المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٧

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌الحسن بن علي بن عبد الله

- ‌الحسن بن علي بن عبد الله الخراساني

- ‌الحسن بن علي بن عبد الصمد

- ‌الحسن بن علي بن عبد الواحد

- ‌الحسن بن علي بن علي بن محمد

- ‌الحسن بن علي بن عمر بن عيسى

- ‌الحسن بن علي بن عمر

- ‌الحسن بن علي بن عياش

- ‌الحسن بن علي بن عيسى

- ‌‌‌الحسن بن علي بن محمد

- ‌الحسن بن علي بن محمد

- ‌الحسن بن علي بن محمد بن أحمد

- ‌الحسن بن علي بن القاسم

- ‌الحسن بن علي بن مصعب بن بدر

- ‌‌‌الحسن بن علي بن موسى

- ‌الحسن بن علي بن موسى

- ‌الحسن بن علي بن موسى بن الحسين

- ‌الحسن بن علي بن وهب

- ‌الحسن بن علي بن الوتاق بن الصلت

- ‌الحسن بن يحيى بن زياد بن حيان

- ‌الحسن بن علي أبو محمد وقيل

- ‌الحسن بن علي أبو علي الشيزري

- ‌الحسن بن علي أبو محمد الوراق

- ‌الحسن بن عمران أبو عبد الله

- ‌الحسن بن أبي العمرطة الكندي المروزي

- ‌الحسن بن عيسى الدمشقي

- ‌الحسن بن غالب بن علي بن غالب

- ‌الحسن بن الفرج الغزي

- ‌الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن دحيم

- ‌الحسن بن قريش أبو لعي

- ‌الحسن بن محمد بن أحمد

- ‌الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌الحسن بن محمد بن أحمد بن الفضل

- ‌الحسن بن محمد بن الأصم

- ‌الحسن بن محمد بن جعفر بن علي

- ‌الحسن بن محمد بن الحسن

- ‌الحسن بن محمد الصالح بن الحسن

- ‌الحسن بن محمد المؤم بن الحسن

- ‌‌‌الحسن بن محمد بن الحسن

- ‌الحسن بن محمد بن الحسن

- ‌الحسن بن محمد بن الحسين بن علي

- ‌الحسن بن محمد بن داود بن محمد

- ‌الحسن بن محمد بن زياد البيساني

- ‌الحسن بن محمد بن سعيد أبو علي

- ‌الحسن بن محمد بن سليمان بن هشام

- ‌الحسن بن محمد بن عبد الله

- ‌الحسن بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌الحسن بن محمد بن علي

- ‌الحسن بن محمد بن علي بن مصعب

- ‌الحسن بن محمد بن علي بن محمد

- ‌الحسن بن محمد بن مزيد

- ‌الحسن بن محمد بن النعمان

- ‌الحسن بن محمد بن يزيد بن محمد

- ‌الحسن بن محمود بن أحمد بن محمود

- ‌‌‌الحسن بن المظفر بن الحسن

- ‌الحسن بن المظفر بن الحسن

- ‌الحسن بن مكي بن الحسن

- ‌الحسن بن منصور بن هاشم

- ‌الحسن بن منير بن محمد بن منير

- ‌الحسن بن نصر بن الحسن

- ‌الحسن بن نظيف بن عبد الله

- ‌الحسن بن أبي نعيم بن الأصم

- ‌الحسن بن الوليد بن موسى بن سعيد

- ‌الحسن بن وهب بن سعيد

- ‌الحسن بن هانىء بن صباح

- ‌الحسن بن هبة الله بن عبد الله

- ‌الحسن بن يحيى أبو عبد الملك

- ‌الحسن بن يوسف بن أبي طيبة

- ‌الحسن بن يوسف بن يعقوب

- ‌الحسن الحضرمي والد هشام

- ‌الحسين بن أحمد بن بكار

- ‌الحسين بن أحمد بن رستم

- ‌الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد الله

- ‌الحسين بن أحمد بن العباس بن محمد

- ‌الحسين بن أحمد بن عبد الله

- ‌الحسين بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن أحمد بن محمد

- ‌الحسين بن أحمد بن محمد

- ‌الحسين بن أحمد بن محمد

- ‌الحسين بن أحمد بن مروان القرشي

- ‌الحسين بن أحمد بن المظفر بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن أحمد

- ‌الحسين بن أحمد

- ‌الحسين بن أحمد بن يحيى

- ‌الحسين بن أحمد

- ‌الحسين بن إبراهيم بن جابر

- ‌الحسين بن إبراهيم بن محمد

- ‌الحسين بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌الحسين بن إدريس بن المبارك

- ‌الحسين بن الأشعث

- ‌الحسين بن جعفر بن محمد

- ‌الحسين بن الحسن بن أحمد

- ‌الحسين بن الحسن بن زيد

- ‌الحسين بن الحسن بن سباع

- ‌الحسين بن الحسن بن عبد الله

- ‌الحسين بن الحسن بن محمد

- ‌الحسين بن الحسن بن مهاجر

- ‌الحسين بن الحسين بن عبد الرحمن

- ‌الحسين بن حمزة بن الحسين بن جعفر

- ‌الحسين بن خشيش

- ‌الحسين بن ذكر بن هارون

- ‌الحسين بن رافع الغزنوي

- ‌الحسين بن سعيد بن المهند بن مسلمة

- ‌الحسين بن السميدع بن إبراهيم

- ‌الحسين بن الضحاك بن ياسر

- ‌الحسين بن طاهر

- ‌الحسين بن أبي عاصم

- ‌الحسين بن عبد الله بن الحسين

- ‌الحسين بن عبد الله بن شاكر

- ‌الحسين بن عبد الله بن ضميرة

- ‌الحسين بن عبد الله بن محمد

- ‌الحسين بن عبد الله بن يزيد

- ‌الحسين بن عبيد الله بن أحمد

- ‌الحسين بن عبد السلام

- ‌الحسين بن عبد الغفار بن محمد

- ‌الحسين بن عبيد الكلابي

- ‌الحسين بن عثمان بن أحمد

- ‌الحسين بن عقيل بن محمد

- ‌الحسين بن علي بن جعفر البغدادي

- ‌الحسين بن علي بن الحسين

- ‌‌‌الحسين بن علي بن الحسين

- ‌الحسين بن علي بن الحسين

- ‌الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام

- ‌جوامع حديث مقتل الحسين عن جماعة رواة

- ‌الحسين بن علي بن محمد بن مصعب

- ‌الحسين بن علي بن محمد بن عتاب

- ‌الحسين بن علي بن محمد بن جعفر

- ‌‌‌الحسين بن علي بن محمد

- ‌الحسين بن علي بن محمد

- ‌الحسين بن علي بن عمر

- ‌الحسين بن علي بن محمد بن مسلمة

- ‌الحسين بن علي بن الهيثم بن محمد

- ‌الحسين بن علي بن يزيد بن داود

- ‌الحسين بن علي ويقال الحسن الكندي

- ‌الحسين بن علي الصوفي الدمشقي

- ‌الحسين بن علي أبو عبد الله

- ‌الحسين بن عيسى أبو الرضا

- ‌الحسين بن الفتح بن نصر بن محمد

- ‌الحسين بن الفضل بن حوي أبو القاسم

- ‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌‌‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن إبراهيم

- ‌الحسين بن محمد بن إبراهيم

- ‌الحسين بن محمد بن أسد

- ‌الحسين بن محمد بن جمعة

- ‌الحسين بن محمد بن الحسن

- ‌الحسين بن محمد بن سنان

- ‌الحسين بن محمد بن شعيب

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن عبد الله

- ‌الحسين بن محمد بن عبد الله

- ‌الحسين بن محمد بن عتبة بن مساور

- ‌الحسين بن محمد بن علي بن عتاب

- ‌الحسين بن محمد بن غويث

- ‌الحسين بن محمد بن فيرة بن حيون

- ‌الحسين بن محمد بن الوزير

- ‌الحسين بن محمد وقيل ابن أحمد

- ‌الحسين بن المبارك الطبراني

- ‌الحسين بن المتوكل

- ‌الحسين بن مطير بن مكمل

- ‌‌‌الحسين بن المظفر بن الحسين

- ‌الحسين بن المظفر بن الحسين

- ‌الحسين بن نصر بن المعارك

- ‌الحسين بن الوليد أبو علي

- ‌الحسين بن هارون بن عيسى

- ‌الحسين بن الهيثم بن ماهان

- ‌‌‌الحسين

- ‌الحسين

- ‌الحسين ويقال الحسن بن المصري

- ‌الحسين البرذعي أحد الصالحين

- ‌حصن بن عبد الرحمن

- ‌حصين بن جعفر الفزاري

- ‌حصين بن جندب أبو ظبيان

- ‌حصين بن مالك أبي الحر بن الخشخاش

- ‌حصين بن نمير بن نابل بن لبيد

- ‌حصين بن الوليد

- ‌حضين بن المنذر بن الحارث

- ‌حطان بن عوف

- ‌حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم

- ‌حفاظ بن الحسن بن الحسين

- ‌حفاظ بن سلامة الناسخ

- ‌‌‌حفص بن سعيد

- ‌حفص بن سعيد

- ‌حفص بن سليمان

- ‌حفص بن أبي العاص بن بشر

- ‌حفص بن عمر بن سعيد

- ‌حفص بن عمر بن حفص

- ‌حفص بن عمر ويقال ابن عمرو

- ‌حفص بن عمر بن عبد الله

- ‌حفص بن عمر بن عبد الرحمن

- ‌حفص بن عمر أبو الوليد مولى قريش

- ‌حفص بن غيلان

- ‌حفص بن مسيرة أبو عمر الصنعاني

- ‌حفص بن الوليد بن سيف

- ‌حفص الأموي

- ‌الحكم بن أيوب بن الحكم

- ‌الحكم بن عبد الله بن خطاف

- ‌الحكم بن عبد الله بن سعد

- ‌الحكم بن عبد الرحمن

- ‌الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو

- ‌الحكم بن عمر ويقال ابن عمرو

- ‌الحكم بن المطلب بن عبد الله

- ‌الحكم بن معمر بن قنبر بن جحاش

- ‌الحكم بن موسى بن أبي زهير

- ‌الحكم بن ميمون

- ‌الحكم بن مينا المدني

- ‌الحكم بن نافع أبو اليمان البهراني

- ‌الحكم بن هشام بن عبد الرحمن

- ‌الحكم بن يعلى بن عطاء

- ‌حكيم بن حزام بن خويلد

- ‌حكيم بن عياش الكلبي الأعور

- ‌حكيم بن رزيق بن حكيم الفزاري

- ‌حماد بن عمر بن يونس بن كليب

- ‌حماد بن مالك بن بسطام بن درهم

- ‌حماد بن أبي ليلى

- ‌حماد ويقال حامد بن يحيى

- ‌حماد أبو الخطاب الدمشقي

- ‌حماد مولى بني أمية

- ‌حمدان بن غارم بن ينار

- ‌حمدان بن محمد الجبيلي

- ‌حمدون بن إسماعيل بن داود النديم

- ‌حمدية الخشاب المصري

- ‌حمد بن الحسين بن أحمد ابن دارست

- ‌حمد بن عبد الله بن علي

- ‌حمد بن محمد أبو الشكر

- ‌حمران بن أبان بن خالد

- ‌حمرة بن عبد كلال

- ‌حمرة بن مالك بن سعد الهمداني

- ‌حمزة بن أحمد بن حمزة

- ‌حمزة بن أحمد بن علي بن معصرة

- ‌حمزة بن أحمد بن فارس

- ‌حمزة بن بيض الحنفي

- ‌حمزة بن أسد بن علي بن محمد

- ‌حمزة بن الحسن بن العباس

- ‌حمزة بن الحسن بن المفرج

- ‌حمزة بن خراش أبو يعلى

- ‌حمزة بن عبد الله بن الحسين

- ‌حمزة بن عبد الله بن سليمان

- ‌حمزة بن عبد الله بن عمر

- ‌حمزة بن عبد الله أبو يعلى

- ‌حمزة بن عبد الرزاق بن محمد

- ‌حمزة بن عثمان

- ‌حمزة بن عثمان بن أحمد

- ‌حمزة بن علي بن هبة الله

- ‌حمزة بن عمرو بن عويمر

- ‌حمزة بن القاسم أبو محمد الشامي

- ‌حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة

- ‌حمزة بن محمد بن جعفر

- ‌حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد

- ‌حمزة بن محمد بن حمزة

- ‌حمزة بن محمد بن عبد الله

- ‌حمزة بن محمد بن علي بن العباس

- ‌حمزة بن هبة الله بن سلامة

- ‌حمزة بن يوسف بن إبراهيم

- ‌حميدان بن نصر بن حصين

- ‌حميد بن أبي حميد

- ‌حميد بن ثور بن عبد الله

- ‌حميد بن حريث بن بحدل الكلبي

- ‌حميد بن الحسن بن عبد الله

- ‌حميد بن أبي حميد الدمشقي

- ‌حميد بن زنجويه

- ‌حميد بن عقبة بن رومان

- ‌حميد بن قيس أبو صفوان

- ‌حميد بن محمد بن النضير

- ‌حميد بن مالك بن مغيث

- ‌حميد بن مسلم أبو عبيد الله القرشي

- ‌حميد بن منبه بن عثمان اللخمي

- ‌حميد بن هشام

- ‌حنش بن عبد الله بن عمرو

- ‌حنش بن قيس

- ‌حنظلة بن الربيع بن صيفي

- ‌حنينا أحد صديقي المسيح

- ‌حوشب بن سيف

- ‌حوشب بن طخمة ذو ظليم الألهاني

- ‌حوشب الفزاري

- ‌حويطب بن عبد العزى

- ‌حويت بن أحمد بن أبي حكيم

- ‌حوي بن علي بن صدقة بن حوي

- ‌حيان بن حجر الدمشقي

- ‌حيان بن نافع مولى بني مضر

- ‌حيان ويقال حسان بن وبرة

- ‌حيان أبو النضر الأسدي

- ‌حيان مولى أم الدرداء

- ‌حياش ويقال جياش بالجيم

- ‌حيدرة بن أحمد بن الحسين

- ‌حيدرة بن الحسين بن مفلح

- ‌حيدرة بن علي بن محمد بن إبراهيم

- ‌حيويل بن يسار بن حيي بن قرط

- ‌حيي رجل من بني إسرائيل

- ‌أسماء النساء على حرف الحاء

- ‌حبابة بالتخفيف وهو لقب

- ‌حبة بنت الفضل

- ‌حسينة ماشطة عبد الملك بن مروان

- ‌حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن

- ‌حميدة بنت النعمان بن بشير

- ‌حميدة حاضنة ولد عمر بن عبد العزيز

- ‌حواء أم البشر

- ‌حولا بنت بهلول المتعبدة

- ‌حية ويقال فاختة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌خارجة بن زيد بن ثابت

- ‌خارجة بن مصعب بن خارجة

- ‌خالد بن أسيد بن أبي العيص

- ‌خالد بن برمك أبو العباس

- ‌خالد بن ثابت بن ظاعن

- ‌خالد بن خلي

- ‌خالد بن دهقان القرشي مولاهم

- ‌خالد بن رباح

- ‌خالد بن ربيعة بن مزيز

- ‌خالد بن روح بن السري

- ‌خالد بن الريان المحاربي مولاهم

- ‌خالد بن زياد بن جرو

- ‌خالد بن زياد

- ‌خالد بن زيد بن كليب

- ‌خالد بن سالم

- ‌خالد بن سالم

- ‌خالد بن سعيد بن العاص

- ‌خالد بن سعيد أبو سعيد الكلبي

- ‌خالد بن سلمة بن العاص بن هشام

- ‌خالد بن صفوان بن عبد الرحمن

- ‌خالد بن أبي الصلت البصري

- ‌خالد بن عبد الله بن الحسين

- ‌خالد بن عبد الله بن خالد

- ‌خالد بن عبد الله المطرف

- ‌خالد بن عبد الله بن الفرج

- ‌خالد بن عبد الله بن يزيد

- ‌‌‌‌‌خالد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌خالد بن عبد الرحمن

- ‌خالد بن عبد الرحمن

- ‌خالد بن عبد الرحمن

- ‌خالد بن عتاب بن ورقاء بن الحارث

- ‌خالد بن أبي عثمان بن عبد الله

- ‌خالد بن عمير بن الحباب بن جعدة

- ‌خالد بن غفران

- ‌خالد بن كيسان

- ‌خالد بن اللجلاج أبو إبراهيم العامري

- ‌خالد بن محمد بن خالد بن يحيى

- ‌خالد بن محمد الثقفي

- ‌خالد بن معدان بن أبي كرب

- ‌خالد بن المعمر بن سلمان

- ‌خالد بن المهاجر بن خالد

الفصل: ‌الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام

‌الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام

سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا، وفد على معاوية، وتوجه غازياً إلى القسطنطينية في الجيش الذي كان أميره يزيد بن معاوية.

روت فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة، وإن قدم عهدها، فيحدث لها استرجاعاً إلا أحدث الله له عند ذلك وأعطاه ثواب ما وعده عليها يوم أصيب بها.

حدث أبو هشام القناد البصري قال: كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسين بن علي بن أبي طالب فكان يماكسني فيه، ولعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته، قلت: يا بن رسول الله أجيئك بالمتاع من البصرة تماكسني فيه فلعلي لا أقوم حتى تهب عامته؟ فقال: إن أبي حدثني، يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المغبون لا محمود ولا مأجور.

وقد روي هذا الحديث عن الحسن بن علي عليه السلام، وتقدم في ترجمته.

قال عبد الله بن بريدة: دخل الحسن والحسين عليهما السلام على معاوية، فأمر لهما في وقته بمئتي ألف درهم وقال: خذاها وأنا ابن هند، ما أعطاها أحد قبلي، ولا يعطيها أحد بعدي. قال: فأما الحسن عليه السلام فكان رجلاً سكيتاً، وأما الحسين عليه السلام فقال: والله ما أعطى أحد قبلك ولا أحد بعدك لرجلين أشرف ولا أفضل منا.

وعن أم الفضل بنت الحارث أنها رأت فيما يرى النائم أن عضواً من أعضاء النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

ص: 115

خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً فترضعينه بلبن قثم.

قالت: فولدت فاطمة عليها السلام غلاماً فسماه النبي صلى الله عليه وسلم حسيناً، ودفعه إلى أم الفضل، وكانت ترضعه بلبن قثم.

قال أبو بكر بن المبرقي: ولد الحسين بن علي عليهما السلام في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

قال جعفر بن محمد:

كان بين الحسن والحسين طهر واحد، وعلقت فاطمة بالحسين لخمس خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة، فكان بين ذلك وبين ولاد الحسن خمسون ليلة.

قال قتادة: ولدت فاطمة حسيناً بعد حسن بسنة وعشرة اشهر، فمولده لست سنين وخمسة أشهر ونصف من التاريخ، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف، وقيل ابن تسع وخمسين سنة.

وعن علي بن أبي طالب عليه السلام: أنه سمى ابنه الأكبر حمزة وسمى حسيناً بعمه جعفر قال: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أمرت أن أغير اسم ابني هذين فقلت: الله ورسوله أعلم، فسماهما: حسناً وحسيناً.

وعن علي قال: لما ولد الحسن سميته حرباً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً، قال: بل هو حسن، فلما ولد حسين سماه حرباً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً، فقال: بل هو حسين، فلما ولد

ص: 116

الثالث سميته حرباً، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتوه؟ قلت: حرباً قال: بل هو محسن. ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر، وشبير، ومشبر.

قال عكرمة: لما ولدت فاطمة الحسن أتت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه: حسناً، فلما ولدت حسيناً أتت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا أحسن من هذا، فشق له من اسمه وقال: هذا حسين.

وكنية الحسين عليه السلام: أبو عبد الله.

وعن عاصم بن كليب عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرته لابن عباس فقال: أذكرت حسين بن علي حين رأيته؟ قلت نعم، والله ذكرته بابنه حين رأيته يمشي، قال: إنا كنا نشبهه بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وعن علي بن أبي طالب قال: كان الحسن بن علي أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم، من شعر رأسه إلى سرته، وكان الحسين بن علي أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم من لدن قدميه إلى سرته، اقتسما شبهه.

قال أنس بن مالك: كنت عند ابن زياد فجيء برأس الحسين، قال: فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول: ما رأيت مثل هذا حسناً قلت: أما إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال محمد بن الضحاك الحزامي: كان وجه الحسن بن علي يشبه وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جسد الحسين يشبه جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال سفيان: قلت لعبيد الله بن أبي يزيد: رأيت حسين بن علي؟ قال: نعم: أسود الرأس واللحية إلا شعرات ههنا في مقدم لحيته، فلا أدري أخضب وترك ذلك المكان شبهاً برسول

ص: 117

الله صلى الله عليه وسلم، أو لم يكن شاب منه غير ذلك. قال: ورأيت حسناً وقد أقيمت الصلاة، وقد شجر بين الإمام وبين بعض الناس فقيل له: اجلس. فقال: قد قامت الصلاة.

وعن أبي رافع: أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحسن والحسين فقالت: ابناك وابناي انحلهما، قال: نعم. أما الحسن: فقد نحلته حلمي وهيئتي. وأما الحسين: فقد نحلته نجدتي وجودي. قالت: رضيت يا رسول الله.

قال ابن أبي نعم: كنت جالساً إلى ابن عمر فقال له رجل: ما تقول في دم البعوض يكون في الثوب، أفأصلي فيه؟ قال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا.

وعن أبي أيوب الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه وفي حجره فقلت: يا رسول الله أتحبهما؟ قال: وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا، أشمهما.

قال الحسين بن علي عليهما السلام: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تسبوا أبا بكر وعمر فإنهما سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، ولا تسبوا الحسن والحسين فإنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، ولا تسبوا علياً، فإنه من سب علياً فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله عذبه الله.

وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.

ص: 118

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما.

وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني ملك فسلم علي، نزل من السماء، لم ينزل قبلها فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى ويحيى عليهما السلام.

وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي.

وعن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهلي.

وفي رواية: أهل بيتي. قالت: فقلت يا رسول الله، أما أنا من أهل البيت؟ قال: بلى إن شاء الله.

قال شهر بن حوشب: أتيت أم سلمة أعزيها على الحسين فقالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على منامة له، فجاءته فاطمة بشيء فوضعته فقال: ادعي لي حسناً وحسيناً وابن عمك علياً، فلما اجتمعوا عنده قال: اللهم هؤلاء خاصتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

وعن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندنا منكساً رأسه، فعملت له فاطمة خزيرة، فجاءت ومعها

ص: 119

حسن وحسين، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أين زوجك؟ اذهبي فادعيه، فجاءت به فأكلوا، فأخذ كساءً فأداره عليهم، فأمسك طرفه بيده اليسرى ثم رفع يده اليمنى إلى السماء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. أنا حرب لمن حاربتم، سلم لمن سالمتم، عدو لمن عاداكم.

وعن عمرة بنت أفعى قالت سمعت أم سلمة تقول: نزلت هذه الآية في بيتي: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين قالت: وأنا على باب البيت، فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك على خير، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وما قال: إنك من أهل البيت.

قال يعلى بن مرة: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم، ثم بسط يديه فجعل الحسين يفر مرة ههنا، ومرة ههنا، يضاحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه فقبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط.

وعن ابن مسعود قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين يقول: هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني.

وعن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين، قال: وكان يقول لفاطمة: ادعي لي بابني، فيشمهما ويضمهما.

قال زيد بن أرقم: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، فمرت فاطمة عليها السلام، وهي خارجة من

ص: 120

بيتها إلى حجرة نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابناها: الحسن والحسين، وعلي في آثارهم، فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحب هؤلاء فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني.

قال أبو هريرة: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة فانصرف وانصرفت معه فقال: ادع الحسين بن علي، فجاء الحسين بن علي يمشي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا فقال الحسين بيده هكذا، فالتزمه فقال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه. قال أبو هريرة: فما كان بعد أحد أحب إلي من الحسين بن علي بعدما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال.

وعن سلمان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم، وله عذاب مقيم.

وعن أبي هريرة قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا سجد ركب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده أخذاً رفيقاً، فوضع أحدهما على فخذه والآخر في حجره، فقلت: يا رسول الله، أذهب بهما إلى أمهما؟ قال: لا: فبرقت برقة، فقال: الحقا بأمكما، فلم يزالا في ضوء تلك البرقة حتى لحقا بأمهما.

وعن شداد بن الهاد قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها قال: رفعت رأسي، فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.

ص: 121

وعن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا، فجاء الحسين والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال: صدق الله ورسوله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.

وعن عمر قال: رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: نعم الفرس تحتكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ونعم الفارسان هما.

وعن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي وفاطمة والحسن والحسين فاضطجع معهم، فاستسقى الحسن فقام إلى لقوح فحلبها، فاستسقى الحسين فقال: يا بني استسقى أخوك قبلك نسقيه ثم نسقيك، قالت فاطمة: كأنه أحبهما إليك يا رسول الله، قال: ما هو بأحبهما إلي: إني وأنت وهما وهذا المضطجع في مكان واحد يوم القيامة.

وفي حديث آخر: في مكان واحد في الجنة.

وعن علي قال: قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع الجنائز، وأنا معه، فطلع الحسن والحسين، فاعتركا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إيها حسن خذ حسيناً، فقال علي: يا رسول الله، أعلى حسين تواليه وهو أكبرهما؟ فقال: هذا جبريل يقول: إيها حسين.

وعن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحسن أو الحسين هذا مني وأنا منه، وهو يحرم عليه ما يحرم علي.

ص: 122

وعن أم سلمة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صرحة هذا المسجد فقال: ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا حائض إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ألا قد بينت لكم الأسماء أن تضلوا.

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: سلام عليك يا أبا الريحانتين من الدنيا، فعن قليل ينهد ركناك، والله خليفتي عليك.

فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذا أحد الركنين اللذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ماتت فاطمة قال: هذا الركن الآخر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي حديث آخر: سلام عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا.

وعن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خير رجالكم علي بن أبي طالب وخير شبابكم الحسن والحسين، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد.

وعن علي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج لمباهلة النصارى بي وبفاطمة والحسن والحسين.

وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني، وإلا فصمتا، وهو يقول: أنا شجرة، وفاطمة حملها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، والمحبون أهل البيت ورقها من الجنة حقاً حقاً.

وعن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: لا تسألوني قبل أن تشوب الأحاديث الأباطيل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ص: 123

أنا الشجرة، وفاطمة أصلها، أو فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، فالشجرة أصلها في عدن والأصل والفرع واللقاح والورق والثمر في الجنة.

وعن علي قال:

شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس إياي، فقال: يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة: أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، قال: قلت: يا رسول الله فأين شيعتنا؟ قال: شيعتكم من ورائكم.

وعن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسان الحسين بن علي كما يمص الصبي التمرة.

وعن أنس بن مالك قال: جاءت فاطمة ومعها الحسن والحسين إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المرض الذي قبض فيه، فانكبت عليه فاطمة وألصقت صدرها بصدره وجعلت تبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مه يا فاطمة، ونهاها عن البكاء، فانطلقت إلى البيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستعبر الدموع: اللهم أهل بيتي، وأنا مستودعهم كل مؤمن، ثلاث مرات.

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي حب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله.

أنكر الخطيب هذا الحديث بهذا الإسناد.

وعن فاطمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاها يوماً فقال: أين ابناي؟ يعني حسناً وحسيناً، فقالت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فقال علي: أذهب بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك، وليس عندك شيء، فذهب إلى فلان اليهودي، فتوجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في شربة، بين أيديهما فضل من تمر، فقال: يا علي ألا قلبت ابني قبل أن يشتد

ص: 124

عليهما الحر؟ فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء، فلو جلست حتى أجمع لفاطمة تمرات، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ينزع لليهودي دلواً بتمرة، حتى اجتمع له شيء من تمر، فجعله في حجرته ثم أقبل، فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما، وعلي الآخر حتى قلبهما.

قال يزيد بن أبي زياد: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسيناً يبكي فقال: ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.

وعن حبشي بن جادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى اصطفى العرب من جميع الناس، واصطفى قريشاً من العرب، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من قريش، واختارني في نفر من أهل بيتي: علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين.

وعن عبد الله بن عمر قال: كان على الحسن والحسين تعويذان فيهما من زغب جناح جبريل عليه السلام.

وعن ربيعة السعدي قال: لما اختلف الناس في التفضيل، رحلت راحلتي وأخذت زادي وخرجت حتى دخلت المدينة، فدخلت على حذيفة بن اليمان، فقال لي: من الرجل؟ قلت: من أهل العراق، فقال لي: من أي العراق؟ قال: قلت: رجل من أهل الكوفة. قال: مرحباً بكم يا أهل الكوفة. قال: قلت اختلف الناس علينا في التفضيل، فجئت لأسألك عن ذلك.

فقال لي: على الخبير سقطت. أما إني لا أحدثك إلا بما سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي.

خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه، كما أنظر إليك الساعة حامل الحسين بن علي على عاتقه، كأني أنظر إلى كفه الطيبة واضعها على قدمه يلصقها بصدره فقال: يا أيها الناس، لأعرفن ما اختلفتم في الخيار بعدي، هذا الحسين بن علي خير الناس جداً، وخير الناس جدة، جده محمد رسول الله سيد النبيين، وجدته خديجة بنة خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله، هذا الحسين بن علي خير الناس أباً وخير الناس أماً، أبوه

ص: 125

علي بن أبي طالب أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووزيره وابن عمه وسابق رجال العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله، وأمه فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين. هذا الحسين بن علي خير الناس عماً، وخير الناس عمة، عمه جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وعمته أم هانئ بنت أبي طالب. هذا الحسين بن علي خير الناس خالاً، وخير الناس خالة. خاله: القاسم بن محمد رسول الله، وخالته زينب بنت محمد رسول الله، ثم وضعه عن عاتقه، فدرج بين يديه وحبا.

ثم قال: يا أيها الناس، هذا الحسين بن علي: جده وجدته في الجنة، وأبوه وأمه في الجنة، وعمه وعمته في الجنة، وخاله وخالته في الجنة، وهو وأخوه في الجنة، إنه لم يؤت أحد من ذرية النبيين ما أوتي الحسين بن علي ما خلا يوسف بن يعقوب.

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فاطمة أحصنت فرجها، فحرمها الله وذريتها على النار.

وعن مجاهد قال: جاء رجل إلى الحسن والحسين فسألهما فقالا: إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لحاجة مجحفة، أو لحمالة مثقلة، أو دين فادح، فأعطياه، ثم أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله عن شيء فقال: أتيت ابني عمرك فهما أصغر سناً منك فسألاني وقالا لي، وأنت لم تسألني عن شيءٍ، قال: ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما كانا يغران العلم غرا.

قال يحيى بن سعيد: أمر عمر حسين بن علي أن يأتيه في بعض الحاجة، فقال حسين، فلقيه عبد الله بن عمر فقال له حسين: من أين جئت؟ قال: قد استأذنت على عمر فلم يؤذن لي؛ فرجع حسين، فلقيه عمر فقال له: ما منعك يا حسين أن تأتيني؟ قال: قد أتيتك، ولكن أخبرني عبد الله بن عمر أنه لم يؤذن له عليك فرجعت، فقال عمر: وأنت عندي مثله؟! وأنت عندي مثله؟! وهل أنبت الشعر على الرأس غيركم؟

ص: 126

وعن حسين بن علي قال: صعدت إلى عمر وهو على المنبر، فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك، فقال: من علمك هذا؟ قلت: ما علمنيه أحد، قال: منبر أبيك والله، منبر أبيك والله، وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا أنتم، جعلت تأتينا، وجعلت تغشانا.

وعن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: أن عمر بن الخطاب لما دون الديوان وفرض العطاء، ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر، لقرابتهما برسول الله صلى الله عليه وسلم، ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف.

حدث جعفر بن محمد عن أبيه قال: قدم على عمر حلل من اليمن فكسا الناس، فراحوا في الحلل وهو بين القبر والمنبر جالس، والناس يأتونه فيسلمون عليه ويدعون، فخرج الحسن والحسين ابنا علي من بيت أمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتخطيان الناس، وكان بيت فاطمة في جوف المسجد ليس عليهما من تلك الحلل شيء، وعمر قاطبٌ صار بين عينيه، ثم قال: والله ما هناني ما كسوتكم، قالوا: لم يا أمير المؤمنين؟ كسوت رعيتك وأحسنت، قال: من أجل الغلامين، يتخطيان الناس ليس عليهما منها شيء، كبرت عنهما، وصغرا عنها.

ثم كتب إلى صاحب اليمن أن ابعث إلي بحلتين لحسن وحسين وعجل، فبعث إليه بحلتين فكساهما.

قال مسافع بن شيبة: عرض حسين بن علي لمعاوية بالردم، ومعاوية على راحلته فكلمه بكلام شديد، فسكت عنه معاوية، فقال له يزيدك يجترئ عليك هذا، يكلمك بمثل هذا، فقال: دعه، فقد أقتلته، يريد أني كلم بهذا الكلام سواي فلا يحتلمه له.

قال مسافع بن شيبة: حج معاوية، فلما كان عند الردم أخذ حسين بخطامه فأناخ به ثم ساره طويلاً، ثم انصرف، وزجر معاوية راحلته فسار، فقال عمرو بن عثمان: ينبح بك الحسين وتكف عنه

ص: 127

وهو ابن أبي طالب؟ فقال معاوية: دعني من علي، فوالله ما فارقني حتى خفت أن يقتلني، ولو قتلني لما أفلحتم، وإن لكم من بني هاشم ليوماً.

وعن علي أنه قال: إن ابني هذا سيخرج من هذا الأمر، وأشبه أهلي بي الحسين.

وعن المسيب بن نجبة قال: قال علي: ألا أحدثكم عن خاصة نفسي وأهل بيتي؟ قلنا: بلى. قال: أما حسن فصاحب جفنة وخوان، وفتى من الفتيان، ولو قد التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب حثالة عصفور، وأما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو وباطل، ولا يغرنكم ابنا عباس، وأما أنا وحسين فإنا منكم وأنتم منا، والله لقد خشيت أن يدال هؤلاء القوم عليكم بصلاحهم في أرضهم، وفسادكم في أرضكم، وبأدائهم الأمانة وخيانتكم، وطواعيتهم إمامهم ومعصيتكم له، واجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم حتى تطول دولتهم، حتى لا يدعوا لله محرماً إلا استحلوه، ولا يبقى بيت مدر، ولا وبر إلا دخله ظلمهم، وحتى يكون أحدكم تابعاً لهم، وحتى تكون نصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيده: إذا شهد أطاعه، وإذا غاب عنه سبه، وحتى يكون أعظمهم فيها غناء أحسنكم بالله ظنا، وإن أتاكم الله بعافية فاقبلوا، وإن ابتليتم فاصبروا فإن العاقبة للمتقين.

كان الحسن يقول للحسين: أي أخ! والله لوددت أن لي بعض شدة قلبك، فيقول له الحسين: وأنا والله وددت أن لي بعض ما بسط لك من لسانك.

قال مدرك بن عمارة:

رأيت ابن عباس آخذاً بركاب الحسن والحسين فقيل له: أتأخذ بركابهما وأنت أسن منهما؟ فقال: إن هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوليس من سعادتي أن آخذ بركابيهما؟ قال أبو المهزم: كنا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة، فجيء بجنازة رجل فجعله بينه وبين المرأة، فصلى عليها، فلما أقبلنا أعيا الحسين فقعد في الطريق، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه، فقال الحسين: يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا؟! قال أبو هريرة: دعني، فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم، لحملوك على رقابهم.

ص: 128

حدث جعفر بن محمد عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وهم صغار لم يبلغوا، قال: ولم يبايع صغيراً إلا منا.

وحدث عن أبيه أيضاً: أن الحسين بن علي حج ماشياً خمساً وعشرين حجة ونجائبه تقاد معه.

وقد روي ذلك عن الحسن بن علي وتقدم في ترجمته.

وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: مر الحسن بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا: الغداء، فنزل وقال: إن الله لا يحب المتكبرين، فتغدى ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني، قالوا: نعم، فمضى بهم إلى منزله، فقال للرباب: أخرجي ما كنت تدخرين.

قال أبو الحسن المدائني: جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام تأثم من هجر أخيه، فأقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله، فلما جلس الحسن قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به.

قال ابن عون: كتب الحسن إلى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء، قال: فكتب إليه: إن خير المال ما وقى العرض.

قال الأسود بن قيس العبدي: قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أسر ابنك بثغر الري. قال: عند الله أحتسبه ونفسي، ما كنت أحب أن يؤسر، ولا أن أبقى بعده. فسمع قوله الحسين، فقال له: رحمك الله، أنت في حل من بيعتي، فاعمل في فكاك ابنك. قال: أكلتني السباع حياً إن

ص: 129

فارقتك. قال: فأعط ابنك هذه الأثواب البرود يستعن بها في فداء أخيه، فأعطاه خمسةً أيام قيمتها ألف دينار.

قال أبو عون: لما خرج الحسين بن علي من المدينة يريد مكة، مر بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له: أين فداك أبي وأمي؟ قال: أردت مكة. قال: وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها، فقال له ابن مطيع: إني فداك أبي وأمي، متعنا بنفسك ولا تسر إليهم، فأبى حسين، فقال له ابن مطيع: إن بئري هذه قد رشحتها، وهذا اليوم أوار، ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة، قال: هات من مائها، فأتى من مائها في الدلو، فشرب منه ثم تمضمض ثم رده في البئر فأعذب وأمري.

وعن عكرمة عن ابن عباس: بينما هو يحدث الناس، إذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال له: يا بن عباس تفتي الناس في النملة والقملة، صف لي إلهك الذي تعبد، فأطرق ابن عباس إعظاماً لقوله، وكان الحسين بن علي جالساً ناحية، فقال: إلي يا بن الأزرق، قال: لست إياك أسأل.

قال ابن عباس: يا بن الأزرق إنه من أهل بيت النبوة، وهم ورثة العلم، فأقبل نافع نحو الحسين، فقال له الحسين: يا نافع، إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في التباس، سائلاً ناكباً عن المنهاج طاعناً بالاعوجاج، ضالاً عن السبيل، قائلاً غير الجميل، يا بن الأزرق: أصف إلهي بما وصف به نفسه، وأعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب غير ملتصق، بعيد غير منتقص، يوحد ولا يبعض، معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال.

فبكى ابن الأزرق وقال: يا حسين ما أحسن كلامك! قال له الحسين: بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعلي. قال ابن الأزرق: أما والله يا حسين، لئن كان ذلك لقد كنتم منار الإسلام، ونجوم الأحكام.

فقال له الحسين: إني سائلك عن مسألة، قال: سل. فسأله عن هذه الآية: " وأما

ص: 130

الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة ". يا بن الأزرق من حفظ في الغلامين؟ قال ابن الأزرق: أبوهما. قال الحسين: فأبوهما خير أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ابن الأزرق: قد أنبأ الله تعالى أنكم قوم خصمون.

وعن الحسين بن علي قال:

من أحبنا لله وردنا نحن وهو على نبينا صلى الله عليه وسلم، هكذا، وضم أصبعيه، ومن أحبنا للدنيا، فإن الدنيا تسع البر والفاجر.

قال الذيال بن حرمة: خرج سائل يتخطى أزقة المدينة، حتى أتى باب الحسين بن علي، فقرع الباب وأنشد يقول: من المنسرح

لم يخب اليوم من رجاك ومن

حرّك من خلف بابك الحلقه

وأنت جودٌ، وأنت معدنه

أبوك ما كان قاتل الفسقه

قال: وكان الحسين بن علي واقفاً يصلي، فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة، فرجع ونادى بقنبر فأجابه: لبيك يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال: مئتا درهم أمرتني بتفرقتها في أهل بيتك، قال: فهاتها، فقد أتى من هو أحق بها منهم، فأخذها وخرج فدفعها إلى الأعرابي، وأنشأ يقول: من المنسرح

خذها فإني إليك معتذرٌ

واعلم بأني عليك ذو شفقه

لو كان في سيرنا عصا تمد إذاً

كانت سمانا عليك مندفقه

لكنّ ريب المنون ذو نكدٍ

والكفّ منّا قليلة النّفقه

ص: 131

قال: فأخذها الأعرابي وولى وهو يقول: من البسيط

مطهّرون، نقيّاتٌ جيوبهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

فأنتم أنتم الأعلون، عندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

من لم يكن علويّاً حين تنسبه

فماله في جميع الناس مفتخر

ومن شعر سيدنا الحسين بن علي عليه السلام: من السريع

اغن عن المخلوق بالخالق

تغن عن الكاذب والصادق

واسترزق الرحمن من فضله

فليس غير الله من رازق

من ظنّ أنّ الناس يغنونه

فليس بالرحمن بالواثق

أوظنّ أنّ المال من كسبه

زلّت به النعلان من حالق

ومن شعره أيضاً: من الخفيف.

كلّما زيد صاحب المال مالاً

زيد في همّه وفي الاشتغال

قد عرفناك يا منغّصة العي

ش ويا دار كلّ فانٍ وبال

ليس يصفوا لزاهد طلب الزهد

إذا كان مثقلاً بالعيال

قال إسحاق بن إبراهيم: بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال: من الكامل

ناديت سكّان القبور فأسكتوا

وأجابني عن صمتهم ندب الجثى

قالت: أتدري ما صنعت بساكنيّ

مزقت ألحمهم وخرّقت الكسا

وحشوت أعينهم تراباً بعدما

كانت تأذّى باليسير من القذى

أما العظام فإنني فرّقتها

حتى تباينت المفاصل والشّوى

قطّعت ذا من ذا ومن هذا كذا

فتركتها رمماً يطول بها البلى

ص: 132

ومن شعر الحسين بن علي عليهما السلام: من الطويل

لئن كانت الدنيا تعدّ نفيسةً

فدار ثواب الله أعلى وأنبل

وإن كانت الأبدان للموت أنشئت

فقتلٌ، سبيل الله، بالسيف أفضل

وإن كانت الأرزاق شيئاً مقدّراً

فقلّة سعي المرء في الكسب أجمل

وإن كانت الأموال للتّرك جمّعت

فما بال متروكٍ به المرء يبخل

وكان الحسين بن علي يوم الجمل على الميسرة.

حدث عبد الله بني يحيى عن أبيه: أنه سافر مع علي بن أبي طالب وكان صاحب مطهرته، فلما حاذوا بنينوى، وهو منطلق إلى صفين، نادى علي: صبراً أبا عبد الله، صبراً أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: ومن ذا أبو عبد الله؟ قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم يسعني أملك عيني أن فاضتا.

قال أبو أمامة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه:

لا تبكوا هذا الصبي، يعني حسيناً، قال: فكان يوم أم سلمة، فنزل جبريل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الداخل، وقال لأم سلمة: لا تدعي أحداً يدخل علي، فجاء الحسين، فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في البيت أراد أن يدخل، فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكته، فلما اشتد في البكاء خلت عنه، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال: نعم، يقتلونه، فتناول جبريل تربة فقال: بمكان كذا وكذا.

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتضن حسيناً كاسف البال، مهموماً، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله، جعلت لك الفداء، إنك قلت لنا:

ص: 133

لا تبكوا هذا الصبي، وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك، فجاء فخليت عنه، فلم يرد عليها.

فخرج إلى أصحابه وهم جلسو فقال لهم: إن أمتي يقتلون هذا، ففي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه، فقالا: يا نبي الله، يقتلونه وهم مؤمنون؟ قال: نعم، هذه تربته، فأراهم إياها.

وعن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فنزل جبريل فقال: يا محمد! إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وديعة عندك هذه التربة، فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ريح كرب وبلاء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل، قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم، يعني، وتقول: إن يوماً تحولين دماً ليوم عظيم.

قالت أم سلمة: دخل الحسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففزع، فقالت أم سلمة: مالك يا رسول الله؟ قال: إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل، وإنه اشتد غضب الله عل من يقتله.

وفي حديث آخر بالمعنى الأول: وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، فأراه إياه، فإذا الأرض يقال لها كربلاء.

وفي حديث آخر بالمعنى قال: فضرب بجناحه فأتاني بهذه التربة قالت: وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول: يا ليت شعري، من يقتلك بعدي؟ وفي حديث آخر: وقيل: اسمها كربلاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كرب وبلاء.

ص: 134

وعن محمد بن صالح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبره جبريل أن أمته ستقتل حسين بن علي، فقال: يا جبريل أفلا أراجع فيه، قال: لا؛ لأنه أمر قد كتبه الله.

وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجرتي.

قال أبو عبد الله الضبي: دخلنا على ابن هرثم الضبي حين أقبل من صفين، وهو مع علي، وهو جالس على دكان له، وله امرأة يقال لها: جرداء، هي أشد حباً لعلي وأشد لقوله تصديقاً، فجاءت شاة له فبعرت فقال: لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثاً لعلي، قالوا: وما علم علي بهذا؟ قال: أقبلنا مرجعنا من صفين، فنزلنا كربلاء، فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجرات ودوحات حرمل، ثم أخذ كفاً من بعر الغزلان فشمه، ثم قال: أوه أوه، يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب، قال: قالت جرداء: وما تنكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك، نادت بذلك وهي في جوف البيت.

قال عمار الدهني: مر علي على كعب فقال: يخرج من ولد هذا رجل، يقتل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر حسن فقالوا: هذا هو يا أبا إسحاق، قال: لا. فمر حسين فقالوا: هذا هو. قال: نعم.

حدث العلاء بن أبي عائشة عن أبيه عن رأس الحالوب قال: كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي، فكنت إذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها، فلما قتل حسين جعلت أسير بعد ذلك على هينتي.

حدث الشعبي عن ابن عمر:

أنه كان بماله، فبلغه أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال فقال له: أين تريد؟ فقال: العراق. وإذا معه طوامير كتب، فقال: هذه كتبهم وبيعتهم فقال: لا تأتهم، فأبى، قال: إني محدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره

ص: 135