الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث في تضعيف ثواب توحيد الله وذِكره
(920)
قال الإمام أحمد (1): ثنا أبو سعيد، ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير، عن سالم، عن أبيه، عن عمرَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال في سُوقٍ: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، بيدِهِ الخيرُ، يحيي ويُميت، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، كَتَب اللهُ لها بها ألفَ ألفِ حَسَنةٍ، ومحا عنه بها ألفَ ألفِ سيئةٍ، / (ق 367) وبنى له بيتًا في الجنَّةِ» .
ورواه الترمذي (2)، وابن ماجه (3) من حديث حماد بن زيد -زاد الترمذي: والمعتمر بن سليمان-، كلاهما عن عمرو بن دينار القَهْرمان، وقد تكلَّموا فيه.
وقال الترمذي: غريب.
ثم رواه الترمذي (4) عن أحمد بن مَنيع، عن يزيد بن هارون، عن أزهر بن سِنَان، عن محمد بن واسِع قال: قَدِمنا مكةَ، فلَقِيَني أخي سالم بن عبد الله، فحدَّثني بهذا.
وكذا رواه أبو يعلى (5) عن أبي خيثمة، عن يزيد بن هارون، به.
ورواه علي ابن المديني عن يزيد بن هارون، إلا أنه لم يرفعه.
(1) في «مسنده» (1/ 47 رقم 327).
(2)
في «سننه» (5/ 458 رقم 3429) في الدعوات، باب ما يقول إذا دخل السوق.
(3)
في «سننه» (2/ 752 رقم 2235) في التجارات، باب الأسواق ودخولها.
(4)
(5/ 457 رقم 3428).
(5)
لم أجده في المطبوع من «مسنده» ، ومن طريقه: أخرجه الضياء في «المختارة» (1/ 297 رقم 187).
ورواه الحاكم في «مستدركه» (1) عن أبي بكر إسماعيل بن محمد الفقيه وأبي أحمد بكر بن محمد الصَّيرفي. كلاهما عن الحارث بن أبي أسامة، عن يزيد بن هارون، به، مرفوعًا، وزاد:«ورُفِعَ له ألفُ ألفِ درجةٍ، وبُنِيَ له بيتٌ في الجنَّةِ» .
قال محمد بن واسِع: فقَدِمْتُ خراسانَ، فأتيتُ قتيبةَ بن مسلم، فقلتُ: أتيتُكَ بهدية، فحدَّثته الحديثَ، فكان يَركب في موكبه فيقولهُا، ثم ينصرف.
وذَكَر الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (2) أنَّ الإمام أحمد رواه عن يزيد بن هارون -أيضًا-، به.
قال الحافظ الضياء (3): لم أره في «المسند» ، ويحتمل أنه رواه عنه في غيره، والله أعلم.
وقد رواه ابن ماجه (4) عن علي بن محمد، عن وكيع، عن خارجة بن مصعب، عن عمرو بن دينار، به. لكن جعله من مسند ابن عمرَ.
وكذا رواه علي بن يزيد الصُّدَائي، عن خارجة.
(1)(1/ 538).
(2)
في «حلية الأولياء» (2/ 355).
(3)
في «المختارة» (1/ 299).
(4)
هكذا عزاه المؤلِّف إلى «سنن ابن ماجه» ، وسبقه إلى ذلك شيخه المزِّي في «تحفة الأشراف» (8/ 58 رقم 10528) عازيًا إيَّاه إلى كتاب الدعاء منه، وبالرجوع إلى هذا الموضع، تبيَّن أنه حديث آخر، وهو حديث:«مَن فجأه بلاء، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضَّلني على كثير ممن خَلَق تفضيلاً، عُوفي من ذلك البلاء، كائنًا من كان» .
/ (ق 368) وقال أبو خالد الأحمر: عن المُهاصِر بن حبيب، عن سالم، عن أبيه، عن جدِّه (1)، ورواه غيره عن المهاصِر، فلم يقل: عن جدِّه.
قال علي ابن المديني في مسند عمرَ: وأما حديث مهاصِر، عن سالم، فيمن دخل السوق، فإنَّ مهاصِر بن حبيب ثقة من أهل الشام، ولم يلقَه أبو خالد الأحمر، وإنما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم وفَرَج بن فَضَالة وأهل الشَّام، وهذا حديث منكر من حديث مهاصِر من أنه سَمِعَ سالمًا، وإنما روى هذا الحديث شيخٌ لم يكن عندهم بِثَبتٍ، يقال له: عمرو بن دينار قَهْرمان آل الزُّبير، حدَّثناه زياد بن الربيع، عنه، به. فكان أصحابنا ينكرون هذا الحديثَ أشدَّ الإنكار لجودة إسناده (2).
قال: وقد رَوى هذا الشيخُ حديثًا آخر (3) عن سالم، عن أبيه، عن عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَن رأى مُبتلًى
…
»، فذَكَر كلامًا لا أحفظه،
(1) ومن هذا الوجه: أخرجه الطبراني في «الدعاء» (2/ 1167 رقم 793)، وتحرَّف فيه:«المهاصِر» إلى: «المهاجر» !
وأما تصحيح الشيخ سليم الهلالي لهذه الطريق في تحقيقه لـ «عمل اليوم والليلة» لابن السُّني (1/ 239) ففيه نظر؛ لأن الإمام علي ابن المديني، قد صرَّح -كما سيأتي- بأن أبا خالد الأحمر لم يلق المهاصِر، فالإسناد منقطع.
(2)
وقد سَرَد طرقه الدارقطني في «العلل» (2/ 48 - 50 رقم 101) وحَكَم عليه بالاضطِّراب.
وقال ابن القيِّم في «المنار المنيف» (ص 41): هذا الحديث معلول، أعلَّه أئمَّة الحديث.
وممن نصَّ على نكارته الإمام أحمد في «مسائله» (ص 393 رقم 1879 - رواية أبي داود) وأبو حاتم، كما في «العلل» لابنه (2/ 171، 181 رقم 2006، 2038) وابن عدي (5/ 135 - ترجمة عمرو بن دينار) والبزَّار في «مسنده» (1/ 239).
وانظر: «علل الترمذي» (ص 363).
(3)
تقدَّم الكلام عليه (1/ 266 رقم 128).
وهذا ممَّا أَنكروه، ولو كان مهاصِر يصحُّ حديثُه في السُّوق، لم يُنكَر على عمرو بن دينار هذا الحديث. انتهى كلامه رحمه الله وإيَّانا.