 وله تتمة.

6 أبو داود- المناسك- 2/ 197- ح 1952، بلفظه.

7 في المخطوطة "ابنة".

8 في المخطوطة "النبي".

9 يوم الرؤوس: هو ثاني أيام التشريق، وهو أوسط أيام التشريق الثلاثة، كما جاء في هذا الحديث. وسمي بذلك لأنهم كانوا يأكلون رؤوس الهدايا والأضاحي بعد نفاد اللحم.

ص: 199

ورسوله أعلم. قال: أليس أوسط أيام التشريق؟ " 1.

539-

ولأحمد عن أبي حَرَّة2 الرُّقاشي عن عمه قال: "كنتُ آخذاً3 بزمام ناقة رسول الله4 صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس5 (إلى أن قال:) ثم قال: اسمعوا مني تعيشوا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا؛ إنه لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس 6 منه، ألا وإن كل دم ومال ومَأْثَرة 7 [كانت] في الجاهلية 8 تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة. (إلى أن قال) : وإن الزمان قد استدار كهيئة [يوم] خلق [الله] السموات والأرض. ثم قرأ: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ

1 أبو داود - المناسك- 2/ 197- ح 1953.

2 في المخطوطة "أبي حمزة" وهو تصحيف.

3 في المخطوطة "آخذ".

4 في المخطوطة "النبي" بدل "رسول الله".

5 في المخطوطة، يوجد قبل ما بين الهلالين زيادة "ثم" والظاهر أنه لا فائدة منها.

6 في المخطوطة "نفسه".

7 في المخطوطة "ألا وإن كل دم أو قال أو مأثرة

" وهو تصحيف من الناسخ.

8 في المخطوطة زيادة كلمة "فإنه" قبل لفظ "تحت".

ص: 200

أَنْفُسَكُمْ} 1 (وآخره) 2 ليبلغ الشاهد الغائب; فإنه رُبَّ مُبَلَّغٍ أَسْعَد من سامع" قال حُمَيْد: قال الحسن3: حين بلغ هذه الكلمة: قد والله بلغوا أقواماً ما كانوا أسعدَ به 4 5.

1 سورة التوبة آية 36.

2 ما بين الهلالين من كلام المصنف لأنه يختصر الحديث.

3 هو الحسن البصري من كبار التابعين.

4 ما بين المعكوفتين سقط كله من المخطوطة، ومعنى قول الحسن: أن الصحابة رضي الله عنهم، بلغوا غيرهم فما كان غيرهم أسعد بكلام النبي صلى الله عليه وسلم منهم.

5 المسند - 5/72 من حديث طويل.

ص: 201