المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل فارجع الان الى النطفة وتأمل حالها اولا وما صارت اليه ثانيا - مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط العلمية - جـ ١

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌فصل وَلما اهبطه سُبْحَانَهُ من الْجنَّة وَعرضه وَذريته لانواع المحن وَالْبَلَاء

- ‌فصل وَهَذَانِ الضلالان اعني الضلال والشقاء يذكرهما سُبْحَانَهُ كثيرا فِي

- ‌فصل وَقَوله تَعَالَى فاما ياتينكم مني هدى هُوَ خطاب لمن اهبطه من الْجنَّة

- ‌فصل ومتابعة هدى الله الَّتِي رتب عَلَيْهَا هَذِه الامور هِيَ تَصْدِيق خَبره من

- ‌فصل وَالْقلب السَّلِيم الَّذِي ينجو من عَذَاب الله هُوَ الْقلب الَّذِي قد سلم

- ‌فصل وَهَذِه الْمُتَابَعَة هِيَ التِّلَاوَة الَّتِي اثنى الله على اهلها فِي قَوْله

- ‌فصل ثمَّ قَالَ تَعَالَى وَمن اعْرِض عَن ذكري فَإِن لَهُ معيشة ضنكا ونحشره

- ‌فصل وَقَوله تَعَالَى فَإِن لَهُ معيشة ضنكا فَسرهَا غير وَاحِد من السّلف بِعَذَاب

- ‌فصل وَقَوله تَعَالَى ونحشره يَوْم الْقِيَامَة أعمى قَالَ رب لم حشرتني اعمى

- ‌فصل وَالْمَقْصُود ان الله سبحانه وتعالى لما اقْتَضَت حكمته وَرَحمته إِخْرَاج

- ‌قَالَ الله تعال شهد الله انه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة واولو الْعلم قَائِما

- ‌فصل وَهَذَا الحَدِيث لَهُ طرق عديدة مِنْهَا مَا رَوَاهُ ابْن عدي عَن مُوسَى

- ‌فصل إِذا عرف هَذَا فالفكر هُوَ احضار معرفتين فِي الْقلب ليستثمر مِنْهُمَا

- ‌فصل وَإِذا تَأَمَّلت مَا دعى الله سُبْحَانَهُ فِي كِتَابه عباده الى الْفِكر فِيهِ

- ‌فصل فَارْجِع الان الى النُّطْفَة وَتَأمل حَالهَا اولا وَمَا صَارَت اليه ثَانِيًا

- ‌فصل وَالنَّظَر فِي هَذِه الايات وامثالها نَوْعَانِ نظر اليها بالبصر الظَّاهِر

- ‌فصل وَإِذا نظرت الى الارض وَكَيف خلقت رَأَيْتهَا من اعظم آيَات فاطرها

- ‌فصل وَمن آيَاته سُبْحَانَهُ تَعَالَى اللَّيْل وَالنَّهَار وهما من اعْجَبْ آيَاته

- ‌فصل وَمن آيَاته وعجائب مصنوعاته الْبحار المكتنفة لاقطار الارض الَّتِي هِيَ

- ‌فصل وَمن آيَاته سُبْحَانَهُ خلق الْحَيَوَان على اخْتِلَاف صِفَاته واجناسه

- ‌فصل تامل الْعبْرَة فِي مَوضِع هَذَا الْعَالم وتاليف أَجْزَائِهِ ونظمها على احسن

- ‌فصل فَتَأمل خلق السَّمَاء وارجع الْبَصَر فِيهَا كرة بعد كرة كَيفَ ترَاهَا من

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حَال الشَّمْس وَالْقَمَر فِي طلوعهما وغروبهما لاقامة دَوْلَتِي

- ‌فصل ثمَّ تَأمل بعد ذَلِك احوال هَذِه الشَّمْس فِي انخفاضها وارتفاعها لاقامة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حَال الشَّمْس وَالْقَمَر وَمَا اودعاه من النُّور والاضاءة وَكَيف

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي طُلُوع الشَّمْس على الْعَالم كَيفَ قدره الْعَزِيز

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي مقادير اللَّيْل وَالنَّهَار تجدها على غَايَة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل إنارة الْقَمَر وَالْكَوَاكِب فِي ظلمَة اللَّيْل وَالْحكمَة فِي ذَلِك

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حكمته تبارك وتعالى فِي هَذِه النُّجُوم وَكَثْرَتهَا وَعَجِيب خلقهَا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل اخْتِلَاف سير الْكَوَاكِب وَمَا فِيهِ من الْعَجَائِب كَيفَ تَجِد بَعْضهَا لَا

- ‌فصل ثمَّ تامل هَذَا الْفلك الدوار بشمسه وقمره ونجومه وبروجه وَكَيف يَدُور

- ‌فصل فسل الْمُعَطل الجاحد مَا تَقول فِي دولاب دائر على نهر قد احكمت

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الممسك لِلسَّمَوَاتِ والارض الْحَافِظ لَهما ان تَزُولَا اَوْ تقعا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذِه الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي الْحر وَالْبرد وَقيام الْحَيَوَان

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي خلق النَّار على مَا هِيَ عَلَيْهِ من الكمون

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حكمته تَعَالَى فِي كَونه خص بهَا الانسان دون غَيره من

- ‌فصل ثمَّ تامل هَذَا الْهَوَاء وَمَا فِيهِ من الْمصَالح فَإِنَّهُ حَيَاة هَذِه الابدان

- ‌فصل ثمَّ تَأمل خلق الارض على مَا هِيَ عَلَيْهِ حِين خلقهَا واقفة سَاكِنة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي ان جعل مهب الشمَال عَلَيْهَا ارْفَعْ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة العجيبة فِي الْجبَال الَّذِي يحسبها الْجَاهِل الغافل

- ‌فصل وَلما اقْتَضَت حكمته تبارك وتعالى ان جعل من الارض السهل والوعر

- ‌فصل وَلما كَانَت الرِّيَاح تجول فِيهَا وَتدْخل فِي تجاويفها وتحدث فِيهَا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حِكْمَة الله عز وجل فِي عزة هذَيْن النَّقْدَيْنِ الذَّهَب وَالْفِضَّة

- ‌فصل وَتَأمل الْحِكْمَة البديعة فِي تيسيره سُبْحَانَهُ على عباده مَا هم احوج

- ‌فصل وَمن ذَلِك سَعَة الارض وامتدادها وَلَوْلَا ذَلِك لضاقت عَن مسَاكِن الانس

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي نزُول الْمَطَر على الارض من علو ليعم

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة البا لُغَة فِي إنزاله بِقدر الْحَاجة حَتَّى إِذا اخذت

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الالهية فِي اخراج الاقوات وَالثِّمَار والحبوب

- ‌فصل ثمَّ تَأمل إِذا نصبت خيمة اَوْ فسطاطا كَيفَ تمده من كل جَانب

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي خلق الْوَرق فَإنَّك ترى فِي الورقة الْوَاحِدَة من جملَة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حِكْمَة اللَّطِيف الْخَبِير فِي كَونهَا جعلت زِينَة للشجر وسترا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حكمته سُبْحَانَهُ فِي إبداع الْعَجم والنوى فِي جَوف الثَّمَرَة وَمَا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل خلقه الرُّمَّان وماذا فِيهِ من الحكم والعجائب فَإنَّك ترى دَاخل

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذَا الرّيع والنماء الَّذِي وَضعه الله فِي الزَّرْع حَتَّى صَارَت

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي الْحُبُوب كالبر وَالشعِير وَنَحْوهمَا كَيفَ يخرج الْحبّ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الباهرة فِي هَذِه الاشجار كَيفَ ترَاهَا فِي كل عَام

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي شَجَرَة اليقطين والبطيخ والجزر كَيفَ لما اقْتَضَت

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذِه النَّخْلَة الَّتِي هِيَ احدى آيَات الله تَجِد فِيهَا من

- ‌فصل ثمَّ تَأمل احوال هَذِه العقاقير والادوية الَّتِي يُخرجهَا الله من

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي اعطائه سُبْحَانَهُ بَهِيمَة الانعام

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي خلق الات الْبَطْش فِي الْحَيَوَانَات من الانسان

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي خلقَة الْحَيَوَان الَّذِي يَأْكُل اللَّحْم من الْبَهَائِم

- ‌فصل ثمَّ تَأمل اولا ذَوَات الاربع من الْحَيَوَان كَيفَ ترَاهَا تتبع امهاتها

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي قَوَائِم الْحَيَوَان كَيفَ اقْتَضَت ان يكون

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي ان جعل ظُهُور الدَّوَابّ مبسوطة كَأَنَّهَا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي كَون فرج الدَّابَّة جعل بارزا من وَرَائِهَا ليتَمَكَّن

- ‌فصل ثمَّ تَأمل كَيفَ كُسِيت اجسام الْحَيَوَان البهيمي هَذِه الْكسْوَة من الشّعْر

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حِكْمَة عَجِيبَة جعلت للبهائم والوحوش وَالسِّبَاع وَالدَّوَاب على

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الباهرة فِي وَجه الدَّابَّة كَيفَ هُوَ فانك ترى الْعَينَيْنِ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل شفر الْفِيل وَمَا فِيهِ من الحكم الباهرة فَإِنَّهُ يقوم لَهُ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل خلق الزرافة وَاخْتِلَاف اعضائهم وَشبههَا باعضاء جَمِيع

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذِه النملة الضعيفة وَمَا اعطيته من الفطنة اَوْ لحيلة فِي

- ‌فصل وَمن عَجِيب الفطنة فِي الْحَيَوَان ان الثَّعْلَب إِذا اعوزه الطَّعَام وَلم

- ‌فصل ثمَّ تَأمل جسم الطَّائِر وخلقته فَإِنَّهُ حِين قدر بَان يكون طائرا فِي

- ‌فصل ثمَّ تَأمل خلقَة الْبَيْضَة وَمَا فِيهَا من المخ الاصفر الخاثر وَالْمَاء

- ‌فصل وَتَأمل الْحِكْمَة فِي حوصلة الطَّائِر وَمَا قدرت لَهُ فَإِن فِي مَسْلَك الطَّعَام

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذِه الالوان والاصباغ والوشى الَّتِي ترَاهَا فِي كثير من

- ‌فصل تَأمل هَذَا الطَّائِر الطَّوِيل السَّاقَيْن وَأعرف الْمَنْفَعَة فِي طول سَاقيه

- ‌فصل ثمَّ تَأمل احوال النَّحْل وَمَا فِيهَا من العبر والايات فَانْظُر اليها

- ‌فصل وَمن اعْجَبْ امرها مَالا يَهْتَدِي لَهُ اكثر النَّاس ولايعرفونه وَهُوَ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْعبْرَة الَّتِي ذكرهَا الله عز وجل فِي الانعام وَمَا سقانا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْعبْرَة فِي السّمك وَكَيْفِيَّة خلقته وَأَنه خلق غير ذِي قَوَائِم

- ‌فصل فاعد الان النّظر فِيك وَفِي نَفسك مرّة ثَانِيَة من الَّذِي دبرك بالطف

- ‌فصل فَانْظُر كَيفَ جعلت آلَات الْجِمَاع فِي الذّكر والانثى جَمِيعًا على وفْق

- ‌فصل فَارْجِع الان الى نَفسك وَكرر النّظر فِيك فَهُوَ يَكْفِيك وَتَأمل اعضاءك

- ‌فصل فاعد النّظر فِي نَفسك وَتَأمل حِكْمَة اللَّطِيف الْخَبِير فِي تركيب الْبدن

- ‌فصل قَالَ الله تَعَالَى وَلَقَد كرمنا بني آدم وحملناهم فِي الْبر وَالْبَحْر

- ‌فصل فاعد النّظر فِي نَفسك وَحِكْمَة الخلاق الْعَلِيم فِي خلقك وَانْظُر الى

- ‌فصل ثمَّ اعينت هَذِه الْحَواس بمخلوقات اخر مُنْفَصِلَة عَنْهَا تكون وَاسِطَة فِي

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حَال من عدم الْبَصَر وَمَا يَنَالهُ من الْخلَل فِي أُمُوره فَإِنَّهُ

- ‌فصل وَأما من عدم البيانين بَيَان الْقلب وَبَيَان اللِّسَان فَذَلِك بِمَنْزِلَة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حكمته فِي الاعضاء الَّتِي خلقت فِيك آحادا ومثنى وَثَلَاث

- ‌فصل من ايْنَ للطبيعة هَذَا الِاخْتِلَاف وَالْفرق الْحَاصِل فِي النَّوْع الانسان

- ‌فصل ثمَّ تَأمل لم صَارَت الْمَرْأَة وَالرجل إِذا ادركا اشْتَركَا فِي نَبَات

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذَا الصَّوْت الْخَارِج من الْحلق وتهيئة آلاته وَالْكَلَام

- ‌فصل وَفِي هَذِه الالات مآرب اخرى وَمَنَافع سوى مَنْفَعَة الْكَلَام فَفِي الحنجرة

- ‌فصل وَمن جعل فِي الْحلق منفذين احدهما للصوت وَالنَّفس الْوَاصِل الى الرئة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حِكْمَة الله تَعَالَى فِي كَثْرَة بكاء الاطفال وَمَا لَهُم فِيهِ

- ‌فصل وَكَذَلِكَ اعطاهم من الْعُلُوم الْمُتَعَلّقَة بصلاح معاشهم ودنياهم بِقدر

- ‌فصل وَمن حكمته سُبْحَانَهُ مَا مَنعهم من الْعلم علم السَّاعَة وَمَعْرِفَة آجالهم

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ يجب ان يتفضل عَلَيْهِم وَيتم عَلَيْهِم نعمه وَيُرِيهمْ

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ لَهُ الاسماء الْحسنى وَلكُل اسْم من اسمائه اثر من

- ‌فصل وَمِنْه انه سُبْحَانَهُ يعرف عباده عزه فِي قَضَائِهِ وَقدره ونفوذ مَشِيئَته

- ‌فصل وَمِنْهَا انه يعرف العَبْد حَاجته إِلَى حفظه لَهُ ومعونته وصيانته وانه

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ يستجلب من عَبده بذلك مَا هُوَ من اعظم أَسبَاب

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ يسْتَخْرج بذلك من عَبده تَمام عبوديته فَإِن تَمام

- ‌فصل وَمِنْهَا ان العَبْد يعرف حَقِيقَة نَفسه وَأَنَّهَا الظالمة وان مَا صدر مِنْهَا

- ‌فصل وَمِنْهَا تَعْرِيفه سُبْحَانَهُ عَبده سَعَة حلمه وَكَرمه فِي ستره عَلَيْهِ وَأَنه لَو

- ‌فصل وَمِنْهَا تَعْرِيفه عَبده انه لَا سَبِيل لَهُ إِلَى النجَاة إِلَّا بعفوه ومغفرته

- ‌فصل وَمِنْهَا تَعْرِيفه عَبده كرمه سُبْحَانَهُ فِي قبُول تَوْبَته ومغفرته لَهُ على

- ‌فصل وَمِنْهَا إِقَامَة حجَّة عدله على عَبده ليعلم العَبْد ان لله عَلَيْهِ الْحجَّة

- ‌فصل وَمِنْهَا ان يُعَامل العَبْد بني جنسه فِي إسائتهم اليه وزلاتهم مَعَه

- ‌فصل وَمِنْهَا انه إِذا عرف هَذَا فاحسن الى من اساء اليه وَلم يُقَابله

- ‌فصل وَمِنْهَا ان يخلع صولة الطَّاعَة من قلبه وَينْزع عَنهُ رِدَاء الْكبر

- ‌فصل وَمِنْهَا ان لله عز وجل على الْقُلُوب انواعا من الْعُبُودِيَّة من الخشية

- ‌فصل وَمِنْهَا انه يعرف العَبْد مِقْدَار نعْمَة معافاته وفضله فِي توفيقه لَهُ

- ‌فصل وَمِنْهَا ان التَّوْبَة توجب للتائب آثارا عَجِيبَة من المقامات الَّتِي لَا

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الله سُبْحَانَهُ يُحِبهُ ويفرح بتوبته اعظم فَرح وَقد تقرر ان

- ‌فصل وَمِنْهَا انه إِذا شهد ذنُوبه ومعاصيه وتفريطه فِي حق ربه استكثر

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الذَّنب يُوجب لصَاحبه التقيظ والتحرز من مصائد عدوه

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الْقلب يكون ذاهلا عَن عدوه معرضًا عَنهُ مشتغلا بِبَعْض

- ‌فصل وَمِنْهَا ان مثل هَذَا يصير كالطبيب ينْتَفع بِهِ المرضى فِي علاجهم

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ يُذِيق عَبده الم الْحجاب عَنهُ وَالْعَبْد وَزَوَال ذَلِك

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الْحِكْمَة الالهية اقْتَضَت تركيب الشَّهْوَة وَالْغَضَب فِي الانسان

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الله سُبْحَانَهُ إِذا أَرَادَ بِعَبْدِهِ خيرا انساه رُؤْيَة طاعاته

- ‌فصل وَمِنْهَا ان شُهُود العَبْد ذنُوبه وخطاياه مُوجب لَهُ ان لَا يرى لنَفسِهِ

- ‌فصل وَمِنْهَا انه وَيُوجب لَهُ الامساك عَن عُيُوب النَّاس والفكر فِيهَا فَإِنَّهُ فِي

- ‌فصل وَمِنْهَا انه إِذا شهدنفسه مَعَ ربه مسيئا خاطئا مفرطا مَعَ فرط إِحْسَان

- ‌فصل وَإِذا تَأَمَّلت حكمته سُبْحَانَهُ فِيمَا ابتلى بِهِ عباده وصفوته بِمَا ساقهم

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حَال الكليم مُوسَى عليه السلام وَمَا آلت اليه محنته

- ‌فصل فَإِذا جِئْت الى النَّبِي وتأملت سيرته مَعَ قومه وَصَبره فِي الله

- ‌فصل وَإِذا تَأَمَّلت الْحِكْمَة الباهرة فِي هَذَا الدّين القويم وَالْملَّة

- ‌فصل وبصائر النَّاس فِي هَذَا النُّور الباهر تَنْقَسِم الى ثَلَاثَة اقسام احدها

- ‌فصل قد شهِدت الْفطر والعقول بِأَن للْعَالم رَبًّا قَادِرًا حَلِيمًا عليما رحِيما

الفصل: ‌فصل فارجع الان الى النطفة وتأمل حالها اولا وما صارت اليه ثانيا

ويحفظها فَيكون الْغذَاء دَاخِلا الى الْمعدة من طرق ومجار وخارجا مِنْهَا الى الاعضاء من طرق ومجار هَذَا وَارِد اليها وَهَذَا صادر عَنْهَا حِكْمَة بَالِغَة ونعمة سابغة وَلما كَانَ الْغذَاء إِذا اسْتَحَالَ فِي الْمعدة اسْتَحَالَ دَمًا وَمرَّة سَوْدَاء وَمرَّة صفراء وبلغما اقْتَضَت حكمته سبحانه وتعالى ان جعل لكل وَاحِد من هَذِه الاخلاط مصرفا ينصب اليه ويجتمع فِيهِ وَلَا ينبعث الى الاعضاء الشَّرِيفَة الا أكمله فَوضع المرارة مصبا للمرة الصَّفْرَاء وَوضع الطحال مقرا للمرة السَّوْدَاء والكبد تمتص اشرف مَا فِي ذَلِك وَهُوَ الدَّم ثمَّ تبعثه الى جَمِيع الْبدن من عرق وَاحِد يَنْقَسِم على مجار كَثِيرَة يُوصل الى كل وَاحِد من الشُّعُور والاعصاب وَالْعِظَام وَالْعُرُوق مَا يكون بِهِ قوامه ثمَّ إِذا نظرت الى مَا فِيهِ من القوى الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة الْمُخْتَلفَة فِي انفسها ومنافعها رايت الْعجب العجاب كقوة سَمعه وبصره وَشمه وزوقه ولمسه وحبه وبغضه وَرضَاهُ وغضبه وَغير ذَلِك من القوى الْمُتَعَلّقَة بالادراك والارادة وَكَذَلِكَ القوى المتصرفة فِي غذائه كالقوة المنضجة لَهُ وكالقوة الماسكة لَهُ والدافعة لَهُ الى الاعضاء وَالْقُوَّة الهاضمة لَهُ بعد اخذ الاعضاء حَاجَتهَا مِنْهُ الى غير ذَلِك من عجائب خلقته الظَّاهِرَة والباطنة

‌فصل فَارْجِع الان الى النُّطْفَة وَتَأمل حَالهَا اولا وَمَا صَارَت اليه ثَانِيًا

وَأَنه لَو اجْتمع الانس وَالْجِنّ على ان يخلقوا لَهَا سمعا اَوْ بصرا اَوْ عقلا اَوْ قدرَة اَوْ علما اَوْ روحا بل عظما وَاحِدًا من اصغر عظامها بل عرقا من ادق عروقها بل شَعْرَة وَاحِدَة لعجزوا عَن ذَلِك بل ذَلِك كُله آثَار صنع الله الَّذِي اتقن كل شَيْء فِي قَطْرَة من مَاء مهين فَمن هَذَا صنعه فِي قَطْرَة مَاء فَكيف صنعه فِي ملكوت السَّمَوَات وعلوها وسعتها واستدارتها وَعظم خلقهَا وَحسن بنائها وعجائب شمسها وقمرها وكواكبها ومقاديرها واشكالها وتفاوت مشارقها وَمَغَارِبهَا فَلَا ذرة فِيهَا تنفك عَن حِكْمَة بل هِيَ احكم خلقا واتقن صنعا واجمع الْعَجَائِب من بدن الانسان بل لَا نِسْبَة لجَمِيع مَا فِي الارض الى عجائب السَّمَوَات قَالَ الله تَعَالَى {أأنتم أَشد خلقا أم السَّمَاء بناها رفع سمكها فسواها} وَقَالَ تَعَالَى ان فِي خلق السَّمَوَات والارض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار والفلك الَّتِي تجْرِي فِي الْبَحْر بِمَا ينفع النَّاس الى قَوْله {لآيَات لقوم يعْقلُونَ} فَبَدَأَ بِذكر خلق السَّمَوَات وَقَالَ تَعَالَى ان فِي خلق السَّمَوَات والارض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار لايات لاولي الالباب وَهَذَا كثير فِي الْقُرْآن فالارض والبحار والهواء وكل مَا تَحت السَّمَوَات بالاضافة الى السَّمَوَات كقطرة فِي بَحر وَلِهَذَا قل ان تَجِيء سُورَة فِي الْقُرْآن الا وفيهَا ذكرهَا إِمَّا إِخْبَارًا عَن عظمها وسعتها وَإِمَّا اقساما بهَا وَإِمَّا دُعَاء الى النّظر فِيهَا وَإِمَّا ارشادا للعباد ان يستدلوا بهَا على عظ

ص: 196

بانيها ورافعها وَإِمَّا اسْتِدْلَالا مِنْهُ سُبْحَانَهُ بخلقها على مَا أخبر بِهِ من الْمعَاد وَالْقيمَة وَإِمَّا اسْتِدْلَالا مِنْهُ بربوبيته لَهَا على وحدانيته وَأَنه الله الَّذِي لَا إِلَه الا هُوَ وَإِمَّا اسْتِدْلَالا مِنْهُ بحسنها واستوائها والتئام اجزائها وَعدم الفطور فِيهَا على تَمام حكمته وَقدرته وَكَذَلِكَ مَا فِيهَا من الْكَوَاكِب وَالشَّمْس وَالْقَمَر والعجائب الَّتِي تتقاصر عقول الْبشر عَن قليلها فكم من قسم فِي الْقُرْآن بهَا كَقَوْلِه {وَالسَّمَاء ذَات البروج} {وَالسَّمَاء والطارق} {وَالسَّمَاء وَمَا بناها} {وَالسَّمَاء ذَات الرجع} {وَالشَّمْس وَضُحَاهَا} {والنجم إِذا هوى} والنجم الثاقب {فَلَا أقسم بالخنس} وَهِي الْكَوَاكِب الَّتِي تكون خنسا عِنْد طُلُوعهَا جوَار فِي مجْراهَا ومسيرها كنسا عِنْد غُرُوبهَا فاقسم بهَا فِي أحوالها الثَّلَاثَة وَلم يقسم فيكتابه بِشَيْء من مخلوقاته أَكثر من السَّمَاء والنجوم وَالشَّمْس وَالْقَمَر وَهُوَ سُبْحَانَهُ يقسم بِمَا يقسم بِهِ من مخلوقاته لتَضَمّنه الايات والعجائب الدَّالَّة عَلَيْهِ وَكلما كَانَ اعظم آيَة وأبلغ فِي الدّلَالَة كَانَ إقسامه بِهِ اكثر من غَيره وَلِهَذَا يعظم هَذَا الْقسم كَقَوْلِه {فَلَا أقسم بمواقع النُّجُوم وَإنَّهُ لقسم لَو تعلمُونَ عَظِيم} وَأظْهر الْقَوْلَيْنِ انه قسم بمواقع هَذِه النُّجُوم الَّتِي فِي السَّمَاء فَإِن اسْم النُّجُوم عِنْد الاطلاق إِنَّمَا ينْصَرف اليها وَأَيْضًا فَإِنَّهُ لم تجر عَادَته سُبْحَانَهُ بِاسْتِعْمَال النُّجُوم فِي آيَات الْقُرْآن وَلَا فِي مَوضِع وَاحِد من كِتَابه حَتَّى تحمل عَلَيْهِ هَذِه الاية وَجَرت عَادَته بِاسْتِعْمَال النُّجُوم فِي الْكَوَاكِب فِي جَمِيع الْقُرْآن وَأَيْضًا فَإِن نَظِير الاقسام بمواقعها هُنَا إقسامه بهوى النَّجْم فِي قَوْله والنجم إذاهوى وايضا فَإِن هَذَا قَول جُمْهُور اهل التَّفْسِير وايضا فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يقسم بِالْقُرْآنِ نَفسه لَا بوصوله إِلَى عباده هَذِه طَريقَة الْقُرْآن قَالَ الله تَعَالَى {ص وَالْقُرْآن ذِي الذّكر} {يس وَالْقُرْآن الْحَكِيم} {ق وَالْقُرْآن الْمجِيد} {حم وَالْكتاب الْمُبين} ونظائره وَالْمَقْصُود انه سُبْحَانَهُ إِنَّمَا يقسم من مخلوقاتهبما هُوَ من آيَاته الدَّالَّة على ربوبيته ووحدانيته وَقد اثنى سُبْحَانَهُ فِي كِتَابه على المتفكرين فِي خلق السَّمَوَات والارض وذم المعرضين عَن ذَلِك فَقَالَ {وَجَعَلنَا السَّمَاء سقفا مَحْفُوظًا وهم عَن آياتها معرضون} وَتَأمل خلق هَذَا السّقف الاعظم مَعَ صلابته وشدته ووثاقته من دُخان وَهُوَ بخار المَاء قَالَ الله تَعَالَى {وبنينا فَوْقكُم سبعا شدادا} وَقَالَ تَعَالَى {أأنتم أَشد خلقا أم السَّمَاء بناها رفع سمكها فسواها} وَقَالَ {وَجَعَلنَا السَّمَاء سقفا مَحْفُوظًا} فَانْظُر الى هَذَا الْبناء الْعَظِيم الشَّديد الْوَاسِع الَّذِي رفع سمكه اعظم ارْتِفَاع وزينه باحسن زِينَة وأودعه الْعَجَائِب والايات وَكَيف ابْتَدَأَ خلقه من بخار ارْتَفع من المَاء وَهُوَ الدُّخان

فسبحان من لَا يقدر الْخلق قدره

وَمن هُوَ فَوق الْعَرْش فَرد موحد

لقد تعرف الى خلقه بأنواع التعرفات وَنصب لَهُم الدلالات واوضح لَهُم الايات الْبَينَات ليهلك من هلك عَن بَيِّنَة ويحيا من حييّ بَيِّنَة وان الله يسمع عليم فَارْجِع الْبَصَر الى السَّمَاء وَانْظُر فِيهَا وَفِي كواكبها ودورانها وطلوعها وغروبها وشمسها وقمرها وَاخْتِلَاف مشارقها وَمَغَارِبهَا ودؤوبها

ص: 197

فِي الْحَرَكَة على الدَّوَام من غير فتور فِي حركتها وَلَا تغير فِي سَيرهَا بلت جري فِي منَازِل قد رتبت لَهَا بِحِسَاب مُقَدّر لَا يزِيد وَلَا ينقص الى ان يطويها فاطرها وبديعها وَانْظُر الى كثرت كواكبها وَاخْتِلَاف الوانها ومقاديرها فبعضها يمِيل الى الْحمرَة وَبَعضهَا الى البيضا وَبَعضهَا الى اللَّوْن الرصاصي ثمَّ انْظُر الى مسير الشَّمْس فِي فلكها فِي مُدَّة سنة ثمَّ هِيَ فِي كل يَوْم تطلع وتغرب بسير سخرها لَهُ خَالِقهَا لَا تتعداه وَلَا تقصر عَنهُ وَلَوْلَا طُلُوعهَا وغروبهالما عرف اللَّيْل وَالنَّهَار وَلَا الْمَوَاقِيت ولاطبق الظلام على الْعَالم اَوْ الضياء وَلم يتَمَيَّز وَقت المعاش من وَقت السبات والراحة وَكَيف قدر لَهَا السَّمِيع الْعَلِيم سفرينمتباعدين احدهما سفرها صاعدة الى اوجها وَالثَّانِي سفرها هابطة الى حضيضها تنْتَقل فِي منَازِل هَذَا السّفر منزلَة منزلَة حَتَّى تبلغ غايتها مِنْهُ فاحدث ذَلِك السّفر بقدرة الرب الْقَادِر اخْتِلَاف الْفُصُول من الصَّيف والشتاء والخريف وَالربيع فَإِذا انخفض سَيرهَا عَن وسط السَّمَاء برد الْهَوَاء وَظهر الشتَاء وَإِذا اسْتَوَت فِي وسط السَّمَاء اشْتَدَّ القيظ وَإِذا كَانَت بَين المسافتين اعتدل الزَّمَان وَقَامَت مصَالح الْعباد وَالْحَيَوَان والنبات بِهَذِهِ الْفُصُول الاربعة وَاخْتلفت بِسَبَبِهَا الاقوات واحوال النَّبَات والوانه وَمَنَافع الْحَيَوَان والاغذية وَغَيرهَا وَانْظُر الى الْقَمَر وعجائب آيَاته كَيفَ يبديه الله كالخيط الدَّقِيق ثمَّ يتزايد نوره ويتكامل شَيْئا فَشَيْئًا كل لَيْلَة حَتَّى يَنْتَهِي الى ابداره وكماله وَتَمَامه ثمَّ يَأْخُذ فِي النُّقْصَان حَتَّى يعود الى حَالَته الاولى ليظْهر من ذَلِك مَوَاقِيت الْعباد فِي معاشهم وعبادتهم ومناسكهم فتميزت بِهِ الاشهر والسنين وَقَامَ حِسَاب الْعَالم مَعَ مَا فِي ذَلِك من الحكم والايات والعبر الَّتِي لَا يحصيها الا الله وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا من كَوْكَب من الْكَوَاكِب الا وللرب تبارك وتعالى فِي خلقه حكم كَثِيرَة ثمَّ فِي مِقْدَاره ثمَّ فِي شكله ولونه ثمَّ فِي مَوْضِعه من السَّمَاء وقربه من وَسطهَا وَبعده وقربه من الْكَوْكَب الَّذِي يَلِيهِ وَبعده مِنْهُ وَإِذا اردت معرفَة ذَلِك على سَبِيل الاجمال فقسه باعضاء بدنك واختلافها وتفاوت اما بَين المتجاورات مِنْهَا وَبعد مَا بَين المتباعدات وأشكالها ومقاديرها وتفاوت منافعا وَمَا خلقت لَهُ وَأَيْنَ نِسْبَة ذَلِك الى عظم السَّمَوَات وكواكبها وآياتها وَقد اتّفق أَرْبَاب الْهَيْئَة على ان الشَّمْس بِقدر الارض مائَة مرّة ونيفا وَسِتِّينَ مرّة وَالْكَوَاكِب الَّتِي نرَاهَا كثير مِنْهَا اصغرها بِقدر الارض وَبِهَذَا يعرف ارتفاعها وَبعدهَا وَفِي حَدِيث ابي هُرَيْرَة الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ ان بَين الارض وَالسَّمَاء مسيرَة خَمْسمِائَة عَام وَبَين كل سماءين كَذَلِك وانت ترى الْكَوْكَب كانه لَا يسير وَهُوَ من اول جُزْء من طلوعه الى تَمام طلوعه يكون فلكه قد طلع بِقدر مَسَافَة الارض مائَة مرّة اَوْ اكثر وَذَلِكَ بعد لَحْظَة وَاحِدَة لَان الْكَوْكَب إِذا كَانَ بِقدر الارض مائَة مرّة مثلا ثمَّ سَار فِي اللحظة من مَوضِع الى مَوضِع فقد قطع بِقدر مَسَافَة الارض مائَة مرّة وَزِيَادَة فِي لَحْظَة من اللحظات وَهَكَذَا يسير على الدَّوَام وَالْعَبْد غافل

ص: 198