الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
سعدُ اللهِ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ سعدِ اللهِ بنِ عبدِ القاهرِ بنِ عبدِ الأحدِ بنِ عمرَ الحرانيُّ، شرفُ الدينِ المعروف بابن نَجِيحٍ الحنبليُّ، أبو محمد
(
…
-....) .
لم أجد له ترجمة.
وهو القائل في مدح ابن تيمية:
سناك تقيَّ الدينِ أبهى وأنورُ
…
وأشرقُ من شمسِ النَّهارِ وأشهرُ
ومجدُك أسمى أن يقاسَ بمثلِهِ
…
وأعظمُ مما في النفوسِ وأكبرُ
وعرفُ سناك المَنْدَليُّ له شذا
…
ألذُّ من المسكِ الذَّكيِّ وأعطرُ
وعلمُكَ أقسامَ العلومِ بأسرِهَا
…
أدلتُهُ تُوهِي الخصومَ وتَبْهِرُ
وصبرُكَ في ذاتِ الإلهِ على الأذى
…
أنالَكَ ما ترجو وما تَتَخْيَّرُ
وأمرُكَ بالمعروفِ طَهَّرَ وَقْتَنَا
…
فلم يَبْدُ في أيامِكَ الغُرِّ مُنْكَرُ
فيا ليتَ علمي والمناقبُ جَمَّةٌ
…
لأي سجاياك الجَمِيلَةِ نَشْكُرُ
وماذا عسى يُثْنِي عليك مُبَالِغٌ
…
بمدحٍ، وهل يُدْلَى إلى البحرِ جوهرُ
فدم واثقًا باللهِ مُعْتَصِمًا بهِ
…
وعاضدُكَ الشرعُ الشريفُ المُطَهَّرُ
سليمًا من الآفاتِ في ظلِّ نِعْمَةٍ
…
من اللهِ صافٍ وِرْدُهَا لا يُكَدَّرُ
هكذا نقلها الحسن ابن حبيب في (تذكرة النبيه) .
ونقل ابن عبد الهادي وغيره عنه في رثاء الشيخ:
أيُّها الماجدُ الذي فاقَ فَخْرا
…
وسما رِفْعَةً على الأقرانِ
يا إمامًا أقامَهُ الله ُ للعالمـ
…
ـينَ هاديًا باللطفِ والإحسانِ
يا غريبَ المثالِ يا مُوضِحَ الإشـ
…
كالِ بالبيناتِ والبرهانِ
يا تقيَّ الدُّنى مع الدينِ يا مَنْ
…
خُصَّ بالفضلِ واكتمالِ المعاني
لا تحلَّ العوادَ إن أكثروا الترـ
…
ـداد أو أقدموا بلا استئذانِ
أنتَ رَوْحُ الوجودِ في عَصْرِكَ الآ
…
ـنَ وقلبُ الورى وعينُ الزمانِ
والبرايا إذا اعتبرت جميعًا
…
منك أضحوْا بمنزلِ الجُثْمانِ
وإذا الداءُ خامرَ الرَوْحَ والقَلْـ
…
ـبِ تَعَدَّى الداءُ إلى الأبدانِ
فجديرٌ بسائرِ الصَحْبِ إن هُم
…
أطنبوا في السؤالِ للرَّحْمَنِ
أن يديمَ ظلِكَّ الظليلَ عليهم
…
سالمًا من طوارقِ الحَدَثانِ
قلت [الأموي] : حذفت من منها أبياتًا في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه.
قال: وله رحمه الله:
يا من له فطنةٌ فاقت ذوي الفِطَنِ
…
يا ذا المناقبِ والأفضالِ والمِنَنِ
يا من أواليهِ في سرى وفي علني
…
لا تلحني في انخذالي عن بني الزَّمَنِ
ولا اغترابي عن الأهلينَ والوَطَنِ
يا من لدينِ هواهُ بتُّ مُعْتَقِدا
…
ومن بذيلِ هواه ظَلْتُ مُعْتَضِدَا
كن لي عذيرًا فلا نلتَ العداتِ غدا
…
ولا تلمني إذا أصبحت منفردا
عن الوجودِ بلا خلٍ ولا سَكَنِ
كم جهدُ مثلي أن يُخْفِى تَمَلْمُلَهُ
…
عن الوشاةِ وأن يُخْفِى تَحْمُّلَهُ
إن نَمَّ دمعي بأسراري يَحِقُّ له
…
فبي من الوَجْدِ ما إن لو تَحْمَّلَهُ
رضوى لذابَ جوىً أو بَذْيُلٌ لفَنِي
لكنَّ قَلْبِي وإن ضَاقَتْ مَسَارِحُهُ
…
لِمَا حوتهُ من البَلْوَى جَوَارِحُهُ
به غريمُ غرامٍ لا يُبَارِحُهُ
…
ولَّي مِنَ الفِكْرِ نَدْمَانٌ أُطَارِحُهُ
ما بي فأفهمُ ما أشكو ويفهمُنِي
شُغِلْتُ فيه به عمن سواه فما
…
ألِوي على صرفِ دهرٍ جارَ أو رَحِمَا
ولا أبالِ أذاعَ السِّرُّ أم كَتَمَا
…
وكيف أصبحَ بالأغيارِ مُلْتَئِمَا
وبعضُ ما بي عن آبايَ يَشْغَلُنِي
هذا ولو أُضْرِمَتْ في القلبِ نارُ غَضَا
…
ما ازددتُ إلا ابتهاجا بالهوى ورِضَا
لكنَّ جوهرَ صبري مذ غدا عَرَضَا
…
أنشدتُ قولَ الفتى الجيليِّ ممتعضا
به ومن مثلِ قولِ السيدِ الحَسَنِ
مخاطبًا لجهولٍ باتَ يؤلمُهُ
…
عذلًا ويلحاه فيما ليس يعلمُهُ
عني ملامَكَ إني لست أفهمُهُ
…
ورُبَّ وَقْتِ وجودي فيه أسأمُهُ
دعْ الأجانبَ بلْ رَوْحِي تُزَاحِمُنِي
وله فيه أيضًا رحمه الله ورضي عنه-:
يا عالماً جلَّ عن ضدٍ يُضَاهِيهِ
…
وفاقَ أقرانَهُ فيما يعانِيهِ
يا ذا الفضائلِ يا زينَ الأماثلِ يا
…
مُرْدِى المُمُاثِلِ يا مُوهِى مُنَاويِهِ
إيضاحُ فضلِكَ لا يحتاجُ تكملةٍ
…
لكن مفصَّلُهُ عن ذاك مُجْزِيهِ
يا من إذا رمت أن أُحْصِي مَنَاقِبَهُ
…
نظمًا ونثرًا وأنْشِيهِ وأرويهِ
حُصِرتُ لولا سجاياه تُهَذِّبُني
…
لما ظَفِرْتُ بمعنىً من معانيهِ
محررُ المجدِ في مدحيكَ لخُصَ لي
…
هدايةً أرشدت إرشادَ تنبيهِ
يا عمدةَ المقتدي حقًا ومَقنَعَةً
…
فيا يرومُ وكافيهِ ومغنيهِ
ويا نهايةَ طلابِ الرعايةِ من
…
وسيطِ علمٍ وخُبْرٍ أنت حاويهِ
يا غنيةَ المبتغين الرشدَ مانِحَهُم
…
فتوحَ غيبٍ أتى من عندَ باريهِ
أبديتَ تعجيزَ أهلِ النظمِ فاعترفوا
…
بالعجزِ عن كُنْهِ ما أصبحت تُبْدِيهِ
للهِ كَمْ مَيْتِ عِلْمٍ أَنْتَ تَنْشُرُهُ
…
منِ بعدِ ما كادتِ الأيامُ تَطْوِيهِ
وكمْ حُصُونِ ضَلالٍ أنتَ هَادِمُهَا
…
قهرًا وكمْ قولِ غاوٍ أنتَ مُوهِيهِ
بيَّنتَ إفسادَ ما قد حللوه لهم
…
تبيينَ تحريمِ لا تبيينَ تنزيهِ
من الدباثةِ حيث الجُعْلَ يَبْذُلُهُ
…
المسكينُ من كفِّهِ كيما يكافِيهِ
وقُمْتَ بالحقِّ في ذا العصرِ مجتهدًا
…
في نصرِهِ مبطلًا دعوى أعاديهِ
يا حجةَ اللهِ في هذا الزمانِ على الـ
…
ـوجودِ ما بين قاصيهِ ودانيهِ
يا من يراه إلهُ العرشِ داعيةً
…
إلى الهدَى بلطيفِ من تَأَتِّيهِ
يا كاشفَ المُشْكِلاتِ المُعْضِلاتِ لَنَا
…
بأبلجٍ مستنيرٍ من فتاويهِ
يا من أبى مقولي إلا مدائحَهُ
…
ولو مدحت سواه كنت أعنيهِ
ومن حداني إلى أني أخاطِبُهُ
…
بالمدحِ حتَّى كأنِّي لا أناجِيهِ
إلا مخافةَ ذي مِحَلٍ وذي حَسَدٍ
…
يلحى فيعربَ عما فيهِ من فِيهِ!
وإنْ تَعَرَّضَ ذو ضُغْنٍ تلوتُ له
…
(فذلكنَّ الذي لمتنَّنِي فيه)
قلت (الأموي) : البيت الأخير ضمن فيه بعض آية من القرآن من سورة يوسف عليه السلام وهي قوله تعالى {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف:32] .
وليس في ذلك شيء من حرمة أعلمه، أما ما يعرف بالاقتباس وهو: تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن لا على أنه منه بألا يقال فيه قال الله تعالى ونحوه. ففي ذلك خلاف معروف، واشتهر عن المالكية تحريمه، وفي ذلك تفصيل ينظر له الفصل المخصوص في كتاب الإتقان للجلال السيوطي، فالغنية ثمت.
وله أيضًا يذكر ذل الخصوم رحمه الله:
لئن نافقوهُ وهوَ في السِّجْنِ وابتغَوا
…
رضاهُ وأبدوا رِقَّةً وتَوَدُّدَا
فلا غروَ: إنْ ذلَّ الخصومُ لبأسِهِ
…
ولا عَجَبٌ إنْ هابَ سطوَتَهُ العِدَا
فمِنْ شِيمَةِ العَضْبِ المُهَنَّدِ أَنَّه
…
يُخَافُ ويُرْجَى مُغْمَدًا ومُجَرَّدا
وله أيضًا فيه يمدحه رحمه الله:
أيا من مناقبُهُ فَاخِرَه
…
ويا من مواهِبُهُ غَامِرَه
ويا من سَحَائِبُ إِفْضَالِهِ
…
بآمالِ أمالِهِا مَاطِرَه
ويا من له همةٌ لم تَزَلْ
…
بَنَجْحِ مقاصدِهِ ظَافِرَه
ويا من عزائِمُهُ لا تَنِي
…
إلى درجاتِ العلا سائِرَه
ويا ليثَ حَرْبٍ إذا ما سطا
…
تَذِلُّ له الأسُدُ الكَاسِرَه
ويا طورَ حلمٍ إذا ما جنى
…
عليه امرؤٌ ينثتي عَاذِرَه
وإن نالَ منه بسوءِ المقالِ
…
وقبحِ الفعالِ غدا غَافِرَه
ويا بحرَ علمٍ تكادُ البحا
…
رُ تفيضُ بأمواجِهِ الزَّاخِرَه
ويا من أدلتُهُ بالنصو
…
صِ لأخصامه بدت قَاهِرَه
ويا من براهينُ أقوالِهِ
…
كشمسِ الضُّحى إذ بدت سافِرَه
ويا من عوارفُ عِرفانِهِ
…
تفوقُ على الأنجمِ الزاهره
ويا من صوارمُ آرائِهِ
…
لأعناقِ أعدائِهِ باتِرَه
ويا قدوةً يقتدي العارفونَ
…
بنور هدايتِهِ الوافِرَه
ويا من قصده بهدى الطالب
…
ين يؤيد باطنُهُ ظاهِرَه
ويا داعيَ الخلقِ في عصرِهِ
…
إلى الحقِّ بالحججِ الباهِرَه
ويا من مكارمُ أخلاقِهِ
…
زكت بعناصرِهِ الطاهِرَه
ويا من بدائعُ أوصافِهِ
…
تعينُ على مَدْحِهِ شَاعِرَه
وماذا عسى يبلغُ المادحو
…
ن من القولِ بالفِطَنِ القَاصِرَه
ومجدُك قد أعيا الواصفـ
…
ـين وصيَّر آذانهم حائِرَه
ولكنَّ ذلكَ جَهْدُ الُمقِلِّ
…
فكن بالقبولِ له جابِرَه
أيا من دعائي ويا من ولائي
…
وفائحَ أثنيتي العاطِرَه
لعلياءِ حضرتِهِ دائمًا
…
تردد واردةٍ صادِرَه
لعمرك إن كان حظي غدا
…
من الله في داره الآخره
كما هو عندك في هذهِ
…
فتلك إذا كرةٌ خَاسِرَه
وله غير ذلك الكثير، وإنما اكتفيت بما مضى اختصارًا، وكل في ترجمة ابن عبد الهادي.
****