الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث في ذِكر الخوارج
(1)
(959)
روى الإسماعيلي من حديث قتيبة: ثنا ابن لَهِيعة، عن ابن هُبيرة، عن أبي قيس مالك بن الحكم أو ابن حكيم، عن عبد الرحمن بن غَنم الأشعري: أنه سَمِعَ عمرَ بن الخطاب يقول: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «سيخرجُ أناسٌ من أمَّتي يقرأون القرآنَ، يمرقونَ من الدِّينِ، كما يمرقُ السهمُ من الرميَّةِ، وأَمَارةُ ذلك أنهم مُحلِّقون
…
» (2).
وذَكَر تمامَ الحديث في جَمْع عمر القُرَّاء والتماسِهِ أن يجدَ فيهم مَحلوقًا.
(1) الخوارج: هم كل مَن خرج على الإمام الذي اتفقت الجماعة عليه، سواء كان الخروج في أيام الصحابة أو من بعدهم في كل زمان. انظر:«الملل والنحل» للشهرستاني (ص 50).
(2)
عزاه صاحب «كنز العمال» (11/ 203 رقم 31234) إلى أبي نصر السِّجزي في «الإبانة» ، ولم يطبع.
وقد أخرج البخاري في «صحيحه» (8/ 67 رقم 4351 - فتح) في المغازي، باب بعث علي بن أبي طالب عليه السلام، ومسلم (2/ 741 رقم 1064)(143) في الزكاة، باب ذِكر الخوارج وصفاتهم -واللفظ له- من حديث أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه قال: بَعَث عليٌّ وهو باليمن بذَهَبة في تُربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث، وفيه: فجاء رجلٌ كَثُّ اللحيةِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، غائرُ العينينِ، ناتِئُ الجَبين، مَحلوقُ الرأسِ، فقال: اتقِّ اللهَ يا محمد!
…
، الحديث، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إنَّ من ضِئضِئِ هذا قومًا يقرؤون القرآنَ لا يجاوز حَنَاجِرَهُم، يَقتلونَ أهلَ الإسلامِ، ويَدَعونَ أهلَ الأوثانِ، يَمرُقُونَ من الإسلامِ كما يَمرُقُ السَّهمُ من الرَّميَّةِ، لئن أدركتُهُم لأقتُلنَّهم قتلَ عادٍ» .
وفي رواية للبخاري (7562): «سيماهم التحليق» ، أو قال:«التسبيد» .
حديث في ذِكر وقعة الحَرَّة (1) التي كانت أيام يزيد بن معاوية
(960)
قال يعقوب بن سفيان (2): حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثني ابن أفلح، عن أبيه، عن أيوب بن عبد الرحمن، عن أيوب / (ق 387) بن بشير المُعافِري (3): أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَج في سَفَر من أسفاره، فلمَّا مرَّ بحَرَّة زُهرة وَقَف فاستَرجَعَ، فسَاءَ ذلك مَن معه، وظنُّوا أنَّ ذلك من أمرِ سَفَرهم، فقال عمرُ بن الخطاب: يا رسولَ الله، ما الذي رأيتَ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«أَمَا إنَّ ذلك ليس في سَفَركم هذا» . قالوا: فما هو يا رسولَ الله؟ قال: «يُقتَلُ بهذه الحَرَّةِ خِيارُ أُمَّتي بعدَ أصحابي» .
هكذا رواه البيهقي (4) من حديث يعقوب بن سفيان، وهو مرسل في الظاهر، فإنَّ أيوب بن بشير وإن كان قد وُلِدَ في زمان النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يُدركه ولم يَسْمع منه، ولعلَّه إنما سَمِعَ هذا من عمرَ بن الخطاب فإنه كان في زمانه كبيرًا، وكان ممَّن جُرح يوم الحرَّة رحمه الله.
(1) الحَرَّة: أرض ذات حجارة سوداء نخرة كأنها أُحرقت بالنار، والحِرَار في بلاد العرب كثيرة، ومنه: حَرَّة واقِم، وفي هذه الحَرَّة كانت وقعة الحَرَّة المشهورة في أيام يزيد بن معاوية في سنة 63. انظر:«معجم البلدان» (2/ 245، 249).
(2)
في «المعرفة والتاريخ» (3/ 425).
(3)
ضبَّب عليه المؤلِّف لإعضاله.
(4)
في «دلائل النبوة» (6/ 473).
حديث (1) في ذِكر الحجَّاج بن يوسف الثَّقَفي
(961)
قال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه «دلائل النبوة» (2): أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو النَّضر، ثنا عثمان بن سعيد الدَّارمي، ثنا عبد الله بن صالح المصري: أنَّ معاوية بن صالح حدَّثه عن شُريح بن عُبيد، عن أبي عَذَبة قال: جاء رجلٌ إلى عمرَ بن الخطاب فأَخبَرَه أنَّ أهلَ العراقِ قد حَصَبوا أميرَهم، فخَرَج غضبانَ، فصلَّى لنا الصلاةَ، فسَهَا فيها، حتى جعل الناسُ يقولون: سبحان الله! سبحان الله! فلمَّا سلَّم، أقبَلَ على الناس، فقال: مَن ههنا من أهل الشَّام؟ فقام / (ق 388) رجلٌ، ثم قام آخرُ، ثم قمتُ أنا ثالثًا، أو رابعًا، فقال: يا أهلَ الشَّامِ، استعدُّوا لأهل العراق، فإنَّ الشيطانَ قد بَاضَ فيهم وفَرَّخ، اللهمَّ إنهم قد لبَّسوا عليَّ فالبِسْ (3) عليهم، وعجِّل عليهم بالغلام الثَّقَفي يَحكمُ فيهم بحكمِ الجاهليةِ، لا يَقبلُ من مُحْسِنِهم، ولا يَتَجاوزُ عن مُسيئِهِم.
قال عبد الله بن صالح: وحدَّثني ابن لَهِيعة بمثله (4)، قال: وما وُلِدَ الحجَّاجُ يومئذٍ.
وكذا رواه يعقوب بن سفيان (5)، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح.
ورواه عثمان الدَّارمي (6) ويعقوب بن سفيان (7).
(1) كَتَب المؤلِّف فوقها: «أثر» ، ولم يضرب على ما تحتها.
(2)
(6/ 487 - 488).
(3)
ضبَّب عليه المؤلِّف، ولم يتبين لي وجهه.
(4)
وفي إسناده: عبد الله بن صالح: صدوق، كثير الغلط، كما في «التقريب» .
(5)
في «المعرفة والتاريخ» (2/ 529، 754 - 755).
(6)
ومن طريقه: أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (6/ 486) وابن عساكر في «تاريخه» (67/ 81).
(7)
في الموضع السابق (2/ 755).
كلاهما عن أبي اليَمَان، عن حَريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن مَيْسرة بن أزهر، عن أبي عَذَبة قال: قَدِمْتُ على عمرَ رابعَ أربعةٍ
…
، وذَكَر الحديث.
قال عثمان: قال أبو اليَمَان: عَلِمَ عمرُ أنَّ الحجَّاج خارجٌ لا محالةَ، فلمَّا أغضبوه استَعجَلَ العقوبةَ التي لا بدَّ لهم منها (1).
قلت: وطريقه في علم هذا الَّنقلُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، كما سيأتي (2) في مسند أسماء بنت الصِّديق: أنَّ رسولَ الله قال: «إنَّ في ثقيفَ كذَّابًا ومُبِيرًا (3)» (4).
فالكذَّاب: المختار بن أبي عبيد، والمُبِيرُ هو: الحجَّاج، كما فسَّرت
(1) وإسناده ضعيف؛ لجهالة عبد الرحمن بن ميسرة. انظر: «تهذيب الكمال» (17/ 450).
وأبو عَذَبة، مختلف فيه، فوثَّقه يعقوب بن سفيان، وجهَّله الذهبي. انظر:«المعرفة والتاريخ» (2/ 529) و «الميزان» (4/ 551 رقم 10414).
وله طريق أخرى: أخرجها الخطيب في «المتفق والمفترق» (3/ 1696 رقم 1208) من طريق عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد، عن بقيَّة، عن صفوان بن عمرو، عن شُريح، عن عمرو بن سُليم الحضرمي، عن عمرَ رضي الله عنه
…
، فذكره.
وإسنادها ضعيف، بقيَّة بن الوليد مدلِّس، ولم يصرِّح بالسماع.
(2)
يعني: في «جامع المسانيد والسُّنن» ، لكن مسند النساء ليس في المطبوع.
(3)
المبير: المُهلك المُسرف في إهلاك الناس. «النهاية» (1/ 161).
(4)
أخرجه مسلم (4/ 1971 رقم 2545) في فضائل الصحابة، باب ذِكر كذاب ثقيف ومُبيرها.
ذلك للحجَّاج حين قَتَل ولدَها رضي الله عنه.
وقد كان الحجَّاجُ من الملوك الجبَّارين الذين طَغَوا في البلاد، وقَتَلَ الجمَّ الغفيرَ من صدر هذه الأُمَّة، ومع هذا فأَمرُهُ إلى الله، فإنه لم يُترَف بغير الظُّلم وسفكِ الدِّماء، ولا يُلتفتُ إلى قول الرَّافضة (1) فيه من / (ق 389) تكفيره، وتكفير مستنيبيه، بل هم من مُلُوك الإسلام، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم.
(1) تقدم التعريف بهم (ص 282)، تعليق رقم 2