الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحاديث في الملاحم
(945)
قال البخاري في كتاب بدء الخلق (1): وروي عن عيسى -يعني: ابن موسى، غُنجَار- عن رَقبَة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: / (ق 380) سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب يقول: قام فينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَقامًا، فأخبَرَنا عن بَدءِ الخلقِ، حتى دخل أهلُ الجنَّةِ منازلَهم، وأهلُ النَّارِ منازلَهم، حَفِظَ ذلك مَن حَفِظَهُ، ونَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ.
قال أبو مسعود الدِّمشقي في «الأطراف» : هكذا رواه البخاري معلَّقًا، وإنمَّا رواه عيسى، عن أبي حمزة، عن رَقَبة (2).
(1) من «صحيحه» (6/ 286 رقم 3192 - فتح) باب ما جاء في قوله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه} .
(2)
ومن هذا الوجه: أخرجه الحافظ في «الأمالي المطلقة» (ص 175) من طريق الطَّبراني في «مسند رَقَبَة» ، ثم قال: هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري تعليقًا، فقال: وروى عيسى، عن رَقَبَة، فذَكَر هذا الحديث، وتعقَّبه أبو مسعود في "الأطراف"، فقال: إنما روى عيسى هذا [عن] أبي حمزة، عن رَقَبَة. قلت: وكذا وقع في كثير من النسخ من «الصحيح» ، وكذا ذَكَر أبو نعيم في «المستخرج» أن البخاري ذَكَره كذلك
…
، وذَكَر الدارقطني في «الأفراد» ، وابن منده في «أماليه» في الجزء الخامس عشر منها أن عيسى تفرَّد به. اهـ.
وقال في «تغليق التعليق» (3/ 488): قال ابن منده: هذا حديث صحيح غريب، تفرَّد به عيسى بن موسى.
قلت: وقد أخرج البخاري (11/ 494 رقم 6604 - فتح) في القدر، باب:{وكان أمر الله قدرا مقدورا} ، ومسلم (4/ 2217 رقم 2891)(23) في الفتن، باب إخبار النبيِّ فيما يكون إلى قيام الساعة، من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قام فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَقامًا، ما تَرَك شيئًا يكونُ في مَقامه ذلك إلى قيام السَّاعة إلا حدَّث به، حَفِظَهُ مَن حَفِظَهُ، ونَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ، قد عَلِمَهُ أصحابي هؤلاء، وإنه ليكونُ منه الشيءُ قد نَسِيتُهُ، فأَراهُ، فأَذكُرُهُ، كما يَذكرُ الرَّجلُ وجهَ الرَّجلِ إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عَرَفَهُ.
حديث آخر
(946)
قال أبو داود الطيالسي في «مسنده» (1): ثنا همَّام، عن قتادة، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن سليمان بن الرَّبيع العَدَوي قال: لَقِينا عمرَ بن الخطاب، فقلنا له: إنَّ عبد الله بن عمرو حدَّثنا بكذا وكذا، فقال عمرُ: عبد الله بن عمرو أعلمُ بما يقولُ -قالها ثلاثًا-، ثم نودي بـ «الصلاة جامعة» ، فاجتمع إليه الناسُ، فخَطَبَهم عمرُ، فقال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تَزَالُ طائفةٌ من أُمَّتي على الحقِّ حتى يأتِيَ أمرُ اللهِ» .
هذا إسناد حسن، لكن قال البخاري في «التاريخ» (2): لا يُعرَف سماع قتادة من ابن بُرَيدة، ولا ابن بُرَيدة من سليمان بن الرَّبيع.
قلت: وسليمان بن الرَّبيع هذا ذَكَره أبو حاتم الرازي في كتابه (3)، فقال: روى عن عمرَ، وعنه: ابن بُرَيدة، ويقال: سليمان وحُجَير وحرب بنو الرَّبيع إخوة.
(1)(1/ 42 رقم 38).
ومن طريقه: أخرجه الدارمي (3/ 1578 رقم 2477) في الجهاد، باب لا يزال طائفة من هذه الأمة يقاتلون على الحق، وأبو يعلى في «مسنده» ، كما في «المقصد العلي» (4/ 405 رقم 1816) والطبري في «تهذيب الآثار» (2/ 816 رقم 1144 - مسند عمر) والضياء في «المختارة» (1/ 231، 232 رقم 127، 128).
وأخرجه -أيضًا- البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 12) والحاكم (4/ 449) والقضاعي في «مسند الشهاب» (2/ 76 رقم 913) من طريق همام، به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
(2)
«التاريخ الكبير» (4/ 12).
(3)
«الجرح والتعديل» (4/ 117 رقم 507).
وقد اختار هذا الحديثَ من هذا الوجه الحافظُ الضياء في كتابه.
طريق أخرى
(947)
قال الحافظ أبو يعلى (1):
ثنا أبو خيثمة، ثنا معاذ بن هشام، حدثني / (ق 381) أبي، عن قتادة، عن أبي الأسود الدِّيلي قال: خَطَب عمرُ بن الخطاب يومَ جمعةٍ، فقال: ألا إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لا تَزَالُ طائفةٌ من أُمَّتي على الحقِّ حتى يَأتِيَهَا أمرُ اللهِ» .
وهذا -أيضًا- جيد.
وقد اختاره الضياء أيضًا (2).
وقد رواه الحافظ أبو بكر الإسماعيلي من حديث إسماعيل بن عيَّاش، حدثني ابن عامر وسعيد بن بَشير، عن قتادة، ثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: أَتَينا عمرَ، فنادَى بـ «الصلاة جامعة» ، فخَطَب
…
، وذَكَر الحديث (3).
فقد اختَلَفوا على قتادةَ هكذا، فالله أعلم.
(1) لم أجده في المطبوع من «مسنده» ، وهو من رواية ابن حمدان، وأورده الهيثميُّ في «المقصد العلي» (4/ 406 رقم 1817 - رواية ابن المقرئ) والحافظ في «المطالب العالية» (5/ 12 رقم 4357/ 2).
وأخرجه -أيضًا- إسحاق بن راهويه في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (5/ 12 رقم 4357) والطبري في «تهذيب الآثار» (2/ 814 - مسند عمر) والحاكم (4/ 550) من طريق معاذ بن هشام، به. وقال: صحيح على شرط مسلم (!)
وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم (!)
وأعلَّه الحافظ في «المطالب العالية» ، فقال: فيه انقطاع بين قتادة وأبي الأسود، ورجاله ثقات.
(2)
تقدم تخريجه (1/ 250 - 250 رقم 141، 142).
(3)
وأخرجه -أيضًا- الطبري في «تهذيب الآثار» (2/ 818 رقم 1146 - مسند عمر) عن أحمد بن منصور، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن إسماعيل بن عيَّاش، به.
وقيل: عن إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، به. ومن هذا الوجه: أخرجه الطبري (1145).
وانظر: «السلسلة الصحيحة» (4/ 597 رقم 1956).
وسيأتي (1) في «الصحيحين» (2) من مسند معاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة.
وفي «صحيح مسلم» (3) عن ثوبان، إن شاء الله تعالى.
حديث آخر
(948)
قال الحافظ أبو يعلى (4): ثنا أبو سعيد القَوَاريري، ثنا يزيد بن زُرَيع ويحيى بن سعيد قالا: ثنا عوف، حدثني علقمة بن عبد الله المُزَني -قال يزيد في حديثه: في مسجد البصرة- قال: حدثني رجلٌ قد سمَّاه، ونَسِيَ عوف اسمَه -وقال يحيى: حدثني رجلٌ- قال: كنتُ بالمدينة في مجلس فيه عمرُ بن الخطاب، فقال لبعض جُلسائه: كيف سمعتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(1) انظر: «جامع المسانيد والسُّنن» (1/ 642 رقم 1339) و (8/ 39، 171 رقم 9867، 10170).
(2)
أخرجه البخاري (1/ 164 رقم 71) في العلم، باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، و (6/ 217، 632 رقم 3116، 3640، 3641) في فرض الخمس، باب قول الله تعالى:{فأن لله خمسه وللرسول} ، و (13/ 293، 442 رقم 7311، 7312، 7459، 7460 - فتح) في الاعتصام، باب قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى:{إنما قولنا لشيء إذا أردناه} ومسلم (3/ 1523 رقم 1921) في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم:«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ....» .
(3)
(3/ 1523 رقم 1920) في الموضع السابق.
(4)
في «مسنده» (1/ 171 رقم 192).
وأخرجه -أيضًا- أحمد (3/ 463) و (5/ 52) من طريق عوف (وهو: ابن أبي جميلة) به.
يَصِفُ الإسلامَ؟ فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الإسلامَ بدأَ جَذَعًا (1)، ثم ثَنِيًّا (2)، ثم رَبَاعِيًّا (3)، ثم سَدِيسًا (4)، ثم بازِلاً» (5).
فقال عمرُ: فما بعدَ البُزُولِ إلا النقصانُ.
هكذا رواه أبو يعلى / (ق 382) رحمه الله في مسند عمر، وهو غريب (6)، والله أعلم.
حديث آخر
(949)
قال الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي: أنا الحسن بن سفيان، ثنا كثير بن عبيد، ثنا محمد بن حِميَر، عن مسلمة بن عُلَي، عن عمرَ بن ذَرٍّ (7)، عن أبي قِلَابة، عن أبي مسلم الخَوْلاني، عن أبي عُبيدة بن الجرَّاح، عن عمرَ قال: أخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِلِحيَتِي وأنا أعرفُ الحزنَ في وجهِهِ، وقال: «إنَّا للهِ وإنا إليه راجعون، أتاني جبريلُ آنفًا، فقالها، فقلتُ: أجل، فلِمَ ذاك ياجبريلُ؟ قال: إنَّ أُمَّتَكَ مُفتَتَنَةٌ بعدَكَ بقليلٍ من دَهْرٍ غيرَ كثير! فقلتُ: فتنةُ كُفرٍ، أو فتنةُ ضلالةٍ؟ فقال: كُلٌّ
(1) الجَذَع: هو من الإبل ما دخل في السَّنَة الخامسة، وهو ما كان شابًا فَتِيًّا. «النهاية» (1/ 251).
(2)
الثَّنِيّ: ما دخل في السَّنَة السَّادسة. «النهاية» (1/ 226).
(3)
الرَّبَاعي: ما دخل في السَّنَة السَّابعة. «النهاية» (2/ 188).
(4)
السَّدِيس: ما دخل في السَّنَة الثَّامنة. «النهاية» (2/ 354).
(5)
البازل: ما دخل في السَّنَة التَّاسعة، وحينئذ يطلع نابُه وتكمل قوَّته. «النهاية» (1/ 125).
(6)
وقال الشيخ الألباني في «السلسلة الضعيفة» (5/ 85): وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، خلا شيخ المُزَني، فإنه مجهول لم يُسمَّ، وبه أعلَّه الهيثمي (7/ 279).
(7)
كذا ورد بالأصل. وكَتَب المؤلِّف بجوارها في حاشية الأصل: «لعله رُؤبة» ، وما ورد في الأصل هو الصواب الموافق لمصادر التخريج الآتية.
سيكونُ. فقلت: من أين؟ وأنا تاركٌ فيهم كتابَ اللهِ. فقال: بكتابِ اللهِ يقتَتِلُونَ، وذلك من قِبَلِ أُمَرَائهم وقُرَّائهم، يَمنعُ الأمراءُ الناسَ الحقوقَ فيُظلَمون حقوقَهم ولا يُعطونها، فيَقتتلُوا ويُفتَتَنُوا، ويَتبَعُ القُرَّاءُ أهواءَ الأمرَاءِ، فيمُدُّونهم في الغيِّ، ثم لا يُقصِرُون. فقلتُ: كيف سَلِمَ مَن سَلِمَ منهم؟ فقال: بالكفِّ والصَّبرِ، إن أُعطوا الذي لهم أخذوه، وإن مُنِعوهُ تركُوه» (1).
هذا حديث غريب من هذا الوجه، فإنَّ مسلمة بن عُلَي الخُشَني ضعيف (2).
حديث آخر
(950)
قال الحافظ أبو بكر البزَّار (3): ثنا عبد الله بن شَبيب، ثنا إسحاق الفَرَوي، ثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن / (ق 383)
(1) وأخرجه -أيضًا- ابن أبي عاصم في «السُّنة» (1/ 131 - 132 رقم 303) والفَسَوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 308) والمستَغفِري في «فضائل القرآن» (1/ 265 رقم 249) وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 119) وأبو العلاء الهَمَذاني في رسالته «فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد وذمِّ الاختلاف» (ص 49 رقم 7) من طريق مسلمة بن عُلَي، به.
تنبيه: تحرَّف أبو قِلَابة عند ابن أبي عاصم إلى: «أبي كلابة» ! وجاء على الصواب في النسخة التي حققها الدكتور باسم الجوابرة (1/ 217 رقم 311).
(2)
وقال الفَسَوي: لا يصح هذا الحديث.
وقال الشيخ الألباني في تحقيقه لـ «السُّنة» لابن أبي عاصم: إسناده ضعيف جدًّا، آفته مسلمة بن عُلَي، وهو: الخُشَني، وهو متروك، كما في «التقريب» .
(3)
في «مسنده» (1/ 405 رقم 283).
وأخرجه -أيضًا- الطبراني في «الأوسط» (6/ 221 رقم 6242) من طريق عبد الله بن زيد بن أسلم، به.
جدِّه، عن عمرَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يظهرُ الإسلامُ حتى تخُوضَ الخيلُ البحارَ، وحتى يختلف التُّجارُ في البحرِ، ثم يظهرُ قومٌ يقرؤونَ القرآنَ، يقولون: مَن أقرأُ منَّا، مَن أفقهُ منَّا؟» ، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«هل في أولئكَ من خيرٍ؟» ، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أولئك وَقودُ النَّارِ، أولئك منكم من هذه الأُمَّةِ» .
في إسناده ضعف (1).
حديث آخر
(951)
قال عبيد الله بن موسى: حدثنا مبارك بن حسَّان، حدثني عمر بن عاصم بن عبيد الله بن عمر (2) قال: قال عمرُ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنتم إذا طَغَت نساؤُكُم، وفَسَق شبابُكم؟!» . فقالوا: يا رسول الله، وإنَّ ذلك لكائنٌ؟ قال:«وأشدَّ من ذلك، تَرَون المعروفَ منكرًا، وتَرَون المنكرَ معروفًا!» ، فقيل: وإنَّ ذلك لكائنٌ؟ قال: «وأشدَّ من ذلك» . قال
(1) وله شاهد من حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: أخرجه ابن المبارك في «الزهد والرقائق» (ص 152 رقم 450) وأبو بكر ابن أبي شيبة في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (3/ 315 رقم 3066) والبزار (4/ 149 رقم 1323) وأبو يعلى (12/ 56 رقم 6698) وابن مَردويه في «تفسيره» ، كما في «تفسير ابن كثير» (1/ 350) من طريق موسى بن عُبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن الهاد، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَيَظَهرنَّ الدينُ حتى يجاوزَ البحرَ، وحتى تُخاضَ البحارُ بالخيل في سبيل الله، ثم يأتي قومٌ يقرؤونَ القرآنَ، يقولون: مَن أقرأ منَّا، من أعلم منَّا؟! ثم التَفَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل في أولئك من خيرٍ؟» قالوا: لا. قال: «أولئك من هذه الأمة، أولئك وَقودُ النارِ» .
وبمجموع هذين الطريقين حسَّنه الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (1/ 166) و «السلسلة الصحيحة» (7/ 700 رقم 3230).
(2)
ضبَّب عليه المؤلِّف لانقطاعه بين عمر بن عاصم وعمر.
عمرُ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بئسَ القومَ قومٌ لا يأمرونَ بالقسطِ من الناسِ، وبئسَ القومَ قومٌ يَقتلون الذين يأمرونَ بالمعروفِ، وبئسَ القومَ قومٌ يستحلُّونَ الحُرُماتِ والشَّهواتِ بالشُّبُهاتِ، وبئسَ القومَ قومُ يمشي المؤمنُ بين ظَهْرانِيهِم بالتَّقيَّةِ والكتمانِ» .
هكذا رواه الحافظ أبو بكر الإسماعيلي من حديث عبيد الله بن موسى، وهو معضل، والله أعلم.
/ (ق 384) حديث آخر
(952)
قال الإمام أحمد (1): ثنا أبو سعيد، ثنا دَيْلَم بن غَزوان، ثنا ميمون الكُردي، حدثني أبو عثمان النَّهدي، عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه قال (2):«إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أُمَّتي كُلَّ منافقٍ، عليمِ اللِّسانِ» .
وكذا رواه أحمد -أيضًا- (3)، عن يزيد بن هارون، عن دَيْلَم بن غَزوان، به.
ورواه عَبد بن حميد (4) عن محمد بن الفضل، عن دَيْلَم بن غَزوان، به، ولفظه:«إنما أخافُ عليكم كُلَّ منافقٍ عليمٍ، يتكلَّمُ بالحكمةِ، ويعملُ بالجَورِ» .
وقد رواه جعفر بن محمد الفِريابي في «صفة المنافق» (5)، عن القَوَاريري، ومحمد بن أبي بكر. كلاهما عن دَيْلَم بن غَزوان، به.
(1) في «مسنده» (1/ 22 رقم 143).
(2)
كَتَب المؤلِّف فوقها: «كذا» ، إشارة إلى وجود سقط، والحديث في «مسند أحمد» مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
في «مسنده» (1/ 53 رقم 310).
(4)
في «المنتخب من مسنده» (1/ 45 رقم 11).
(5)
(ص 52 رقم 24).
(953)
وقال جعفر -أيضًا- (1): ثنا قتيبة، ثنا جعفر بن سليمان، عن المعلَّى بن زياد، عن أبي عثمان النَّهدي قال: سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرَ من عدد أصابعي هذه يقول: إنَّ أخوفَ ما أخافُ على هذه الأُمَّة: المنافقُ العليمُ. قيل: وكيف يكونُ المنافقُ العليمُ؟ قال: عالِمُ اللِّسانِ، جاهلُ القلبِ والعملِ.
قال الدارقطني رحمه الله (2): هذا الموقوف أشبه بالصواب، وكذلك رواه حماد بن زيد، عن ميمون الكردي، عن أبي عثمان النَّهدي، عن عمرَ، موقوفًا (3). وقال دَيْلَم بن غَزوان والحسن بن أبي جعفر الجفري (4)، عن ميمون الكردي، فرَفَعاه، والأوَّل أشبه.
طريق أخرى
(954)
روى / (ق 385) الحافظ أبو بكر الإسماعيلي من طريقين عن الحسن البصري، عن الأحنف بن قيس قال: قَدِمْتُ على عمرَ، فاحتَبَسني عنده حَوْلاً، ثم قال: يا أحنفُ، قد بَلَوتُكَ وخَبَرتُكَ، فرأيتُ علانيتَكَ حسنةً، وأرجو أن تكونَ سريرتُكَ مثلَ علانيتِكَ، وإنَّا كنَّا نتحدَّث: إنما يُهلِكُ هذه الأمَّة كلَّ منافقٍ عليمٍ.
وفي رواية: وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَوَّفنا كلَّ منافقٍ عليمٍ، ولستَ منهم، -إن شاء الله- فالحَقْ ببلدِكَ (5).
(1)(ص 53 رقم 26).
(2)
في «العلل» (2/ 246 - 247).
(3)
ومن هذا الوجه: أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (4/ 404 رقم 1640).
(4)
وروايته عند الفِريابي في «صفة المنافق» (ص 53 رقم 25).
(5)
هذا الأثر يَرويه حماد بن سَلَمة، واختُلف عليه:
فقيل: عنه، عن علي بن زيد بن جُدعان، عن الحسن، عن عمرَ! =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقيل: عنه، عن حميد ويونس، عن الحسن، عن عمرَ!
أما الوجه الأول: فأخرجه ابن سعد (7/ 94) من طريق عارِم بن الفضل والحسن بن موسى. والفِريابي في «صفة المنافق» (ص 53 رقم 27) من طريق عبد الأعلى بن حماد. ثلاثتهم (عارِم بن الفضل، والحسن بن موسى، وعبد الأعلى بن حماد) عن حماد بن سَلَمة، عن علي بن زيد بن جُدعان، عن الحسن، به.
وأما الوجه الثاني: فأخرجه أبو يعلى في «معجمه» (ص 353 رقم 334) -ومن طريقه: أخرجه أبو نعيم في «صفة النفاق» (ص 162 رقم 149) - من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، عن حماد، عن حميد ويونس، عن الحسن
…
، فذكره.
ورجَّح الدارقطني في «العلل» (2/ 142 رقم 166) الوجه الأوَّل، فقال: يرويه حماد بن سلمة، واختلف عنه، فرواه مؤمَّل، عن حماد، عن حميد ويونس، عن الحسن، عن الأحنف، عن عمر. وخالفه عبد الأعلى بن حماد، رواه عن حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن، وهو أشبه بالصواب.
قلت: وإسناده ضعيف؛ لضعف علي بن زيد بن جُدعان، لكنَّه توبع على روايته: فأخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (3/ 287 رقم 2995) وابن سعد (7/ 94) والبزَّار (1/ 435 رقم 306) ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/ 632 رقم 684) وأبو نعيم في «صفة النفاق» (ص 161 رقم 148) وابن الغِطريف في «جزئه» (ص 95 رقم 52) من طريق حماد بن زيد، عن أبي سُوَيد بن المغيرة، عن الحسن
…
، فذكره.
وأبو سُوَيد بن المغيرة هذا: مجهول الحال، أورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 385) ولم يَذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في «الثقات» (7/ 662).
وبمجموع هذين الطريقين يحسَّن الأثر.
وله طريق أخرى: يرويها حسين المعلِّم، واختُلف عليه في صحابيه:
فقيل: عنه، عن عبد الله بن بريدة، عن عمر!
وقيل: عنه، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين!
أما الوجه الأول: فأخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده» ، كما في «المطالب العالية» (3/ 288 رقم 3000) والحارث بن أبي أسامة في «مسنده» كما في «بغية =
طريق أخرى
(955)
قال جعفر الفِريابي (1): ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن كثير بن زيد، عن المطَّلب بن عبد الله بن حَنْطَب قال: قال عمرُ: ما أخافُ عليكم أحدَ رجلين: مؤمنٌ قد تبيَّن إيمانُه، ورجلٌ كافرٌ قد تبيَّن كُفرُهُ، ولكن أخافُ عليكم منافقًا يتعوَّذ بالإيمان، يعملُ بغيره.
طريق أخرى
(956)
قال جعفر -أيضًا- (2): حدثني زكريا بن يحيى البَلخي، ثنا
= الباحث» (ص 149 رقم 465) عن رَوْح بن عُبادة، عن حسين المعلِّم، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن عمرَ رضي الله عنه، مرفوعًا.
وأما الوجه الثاني: فأخرجه البزَّار (9/ 13 رقم 3514) وابن حبان (1/ 281 رقم 80 - الإحسان) والفِريابي في «صفة المنافق» (ص 52 رقم 23) والطبراني في «الكبير» (18/ 237 رقم 593) والبيهقي في «شعب الإيمان» (4/ 403 رقم 1639) من طريق حسين المعلِّم، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، مرفوعًا، ولفظه:«أخوفُ ما أخافُ عليكم جدالُ المنافقِ، عليمِ اللسانِ» .
ورواه عن حسين المعلِّم: خالد بن الحارث ومعاذ العَنْبري.
وهذا الوجه أرجح؛ لاتفاق اثنين من الثقات على روايته هكذا، وقد قال البزار عقب روايته: وهذا الكلام لا نحفظه إلا عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، واختَلَفوا في رَفْعه عن عمرَ، فذَكَرناه عن عمران، إذ كان يُختَلَفُ في رَفْعه عن عمرَ، وإسناد عمر إسناد صالح، فأخرجناه عن عمرَ، وأَعَدْناه عن عمران لحُسن إسناد عمران.
(1)
في «صفة المنافق» (ص 54 رقم 28).
(2)
(ص 54 رقم 31).
وأخرجه -أيضًا- ابن المبارك في «الزهد» (ص 520 رقم 1475) عن مالك بن مِغْول، به.
وصحَّح إسنادَه الشيخ الألباني في تعليقه على «مشكاة المصابيح» (1/ 89 رقم 269).
وكيع، عن مالك بن مِغْول، عن أبي حصين، عن زياد بن حُدَير قال: قال عمرُ: يَهدِمُ الإسلامَ ثلاثٌ: زلَّةُ عالِمٍ، وجدالُ منافقٍ بالقرآنِ، وأئمَّةٌ مضلُّون.
(957)
وقال -أيضًا- (1): أنا وهب بن بقيَّة، أنا إسحاق بن يوسف، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشَّعبي، عن زياد بن حُدَير قال: قال عمرُ: إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم ثلاثةٌ: منافقٌ يقرأ القرآنَ، لا يُخطي منه واوًا ولا أَلِفًا، يجادلُ الناسَ أنه أعلمُ منهم، ليُضلَّهم عن / (ق 386) الهدى، وزلَّةُ عالِمٍ، وأئمَّةٌ مضلُّون.
طريق أخرى
(958)
قال أبو القاسم البغوي: ثنا أبو الجهم العلاء بن موسى، ثنا سوَّار بن مصعب، ثنا مُجالِد، عن أبي الودَّاك، عن أبي سعيد، عن ابن عباس قال: خَطَبنا عمرُ بن الخطاب، فقال: إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم تغيُّرُ الزمان، وزيغةُ عالِمٍ، وجدالُ منافقٍ بالقرآنِ، وأئمَّةٌ مضلُّون، يُضلُّون الناسَ بغير علمٍ.
فهذه طرق يشدّ القوي منها الضعيف، فهي صحيحة من قول عمرَ رضي الله عنه، وفي رَفْعِ الحديث نظرٌ، والله أعلم.
(1)(ص 54 رقم 29).
وأخرجه -أيضًا- الدارمي (1/ 295 رقم 220) في المقدمة، باب في كراهية أخذ الرأي، وابن بطة في «الإبانة» (2/ 528 رقم 643 - تحقيق رضا نعسان) والمستَغفِري في «فضائل القرآن» (1/ 268، 269 رقم 256، 257) وأبو نعيم في «الحلية» (4/ 196) والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (1/ 559 رقم 607) وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (2/ 979، 980 رقم 1867، 1869، 1870) من طريق الشعبي، به.
وسيأتي (1) -إن شاء الله- في مسند حذيفة حديث سؤال عمر إيَّاهم عن الفتنة التي تموج موج البحر، وقول حذيفة له: إنَّ بينك وبينها بابًا مُغلقًا. فقال عمرُ: أيُفتح البابُ أم يُكسَرُ؟ قال: يُكسَرُ. فقال: إذًا لا يُغلَقُ أبدًا
…
، الحديث (2).
وفي سياقه ما يدلُّ على أنَّ عمرَ سَمِعَهُ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولكنَّه نَسِيَ لفظَه، فأراد أن يستذكرَه من غيره، فحدَّثه حذيفةُ ذو السِّر الذي لا يَعلمُهُ غيره، والله أعلم.
(1) انظر: «جامع المسانيد والسُّنن» (2/ 426 - 427 رقم 2346، 2347).
(2)
أخرجه البخاري (2/ 8 رقم 525) في مواقيت الصلاة، باب الصلاة كفارة، و (3/ 301 رقم 1435) في الزكاة، باب الصدقة تكفِّر الخطيئة، و (4/ 110 رقم 1895) في الصوم، باب الصوم كفارة، و (6/ 603 رقم 3586) في المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، و (13/ 48 رقم 7096 - فتح) في الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، ومسلم (1/ 128 رقم 144) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا.