الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إبراهيم بن أحمد بن المولد، أبو إسحاق، من كبار مشايخ الرقة وفتيانهم، صحب أبا عبد الله بن الجلاء الدمشقي، وإبراهيم بن داود القصّار الرّقي، وكان من أفتى المشايخ وأحسنهم سيرة.
أنشد إبراهيم بن المولد: من الخفيف
لك مني على البعاد نصيب
…
لم ينله على الدنو حبيب
وعلى الطّرف من سواك حجاب
…
وعلى القلب من هواك رقيب
زين في ناظري هواك وقلبي
…
والهوى فيه زائغ ومشوب
كيف يغني قرب الطبيب عليلاً
…
أنت أسقمته وأنت الطبيب
قال عبد الرحمن بن عمر بن نصر: سمعت إبراهيم بن المولّد يقول في مجلس مواعظه هذه الأبيات: من البسيط
سجن لسان الفتى من الكرم
…
ولن ترى صامتاً أخاندم
الصمت أمن من كل نازلة
…
من ناله نال أفضل القسم
ما نزلت بالرجال نازلة
…
أعظم ضراً من لفظة بفم
عثرات هذا اللسان مهلكه
…
ليست لدينا كعثرة القدم
احذر لسانك يلقيك في تلف
…
فربّ قول أذلّ ذا كرم
قال الحسن بن القاسم بن اليسع: توفي إبراهيم بن المولّد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمئة؛ رأيت فيما يرى النائم أخي أبا إسحاق، فقلت له: أوصني؛ فقال: عليك بالقلة والذلة حتى تلقى ربك.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء
أبو إسحاق النيسابوري الأبزاري الوراق رحل وسمع وأسمع.
حدث عن الحسن بن سفيان، بسنده عن انس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
وحدث عن أبي قريش محمد بن جمعة القهستاني، بسنده عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأرض كلها مسجد وطهور.
وحدث عن أبي القاسم عامر بن خريم الدمشقي، بسنده عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الندم توبة.
وعن أبي عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق، بسنده عن بلال بن سعد، قال: أدركتهم يسيرون بين الأعراض، ويضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهابين يصلون.
وقال أبو عبد الله الحافظ، عنه: وكان من المسلمين الذين سلم الناس من يده ولسانه، طلب الحديث على كبر السن، فسمع بنيسابور، وخرج إلى نسا، وكتب بالعراق والجزيرة والشام، وجمع الحديث الكثير، وعمر حتى احتاج الناس إليه، وأدى ما عنده على القبول.
توفي أبو إسحاق الأبزاري يوم الإثنين الخامس من رجب، سنة أربع وستين وثلاثمئة، وهو ابن ست أو سبع وتسعين سنة، وشهدت جنازته.
سمعت أبا علي الحافظ يقول لأبي إسحاق: أنت بهز بن أسد، لثبته وإتقانه.
وسمعت أبا علي غير مرة يمازح أبا إسحاق، فيقول: ترون هذا الشيخ ما اغتسل من حلال قطّ! فيقول: ولا من حرام يا أبا علي؛ وذلك أن أبا إسحاق لم يتزوج قط.
عقدنا له مجالس الإملاء في دار السنة سنة اثنتين وستين وثلاثمئة، وكان يحضر الحلق.