الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثورة أهل ربض البيازين ومبايعتهم الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ وحروبهم مَعَ أهل غرناطة عَام
891
ثمَّ إِن شياطين الْإِنْس صَارُوا يغوون النَّاس ويزينون لَهُم ويعدونهم ويطمعونهم فِي صلح النَّصَارَى إِلَى أَن مَالَتْ إِلَى كَلَامهم طَائِفَة من أهل ربض البيازين من أرباض غرناطة وَوَافَقَهُمْ جلّ أهل الربض طَمَعا فِي الصُّلْح لأَنهم كَانُوا سيارة وبادية فَقَامُوا بدعوة الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ فَعِنْدَ ذَلِك اشتعلت نَار الْفِتْنَة
بَين أهل ربض البيازين وَبَين غرناطة وأميرها مُحَمَّد بن سعد
وَوَقع بَينهم الْقِتَال وَالْحَرب ونصبوا عل البيازين الأنفاط ورجموهم بِالْحِجَارَةِ من سور القصبة الْقَدِيمَة ورموا عَلَيْهِم بالمنجنيق وَأهل ربض البيازين يدافعون عَن أنفسهم ويقاتلون وينتظرون قدوم الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ عَلَيْهِم وَهُوَ مَعَ ذَلِك يُرْسل إِلَيْهِم من الشرقية ويعدهم بالقدوم عَلَيْهِم وهم فِي قتال وحصار وَشدَّة مُدَّة من ثَالِث شهر ربيع الأول من عَام وَاحِد وَتِسْعين وثمان مئة إِلَى الْيَوْم الْخَامِس عشر لجمادى الأولى من عَام التَّارِيخ الْمَذْكُور
فَبَيْنَمَا أهل ربض البيازين ينتظرون قدوم الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ عَلَيْهِم إِذا بِهِ سَار إِلَى مَدِينَة لوشة وَوَقع الصُّلْح بَينه وَبَين عَمه الْأَمِير مُحَمَّد بن سعد أَمِير غرناطة فِي حِينه على أَن يسلم لِعَمِّهِ الْمَذْكُور فِي المملكة على أَن يكون هُوَ من تَحت يَدَيْهِ وَأرْسل إِلَى البيازين بذلك وأدخلهم فِي الصُّلْح
اسْتِيلَاء النَّصَارَى على مَدِينَة لوشة 26 جُمَادَى الأولى عَام 891
فَبَيْنَمَا الْمُسلمُونَ كَذَلِك بَين حَرْب وَصلح إِذْ بِصَاحِب قشتالة دمره الله قد أقبل بمحلته على مَدِينَة لوشة فنزلها الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ وَمَعَهُ جمَاعَة من أهل نجدة البيازين حِين سمعُوا بقدوم النَّصَارَى عَلَيْهَا تحَصَّنُوا بهَا مَعَ أَمِيرهمْ مُحَمَّد بن عَليّ الْمَذْكُور فحاصرها الْعَدو حصارا شَدِيدا وَنصب عَلَيْهَا أنفاطه وعدته واقترب إِلَيْهَا بجيشه وَآلَة حربه حَتَّى دخلُوا ربضها وهدموا بعض أسوارها بالأنفاط وَقتل كثير من نجدة الرِّجَال وَاشْتَدَّ عَلَيْهِم الْحصار فَلَمَّا رأى أهل لوشة مَالا طَاقَة لَهُم بِهِ من شدَّة الْحصار وَكَثْرَة جموع النَّصَارَى وَتَأْخِير أهل غرناطة عَن نصرتهم طلبُوا الْأمان وَاتَّفَقُوا على أَن يخرجُوا مُؤمنين بِأَمْوَالِهِمْ وَأَوْلَادهمْ وخيلهم وسلاحهم ودوابهم وَجَمِيع مَا يقدرُونَ على حمله فأجابهم الْعَدو لذَلِك ووفى لَهُم بِهِ فَأخذُوا فِي إخلاء الْبِلَاد ووصلوا إِلَى غرناطة بِمَا مَعَهم