الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعني قولهم في المثل: جبار من مس برنس عفير؛ وهو عفير بن زرعة كان من الدين والفضل بمكان، فخرج في جيش الصائفة إلى أرض الروم وجهه معاوية فوق في الجيش اختلاط، فخرج عفير ليصلح بين الناس وعليه برنس فجذب برنسه رجل من قيس، فلم يمس في ذلك الجيش قيسي إلا مكتوفاً! فجعل الرجل من اليمانية يقول لكتيفه: لعلك ممن مس برنس عفير؟ فيقول: لا والله؛ فيقول: لو كنت منهم لضربت عنقك!.
ثم طلب فيهم عفير فأرسلوا؛ وعفير هذا من ولد سيف بن ذي يزن.
إسماعيل بن سفيان الرعيني الحجري
المصري الأعمى وفد على الوليد وسليمان، وعلى عمر بن عبد العزيز.
حدث، قال: كنت أخرج إلى الوليد وسليمان بن عبد الملك فيعطوني، فلما ولي عمر بن عبد العزيز خرجت إليه، وكنت على الباب الذي يخرج منه فرفعت صوتي بالقرآن، فأرسل إلي: ممن أنت؟ قلت: من أهل مصر؛ قال: ما حملك إلينا؟ قلت: إني كنت أخرج إلى الوليد وسليمان بن عبد الملك فأصيب منهما؛ قال: أترى أنا كنا غافلين عنك وعن أشباهك وأنت في بلد ومنزلك؟ فأعطاني حمولتي إلى مصر، وأمرني بالانصراف.
إسماعيل بن صالح بن علي
ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي وهو ممن دخل دمشق.
روى عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على بغلته، وأنا ابن ثمان سنين، وهو يريد عمته بنت
عبد المطلب، فوقف في طريقه على شجرة قد يبس ورقها وهو يتساقط، فقال:" يا عبد الله " قلت: لبيك يا رسول الله؛ قال: " ألا أنبئك بما يساقط الذنوب عن بني آدم كتساقط الورق عن هذه الشجرة " قلت: بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي؛ قال: " قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن الباقيات الصالحات المنجيات المعقبات ".
قال محمد بن إسماعيل بن صبيح: قال الرشيد للفضل بن يحيى وهو بالرقة: قد قدم إسماعيل بن صالح بن علي وهو صديقك، وأريد أن أراه؛ فقال له: إن أخاه عبد الملك في حبسك. وقد نهاه أن يجيئك؛ قال الرشيد: فإني أتعلل حتى يجيئني عائداً. فتعلل.
فقال الفضل لإسماعيل: ألا تعود أمير المؤمنين؟ قال: بلى؛ فجاءه عائداً، فأجلسه ثم دعا بالغداء. فأكل وأكل إسماعيل بين يديه؛ فقال له الرشيد: كأني قد نشطت برؤيتك لشرب قدح؛ فشرب وسقاه، ثم أمر فأخرج جوار يغنين، وضربت ستارة، وأمر بسقيه؛ فلما شرب أخذ الرشيد العود من يد جارية ووضعه في حجر إسماعيل، وجعل في عنق العود سبحة فيها عشرة درات اشتراها بثلاثين ألف دينار، وقال: عن يا إسماعيل وكفر عن يمينك بثمن هذه السبحة؛ فاندفع يغني بشعر الوليد بن يزيد في عالية أخت عمر بن عبد العزيز وكانت تحته وهي التي ينسب إليها سوق عالية بدمشق: من الطويل
فأقسم ما أدنيت كفي لريبةٍ
…
ولا حملتني نحو فاحشةٍ رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها
…
ولا دلني رأي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة
…
من الدهر إلا قد أصاب فتى قبلي
فسمع الرشيد أحسن غناء من أحسن صوت، وقال: الرمح يا غلام؛ فجيء بالرمح فعقد له لواء على إمارة مصر.
قال إسماعيل: فوليت ست سنين أوسعتهم عدلاً، وانصرفت بخمسمئة ألف دينار.
قال: وبلغت عبد الملك أخاه ولايته، فقال: غنى والله الخبيث لهم، ليس هو لصالح بابن.