الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الزبير بن بكار: فولد عبد الملك بن الحارث: إسحاق وأبان وإسماعيل وروحاً وخالداً المعروف بابن مطرة.
ولي لهشام بن عبد الملك المدينة سبع سنين، فأقحطوا، فكان يقال: سنيات خالد، وكان أهل البادية قد جلوا إلى الشام.
قال أبو بكر بن عياش: ثم حج بالناس خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم سنة أربع عشرة ومئة.
قال خالد بن القاسم: استعمل هشام بن عبد الملك خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم على المدينة، فكان يؤذي علي بن أبي طالب على المنبر، فسمعته يوماً على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: والله لقد استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وهو يعلم أنه كذا وكذا، ولكن فاطمة كلمته فيه، فبرك داود بن قيس الفراء على ركبتيه فقال: كذبت كذبت حتى خفضه الناس.
قال صالح بن محمد: نمت وخالد بن عبد الملك يخطب يومئذ، ففزعت وقد رأيت في المنام كأن القبر انفرج، وكأن رجلاً يخرج منه يقول: كذبت كذبت، فلما قامت الصلاة وصلينا، سألت ما كان، فأخبرت بالذين تكلم به خالد بن عبد الملك.
خالد بن عتاب بن ورقاء بن الحارث
ابن عمرو بن همام بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم أبو سليمان التميمي الرياحي اليربوعي كان أميراً على الري من قبل الحجاج، فخافه فهرب إلى دمشق، واستجار
بعبد الملك بن مروان فأجاره، وكانت أمه أم ولد، فكتب إليه الحجاج يلخن أمه ويقول: يا بن أمتنا اللخناء، أنت الذي هربت عن أبيك حتى قتل.
وقد كان حلف ألا يسب أحد أمه إلا أجابه كائناً من كان؛ فكتب إليه خالد: كتبت تلخنني وتزعم أنني فررت عن أبي حتى قتل: ولعمري لقد فررت عنه، ولكن بعد ما قتل، وحين لم أجد لي مقاتلاً، ولكن أخبرني عنك يا بن اللخناء المستفرمة بعجم زبيب الطائف حين فررت أنت وأبوك يوم الحرة على جمل ثقال، أيكما كان أمام صاحبه؟ فقرأ الحجاج الكتاب وقال: صدق: من مشطور الرجز
أنا الذي فررت يوم الحرّه
…
ثم ثبتّ كرة بفرّه
والشيخ لا يفرّ إلا مرّه
ثم طلبه فهرب إلى الشام، وسلم بيت المال لم يأخذ منه شيئاً. فكتب الحجاج إلى عبد الملك بما كان منه.
وقدم خالد الشام، فسأل عن وزير عبد الملك، فقيل له: روح بن زنباع، فأتاه حين طلعت الشمس فقال: إني جئتك مستجيراً. فقال: قد أجرتك إلا أن تكون خالداً، قال: فأنا خالد، فتغير وقال: أنشدك الله إلا خرجت عني، فإني لا آمن عبد الملك، فقال: أنظرني تغرب الشمس، فجعل روح يراعيها حتى خرج خالد، فأتى زفر بن الحارث
الكلابي فقال: إني جئتك مستجيراً. قال: قد أجرتك. قال: إني خالد بن عتاب. قال: وإن كنت خالداً.
فلما أصبح دعا ابنين له فتهادى بينهما وقد أسن، فدخل على عبد الملك وقد أذن للناس، فلما رآه دعا له بكرسي فوضع عند رأسه، فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين إني قد أجرت عليك رجلاً فأجره قال: قد أجرته إلا أن يكون خالداً. قال: فهو خالد. قال: لا، ولا كرامة.
فقال زفر لابنيه: أنهضاني، فلما ولى قال: يا عبد الملك، والله لو كنت تعلم أن يدي تطيق حمل القناة ورأس الجواد لأجرت من أجرت.
فضحك، وقال: يا أبا الهذيل قد أجرناه فلا أريبه، وأرسل إلى خالد بألفي درهم، فأخذها، ودفع إلى رسوله أربعة آلاف.
قال أبو عبيدة: خطب عتاب بن ورقاء الرياحي على المنبر فقال: أقول كما قال الله عز وجل في كتابه: من الخفيف
ليس شيءٌ على المنون بباقي
…
غير وجه المسبّح الخلاّق
فقيل له: أيها الأمير هذا قول عدي بن زيد، فقال: فنعم، والله، ما قال عدي بن زيد.
وأتي عتاب بن ورقاء بامرأة من الخوارج فقال لها: يا عدوة الله، ما حملك على الخروج علينا؟ أما سمعت الله يقول؟: من الخفيف
كتب القتل والقتال علينا
…
وعلى المحصنات جرّ الذّيول
فقالت: جهلك بكتاب الله حملني على الخروج عليك وعلى أئمتك، يا عدو الله.