الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن مري في رسالته إلى تلامذة الشيخ التي تقدم الكلام عنها:"..فاحتفظوا بالشيخ أبي عبد الله، وبما عنده من الذخائر والنفائس، وأقيموه لهذا المهم الجليل بأكثر ما تقدرون عليه ولو تألمتم أحيانًا من مطالبته، لأنه قد بقي في فنه فريدًا، ولا يقوم في مقامه غيره من سائر الجماعة على الإطلاق، وكل أحوال الوجود لا بد فيها من العوارض والأنكاد، فاحتسبوا مساعدته عند الله تعالى، وانهضوا بمجموع كلفته، فإن الشدائذ تزول، والخيرات تغتنم، فاكتبوا ما عنده، وليكتب ما عندكم، وأنا أستودع الله دينه وما عنده، وأوصيه بالصبر أيضًا وبمعاملة الله تعالي بما هو فيه، وإن قصر الإخوان في حقه، وليطلب نصيبه من الله تعالى متكلًا عليه في رزقه المضمون، ومجملًا في الطلب لأن ما قسم الله لا بد أن يكون
…
[حتى قال] ..والشيخ أبو عبد الله سلمه الله بلا تردد هو واسطة نظام هذا الأمر العظيم، فساعدوه وأزيلوا ضرورته، وأجمعوا همته، واغتمنوا بقية حياته"انتهى
قلت: ويظهر أنه كان فقيرًا معدمًا، لأن ابن كثير أخبر أنه كان ذا يعال ومات وعليه دين، فالله المستعان.
****
•
محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الكريمِ بنِ رضوانِ بنِ عبدِ العزيزِ الموصليُّ البعليُّ
(699-774) .
قرأ على الشجاع عبد الرحمن خادم اليونيني، وسمع من القطب اليونيني، وابن أبي الفتح، والعفيف إسحاق، والمزي، وابن جهبل، في آخرين. وتفقه بحماة على الشرف البارزي، والبدر التبريزي قاضي بعلبك.
قال ابن حجر:" قال الشعر، وصنف التصانيف، ونظم مطالع الأنوار لابن قرقول، ونظم المنهاج في الفقه، وكان يجيد الخطب، وكتب الخط المنسوب، وتصدر بالجامع الأموي الخطابة. قال الصفدي -قاضي صفد- في طبقاته: رافقته من طرابلس إلى دمشق، وكان استوطن دمشق وحصل فيها وظائف ثم عوند فيها، فأعرض عنها، وأتجر في الكتب فربح فيها".
وقال ابن ناصر الدين:" قال الامام أبو العباس بن حجي: أنشدنا الشيخ الإمام العالم البارع الحافظ الأديب الأوحد بقية السلف شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الكريم الطرابلسيُّ ابن الموصليِّ الشافعيُّ من لفظِهِ لنفسِهِ:
إن كان إثباتُ الصفاتِ جميعِهَا
…
من غيرِ كيفٍ موجبًا لومي
وأصيرُ تيميًّا بذلك عندكم
…
فالمسلمونَ جميعُهُم تَيْمِي
وقال أيضًا: كتب ابن المطهر الرافضي إلى الشيخ تقي الدين ابن تيمية -رحمة الله عليه-:
لو كنتَ تعلمُ كلَّ ما علمَ الورى
…
طرًّا لصرتَ صديقَ كلِّ العالمِ
لكنْ جَهِلَتَ فقلت: إنَّ جميعَ من
…
يهوى خلافَ هواك ليسَ بعالمِ