المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسندأنس بن مالك - مرويات فضائل علي بن أبي طالب في المستدرك

[أحمد الجابري]

فهرس الكتاب

- ‌المُقدِّمة

- ‌عملي في هذا الكتاب:

- ‌الباب الأول: تمهيد البحث

- ‌الفصل الأول، ويشتمل على مبحثين

- ‌ اسمُهُ ونَسَبُه:

- ‌ كُنْيتُه:

- ‌مَوْلِدُه:

- ‌ صِفَتُه:

- ‌ إِسْلامُه:

- ‌ أزواجه وأولاده:

- ‌ جِهادُه ونَشْرُه للدين:

- ‌ علاقته بالخلفاء الراشدين، ومكانته في أيامهم

- ‌أوَّلاً: عليٌّ مع أبي بكر الصدِّيق

- ‌ثالثاً: عليٌ مع عُثمان بن عفَّان

- ‌ تلخيص لما حدث في معركة الجمل

- ‌ تلخيصٌ لما حدث في معركة صِفِّين

- ‌ معركة النَّهْرَوَان

- ‌ مَقْتَلُ عليِّ بن أبي طالب

- ‌ مناقب ه

- ‌المبحث الثاني: اختلاف الفِرَقِ في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وموقف أهل السنة منه

- ‌القسم الأول: المُفْرِطون في محبة علي وآل بيته

- ‌القسم الثالث: المعتدلون المتوسِّطون في محبة عليٍّ وآل بيته

- ‌الفصل الثانيويشتمل على مبحثين

- ‌المبحث الأول: تَرْجمةُ الحاكِم

- ‌ اسمُهُ وكُنْيتُه:

- ‌ طَلَبُه للعلم وجُهُودُه في حِفظ السُنَّة:

- ‌أوَّلاً: عِلمُه بالقراءات:

- ‌ثانياً: عِلمُه بالفِقه:

- ‌ثالثاً: رَحَلاتُه:

- ‌رابعاً: شُيُوخُه:

- ‌خامساً: تَلامِيذُه:

- ‌سادساً: مُصَنَّفاتُه:

- ‌ وفاته:

- ‌ ما أُخِذَ عليه:

- ‌1 - نسبته إلى الغلو في محبة آل البيت:

- ‌2 - تساهله وكثرة أوهامه في المُستَدرَك:

- ‌المبحث الثاني: التعريف بالمُستَدرَك

- ‌أوَّلاً: سبب التأليف:

- ‌ثانياً: موضوع الكتاب:

- ‌ أقسام أحاديث المُستَدرَك:

- ‌ ما أُلِّف حول المُستَدرَك:

- ‌مُسْنَدُأَنَس بنِ مَالِك

- ‌مسند الحسن بن علي بن أبي طالب

- ‌مُسْنَدُ بُرَيْدَةَ بنِ الحُصِيْب رضي الله عنه

- ‌مُسْنَدُ جابر بن عبدالله

- ‌مُسْنَدُ حذيفة بن اليمان

- ‌مُسْنَدُ زيد بن أرقم

- ‌مُسْنَدُ سعد بن أبي وقاص

- ‌مُسْنَدُ سلمان الفارسي

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن أبي أوفى

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن جعفر بن أبي طالب

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن عباس

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن عمر

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن مسعود

- ‌مُسْنَدُ علي بن أبي طالب

- ‌مُسْنَدُ عمار بن ياسر

- ‌مُسْنَدُ عمران بن حصين

- ‌مُسْنَدُ عمرو بن شاس الأسلمي

- ‌مُسْنَدُ مِينَاءَ بْنِ أَبِي مِينَاءَ

- ‌مُسْنَدُ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيّ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ

- ‌مُسْنَدُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ

- ‌مُسْنَدُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ

- ‌جريدة المصادر والمراجع

الفصل: ‌مسندأنس بن مالك

‌مُسْنَدُ

أَنَس بنِ مَالِك

رضي الله عنه

(2)

4620 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ يَعْقُوبَ الدَّقَّاقُ

(1)

، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ

(2)

،

(1)

ذكر الحافظ ابن حجر في نزهة الألباب في الألقاب (1903) أن اسمه عبدالله بن يزيد بن يعقوب الدقيقي. بينما ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام (24/ 227) أن اسمه: الحسن بن يزيد بن يعقوب بن راشد، أبو علي الهمذاني الدقاق، وقال عنه: كان صدوقا، له ترجمة في «طبقات شيرويه» هذا منها. ا. هـ

(2)

ضرار بن صرد التيمي، أبو نعيم الطحان الكوفي، كذبه ابن معين. وقال عنه البخاري والنسائي: متروك الحديث. وقال عنه الحسين بن محمد القباني: تركوه. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم. وقال الدارقطني: ضعيف.

انظر: الضعفاء للنسائي (310)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 465)، الضعفاء للعقيلي (2/ 222)، المجروحين لابن حبان (1/ 380)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 60)، ميزان الاعتدال للذهبي (2/ 327 - 328)، التنكيل للمعلمي اليماني (2/ 494 - 496).

ص: 138

ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ:«أَنْتَ تُبَيِّنُ لِأُمَّتِي مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ بَعْدِي»

(1)

.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاه.

(1)

إسناده ضعيف جدا لحال ضرار، بل اتهمه بعض العلماء - كما سيأتي - بهذا الحديث.

والحديث أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (2326) عن نجيح بن محمد بن الحسن، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 387) من طريق عبدالأعلى بن واصل.

كلاهما (نجيح، وعبدالأعلى) عن ضرار؛ به.

وقد اتُهم ضرار بهذا الحديث:

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 465): سمعت أبي يقول: ضرار بن صرد التيمي، صاحب قرآن وفرائض، صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به، روى حديثا عن معتمر، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة لبعض الصحابة، ينكرها أهل المعرفة بالحديث. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وهذا الحديث الذي يتكلم عنه أبو حاتم هو حديثنا هذا، وقد بين ذلك جليا ابنُ حِبَّان، كما في النص التالي:

قال ابن حبان في المجروحين (1/ 380) عن ضرار: كان فقيها عالما بالفرائض، إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات، حتى إذا سمعها من كان داخلا في العلم شهد عليه بالجرح والوهن، كان =

ص: 139

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يحيى بن معين يكذبه، وهو الذي روى عن المعتمر، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس، أن النبي عليه السلام قال لعلي:«أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي» .

وقال الذهبي في تلخيصه للمستدرك مُتعقِّبا قول الحاكم «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» : بل هو فيما أعتقد من وضع ضرار. ا. هـ

وكذلك حكم الألباني في السلسلة الضعيفة (10/ 515، رقم 4891) على الحديث بأنه موضوع.

وللحديث طريق آخر عن أنس، ليس بأحسن حالا من سابقه، أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 63 - 64) وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 303)؛ من طريق القاسم بن جندب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أنس! اسكب لي وضوءا» ، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال:«يا أنس! أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين» . قال أنس: قُلتُ: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، وكتمته إذ جاء علي، فقال:«من هذا يا أنس؟» فقُلتُ: علي، فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي بوجهه، قال علي: يا رسول الله! لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل! قال: «وما يمنعني وأنت تؤدى عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟» .

وفي إسناد هذا الطريق: إبراهيم بن محمد بن ميمون، ترجم له الذهبي في الميزان (1/ 189 - 190) وقال: روى عن علي بن عابس خبرا عجيبا. وزاد الحافظ في اللسان (1/ 358): والحديث: قال هذا الرجل: ثنا علي بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحديث المذكور.

قال الحافظ: وذكره الأزدي في الضعفاء، وقال أنه منكر الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أنه كندي، وأعاده المؤلف (يعني الذهبي) في ترجمة إبراهيم بن أبي محمود، وهو هو، فقال:

ص: 140

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لا أعرفه، روى حديثا موضوعا، فذكر الحديث المذكور. ونقلتُ من خط شيخنا أبي الفضل الحافظ أن هذا الرجل ليس بثقة. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وفي إسناده أيضا علي بن عابس، ضعَّفه الجوزجاني والنسائي والأزدي، وقال عنه الحافظ في التقريب: ضعيف. ا. هـ

وقد عصب ابن الجوزي برأس ابن عابس جناية هذا الحديث، فأورد الحديث من طريق أبي نعيم في الموضوعات (2/ 150 - 151) وقال: هذا حديث لا يصح، قال يحيى بن معين: علي بن عابس ليس بشئ. وقد روى هذا الحديث جابر الجعفي، عن أبي الطفيل، عن أنس. قال زائدة: كان جابر كذابا، وقال أبو حنيفة: ما لقيت أكذب منه. ا. هـ

وانظر: اللآلئ المصنوعة للسيوطي (1/ 329)، والفوائد المجموعة للشوكاني (1/ 370).

تنبيه: تحرف في المطبوع من الحلية وتاريخ دمشق: علي بن عابس إلى: علي بن عائش، وهذا الأخير ثقة، خلافا لابن عابس الضعيف! فليتنبه.

وللحديث طريق ثالث عن أنس أيضا، وهو كسابقيه في الضعف، أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 386 - 387) من طريق بشير الغفاري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «أنت تغسلني وتواريني في لحدي وتبين لهم بعدي» .

وفي إسناد هذا الطريق: محمد بن مروان السُّدِّي الصغير: متهم بالكذب، وولده إسحاق: مقبول، وأبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار: ضعيف.

ص: 141

(3)

4650 - حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ

(1)

، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الصَّفَّارُ

(2)

وَحُمَيْدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ الزَّيَّاتُ

(3)

قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي طَيْبَةَ

(4)

، ثنا أَبِي

(5)

، ثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، عَنْ

(1)

أبو علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ.

(2)

في هذه الطبقة: محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المقرئ، المعروف بابن شنبوذ،، قال عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 103): كان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الإجماع، فقرأ بها. وترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 16) ولم يذكر فيه شيئا.

لكن ابن شنبوذ هذا كنيته: أبو الحسن، فإن كان صاحبنا هنا: فهو مقبول، وإلا فلم أعرفه.

(3)

حُميد بن يونس بن يعقوب، أبو غانم الزيات، مجهول الحال، ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 32) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

(4)

محمد بن أحمد بن عياض أبي غسان بن عبدالملك أبي طيبة بن نصير، أبو علاثة الجنبي مولاهم المصري، مقبول. ترجم له ابن عساكر، ولم يذكر فيه شيئا. وقال عنه الذهبي: تفرد عن أبيه أبي غسان أحمد بن عياض بن أبي طيبة بما ينكر. وقال في موطن آخر: كنت أتهمه، ثم ظهر لي أنه صدوق.

انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (51/ 96)، تاريخ الإسلام للذهبي (22/ 242)، ميزان الاعتدال (3/ 465).

(5)

أحمد بن عياض أبي غسان بن عبدالملك أبي طيبة بن نصير، ذكره ابن يونس في تاريخ مصر، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال عنه الذهبي: لا أعرفه.

انظر: تاريخ ابن يونس (1/ 433)، لسان الميزان (6/ 533).

ص: 142

سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُدِّمَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرْخٌ مَشْوِيٌّ، فَقَالَ:«اللَّهُمُ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّيْرِ» قَالَ: فَقُلْتُ: اللَّهُمُ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَجَاءَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ، ثُمَّ جَاءَ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«افْتَحْ» فَدَخَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا حَبَسَكَ عَلَيَّ؟» فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ آخِرَ ثَلَاثِ كَرَّاتٍ يَرُدَّنِي أَنَسٌ يَزْعُمُ إِنَّكَ عَلَى حَاجَةٍ، فَقَالَ:«مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْتُ دُعَاءَكَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:«إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يُحِبُّ قَوْمَهُ»

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ زِيَادَةً عَلَى ثَلَاثِينَ نَفْسًا، ثُمَّ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ عَلِيٍّ

ص: 143

وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَسَفِينَةَ، وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ زِيَادَةُ أَلْفَاظٍ

(1)

.

(1)

إسناده ضعيف، للجهالة بحال ابن عياض.

قال ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 76): وهذا إسناد غريب، .... ، وأبو علاثة محمد بن أحمد بن عياض هذا غير معروف. ا. هـ

وقال الذهبي في تلخيصه مُتعقِّبا تصحيح الحاكم: ابن عياض لا أعرفه، و لقد كنت زمانا طويلا أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه، فإذا حديث الطير بالنسبة إليه سماء. ا. هـ

وأخرجه الطبراني في الأوسط (6561) عن محمد بن أحمد بن عياض؛ به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا سليمان بن بلال، ولا عن سليمان إلا يحيى بن حسان، تفرد به محمد بن أبي غسان، عن أبيه. ا. هـ

قال الهيثمي في المجمع (9/ 125): أحمد بن عياض بن أبي طيبة، لم أعرفه. ا. هـ

وأخرجه ابن يونس في تاريخ مصر كما في لسان الميزان (6/ 533) عن المعافى بن عمر بن حفص المرادي، عن أحمد بن عياض؛ به، مختصرا.

والمعافى هذا لم أقف له على ترجمة!

وحديث الطير هذا مروي عن جمع من الصحابة، هم: أنس بن مالك، وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبدالله بن عباس، وجابر بن عبدالله، وعلي بن أبي طالب، وأبو سعيد الخدري، وحبشي بن جنادة، ويعلي بن مرة، وأبو رافع، رضي الله عنهم.=

ص: 144

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أما حديث أنس: فله عنه طرق، تربو على ثلاثين طريقا، تقدَّم منها طريق يحيى بن سعيد، وباقي طرقه إليك بيانها:

الطريق الأول: عثمان الطويل، عن أنس.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 2) من طريق عثمان الطويل، عن أنس؛ به، مختصرا.

قال البخاري عقبه: ولا يُعرف لعثمان سماع من أنس. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وعثمان هذا نفسه ليس فيه كبير توثيق، فقد قال عنه أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (6/ 173): شيخ. وذكره ابن حبان في ثقاته (5/ 157) وقال: ربما أخطأ. وذكره ابن عدي في الكامل (3/ 165) وقال: عزيز المُسنَد، وذكر له حديثين اثنين فقط، هذا أحدهما.

الطريق الثاني: السُّدِّي إسماعيل بن عبدالرحمن، عن أنس.

أخرجه الترمذي (كتاب المناقب، باب، رقم 3721) وفي العلل الكبير (698) والنسائي في الكبرى (كتاب خصائص علي، باب ذكر منزلة علي بن أبي طالب من الله عز وجل، رقم 8341) وأبو يعلى (4052) وابن عدي في الكامل (6/ 457) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 248) وابن الجوزي في العلل المتناهية (363)؛ من طريق السُّدِّي، عن أنس؛ به، مختصرا.

قال الترمذي عقبه: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السُّدِّي إلا من هذا الوجه. ا. هـ

وقال في علله: سألت محمدا - يعني البخاري - عن هذا الحديث، فلم يعرفه من حديث السُّدِّي، عن أنس، وأنكره، وجعل يتعجب منه!

الطريق الثالث: ميمون بن جابر الرفاء، عن أنس.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 357) - تعليقا - والعقيلي في الضعفاء (4/ 188) من طريق سُكَيْن بن عبدالعزيز، عن أبي خلف ميمون الرفاء، عن أنس؛ به.

ص: 145

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وميمون هذا: قال عنه أبو زرعة كما في الجرح والتعديل (8/ 234): منكر الحديث. وقال العقيلي: لا يصح حديثه.

وقال الدارقطني كما في البداية والنهاية (11/ 77): هذا حديث غريب من حديث ميمون أبي خلف، تفرد به سُكَيْن بن عبدالعزيز. ا. هـ

الطريق الرابع: إسماعيل بن سلمان الأزرق، عن أنس.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 357) - تعليقا - والبزَّار (7547 - البحر الزخار) من طريق إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق، عن أنس؛ قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار، فقسمها بين نسائه، فأصاب كل امرأة منها ثلاثة، فأصبح عند بعض نسائه صفية، أو غيرها فأتته بهن فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا،

الحديث.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 126): رواه البزَّار، وفيه إسماعيل بن سلمان؛ وهو متروك. ا. هـ

الطريق الخامس: عبيدالله بن أنس، عن أنس.

أخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالية (3935) وابن عدي في الكامل (2/ 147 - 148)؛ من طريق عبدالله بن المثنى، عن عبيدالله بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حجل مشوي بخبزة وظبابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام. فقالت عائشة: اللهم اجعله أبي. وقالت حفصة: اللهم اجعله أبي. قال أنس: فقُلتُ: اللهم اجعله سعد بن عبادة. قال: فسمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي، الحديث.

وعبيدالله بن أنس لم أقف له على ترجمة، ولعل هذا تتمة اسم ابن المثنى، وتصحَّف على الناسخ، فإن ابن المثنى هو: عبدالله بن المثنى بن عبدالله بن أنس، فكأنه تصحَّفت (بن) إلى (عن)، وتصحَّف (عبد) إلى (عبيد)، =

ص: 146

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ويرجح ذلك أن الاسم جاء في الكامل (عبد) بدلا من (عبيد)، فإن كان ذلك كذلك: يصير الإسناد ضعيفا للانقطاع، فإن أبا حاتم قال كما في المراسيل لابنه (411): ابن المثنى لم يدرك أنسا. ا. هـ

وله طريق آخر عن ابن المثنى: أخرجه ابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (373) من طريق العباس بن بكار الضبي، عن عبدالله بن المثنى الأنصاري، عن عمه ثمامة بن عبدالله، عن أنس بن مالك؛ به.

قال ابن الجوزي عقبه: فيه العباس بن بكار، قال الدارقطني: كذاب. ا. هـ

وله طريق ثالث عن ابن المثنى: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 246) من طريق عبدالسلام بن راشد، عن عبدالله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس؛ به.

وهذا الطريق ضعَّفه الذهبي في الميزان (2/ 615) فقال: عبدالسلام بن راشد، عن عبدالله بن المثنى؛ بحديث الطير.

لا يُعرف، والخبر لا يصح. ا. هـ

الطريق السادس: يحيى بن أبي كثير، عن أنس.

أخرجه الطبراني في الأوسط (1744) من طريق سلمة بن شبيب، عن عبدالرزاق، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس؛ به.

قال الطبراني عقبه: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا عبدالرزاق، تفرد به: سلمة. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): أما سلمة بن شبيب: فثقة، لكن الآفة من عبدالرزاق بن همام نفسه، فقد عمي في آخر عمره، وكان يلقن فيتلقن، وقال ابن عدي في ترجمته في الكامل: روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليها أحد من الثقات، فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم، مما لم أذكره في كتابي هذا، وأما في باب الصدق فأرجو أنه لا بأس به، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير. ا. هـ.

ص: 147

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ويضاف لذلك: أن يحيى لم يسمع من أنس، فروايته عنه مرسلة، قاله أبو حاتم وأبو زرعة، كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص: 243).

الطريق السابع: الحسين بن الحكم، عن أنس.

أخرجه الطبراني في الأوسط (5886) وابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (372) من طريق محمد بن طريف البجلي، عن مفضل بن صالح، عن الحسين بن الحكم، عن أنس؛ به، مختصرا.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحسين بن الحكم إلا مفضل بن صالح، تفرد به محمد بن طريف. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): والمفضل هذا قال عنه البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات. انظر ترجمته في التهذيب (10/ 243).

تنبيه: قال ابن الجوزي عن هذا الطريق: فيه محمد بن طريف، قال أبو حاتم الرازي: مجهول. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وهذا وهم منه، فقد ترجم ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 293) لمحمد بن طريف، ونقل عن أبي زرعة قوله عنه: محله الصدق. وأما أبو حاتم فقال: أدركته ولم أسمع منه.

وأما الذي قال عنه أبو حاتم: مجهول، فراو آخر، بنفس الاسم، ذكره ابن أبي حاتم بعد البجلي مباشرة، فلعل هناك انتقال نظر وقع لابن الجوزي، والله أعلم.

الطريق الثامن: عطاء بن أبي رباح، عن أنس.

أخرجه الطبراني في الأوسط (7466) والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 507) من طريق حفص بن عمر المهرقاني، عن النجم بن بشير، عن إسماعيل بن سليمان، أخي إسحاق بن سليمان، عن عبدالملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أنس؛ به.

ص: 148

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبدالملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أنس إلا إسماعيل بن سليمان، ولا رواه عن إسماعيل إلا النجم بن بشير، تفرد به: حفص بن عمر المهرقاني. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وإسماعيل هذا ترجم له العقيلي في الضعفاء (1/ 82)، وقال: الغالب على حديثه الوهم،

، وروى عن عطاء، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدي إليه طير، ولا يتابع عليه، وليس بمحفوظ. ا. هـ

ورواه ابن الجوزي في العلل (365) من طريق محمد بن عاصم الرازي، عن عبدالملك بن عيسى، عن عطاء، عن أنس؛ به.

قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، وفيه مجاهيل لا يعرفون. ا. هـ

وانظر علل الدارقطني (12/ 125، س: 2512).

الطريق التاسع: الحسن البصري، عن أنس.

أخرجه الطبراني في الأوسط (9372) وابن عدي في الكامل (2/ 385) - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (366) -؛ من طريق حفص بن عمر العدني، عن موسى بن سعد البصري، عن الحسن، عن أنس؛ به، مختصرا.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحسن إلا موسى بن سعد، تفرد به حفص بن عمر. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وحفص هذا الملقب بالفرخ، قال عنه الحافظ في التقريب: ضعيف. ا. هـ

الطريق العاشر: عبدالملك بن عمير، عن أنس.

أخرجه الطبراني في الكبير (1/ رقم 730) وابن عدي في الكامل (2/ 251) وابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (1/ 232)؛ من طريق حماد بن المختار، عن عبدالملك بن عمير، عن أنس؛ به. =

ص: 149

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن عبدالملك بن عمير؛ غير حماد هذا. وقال عنه: ليس بالمعروف. ا. هـ

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 125): رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده حماد بن المختار، لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. ا. هـ

وحماد هذا قال عنه الذهبي في الميزان (1/ 599): لا يعرف. وقال الحافظ في اللسان (3/ 279): مجهول.

وقد تابع حمادا: حسين بن سليمان الطلحي، كما في الكامل لابن عدي (2/ 363).

لكن حسينا هذا قال عنه ابن عدي: لا يتابع على حديثه. وقال الذهبي في الميزان (1/ 536): لا يُعرَف، وروى عن عبدالملك حديث الطير، ولم يصح. ا. هـ

الطريق الحادي عشر: مسلم بن كيسان الملائي، عن أنس.

أخرجه الآجُرِّيّ في الشريعة (كتاب فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، باب ذكر محبة الله عز وجل لعلي بن أبي طالب، رقم 1501) وابن عدي في الكامل (6/ 307) والخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 459) وابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (376)؛ من طريق مسلم الملائي، عن أنس؛ به.

ومسلم الملائي: ضعيف، كما سيأتي تفصيل ذلك في ترجمته في الحديث (4601).

الطريق الثاني عشر: يغنم بن سالم بن قنبر، عن أنس.

أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 284) والدارقطني في المؤتلف (4/ 2234) من طريق إبراهيم بن محمد بن صدقة العامري، عن يغنم بن سالم، عن أنس؛ به. =

ص: 150

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والعامري هذا: ضعَّفه الدارقطني، كما في الميزان (1/ 56)، وأما شيخه يغنم: فترجم له الذهبي في الميزان (4/ 459) ونقل عن ابن عدي قوله: يروي عن أنس مناكير. وقال ابن حبان: كان يضع على أنس بن مالك. وقال ابن يونس: حدث عن أنس فكذب.

الطريق الثالث عشر: خالد بن عبيد، عن أنس.

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 25) - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (368) - من طريق العلاء بن عمران، عن خالد بن عبيد، عن أنس؛ به.

وخالد بن عبيد هذا أبو عصام، قال عنه ابن حبان في المجروحين (1/ 279): يروي عن أنس بن مالك نسخة موضوعة ما لها أصل، يعرفها من ليس الحديث صناعته أنها موضوعة، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. ا. هـ

الطريق الرابع عشر: دينار بن عبدالله، مولى أنس، عن أنس.

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 109) والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 306) - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (369) -؛ من طريق أبي مُكَيْس دينار، عن أنس؛ به.

قال ابن عدي: دينار: منكر الحديث، ذاهب، شبه مجهول. وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 295): يروي عن أنس أشياء موضوعة، لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. ا. هـ

الطريق الخامس عشر: محمد بن علي بن الحسين، أبو جعفر الباقر، عن أنس.

أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 453 - 454) وابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (374) من طريق عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أنس؛ به.

قال ابن الجوزي: في هذا الحديث عبدالله بن ميمون القداح، قال البخاري: ذاهب الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: لا يحتج به إذا انفرد. ا. هـ =

ص: 151

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الطريق السادس عشر: عطاء بن عجلان، عن أنس.

أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في أطراف الغرائب والأفراد لابن طاهر (1/ 203 - 204، رقم 963) من طريق أبي بكر الداهري، عن عطاء بن عجلان، عن أنس؛ به.

وابن عجلان قال عنه الحافظ في التقريب: متروك، بل أطلق عليه ابن معين، والفلاس، وغيرهما الكذب. ا. هـ

وأما الداهري: فنقل الذهبي في الميزان (2/ 410 - 411) عن أحمد وابن المديني وغيرهما قولهم فيه: ليس بشيء. وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة. وقال الجوزجاني: كذاب.

الطريق السابع عشر: إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس.

أخرجه الدارقطني في الغرائب كما في لسان الميزان (4/ 561) وأبو نعيم في الحلية (6/ 339) - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (361) - من طريق عبدالله بن محمد بن عمارة القداحي، عن مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس؛ به، مختصرا.

قال الدارقطني: تفرد به القداحي، عن مالك، وغيره أثبت منه. ا. هـ

وعقَّب الحافظ ابن حجر قائلا: وهو خبر منكر. ا. هـ

قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، وإسحاق، رواه الجم الغفير عن أنس، وحديث مالك لم نكتبه إلا من حديث القداحي، تفرد به. ا. هـ

وأما ابن الجوزي فأعلَّ الخبر بمحد بن صالح المدني، الراوي عن ابن عمارة، فقال - بعد أن نص على تفرد ابن عمارة بالحديث عن مالك -: قال ابن حبان: محمد بن صالح المدني يروي المناكير عن المشاهير، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. ا. هـ =

ص: 152

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الطريق الثامن عشر: إبراهيم بن مهاجر، عن أنس.

أخرجه ابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (377) من طريق خالد بن طهمان، عن، إبراهيم بن مهاجر، عن أنس؛ به.

قال ابن الجوزي عقبه: كلاهما (خالد وإبراهيم) مقدوح فيه. ا. هـ

الطريق التاسع عشر: الزبير بن عدي، عن أنس.

أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 279) من طريق بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس؛ به.

وبشر هذا هو ابن الحسين الأصبهاني، ترجم له الحافظ في لسان الميزان (2/ 292)، ونقل قول أبي حاتم: يكذب على الزبير. وقال الدارقطني: متروك. وفي رواية: يوري عن الزبير بواطيل، والزبير ثقة، والنسخة موضوعة.

الطريق العشرون: أبو الخليل عائذ بن شريح، عن أنس.

أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 339) من طريق أحمد بن نصر بن طالب، عن عبدالملك بن يحيى بن عبدالله بن بكير، عن أبيه، عن عبدالله بن محمد بن المغيرة، عن أبي الخليل، عن أنس؛ به.

قال أحمد بن نصر: أبو الخليل هذا اسمه عائذ بن شريح. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): عائذ هذا صاحب أنس، ترجم له الذهبي في الميزان (2/ 363) ونقل عن أبي حاتم قوله: في حديثه ضعف. وقال ابن طاهر: ليس بشيء. =

ص: 153

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأما عبدالله بن المغيرة، الراوي عن أبي الخليل، فقال عنه أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (5/ 158): ليس بالقوي. وقال العقيلي في الضعفاء (2/ 301): كان يخالف في بعض حديثه، ويحدث بما لا أصل له. ا. هـ

الطريق الحادي والعشرون: أبو الهندي، عن أنس.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 286) - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (364) - من طريق محمد بن القاسم النحوي، عن أبي عاصم، عن أبي الهندي، عن أنس؛ به.

قال الخطيب: غريب بإسناده، لم نكتبه إلا من حديث أبي العيناء محمد بن القاسم، عن أبي عاصم، وأبو الهندي مجهول، واسمه لا يعرف. ا. هـ

الطريق الثاني والعشرون: عبدالله بن يعلى بن مرة، عن أنس.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 302) - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (370) - من طريق عمر بن عبدالله بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده، وعن أنس بن مالك؛ به.

قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، قال أحمد و يحيى: عمر بن عبدالله ضعيف. وقال الدارقطني: متروك. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وأبوه ترجم له الذهبي في الميزان (2/ 528) وقال: ضعَّفه غير واحد، روى عنه ابنه عمر، وهو ضعيف أيضا. ا. هـ

الطريق الثالث والعشرون: أبو النضر سالم مولى عمر بن عبيدالله، عن أنس.

أخرجه ابن الجوزي في العلل (371) من طريق أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي، عن أبي حُمَة محمد بن يوسف اليماني، عن أبي قرة موسى بن طارق، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله، عن أنس؛ به.=

ص: 154

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والجُدِّي قال عنه الذهبي في الميزان (1/ 100): ذكر حديث الطير بإسناد الصحيحين، فهو المتهم بوضعه. ا. هـ

وانظر تعليق الحافظ في اللسان (1/ 469 - 470).

الطريق الرابع والعشرون: سعيد بن المسيب، عن أنس.

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 247) من طريق عبدالله بن إسحاق المدائني، عن عبدالقدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب، عن عمه صالح بن عبدالكبير بن شعيب، عن عبدالله بن زياد أبي العلاء، عن سعيد بن المسيب، عن أنس؛ به.

وأخرجه أيضا في (42/ 248) من طريق ابن شاهين، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن عبدالقدوس بن محمد بن عبدالكبير بن شعيب بن الحبحاب، عن عمه صالح بن عبدالكبير، عن عبدالله بن زياد أبي العلاء، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أنس؛ به.

هكذا بزيادة علي بن زيد بن جدعان - وهو ضعيف، كما في التقريب - بين أبي العلاء، وسعيد.

قال ابن شاهين: تفرد بهذا الحديث عبدالقدوس بن محمد عن عمه، لا أعلم حدث به غيره، وهو حديث حسن غريب. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وتحسين ابن شاهين فيه نظر، فقد ترجم الذهبي في الميزان (2/ 424) لأبي العلاء، وذكر له هذا الحديث في ترجمته، ونقل عن البخاري قوله: منكر الحديث.

وأما صالح الراوي عنه: فقال عنه الحافظ في التقريب: مجهول. وقال عنه الذهبي في الميزان (2/ 298): ما علمت له راويا غير ابن أخيه عبدالقدوس بن محمد. =

ص: 155

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الطريق الخامس والعشرن: قتادة بن دعامة السدوسي، عن أنس.

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 249 - 250) من طريق علي بن الحسن السامي (وفي المطبوع: الشامي)، عن خُليد بن دَعْلج، عن قتادة، عن أنس؛ به.

وابن دعلج: ضعيف، كما قال الحافظ في التقريب.

أما السامي: فترجم له الذهبي في الميزان (3/ 119 - 120)، وقال: هو في عداد المتروكين. ا. هـ

الطريق السادس والعشرن: عبدالعزيز بن زياد، عن أنس.

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 251) من طريق أبي جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، عن أبي يعقوب إسحاق بن الفيض، عن المضاء بن الجارود، عن عبدالعزيز بن زياد، أن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة، فسأله عن علي بن أبي طالب، فقال: أهدي للنبي طائر فأمر به فطبخ وصنع، الحديث.

وابن زياد هذا: قال عنه أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (5/ 382): مجهول. وترجم له ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (2/ 109) ناقلا قول أبي حاتم فيه.

الطريق السابع والعشرون: محمد بن سليم، عن أنس.

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 253) من طريق عبدالله بن علي بن الحسن، عن محمد بن علي، عن الحكم بن محمد، عن محمد بن سليم، عن أنس؛ به.

ووقع في المطبوع: الحكم بن محمد بن سليم، عن أنس، ونبه المحقق على الاختلاف في الحاشية.

ومحمد بن سليم هذا، ترجم له الذهبي في الميزان (3/ 573) وقال: عن أنس بحديث الطير، وعنه حكم بن محمد، لا يعرف. ا. هـ

=

ص: 156

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الطريق الثامن والعشرون: أبو حذيفة العقيلي، عن أنس.

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 257) من طريق سليمان بن قرم، عن محمد بن علي السلمي، عن أبي حذيفة العقيلي، عن أنس بن مالك قال: كنت أنا وزيد بن أرقم نتناوب النبي صلى الله عليه وسلم، فأتته أم أيمن بطير أهدي له من الليل، فلما أصبح أتته بفضله، فقال: ما هذا؟ قُلتُ: فضل الطير الذي أكلت البارحة، فقال: أما علمت أن كل صباح يأتي برزقه؟ اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، الحديث.

وسليمان بن قرم - كما في التهذيب -: ضعَّفه ابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. وقال أبو زرعة: ليس بذاك. وقال ابن حبان: كان رافضيا غاليا في الرفض، ويقلب الأخبار مع ذلك. وخالف أحمد هؤلاء جميعا فوثقه!

وشيخه السلمي: لم أعرفه!

الطريق التاسع والعشرون: عبدالله بن سوادة القشيري، عن أنس.

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (15/ 200) من طريق أبي حفص عمر بن صالح بن عثمان بن عامر المري الجدياني، عن أبي يعلى حمزة بن حراش الهاشمي، قال: كان لأبي بضع عشرة ولدا وكنت أصغرهم، قال فمر به عبدالله القشيري فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال له: امسح يدك برأس ابني فمسح يده على رأسي ودعا لي بالبركة، فقال له أبي: أفد ابني هذا، فقال القشيري: حدثني أنس بن مالك قال: كنت أصحب النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته وهو يقول: اللهم أطعمنا من طعام الجنة. قال: فأتي بلحم طير مشوي فوضع بين يديه، فقال: اللهم ائتنا بمن تحبه ويحبك، ويحب نبيك ويحبه نبيك، .... الحديث.

وعمر بن صالح هذا هو ابن الزاهرية، ترجم له الذهبي في الميزان (3/ 205 - 206) ونقل قول البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال النسائي والدارقطني: متروك.

=

ص: 157

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الطريق الثلاثون: عمران بن وهب الطائي، عن أنس.

وهذا الطريق أشار إليها الذهبي في الميزان (3/ 244) وقال عقبه: عمران ضعَّفه أبو حاتم.

قُلتُ (أحمد): ويضاف لضعفه: أنه لم يسمع من أنس بن مالك، قاله أبو حاتم، كما في المراسيل لابنه (ص: 152).

الطريق الحادي والثلاثون: سليمان بن الحجاج الطائفي، عن أنس.

وهذا الطريق أشار إليها الحافظ في اللسان (4/ 137) فقال: وروى أبو الصلت الهروي، عن الدراوردي، عن سليمان هذا، عن أنس: حديث الطير، وهو موضوع، والمتهم به أبو الصلت. ا. هـ

الطريق الثاني والثلاثون: ثابت بن أسلم البناني، عن أنس.

وهو الطريق القادم عن المصنف، وإسناده ضعيف أيضا.

والخلاصة في هذه الطرق - مع كثرتها - كما قال البزَّار (14/ 80 - البحر الزخار): وهذا الكلام قد رُوِيَ عن أنس من وجوه، وكل من رواه عن أنس فليس بالقوي. ا. هـ

وقد عقَّب الذهبي كما في البداية والنهاية لابن كثير (11/ 76) على قول الحاكم: «وقد رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا» بقوله: فصلهم بثقة يصح الإسناد إليه. ا. هـ

وقال ابن كثير في البداية (11/ 80) - بعد أن ساق بعض طرق الحديث -: فهذه طرق متعددة عن أنس بن مالك، كل منها فيه ضعف ومقال. وقال شيخنا أبو عبدالله الذهبي في جزء جمعه في هذا الحديث بعدما أورد طرقا متعددة نحوا مما ذكرنا: ويروى هذا الحديث من وجوه باطلة أو مظلمة، عن حجاج بن يوسف، وأبي عصام خالد بن عبيد، ودينار أبي مكيس، .... ، ثم قال بعد أن ذكر الجميع: الجميع بضعة وتسعون نفسا، أقربها غرائب ضعيفة، وأردؤها طرق مختلفة مفتعلة، وغالبها طرق واهية. ا. هـ =

ص: 158

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأما حديث سفينة: فله عنه ثلاثة طرق:

الطريق الأول: بريدة بن سفيان، عن سفينة.

أخرجه البزَّار (3841 - البحر الزخار) من طريق سهل بن شعيب، عن بريدة بن سفيان، عن سفينة، وكان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طواير فصنعت له بعضها، فلما أصبح أتيته به فقال:«من أين لك هذا؟» فقُلتُ: من الذي أتيت به أمس، قال:«ألم أقل لك: لا تدخرن لغد طعاما لكل يوم رزقه؟» ثم، قال:«اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» فدخل علي، فقال:«اللهم وإلي» .

وبريدة بن سفيان هذا: ضعيف، سُئِل أحمد عن حديثه فقال: بلية. وقال عنه البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وترجمته في التهذيب.

الطريق الثاني: ثابت البجلي، عن سفينة.

أخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالية (3936) والقَطِيعي في زياداته على فضائل الصحابة لأحمد (945) من طريق يونس بن أرقم، عن مطير بن أبي خالد، عن ثابت البجلي، عن سفينة؛ به.

ومطير ترجم له الذهبي في الميزان (4/ 129 - 130) ونقل عن أبي حاتم قوله: متروك الحديث.

وكذا ترجم لابن أرقم (4/ 477) ونقل عن عبدالرحمن بن خراش أنه لينه.

وأما البجلي نفسه: فلم أقف له على ترجمة.

الطريق الثالث: عبدالرحمن بن أبي نعم، عن سفينة.

أخرجه الطبراني في الكبير (7/ رقم 6437) من طريق سليمان بن قرم، عن فطر بن خليفة، عن عبدالرحمن بن أبي نعم، عن سفينة؛ به.

وابن قرم تقدَّم في الطريق الثامن والعشرين من حديث أنس أنه ضعيف. =

ص: 159

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعليه فطرق حديث سفينة كلها ليس فيها شيء يصح أيضا.

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 82) والطبراني في الكبير (10/ رقم 10667) وابن عدي في الكامل (3/ 91) - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (360) -؛ من طريق سليمان بن قرم، عن محمد بن شعيب، عن داود بن علي بن عبدالله بن عباس، عن أبيه، عن جده ابن عباس؛ قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطائر، فقال:«اللهم ائتني بأحب خلقك إليك» ، فجاء علي، فقال:«اللهم وإلي» .

وابن قرم: تقدَّم ضعفه.

وابن شعيب: قال عنه العقيلي: حديثه غير محفوظ. وقال ابن عدي: لا أعرفه.

وداود هذا: قال عنه الحافظ في التقريب: مقبول.

قال العقيلي عقب هذا الحديث: الرواية في هذا فيها لين. ا. هـ

وأما حديث جابر بن عبدالله:

فأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 245) من طريق عبدالله بن صالح، عن ابن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله الأنصاري؛ قال: صنعت امرأة من الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أرغفة وذبحت له دجاجة فطبختها، فقدمته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر فأتياه، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء ثم قال:«اللهم سق إلينا رجلا رابعا محبا لك ولرسولك تحبه اللهم أنت ورسولك فيشركنا في طعامنا وبارك لنا فيه» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم اجعله علي بن أبي طالب» قال فوالله ما كان بأوشك أن طلع علي بن أبي طالب، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال «الحمد لله الذي سرى بكم جميعا وجمعه وإياكم» ثم =

ص: 160

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «انظروا هل ترون بالباب أحدا» قال جابر: وكنت أنا وابن مسعود، فأمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلنا عليه فجلسنا معه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الأرغفة فكسرها بيده، ثم غرف عليها من تلك الدجاجة ودعا بالبركة فأكلنا جميعا حتى تملأنا شبعا وبقيت فضلة لأهل البيت.

قال ابن عساكر: هذا حديث غريب، والمشهور حديث أنس. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): فيه عبدالله بن صالح، كاتب الليث، مع صدقه فهو كثير الغلط، وكانت به غفلة- كما في التقريب -.

وكذا عبدالله بن لهيعة، قال الذهبي عنه في الكاشف: العمل على تضعيف حديثه.

وأما حديث علي بن أبي طالب:

فأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 245 - 246) من طريق عباد بن يعقوب، عن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي؛ قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير يقال له الحبارى، فوضعت بين يديه، وكان أنس بن مالك يحجبه، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى الله، ثم قال: الحديث.

وعيسى هذا قال عنه ابن حبان في المجروحين (2/ 121):يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به، كأنه كان يهم. وقال أبو نعيم في الضعفاء (1/ 122): روى عن أبيه عن آبائه أحاديث مناكير، لا يكتب حديثه، لا شيء. وقال الدارقطني كما في اللسان (6/ 269): متروك الحديث.

وأما أبوه: فقال عنه الحافظ في التقريب: مقبول. =

ص: 161

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأما حديث أبي سعيد الخدري:

فقد أشار إليه الحاكم عقب حديث أنس هنا، ولم أقف عليه مُسنَدا، لكن كفانا الحافظ ابن كثير مئونته؛ فقال في البداية (11/ 83):وقد رُوِيَ أيضا من حديث أبي سعيد الخدري وصحَّحه الحاكم، ولكن إسناده مظلم وفيه ضعفاء. ا. هـ

وكذلك حديث حبشي بن جنادة:

قال عنه ابن كثير في الموطن السابق: لا يصح أيضا. ا. هـ

ونقل في البداية (11/ 76) عن الذهبي أنه تعقَّب الحاكم في قوله: وصحت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة. بقوله: لا والله ما صح شيء من ذلك. ا. هـ

وأما حديث يعلى بن مرة:

فقد تقدَّم إسناده في الطريق الثاني والعشرين من حديث أنس، وأنه ضعيف أيضا، وقال ابن كثير عنه: وروي من حديث يعلى بن مرة، والإسناد إليه مظلم. ا. هـ

وأما حديث أبي رافع:

فلم أقف عليه أيضا، لكن ذكره ابن كثير في البداية (11/ 83) وقال: وروي من حديث أبي رافع، وليس بصحيح، بل طريقه مظلم. ا. هـ

الخلاصة في حديث الطير:

الحديث كما تقدَّم له طرق كثيرة، بل أكثر مما ذكر هنا، وهي طرق لا تخلو من مقال، ولذا نجد للعلماء في هذا الحديث قولين:

ص: 162

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=

القول الأول: أنه حديث ضعيف، لا يصح.

وأصحاب هذا القول يرون أن الأسانيد لا ترتقي إلى التصحيح أو التحسين، كما أن الروايات نفسها فيها اضطراب في المتن، مثل: الاختلاف فيمن فتح الباب: مرة أنس، ومرة سفينة، وكذا الاختلاف في عدد الطير، وكذا الاختلاف في صفة الطير، والاختلاف فيمن قدم الطير: مرة أم سليم، ومرة أم أيمن، ومرة بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن هؤلاء العلماء الذين يرون ضعف الحديث:

1 -

الإمام البخاري.

قال العقيلي في الضعفاء (1/ 46): وهذا الباب الرواية فيها لين وضعف، لا يعلم فيه شيء ثابت، وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري. ا. هـ

وتقدَّم نقل الترمذي عن البخاري استنكاره لحديث أنس، وتعجبه منه.

2 -

أبو جعفر العقيلي.

وتقدَّم كلامه في الموطن السابق.

3 -

أبو بكر البزَّار.

تقدَّم قوله في حديث أنس: كل من رواه عن أنس فليس بالقوي. ا. هـ

4 -

أبو عيسى الترمذي.

تقدَّم قوله في حديث أنس: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السُّدِّي إلا من هذا الوجه. ا. هـ

وتقدَّم إيراده للحديث في علله الكبير، وسؤاله البخاري عنه. =

ص: 163

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=

5 -

أبو بكر بن أبي داود.

نقل ابن عدي عنه في الكامل (4/ 266) وكذا الذهبي في السير (13/ 232) تضعيفه للحديث بعبارة شديدة، وقد تعقَّبه الذهبي فيها.

6 -

أبو الحسن الدارقطني.

قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 236): وصنَّف الحاكم أبوعبدالله في طرقه جزءا ضخما، وكان قد أدخله في المستدرك على الصحيحين، فبلغ الدارقطني فقال: يستدرك عليهما حديث الطائر؟!

7 -

أبو يعلى الخليلي.

قال في الإرشاد (1/ 420): وما روى حديث الطير ثقة، رواه الضعفاء مثل: إسماعيل بن سلمان الازرق وأشباهه، ويردُّه جميع أئمة الحديث. ا. هـ

8 -

محمد بن طاهر المقدسي.

نقل ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 236) عنه أنه قال: كل طرقه باطلة معلولة. ا. هـ

وقال أيضا: حديث الطائر موضوع، إنما يجيء من سقاط أهل الكوفة، عن المشاهيروالمجاهيل، عن أنس وغيره. ا. هـ

9 -

أبو الفرج بن الجوزي.

قال في العلل (1/ 236): وقد ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقا كلها مظلم وفيها مطعن. ا. هـ =

ص: 164

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=

10 -

سراج الدين عمر بن علي القزويني.

حكم على الحديث بالوضع، كما في نص السؤال الذي وُجِّه للحافظ ابن حجر عن أحاديث مشكاة المصابيح التي انتقدها القزويني، والذي طبع كملحق بالجزء الثالث من المشكاة (ص: 1774).

11 -

شيخ الإسلام ابن تيمية.

قال في منهاج السنة (7/ 371): حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم و المعرفة بحقائق النقل. ا. هـ

12 -

جمال الدين الزيلعي.

قال في نصب الراية (1/ 359 - 360): وكم من حديث كثرت رواته، وتعددت طرقه، وهو حديث ضعيف، كحديث: الطير. ا. هـ

13 -

شمس الدين الذهبي.

قال في السير (13/ 233): وحديث الطير - على ضعفه - فله طرق جَمَّة، وقد أفردتها في جزء، ولم يثبت، ولا أنا بالمعتقد بطلانه. ا. هـ

وقال في تذكرة الحفاظ (3/ 164): وأما حديث الطير: فله طرق كثيرة جدا قد أفردتها بمصنف، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل. ا. هـ

وقد تقدَّم كلامه الصريح بالتضعيف، الذي نقله عنه تلميذه ابن كثير.

14 -

الحافظ ابن كثير.

قال في البداية والنهاية (11/ 75): وهذا الحديث قد صنَّف الناس فيه، وله طرق متعددة، وفي كل منها نظر. ا. هـ =

ص: 165

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=

وقال في (11/ 83): ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم. وبالجملة ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر، وإن كثرت طرقه، والله أعلم. ا. هـ

15 -

ناصر الدين الألباني.

أورد الحديث في السلسلة الضعيفة (14/ 173، رقم 6575) وقال: منكر. ا. هـ

القول الثاني: أنه حديث مقبول، صحيح أو حسن.

وأصحاب هذا القول رأَوا أن مجموع طرق الحديث ترتقي به إلى الحسن أو الصحة.

ومن هؤلاء العلماء الذين يرون قبول الحديث:

1 -

ابن شاهين.

قال كما في تاريخ دمشق (42/ 248) بعد أن ساق الحديث من طريق أنس: تفرد بهذا الحديث عبدالقدوس بن محمد عن عمه، لا أعلم حدَّث به غيره، وهو حديث حسن غريب. ا. هـ

2 -

أبو عبدالله الحاكم.

حيث أورد الحديث في مستدركه، وصحَّحه على شرط الشيخين.

ولكن يبدو أن الحاكم كان له رأي آخر في أول الأمر، ثم تغير اجتهاده في آخر عمره. ويدل على ذلك ما نقله الذهبي في السير (17/ 168) عن أبي عبدالرحمن الشاذياخي الحاكم قال: كنا في مجلس السيد أبي الحسن، فسُئِل أبو عبدالله الحاكم عن حديث الطير، فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

فعقَّب الذهبي قائلا: فهذه حكاية قوية، فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك؟! فكأنه اختلف اجتهاده. ا. هـ =

ص: 166

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=

= وقال في تذكرة الحفاظ (3/ 164) بعد أن ذكر الحكاية السابقة: ثم تغير رأي الحاكم، وأخرج حديث الطير في مستدركه. ا. هـ

وكذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (7/ 372) عن الحاكم عدم تصحيحه للحديث.

3 -

صلاح الدين العلائي.

قال في النقد الصحيح لما اعتُرض عليه من أحاديث المصابيح (ص: 49): وله طرق كثيرة غالبها واه، وفي بعضها ما يعتبر به، فيقوى أحد السندين بالآخر، وأمثل ما ورد به طريقان: و ذكر طريق السُّدِّي الذي رواه الترمذي، و طريق يحيى بن سعيد الذي رواه الحاكم.

ثم قال: و في مقابلته- أي: الحاكم - ذكر الحافظ محمد بن طاهر و أبو الفرج بن الجوزي أن جميع طرق هذا الحديث ضعيفة واهية و كل من الطرفين غلو. و الحق أنه ربما ينتهي إلى درجة الحسن أو يكون ضعيفا يحتمل ضعفه، فأما أن ينتهي إلى كونه موضوعا في جميع طرقه فلا، ولم يذكره ابن الجوزي في كتاب الموضوعات. و الله أعلم. ا. هـ

4 -

الحافظ ابن حجر.

قال في أجوبته عن حكم أحاديث مشكاة المصابيح التي حكم عليها القزويني بالضعف، والذي طبع كملحق في الجزء الثالث من المشكاة (ص: 1787 - 1789)، في جوابه عن هذا الحديث: قال الحاكم: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا، ثم ذكر له شواهد عن جماعة من الصحابة، وفي الطبراني منها عن سفينة، وعن ابن عباس، وسند كل منهما متقارب. ا. هـ

فظاهر كلامه هنا أنه يميل إلى قبول الحديث.

لكن له كلام آخر في لسان الميزان (4/ 561) حيث أورد الحديث، وقال: هو خبر منكر. ا. هـ =

ص: 167

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= = الراجح في حديث الطير:

الذي يبدو راجحا لي - والله أعلم -: هو القول الأول، فالحديث لم يسلم له طريق واحد، من ناحية سنده.

وقد نقل الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 509) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي، وكان شيخا صالحا فاضلا عالما، قال: جمع الحاكم أبو عبدالله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم، يلزمهما إخراجها في صحيحيهما، منها حديث الطائر،

، فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك، ولم يلتفتوا فيه إلى قوله، ولا صوَّبوه في فعله. ا. هـ

وأما من ناحية المتن: فزيادة على ما تقدَّم من اضطراب الروايات، ففيه أيضا ما يستنكر من عدة وجوه، ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (7/ 374)؛ منها: أن أكل الطير ليس فيه أمر عظيم يناسب أن يجيء أحب الخلق إلى الله ليأكل منه، فإن إطعام الطعام مشروع للبر و الفاجر، و ليس في ذلك زيادة وقربة عند الله لهذا الآكل، و لا معونة على مصلحة دين و لا دينا، فأي أمر عظيم هنا يناسب جعل أحب الخلق إلى الله يفعله؟

وأخيرا: فهذا الحديث مما اعتنى العلماء بجمع طرقه، وأفردوا له تصنيفا مستقلا.

* قال أبو موسى المديني كما في منهاج السنة النبوية (7/ 371): قد جمع غير واحد من الحفاظ طرق أحاديث الطير للاعتبار و المعرفة، كالحاكم النيسابوري، وأبي نعيم، وابن مردويه. ا. هـ

* وقال الذهبي في السير (17/ 169):وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء. ا. هـ

* وقال ابن حجر في اللسان (1/ 256):وقد جمع طرق الطير: ابن مردويه، والحاكم، وجماعة. ا. هـ

* وقال ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 83): وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة، منهم: أبو بكر بن مردويه، والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان، فيما رواه شيخنا =

ص: 168

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= = أبو عبدالله الذهبي، ورأيت فيه مجلدا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم. ا. هـ

التعليق على الحديث:

استدلت بعض الطوائف بهذا الحديث على أن عليا أفضل الصحابة، وأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلم أن عليا أحب الخلق إلى الله، و لذا جعله خليفة من بعده.

لكن هذا لا يصحُّ لما يلي:

أوَّلاً: أن يقال إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف أن عليا أحب الخلق إلى الله، أو ما كان يعرف، فإن كان يعرف ذلك كان يمكنه أن يرسل من يطلبه، كما كان يطلب الواحد من الصحابة، أو يقول: اللهم ائتني بعلي فإنه أحب الخلق إليك، فأي حاجة إلى الدعاء و الإبهام في ذلك؟! و لو سمى عليا لاستراح أنس من الرجاء الباطل، و لم يغلق الباب في وجه علي، و إن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف ذلك بطل ما يدعونه من كونه كان يعرف ذلك، ثم إن في لفظه: أحب الخلق إليك و إلي، فكيف لا يعرف أحب الخلق إليه؟!

ثانياً: إن الأحاديث الثابتة في الصحاح التي أجمع أهل الحديث على صحتها و تلقيها بالقبول تناقض هذا، فكيف تعارض بهذا الحديث المكذوب الموضوع الذي لم يصححوه؟ يبين هذا لكل متأمل ما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من فضائل القوم؛ كما في الصحيحين أنه قال:«لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا» ، و هذا الحديث مستفيض؛ بل متواتر عند أهل العلم بالحديث، وهو صريح في أنه لم يكن عنده من أهل الأرض أحد أحب إليه من أبي بكر، فإن الخلة هي كمال الحب، و هذا لا يصلح إلا لله، فإذا كانت ممكنة ولم يصلح لها إلا أبو بكر، علم أنه أحب الناس إليه، و قوله في الحديث الصحيح لما سُئِل: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» . قيل: من الرجال؟ قال: «أبوها» . و قول الصحابة: أنت خيرنا وسيدنا وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا فقد ثبت في النقل الصحيح عن علي أنه قال: خير هذه =

ص: 169

(4)

4651 - كَمَا حَدَّثَنَا بِهِ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عُلَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَامِرِيُّ

(1)

، ثنا عبدالرحمن بْنُ دُبَيْسٍ

(2)

، وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عبدالله بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عبدالله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَصْرِيُّ

= الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، و استفاض ذلك و تواتر عنه، و توعد بجلد المفتري من يفضله عليه، و روي عنه أنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم، و لا ريب أن عليا لا يقطع بذلك إلا عن علم.

انظر: منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية (7/ 375 - 385).

(1)

عبيد بن كثير العامري الكوفي، أبو سعيد التمار، متروك الحديث، قاله الأزدي والدارقطني. وقال ابن حبان عنه: روى عن أبان بن تغلب نسخة مقلوبة ليس يحفظ من حديث أبان، أدخلت عليه فحدث بها ولم يرجع حيث بين له، فاستحق ترك الاحتجاج به.

انظر: المجروحين لابن حبان (2/ 176)، سؤالات الحاكم للدارقطني (151)، ميزان الاعتدال (3/ 22).

(2)

عبدالرحمن بن دبيس الكوفي، مجهول الحال، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 231) ولم يذكر فيه شيئا.

ص: 170

الْقَصَّارُ

(1)

، ثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه كَانَ شَاكِيًا، فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ يَعُودُهُ فِي أَصْحَابٍ لَهُ، فَجَرَى الْحَدِيثُ حَتَّى ذَكَرُوا عَلِيًّا رضي الله عنه فَتَنَقَّصَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ أَنَسٌ: مَنْ هَذَا؟ أَقْعِدُونِي فَأَقْعَدُوهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الْحَجَّاجِ، أَلَا أَرَاكَ تَنْقُصُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، لَقَدْ كُنْتُ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدُمُ بَيْنَ يَدِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُلَامٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، فَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمِي فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَيْرٍ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا أُمَّ أَيْمَنَ مَا هَذَا الطَّائِرُ؟» قَالَتْ: هَذَا الطَّائِرُ أَصَبْتُهُ فَصَنَعْتُهُ لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ جِئْنِي بِأَحَبِّ

(1)

إبراهيم بن ثابت (وفي بعض التراجم: باب) القصار، ضعيف واه، قاله الذهبي، وزاد: لا يكاد يعرف إلا بحديث الطير. وقال في تلخيصه: إبراهيم بن ثابت: ساقط. وقال ابن كثير: مجهول. وذكره العقيلي في الضعفاء.

انظر: الضعفاء للعقيلي (1/ 46)، المغني في الضعفاء (43)، البداية والنهاية (11/ 77)، لسان الميزان (1/ 247، 256).

ص: 171

خَلْقِكَ إِلَيْكَ وَإِلَيَّ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّائِرِ» وَضَرَبَ الْبَابَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا أَنَسُ انْظُرْ مَنْ عَلَى الْبَابِ» ، قُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَذَهَبْتُ، فَإِذَا عَلِيٌّ بِالْبَابِ، قُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ مِنْ مَقَامِي فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ ضَرَبَ الْبَابَ، فَقَالَ:«يَا أَنَسُ، انْظُرْ مَنْ عَلَى الْبَابِ» فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَذَهَبْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ بِالْبَابِ، قُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ، فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ ضَرَبَ الْبَابَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا أَنَسُ اذْهَبْ فَأَدْخِلْهُ، فَلَسْتَ بِأَوَّلِ رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمَهُ لَيْسَ هُوَ مِنَ الْأَنْصَارِ» ، فَذَهَبْتُ فَأَدْخَلْتُهُ، فَقَالَ:«يَا أَنَسُ قَرِّبْ إِلَيْهِ الطَّيْرَ» ، قَالَ: فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَا جَمِيعًا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ: يَا أَنَسُ، كَانَ هَذَا بِمَحْضَرٍ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أُعْطِي بِاللَّهِ عَهْدًا أَلَّا أَنْتَقِصَ عَلِيًّا بَعْدَ مَقَامِي هَذَا، وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا يَنْتَقِصُهُ إِلَّا أَشْنَبَ لَهُ وَجْهَهُ

(1)

.

(1)

إسناده ضعيف لحال القصار، وقد تقدَّم الكلام على الحديث في الحديث السابق لهذا مباشرة.

والحديث أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 46) من طريق عبدالله بن عمر بن أبان، عن إبراهيم القصار؛ به.

قال العقيلي عقبه: ليس لهذا من حديث ثابت أصل. وقد تابع هذا الشيخ: معلى بن عبدالرحمن، ورواه عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. حدثنا الصائغ، عن الحسن الحلواني، عنه. ومعلى عندهم يكذب، ولم يأت به ثقة عن حماد بن سلمة، ولا عن ثقة عن ثابت. ا. هـ

وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 77): وهو منكر سندا ومتنا. ا. هـ

ص: 172

(5)

4666 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الْأَيَادِيِّ

(1)

، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «اشْتَاقَتِ الْجَنَّةُ إِلَى ثَلَاثَةٍ عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ وَسَلْمَانَ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(2)

.

(1)

أبو ربيعة الإيادي، قيل اسمه: عمر بن ربيعة، قال عنه الحافظ في التقريب: مقبول- يعني إن تُوبع، وإلا فليِّن-.

(2)

في إسناده ضعف، لحال أبي ربيعة.

والحديث أخرجه أبو يعلى (2779) - ومن طريقه ابن حبان في المجروحين (1/ 121) - عن محمد بن عبدالله بن نمير، عن محمد بن بشر؛ به =

ص: 173

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=

وأخرجه الترمذي (كتاب المناقب، باب مناقب سلمان، رقم 3797) من طريق وكيع بن الجراح، والبزَّار (6695 - البحر الزخار) و ابن حبان في المجروحين (1/ 121) وابن عدي في الكامل (2/ 315)؛ من طريق أبي أحمد الزبيري، وأبو يعلى (2780) من طريق يحيى بن آدم، والدينوري في المجالسة (267) من طريق خالد بن مخلد القطواني، والطبراني في الكبير (6/ رقم 6044) وأبو نعيم في صفة الجنة (1/ 112) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والآجُرِّيّ في الشريعة (كتاب فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، باب ذكر جوامع فضل علي بن أبي طالب الشريفة الكريمة عند الله عز وجل وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند المؤمنين، رقم 1576) من طريق محمد بن عبدالله الأسدي، وابن الجوزي في العلل المتناهية (459) من طريق يحيى بن أبي بكير.

جميعهم (وكيع، والزبيري، وابن آدم، والقطواني، وأبو نعيم، والأسدي، وابن أبي بكير) عن الحسن بن حي بن صالح؛ به.

ورواية الطبراني بلفظ: «ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين» .

وفي رواية البزَّار قال: علي وعمار، وأحسبه قال: وأبو ذر (بدلا من سلمان).

وفي رواية الزبيري عند ابن حبان: بذكر إسماعيل بن مسلم في الإسناد، بدلا من أبي ربيعة!

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح. ا. هـ

وقال البزَّار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحسن، عن أنس إلا أبو ربيعة، وهو كوفي روى عنه الحسن بن صالح وشريك، وأما هذا الحديث فلم يحدث به عنه إلا الحسن بن صالح. ا. هـ

قال الهيثمي في المجمع (9/ 344): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الإيادي، وقد حسَّن الترمذي حديثه. ا. هـ.

ص: 174

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=

تنبيه: قال ابن الجوزي عقب هذا الحديث: هذا حديث لا يصح، وأبو ربيعة اسمه زيد بن عوف ولقبه، فهد. ا. هـ

كذا قال، وهو وهم منه، وأبو ربيعة الإيادي اسمه: عمر بن ربيعة، مختلف عن زيد بن عوف، والله أعلم.

وللحديث طريق آخر عن أنس، بلفظ مختلف:

أخرجه بَحْشَل في تاريخ واسط (ص: 69) والطبراني في الكبير (6/ رقم 6045) وأبو نعيم في الحلية (1/ 190) وفي صفة الجنة (84) وفي معرفة الصحابة (3346)؛ من طريق عمران بن وهب الطائي، عن أنس؛ مرفوعا:«إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود» .

وفي رواية بَحْشَل: بذكر بلال بدلا من المقداد!

وإسناده ضعيف أيضا، فعمران هذا ضعَّفه أبو حاتم الرازي، وقال: ولا أحسبه سمع من أنس شيئا، كما في الجرح والتعديل (6/ 306)، وانظر: لسان الميزان (6/ 184).

وثَمَّ طريق ثالث للحديث، بلفظ آخر:

أخرجه البزَّار (6534 - البحر الزخار) وأبو يعلى (6772) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، عن النضر بن حميد، عن سعد الإسكاف، عن محمد بن علي الباقر، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله تبارك وتعالى يحب ثلاثة من أصحابك» ، ثم أتاه فقال:«يا محمد، إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك» قال أنس بن مالك: فأردت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبته، فلقيت أبا بكر فقُلتُ: يا أبا بكر، إني كنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل صلى الله عليه وسلم قال:«يا محمد، إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة» فلعلك أن تكون منهم. ثم لقيت عمر فقُلتُ له مثل ذلك، ثم لقيت علي بن أبي طالب فقُلتُ له مثلما قُلتُ لأبي بكر وعمر، فقال علي: أنا أسأله، فإن كنت منهم حمدت الله تبارك وتعالى، وإن لم أكن منهم =

ص: 175

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حمدا لله عز وجل، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أنسا حدثني أن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاك فقال: «إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك» فإن كنت منهم، يعني حمدت الله تبارك وتعالى، وإن لم أكن منهم حمدت الله عز وجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أنت منهم، وعمار بن ياسر، وسيشهد معك مشاهد بيّن فضلها، عظيم أجرها، وسلمان منا أهل البيت، فاتخذه صاحبا» .

قال البزَّار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أنس بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه إلا جعفر بن سليمان عن النضر، والنضر بن حميد وسعد الإسكاف لم يكونا بالقويين في الحديث، وقد حدث عنهما أهل العلم واحتملوا حديثهما. ا. هـ

وهذا إسناد ضعيف، قال الهيثمي في المجمع (9/ 118): رواه البزَّار، وفيه النضر بن حميد، وهو متروك. ا. هـ

وللحديث شاهد من حديث علي بن أبي طالب:

أخرجه الطبراني في الأوسط (7569) وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 446)؛ من طريق باذام، عن قنبر، عن علي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ألا إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي، فأمرني ربي أن أحبهم فانتدب، صهيب الرومي، وبلال بن رباح، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وحذيفة بن اليمان، وعمار بن ياسر» ، فقالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الأربعة حتى نحبهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا عمار، أنت عرفك الله المنافقين، وأما هؤلاء الأربعة فأحدهم علي بن أبي طالب، والثاني المقداد بن الأسود الكندي، والثالث سلمان الفارسي، والرابع أبو ذر الغفاري» .

ورواية أبي الشيخ مختصرة.

وهذا الحديث ضعيف الإسناد، فباذام أبو صالح مولى أم هانئ: ضعيف يرسل، كما في التقريب. =

ص: 176