المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل ومن جعل في الحلق منفذين احدهما للصوت والنفس الواصل الى الرئة - مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط العلمية - جـ ١

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌فصل وَلما اهبطه سُبْحَانَهُ من الْجنَّة وَعرضه وَذريته لانواع المحن وَالْبَلَاء

- ‌فصل وَهَذَانِ الضلالان اعني الضلال والشقاء يذكرهما سُبْحَانَهُ كثيرا فِي

- ‌فصل وَقَوله تَعَالَى فاما ياتينكم مني هدى هُوَ خطاب لمن اهبطه من الْجنَّة

- ‌فصل ومتابعة هدى الله الَّتِي رتب عَلَيْهَا هَذِه الامور هِيَ تَصْدِيق خَبره من

- ‌فصل وَالْقلب السَّلِيم الَّذِي ينجو من عَذَاب الله هُوَ الْقلب الَّذِي قد سلم

- ‌فصل وَهَذِه الْمُتَابَعَة هِيَ التِّلَاوَة الَّتِي اثنى الله على اهلها فِي قَوْله

- ‌فصل ثمَّ قَالَ تَعَالَى وَمن اعْرِض عَن ذكري فَإِن لَهُ معيشة ضنكا ونحشره

- ‌فصل وَقَوله تَعَالَى فَإِن لَهُ معيشة ضنكا فَسرهَا غير وَاحِد من السّلف بِعَذَاب

- ‌فصل وَقَوله تَعَالَى ونحشره يَوْم الْقِيَامَة أعمى قَالَ رب لم حشرتني اعمى

- ‌فصل وَالْمَقْصُود ان الله سبحانه وتعالى لما اقْتَضَت حكمته وَرَحمته إِخْرَاج

- ‌قَالَ الله تعال شهد الله انه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة واولو الْعلم قَائِما

- ‌فصل وَهَذَا الحَدِيث لَهُ طرق عديدة مِنْهَا مَا رَوَاهُ ابْن عدي عَن مُوسَى

- ‌فصل إِذا عرف هَذَا فالفكر هُوَ احضار معرفتين فِي الْقلب ليستثمر مِنْهُمَا

- ‌فصل وَإِذا تَأَمَّلت مَا دعى الله سُبْحَانَهُ فِي كِتَابه عباده الى الْفِكر فِيهِ

- ‌فصل فَارْجِع الان الى النُّطْفَة وَتَأمل حَالهَا اولا وَمَا صَارَت اليه ثَانِيًا

- ‌فصل وَالنَّظَر فِي هَذِه الايات وامثالها نَوْعَانِ نظر اليها بالبصر الظَّاهِر

- ‌فصل وَإِذا نظرت الى الارض وَكَيف خلقت رَأَيْتهَا من اعظم آيَات فاطرها

- ‌فصل وَمن آيَاته سُبْحَانَهُ تَعَالَى اللَّيْل وَالنَّهَار وهما من اعْجَبْ آيَاته

- ‌فصل وَمن آيَاته وعجائب مصنوعاته الْبحار المكتنفة لاقطار الارض الَّتِي هِيَ

- ‌فصل وَمن آيَاته سُبْحَانَهُ خلق الْحَيَوَان على اخْتِلَاف صِفَاته واجناسه

- ‌فصل تامل الْعبْرَة فِي مَوضِع هَذَا الْعَالم وتاليف أَجْزَائِهِ ونظمها على احسن

- ‌فصل فَتَأمل خلق السَّمَاء وارجع الْبَصَر فِيهَا كرة بعد كرة كَيفَ ترَاهَا من

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حَال الشَّمْس وَالْقَمَر فِي طلوعهما وغروبهما لاقامة دَوْلَتِي

- ‌فصل ثمَّ تَأمل بعد ذَلِك احوال هَذِه الشَّمْس فِي انخفاضها وارتفاعها لاقامة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حَال الشَّمْس وَالْقَمَر وَمَا اودعاه من النُّور والاضاءة وَكَيف

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي طُلُوع الشَّمْس على الْعَالم كَيفَ قدره الْعَزِيز

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي مقادير اللَّيْل وَالنَّهَار تجدها على غَايَة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل إنارة الْقَمَر وَالْكَوَاكِب فِي ظلمَة اللَّيْل وَالْحكمَة فِي ذَلِك

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حكمته تبارك وتعالى فِي هَذِه النُّجُوم وَكَثْرَتهَا وَعَجِيب خلقهَا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل اخْتِلَاف سير الْكَوَاكِب وَمَا فِيهِ من الْعَجَائِب كَيفَ تَجِد بَعْضهَا لَا

- ‌فصل ثمَّ تامل هَذَا الْفلك الدوار بشمسه وقمره ونجومه وبروجه وَكَيف يَدُور

- ‌فصل فسل الْمُعَطل الجاحد مَا تَقول فِي دولاب دائر على نهر قد احكمت

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الممسك لِلسَّمَوَاتِ والارض الْحَافِظ لَهما ان تَزُولَا اَوْ تقعا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذِه الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي الْحر وَالْبرد وَقيام الْحَيَوَان

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي خلق النَّار على مَا هِيَ عَلَيْهِ من الكمون

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حكمته تَعَالَى فِي كَونه خص بهَا الانسان دون غَيره من

- ‌فصل ثمَّ تامل هَذَا الْهَوَاء وَمَا فِيهِ من الْمصَالح فَإِنَّهُ حَيَاة هَذِه الابدان

- ‌فصل ثمَّ تَأمل خلق الارض على مَا هِيَ عَلَيْهِ حِين خلقهَا واقفة سَاكِنة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي ان جعل مهب الشمَال عَلَيْهَا ارْفَعْ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة العجيبة فِي الْجبَال الَّذِي يحسبها الْجَاهِل الغافل

- ‌فصل وَلما اقْتَضَت حكمته تبارك وتعالى ان جعل من الارض السهل والوعر

- ‌فصل وَلما كَانَت الرِّيَاح تجول فِيهَا وَتدْخل فِي تجاويفها وتحدث فِيهَا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حِكْمَة الله عز وجل فِي عزة هذَيْن النَّقْدَيْنِ الذَّهَب وَالْفِضَّة

- ‌فصل وَتَأمل الْحِكْمَة البديعة فِي تيسيره سُبْحَانَهُ على عباده مَا هم احوج

- ‌فصل وَمن ذَلِك سَعَة الارض وامتدادها وَلَوْلَا ذَلِك لضاقت عَن مسَاكِن الانس

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي نزُول الْمَطَر على الارض من علو ليعم

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة البا لُغَة فِي إنزاله بِقدر الْحَاجة حَتَّى إِذا اخذت

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الالهية فِي اخراج الاقوات وَالثِّمَار والحبوب

- ‌فصل ثمَّ تَأمل إِذا نصبت خيمة اَوْ فسطاطا كَيفَ تمده من كل جَانب

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي خلق الْوَرق فَإنَّك ترى فِي الورقة الْوَاحِدَة من جملَة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حِكْمَة اللَّطِيف الْخَبِير فِي كَونهَا جعلت زِينَة للشجر وسترا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حكمته سُبْحَانَهُ فِي إبداع الْعَجم والنوى فِي جَوف الثَّمَرَة وَمَا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل خلقه الرُّمَّان وماذا فِيهِ من الحكم والعجائب فَإنَّك ترى دَاخل

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذَا الرّيع والنماء الَّذِي وَضعه الله فِي الزَّرْع حَتَّى صَارَت

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي الْحُبُوب كالبر وَالشعِير وَنَحْوهمَا كَيفَ يخرج الْحبّ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الباهرة فِي هَذِه الاشجار كَيفَ ترَاهَا فِي كل عَام

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي شَجَرَة اليقطين والبطيخ والجزر كَيفَ لما اقْتَضَت

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذِه النَّخْلَة الَّتِي هِيَ احدى آيَات الله تَجِد فِيهَا من

- ‌فصل ثمَّ تَأمل احوال هَذِه العقاقير والادوية الَّتِي يُخرجهَا الله من

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي اعطائه سُبْحَانَهُ بَهِيمَة الانعام

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي خلق الات الْبَطْش فِي الْحَيَوَانَات من الانسان

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي خلقَة الْحَيَوَان الَّذِي يَأْكُل اللَّحْم من الْبَهَائِم

- ‌فصل ثمَّ تَأمل اولا ذَوَات الاربع من الْحَيَوَان كَيفَ ترَاهَا تتبع امهاتها

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي قَوَائِم الْحَيَوَان كَيفَ اقْتَضَت ان يكون

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي ان جعل ظُهُور الدَّوَابّ مبسوطة كَأَنَّهَا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة فِي كَون فرج الدَّابَّة جعل بارزا من وَرَائِهَا ليتَمَكَّن

- ‌فصل ثمَّ تَأمل كَيفَ كُسِيت اجسام الْحَيَوَان البهيمي هَذِه الْكسْوَة من الشّعْر

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حِكْمَة عَجِيبَة جعلت للبهائم والوحوش وَالسِّبَاع وَالدَّوَاب على

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْحِكْمَة الباهرة فِي وَجه الدَّابَّة كَيفَ هُوَ فانك ترى الْعَينَيْنِ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل شفر الْفِيل وَمَا فِيهِ من الحكم الباهرة فَإِنَّهُ يقوم لَهُ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل خلق الزرافة وَاخْتِلَاف اعضائهم وَشبههَا باعضاء جَمِيع

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذِه النملة الضعيفة وَمَا اعطيته من الفطنة اَوْ لحيلة فِي

- ‌فصل وَمن عَجِيب الفطنة فِي الْحَيَوَان ان الثَّعْلَب إِذا اعوزه الطَّعَام وَلم

- ‌فصل ثمَّ تَأمل جسم الطَّائِر وخلقته فَإِنَّهُ حِين قدر بَان يكون طائرا فِي

- ‌فصل ثمَّ تَأمل خلقَة الْبَيْضَة وَمَا فِيهَا من المخ الاصفر الخاثر وَالْمَاء

- ‌فصل وَتَأمل الْحِكْمَة فِي حوصلة الطَّائِر وَمَا قدرت لَهُ فَإِن فِي مَسْلَك الطَّعَام

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذِه الالوان والاصباغ والوشى الَّتِي ترَاهَا فِي كثير من

- ‌فصل تَأمل هَذَا الطَّائِر الطَّوِيل السَّاقَيْن وَأعرف الْمَنْفَعَة فِي طول سَاقيه

- ‌فصل ثمَّ تَأمل احوال النَّحْل وَمَا فِيهَا من العبر والايات فَانْظُر اليها

- ‌فصل وَمن اعْجَبْ امرها مَالا يَهْتَدِي لَهُ اكثر النَّاس ولايعرفونه وَهُوَ

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْعبْرَة الَّتِي ذكرهَا الله عز وجل فِي الانعام وَمَا سقانا

- ‌فصل ثمَّ تَأمل الْعبْرَة فِي السّمك وَكَيْفِيَّة خلقته وَأَنه خلق غير ذِي قَوَائِم

- ‌فصل فاعد الان النّظر فِيك وَفِي نَفسك مرّة ثَانِيَة من الَّذِي دبرك بالطف

- ‌فصل فَانْظُر كَيفَ جعلت آلَات الْجِمَاع فِي الذّكر والانثى جَمِيعًا على وفْق

- ‌فصل فَارْجِع الان الى نَفسك وَكرر النّظر فِيك فَهُوَ يَكْفِيك وَتَأمل اعضاءك

- ‌فصل فاعد النّظر فِي نَفسك وَتَأمل حِكْمَة اللَّطِيف الْخَبِير فِي تركيب الْبدن

- ‌فصل قَالَ الله تَعَالَى وَلَقَد كرمنا بني آدم وحملناهم فِي الْبر وَالْبَحْر

- ‌فصل فاعد النّظر فِي نَفسك وَحِكْمَة الخلاق الْعَلِيم فِي خلقك وَانْظُر الى

- ‌فصل ثمَّ اعينت هَذِه الْحَواس بمخلوقات اخر مُنْفَصِلَة عَنْهَا تكون وَاسِطَة فِي

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حَال من عدم الْبَصَر وَمَا يَنَالهُ من الْخلَل فِي أُمُوره فَإِنَّهُ

- ‌فصل وَأما من عدم البيانين بَيَان الْقلب وَبَيَان اللِّسَان فَذَلِك بِمَنْزِلَة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حكمته فِي الاعضاء الَّتِي خلقت فِيك آحادا ومثنى وَثَلَاث

- ‌فصل من ايْنَ للطبيعة هَذَا الِاخْتِلَاف وَالْفرق الْحَاصِل فِي النَّوْع الانسان

- ‌فصل ثمَّ تَأمل لم صَارَت الْمَرْأَة وَالرجل إِذا ادركا اشْتَركَا فِي نَبَات

- ‌فصل ثمَّ تَأمل هَذَا الصَّوْت الْخَارِج من الْحلق وتهيئة آلاته وَالْكَلَام

- ‌فصل وَفِي هَذِه الالات مآرب اخرى وَمَنَافع سوى مَنْفَعَة الْكَلَام فَفِي الحنجرة

- ‌فصل وَمن جعل فِي الْحلق منفذين احدهما للصوت وَالنَّفس الْوَاصِل الى الرئة

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حِكْمَة الله تَعَالَى فِي كَثْرَة بكاء الاطفال وَمَا لَهُم فِيهِ

- ‌فصل وَكَذَلِكَ اعطاهم من الْعُلُوم الْمُتَعَلّقَة بصلاح معاشهم ودنياهم بِقدر

- ‌فصل وَمن حكمته سُبْحَانَهُ مَا مَنعهم من الْعلم علم السَّاعَة وَمَعْرِفَة آجالهم

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ يجب ان يتفضل عَلَيْهِم وَيتم عَلَيْهِم نعمه وَيُرِيهمْ

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ لَهُ الاسماء الْحسنى وَلكُل اسْم من اسمائه اثر من

- ‌فصل وَمِنْه انه سُبْحَانَهُ يعرف عباده عزه فِي قَضَائِهِ وَقدره ونفوذ مَشِيئَته

- ‌فصل وَمِنْهَا انه يعرف العَبْد حَاجته إِلَى حفظه لَهُ ومعونته وصيانته وانه

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ يستجلب من عَبده بذلك مَا هُوَ من اعظم أَسبَاب

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ يسْتَخْرج بذلك من عَبده تَمام عبوديته فَإِن تَمام

- ‌فصل وَمِنْهَا ان العَبْد يعرف حَقِيقَة نَفسه وَأَنَّهَا الظالمة وان مَا صدر مِنْهَا

- ‌فصل وَمِنْهَا تَعْرِيفه سُبْحَانَهُ عَبده سَعَة حلمه وَكَرمه فِي ستره عَلَيْهِ وَأَنه لَو

- ‌فصل وَمِنْهَا تَعْرِيفه عَبده انه لَا سَبِيل لَهُ إِلَى النجَاة إِلَّا بعفوه ومغفرته

- ‌فصل وَمِنْهَا تَعْرِيفه عَبده كرمه سُبْحَانَهُ فِي قبُول تَوْبَته ومغفرته لَهُ على

- ‌فصل وَمِنْهَا إِقَامَة حجَّة عدله على عَبده ليعلم العَبْد ان لله عَلَيْهِ الْحجَّة

- ‌فصل وَمِنْهَا ان يُعَامل العَبْد بني جنسه فِي إسائتهم اليه وزلاتهم مَعَه

- ‌فصل وَمِنْهَا انه إِذا عرف هَذَا فاحسن الى من اساء اليه وَلم يُقَابله

- ‌فصل وَمِنْهَا ان يخلع صولة الطَّاعَة من قلبه وَينْزع عَنهُ رِدَاء الْكبر

- ‌فصل وَمِنْهَا ان لله عز وجل على الْقُلُوب انواعا من الْعُبُودِيَّة من الخشية

- ‌فصل وَمِنْهَا انه يعرف العَبْد مِقْدَار نعْمَة معافاته وفضله فِي توفيقه لَهُ

- ‌فصل وَمِنْهَا ان التَّوْبَة توجب للتائب آثارا عَجِيبَة من المقامات الَّتِي لَا

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الله سُبْحَانَهُ يُحِبهُ ويفرح بتوبته اعظم فَرح وَقد تقرر ان

- ‌فصل وَمِنْهَا انه إِذا شهد ذنُوبه ومعاصيه وتفريطه فِي حق ربه استكثر

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الذَّنب يُوجب لصَاحبه التقيظ والتحرز من مصائد عدوه

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الْقلب يكون ذاهلا عَن عدوه معرضًا عَنهُ مشتغلا بِبَعْض

- ‌فصل وَمِنْهَا ان مثل هَذَا يصير كالطبيب ينْتَفع بِهِ المرضى فِي علاجهم

- ‌فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ يُذِيق عَبده الم الْحجاب عَنهُ وَالْعَبْد وَزَوَال ذَلِك

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الْحِكْمَة الالهية اقْتَضَت تركيب الشَّهْوَة وَالْغَضَب فِي الانسان

- ‌فصل وَمِنْهَا ان الله سُبْحَانَهُ إِذا أَرَادَ بِعَبْدِهِ خيرا انساه رُؤْيَة طاعاته

- ‌فصل وَمِنْهَا ان شُهُود العَبْد ذنُوبه وخطاياه مُوجب لَهُ ان لَا يرى لنَفسِهِ

- ‌فصل وَمِنْهَا انه وَيُوجب لَهُ الامساك عَن عُيُوب النَّاس والفكر فِيهَا فَإِنَّهُ فِي

- ‌فصل وَمِنْهَا انه إِذا شهدنفسه مَعَ ربه مسيئا خاطئا مفرطا مَعَ فرط إِحْسَان

- ‌فصل وَإِذا تَأَمَّلت حكمته سُبْحَانَهُ فِيمَا ابتلى بِهِ عباده وصفوته بِمَا ساقهم

- ‌فصل ثمَّ تَأمل حَال الكليم مُوسَى عليه السلام وَمَا آلت اليه محنته

- ‌فصل فَإِذا جِئْت الى النَّبِي وتأملت سيرته مَعَ قومه وَصَبره فِي الله

- ‌فصل وَإِذا تَأَمَّلت الْحِكْمَة الباهرة فِي هَذَا الدّين القويم وَالْملَّة

- ‌فصل وبصائر النَّاس فِي هَذَا النُّور الباهر تَنْقَسِم الى ثَلَاثَة اقسام احدها

- ‌فصل قد شهِدت الْفطر والعقول بِأَن للْعَالم رَبًّا قَادِرًا حَلِيمًا عليما رحِيما

الفصل: ‌فصل ومن جعل في الحلق منفذين احدهما للصوت والنفس الواصل الى الرئة

بَين يَدَيْهِ على اعمالها وَذَهَبت حَيْثُ وَجههَا دائبة لَا تفتر فَلَو شاهدته فِي مَحل ملكه والاشغال والمراسيم صادرة عَنهُ وواردة والعساكر فِي خدمته وَالْبرد تَتَرَدَّد بَينه وَبَين جنده ورعيته لرأيت لَهُ شَأْنًا عجيبا فَمَاذَا فَاتَ الْجَاهِل الغافل من الْعَجَائِب والمعارف والعبر الَّتِي لَا يحْتَاج فِيهَا الى طول الاسفار وركوب القفار قَالَ تَعَالَى {وَفِي الأَرْض آيَات للموقنين وَفِي أَنفسكُم أَفلا تبصرون} فَدَعَا عباده الى التفكر فِي أنفسهم وَالِاسْتِدْلَال بهَا على فاطرها وباريها وَلَوْلَا هَذَا لم نوسع الْكَلَام فِي هَذَا الْبَاب وَلَا أطلنا النَّفس الى هَذِه الْغَايَة وَلَكِن الْعبْرَة بذلك حَاصِلَة وَالْمَنْفَعَة عَظِيمَة والفكرة فِيهِ مِمَّا يزِيد الْمُؤمن ايمانا فكم دون الْقلب من حرس وَكم لَهُ من خَادِم وَكم لَهُ من عبيد وَلَا يشْعر بِهِ وَللَّه مَا خلق لَهُ وهيأ لَهُ واريد مِنْهُ وَأعد لَهُ من الْكَرَامَة وَالنَّعِيم اَوْ الهوان وَالْعَذَاب فَأَما على سَرِير الْملك فِي مقْعد صدق عِنْد مليك مقتدر ينظر الى وَجه ربه وَيسمع خطابه وَإِمَّا اسير فِي السجْن الاعظم بَين اطباق النيرَان فِي الْعَذَاب الاليم فَلَو عقل هَذَا السُّلْطَان مَا هيأ لَهُ لضن بِملكه ولسعى فِي الْملك الَّذِي لاينقطع وَلَا يبيد وَلكنه ضربت عَلَيْهِ حجب الْغَفْلَة ليقضى الله امرا كَانَ مَفْعُولا

‌فصل وَمن جعل فِي الْحلق منفذين احدهما للصوت وَالنَّفس الْوَاصِل الى الرئة

والاخر للطعام وَالشرَاب وَهُوَ المريء الْوَاصِل الى الْمعدة وَجعل بَينهمَا حاجزا يمْنَع عبور احدهما فِي طَرِيق الاخر فَلَو وصل الطَّعَام من منفذ النَّفس الى الرئة لاهلك الْحَيَوَان وَمن جعل الرئة مروحة للقلب تروح عَلَيْهِ لَا تنى وَلَا تفتر لكيلا تَنْحَصِر الْحَرَارَة فِيهِ فَيهْلك وَمن جعل المنافذ لفضلات الْغذَاء وَجعل لَهَا اشراجا تقبضها لكيلا تجرى جَريا دَائِما فتفسد على الانسان عيشه وَيمْنَع النَّاس من مجالسه بَعضهم بَعْضًا وَمن جعل الْمعدة كأشد مَا يكون من العصب لانها هيئت لطبخ الاطعمة وانضاجها فَلَو كَانَت لَحْمًا غضا لانطبخت هِيَ ونضجت فَجعلت كالعصب الشَّديد لتقوى على الطَّبْخ والانضاج وَلَا تنهكها النَّار الَّتِي تحتهَا وَمن جعل الكبد رقيقَة ناعمة لانها هيئت لقبُول الصفو اللَّطِيف من الْغذَاء والهضم وَعمل هُوَ الطف من عمل الْمعدة وَمن حصن المخ اللَّطِيف الرَّقِيق فِي انابيب صلبة من الْعِظَام ليحفظها ويصونها فَلَا تفْسد وَلَا تذوب وَمن جعل الدَّم السيال مَحْبُوسًا محصورا فِي الْعُرُوق بِمَنْزِلَة المَاء فِي الْوِعَاء ليضبط فَلَا يجْرِي وَمن جعل الاظفار على اطراف الاصابع وقاية لَهَا وصيانة من الاعمال والصناعات وَمن جعل دَاخل الاذن مستويا كَهَيئَةِ الْكَوْكَب ليطرد فِيهِ الصَّوْت حَتَّى يَنْتَهِي الى السّمع الدَّاخِل وَقد انْكَسَرت حِدة الْهَوَاء فَلَا ينكؤه وليتعذر على الْهَوَاء النّفُوذ اليه قبل ان يمسك وليمسك

ص: 271

مَا عساه ان يَغْشَاهَا من القذى والوسخ ولغير ذَلِك من الحكم وَمن جعل على الفخذين والوركين من اللَّحْم اكثر مِمَّا على سَائِر الاعضاء ليقيها من الارض فَلَا تألم عظامها من كَثْرَة الْجُلُوس كَمَا يألم من قد نحل جِسْمه وَقل لَحْمه من طول الْجُلُوس حَيْثُ لم يحل بَينه وَبَين الارض حَائِل وَمن جعل مَاء الْعَينَيْنِ ملحا يحفظها من الذوبان وَمَاء الاذن مرا يحفظها من الذُّبَاب والهواء والبعوض وَمَاء الْفَم عذبا يدْرك بِهِ طعوم الاشياء فَلَا يخالطها طعم غَيرهَا وَمن جعل بَاب الْخَلَاء فِي الانسان فِي اسْتُرْ مَوضِع كَمَا ان الْبناء الْحَكِيم بِجعْل مَوضِع التخلى فِي اسْتُرْ مَوضِع فِي الدَّار وَهَكَذَا منفذ الْخَلَاء من الانسان فِي اسْتُرْ مَوضِع لَيْسَ بارزا من خَلفه وَلَا ناشزا بَين يَدَيْهِ بل مغيب فِي مَوضِع غامض من الْبدن يلتقى عَلَيْهِ الفخذان بِمَا عَلَيْهِمَا من اللَّحْم متواريا فَإِذا جَاءَ وَقت الْحَاجة وَجلسَ الانسان لَهَا برز ذَلِك الْمخْرج للآرض وَمن جعل الاسنان حدادا لقطع الطَّعَام وتفصيله والاضراس عراضا لرضه وطحنه وَمن سلب الاحساس الحيواني الشُّعُور والاظفار الَّتِي فِي الادمي لانها قد تطول وتمتد وَتَدْعُو الْحَاجة الى اخذها وتخفيفها فَلَو اعطاها الْحس لالمته وشق عَلَيْهِ اخذ مَا شَاءَ مِنْهَا وَلَو كَانَت تحس لوقع الانسان مِنْهَا فِي إِحْدَى البليتين اما تَركهَا حَتَّى تطول وتفحش وتثقل عَلَيْهِ وَأما مقاساة الالم والوجع عِنْد اخذها وَمن جعل بَاطِن الْكَفّ غير قَابل لانبات الشّعْر لانه لَو اشعر لتعذر على الانسان صِحَة اللَّمْس ولشق عَلَيْهِ كثير من الاعمال الَّتِي تباشر بالكف ولهذه الْحِكْمَة لم يكن هن الرجل قَابلا لانباته لانه يمنعهُ من الْجِمَاع وَلما كَانَت الْمَادَّة تَقْتَضِي إنباته هُنَاكَ نبت حول هن الرجل وَالْمَرْأَة ولهذه الْحِكْمَة سلب عَن الشفتين وَكَذَا بَاطِن الْفَم وَكَذَا ايضا الْقدَم اخمصها وظاهرها لانها تلاقي التُّرَاب والوسخ والطين والشوك فَلَو كَانَ هُنَاكَ شعر لأَذى الانسان جدا وَحمل من الارض كل وَقت مَا يثقل الانسان وَلَيْسَ هَذَا للانسان وَحده بل ترى الْبَهَائِم قد جللها الشّعْر كلهَا واخليت هَذِه الْمَوَاضِع مِنْهُ لهَذِهِ الْحِكْمَة افلا ترى الصَّنْعَة الالهية كَيفَ سلبت وُجُوه الْخَطَأ والمضرة وَجَاءَت بِكُل صَوَاب وكل مَنْفَعَة وكل مصلحَة وَلما اجْتهد الطاعنون فِي الْحِكْمَة العائبون للخلقة فِيمَا يطعنون بِهِ عابوا الشُّعُور تَحت الاباط وَشعر الْعَانَة وَشعر بَاطِن الانف وَشعر الرُّكْبَتَيْنِ وَقَالُوا أَي حِكْمَة فِيهَا واي فَائِدَة وَهَذَا من فرط جهلهم وسخافة عُقُولهمْ فَإِن الْحِكْمَة لَا يجب ان تكون بأسرها مَعْلُومَة للبشر وَلَا أَكْثَرهَا بل لَا نِسْبَة لما علموه الى مَا جهلوه فِيهَا لَو قيست عُلُوم الْخَلَائق كلهم بِوُجُوه حِكْمَة الله تَعَالَى فِي خلقه وَأمره الى مَا خَفِي عَنْهُم مِنْهَا كَانَت كنقرة عُصْفُور فِي الْبَحْر وَحسب الفطن اللبيب ان يسْتَدلّ بِمَا عرف مِنْهَا على مَا لم يعرف وَيعلم الْحِكْمَة فِيمَا جَهله مِنْهَا مثلهَا فِيمَا علمه بل اعظم وادق وَمَا مثل هَؤُلَاءِ الحمقى النوكي الا كَمثل رجل لاعلم لَهُ بدقائق الصَّنَائِع

ص: 272