المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خالد بن صفوان بن عبد الرحمن - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٧

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌الحسن بن علي بن عبد الله

- ‌الحسن بن علي بن عبد الله الخراساني

- ‌الحسن بن علي بن عبد الصمد

- ‌الحسن بن علي بن عبد الواحد

- ‌الحسن بن علي بن علي بن محمد

- ‌الحسن بن علي بن عمر بن عيسى

- ‌الحسن بن علي بن عمر

- ‌الحسن بن علي بن عياش

- ‌الحسن بن علي بن عيسى

- ‌‌‌الحسن بن علي بن محمد

- ‌الحسن بن علي بن محمد

- ‌الحسن بن علي بن محمد بن أحمد

- ‌الحسن بن علي بن القاسم

- ‌الحسن بن علي بن مصعب بن بدر

- ‌‌‌الحسن بن علي بن موسى

- ‌الحسن بن علي بن موسى

- ‌الحسن بن علي بن موسى بن الحسين

- ‌الحسن بن علي بن وهب

- ‌الحسن بن علي بن الوتاق بن الصلت

- ‌الحسن بن يحيى بن زياد بن حيان

- ‌الحسن بن علي أبو محمد وقيل

- ‌الحسن بن علي أبو علي الشيزري

- ‌الحسن بن علي أبو محمد الوراق

- ‌الحسن بن عمران أبو عبد الله

- ‌الحسن بن أبي العمرطة الكندي المروزي

- ‌الحسن بن عيسى الدمشقي

- ‌الحسن بن غالب بن علي بن غالب

- ‌الحسن بن الفرج الغزي

- ‌الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن دحيم

- ‌الحسن بن قريش أبو لعي

- ‌الحسن بن محمد بن أحمد

- ‌الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌الحسن بن محمد بن أحمد بن الفضل

- ‌الحسن بن محمد بن الأصم

- ‌الحسن بن محمد بن جعفر بن علي

- ‌الحسن بن محمد بن الحسن

- ‌الحسن بن محمد الصالح بن الحسن

- ‌الحسن بن محمد المؤم بن الحسن

- ‌‌‌الحسن بن محمد بن الحسن

- ‌الحسن بن محمد بن الحسن

- ‌الحسن بن محمد بن الحسين بن علي

- ‌الحسن بن محمد بن داود بن محمد

- ‌الحسن بن محمد بن زياد البيساني

- ‌الحسن بن محمد بن سعيد أبو علي

- ‌الحسن بن محمد بن سليمان بن هشام

- ‌الحسن بن محمد بن عبد الله

- ‌الحسن بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌الحسن بن محمد بن علي

- ‌الحسن بن محمد بن علي بن مصعب

- ‌الحسن بن محمد بن علي بن محمد

- ‌الحسن بن محمد بن مزيد

- ‌الحسن بن محمد بن النعمان

- ‌الحسن بن محمد بن يزيد بن محمد

- ‌الحسن بن محمود بن أحمد بن محمود

- ‌‌‌الحسن بن المظفر بن الحسن

- ‌الحسن بن المظفر بن الحسن

- ‌الحسن بن مكي بن الحسن

- ‌الحسن بن منصور بن هاشم

- ‌الحسن بن منير بن محمد بن منير

- ‌الحسن بن نصر بن الحسن

- ‌الحسن بن نظيف بن عبد الله

- ‌الحسن بن أبي نعيم بن الأصم

- ‌الحسن بن الوليد بن موسى بن سعيد

- ‌الحسن بن وهب بن سعيد

- ‌الحسن بن هانىء بن صباح

- ‌الحسن بن هبة الله بن عبد الله

- ‌الحسن بن يحيى أبو عبد الملك

- ‌الحسن بن يوسف بن أبي طيبة

- ‌الحسن بن يوسف بن يعقوب

- ‌الحسن الحضرمي والد هشام

- ‌الحسين بن أحمد بن بكار

- ‌الحسين بن أحمد بن رستم

- ‌الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد الله

- ‌الحسين بن أحمد بن العباس بن محمد

- ‌الحسين بن أحمد بن عبد الله

- ‌الحسين بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن أحمد بن محمد

- ‌الحسين بن أحمد بن محمد

- ‌الحسين بن أحمد بن محمد

- ‌الحسين بن أحمد بن مروان القرشي

- ‌الحسين بن أحمد بن المظفر بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن أحمد

- ‌الحسين بن أحمد

- ‌الحسين بن أحمد بن يحيى

- ‌الحسين بن أحمد

- ‌الحسين بن إبراهيم بن جابر

- ‌الحسين بن إبراهيم بن محمد

- ‌الحسين بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌الحسين بن إدريس بن المبارك

- ‌الحسين بن الأشعث

- ‌الحسين بن جعفر بن محمد

- ‌الحسين بن الحسن بن أحمد

- ‌الحسين بن الحسن بن زيد

- ‌الحسين بن الحسن بن سباع

- ‌الحسين بن الحسن بن عبد الله

- ‌الحسين بن الحسن بن محمد

- ‌الحسين بن الحسن بن مهاجر

- ‌الحسين بن الحسين بن عبد الرحمن

- ‌الحسين بن حمزة بن الحسين بن جعفر

- ‌الحسين بن خشيش

- ‌الحسين بن ذكر بن هارون

- ‌الحسين بن رافع الغزنوي

- ‌الحسين بن سعيد بن المهند بن مسلمة

- ‌الحسين بن السميدع بن إبراهيم

- ‌الحسين بن الضحاك بن ياسر

- ‌الحسين بن طاهر

- ‌الحسين بن أبي عاصم

- ‌الحسين بن عبد الله بن الحسين

- ‌الحسين بن عبد الله بن شاكر

- ‌الحسين بن عبد الله بن ضميرة

- ‌الحسين بن عبد الله بن محمد

- ‌الحسين بن عبد الله بن يزيد

- ‌الحسين بن عبيد الله بن أحمد

- ‌الحسين بن عبد السلام

- ‌الحسين بن عبد الغفار بن محمد

- ‌الحسين بن عبيد الكلابي

- ‌الحسين بن عثمان بن أحمد

- ‌الحسين بن عقيل بن محمد

- ‌الحسين بن علي بن جعفر البغدادي

- ‌الحسين بن علي بن الحسين

- ‌‌‌الحسين بن علي بن الحسين

- ‌الحسين بن علي بن الحسين

- ‌الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام

- ‌جوامع حديث مقتل الحسين عن جماعة رواة

- ‌الحسين بن علي بن محمد بن مصعب

- ‌الحسين بن علي بن محمد بن عتاب

- ‌الحسين بن علي بن محمد بن جعفر

- ‌‌‌الحسين بن علي بن محمد

- ‌الحسين بن علي بن محمد

- ‌الحسين بن علي بن عمر

- ‌الحسين بن علي بن محمد بن مسلمة

- ‌الحسين بن علي بن الهيثم بن محمد

- ‌الحسين بن علي بن يزيد بن داود

- ‌الحسين بن علي ويقال الحسن الكندي

- ‌الحسين بن علي الصوفي الدمشقي

- ‌الحسين بن علي أبو عبد الله

- ‌الحسين بن عيسى أبو الرضا

- ‌الحسين بن الفتح بن نصر بن محمد

- ‌الحسين بن الفضل بن حوي أبو القاسم

- ‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌‌‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌الحسين بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن إبراهيم

- ‌الحسين بن محمد بن إبراهيم

- ‌الحسين بن محمد بن أسد

- ‌الحسين بن محمد بن جمعة

- ‌الحسين بن محمد بن الحسن

- ‌الحسين بن محمد بن سنان

- ‌الحسين بن محمد بن شعيب

- ‌‌‌الحسين بن محمد بن عبد الله

- ‌الحسين بن محمد بن عبد الله

- ‌الحسين بن محمد بن عتبة بن مساور

- ‌الحسين بن محمد بن علي بن عتاب

- ‌الحسين بن محمد بن غويث

- ‌الحسين بن محمد بن فيرة بن حيون

- ‌الحسين بن محمد بن الوزير

- ‌الحسين بن محمد وقيل ابن أحمد

- ‌الحسين بن المبارك الطبراني

- ‌الحسين بن المتوكل

- ‌الحسين بن مطير بن مكمل

- ‌‌‌الحسين بن المظفر بن الحسين

- ‌الحسين بن المظفر بن الحسين

- ‌الحسين بن نصر بن المعارك

- ‌الحسين بن الوليد أبو علي

- ‌الحسين بن هارون بن عيسى

- ‌الحسين بن الهيثم بن ماهان

- ‌‌‌الحسين

- ‌الحسين

- ‌الحسين ويقال الحسن بن المصري

- ‌الحسين البرذعي أحد الصالحين

- ‌حصن بن عبد الرحمن

- ‌حصين بن جعفر الفزاري

- ‌حصين بن جندب أبو ظبيان

- ‌حصين بن مالك أبي الحر بن الخشخاش

- ‌حصين بن نمير بن نابل بن لبيد

- ‌حصين بن الوليد

- ‌حضين بن المنذر بن الحارث

- ‌حطان بن عوف

- ‌حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم

- ‌حفاظ بن الحسن بن الحسين

- ‌حفاظ بن سلامة الناسخ

- ‌‌‌حفص بن سعيد

- ‌حفص بن سعيد

- ‌حفص بن سليمان

- ‌حفص بن أبي العاص بن بشر

- ‌حفص بن عمر بن سعيد

- ‌حفص بن عمر بن حفص

- ‌حفص بن عمر ويقال ابن عمرو

- ‌حفص بن عمر بن عبد الله

- ‌حفص بن عمر بن عبد الرحمن

- ‌حفص بن عمر أبو الوليد مولى قريش

- ‌حفص بن غيلان

- ‌حفص بن مسيرة أبو عمر الصنعاني

- ‌حفص بن الوليد بن سيف

- ‌حفص الأموي

- ‌الحكم بن أيوب بن الحكم

- ‌الحكم بن عبد الله بن خطاف

- ‌الحكم بن عبد الله بن سعد

- ‌الحكم بن عبد الرحمن

- ‌الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو

- ‌الحكم بن عمر ويقال ابن عمرو

- ‌الحكم بن المطلب بن عبد الله

- ‌الحكم بن معمر بن قنبر بن جحاش

- ‌الحكم بن موسى بن أبي زهير

- ‌الحكم بن ميمون

- ‌الحكم بن مينا المدني

- ‌الحكم بن نافع أبو اليمان البهراني

- ‌الحكم بن هشام بن عبد الرحمن

- ‌الحكم بن يعلى بن عطاء

- ‌حكيم بن حزام بن خويلد

- ‌حكيم بن عياش الكلبي الأعور

- ‌حكيم بن رزيق بن حكيم الفزاري

- ‌حماد بن عمر بن يونس بن كليب

- ‌حماد بن مالك بن بسطام بن درهم

- ‌حماد بن أبي ليلى

- ‌حماد ويقال حامد بن يحيى

- ‌حماد أبو الخطاب الدمشقي

- ‌حماد مولى بني أمية

- ‌حمدان بن غارم بن ينار

- ‌حمدان بن محمد الجبيلي

- ‌حمدون بن إسماعيل بن داود النديم

- ‌حمدية الخشاب المصري

- ‌حمد بن الحسين بن أحمد ابن دارست

- ‌حمد بن عبد الله بن علي

- ‌حمد بن محمد أبو الشكر

- ‌حمران بن أبان بن خالد

- ‌حمرة بن عبد كلال

- ‌حمرة بن مالك بن سعد الهمداني

- ‌حمزة بن أحمد بن حمزة

- ‌حمزة بن أحمد بن علي بن معصرة

- ‌حمزة بن أحمد بن فارس

- ‌حمزة بن بيض الحنفي

- ‌حمزة بن أسد بن علي بن محمد

- ‌حمزة بن الحسن بن العباس

- ‌حمزة بن الحسن بن المفرج

- ‌حمزة بن خراش أبو يعلى

- ‌حمزة بن عبد الله بن الحسين

- ‌حمزة بن عبد الله بن سليمان

- ‌حمزة بن عبد الله بن عمر

- ‌حمزة بن عبد الله أبو يعلى

- ‌حمزة بن عبد الرزاق بن محمد

- ‌حمزة بن عثمان

- ‌حمزة بن عثمان بن أحمد

- ‌حمزة بن علي بن هبة الله

- ‌حمزة بن عمرو بن عويمر

- ‌حمزة بن القاسم أبو محمد الشامي

- ‌حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة

- ‌حمزة بن محمد بن جعفر

- ‌حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد

- ‌حمزة بن محمد بن حمزة

- ‌حمزة بن محمد بن عبد الله

- ‌حمزة بن محمد بن علي بن العباس

- ‌حمزة بن هبة الله بن سلامة

- ‌حمزة بن يوسف بن إبراهيم

- ‌حميدان بن نصر بن حصين

- ‌حميد بن أبي حميد

- ‌حميد بن ثور بن عبد الله

- ‌حميد بن حريث بن بحدل الكلبي

- ‌حميد بن الحسن بن عبد الله

- ‌حميد بن أبي حميد الدمشقي

- ‌حميد بن زنجويه

- ‌حميد بن عقبة بن رومان

- ‌حميد بن قيس أبو صفوان

- ‌حميد بن محمد بن النضير

- ‌حميد بن مالك بن مغيث

- ‌حميد بن مسلم أبو عبيد الله القرشي

- ‌حميد بن منبه بن عثمان اللخمي

- ‌حميد بن هشام

- ‌حنش بن عبد الله بن عمرو

- ‌حنش بن قيس

- ‌حنظلة بن الربيع بن صيفي

- ‌حنينا أحد صديقي المسيح

- ‌حوشب بن سيف

- ‌حوشب بن طخمة ذو ظليم الألهاني

- ‌حوشب الفزاري

- ‌حويطب بن عبد العزى

- ‌حويت بن أحمد بن أبي حكيم

- ‌حوي بن علي بن صدقة بن حوي

- ‌حيان بن حجر الدمشقي

- ‌حيان بن نافع مولى بني مضر

- ‌حيان ويقال حسان بن وبرة

- ‌حيان أبو النضر الأسدي

- ‌حيان مولى أم الدرداء

- ‌حياش ويقال جياش بالجيم

- ‌حيدرة بن أحمد بن الحسين

- ‌حيدرة بن الحسين بن مفلح

- ‌حيدرة بن علي بن محمد بن إبراهيم

- ‌حيويل بن يسار بن حيي بن قرط

- ‌حيي رجل من بني إسرائيل

- ‌أسماء النساء على حرف الحاء

- ‌حبابة بالتخفيف وهو لقب

- ‌حبة بنت الفضل

- ‌حسينة ماشطة عبد الملك بن مروان

- ‌حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن

- ‌حميدة بنت النعمان بن بشير

- ‌حميدة حاضنة ولد عمر بن عبد العزيز

- ‌حواء أم البشر

- ‌حولا بنت بهلول المتعبدة

- ‌حية ويقال فاختة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌خارجة بن زيد بن ثابت

- ‌خارجة بن مصعب بن خارجة

- ‌خالد بن أسيد بن أبي العيص

- ‌خالد بن برمك أبو العباس

- ‌خالد بن ثابت بن ظاعن

- ‌خالد بن خلي

- ‌خالد بن دهقان القرشي مولاهم

- ‌خالد بن رباح

- ‌خالد بن ربيعة بن مزيز

- ‌خالد بن روح بن السري

- ‌خالد بن الريان المحاربي مولاهم

- ‌خالد بن زياد بن جرو

- ‌خالد بن زياد

- ‌خالد بن زيد بن كليب

- ‌خالد بن سالم

- ‌خالد بن سالم

- ‌خالد بن سعيد بن العاص

- ‌خالد بن سعيد أبو سعيد الكلبي

- ‌خالد بن سلمة بن العاص بن هشام

- ‌خالد بن صفوان بن عبد الرحمن

- ‌خالد بن أبي الصلت البصري

- ‌خالد بن عبد الله بن الحسين

- ‌خالد بن عبد الله بن خالد

- ‌خالد بن عبد الله المطرف

- ‌خالد بن عبد الله بن الفرج

- ‌خالد بن عبد الله بن يزيد

- ‌‌‌‌‌خالد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌خالد بن عبد الرحمن

- ‌خالد بن عبد الرحمن

- ‌خالد بن عبد الرحمن

- ‌خالد بن عتاب بن ورقاء بن الحارث

- ‌خالد بن أبي عثمان بن عبد الله

- ‌خالد بن عمير بن الحباب بن جعدة

- ‌خالد بن غفران

- ‌خالد بن كيسان

- ‌خالد بن اللجلاج أبو إبراهيم العامري

- ‌خالد بن محمد بن خالد بن يحيى

- ‌خالد بن محمد الثقفي

- ‌خالد بن معدان بن أبي كرب

- ‌خالد بن المعمر بن سلمان

- ‌خالد بن المهاجر بن خالد

الفصل: ‌خالد بن صفوان بن عبد الرحمن

‌خالد بن صفوان بن عبد الرحمن

ابن عمرو بن الأهتم وهو سنان بن سمي بن سنان أبو صفوان التميمي المنقري الأهتمي البصري أحد فصحاء العرب، وفد على عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك، وسمي الأهتم لأنه ضرب بقوس على فيه فهتمت أسنانه.

قال الفضيل: بلغني أن خالد بن صفوان دخل على عمر، فقال له عمر بن عبد العزيز: عظني يا خالد، فقال: إن الله عز وجل لم يرض أحداً أن يكون فوقك، فلا ترض أن يكون أحد أولى بالشكر منك.

قال: فبكى عمر حتى غشي عليه، ثم أفاق فقال: هيه يا خالد، لم يرض أن يكون أحد فوقي، فوالله لأخافنه خوفاً، ولأحذرنه حذراً، ولأرجونه رجاء، ولأحبنه محبة، ولأشكرنه شكراً، ولأحمدنه حمداً، يكون ذلك كله أشد مجهودي وغاية طاقتي، ولأجتهدن في العدل والنصفة والزهد في فاني الدنيا لزوالها، والرغبة في بقاء الآخرة لدوامها حتى ألقى الله عز وجل، فلعلي أنجو مع الناجين وأفوز مع الفائزين، وبكى حتى غشي عليه، قال: فتركته مغشياً عليه وانصرفت.

قال خالد بن صفوان: أوفدني يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك في وفد العراق، فقدمت عليه، وقد خرج متبدياً بقرابته وأهله وحشمه وغاشيته من جلسائه، فنزل في أرض قاع صحصح

ص: 351

متنايف أفيح في عام قد بكر وسميه وتتابع وليه، وأخذت الأرض فيه زينتها من اختلاف ألوان نبتها من نور ربيع مونق فهو في أحسن منظر وأحسن مختبر وأحسن مستمطر بصعيد، كأن ترابه قطع الكافور حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب، وقد ضرب له سرادق من حبرة كان صنعه له يوسف بن عمر باليمن، فيه أربعة أفرشة من خزٍ أحمر، مثلها مرافقها، وعليه دراعة من خز أحمر، مثلها عمامتها، وقد أخذ الناس مجالسهم.

فأخرجت رأسي من ناحية السماط فنظر إلي مثل المستنطق لي. فقلت: أتم الله عليك يا أمير المؤمنين نعمه وسوغكها بشكره، وجعل ما قلدك من هذا الأمر رشداً، وعاقبة ما تؤول إليه حمداً أخلصه لك بالتقى وكثره لديك بالنماء، لا كدر عليك منه ما صفا، ولا خالط مسروره الردى، فقد أصبحت للمسلمين ثقة وملجأ، إليك يفزعون في مظالمهم، وإليك يلجؤون في أمورهم، وما أجد يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك، شيئاً هو أبلغ في قضاء حقك وتوقير مجلسك لما من الله به علي من مجالستك، والنظر إلى وجهك من أن أذكرك نعمة الله عندك، فأنبهك على شكرها، وما أجد في ذلك شيئاً هو أبلغ من حديث من تقدم قبلك من الملوك، فإن أذن لي أمير المؤمنين أخبرته.

وكان متكئاً فاستوى قاعداً فقال: هات يا بن الأهتم. فقلت: يا أمير المؤمنين إن ملكاً من الملوك قبلك خرج في عام مثل عامنا إلى الخورنق والسدير في عام قد بكر

ص: 352

وسميه وتتابع وليه، وأخذت الأرض فيه زينتها من اختلاف ألوان نبتها من نور ربيع مونق، فهو في أحسن منظر وأحسن مختبر وأحسن مستمطر، بصعيد كأن ترابه قطع الكافور، حتى لو أن مضغة ألقيت فيه لم تترب، وكان قد أعطي فتاء السن مع الكثرة والغلبة والنماء، فنظر فأبعد النظر، فقال لمن حوله: هل رأيتم مثلما أنا فيه؟ هل أعطي أحد مثلما أعطيت؟ وعنده رجل من بقايا حملة الحجة والمضي على أدب الحق ومنهاجه، فقال له: أيها الملك! إنك قد سألت عن أمر أفتأذن في الجواب؟ قال: نعم، قال: أرأيتك هذا الذي قد أعجبت به؟ أهو شيء لم تزل فيه أم هو شيء صار إليك ميراثاً عن غيرك، وهو زائل عنك وصائر إلى غيرك كما صار إليك؟ قال: فكذلك هو.

قال: أفلا أراك إنما أعجبت بشيء يسيرٍ تكون فيه قليلاً وتغيب عنه طويلاً، وتكون غداً بحسابه مرتهناً؟ قال: ويحك، فأين المهرب؟ وأين المطلب؟ قال: إما أن تقيم في ملكك فتعمل فيه بطاعة ربك على ما ساءك وسرك، ومضك وأرمضك، وإما أن تضع تاجك وتضع أطمارك وتلبس أمساحك وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك.

قال: فإذا كان السحر فاقرع علي بابي، فإن اخترت ما أنا فيه كنت وزيراً لا يعصى، وإن اخترت خلوات الأرض وقفر البلاد كنت رفيقاً لا يخالف.

فلما كان السحر قرع عليه بابه فإذا هو قد وضع تاجه، ووضع أطماره ولبس أمساحه وتهيأ للسياحة، فلزما الجبل حتى أتتهما آجالهما، وذلك حيث يقول أخو بني تميم عدي بن زيد العبادي المرئي: من الخفيف

أيها الشّامت المعيّر بالدّه

ر أأنت المبرّأ الموفور؟

ص: 353

أم لديك العهد الوثيق من الأيّام

بل أنت جاهلٌ مغرور

من رأيت المنون خلّدن أم من

ذا عليه من أن يضام خفير؟

أين كسرى كسرى الملوك أبوسا

سان أم أين قبله سابور؟

وبنو الأصفر الكرام ملوك ال

روم لم يبق منهم مذكور

وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج

لة تجبى إليه والخابور

شاده مرمراً وخلّله كل

ساً فللطّير في ذراه وكور

لم يهبه ريب المنون فباد ال

ملك عنه فبابه مهجور

وتأمّل ربّ الخورنق إذ

أشرف يوماً وللهدى تفكير

سرّه حاله وكثرة ما يم

لك والبحر معرضاً والسّدير

فارعوى قلبه وقال وما غب

طة حيٍّ إلى الممات يصير

ثم بعد الفلاح والملك والآ

مّة وارتهم هناك القبور

ثمّ أضحوا كأنّهم ورقٌ جف

ف فألوت به الصّبا والدّبور

قال: فبكى هشام حتى أخضل لحيته وبل عمامته، وأمر بنزع أبنيته وبنقلان قرابته وأهله وحشمه وغاشيته من جلسائه ولزوم قصره.

قال: فاجتمعت الموالي والحشم على خالد بن صفوان فقالوا: ما أردت إلى أمير

ص: 354

المؤمنين؟ نغصت عليه لذته وأفسدت عليه باديته. فقال لهم: إليكم عني، فإني عاهدت الله عز وجل عهداً ألا أخلو بملك إلا ذكرته الله عز وجل.

قال الهيثم بن عدي: خرج هشام بن عبد الملك ومعه مسلمة أخوه إلى مصانع قد هيئت له وزينت بألوان النبت، وتوافى إليه بها وفود أهل مكة والمدينة، وأهل الكوفة والبصرة، فدخلوا عليه وقد بسط له في مجالس مشرفة مطلعة على ما شق له من الأنهار المحفة بالزيتون وسائر الأشجار، فقال: يا أهل مكة، أفيكم مثل هذه المصانع؟ قالوا: لا، غير أن فينا بيت الله المستقبل، ثم التفت إلى أهل المدينة، فقال: أفيكم مثل هذه المصانع؟ قالوا: لا، غير أن فينا قبر نبينا المرسل صلى الله عليه وسلم، ثم التفت إلى أهل الكوفة فقال: أفيكم مثل هذه المصانع؟ قال: فقالوا: لا، غير أن فينا تلاوة كتاب الله تعالى المنزل، ثم التفت إلى أهل البصرة، فقال: أفيكم مثل هذه المصانع؟ قال: فقام إليه خالد بن صفوان فقال: أصلح الله أمير المؤمنين، إن هؤلاء قد أقروا على أنفسهم، ولو كان من له لسان وبيان لأجاب عنهم.

فقال له هشام: أفعندك في بلدك غير ما قالوا؟ قال: نعم، أصف بلادي وقد رأيت بلادك فتقيسها، فقال: هات.

فقال: يغدو قانصانا، فيجيء هذا بالشبوط والشيم، ويجيء هذا بالظبي والظليم، ونحن أكثر الناس ساجاً وعاجاً وخزاً وديباجاً وخريدة مغناجا وبرذونا هملاجاً،

ص: 355

ونحن أكثر الناس قنداً ونقداً، ونحن أوسع الناس برية وأربقهم بحرية، وأكثرهم ذرية، وأبعدهم سرية، بيوتنا ذهب، ونهرنا عجب أوله رطب وآخره عنب وأوسطه قصب.

فأما نهرنا العجب فإن الماء يقبل وله عباب، ونحن نيام على فرشنا، حتى يدخل أرضنا فيغسل نبتها ويعلو متنها، فنبلغ منه حاجتنا ونحن نيام، لا ننافس فيه من قلة، ولا نمنع منه لذلة، يأتينا عند حاجتنا إليه، ويذهب عنا عند رينا وغنانا عنه، النخل عندنا في منابته كالزيتون عندكم في مأركه، فذاك في أوانه كهذا في إبانه، ذاك في أفنانه كهذا في أغصانه، يخرج أسقاطاً عظاماً وأوساطاً، ثم ينفلق عن قضبان الفضة منظومة بالزبرجد الأخضر، ثم يصير أصفر وأحمر، ثم يصير عسلاً في شنة من سحاء، ليست بقربة ولا إناء، حولها المذاب، ودونها الحراب، لا يقربها الذباب، مرفوعة عن التراب، من الراسخات في الوحل، الملحقات بالفحل، المطعمات في المحل.

وأما بيوتنا الذهب، فإن لنا عليهم خرجاً في السنين والشهور، نأخذه في أوقاته، ويدفع الله عنه آفاته وننفقه في مرضاته.

قال: فقال هشام: وأنى لكم هذا يا بن صفوان؟ ولم تسبقوا إليه ولم تنافسوا عليه؟ فقال: ورثناه عن الآباء ونعمره للأبناء، فيدفع لنا عنه رب السماء، فمثلنا فيه كما قال أوس بن مغراء: من الوافر

فمهما كان من خيرٍ فإنّا

ورثناه أوائل أوّلينا

ص: 356

ونحن مورّثوه كما ورثنا

عن الآباء إن متنا بنينا

فقال له هشام: لله درك، يا بن صفوان، لقد أوتيت لساناً وعلماً وبياناً. فأكرمه وأحسن جائزته وقدمه على أصحابه.

وعن الحسن: في قوله عز وجل: " قد جعل ربك تحتك سريا " فقال: كان والله سرياً يعني عيسى عليه السلام.

فقال له خالد بن صفوان: يا أبا سعيد: إن العرب تسمي الجدول السري، فقال: صدقت.

قال الأصمعي: قدم أمية بن عبد الله بن أسيد منهزماً من أبي فديك فقال الناس: كيف ندعو لمنهزم؟ فقام خالد بن صفوان فقال: بارك الله لك أيها الأمير في قدومك، والحمد لله الذي نظر لنا عليك ولم ينظر لك علينا، فقد تعرضت للشهادة جهدك، فعلم الله حاجتنا إليك، فآثرنا بك عليك، ولك عند الله ما تحب. فعلم الناس أنه لا يتعذر عليه أن يتكلم في شيء.

قال الهيثم بن عدي: كان أبو العباس يعجبه السمر، ومنازعة الرجال، فحضره ذات ليلة في سمره إبراهيم بن مخرمة الكندي وناس من بني الحارث بن كعب، وهم أخواله، وخالد بن صفوان، فخاضوا في الحديث، وتذاكروا مضر واليمن.

فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين، إن اليمن هم العرب الذين دانت لهم الدنيا، وكانت لهم القرى، ولم يزالوا ملوكاً أرباباً، ورثوا ذلك كابراً عن كابر، أولاً عن آخر، منهم النعمانيات

ص: 357

والمنذريات والقابوسيات والتبابعة، ومنهم من حمت لحمه الدبر ومنهم غسيل الملائكة ومنهم من اهتز لموته العرش، ومنهم مكلم الذئب، ومنهم الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً، وليس شيء له خطر إلا وإليهم ينسب من فرس رائع، أو سيف قاطع، أو درع حصينة، أو حلة مصونة، أو درة مكنونة، إن سئلوا أعطوا، وإن سيموا أبوا، وإن نزل بهم ضيف قروا، لا يبلغهم مكاثر، ولا ينالهم مفاخر، هم العرب العاربة وغيرهم المتعربة.

قال أبو العباس: ما أظن التميمي يرضى بقولك، ثم قال: ما تقول يا خالد؟ قال: إن أذنت لي في الكلام، وأمنتني من الموجدة تكلمت، قال: قد أذنت لك فتكلم ولا تهب أحداً، فقال: أخطأ يا أمير المؤمنين المتقحم بغير علم، ونطق بغير صواب، فكيف يكون ما قال والقوم ليست لهم ألسن فصيحة، ولا لغة صحيحة، ولا حجة نزل بها كتاب، ولا جاءت بها سنة، وهم منا على منزلتين، إن جاروا عن قصدنا أكلوا، وإن جازوا حكمنا قتلوا، يفخرون علينا بالنعمانيات والمنذريات وغير ذلك مما سيأتي عليه، ونفخر عليهم بخير الأنام، وأكرم الكرام محمد عليه السلام، ولله علينا المنة وعليهم، لقد كانوا أتباعه، فبه عزوا وله

ص: 358

أكرموا، فمنا النبي المصطفى، ومنا الخليفة المرتضى، ولنا البيت المعمور، والمشعر وزمزم والمقام والمنبر والركن والحطيم والمشاعر والحجابة، والبطحاء مع ما لا يخفى من المآثر، ولا يدرك من المفاخر، وليس يعدل بنا عادل، ولا يبلغ فضلنا قول قائل، ومنا الصديق والفاروق والرضى وأسد الله سيد الشهداء وذو الجناحين وسيف الله، عرفوا الدين وأتاهم اليقين، فمن زاحمنا زاحمناه ومن عادان اصطلمناه.

ثم التفت فقال: أعالم أنت بلغة قومك؟ قال: نعم، قال: فما اسم العين؟ قال: الحجمة. قال: فما اسم السن؟ قال: الميدن. قال: فما اسم الأذن؟ قال: الصنارة. قال: فما اسم الأصابع: قال: الشناتر. قال: فما اسم اللحية؟ قال: الزب. قال: فما اسم الذئب؟ قال: الكتع. قال: فقال له: أفمؤمن أنت بكتاب الله؟ قال: نعم. قال: فإن الله عز وجل يقول: " إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون " وقال: " بلسان عربي مبين " وقال: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ".

فنحن العرب والقرآن بلساننا نزل، أفلم تر أن الله عز وجل قال:" العين بالعين "، ولم يقل: الحجمة بالحجمة. وقال: " السن بالسن " ولم يقل: الميدن بالميدن. وقال: " والأذن بالأذن ". ولم يقل: الصنارة بالصنارة. وقال: " يجعلون أصابعهم في آذانهم " ولم يقل: شناترهم في صناراتهم. وقال: " لا تأخذ بلحيتي

ص: 359

ولا برأسي " ولم يقل: لا تأخذ بزبي. وقال: " فأكله الذئب " ولم يقل: فأكله الكتع.

ثم قال: أسألك عن أربع، إن أنت أقررت بهن قهرت، وإن جحدتهن كفرت. قال: وما هن؟ قال: الرسول منا أو منكم؟ قال: منكم. قال: فالقرآن نزل علينا أو عليكم؟ قال: عليكم. قال: فالبيت الحرام لنا أو لكم؟ قال: لكم. قال: فالخلافة فينا أو فيكم؟ قال: فيكم. قال خالد: فما كان بعد هذه الأربع فلكم.

قال خالد بن صفوان: ليس شيء أحسن من المعروف إلا ثوابه، وليس كل من أمكنه أن يصنعه تكون له فيه نية، وليس كل من يكون له فيه نية يؤذن له فيه، فإذا اجتمعت النية والإمكان والإذن فقد تمت السعادة.

قال خالد بن صفوان: من تزوج امرأة فليتزوجها عزيزة في قومها، ذليلة في نفسها، أدبها الغنى وأذلها الفقر، حصان من جارها، متحننة على زوجها.

قيل لخالد بن صفوان: أي إخوانك أحب إليك؟ قال: الذي يغفر زللي ويقبل عللي، ويسد خللي.

قال: وأوصى حكيم ولده فقال: عليك بصحبة من إذا صاحبته زانك، وإن احتجت إليه مانك، وإن استعنت به أعانك، وإن خدمته صانك.

قال: وثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواضع: الحليم عند الغضب، والصديق عند النائبة، والشجاع عند اللقاء.

ص: 360

قال خالد بن صفوان: من صحب السلطان بالصحة والنصيحة كان أكثر عدواً ممن صحبه بالغش والخيانة، لأنه يجتمع على الناصح عدو الوالي وصديقه بالعداوة والحسد، فصديق الوالي ينافسه في منزلته، وعدو الوالي يعاديه لنصيحته.

قال خالد بن صفوان: إن جعلك الوالي أخاً فاجعله سيداً، ولا يحدثن لك الاستئناس به غفلة ولا تهاوناً.

قال خالد بن صفوان: إن سأل الوالي رجلاً غيرك فلا تكن أنت المجيب، فإن ذلك خفة بالسائل والمسؤول.

وقال خالد بن صفوان: خير ما يدخر الآباء للأبناء اصطناع الأيادي عند ذوي الأحساب.

وقال خالد بن صفوان: إذا رأيت محدثاً يحدث حديثاً قد سمعته، أو يخبر خبراً قد علمته، فلا تشاركه فيه حرصاً على أن تعلم من حضرك أنك قد علمته، فإن ذلك خفة وسوء أدب.

وقال: ابذل لصديقك مالك، ولمعرفتك بشرك وتحيتك، وللعامة رفدك وحسن محضرك، ولعدوك عدلك، واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد وقال خالد بن صفوان: استصغر الكبير في طلب المنفعة، واستعظم الصغير في ركوب المضرة.

وقال: لولا أن المروءة تشتد مؤنتها، ويثقل حملها، ما ترك اللئام للكرام منها مبيت ليلة، فلما ثقل حملها، واشتدت مؤنتها حاد عنها اللئام واحتملها الكرام.

ص: 361

قال خالد بن صفوان: بت ليلة أتمنى ليلتي كلها، حتى كبست البحر الأخضر بالذهب الأحمر، ثم نظرت وإذا يكفيني من ذلك رغيفان وكوزان وطمران.

قيل لخالد بن صفوان: مالك لا تنفق؟ فإن مالك عرض. فقال: الدهر أعرض منه، فقيل: كأنك تأمل أن تعيش الدهر كله، فقال: ولا أخاف أن أموت في أوله.

وقال خالد: أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه.

قال يونس النحوي: أتينا خالد بن صفوان نعزيه عن ابنه ربعي ونحن متفجعون له، فانتهينا إليه وهو يقول: من الطويل

يهوّن ما ألقى من الوجد أنني

أجاوره في داره اليوم أو غدا

كان خالد بن صفوان إذا أخذ فإئزته قال للدراهم: أما والله لأطيلن ضجعتك ولأديمن صرعتك.

قال:

وأتى خالد بن صفوان رجلٌ يسألة، فأعطاه درهماً، فقال له: سبحان الله!! أسألك فتعطيني درهماً، فقال له خالد: يا أحمق، أما تعلم أن الدرهم عشر العشرة والعشرة عشر المئة والمئة عشر الألف والألف عشر العشرة آلاف؟ ألا ترى كيف ارتفع الدرهم إلى دية المسلم؟ والله ما تطيب نفسي بدرهم أنفقه إلا درهماً قرعت به باب الجنة، أو درهماً أشتري به موزاً آكله.

قال خالد بن صفوان لرجل: إن أباك كان دميماً، وكان عاقلاً، وإن أمك كانت جميلة وكانت رعناء، فجمعت دمامة أبيك إلى حماقة أمك، فيا جامع شرف أبويه.

ص: 362