الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني
تعريف "البيان" لغة واصطلاحا
أولا: "البيان" لغة:
الْبَيَانُ اسم مصدَرِ من الفعل (بَيَّنَ) تدور معانيه حول:
"الإبانة، والفصاحة، والإيضاح، والكشف عن المشكل"(1).
قال تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)} (2).
قال ابن فارس: "بان الشيء وأبان إذا اتضح وانكشف. وفلان أبينُ من فلان، أي أوضحُ كلامًا منه"(3).
قال ابن منظور: البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظٍ، وهو من الفهم وذكاء القلب مع اللَّسَن (4)، وأصله الكشف والظهور. (5).
والبيان: ما يتبيَّن به الشيء من الدلالة وغيرها، وبَان الشيء بيانًا: اتّضح فهو بيِّن، والجمع أَبْيِنَاء، مثل: هيِّن وأَهْيِنَاء. وكذلك أبان الشَّيءَ فهو مبِين، وتَبَيَّن الشيءُ: وَضَح وظَهَر، والتَّبيِين: الإيضاح والوضوح (6).
(1) يُنظر: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري (5/ 2083)، باب النون، فصل الباء، مادة (بين)، ومقاييس اللغة (1/ 328) كتاب الباء، باب الباء والياء وما يثلثهما، مادة (بين)، ولسان العرب (13/ 69) فصل الباء الموحدة، مادة (بين).
(2)
سورة يوسف: 1.
(3)
مقاييس اللغة (1/ 328) كتاب الباء، باب الباء والياء وما يثلثهما، مادة (بين).
(4)
اللَّسَن: مصدر، يقال: رجل لَسِنٌ، أي: بَيِّنُ اللَّسَن؛ إِذا كان ذا بيان وفصاحة. يُنظر: جمهرة اللغة، لابن دريد (2/ 860)، مادة (سلن)، ولسان العرب (13/ 386)، مادة (لسن).
(5)
لسان العرب (13/ 69) فصل الباء الموحدة، مادة (بين).
(6)
الصحاح (5/ 2083) باب النون، فصل الباء، مادة (بين).
والْمُبَيِّن في اللغة: الْمُظْهِرُ، من (بان)، إذا ظهر، يقال:"بيَّن فلان كذا"، إذا أظهره، وأَوضَحَ معناه (1).
ثانيا: "البيان" اصطلاحًا:
عند البلاغيين:
عرَّفه الجُرجاني (2) بأنه: " النطق الفصيح المعرب، أي المُظهِر عمَّا في الضمير"(3).
وقال: هو "إظهار المعنى وإيضاح ما كان مستورًا قبله"(4).
وعرَّفه السُّيوطي (5) بقوله: "إخراج الشَّيء عن حيرة الإشكال إلى فضاء الوضوح"(6).
(1) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، للشّوكاني (2/ 13).
(2)
هو علي بن محمد بن علي السيد الزين، أبو الحسن الحسيني الجُرجاني الحنفي، من كبار العلماء بالعربية. ولد في تاكو (قرب استراباد) ولم أقف على سنة مولده، له تصانيف كثيرة، منها:"التعريفات" و" مقاليد العلوم"، توفي سنة 816 هـ. يُنظر: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (5/ 328)، والأعلام (5/ 7).
(3)
التعريفات، للجرجاني (ص: 47).
(4)
المرجع السابق.
وقد ذكر الجرجاني أنواعا للبيان منها: "بيان التفسير"، وهو: بيان ما فيه خفاء من المشترك، أو المشكل، أو المجمل، أو الخفي، لكني لم أرتضه لهذا النوع من التفسير، حيث أنه اكتفى بتلك الأوجه (المشترك، والمشكل، والمجمل، والخفي) دون غيرها، كما أخرج التخصيص وغيره من أوجه البيان المعتبرة في التفسير، حيث جعلها في أنواع أخرى من البيان.
(5)
هو الحافظ جلال الدّين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين أبي بكر السّيوطي الشافعي المسند المحقّق المدقّق، ولد سنة 849 هـ، له مؤلفات تزيد عن خمسمائة مؤلف منها:"الإتقان في علوم القرآن"، و"الاقتراح" في أصول النحو"، توفي سنة 911 هـ. يُنظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (10/ 74)، والأعلام (3/ 301).
(6)
البرهان في أصول الفقه، للجويني (1/ 39)، ومعجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم، للسيوطي (ص: 63).
وعند الأصوليين:
عرَّفه الرازي (1) بقوله: " هو الذي دل على المراد بخطاب لا يستقل بنفسه في الدلالة على المراد (2) ".
ويطلق الفعل (بَيَّنَ) ويراد به (التَّبْيِين)(3)، ولعل هذا التعريف هو الأقرب للمقصود، لمناسبته الدراسة القرآنية.
(1) هو محمد بن عمر بن الحسين التيمي البكري، أبو عبد الله، طبرستاني الأصل، من فقهاء الشافعية، ولد بالري سنة 544 هـ، وعرف بابن الخطيب، أشعري من غلاة المؤولة، وقيل أنه رجع للمنهج الحق قبل وفاته، من مصنفاته:"مفاتيح الغيب" في التفسير، و "معالم أصول الدين"، توفي سنة 606 هـ. يُنظر: وفيات الأعيان (4/ 248)، طبقات المفسرين للداوودي (2/ 215).
(2)
المحصول، للرازي (3/ 150).
(3)
شرح الكوكب المنير، لابن النجار الحنبلي (3/ 438).