المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حديث آخر في فضل طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه - مسند الفاروق لابن كثير ت إمام - جـ ٣

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الجامع

- ‌ما ورد في العلم عنه رضي الله عنه

- ‌ ما ورد عنه في الإيمان

- ‌حديث آخر في القَدَر أيضًا

- ‌حديث آخر في التَّوكل

- ‌حديث فيه أثر عن عمر في القَدَر أيضًا

- ‌حديث يُذكر في تفاضل الإيمان

- ‌حديث في تضعيف ثواب توحيد الله وذِكره

- ‌حديث في التواضع

- ‌حديث آخر في كراهية كثرة المال

- ‌أحاديث في الأدب

- ‌أحاديث في الملاحم

- ‌حديث في ذِكر الخوارج

- ‌حديث في ذِكر الوليد

- ‌أحاديث المعجزات والمناقب والفضائل، وهي مرتَّبة على أسماء الأعيان، ثم القبائل، ثم البلدان

- ‌ومن فضل الصِّديق

- ‌حديث آخر في فضل الصِّديق، وفيه شَرَف عظيم لعمر رضي الله عنهما

- ‌حديث في فضل عليٍّ رضي الله عنه

- ‌حديث آخر في فضل طلحة بن عبيد الله التَّيمي رضي الله عنه

- ‌حديث في فضل ابن مسعود وعمَّار رضي الله عنهما

- ‌حديث في فضل مصعب بن عُمَير العَبدَري الذي قُتِلَ يوم أُحُد بين يَدَي النبيِّ صلى الله عليه وسلم حمايةً عنه رضي الله عنه وأرضاه

- ‌أثر في فضل رأي عبد الله بن عباس وأبيه رضي الله عنهما

- ‌حديث في فضل الحسن والحسين سِبطَي رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانتيه، وسيِّدَي شباب أهل الجنَّة رضي الله عنهما

- ‌أثر في فضل جَرير بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه وأرضاه

- ‌حديث في فضل زينب بنت جحش أُمِّ المؤمنين

- ‌أثر في فضل غُضَيف بن الحارث الكندي

- ‌حديث في فضل أُويس بن عامر القَرَني أحد التابعين رحمه الله

- ‌أثر فيه فضيلة لأبي مسلم الخَوْلاني رحمه الله

- ‌أثر آخر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه ذِكر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله ومدحه والثَّناء عليه

- ‌ أحاديث في فضل القبائل والبقاع

- ‌حديث آخر في فضل عنَزَة

- ‌حديث في ذِكر بني بكر

- ‌حديث في فضل عُمَان

- ‌حديث في فضل الشَّام

- ‌حديث فضل حمص

- ‌حديث في فضل عسقلان

- ‌الملاحق والفهارس

- ‌نقد الطبعة السابقة للكتاب

- ‌الاستدراك الأول: إسقاطه لعشرات النصوص:

- ‌الاستدراك الثاني: التصرف في النص بالزيادة والنقصان

- ‌الاستدراك الثالث: التحريف والتصحيف في أسماء الرجال، ومتون الأحاديث

- ‌الاستدراك الرابع: إسقاطه لجميع تعليقات الحافظ ابن حجر

- ‌الاستدراك الخامس: إتيانه بنص لا وجود لها في النسخة الخطية

- ‌وأخيرًا: وقفة مع حواشي الدكتور قلعجي:

- ‌فهرس الفوائد

- ‌السقط:

- ‌التصحيفات:

- ‌التحريفات:

- ‌الاختلافات:

- ‌الاستدراكات:

- ‌التعقبات:

- ‌فهرس مصادر التحقيق

- ‌المصادر المخطوطة:

- ‌المصادر المطبوعة:

الفصل: ‌حديث آخر في فضل طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه

‌حديث آخر في فضل طلحة بن عبيد الله التَّيمي رضي الله عنه

.

(977)

قال أبو داود الطيالسي رحمه الله في «مسنده» (1): حدثنا أبو بكر الهُذَلي، حدثنا أبو المَلِيح الهُذَلي، عن ابن عباس قال: ذَكَرتُ طلحةَ لعمرَ رضي الله عنهما، فقال: ذاك رجلٌ فيه بَأْوٌ منذُ أُصيبت يدُهُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

هذا حديث غريب، ولم يخرِّجوه، وأبو بكر الهُذَلي قد ضُعِّف (2).

قال الجوهري رحمه الله في «صحاحه» (3): البَأْوُ: الكِبْرُ والفخرُ، يقال: بَأَوتُ على القوم أَبْأَى بَأْوًا.

قال حاتم:

وما زَادَنا بَأْوًا على ذِي قَرَابةٍ

غِنَانَا ولا أَزرَى بأحسابِنَا الفَقرُ

قلت: فكأنَّ طلحة رضي الله عنه كان يَفخَرُ على غيره بما نال من إصابة يده يوم أُحُد حين شَلَّت، لمَّا وَقَى بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (4)، كما تقدَّم في

(1)(1/ 70 رقم 71).

(2)

رَمَاه غُندَر بالكذب، وقال النسائي: متروك الحديث. انظر: «الجرح والتعديل» (4/ 313 رقم 1365) و «الكامل» (3/ 322).

(3)

(6/ 2278).

(4)

أخرجه البخاري (7/ 82، 359 رقم 2724، 4063 - فتح) في فضائل الصحابة، باب ذِكر طلحة بن عبيد الله، وفي المغازي، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} من طريق قيس بن أبي حازم قال: رأيتُ يدَ طلحةَ شلاءَ، وَقَى بها النبيَّ صلى الله عليه وسلم يومَ أُحُدٍ.

ص: 102

«مسند الصِّديق» رضي الله عنه أنه كان يقول عن يوم أُحُد: ذاك يوم كان كلُّه لطلحة (1).

وقد تقدَّم الحديث بتمامه.

حديث آخر

(978)

قال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي: أنا الحسن بن سفيان، ثنا حميد بن الرَّبيع، ثنا يزيد بن هارون، ثنا أبو يعلى الجَزَري، ثنا ميمون بن مِهران، عن ابن عمرَ، عن عمرَ، قال له الناس في الشُّورى: ألا تشيرُ علينا؟ قال: لا أُبالي أن أفعلَ، رؤوس قريش، ومن سمَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سبعةٍ، فسمَّى السِّتةَ، وسعيدَ بن زيد.

هذا إسناد / (ق 400) جيد، وله شواهد، وأبو يعلى الجَزَري هذا لم أعرفه، والسِّتة الذين سمَّاهم في الشُّورى هم: عثمان، وعليّ، وطلحة، والزُّبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، فهؤلاء رؤوس قريش في الجاهلية، وسادة المسلمين في الإسلام، وممَّن سمَّاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ونصَّ عليهم بأنهم من أهل الجنَّة، وفيهم سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل العَدَوي أنه من أهل الجنَّة، وإنما تَرَكه عمرُ ولم يَذكره مع أهل الشُّورى؛ لأنه من قبيلته، وخَتَنه على أخته فاطمة بنت الخطاب، فخشي رضي الله عنه إنْ ذَكَره معهم أن يُرجِّحوه لذلك، فتَرَكه، وأما أبو عُبيدة بن الجرَّاح فكان قد مات

(1) أخرجه الطيالسي (1/ 8 رقم 6) ومن طريقه: البيهقي في «دلائل النبوة» (3/ 263) من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن عيسى بن طلحة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أبو بكر رضي الله عنه إذا ذَكَر يومَ أُحُدِ بكى، ثم قال: ذاك كلُّه يومُ طلحةَ

الحديث.

وإسناده ضعيف؛ لضعف إسحاق بن يحيى.

ص: 103

قبل ذلك بنحوٍ من ستِّ سنين رضي الله عنه وأرضاه-، وإلا فقد كان عند عمرُ أهلاً لذلك، وفوقَ ذلك، كما في الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد (1)، حيث قال:

(979)

حدثنا محمد بن فُضيل، حدثنا إسماعيل بن سُمَيع، عن مسلم البَطِين، عن أبي البَختَري قال: قال عمرُ رضي الله عنه لأبي عُبيدة بن الجرَّاح: ابسُطْ يدَك حتى أُبايعَكَ، فإنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول:«أنت أمينُ هذه الأُمَّةِ» ، فقال أبو عُبيدة: ما كنتُ لأتقدَّمَ بين يدي رجلٍ أَمَرَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يؤُمَّنا، فأَمَّنا حتى مات.

هذا إسناد جيد، وفيه انقطاع، لأنَّ أبا البَختَري لم يُدرك عمرَ، بل ولا عليًّا، فيما قاله شعبة بن الحجَّاج وأبو حاتم الرازي (2).

/ (ق 401) طريق أخرى

(980)

قال البزَّار (3): ثنا عمر بن الخطاب السِّجِستاني، ثنا عبد الغفار بن داود، ثنا (عبد الجبار)(4) بن عمر الأَيْلي، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عُبيدة بن الجَرَّاح» .

(1) في «مسنده» (1/ 35 رقم 233).

وأخرجه -أيضًا- الحاكم (3/ 267) من طريق محمد بن فضيل، به، وقال: صحيح الإسناد.

فتعقَّبه الذهبي بقوله: منقطع.

(2)

انظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص 76).

(3)

في «مسنده» (1/ 226 رقم 114).

(4)

في الأصل: «عبد الرزاق» ، ثم ضرب عليه المؤلِّف، وكَتَب فوقه:«عبد الجبار» ، والذي في «البحر الزخار» ، و «مخنصر زوائد البزار» (2/ 330 رقم 1960):«عبد الرزاق» ، وكلاهما يروي عن الزهري، لكن في كلام البزَّار الذي اختَصَره المؤلِّف ما يبيِّن أن الصواب:«عبد الرزاق» ، وإليك نص ما قاله البزَّار: وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن الزهري إلا عبد الرزاق بن عمر، وهو رجل قد حدَّث عنه غير واحد: يحيى بن حسان، وعبد الغفار بن داود، وغيرهما، ولا نعلم أحدًا تابَعَه على روايته هذا الحديث عن الزهري، وإن كان عمر بن حمزة قد رواه [عن] سالم عن أبيه عن عمرَ.

قلت: وعبد الرزاق هذا، هو: ابن عمر الثَّقَفي، أبو بكر الدِّمشقي: قال عنه ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ليس بثقة. وقال مرة: كذَّاب. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود: ضعيف الحديث، سُرقت كُتُبه وكانت في خُرج، وكان يتتبَّع حديث الزهري. انظر:«تهذيب الكمال» (18/ 48).

وقال الحافظ في «التقريب» : متروك الحديث عن الزهري، ليِّن في غيره.

ص: 104

ثم قال البزَّار: لا نعرف أحدًا تابع (عبد الجبار)(1) هذا على هذا عن الزهري، وإن كان قد رواه عمر بن حمزة، عن سالم، عن أبيه، عن عمرَ، به.

قلت: وكلاهما فيه ضعف، والله أعلم.

حديث آخر

(981)

قال الإمام أحمد (2): ثنا أبو المغيرة وعصام بن خالد قالا: ثنا صفوان، عن شُريح بن عُبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا: لمَّا بَلَغ عمرُ بن الخطاب سَرْغَ (3) حُدِّث أنَّ بالشَّام وباءً شديدًا، قال: بلغني أنَّ شدَّةَ الوباء بالشَّام، فقلتُ: إنْ أَدرَكَني أَجَلي وأبو عُبيدة بن الجرَّاح حَيٌّ استَخلفتُهُ، فإنْ سألني اللهُ عز وجل: لم استَخلفتَهُ على أمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم؟ قلتُ: إنِّي سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ لكُلِّ نبيٍّ أمينًا، وأميني أبو عُبيدة بنُ الجرَّاح» . فأَنكَرَ

(1) انظر التعليق السابق.

(2)

في «مسنده» (1/ 18 رقم 108).

(3)

سَرغ: قرية بوادي تبوك. «معجم البلدان» (3/ 212).

ص: 105

القومُ ذلك، وقالوا: ما بال علياء قريش؟! -يعنون بني فِهر-، ثم قال: وإنْ أَدرَكَني أَجَلي وقد تُوفي أبوعُبيدة؛ استَخلفتُ معاذَ بن جبل، فإنْ سألني ربِّي: لم استَخلفتَهُ؟ قلتُ: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّه يُحشرُ يومَ القيامةِ بين يَدَي العلماءِ نَبذَةً» .

هذا إسناد فيه انقطاع؛ / (ق 402) فإنَّ شُريح بن عبيد وراشد بن سعد المِقرائِيَين الحمصيَيْن من التابعين الثقات إلا أنهما لم يُدركا زمن عمر بن الخطاب، وكأنَّ هذا من المستفيض عندهم بالشَّام، إلا أنَّ ذِكر استخلاف معاذ بن جبل الأنصاري على الأمَّة فيه غرابةٌ (1)، لأنَّ الأئمَّةَ من قريش فلا يجوز أن يكونَ من غيرهم عند جمهور علماء الأُمَّة، والله أعلم.

(982)

وقد رواه الحافظ أبو بكر الإسماعيلي من طريق أخرى: فقال: حدثنا الحسن بن سفيان، عن أبي عمير بن النَّحاس، عن ضَمرة، عن السَّيباني، عن أبي العَجْفاء، عن عمرَ أنه قال: لو أدركتُ خالدَ بن الوليد ثم وَلَّيتُهُ، ثم قَدِمْتُ على ربِّي، فقال: مَن استَخلفتَ؟ قلت: قال عبدُك ونبيُّك: «خالد سيفٌ من سيوفِ اللهِ سَلَّهُ اللهُ على المشركين» . ثم ذَكَر أبا عُبيدة ومعاذًا كما تقدَّم، وقال:«بين يَدَي العلماءِ بِرِتوَةٍ» (2). قال ضَمرة: كأنها أكثر من خطوة.

(1) وقد خفيت هذه العلة على محققي «مسند الإمام أحمد» (1/ 263 - ط مؤسسة الرسالة) فاكتفوا بقولهم: «حسن لغيره» ، وأطالوا في ذِكر شواهد لا حاجة إليها.

(2)

وأخرجه -أيضًا- عمر بن شبَّة في «تاريخ المدينة» (3/ 88) وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2/ 26 رقم 697) والشَّاشي في «مسنده» (2/ 93 رقم 617) وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 229) وابن عساكر في «تاريخه» (25/ 462) من طريق ضَمرة بن ربيعة، به.

ص: 106

وهذا إسناد حسن (1).

وقد تقدَّم في كتاب الفرائض (2) حديث في فضل سالم مولى أبي حذيفة وأبي عُبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنهما وأرضاهما.

(1) أعلَّه الفَسَوي، فقال في «المعرفة والتاريخ» (2/ 438) بعد أن ساقه مقتصرًا على قصَّة خالد: هذا هو الباطل، وأبو العَجْفاء: مجهول، لا يُدرى من هُو؟

وله طريق أخرى: أخرجها ابن سعد (3/ 590) عن يزيد بن هارون وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 228) من طريق مروان بن معاوية. كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن شَهر بن حَوشب، عن عمر بن الخطاب قال: لو أدركت معاذ بن جبل فاستَخلفتُهُ فسألني ربِّي عنه، لقلت: يا ربي، سمعتُ نبيَّك يقول:«إنَّ العلماءَ إذا اجتمعوا يومَ القيامةِ كان معاذُ بن جبل بين أيديهم قذفةَ حجرٍ» .

وإسناده ضعيف؛ لضعف شَهر، وانقطاعه بينه وبين عمر.

(2)

(1/ 645 رقم 463).

ص: 107