الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُسْنَدُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ
رضي الله عنها
(68)
3558 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
(1)
، ثنا شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ
(2)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: فِي بَيْتِي نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزاب: 33] قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ؛ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي» . قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ؟ قَالَ:«إِنَّكِ أَهْلِي خَيْرٌ، وَهَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ أَهْلِي أَحَقُّ»
(3)
.
(1)
عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار العدوي، مولى عبدالله بن عمر بن الخطاب، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ. ا. هـ
(2)
شريك بن عبدالله بن أبي نمر، أبو عبدالله القرشي، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ. ا. هـ
(3)
إسناده حسن للكلام في عبدالرحمن وشريك، وهو صحيح لغيره.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (23/ رقم 627) عن إدريس بن جعفر العطار، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 223) من طريق محمد بن هارون الرازي.
كلاهما (العطار، والرازي) عن عثمان بن عمر؛ به، وآخره بلفظ: قالت أم سلمة: يا رسول الله، فما أنا من أهل البيت؟ قال:«بلى إن شاء الله» .
وللحديث طرق أخرى عن أم سلمة، ودونك تفصيلها:
الطريق الأول: شهر بن حوشب، عن أم سلمة.
أخرجه أحمد (6/ 298 رقم 26550، 6/ 304 رقم 26597، 6/ 323 رقم 26746) وفي فضائل الصحابة (باب فضائل علي، رقم 996، 1029، 1170) والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 69) - تعليقا - والترمذي (كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل فاطمة، رقم 3871) والقطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (باب فضائل الحسن والحسين، رقم 1392) وإبراهيم الحربي في غريب الحديث (3/ 1033) وأبو يعلى (6912، 7021، 7026) والدولابي في الذرية الطاهرة (201، 202) والطحاوي في مشكل الآثار (باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} من هم؟، رقم 766، 767، 769، 770) وابن الأعرابي في معجمه (1994) والآجُرِّيّ في الشريعة (كتاب جامع فضائل أهل البيت، باب ذكر قول الله عز وجل {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، رقم 1696، 1697) والطبراني في الكبير (3/ رقم 2664، 2665، 2666، 23/ رقم 768، 769، 770، 771، 773، 779، 780، 783، 786، 947) وفي الأوسط (2260، 3799) وفي الصغير (177)؛ من طرق عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم جَلَّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء، ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» ، فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: «إنك إلى خير» . وهذا لفظ الترمذي.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء رُوِيَ في هذا الباب. ا. هـ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال البخاري: شهر يتكلمون فيه. ا. هـ
قُلتُ (أحمد): الإسناد إلى شهر صحيح، وشهر مُتَكَلَّم فيه من ناحية حفظه، لكن لا يُخشى من حديثه هنا، لأنه مُتابَع من غيره، كما تقدَّم، وكما سيأتي، ولذلك صحَّح الترمذي حديثه هذا، والله أعلم.
الطريق الثاني: عطية أبو المُعَذَّل الطُّفاوِي، عن أبيه، عن أم سلمة.
أخرجه ابن أبي شيبة (كتاب الفضائل، باب فضائل علي بن أبي طالب، رقم 32640) وإسحاق بن راهويه (1874) وأحمد (6/ 296 رقم 26540، 6/ 304 رقم 26600) وفي فضائل الصحابة (باب فضائل علي، رقم 986) والدولابي في الكنى (1820) وفي الذرية الطاهرة (203) والطبراني في الكبير (3/ رقم 2667، 23/ رقم 759، 939)؛ من طريق عوف بن أبي جميلة، عن أبي المُعَذَّل عطية الطُّفاوِي، عن أبيه، أن أم سلمة حدثته قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما، إذ قالت الخادم: إنَّ علياً وفاطمة بالسدة، قالت: فقال لي: «قومي فتنحي لي عن أهل بيتي» . قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل علي وفاطمة، والحسن والحسين، وهما صبيان صغيران، قالت: فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما، واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى، فقبل فاطمة فأغدف عليهم خميصة سوداء فقال:«اللهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي» ، قال: قلت: وأنا يا رسول الله؟ قال: «وأنت» .
وهذا إسناد ضعيف، فأبو المُعَذَّل ضعفه الساجي والأزدي، وذكره ابن حبان في الثقات، كما في تعجيل المنفعة (2/ 16 - 17)، وأبوه مجهول.
الطريق الثالث: عطاء بن أبي رباح، عن أم سلمة.
أخرجه أحمد (رقم 26508) وفي فضائل الصحابة (باب فضائل علي، رقم 994) والطحاوي في مشكل الآثار (باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} من هم؟، رقم 766) والآجُرِّيّ في الشريعة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (كتاب جامع فضائل أهل البيت، باب ذكر قول الله عز وجل {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، رقم 1697) والطبراني في الكبير (3/ رقم 2668، 23/ 612)؛ من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أم سلمة؛ بنحوه.
وفي رواية أحمد: عن عطاء، حدثني من سمع أم سلمة.
فهذا إسناد ضعيف، لإبهام الواسطة بين عطاء وأم سلمة.
وقد أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} من هم؟، رقم 771) - بسند فيه ضعف - من طريق عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة؛ به.
فإن كان هذا الطريق محفوظا: فقد صح الإسناد واتصل، وإلا فهو ضعيف، والله أعلم.
الطريق الرابع: أبو ليلى الكندي، عن أم سلمة.
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (باب فضائل علي، رقم 995) والآجُرِّيّ في الشريعة (كتاب جامع فضائل أهل البيت، باب ذكر قول الله عز وجل {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، رقم 1695) من طريق؛ أبي ليلى الكندي، عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها على منامة له تحته كساء خيبري، فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ادعي زوجك، وابنيك حسنا وحسينا» فدعتهم، فبينا هم يأكلون، إذ نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم:{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} [الأحزاب: 33] فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكساء فغشاهم بهم، ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي، وحامتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا»
وإسناده صحيح. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الطريق الخامس: حكيم بن سعد، عن أم سلمة.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 196 - 197) - تعليقا - والطبري في تفسيره (19/ 107) والطحاوي في مشكل الآثار (باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} من هم؟ رقم 762) والطبراني في الكبير (23/ رقم 750)؛ من طريق جعفر بن عبدالرحمن البجلي، عن حكيم بن سعد، عن أم سلمة، قالت: هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
وسقط من إسناد الطبري: جعفر البجلي.
وهذا مع كونه موقوفا على أم سلمة، فإسناده ضعيف أيضا، فالبجلي: ليس فيه من التوثيق إلا ذكر ابن حبان له في الثقات (6/ 134)؛ وقال: شيخ كان بواسط. ا. هـ.
الطريق السادس: عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن أم سلمة.
أخرجه أبو يعلى (6888) والطحاوي في مشكل الآثار (باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} من هم؟، رقم 768) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (259) والطبراني في الكبير (3/ رقم 2662، 23/ رقم 503) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (7418)؛ من طريق عطية، عن أبي سعيد، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم غطى على علي وفاطمة وحسن وحسين كساء، ثم قال:«هؤلاء أهل بيتي، إليك لا إلى النار» . قالت أم سلمة: فقلت: يا رسول الله، وأنا منهم؟ قال:«لا، وأنت على خير» .
وإسناده ضعيف لضعف العوفي، ولمخالفته باقي الطرق في متن الحديث. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
الطريق السابع: عبدالله بن وهب بن زمعة، عن أم سلمة.
أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} من هم؟، رقم 763) والطبراني في الكبير (3/ رقم 2663، 23/ رقم 696)؛ من طريق عبدالله بن وهب، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع فاطمة، والحسن، والحسين، ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله تعالى:«رب هؤلاء أهلي» قالت أم سلمة: فقلت: يا رسول الله فتدخلني معهم؟ قال: «أنت من أهلي» .
وإسناده حسن.
الطريق الثامن: عمرة بنت أفعى الهمدانية، عن أم سلمة.
أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} من هم؟ رقم 765، 772) وابن الأعرابي في معجمه (1462) والآجُرِّيّ في الشريعة (كتاب فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، باب ذكر جوامع فضل علي بن أبي طالب، رقم 1587)؛ من طريق عمرة بنت أفعى، عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} يعني في سبعة: جبريل، وميكائيل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم السلام، وأنا على باب البيت فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: «إنك من أزواج النبي عليه السلام» .
قالت أم سلمة: يا عمرة، فلو قال:«نعم» كان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب.
وإسناده ضعيف، فعمرة مجهولة، والطريق إليها فيه ضعف، والمتن مخالف لما سبق.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الطريق التاسع: محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن أم سلمة.
أخرجه الطبراني في الأوسط (7614) من طريق سعيد بن زربي الخزاعي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن أم سلمة، قالت: جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرمة لها قد صنعت له حساة فحملتها على طبق، فوضعتها بين يديه، فقال لها:«أين ابن عمك وابناك؟» قالت: في البيت، فقال:«اذهبي فادعيهم» فجاءت إلى علي، فقالت: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابناك. قالت أم سلمة: فجاء علي يمشي آخذا بيد الحسن والحسين، وفاطمة تمشي معهم، فلما رآهم مقبلين مد يده إلى كساء كان على المنامة، فبسطه فأجلسهم عليه، وأخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله، فضمه فوق رءوسهم، وأهوى بيده اليمنى إلى ربه، فقال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا» ثلاث مرات.
وإسناده ضعيف، فسعيد هذا: منكر الحديث، كما في التقريب.
الطريق العاشر: أم حبيبة بنت كيسان، عن أم سلمة.
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ رقم 839) من طريق أم حبيبة بنت كيسان، عن أم سلمة، قالت: أنزلت هذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} [الأحزاب: 33]، وأنا في بيتي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين، فأجلس أحدهما على فخذه اليمنى، والآخر على فخذه اليسرى، وألقت عليهم فاطمة كساء، فلما أنزلت {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} ، قلت: وأنا معكم يا رسول الله؟، قال:«وأنت معنا» .
وإسناده ضعيف.
والحديث سيكرره المُصنِّف برقم (4705).
وقد تقدَّم الكلام على المراد بأهل البيت في مُسنَد سعد بن أبي وقاص، برقم (4708).
(69)
4615 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ
(1)
، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبدالله الْجَدَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها فَقَالَتْ لِي: أَيُسَبُّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ؟ فَقُلْتُ: مُعَاذَ اللَّهِ، أَوْ سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي»
(2)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " وَقَدْ رَوَاهُ بُكَيْرُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ.
(1)
قال عنه الدارقطني كما في سؤالات الحاكم له (178): لا بأس به. وقال عنه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 268): كان ليِّنا في الحديث.
(2)
إسناده ظاهره الُحسْن للكلام في محمد بن سعد العوفي، وقد توبع ممن هم أوثق وأثبت منه كما سيأتي، إلا أن هناك خلافا على أبي إسحاق نفسه في وقف الحديث ورفعه، والراجح وقفه، كما سيأتي.
والحديث أخرجه أحمد (6/ 323 رقم 26748) وفي فضائل الصحابة (باب فضائل علي، رقم 1011)، والنسائي في الكبرى (كتاب خصائص علي، باب ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سب عليا فقد سبني»، رقم 8422) عن عباس بن محمد الدوري، والآجُرِّيّ في الشريعة (كتاب فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، باب ذكر عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، والمؤذي لعلي المؤذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم 1535) من طريق محمد بن المثنى. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (أحمد، وعباس، وابن المثنى) عن يحيى بن أبي بكير، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (كتاب الفضائل، باب فضائل علي، رقم 32649) والبلاذري في أنساب الأشراف (2/ 405 - 406) والطبراني في الكبير (23/ رقم 737)؛ - بسند صحيح - من طريق فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق السبيعي؛ به، بلفظ: قالت أم سلمة: يا أبا عبدالله أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم؟ قُلتُ: ومن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: أليس يسب علي ومن يحبه؟ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه.
وأخرجه أبو يعلى (7013) والطبراني في الكبير (23/ رقم 738) والأوسط (5832) والصغير (822) وابن المقرئ (202)؛ - بسند صحيح - من طريق السُّدِّي إسماعيل بن عبدالرحمن، عن أبي عبدالله الجدلي؛ موقوفا على أم سلمة، باللفظ السابق.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (344، 9364) والآجُرِّيّ في الشريعة (كتاب فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، باب ذكر عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، والمؤذي لعلي المؤذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم 1536)؛ من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمن بن أخي زيد بن أرقم قال: حججت فدخلت على أم سلمة فقالت: ممن أنت؟ قُلتُ: من أهل الكوفة، قالت: من الذين يسب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قُلتُ: لا والله ما سمعت أحدا يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: أليس يقال: فعل الله بعلي وبمن يحب عليا؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه.
لكن الإسناد ليزيد ضعيف، فضلا عن ضعف يزيد نفسه.
وسقطت من المطبوع من الشريعة: لفظة (عن) التي بين يزيد وابن أخي زيد، فصار الاسمان اسما واحدا!
وأبو إسحاق السبيعي كان قد تغير بأخرة، كما في ترجمته، وتبين من الروايات السابقة أنه قد اختُلِف عليه:=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
فرواه عنه مرفوعا: إسرائيل بن يونس - كما في رواية المصنف هنا، ومن سبق ذكرهم - وعلي بن مُسهِر - كما عند الحِمْيَري في جزئه (26)، وستأتي في الحاشية القادمة - وبكير بن عثمان - كما في رواية المصنف القادمة -.
فأما إسرائيل: فقد قال الإمام أحمد - كما في التهذيب، ترجمة إسرائيل -: إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين، سمع منه بأخرة. ا. هـ
وقال أيضا في العلل برواية ابنه عبدالله (1335): في حديث إسرائيل اختلاف عن أبي إسحاق، أحسب ذاك من أبي إسحاق. ا. هـ
وأما علي بن مُسهِر: فهو من أقران إسرائيل في السن، ولكن سقط من روايته أبو عبدالله الجدلي، فروي بلفظ سماع أبي إسحاق من أم سلمة رضي الله عنها مباشرة!
كما أن في الإسناد إليه: محمد بن هارون، والد الحميري، وهو في عداد المجهولين، فالإسناد إلى علي ضعيف.
وأما بكير بن عثمان: فهو في عداد المجهولين، وسيأتي الكلام عنه في الحديث القادم إن شاء الله.
بينما رواه عن أبي إسحاق موقوفا: فطر بن خليفة، وهو متقدَّم السن والسماع من أبي إسحاق عن إسرائيل ومن تابعه، فيبعد أن يكون سمع من أبي إسحاق متأخرا بعد تغيره، كمن رفع الحديث قبل.
ومما يقوي رواية فطر الموقوفة: أن أبا إسحاق قد توبع عليها من السُّدِّي، وإن كان الأخير ليس بالحجة؛ لكن روايته تُعضِّدُ رواية أبي إسحاق الموقوفة.
وعلى ذلك: يكون الصحيح في هذا الحديث: الرواية الموقوفة على أم سلمة، والله أعلم.
وانظر السلسلة الضعيفة للألباني (5/ 336، رقم 2310). =
(70)
4616 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ، بِهَمْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ التَّيْمِيُّ، ثنا جَنْدَلُ بْنُ وَالْقٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ
(1)
، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ التَّمِيمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عبدالله الْجَدَلِيَّ يَقُولُ: حَجَجْتُ وَأَنَا غُلَامٌ، فَمَرَرْتُ بِالْمَدِينَةِ وَإِذَا النَّاسُ عُنُقٌ وَاحِدٌ، فَاتَّبَعْتُهُمْ، فَدَخَلُوا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: يَا شَبِيبَ بْنَ رِبْعِيٍّ، فَأَجَابَهَا رَجُلٌ جِلْفٌ جَافٍ: لَبَّيْكِ يَا أُمَّتَاهُ، قَالَتْ: يُسَبُّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَادِيكُمْ؟ قَالَ: وَأَنَّى ذَلِكَ؟ قَالَتْ: فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: إِنَّا لَنَقُولُ أَشْيَاءَ نُرِيدُ عَرَضَ
= وقول أم سلمة عن علي رضي الله عنهما: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه، يشهد له أحاديث كثيرة، منها ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله عن علي لما أعطاه الراية يوم خيبر:«لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه» ، وقد تقدَّم هذا الحديث في مُسنَد سعد بن أبي وقاص، برقم (4575).
(1)
قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 407): بكير بن عثمان، مولى أبى إسحاق السبيعي، كوفي روى عن أبى إسحاق السبيعي، روى عنه جندل بن والق التغلبي. ا. هـ.
ولم أقف على رواة عنه إلا جندل بن والق، ولا على كلام لأحد من الأئمة فيه خلا ما سبق، فهو في عداد المجهولين، والله أعلم.
الدُّنْيَا، قَالَتْ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي، وَمَنْ سَبَّنِي فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ تَعَالَى»
(1)
.
(71)
4628 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْحَفِيدُ
(2)
، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ
(3)
، ثنا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ
(4)
، الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ
(1)
إسناده ضعيف لجهالة بكير بن عثمان، والصواب في هذا الحديث الوقف على أم سلمة، بلفظ غير هذا، كما تقدَّم في تخريج الحديث السابق برقم (4615).
وأخرجه الحميري في جزئه (26) من طريق علي بن مُسهِر، عن أبي إسحاق السبيعي، بنحوه، لكن سقط من إسناد المطبوع: أبو عبدالله الجدلي!
(2)
محمد بن عبدالله بن محمد بن يوسف، أبو بكر النيسابوري، يُقال له: الحفيد، ويُقال له: العماني أيضا، ترجم له ابن نقطة في تكملة الإكمال (2/ 266) وذكر رواية الحاكم عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
(3)
أحمد بن محمد بن نصر، أبو نصر الفقيه النيسابوري، عُرف باللباد، ترجم له التقي الغزي في الطبقات السَّنِيَّة في تراجم الحنفية (369)، ونقل عن الحاكم أن قال عنه في تاريخ نيسابور: شيخ أهل الرأي في عصره، ورئيسهم. ا. هـ
(4)
عمرو بن حماد بن طلحة القناد، أبو محمد الكوفي، ينسب إلى جده، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق، رُمِي بالرفض. ا. هـ بتصرف.
هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ
(2)
، عَنْ أَبِي ثَابِتٍ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ
(3)
؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه يَوْمَ الْجَمَلِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ عَائِشَةَ وَاقِفَةً دَخَلَنِي بَعْضُ مَا يَدْخُلُ النَّاسَ، فَكَشَفَ اللَّهُ عَنِّي ذَلِكَ عِنْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ، فَقَاتَلْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا فَرَغَ ذَهَبْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا جِئْتُ أَسْأَلُ طَعَامًا وَلَا شَرَابًا وَلَكِنِّي مَوْلًى لِأَبِي ذَرٍّ، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا فَقَصَصْتُ عَلَيْهَا قِصَّتِي، فَقَالَتْ: أَيْنَ كُنْتَ حِينَ طَارَتِ الْقُلُوبُ مَطَائِرَهَا؟ قُلْتُ: إِلَى حَيْثُ كَشَفَ اللَّهُ ذَلِكَ
(1)
علي بن هاشم بن البريد، البريدي العائذي، أبو الحسن الكوفي، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق يتشيع. ا. هـ
(2)
دينار أبو سعيد، عَقِيصا، قال عنه ابن معين: ليس بشيء، شر من رشيد الهجري، وحبة العرني، وأصبغ بن نباتة. وقال أبو حاتم: هو لين، وهو أحب إلي من أصبغ بن نباتة. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال النسائي والجوزجاني: ليس بثقة. وقال بن عدي: ليس له رواية يعتمد عليها عن الصحابة، إنما له قصص يحكيها لعلي ولحسن وحسين وغيرهم. وقال الدارقطني: متروك.
انظر: الجرح والتعديل (2/ 319، 3/ 430)، الكامل في الضعفاء (3/ 109)، تاريخ بغداد (14/ 251)، لسان الميزان (3/ 426).
(3)
لم أقف له على ترجمة!
عَنِّي عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، قَالَت: أَحْسَنْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«عَلِيٌّ مَعَ الْقُرْآنِ، وَالْقُرْآنُ مَعَ عَلِيٍّ، لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ»
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَأَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ هُوَ عُقَيْصَاءُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف جدا، لحال عقيصا، وللجهالة بأبي ثابت.
والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (4880) والصغير (720)؛ من طريق صالح بن أبي الأسود الليثي، والخطيب في تاريخ بغداد (16/ 470) من طريق عبدالسلام بن صالح الهروي.
كلاهما (صالح، وعبدالسلام) عن علي بن هاشم بن البريد؛ به، مختصرا بدون ذكر قصة يوم الجمل.
ورواية الخطيب بلفظ: «علي مع الحق والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة» .
وسقط من إسناد الطبراني كلمة (أبي) من اسم أبي ثابت.
قال الطبراني عقبه في الأوسط: لا يروى هذا الحديث عن ثابت مولى أبي ذر إلا بهذا الإسناد، تفرد به صالح بن أبي الأسود. ا. هـ
وقال في الصغير: لا يروى عن أم سلمة، إلا بهذا الإسناد، تفرد به صالح بن أبي الأسود، وأبو سعيد التيمي يلقب عقيصا، كوفي. ا. هـ =
(72)
4705 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ
(1)
، وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
(2)
، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ
(3)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: فِي بَيْتِي نَزَلَتْ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزاب: 33] قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ
= وقد أعلَّ الهيثمي الحديث بصالح هذا، فقال في مجمع الزوائد (9/ 134): رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه صالح بن أبي الأسود؛ وهو ضعيف. ا. هـ
قُلتُ (أحمد): والإعلال بمن فوقه أولى، لأن صالحا توبع من القناد - كما في إسناد الحاكم - وعبدالسلام بن صالح - وهو صدوق له مناكير، كما قال الحافظ -، والله أعلم.
والحديث ضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (3802).
(1)
أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر النجاد الفقيه الحنبلي المشهور. صدوق، كما في الميزان (1/ 101).
(2)
تقدم في الحديث (3558) أنه صدوق يخطئ.
(3)
تقدم في الحديث (3558) أنه صدوق يخطئ.
وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَ:«هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي»
(1)
. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
إسناده حسن، وقد تقدَّم برقم (3558).
والحديث أخرجه البيهقي (كتاب الصلاة، باب الدليل على أن أزواجه صلى الله عليه وسلم من أهل بيته في الصلاة عليهن، 2/ 150) وفي الاعتقاد (ص: 327) عن المصنِّف، به.
وقَرَنَ البيهقي بشيخه الحاكم: أبا عبدالرحمن محمد بن الحسين السلمي، وأبا بكر أحمد بن الحسن القاضي.
ولم يذكر الأخير في الاعتقاد.