الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث يُذكر في تفاضل الإيمان
(918)
قال الحافظ أبو يعلى (1): ثنا مصعب بن عبد الله، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمرَ بن الخطاب قال: كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم جالسًا، فقال:«أنبئوني بأفضلِ أهلِ الإيمانِ إيمانًا؟» . قالوا: يا رسولَ الله، الملائكةُ. قال:«هم كذلك (2)، وما يَمْنَعُهُم وقد أنزلَهمُ اللهُ المنزلةَ التي أنزلَهُم بها، بل غيرُهُم» . قالوا: يا رسولَ الله، الأنبياءُ الذين أكرَمَهم اللهُ برسالته والنبوَّة. قال:«هم كذلك، ويَحِقُّ لهم ذلك، وما يَمْنَعُهُم وقد أنزلَهُمُ اللهُ المنزلةَ التي أنزلَهُم بها» (3). قالوا: يا رسولَ الله، الشهداءُ الذين استُشهدوا مع الأنبياء. قال:«هم كذلك، ويَحِقُّ لهم ذلك، وما يَمْنَعُهُم وقد أكرمَهمُ اللهُ بالشهادةِ مع الأنبياءِ، بل غيرُهُم» . قالوا: فمَن يا رسولَ الله؟ قال: «أقوامٌ في أصلابِ الرِّجالِ يأتون مِن بعدي، يؤمنون بي ولم يَرَوني، ويصدِّقون بي ولم يَرَوني، يجدون الورقَ المُعلَّقَ فيَعملون بما فيه، هؤلاءِ أفضلُ أهلِ الإيمانِ إيمانًا» .
(1) في «مسنده» (1/ 147 رقم 160).
وأخرجه -أيضًا- الحاكم (4/ 85) من طريق أبي عامر العَقَدي، عن محمد بن أبي حميد، به. وقال: صحيح الإسناد.
فتعقَّبه الذهبي بقوله: بل محمد ضعَّفوه.
وضعَّفه الحافظ في «الفتح» (7/ 6)، واستغربه في «الأمالي المطلقة» (ص 38).
وقال الشيخ الألباني في «السلسلة الضعيفة» (2/ 104): ضعيف جدًّا.
(2)
زاد في المطبوع: «بل غيرُهُم» .
(3)
زاد في المطبوع: «ويَحِقُّ لهم ذلك» .
وكذا رواه الحافظ أبو بكر البزَّار (1) عن محمد بن المثنَّى، عن ابن أبي عَدي وأبي عامر العَقَدي. كلاهما عن محمد بن أبي حميد المدني.
وقد ضعَّفه الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والبخاري، والسعدي، وأبو زرعة، / (ق 366) وأبو حاتم الرازيان، وغيرهم (2).
ولكن رواه البزَّار (3)
من وجه آخر، فقال: ثنا محمد بن مرزوق، عن
(1) في «مسنده» (1/ 412 - 413 رقم 288).
(2)
انظر: «الجرح والتعديل» (7/ 233 رقم 1276) و «تهذيب الكمال» (25/ 112 - 115).
(3)
(1/ 413 رقم 289).
وأعلَّه البزار، فقال عقب روايته: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمرَ إلا من هذا الوجه، وحديث المنهال بن بحر، عن هشام الدَّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمرَ، إنما يَرويه الحفَّاظ الثقات عن هشام، عن يحيى، عن زيد بن أسلم، عن عمرَ، مرسلاً، وإنما يُعرَف هذا الحديث من حديث محمد بن أبي حميد، ومحمد رجل من أهل المدينة، ليس بقوي.
وقال العقيلي في «الضعفاء الكبير» (4/ 238): وهذا الحديث إنما يُعرَف بمحمد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، وليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير، ولا يُتابِع منهالَ عليه أحدٌ.
قلت: لكن خرَّج الإمام أحمد في «مسنده» (4/ 106) وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (4/ 151 رقم 2134 - 2136) وأبو يعلى (3/ 128 رقم 1559) وابن قانع في «معجم الصحابة» (1/ 187 - 188) والطبراني في «الكبير» (4/ 22، 23 رقم 3537 - 3541) والحاكم (4/ 85) وابن عبد البر في «التمهيد» (2/ 156 - ط دار الفاروق) من طريق صالح بن جُبَير، عن أبي جُمَعة، رضي الله عنه قال: فقلنا: يا رسولَ الله، هل أحدٌ خيرٌ منَّا؟ قال:«قومٌ يجيئون مِن بعدكم يجدون كتابًا بين لوحين يؤمنون به ويصدِّقون، هم خيرٌ منكم» . وهذا أحد ألفاظ الطبراني.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
وحسَّنه الحافظ في «الفتح» (7/ 6) و «الأمالي المطلقة» (ص 40).
وقال ابن عبد البر: أبو جُمعة له صُحبة، فاسمه حبيب بن سباع، وقد ذَكَرناه بما ينبغي (كذا، ولعل الصواب: يغني) عن ذِكره في كتاب الصحابة، وصالح بن جُبَير انفرد بهذا الحديث، وصالح بن جُبَير من ثقات التابعين، روى عنه قوم جلَّة، منهم أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الله شيخ مالك، ومرزوق بن نافع، ومعاوية بن صالح، وهشام بن سعد، ورجاء بن أبي سَلَمة، وغيرهم. قال عثمان بن سعيد السجستاني الدارمي: سألت يحيى بن معين عن صالح بن جُبَير كيف هو؟ فقال: ثقة.
منهال بن بحر، عن هشام الدَّستوائي، عن يحي بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمرَ، به.
وقد ذَكَرتُ له طرقًا أخر في شرح كتاب العلم من «صحيح البخاري» عند الاحتجاج لصحَّة العمل بالوِجَادة (1)، ولله الحمدُ والمنَّة.
حديث آخر في معناه
(919)
قال أبو يعلى -أيضًا- (2): ثنا محمد بن جامع العطَّار -بصري- ثنا محمد بن عثمان، ثنا سليمان بن أبي داود، عن رجاء بن حَيوة، عن عبد الرحمن بن غَنم، عن عمرَ بن الخطاب قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغُ عبدٌ صريحَ الإيمانِ حتى يَدَعَ المزاحَ والكذبَ، ويَدَع المراءَ وإن كان محقًّا» .
(1) تقدم تعريفها (ص، تعليق رقم).
(2)
لم أجده في المطبوع من «مسنده» ، وهو من رواية ابن حمدان، وأورده الهيثمي في «المقصد العلي» (1/ 42 رقم 23 - رواية ابن المقرئ)، وتحرَّف فيه «سليمان بن أبي داود» إلى:«سليمان بن داود» !
وأخرجه -أيضًا- تمام في «فوائده» (3/ 359 رقم 1121 - الروض البسام) وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 176) من طريق المُعافَى بن عمران، عن سليمان بن أبي داود، به.
سليمان هذا: ضعَّفه البخاري، وأبو زرعة وأبو حاتم الرَّازيان، وأبو حاتم ابن حبان البُستي (1).
(1) انظر: «التاريخ الكبير» (4/ 11 رقم 1793) و «الجرح والتعديل» (4/ 115، 120 رقم 501، 520) رقم 520،501) و «المجروحين» (1/ 335).