الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول
تعريف "التفسير" لغة واصطلاحا
أولا: "التفسير" لغة:
يعود المعنى اللغوي للتفسير إلى الكشف، والإبانة، والإيضاح، وإظهار المعنى (1).
قال تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)} (2).
قال الأزهري (3): الفَسرُ: كَشفُ المغطَّى (4).
قال ابن فارس (5): (فسر) الفاء والسين والراء كلمة واحدة تدل على بيان شيءٍ وإيضاحه، ومن ذلك الفَسْر، يقال: فسَّرتُ الشيء وفَسَرتُه. والفَسْرُ والتَّفْسِرَة: نظر الطبيب إلى الماء، وحكمه فيه (6).
(1) يُنظر: العين (7/ 247) حرف السين، الثلاثي الصحيح، باب السين والراء والفاء، مادة (فسر)، وتهذيب اللغة، (12/ 283) أبواب السين والراء، ومقاييس اللغة، (4/ 504)، كتاب الفاء، باب الفاء والسين وما يثلثهما، مادة (فسر)، ولسان العرب، (5/ 55)، فصل الفاء مادة (فسر).
(2)
سورة الفرقان: 33.
(3)
هو محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الهروي اللغوي، أبو منصور، كان فقيها شافعي المذهب، ولد سنة 282 هـ ـ، ومن مؤلفاته:"تهذيب اللغة"، و"علل القراءات"، توفي سنة 370 هـ.
يُنظر: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان (4/ 335)، وسير أعلام النبلاء، للذهبي (12/ 328).
(4)
تهذيب اللغة (12/ 283)، أبواب السين والراء، مادة (فسر).
(5)
هو أحمد بن فارس بن زكرياء بن محمد بن حبيب الرازي اللغوي المحدث، أبو الحسين، ولد سنة 329 هـ، أصله من قزوين، له تصانيف كثيره منها:" المجمل" في اللغة، و "حلية الفقهاء"، وتوفي سنة 395 هـ. يُنظر: وفيات الأعيان (1/ 118)، وإنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي (1/ 129).
(6)
مقاييس اللغة (4/ 504)، كتاب الفاء، باب الفاء والسين وما يثلثهما، مادة (فسر).
قال ابن منظور (1): " الفَسْرُ بمعنى: البيان، وفَسَر الشيء يفسِره (بالكسر)، ويفسُره (بالضم) فسرًا، وفَسَّره: أبانه، والتّفسِير مثله، والفَسْر: كشف المغطى، والتّفسِير: كشف المراد عن اللّفظ المشكِل"(2).
قال الخليل (3): "التفسير: هو بيانٌ وتفصيلٌ للكِتاب، وفَسَره يفسِره فسرًا، وفسَّره تفسيرًا"(4).
ثانيا: "التفسير" اصطلاحا:
عرَّفه العلماء بعدة تعريفات، نورد أبرزها:
عرَّفه الزركشي (5) بقوله: " علمٌ يُعرف به فهم كتاب الله المنَزَّل على نبيه محمد ‘، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمه"(6).
(1) هو محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل، ابن منظور الأنصاري الرويفعي الإفريقي، الإمام اللغوي الحجة، ولد سنة 630 هـ بمصر، من أشهر مصنفاته "لسان العرب"، و"مختار الأغاني"، توفي سنة 711 هـ. يُنظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر (6/ 15)، والأعلام (7/ 108).
(2)
لسان العرب (5/ 55)، فصل الفاء، مادة (فسر).
(3)
هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، أبو عبد الرحمن، ولد في سنة 100 هـ، وكان إماماً في اللغة والنحو، استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود، من مصنفاته: كتاب "العين" في اللغة، وكتاب "العروض"، توفي سنة 170 هـ. يُنظر: الطبقات الكبرى، لابن سعد (ص: 23)، إنباه الرواة على أنباه النحاة (1/ 376).
(4)
العين (7/ 247)، حرف السين، الثلاثي الصحيح، باب السين والراء والفاء، مادة (فسر).
(5)
هو محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، أبو عبد الله، عالم بفقه الشافعية والأصول، تركي الأصل، ولد بمصر سنة 745 هـ، له تصانيف كثيرة في عدة فنون، منها:(الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة) و (لقطة العجلان)، توفي سنة 794 هـ. يُنظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي (8/ 572)، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (5/ 133).
(6)
البرهان في علوم القرآن، للزركشي (1/ 13).
وعرَّفه الكافِيَجي (1)، فقال:"هو كشف معاني القرآن، وبيان المراد"(2).
وعرَّفه الزُّرقاني (3) بقوله: " علمٌ يُبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطَّاقة البشرية"(4).
وعرَّفه ابن عثيمين (5) بأنه: "بيان معاني القرآن الكريم"(6).
التعريف المختار: تعريف ابن عثيمين (7).
سبب الاختيار: أنه من أجمع تلك التعاريف، وأخصرها، ولموافقته المعنى اللغوي الذي يدور حول البيان وإيضاح المعنى، وفيه تمييز للتفسير عن بقية العلوم المتعلقة به كعلم النحو، والبلاغة، والفقه
…
وغيرها من العلوم التي يتوسع فيها البعض، فتخرج بالتفسير عن دائرة البيان.
(1) هو محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي الحنفي الكافِيَجي، من كبار العلماء بالمعقولات، رومي الأصل، ولد سنة 788 هـ، وعرف بالكافِيَجي لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو، له تصانيف منها:"شرح قواعد الإعراب" و "التيسير في قواعد التفسير"، توفي سنة 879 هـ. يُنظر: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، للسيوطي (1/ 117)، والضّوء اللامع لأهل القرن التاسع، للسخاوي (7/ 259).
(2)
التيسير في قواعد التفسير، للكافيَجي (ص: 21).
(3)
هو محمد عبد العظيم الزرقاني من علماء الأزهر بمصر، تخرج بكلية أصول الدين، وعمل بها مدرسا لعلوم القرآن والحديث، من كتبه "مناهل العرفان في علوم القرآن"، و "بحث في الدعوة والإرشاد"، توفي بالقاهرة سنة 1367 هـ. يُنظر: الأعلام (6/ 210).
(4)
مناهل العرفان (2/ 3).
(5)
هو محمد بن صالح بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان الوهيبي التميمي، أبو عبد الله، ولد في القصيم عام 1347 هـ، وتتلمذ على يد الشيخ ابن سعدي، كان عالما فقيها، وله جهود في الدعوة والعمل الخيري، والكثير من المؤلفات والدروس، ومنها:"أصول التفسير"، و"شرح العقيدة الواسطية"، توفي عام 1421 هـ. يُنظر: الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين، لوليد الحسين (ص: 10، وما بعدها).
(6)
أصول في التفسير، لابن عثيمين (ص: 23).
(7)
وقد اختاره الدكتور: محسن المطيري، يُنظر: تفسير القرآن بالقرآن تأصيل وتقويم (ص: 29).