المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

النبي بصيغة محرفة. وينطق بالتلبية عند الحج خاصة وفي مستهل - موجز دائرة المعارف الإسلامية - جـ ٨

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: النبي بصيغة محرفة. وينطق بالتلبية عند الحج خاصة وفي مستهل

النبي بصيغة محرفة. وينطق بالتلبية عند الحج خاصة وفي مستهل الإحرام، وكان النبي وغيره يحرمون بالدعاء "لبيك بحجة وعمرة" (البخاري: كتاب الحج، باب 34) أو "لبيك بعمرة وحجة" (الترمذي: كتاب الحج، باب 11) أو بمجرد قولهم لبيك بالحج (البخاري: كتاب الحج، باب 35) ويقال إن عائشة كانت تستهل العمرة بقولها "لبيك بالعمرة (1) " أبو داود: المناسك، باب 23) وتردد التلبية في أثناء الحج إلى أن ترمى الجمرات أحمد بن حنبل، ج 1، ص 114) بصوت جهير (أحمد بن حنبل، ج 5، ص 192).

ويرجع في شأن التلبية وهل هي سنة أو فرض إلى شرح النووي على مسلم (كتاب الحج، حديث 22).

[فنسنك A.J. Wensinck]

أحمد محمد شاكر

‌التلمسانى

" التلمسانى": نسبة كثير من علماء العرب، وإذا ذكرت هذه النسبة في كتب الأدب كان المعنى بها في الغالب ثلاثة:

1 -

"عفيف الدين سليمان بن علي ابن عبد الله بن علي بن يس" وهو يرفع نسبة إلى بيت كوفي الأصل (يروى الذهبي، مخطوط بالمتحف البريطانى رقم 53 أنَّه كومى الأصل) ويقول إنه ولد في تلمسان (؟ ) عام 616 هـ (1219 م). وقدم إلى الشام مبكرًا وشغل أحيانًا بعض مناصبها، ولكنه كثيرًا مابقى من غير عمل. وقد زعم عفيف الدين أنَّه التمس الخلوة في آسية الصغرى (الروم) أربعين مرة، كل مرة أربعين يوما من غير انقطاع، وكان الذهبي محقًا في شكه في هذه الرواية لأن أيام خلوته تبلغ - قياسا على ذلك.- ستمائة وألف يوم. وأشرف التلمسانى زمنًا على جباية المكوس، فلما قدم الأسعد إلى دمشق في حاشية السلطان منصور قلاوون طلب إليه أن يقدم بيانًا بما في ذمته. وكرر الأسعد الطلب فلم يفز بطائل، فعنف عفيف الدين. وتميز عفيف الدين من الغيظ وهم بالاحتجاج

(1) الفروق بين هذه الألفاظ مرجعها نية الملبى، فمن نوى الحج فقط أهل بالحج وقال "لبيك بحجة" مثلًا، ومن نوى العمرة وحدها أهل بها وقال "لبيك بعمرة" ومن نواهما معًا أهل بهما وقال "لبيك بحجة وعمرة" فاختلاف الألفاظ لاختلاف الحال التي يلبى فيها المحرم عند احرامه.

ص: 2369

لدى السلطان على مخالفته الشريعة بتوليته قبطيًا أمر المسلمين، فطيب خاطره آخر الأمر. والغالب أنه لم يقدم البيان الَّذي طلب منه. ويقال إنه كان ورعًا رضي الأخلاق تبدو عليه سمات من وقار، ولكنه كان أبدًا موضع الريبة كما يقول الذهبي، لأن أحدًا لم يكن يعرف حقيقة آرائه، بل لقد أتهم بأنه من النصيرية والعجيب أن شعره كان بليغا سهلًا عذبًا، ولكنه كان يخفى السم كما يقول كتاب سيرته. وجمعت أشعاره في ديوان. ومن هذا الديوان نسخ بمكتبات المتحف البريطانى ومكتبة وزارة الهند وبودليانا بأوكسفورد وفي غيرها. والثابت أن ليس في هذا الديوان ما يدل دلالة صريحة على الزندقة، بيد أن أشعاره قد نسجت في كثير من الأحيان على منوال الأشعار الصوفية التي تخاطب محبوبًا متخيلًا. وقد أنس قطب الدين اليونينى بصحبته ونسب إليه أنَّه ادعى الوصول إلى مرتبة العرفان ويقال إنه أفصح عن ذلك وهو على فراش الموت بقوله:"من عرف الله كيف يخافه؟ والله منذ عرفته، ما خفته وأنا فرحان بلقائه".

وتوفى بدمشق في الخامس من رجب عام 690 (أول يولية 1291) ودفن بجبانة هذه المدينة. وألف عفيف الدين علاوة على ديوانه كتبًا في علوم شتى لم يبق منها فيما يظهر سوى "رسالة في علم العروض"(برلين رقم 7128) وينسب له الذهبي زيادة على ذلك "شرح الأسماء الحسنى" و "شرح مقامات النفزى" و "شرح فصوص الحكم" لابن عربي. وتدلنا عناوين هذه التواليف على شيوخه، ونستطيع أن نقول دون أن نخشى الزلل أن عفيف الدين كان تلميذًا وفيًا لابن عربي.

المصادر:

(1)

الذهبي: تاريخ الإسلام، مخطوط بالمتحف البريطانى، فهرس المخطوطات الشرقية رقم 53، ورقة 77

(2)

الكتبى: فوات الوفيات، ج 1، ص 288.

(3)

اليافعى: مرآة، طبعة حيدر آباد، ج 4، ص 261 - 218.

(4)

Gesch. d. Arab.: Brockelmann Lit.، ج 1، ص 258، رقم 18.

ص: 2370

2 -

"شمس الدين محمد بن سليمان" ابن المترجم له السابق ويلقب بالشاب الظريف: ولد بالقاهرة عام 661 هـ (1263 م) وتوفى في شبابه قبل أبيه بعامين في رجب عام 688 هـ - (يونية 1289) وقد شغل منصبًا في بيت المال بدمشق، وقيل إنه كان شابًّا منصرفًا إلى اللهو والملذات. ومعظم الفضل في شهرته راجع إلى أشعاره التي جمعت في ديوان صغير طبع عدة مرات، وجل أشعاره قصائد من أبيات قليلة تغزل فيها بالغلمان وشبب في بعضها بنساء تخيلهن. ويجوز أن يفسر هذا الغزل تفسيرًا صوفيًا، إلا أن ذلك مستبعد. وتنبيء تواليفه الأخرى المخطوطة بأن أشعاره كانت أيضًا واقعية. وله خطبتان (مخطوط، برلين رقم 3953) ماجنتان فيهما إثارة للشهوات، وهذا هو حال مصنفيه الآخرين (مخطوط ببرلين رقم 8594):"فصاحة المسبوق في ملاحة المعشوق" و"المقامات الهيية والشيرازية". ولعل "مقامات العشاق"، وهي مخطوطة في باريس تحت رقم 3947، والمقامة المطبوعة بدمشق عين المقامات الهيية والشيرازية وروى الذهبي في ترجمته لأبيه حكاية وقعت لشمس الدين تؤيد ما قيل من أن أباه كان يرى أن إفراط شمس الدين يعينه على أن يكون صوفيًا متحققًا على طريقة الملامة والحقيقة أن إفراطه هذا كان من أسباب موته في سن مبكرة.

المصادر:

(1)

الذهبي: تاريخ الإسلام، مخطوط رقم 53 في المتحف البريطانى قسم المخطوطات الشرقية، ورقة 62.

(2)

الكتبى: فوات الوفيات، ج 2، ص 263.

(3)

Gesch. d. Arab.: Brockelmann Lit.، ج 1، ص 258.

(4)

سركيس: معجم المطبوعات العربية، ص 178.

(5)

طبعات ديوانه، القاهرة 1281 هـ، 1308، بيروت 1885 م، 1325 هـ.

(6)

مقامة مطبوعة بدمشق من غير تاريخ، ص 16.

3 -

أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر

ص: 2371