المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند عبدالله بن مسعود - مرويات فضائل علي بن أبي طالب في المستدرك

[أحمد الجابري]

فهرس الكتاب

- ‌المُقدِّمة

- ‌عملي في هذا الكتاب:

- ‌الباب الأول: تمهيد البحث

- ‌الفصل الأول، ويشتمل على مبحثين

- ‌ اسمُهُ ونَسَبُه:

- ‌ كُنْيتُه:

- ‌مَوْلِدُه:

- ‌ صِفَتُه:

- ‌ إِسْلامُه:

- ‌ أزواجه وأولاده:

- ‌ جِهادُه ونَشْرُه للدين:

- ‌ علاقته بالخلفاء الراشدين، ومكانته في أيامهم

- ‌أوَّلاً: عليٌّ مع أبي بكر الصدِّيق

- ‌ثالثاً: عليٌ مع عُثمان بن عفَّان

- ‌ تلخيص لما حدث في معركة الجمل

- ‌ تلخيصٌ لما حدث في معركة صِفِّين

- ‌ معركة النَّهْرَوَان

- ‌ مَقْتَلُ عليِّ بن أبي طالب

- ‌ مناقب ه

- ‌المبحث الثاني: اختلاف الفِرَقِ في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وموقف أهل السنة منه

- ‌القسم الأول: المُفْرِطون في محبة علي وآل بيته

- ‌القسم الثالث: المعتدلون المتوسِّطون في محبة عليٍّ وآل بيته

- ‌الفصل الثانيويشتمل على مبحثين

- ‌المبحث الأول: تَرْجمةُ الحاكِم

- ‌ اسمُهُ وكُنْيتُه:

- ‌ طَلَبُه للعلم وجُهُودُه في حِفظ السُنَّة:

- ‌أوَّلاً: عِلمُه بالقراءات:

- ‌ثانياً: عِلمُه بالفِقه:

- ‌ثالثاً: رَحَلاتُه:

- ‌رابعاً: شُيُوخُه:

- ‌خامساً: تَلامِيذُه:

- ‌سادساً: مُصَنَّفاتُه:

- ‌ وفاته:

- ‌ ما أُخِذَ عليه:

- ‌1 - نسبته إلى الغلو في محبة آل البيت:

- ‌2 - تساهله وكثرة أوهامه في المُستَدرَك:

- ‌المبحث الثاني: التعريف بالمُستَدرَك

- ‌أوَّلاً: سبب التأليف:

- ‌ثانياً: موضوع الكتاب:

- ‌ أقسام أحاديث المُستَدرَك:

- ‌ ما أُلِّف حول المُستَدرَك:

- ‌مُسْنَدُأَنَس بنِ مَالِك

- ‌مسند الحسن بن علي بن أبي طالب

- ‌مُسْنَدُ بُرَيْدَةَ بنِ الحُصِيْب رضي الله عنه

- ‌مُسْنَدُ جابر بن عبدالله

- ‌مُسْنَدُ حذيفة بن اليمان

- ‌مُسْنَدُ زيد بن أرقم

- ‌مُسْنَدُ سعد بن أبي وقاص

- ‌مُسْنَدُ سلمان الفارسي

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن أبي أوفى

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن جعفر بن أبي طالب

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن عباس

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن عمر

- ‌مُسْنَدُ عبدالله بن مسعود

- ‌مُسْنَدُ علي بن أبي طالب

- ‌مُسْنَدُ عمار بن ياسر

- ‌مُسْنَدُ عمران بن حصين

- ‌مُسْنَدُ عمرو بن شاس الأسلمي

- ‌مُسْنَدُ مِينَاءَ بْنِ أَبِي مِينَاءَ

- ‌مُسْنَدُ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيّ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ

- ‌مُسْنَدُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ

- ‌مُسْنَدُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ

- ‌جريدة المصادر والمراجع

الفصل: ‌مسند عبدالله بن مسعود

‌مُسْنَدُ عبدالله بن مسعود

رضي الله عنهما

(38)

4682 - حَدَّثَنَا عَبْدُالْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْحَافِظُ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُقَاتِلِ بْنِ صَالِحٍ

(1)

، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْد بْنِ عُتْبَةَ

(2)

، ثنا عَبْدُاللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ،

= جميعهم (الواسطي، والحلواني، والدقيقي) عن المعلَّى بن عبدالرحمن؛ به.

قال ابن عدي: وهذا عن ابن أبي ذئب لا يرويه غير مُعلَّى. ا. هـ

قال البوصيري في الزوائد (1/ 20): هذا إسناد ضعيف، المُعلَّى بن عبدالرحمن اعترف بوضع سبعين حديثا في فضل علي بن أبي طالب، قاله ابن معين. ا. هـ

وقال الذهبي مُتعقِّبا تصحيح الحاكم: معلى بن عبدالرحمن: متروك. ا. هـ

والشطر الأول من الحديث جاء عن جمع من الصحابة، وقد عدَّه السيوطي في الأزهار المتناثرة (103) بأنه من الأحاديث المتواترة، وكذلك الكتاني في نظم المتناثر (235)، والألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 423، رقم 796).

وأما الشطر الثاني: فله شواهد ضعيفة، من حديث عبدالله بن مسعود، وغيره، سيأتي تخريجها والكلام عليها إن شاء الله في مُسنَد ابن مسعود، برقم (4779) فانتظرها هناك.

(1)

صالح بن مقاتل بن صالح، قال عنه الدارقطني كما في سؤالات الحاكم (112): ليس بالقوي. وقال البيهقي كما في السنن الكبرى (1/ 305): يروي المناكير. وذكره الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 437) والذهبي في الميزان (2/ 301) ونَقَلَا قول الدارقطني فيه.

(2)

محمد بن عبيد بن عتبة بن عبدالرحمن الكندي، أبو جعفر الكوفي، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق. ا. هـ =

ص: 325

ثنا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ

(1)

، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ»

(2)

.

تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.

وقد تصحَّف اسمه في المطبوع إلى: محمد بن عبد، بدلا من عبيد! والتصحيح من إتحاف المهرة (10/ 390).

(1)

يحيى بن عيسى بن عبدالرحمن، ويقال: ابن محمد التميمى النهشلى، أبو زكريا الكوفي ثم الرملى، الجرَّار الفاخورى، ضعيف. قاله ابن معين. وفي رواية: ليس بشيء. وفي رواية: لا يُكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به، وفيه ضعف. وقال ابن حبان: كان ممن ساء حفظه وكثر وهمه، حتى جعل يخالف الأثبات فيما يروي عن الثقات، فلما كثر ذلك في روايته؛ بطل الاحتجاج به. وقال الجوزجاني: يروي أحاديث يُنكرها الناس. وقال ابن عدي: عامة رواياته مما لا يُتابع عليه. بينما خالفهم العجلي؛ فقال: ثقة! وأما أحمد فقال: ما أقرب حديثه.

انظر: الجرح والتعديل (9/ 178)، المجروحين لابن حبان (3/ 126)، الضعفاء للعقيلي (4/ 421)، أحوال الرجال (64)، الكامل في الضعفاء (7/ 217)، تهذيب التهذيب (11/ 230).

(2)

إسناده ضعيف، لحال صالح ويحيى.

والحديث أخرجه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة (باب فضيلة لعلي بن أبي طالب، رقم 103) عن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، عن محمد بن عبيد؛ به.

وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ رقم 10006) من طريق أحمد بن بديل اليامي، وابن عدي في الكامل (7/ 218) وأبو نعيم في الحلية (5/ 58) من طريق هارون بن حاتم - ومن طريقه ابن =

ص: 326

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الجوزي في الموضوعات (674) -، وأبو نعيم في فضائل الخلفاء الراشدين (38) والخطيب البغدادي في تالي تلخيص المتشابه (221) من طريق عاصم بن عامر، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 351) من طريق الحسن بن صابر.

جميعهم (أحمد، وهارون، وعاصم، والحسن) عن يحيى بن عيسى الرملي؛ به.

وسقط من رواية عاصم عند أبي نعيم: يحيى الرملي من الإسناد!

وهذا السقط جعل السيوطي في اللآلئ (1/ 314) - وتبعه على ذلك: الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص: 359) والألباني في الضعيفة (10/ 242 - 243) - يَعُدُّ عاصما متابعا ليحيى، وليس الأمر كذلك، بل هو راوٍ عنه، كما بيَّن ذلك الخطيب البغدادي في تالي تلخيص المتشابه، والله أعلم.

والحديث أورده الذهبي في الميزان، في ترجمة هارون بن حاتم، عادَّا إياه من مناكيره، وقال: وهذا باطل. ا. هـ

وأورده مرة أخرى في ترجمة يحيى الرملي، وقال: لعله من وضع هارون. ا. هـ

وقد توبع الرملي من منصور بن أبي الأسود:

وروايته أخرجها الشيرازي في الألقاب كما في اللآلي (1/ 314) وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 351 - 352)؛ من طريق أحمد بن الحجاج بن الصلت، عن محمد بن مبارك أشتوية عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش؛ به.

وهذه متابعة لا تغني شيئا، فابن الحجاج ذكره الذهبي في الميزان (1/ 89) وساق له خبرا موضوعا، وقال: ذكره الخطيب في تاريخه، ولم يضعَّفه، وكأنه سكت عنه لانهتاك حاله. ا. هـ

وأما ابن مبارك أشتوية: فلم أقف له على ترجمة. =

ص: 327

(39)

4683 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْقَارِيُّ، ثنا الْمُسَيِّبُ بْنُ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ

(1)

، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ

(2)

، ثنا الْمَسْعُودِيُّ

(3)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ

= وقال الشيخ المُعلّمي في حاشيته على الفوائد المجموعة (ص: 359): السند إلى منصور ساقط، فيه أحمد بن الحجاج بن الصلت، هالك، وفيه من لم أجده. ا. هـ

والحديث حكم عليه الذهبي في التلخيص بأنه موضوع.

وتعقَّبه الألباني في الضعيفة بقوله: إن كان يعني أن في إسناده وضَّاعاً - كما هو ظاهر كلامه -؛ فليس بصواب؛ لأنه لا وضَّاع فيه. وإن كان يعني أنه موضوع متناً؛ فهذا ظاهر لا يخفى على أحد إن شاء الله تعالى. ا. هـ

وانظر طريقا آخر للحديث عن ابن مسعود، في الحديث القادم برقم (4683).

وللحديث شواهد من حديث عمران بن حصين وغيره، انظر تفصيلها في مُسنَد عمران، برقم (4681).

(1)

المسيب بن زهير بن عمرو، أبو مسلم الضبي، مجهول الحال، ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (15/ 173 - 174) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

(2)

عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق ربما وهم. ا. هـ

(3)

عبدالرحمن بن عبدالله بن عتبة بن عبدالله بن مسعود الكوفي المسعودي، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق اختلط قبل موته، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط. ا. هـ

ص: 328

اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ»

(1)

.

(1)

إسناده ضعيف، لحال المسيب، ولاختلاط المسعودي، ورواية عاصم عنه بعد اختلاطه.

قال الإمام أحمد والأبناسي: سماع عاصم بن علي من المسعودي بعدما اختلط. ا. هـ

انظر: تاريخ بغداد (11/ 484)، المختلطين للعلائي (ص: 72)، الكواكب النيرات (ص: 287).

والحديث تقدَّم الكلام عنه في الحديث السابق، برقم (4682).

ص: 329

(40)

4779 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ

(1)

، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُرِّيُّ

(2)

، ثنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمٍ

(3)

، عَنْ زِرٍّ

(4)

، عَنْ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى

(1)

عمرو بن محمد بن منصور بن مخلد بن مهران العدل، أبو سعيد الجنجروذى الختن، وإنما قيل له الختن لأنه ختن أبى بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ترجم له السمعاني في الأنساب (3/ 343)، وقال: كان من أعيان مشايخ نيسابور، ولم يكن أحد أخصّ بمحمد بن إسحاق منه، ثم صار في أواخر عمره من الأبدال، وكان كثير السماع بخراسان والعراق، ..... ، ذكره الحاكم أبو عبدالله الحافظ وقال: كان من المشهورين الصالحين، حمل بيده جميع سماعاته، فقال: ما تعلم أنه يصح لي منها قرأته، والباقي طرحته، فعرفته سماعاته بخط أبيه فاقتصر عليها.

وترجم له الذهبي أيضا في تاريخ الإسلام (25/ 283).

(2)

عثمان بن سعيد بن مرة القرشى المري، أبو عبدالله، و قيل: أبو على، الكوفي المكفوف، قال عنه الحافظ في التقريب: مقبول. ا. هـ

(3)

عاصم بن بهدلة، وهو ابن أبى النجود، الكوفي، أبو بكر المقرئ، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام، حجة في القراءة. ا. هـ

(4)

زر بن حُبيش بن حباشة بن أوس بن بلال، و قيل: هلال بن سعد بن نصر بن غاضرة، الأسدي الكوفي، أبو مريم، و يُقال: أبو مطرف.

ص: 330

اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

(1)

.

(1)

إسناده ضعيف لحال عثمان.

والشطر الأول من الحديث جاء من طرق كثيرة عن جمع من الصحابة، وقد عدَّه السيوطي في الأزهار المتناثرة (103) بأنه من الأحاديث المتواترة، وكذلك الكتاني في نظم المتناثر (235)، والألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 423، رقم 796). وانظر تخريج هذه الطرق عنده.

وأما الشطر الثاني: فله شواهد ضعيفة من حديث مالك بن الحويرث، وحذيفة بن اليمان، وقرة بن إياس، وسلمان الفارسي، وأنس بن مالك، وعلي بن أبي طالب، وعلي الهلالي، وعبدالله بن عمر.

أما حديث مالك بن الحويرث:

فأخرجه الطبراني في الكبير (19/ رقم 650) وابن عدي في الكامل (6/ 381) والسهمي في تاريخ جرجان (ص: 395) وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 133 - 134)؛ من طريق عمران بن أبان، عن مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث الليثي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما» .

قال ابن عساكر: قال البغوي: ولم يُرو هذا الحديث عن مالك بن الحويرث؛ إلا من هذا الطريق، وليس مالك بن الحسن بمشهور. ا. هـ

وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد عن مالك بن الحسن هذا؛ لا يرويه عن مالك إلا عمران بن أبان الواسطي، وعمران بن أبان لا بأس به، وأظن أن البلاء فيه من مالك بن الحسن هذا، فإن هذا الإسناد بهذا الحديث لا يتابعه عليه أحد. ا. هـ =

ص: 331

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال الهيثمي في المجمع (9/ 183): رواه الطبراني، وفيه عمران بن أبان ومالك بن الحسن؛ وهما ضعيفان، وقد وُثِّقَا. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وعمران هذا ضعيف - كما في التقريب -، وشيخه مالك: منكر الحديث - كما في الميزان (3/ 425) -، وعليه فهذا الإسناد ضعيف أيضا.

وأما حديث حذيفة بن اليمان:

فأخرجه الطبراني في الكبير (3/ رقم 2608) والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 498) وفي تلخيص المتشابه في الرسم (ص: 752) وابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 447)؛ من طريق الهيثم بن خارجة، عن أبي الأسود عبدالرحمن بن عامر الهاشمي، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، قال: رأينا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما السرور، فقلنا: يا رسول الله، لقد رأينا في وجهك اليوم تباشير السرور، قال:«وكيف لا أُسرُّ، وقد أتاني جبريل فبشرني أن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما؟»

قال الهيثمي في المجمع (9/ 183): رواه الطبراني، وفيه عبدالله بن عامر أبو الأسود الهاشمي، ولم أعرفه! وبقية رجاله وُثِّقوا، وفي عاصم بن بهدلة خلاف. ا. هـ

قُلتُ (أحمد): وابن عامر هذا ترجم له الخطيب في الموطنين السابقين، وابن عساكر في الموطن السابق، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا أحدا روى عنه سوى الهيثم بن خارجة، فهو في عداد المجهولين.

ومع جهالته: فقد زاد الفقرة الأخيرة في الحديث، حيث:

أخرج الحديث أحمد (5/ 391 رقم 23329) والترمذي (كتاب المناقب، باب، رقم 3781) والنسائي في الكبرى (كتاب المناقب، باب حذيفة بن اليمان، رقم 8240، وباب مناقب فاطمة، رقم 8307) وابن الأعرابي في معجمه (379) وابن حبان (باب ذكر البيان بأن الملك بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الذي وصفنا، رقم 6960) والطبراني في الكبير (3/ رقم =

ص: 332

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=

= 2607) والحاكم (كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر مناقب فاطمة، 4721) وغيرهم؛ من طريق إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، فذكر قصة، وفيها قال عليه الصلاة والسلام:«إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» .

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل. ا. هـ

وأخرجه أحمد (5/ 392 رقم 23330) من طريق عامر الشعبي، عن حذيفة؛ به، بنحو ما سبق.

فتبين أن الراجح من حديث حذيفة: عدم ذكر الفقرة الأخيرة، وعليه فلا يصح شاهدا لحديثنا هنا، والله أعلم.

وأما حديث قُرَّة بن إياس:

فأخرجه الطبراني في الكبير (3/ رقم 2617) من طريق عبدالرحمن بن زياد بن أنعم، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما» .

وهذا إسناد ضعيف أيضا، فعبدالرحمن هو الأفريقي، ضعيف، كما في التقريب.

وأما حديث سلمان الفارسي:

فأخرجه الطبراني في الكبير (3/ رقم 2677) من طريق مسلم الملائي، عن حبة العرني وأبي البختري، عن سلمان، قال: كنا حول النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت أم أيمن، فقالت: يا رسول الله لقد ضل الحسن والحسين. قال: وذلك راد النهار، يقول: ارتفاع النهار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«قوموا فاطلبوا ابني» . قال: وأخذ كل رجل تجاه وجهه، وأخذت نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يزل حتى أتى سفح جبل، وإذا الحسن والحسين رضي الله عنهما =

ص: 333

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ملتزق كل واحد منهما صاحبه، وإذا شجاع قائم على ذنبه، يخرج من فيه شبه النار، فأسرع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتفت مخاطبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انساب فدخل بعض الأحجرة، ثم أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجههما، وقال:«بأبي وأمي أنتما ما أكرمكما على الله» . ثم حمل أحدهما على عاتقه الأيمن، والآخر على عاتقه الأيسر، فقلت: طوباكما، نعم المطية مطيتكما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ونعم الراكبان هما، وأبوهما خير منهما» .

وهذا إسناد ضعيف أيضا، فمسلم بن كيسان الملائي: ضعيف، كما في التقريب.

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 413) من طريق حبيب بن أبي حبيب، عن الزبير بن سعيد، عن حميد الطويل، عن أنس؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما» .

قال ابن عدي: وهذان الحديثان - يقصد هذا وحديثا قبله - موضوعان على الزبير بن سعيد. ا. هـ

وأما حديث علي بن أبي طالب:

فأخرجه الطبراني في الأوسط (366) والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 468) وابن عساكر في تاريخ دمشق (27/ 399)؛ من طريق أبي جعفر الباقر، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما» .

ورواية الطبراني بدون الفقرة الأخيرة.

وهذا الحديث لا يصح إسناده إلى أبي جعفر، ففي إسناد الطبراني: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، قال عنه ابن عدي: كذَّبوه، وأُنكرت عليه أشياء، كما في ترجمته في اللسان (1/ 594).

ص: 334

وَشَاهِدَهُ (حديث ابن عمر)

(1)

.

=

وفي إسناد الخطيب: أبو حفص الأعشى عمرو بن خالد، وهو منكر الحديث، كما في التقريب.

وفي إسناد ابن عساكر: داود بن سليمان الغازي، قال عنه الذهبي في الميزان (2/ 8): شيخ كذاب. ا. هـ

وأما حديث علي الهلالي:

فأخرجه الطبراني في الكبير (3/ رقم 2675) وفي الأوسط (6540) من طريق الهيثم بن حبيب، عن سفيان بن عيينة، عن علي بن علي الهلالي، عن أبيه؛ مرفوعا، فذكر حديثا مُطوَّلا، وفيه الشاهد.

وهذا إسناد ضعيف جدا، فالهيثم قال عنه الحافظ في التقريب: متروك. ا. هـ

وأما حديث عبدالله بن عمر:

فقد تقدَّم تخريجه في مُسنَده برقم (4780)، وتبيَّن أنه ضعيف أيضا.

الخلاصة في هذا الحديث: أن الفقرة الأولى منه؛ وهي: «الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة» مما حكم عليه العلماء بالتواتر، وأما الفقرة الثانية؛ وهي:«وأبوهما خير منهما» فكل أسانيدها التي وقفنا عليها ضعيفة، والله أعلم.

(1)

ساق الُمصنِّف بعد هذا الكلام حديث عبدالله بن عمر، الذي تقدَّم في مُسنَده برقم (4780).

ص: 335