الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لي: يا عبد الله الحق مع أحمد ابن تيمية، وهو سالك على طريقي وعلى قدمي، وما جئت إلا لأفصل بينهم، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب وتكلم بكلام لم أفهمه إلا أنني فهمت في آخره، وهو يقول أيقدرون أن ينكروا معراجي؟ فوالذي نفسي بيده لقد أسري بي من سماء إلى سماء ومن سماء إلى سماء ورأيت ربي، ووضع صلى الله عليه وسلم أصبعه اليمنى تحت عينه اليمنى أو كما قال".
****
•
إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القيسي البصروي، عماد الدين
(700 - 774) .
المؤرخ المفسر الفقيه الأصولي النحوي المحدث البارع الذي انتفع الناس بكتبه إلى يومنا، وهو أشهر من أن يعرف حسبه كتابه (تفسير القرآن العظيم) في مجلدات أربعة ضخام، وكتابه (البداية والنهاية) في ما يزيد على عشرة مجلدات كبار، وله أشياء أخرى في أسفار مطولة، وفتاوى طارت في البلدان، ولم يقع لنا منها شيء.
وله طبقات الشافعية، والأحكام الصغري والكبرى لم يتمها، وشرع في شرح لصحيح البخاري لم يتمه، لازم المزي وصاهره، وقرأ عليه تهذيب
الكمال، وكان فقيهًا ذا مشاركة في الحديث وعلومه، واختصر مقدمة ابن الصلاح في اختصار نافع له فيه فوائد جمة، شرح مختصره الشيخ أحمد شاكر في كتابه (الباعث الحثيث شرح اختصار علو مالحديث) ثم اشتهر كتاب ابن كثير بذلك الاسم وقد نبه الشيخ شاكر على ذلك.
قرأ على ابن تيمية وأحبه جدًا وتقلد مسائله وكان يفتي بها وامتحن بسببه.
وينقل عنه في تفسيره بواسطة المزي أحيانًا أو الذهبي وبلا واسطة أحيانًا وكذا في تاريخه واختصاره لمقدمة ابن الصلاح.
وكذلك سمع من الذهبي، وأجاز له من مصر أبو موسى القرافي، والحسيني، وأبو الفتح الدبوسي، ويوسف الختني، وغير واحد.
وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في (معجمه المختص) : الإمام الفقيه المحدث البارع عماد الدين درس الفقه وأفتى وتفهم العربية والأصول، ويحفظ جملة صالحة من المتون والرجال وأحوالهم، وله حفظ ومعرفة".
وقال ابن تغردى بردى:"تاريخه في غاية الجودة".
قلت: وهو شاهد على تبجيله الشديد للشيخ ابن تيمية، حتى إنه يقدمه على الحافظ المزي على قلة قراءته عليه بالنسبة للمزي صهره!
وقال ابن العماد الحنبلي:"كان كثيرالاستحضار قليل النسيان جيد الفهم يشارك في العربية وينظم نظمًا وسطًا، قال فيه ابن حبيب: سمع وجمع وصنف وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف وحدث وأفاد وطارت فتاوويه إلى البلاد واشتهر بالضبط والتحرير".
ومن شعره:
تمر بنا الأيامُ تَتْرَى وإنَّما
…
نُسَاقُ إلى الآجالِ والعينُ تَنْظُرُ
فلا عائدٌ ذاك الشبابُ الذي مضى
…
ولا زائدٌ هذا المشيبُ المُكَدَّرُ
قال ابن تغرى بردى: توفي يوم الخميس سادس عشرين شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة بدمشق، عن أربع وسبعين سنة، قال الحافظ: وكان قد أضر في آخر حياته.
ورثاه بعض طلبته:
لفقدك طلَاّبُ العُلُومِ تأَسَّفُوا
…
وجادوا بدمْعٍ لا يبيدُ غَزِيرِ
ولو مَزَجُوا ماءَ المدامعِ بالدِّما
…
لكان قليلاً فيكَ يا ابنَ كَثِيرِ
****