الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُسْنَدُ سلمان الفارسي
رضي الله عنه
(26)
4648 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْمُقْرِي، بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ
(1)
، ثنا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيُّ
(2)
، ثنا عَوْفُ
(3)
، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ
(4)
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِسَلْمَانَ: مَا أَشَدَّ حُبُّكَ لِعَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَحَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَ عَلِيًّا فَقَدْ أَبْغَضَنِي»
(5)
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
(1)
محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار، أبو بكر - وقيل: أبو جعفر - الرياحي التميمي، صدوق، قاله الدارقطني. وقال عبدالله بن أحمد: صدوق، ماعلمت إلا خيرا. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. وقال الذهبي: ثقة صدوق.
انظر: الثقات لابن حبان (9/ 134)، تاريخ بغداد (2/ 245)، تاريخ الإسلام للذهبي (20/ 423).
(2)
سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد، أبو زيد الأنصاري النحوي، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام، ورُمِي بالقدر. ا. هـ
(3)
هو: عوف بن أبي جميلة، العبدي الهجري، أبو سهل البصري، المعروف بالأعرابي.
(4)
هو: عبدالرحمن بن مل بن عمرو بن عدى بن وهب بن ربيعة بن سعد، أبو عثمان النهدي، الكوفي.
(5)
إسناده حسن، لحال الرياحي، وسعيد. =
(27)
4662 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنُ حَاتِمٍ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ
(2)
، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُكُمْ وَارِدًا عَلَى الْحَوْضِ، أَوَّلُكُمْ إِسْلَامًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ»
(3)
.
= وله شاهد من حديث أم سلمة، سيأتي بإذن الله في مُسنَدها برقم (4615).
وانظر السلسلة الصحيحة للألباني (3/ 373، رقم 1299).
التعليق على الحديث:
قال المُناوي في فيض القدير (6/ 32): قوله: «من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني» ؛ لما أوتيه من كرم الشيم، وعلو الهمم. قال السهروردي: اقتضى هذا الخبر وما أشبهه من الأخبار الكثيرة في الحث على حب أهل البيت، والتحذير من بغضهم: تحريم بغضهم، ووجوب حبهم. ا. هـ
(1)
سيف بن محمد الثوري، الكوفي، ابن أخت سفيان الثوري، قال عنه الحافظ في التقريب: كذبوه. ا. هـ
(2)
أبو صادق الأزدي، الكوفي، قيل اسمه: مسلم بن يزيد، وقيل: عبدالله بن ناجد.
(3)
إسناده ضعيف جدا، لحال سيف، وقد رُوي من غير طريق سيف موقوفا على سلمان، وهو أصح إسنادا منه، ومع ذلك ففي سنده ضعف أيضا.
والحديث أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 427) من طريق داود بن مهران، عن سيف؛ به.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (980 - بغية الباحث) عن يحيى بن هاشم، عن سفيان الثوري؛ به، لكنه قال فيه: عن أبي صادق، عن حنش بن المعتمر، عن عُلَيْم الكندي، عن سلمان؛ به، مرفوعا.
ويحيى هذا هو السمسار، متروك، متهم بوضع الحديث، كما في ترجمته في الميزان (4/ 412).
وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 291) من طريق أبي معاوية الزعفراني عبدالرحمن بن قيس، عن سفيان؛ به، لكن بدون ذكر الأغر، بين أبي صادق وسلمان.
وهذه متابعة تالفة، فالزعراني قال عنه الحافظ في التقريب: متروك، كذبه أبو زرعة وغيره. ا. هـ
وقال ابن عدي عقب هذا الحديث: وهذا يرويه أبو معاوية الزعفراني، عن سفيان الثوري، ورواه مع أبي معاوية: سيف بن محمد بن أخت الثوري، وسيف لعله أشر من أبي معاوية الزعفراني. ا. هـ
وأخرجه ابن مردويه كما في العلل المتناهية لابن الجوزي (333) من طريق محمد بن يحيى المأربي، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم الجدلي، عن عُلَيْم الكندي، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ به.
كذا جعله المأربي، عن قيس، عن عُلَيْم، بدلا من سلمة، عن أبي صادق، عن الأغر.
قال ابن الجوزي عقبه: محمد بن يحيى: منكر الحديث، وأحاديثه مظلمة منكرة. ا. هـ
وأخرجه ابن أبي خيثمة في أخبار المكيين (83) وابن الأعرابي في معجمه (1265) من طريق عبدالسلام بن صالح الهروي، عن عبدالرزاق بن همام، عن سفيان، عن سلمة، عن أبي صادق، به، عن عُلَيْم الكندي (بدلا من الأغر)، عن سلمان، به، مرفوعا.
وتصحَّف في رواية ابن الأعرابي: عُلَيْم إلى غنيم!
ولا شك أن رواية عبدالرزاق تُقدَّم على رواية سيف والمأربي، فهي أرجح منهما، لكن الآفة فيها من الهروي، فله مناكير، كما قال الحافظ، ومن مناكيره هنا: أنه خالف باقي الرواة عن عبدالرزاق، فجعل الحديث مرفوعا، وجعلوه هم موقوفا! =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فأخرج الحديث ابن أبي عاصم في الأوائل (67) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات، والطبراني في الكبير (6/ رقم 6174) وفي الأوائل (51) عن إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، والحسن بن عبدالأعلى البَوْسي (وتصحَّف في المطبوع إلى: الترسي!).
جميعهم (أبو مسعود، وإبراهيم، والحسن) عن عبدالرزاق؛ به، موقوفا على سلمان.
ورواية الطبراني في الأوائل: عن الحسن فقط، بدون إبراهيم.
ولا شك أن رواية هؤلاء جميعا عن عبدالرزاق، مقدمة على رواية الهروي، يزيد هذا يقينا: أن الحديث روي من غير طريق الثوري، موقوفا على سلمان.
فأخرج الحديث ابن أبي شيبة (كتاب الفضائل، باب فضائل علي بن أبي طالب، رقم 32648، وكتاب الأوائل، باب أول ما فُعل ومن فعله، رقم 36965) من طريق قيس بن الربيع، وابن المقرئ (59) وعبدالغني بن سعيد في إيضاح الإشكال كما في اللآلئ المصنوعة (1/ 300) من طريق شعيب بن خالد.
كلاهما (قيس، وشعيب) عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عُلَيْم، عن سلمان؛ به، موقوفا.
وعلى هذا: يكون الراجح في هذا الحديث، أنه موقوف على سلمان الفارسي، وليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ويبقى النظر في صحة إسناده إلى سلمان، فالسند رجاله ثقات، خلا عُلَيْم الكندي.
وعُلَيْم هذا: ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 40) وقال: روى عن سلمان، روى عنه مسلم بن يزيد أبو صادق الأزدي، سمعت أبى يقول ذلك. ا. هـ
وترجم البخاري في التاريخ الكبير (7/ 88) لـ (عُلَيْم) مهملا، بدون نسب، وقال: عن سلمان وعبس الغفاري، روى عنه زاذان. ا. هـ
وحذا حذوه ابن حبان في الثقات (5/ 286) لكن لم يذكر روايته عن عبس، وقال عنه: شيخ يروي عن سلمان، روى عنه زاذان. ا. هـ
فالله أعلم، هل هو نفس الرجل، أم شخص آخر!
وعلى كل: فليس في الرجل كبير توثيق، وهو في عداد المجهولين، فالإسناد ضعيف، والله أعلم.