الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسامة بن مرشد بن علي
ابن المقلد بن نصر بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو المظفر الكناني، الملقب بمؤيد الدولة له يد بيضاء في الأدب والكتابة والشعر.
ذكر لي أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة، وخدم بها السلطان وقرب منه؛ وكان فارساً شجاعاً، ثم خرج إلى مصر فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام وسكن حماة؛ واجتمعت به بدمشق، وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمئة.
قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي: الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ والمقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب.
كتب على حائط دار سكنها بالموصل: من البسيط
دار سكنت بها كرها وما سكنت
…
روحي إلى شجن فيها ولا سكن
والقبر أستر لي منها وأجمل بي
…
إن صدني الدهر عن عودي إلى وطني
وكتب إلى أخيه: من الخفيف
عجمتني الخطوب حيناً فلما
…
عجزت أن تطيق مساغا
لفظتني وسالمتني فقد عا
…
د حذاري أمناً وشغلي فراغا
وأخو الصبر في الحوادث إن لم
…
يلقه الحين مدرك ما أراغا
وكتب على حائط جامع: من الكامل
هذا كتاب فتى أحلته النوى
…
أوطانها ونبت به أوطانه
شطت به عمن يحب دياره
…
وتفرقت أيدي سبا إخوانه
متتابع الزفرات بين ضلوعه
…
قلب يبوح ببثه خفقانه
تأوي إليه مع الظلام همومه
…
وتذوده عن نومه أشجانه
لكنه لا يستكين لحادث
…
خوف الحمام ولا يراع جنانه
ألفت مقارعة الكماة جياده
…
وسرى الهواجر لا يني ذملانه
يومان أجمع دهره إما سرى
…
أو يوم حرب تلتظي نيرانه
أنشدنا أبو المظفر: من البسيط
نافقت دهري فوجهي ضاحك جذل
…
طلق وقلبي كئيب مكمد باكي
وراحة القلب في الشكوى ولذتها
…
لو أمكنت لا تساوي ذلة الشاكي
وأنشدني أيضاً: من الكامل
أصبحت لا أشكو الخطوب وإنما
…
أشكو زماناً لم يدع لي مشتكى
أفنى أخلائي وأهل مودتي
…
وأباد إخوان الصفاء وأهلكا
عاشوا براحتهم ومت لفقدهم
…
فعلي يبكي لا عليهم من بكى
وبقيت بعدهم كأني حائر
…
بمفازة لم يلق فيها مسلكا
وأنشدني أيضاً: من الكامل
أحبابنا كيف اللقاء ودونكم
…
خوض المهالك والفيافي الفيح
أبكيتم عيني دماً فكأنما
…
إنسانها بيد الفراق جريح
فكأن قلبي حين يخطر ذكركم
…
لهب الضرام تعاورته الريح
وأنشدني أيضاً: من البسيط
يا مؤيسي بتجنيه وهجرته
…
هل حرم الحب تسويفي وتعليلي
يبدي لي اليأس تصريحاً فتكذبه
…
طماعي وأرى والآمال تملي لي
وقد رضيت قليلاتً منك تبذله
…
فما احتيالي إذا استكثرت تقليلي
وأنشدني ما قاله في ضرس له قلعه: من البسيط
وصاحب لا تمل الدهر صحبته
…
يشقى لنفعي ويسعى سعي مجتهد
لم يبد لي مذ تصاحبنا فحين بدا
…
لناظري افترقنا فرقة الأبد
وأنشدني: من الكامل
ومماذق رجع النداء جوابه
…
فإذا عرا خطب فأبعد من دعي
مثل الصدى يخفى علي مكانه
…
أبداً ويملا بالإجابة مسمعي
وأنشدني مما عمله بقيسارية: من الطويل
أراني نهار الشيب قصدي وطالما
…
تجاوز بي ليل الشباب سبيلي
وقد كان عذري أن أضلني الدجى
…
فهل لي عذر والنهار دليلي
وأنشد: من الطويل
إذا ما عدا دهر من الخطب فاصطبر
…
فإن الليالي بالخطوب حوامل
وكل الذي يأتي به الدهر زائل
…
سريعاً فلا تجزع لما هو زائل
وأنشدني: من البسيط
لا تخدعن بأطماع تزخرفها
…
لك المنى بحديث المين والخدع
فلو كشفت عن الهلكى بأجمعهم
…
وجدت هلكهم في الحرص والطمع
وأنشدني من الكامل
لا در درك من رجاء كاذب
…
يعترنا بورود لامع لال
أبداً يسوفنا بنصرة خاذلٍ
…
ووفاء خوان وعطفة قال
ويري سبيل الرشد لكن ما لنا
…
عزم مع الأهواء والآمال
وأنشدني مما قاله بمصر: من البسيط
أنظر إلى صرف دهري كيف عودني
…
بعد المشيب سوى عاداتي الأول
تغاير من صروف الدهر معتبرٌ
…
وأي حال على الأيام لم يحل
قد كنت مسعر حرب كلما خمدت
…
أضرمتها باقتداح البيض في القلل
همي منازلة الأقران أحسبهم
…
فرائسي فهم مني على وجل
أمضى على الهول من ليل وأهجم من
…
سيل وأقدم في الهيجاء من أجل
فصرت كالغادة المكسال مضجعها
…
على الحشايا وراء السجف والكلل
قد كدت أعفن من طول الثواء كما
…
يصدي المهند طول اللبث في الخلل
أروح بعد دروع الحرب في حللٍ
…
من الدبيقي فبؤساً لي وللحلل
وما الرفاهة من رأيي ولا وطري
…
ولا التنعم من همي ولا شغلي
ولست أرضى بلوغ المجد في رفهٍ
…
ولا العلا دون حطم البيض والأسل
وأنشدني بعد ما قاله في خروجه من مصر، قال: من الطويل