المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله ابن قيم الجوزية الحنبلي - معجم أصحاب شيخ الإسلام ابن تيمية

[وليد الأموي]

فهرس الكتاب

- ‌مُعْجَمُ أَصْحَابِشَيْخِ الإسْلامِ ابنِ تَيميّةَ

- ‌المُقَدِّمَةُ

- ‌(مَنْثُورَاتٌ ومُلَحٌ)

- ‌(مِنْ كَلِمَاتِ الشَّيْخِ الذَّهَبِيَّةِ)

- ‌تَرْجَمَةُشَيْخِ الإِسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَرَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى

- ‌الأَسْمَاءُ

- ‌حَرْفُالأَلِفِ (الهَمْزَةِ)

- ‌ إبراهيمُ بنُ أحمدَ الغيانيُّ

- ‌ إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ هلالِ بنِ بدرِ القاضي، برهانُ الدينِ الزرعيُّ الحنبليُّ

- ‌ إبراهيم بن أسعد بن حمزة بن القلانسي، مجد الدين ابن مؤيد الدين أبو إسحاق التميمي

- ‌ إبراهيم بن خليفة بن محمد بن خلف المنبجي

- ‌ إبراهيم بن داود الآمدي بن عبد الله الآمدي الدمشقي، أبو إسحاق، برهان الدين، نزيل القاهرة

- ‌ إبراهيم بن محمد القواس بن يونس بن منصور الدمشقي، أبو إسحاق القواس

- ‌ إبراهيم بن منير الصباح البعلبكي

- ‌ أبو بكر بن شرف بن محسن بن معن بن عمار، تقي الدين الصالحي الحنبلي

- ‌ أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مسعود بن عمر الواسطي الحزامي، عماد الدين أو رضي الدين، أبو العباس، ابن شيخ الحزاميين

- ‌ أحمد بن حسن بن عبد الله بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة، أبو العباس وأبو محمد، قاضي القضاة، شرف الدين أبي الفضل بن الخطيب شرف الدين أبي الفضل بن شيخ الإسلام أبي عمر المقدسي الصالحي الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن قاضي الجبل

- ‌ أحمد بن رجب عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن أبي البركات مسعود البغدادي المقرئ والد العلامة الحافظ زين الدين بن رجب، شهاب الدين أبو العباس

- ‌ أحمد بن عبد الغالب الماكسيني بن محمد بن عبد القاهر بن ثابت الماكسيني الدمشقي

- ‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن إسماعيل بن وهب بن محبوب، تاج الدين أبو العباس المعري الحميري البعلي الدمشقي الشافعي

- ‌ أحمد بن محمد بن مري البعلي الحنبلي

- ‌ أحمد بن مظفر بن أبي محمد بن مظفر بن بدر بن الحسن بن مفرج ابن بكار بن النابلسي، شهاب الدين أبو العباس

- ‌ أحمد بن موسى الزرعي

- ‌ أحمد بن يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن نصر بن منصور بن عبيد الله بن يحيى بن محمد بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي بكر ابن عبيد الله بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر العدوي العمري

- ‌ إسحاق بن أبي بكر بن ألمى الدسبي بن أطس التركي، ثم المصري، نجم الدين أبو الفضل

- ‌ إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القيسي البصروي، عماد الدين

- ‌حَرْفُالبَاءِ

- ‌ براقٌ أميرُ آخور بدمشق

- ‌حَرْفُالحَاءُ

- ‌ حمزةُ بنُ موسى بنِ أحمدَ بنِ الحسينِ الحنبليِّ، عزُ الدينِ، أبو يعلى بنُ قُطْبِ الدينِ ابنِ أبي البركات ابن شيخِ السَّلاميةِ

- ‌حَرْفُالخَاءِ

- ‌ خالدُ المُجَاوِرُ

- ‌ خليلُ بنُ أيبكَ بنِ عبدِ اللهِ، أبو الصفاءِ صلاحُ الدينِ الصَفَدِيِّ

- ‌ خليلُ بنُ كليكلدي بنِ عبدِ اللهِ العلائيُّ الدمشقيُّ الشافعيُّ، صلاحُ الدينِ أبو سعيدٍ

- ‌حَرْفُالسِّينِ

- ‌ سعدُ اللهِ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ سعدِ اللهِ بنِ عبدِ القاهرِ بنِ عبدِ الأحدِ بنِ عمرَ الحرانيُّ، شرفُ الدينِ المعروف بابن نَجِيحٍ الحنبليُّ، أبو محمد

- ‌حَرْفُالعَيْنِ

- ‌ عبادةُ بنُ عبدِ الغني بنِ منصورِ بنِ منصورِ بنِ سلامةَ الحنبليُّ الحرَّانيُّ

- ‌ عبدُ السَّيِّدِ بنُ المُهَذَّبِ إسحاقَ بنِ يحيي الطبيبُ الكَحَّالُ الحكيمُ الفاضلُ البارعُ، بهاءُ الدينِ

- ‌ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عبد الله بنِ أحمدَ بن أبي بكر محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ إسماعيلَ بنِ منصورٍ المقدسيُّ الصالحيُّ، مُحِبُّ الدينِ أبو محمدٍ

- ‌ عبدُ اللهِ بنِ خضرِ بنِ عبدِ الرحمنِ الروميُّ الحريريُّ المعروفُ بالمُتَيَّمِ

- ‌ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الحليمِ بنِ عبدِ السَّلامِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ خَضِرِ بنِ تَيْمِيَّةَ الحرَّانيُّ شرفُ الدينِ

- ‌ عبدُ اللهِ بنُ موسى بنِ أحمدَ الجزريُّ، أبو محمدٍ نزيلُ دِمَشْقَ

- ‌ عبدُ اللهِ بنِ يعقوبَ بنِ سَيِّدِهُم بنِ أردبينَ الإسكندريُّ، جمالُ الدينِ أبو محمدٍ، المعروف بابن أراد

- ‌ عبدُ الرحمنِ بنِ عبدِ الحليمِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ تَيْمِيَّةَ، زينُ الدينِ أبو الفَرَجِ

- ‌ عبدُ الرحمنِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ يوسفَ بنِ محمدِ بنِ نصرِ بنِ أبي القاسمِ البَعْلَبَكِّيُّ، أبو بكرٍ ابنُ الفخرِ الدمشقيُّ

- ‌ عبدُ اللهِ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ نصرِ بنِ فهدٍ الدمشقيُّ ثم الصالحيُّ الحنبليُّ المروزيُّ العطارُ، أبو محمد تقي الدين المعروف بابن قَيِّمِ الضيائيةِ

- ‌ عليٌّ المَغْرِبِيُّ

- ‌ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ هُوسٍ الهلاليُّ المحافريُّ

- ‌ عليُّ الغَزيُّ، نزيلُ الصالحيةِ

- ‌ علىُّ بنُ المُظَفَّرِ بنِ إبراهيمَ بنِ عمرَ بنِ زيدِ بنِ هبةِ اللهِ الكِنْدِيُّ الإسكندرانيُّ ثم الدمشقيُّ

- ‌ عمرُ بنُ أبي بكرِ بنِ معالي بنِ إبراهيمَ بنِ زيدٍ الحِمْصِيُّ، زينُ الدينِ المُهَيْنِيُّ البسطيُّ التاجرُ الدمشقيُّ

- ‌ عمرُ بنُ الحسنِ بنِ عمَر بنِ حبيبِ بنِ عمرَ، زينُ الدينِ أبو القاسمِ

- ‌ عمرُ بنُ سعدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ نجيحٍ الحرانيُّ، زينُ الدينِ الحنبليُّ

- ‌ عمرُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ الحسينِ بنِ يحيى بنِ عبدِ المحسنِ اللُخَمِيُّ القبابيُّ المصريُّ الحنبليُّ

- ‌ عمرُ بنُ عليِّ بنِ موسى بنِ خليلٍ البغداديُّ الأزجيُّ البزَّارُ، سراجُ الدينِ أبو حفصٍ

- ‌ عمرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الأحدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سلامةَ بنِ خليفةَ بنِ شقيرٍ الحرانيُّ الحنبليُّ تقي الدين ابنُ شقيرٍ

- ‌ عمرُ بنُ عمرانَ بنِ صدقةَ البلاليُّ نسبة إلى بلال بن الوليد بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي زينُ الدينِ البدويُّ

- ‌ عمرُ بنُ مُظَفَّرِ بنِ عمرَ بنِ محمدِ بنِ أبي الفوارسِ المعريُّ، زينُ الدينِ ابنُ الوَرْدِيِّ

- ‌حَرْفُالفَاءُ

- ‌ فاطمةُ بِنْتُ عباسِ بنِ أبي الفتحِ بنِ محمدٍ، أمُّ زينبٍ

- ‌حَرْفُالقَافِ

- ‌ القاسمُ بنُ محمدِ بنِ يوسفَ البِرْزَالِيُّ

- ‌ قَرَأ سُنْقُرُ بنُ عبدِ اللهِ المنصوري، شمسُ الدينِ نائبُ الملكِ الناصرِ عَلَى دمشق

- ‌ قرمشي بن أقطون

- ‌حَرْفُالِميمِ

- ‌ محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بكرِ بنِ إبراهيمَ بنِ يعقوبَ بنِ إلياسَ الأنصاريُّ، شمسُ الدينِ أبو عبدِ اللهِ الخزرجيُّ ابنُ إمامِ الصخرةِ البيانيُّ المقدسيُّ الدمشقيُّ

- ‌ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي نصرٍ الدباهيُّ البغداديُّ الحنبليُّ

- ‌ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ بنِ قايماز التركمانيُّ الذهبيُّ، شمس الدين أبو عبد الله

- ‌ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الهادِي بنِ عبدِ الحميدِ بنِ عبدِ الهادِي بنِ يوسفَ بنِ محمدِ بنِ قدامةَ المقدسيُّ الحنبليُّ الجمَّاعِيلِيُّ، شمسُ الدينِ أبو عبد الله، أحدُ الأذكياءِ

- ‌ محمَّدُ بنُ أبي بكرِ بنِ أيوبَ بنِ سعدِ بنِ حُريزٍ الزَّرعِيُّ الدمشقيُّ، شمس الدين أبو عبد الله ابن قيِّم الجوزية الحنبليُّ

- ‌ محمدُ بنُ أبي بكرِ بنِ معالي بنِ زيدٍ الأنصاريُّ الهيثميُّ ثم الدمشقيُّ الحنبليُّ

- ‌ محمد بن التدمري

- ‌ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ تمامٍ الصالحيُّ الحنبليُّ

- ‌ محمَّدُ بنُ المنجَّا بنِ عثمانَ بنِ أسعدِ بنِ المنجَّا التنوخيُّ، الدمشقيُّ، شرفُ الدينِ أبو عبدِ اللهِ

- ‌ محمدُ بنُ حمدِ بنِ عبدِ المنعمِ بنِ حمدِ بنِ منيعِ بنِ أبي الفتحِ الحرانيُّ التاجرُ المعروفُ بابن البيِّعِ

- ‌ محمَّدُ بنُ رافعِ بنِ هجرسِ بنِ محمدِ بنِ شافعِ بنِ محمَّدِ بنِ نعمةَ بنِ فتيانَ بنِ منيرِ بنِ سعدٍ الصميديُّ السَّلاميُّ ثم المصريُّ ثم الدمشقيُّ الشافعيُّ

- ‌ محمَّدُ بنُ سعدِ اللهِ بنِ عبدِ الأحدِ بنِ سعدِ اللهِ بنِ عبدِ القاهِر بنِ عبدِ الأحدِ بنِ عمرَ بنِ نجيحِ الحرانيُّ، ثم الدمشقيُّ، الفقيهُ الإمامُ، شرفُ الدينِ أبو عبدِ اللهِ بنِ سعدِ الدينِ

- ‌ محمَّدُ بنُ شاكرِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ الكَتْبِيُّ، صلاحُ الدينِ

- ‌ محمَّدُ بنُ طغريلِ بنِ عبدِ اللهِ الخوارزميُّ، ناصرُ الدينِ أبو المعالي ابنُ الصيرفيِّ

- ‌ محمَّدُ بنُ عبدِ الأحدِ بنِ يوسفَ الآمديُّ، المعروف بابن الرزيزِ الحنبليُّ شمسُ الدينِ

- ‌ محمُّدُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الرَّحيمِ الماردينيُّ الصفارُ، بدرُ الدينِ ابنُ عزِّ الدينِ

- ‌ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ ابنِ المحبِّ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أسماعيلَ بنِ منصورِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ السعديُّ المقدسيُّ الصالحيُّ الحنبليُّ، شمسُ الدينِ أبو بكرٍ المشهورُ بالصامتِ

- ‌ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سبطِ ابن رُشيقٍ المغربيُّ المالكيُّ، أبو عبدِ اللهِ

- ‌ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الكريمِ بنِ رضوانِ بنِ عبدِ العزيزِ الموصليُّ البعليُّ

- ‌ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ يحيى بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي القاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ سيِّدِ الناسِ بنِ أبي الوليدِ ابنِ منذرِ بنِ عبدِ الجبارِ بنِ سليمانَ، أبو الفتح فتحُ

- ‌ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ القادرِ ابنِ الصايغِ، فخرُ الدينِ

- ‌ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ القادرِ، ابنُ الصائغِ، نورُ الدينِ أخو محمَّدٍ السابقِ

- ‌ محمَّدُ بنِ مفلحِ بنِ محمَّدِ بنِ مفرجِ الرامينيُّ،المقدسيُّ، الصالحيُّ، شمسُ الدينِ أبو عبدِ اللهِ الحنبليُّ

- ‌ محمَّدُ بنِ يحيي أو أسعدَ محمَّدِ بنِ سعدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سعدِ بنِ مفلحِ ابنِ هبةِ اللهِ بنِ نُمَيرٍ الأنصاريُّ المقدسيُّ الأصلِ ثم الدمشقيُّ الصالحيُّ الشهيرُ بابنِ سعدٍ

- ‌ محمودُ بنُ أحمدَ بنِ مسعودٍ الشهيرُ بابنِ السِّراجِ القونويُّ الحنفيُّ

- ‌ محمودُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الوليِّ بنِ خولانَ البعليُّ، بهاءُ الدينِ أبو الثناءِ

- ‌ مغلطاي بنُ قليجِ بنِ عبدِ اللهِ البكجريُّ الحنفيُّ الحكريُّ

- ‌حَرْفُاليَاءِ

- ‌ يوسفُ بنُ الزَّكيِ عبدِ الرحمنِ بنِ يوسفَ بنِ عليِّ بنِ عبدِ الملكِ ابنِ عليِّ بنِ أبي الزُّهرِ الكلبيُّ القضاعيُّ الدمشقيُّ

- ‌ يوسفُ بنُ ماجدِ بنِ أبي المجدِ بنِ عبدِ الخالقِ المرداويُّ المقدسيُّ الحنبليُّ الفقيهُ المفتي، جمالُ الدينِ أبو العبَّاسِ

- ‌المُبْهَمُونَ

- ‌ ابن المهاجري:

- ‌ أحمد بن رافع:

- ‌ أحمد بن محمد البغدادي المعروف بابن الإبرادي

- ‌ الطويسي:

- ‌ التجيبي:

- ‌ تاج الدين محمد ابن الدوري:

- ‌ تقي الدين ابن سنقر

- ‌ زين الدين بن زين الدين بن منجى:

- ‌ زين الدين علي الواسطي

- ‌ شرف الدين بن عبد الله بن شرف الدين بن حسن بن الحافظ أبي موسى

- ‌ عبد الله بن أحمد بن سعيد المقرئ

- ‌رسالةُ الشيخِ عبدِ اللهِ بنِ حامدٍ إلى أحدِ طلبةِ الشيخِ

- ‌الفِهْرِسْتُ

الفصل: ‌ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله ابن قيم الجوزية الحنبلي

•‌

‌ محمَّدُ بنُ أبي بكرِ بنِ أيوبَ بنِ سعدِ بنِ حُريزٍ الزَّرعِيُّ الدمشقيُّ، شمس الدين أبو عبد الله ابن قيِّم الجوزية الحنبليُّ

(691-751) .

هو الإمام المتضلع الجهبذ، والجبل الراسخ، والأصولي الفقيه النحوي البياني المبرز، أكبر تلامذة الشيخ رحمه الله، وأجل أصحابه بلا مدافعة اللهم إلا المزي فيُتَوقَّفُ عِنْدَئِذٍ.

سمع من الشهاب النابلسي العابر، والقاضي تقي الدين سليمان، وفاطمة بنت جوهر، وعيسى المطعم، وأبي بكر بن عبد الدايم، وجماعة.

وتفقه في المذهب وغيره، وأفتى وصنف وبرع، وحصل الكتب والمجامع، وحاز العلوم وتقدم، لازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية من سنة اثنتي عشرة، وأخذ عنه واكتسب سمته وشرح مذهبه وتقلد مسائله، ودافع عنه، ورتب أقواله، وأكثر النقل عنه في كتبه.

قال ابن رجب:" كان عارفاً بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى. والحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وتعلم الكلام والنحو وغير ذلك، وكان عالماً بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف، وإشاراتهم، ودقائقهم. له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى".

ص: 136

وقال الذهبي:" عنى بالحديث ومتونه، وبعض رجاله. وكان يشتغل في الفقه، ويجيد تقريره وتدريسه، وفي الأصلين. وقد حبس مدة، لإِنكاره شد الرحال إلى قبر الخيل، وتصدى للأشغال، وإقراء العلم ونشره".

وقال ابن رجب تلميذه:" كان رحمه الله ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشفف بالمحبة، والإِنابة والاستغفار، والافتقار إلى الله، والإنكسار له، والإطراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علماً، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أرَ في معناه مثله. وقد امتحن وأوفي مرات، وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة، منفرداً عنه، ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ.

وكان في مدة حبسه مشتغلاً بتلاوة القراَن بالتدبر والتفكر، ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف، والدخول في غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك، وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة. وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة، وكثرة الطواف أمراً يتعجب منه. ولازمت مجالسه قبل موته أزيد من سنة، وسمعت عليه (قصيدته النونية الطويلة) في السنة، وأشياء من تصانيفه، وغيرها.

وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاء يعظمونه، ويتتلمذون له، كابن عبد الهادي وغيره".

ص: 137

وقال ابن كثير:" سمع الحديث، واشتغل بالعلم، وبرع في علوم متعددة لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين ولما عاد الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الديار المصرية في سنة ثنتي عشرة وسبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ، فأخذ عنه علمًا جمًّا مع ما سلف له من الاشتغال، فصار فريدًا في بابه في فنون كثيرة مع كثرة الطلب ليلًا ونهارًا وكثرة الابتهال، وكان حسن القراءة والخلق، كثير التودد لا يحسد أحدًا ولايؤذيه ولا يستعيبه، ولا يحقد على أحد، وكنت من أصحب الناس له، وأحب الناس إليه، ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جدًّا، ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان، فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك-رحمه الله".

وقال ابن حجر:" كان جرئ الجنان واسع العلم عارفًا بالخلاف ومذاهب السلف، وغلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي هذب كتبه، ونشر علمه، وكان له حظ عند الأمراء المصريين".

قلت: بل كان يخالفه أحيانًا، ولكنّها قليلة، وهي بإسهاب في ما سطره المعاصرون في درياتهم حياة الإمام ابن القيم، كدراسة بكر بن عبد الله أبي زيد-رحمه الله.

ص: 138

وقال في تقريظ الرد الوافر:" لو لم يكن للشيخ تقي الدين إلا تلميذه الشيخ شمس الدين ابن القيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته"انتهى

وقال أبو بكر بن المحب: قلت لشيخنا الحافظ المزي: ابن القيم في درجة ابن خزيمة؟ فقال: هو في هذا الزمان كابن خزيمة في زمانه.

وقال القاضي برهان الدين الزرعي عنه: ما تحت أديم السماء أوسع علماً منه.

وله في الشيخ ابن تيمية ما لا يحصى من المدائح النثرية والنظمية، ومنها قوله في قصيدته النونية:

وإذا أردتَ ترى مصارعَ منْ خَلَا

مِن أُمَّةِ التعطيلِ والكُفْرَانِ

وتراهمُ أسرى حقيرٌ شأنُهُم

أيديهُمُ غُلَّتْ إلى الأَذْقَانِ

وتراهُمُ تَحْتَ الرِّماحِ دَرِيئةً

ما فيهم من فارسٍ طَعَّانِ

وتراهُمُ تحتَ السِّيوفِ تنوشهم

من عن شمائِلِهم وعن أيمانِ

وتراهم انسلخوا من الوحيينِ والعـ

ـقلِ الصحيحِ ومقتضى القرآنِ

وتراهُمُ واللهِ ضِحْكَةَ ساخرٍ

ولطالما سَخِروا من الإيمانِ

قد أوحشت منهم ربوعٌ زادهـ

ـها الجبَّارُ إيحاشًا مدى الأزمانِ

وخلت ديارُهُمُ وشُتِّتَ شملُهُم

ما فيهمُ رجلانِ مجتمعانِ

قد عطَّل الرحمنُ أفئدةً لهم

من كلِّ معرفةٍ ومن إيمانِ

إذ عطَّلوا الرحمنَ من أوصافِهِ

والعرشُ أخلوْهُ من الرحمنِ

بل عطلوه عن الكلامِ وعن صفا

تِ كمالِهِ بالجهلِ والبهتانِ

ص: 139

فاقرأ تصانيفَ الامامِ حقيقةً

شيخِ الوجودِ العالمِ الرَّبَّانِي

أعني أبا العباسِ أحمدَ ذلـ

ـك البحرُ المحيطُ بسائرِ الخِلْجَانِ

واقرأ كتابَ العقلِ والنقلِ الذي

ما في الوجودِ له نظيرٌ ثانِ

وكذاك منهاجٌ له في ردِّهِ

قولَ الروافضِ شيعةِ الشيطانِ

وكذاك أهلُ الاعتزالِ فإنه

أرداهُمُ في حُفْرَةِ الجبَّانِ

وكذلك التأسيسُ أصبحَ نقضُهُ

أعجوبةً للعالمِ الرَّبَّانِي

وكذاك أجوبةٌ له مصريةٌ

في ستِّ أسفارٍ كُتِبْنَ سمانِ

وكذا جوابٌ للنصارى فيه ما

يشفي الصدورَ وإنَّه سِفْرَانِ

وكذاك شرحُ عقيدةٍ للأصبها

ني شارحِ المحصولِ شرحَ بيانِ

فيها النبواتُ التي إثباتُهَا

في غايةِ التقريرِ والتِبْيَانِ

واللهِ ما لأولي الكلامِ نظيرُهُ

أبدًا وكُتْبُهُمُ بكلِّ مَكَانِ

وكذا حدوثُ العالمِ العلـ

ـويِّ والسُّفليِّ فيه في أتمِّ بيانِ

وكذا قواعدُ الاستقامةِ إنَّها

سفرانِ فيما بيننا ضخمانِ

وقرأتُ أكثرَهَا عليه فزادني

واللهِ في علمٍ وفي إيمانِ

هذا ولو حدثتُ نفسي أنَّه

قبلي يموتُ لكانَ هذا الشانِ

وكذاك توحيدُ الفلاسفةِ الألى

توحيدُهُم هو غايةُ الكُفْرَانِ

سفرٌ لطيفٌ فيه نقضُ أصولِهِم

بحقيقةِ المعقولِ والبرهانِ

وكذاك تسعينيةٌ فيها له

ردٌّ على من قال بالنفسانِي

تسعونَ وجهًا بينت بطلانَهُ

أعني كلامَ النفسِ ذا الوحدانِ

وكذا قواعدُهُ الكبارُ وإنها

أوفى من المائتينِ في الحُسْبانِ

لم يتسعْ نظمي لها فأسوقَها

فأشرتُ بعضَ إشارةٍ لبيانِ

ص: 140

وكذا رسائِلُهُ إلى البلدانِ والأ

طرافِ والأصحابِ والإخوانِ

هي في الورى مبثوثةٌ معلومةٌ

تبتاعُ بالغالي من الأثمانِ

وكذا فتاواه فأخبرني الذي

أضحى عليها دائمَ الطَوَفَانِ

بلغ الذي ألفاهُ منها عدةً الأ

يامِ من شَهْرٍ بلا نُقْصَانِ

سفرٌ يقابلُ كلَّ يومٍ والذي

قد فاتني منها بلا حُسْبَانِ

هذا وليس يقصِّرُ التفسيرُ عن

عشرٍ كِبارٍ ليس ذا نقصانِ

وكذا المفاريدُ التي في كل مسـ

ـألةٍ فسفرٌ واضحُ التبيانِ

ما بين عشرٍ أو تزيدُ بضعفِهَا

هي كالنجومِ لسالكٍ حَيْرَانِ

وله المقاماتُ الشهيرةُ في الورى

قد قامها للهِ غيرَ جبانِ

نصر الإلهَ ودينَهُ وكتابَهُ

ورسولَهُ بالسيفِ والبرهانِ

أبدى فضائِحَهم وبيّن جهلَهُم

وأرى تناقضَهُم بكلِّ زَمَانِ

وأصارهم واللهِ تحت نعالِ أهـ

ـلِ الحقِّ بعدَ ملابسِ التيجانِ

وأصارهم تحتَ الحضيضِ وطالما

كانوا هم الأعلامُ للبُلْدَانِ

ومن العجائبِ أنَّه بسلاحِهِم

أرداهُمُ تحتَ الحضيضِ الدَّانِي

كانت نواصينا بأيديهم فما

منَّا لهم إلا أسيرٌ عَانِ

فغدت نواصيهم بأيدينا فما

يلقوننا إلا بحبلِ أمانِ

وغدت ملوكهم ماليكًا لأنصـ

ـارِ الرسولِ بمنةِ الرحمنِ

وأتت جنودُهُمُ التي صالوا بها

منقادةً لعساكرِ الإيمانِ

يدري بهذا من له خبرٌ بما

قد قاله في ربِّهِ الفئتانِ

والفَدْمُ يوحشُنا وليسَ هناكُمُ

فحضورُهُ ومغيبُهُ سِيَّانِ

ومن ذلك قوله -أيضًا-:

ص: 141

يا قومُ واللهِ العظيمِ نصيحةٌ

من مشفقٍ وأخٍ لكُمْ مِعْوانِ

جرَّبتُ هذا كلَّه ووقعْتُ في

تلك الشِّباكِ وكن ذا طيرانِ

حتى أتاحَ لي الإلهُ بفضلِهِ

من ليس تجزيه يدي ولساني

حبرٌ أتى من أرضِ حرانٍ فيا

أهلًا بمن قد جاءَ من حرَّانِ

فالله يجزيه الذي هو أهلُهُ

من جَنَّةِ المأوى مع الرِّضْوانِ

أخذت يداه يدي وسار فلم يَرُم

حتى أراني مطلعَ الإيمانِ

ورأيتُ أعلامَ المدينةِ حَوْلَهَا

نُزُلُ الهدى وعساكرُ القرآنِ

ورأيت آثارًا عظيمًا شأنُهَا

محجوبةً عن زُمْرَةِ العُمْيانِ

ووردت رأسَ الماءِ أبيضَ صافيًا

حصباؤه كلآلئِ التيجانِ

ورأيت أكوازًا هناك كثيرةً

مثلَ النجومِ لواردِ ظَمْآنِ

ورأيتُ حوضَ الكوثرِ الصافي الذي

لا زال يشخُبُ فيه ميزابانِ

ميزابُ سنَّتِهِ وقولِ إلهِهِ

وهما مدى الأيامِ لا ينيانِ

والناسُ لا يردونه إلا من الآ

لافِ أفرادًا ذوي إيمانِ

وله من التصانيف ما لا يوصف وأكثره ما ذكره ابن رجب فقال:" فمن تصانيفه: كتاب " تهذيب سنن أبي داود " وإيضاح مشكلاته، والكلام على ما فيه من الأحاديث المعلولة مجلد، كتاب " سفر الهجرتين وباب السعادتين " مجلد ضخم، كتاب " مراحل السائرين بين منازل " إياكَ نَعْبُدُ وإياكَ نَسْتَعِين " مجلدان، وهو شرح " منازل السائرين " لشيخ الإِسلام الأنصاري، كتاب جليل القمر، كتاب " عقد محكم الأحباء، بين الكلم الطيب والعمل الصالح المرفوع إلى رب السماء " مجلد ضخم، كتاب " شرح أسماء الكتاب العزيز " مجلد،

ص: 142

كتاب " زاد المسافرين إلى منازل السعداء في هدى خاتم الأنبياء " مجلد، كتاب " زاد المعاد في هدى خير العباد " أربع مجلدات، وهو كتاب عظيم جداً، كتاب " جلاء الأفهام في ذكر الصلاة والسلام على خير الأنام " وبيان أحاديثها وعللها مجلد، كتاب " بيان الدليل على استغناء المسابقة عن التحليل " مجلد، كتاب " نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول " مجلد، كتاب " إعلام الموقعين عن رب العالمين " ثلاث مجلدات، كتاب " بدائع الفوائد " مجلدان " الشافية الكافية في إلانتصار للفرقة الناجية " وهي " القصيدة النونية في السنة " مجلدان، كتاب " الصواعق المنزلة على الجهمية والمعطلة لما في مجلدات، كتاب " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " وهو كتاب " صفة الجنة " مجلد، كتاب " نزهة المشتاقين وروضة المحبين " مجلد، كتاب " الداء والدواء " مجلد، كتاب " تحفة الودود في أحكام المولود " مجلد لطيف، كتاب " مفتاح دار السعادة " مجلد ضخم، كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الفرقة الجهمية " مجلد، كتاب " مصائد الشيطان " مجلد، كتاب " الفرق الحكمية " مجلد " رفع اليدين في الصلاة " مجلد. كتاب " نكاح المحرم " مجلد " تفضيل مكة على المدينة " مجلد " فضل العلماء " مجلد " عدة الصابرين " مجلد كتاب " الكبائر " مجلد " حكم تارك الصلاة " مجلد، كتاب " نور المؤمن وحياته " مجلد، كتاب " حكم إغمام هلال رمضان "، " التحرير فيما يحل، ويحرم من لباس الحرير "، " جوابات عابدي الصلبان، وأن ما هم عليه دين الشيطان "، " بطلان الكيمياء من أربعين وجهاً " مجلد " الفرق بين الخلة والمحبة، ومناظرة الخليل لقومه " مجلد " الكلم الطيب والعمل الصالح " مجلد لطيف " الفتح القدسي "، " التحفة المكية " كتاب " أمثال القرآن " "شرح الأسماء الحسنى"، " أيمان القرآن "، " المسائل

ص: 143

الطرابلسية " ثلاث مجلدات " الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم " مجلدان، كتاب " الطاعون " مجلد لطيف"انتهى

وقال ابن رجب:" وكان قد رأى قبل موته بمدة الشيخ تقي الدين رحمه الله في النوم، وسأله عن منزلته؟ فأشار إلى علوها فوق بعض الأكابر. ثم قال له: وأنت كدت تلحق بنا، ولكن أنت الآن في طبقة ابن خزيمة رحمه الله"انتهى

قلت: ونحو هذا سبق من كلام الحافظ المزي.

وله من المنظوم الشيء الكثير منه قصيدته النونية وهي أكبر مجمع منظوم لعقيدة السلف فيما أعلم أبياتها تتقرب من ستة آلاف، وله كذلك القصيدة الميمية وفيها حكم نافعة ومواعظ جامعة ومن عذب أبياتها قوله:

وللَّهِ أبصارٌ ترى الله جهرةً

فلا الضيمُ يغشاها، ولا هي تسأمُ

فيا نظرةً أهدت إلي الوجهِ نضرةً

أمِن بعدِها يسلو المحبُّ المتيَّمُ

وللَّهِ كم من خِيرة إن تبسمت

أضاء لها نورُ من الفجرِ أعظمُ

فيا لذةَ الأبصارِ إذ هي أقبلت

ويا لذةَ الأسماعِ حينَ تكلمُ

ويا خجلةَ الغصنِ الرطيبِ إذا انثنت

ويا خجلةَ البحرينِ حينَ تبسمُ

فإن كنت ذا قلبٍ عليلٍ بحبِّهَا

فلم يبقَ إلا وصلُها لك مَرْهَمُ

فحيَّ على جناتِ عدنٍ، فإنها

منازلُكَ الأولى، وفيها المخيَّمُ

ولكننا سبي العدوِ، فهل تُرى

نعودُ إلى أوطانِنِا ونُسَلَّمُ؟

وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأى

وشطَّت به أوطانُهُ فهو مُغرمُ

ص: 144

وأي اغترابٍ فوق غربتِنا التي

لها أضحت الأعداءُ فينا تحَكَّمُ؟

وحيَّ على السوقِ الذي فيه يلتقي

المحبوبُ، ذاك السوقُ للقومِ مَعْلمُ

فما شئت خذ منه بلا ثمنٍ له

فقد أسلف التجارُ فيه وأسلموا

وحيَّ على يومَ المزيدِ الذي به

زيارة َربِّ العرشِ، فاليوم مَوْسِمُ

وحيَّ على وادٍ هنالك أفيحٌ

وتربتُهُ من أذفَرِ المسكِ أعظمُ

منابرُ من نورٍ هناك وفضةٌ

ومن خالصِ العقيانِ لا تتفصَّمُ

وكُثبانِ مسكٍ قد جعلن مقاعداً

لمن دون أصحابِ المنابرِ يعلمُ

فبيناهم في عيشِهم وسرورِهم

وأرزاقُهم تجري عليهم وتُقْسَمُ

إذا هم بنورٍ ساطعٍ أشرقت له

بأقطارِها الجناتُ لا يُتَوهَّمُ

تجلى لهم ربُّ السمواتِ جهرةً

فيضحكُ فوقَ العرشِ ثم يكلمُ

سلامٌ عليكم، يسمعون جميعهم

بآذانهم تسليمَهَ إذْ يُسَلّمُ

يقول: سلوني ما اشتهيتم، فكلُّ ما

تريدون عندي، إنني أنا أرحمُ

فقالوا جميعاً: نحن نسألك الرضا

فأنت الذي تولى الجميلَ وترحمُ

فيعطيهم هذا ويشهدُ جمعَهُم

عليه، تعالى الله، فاللهُ أكرمُ

فيا بائعاً هذا ببخسٍ مُعَجَّلٍ

كأنك لا تدري، بلى، سوف تعلمُ

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ

وإن كنت تدري، فالمصيبةُ أعظمُ

ونقل ابن حجر في درره عنه في ذم نفسه:

بنيُّ أبي بكرٍ كثيرٌ ذنوبُهُ

فليس على من نال من عرضِهِ إثمُ

بنيُّ أبي بكرٍ غدا متصدرا

يعلم علمًا وهو ليس له علمُ

بنيُّ أبي بكرٍ جهولٌ بنفسِهِ

جهولٌ بأمرِ اللهِ أنَّى له العلمُ

ص: 145