الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حِصَار غرناطة
رَجَعَ ملك قشتالة إِلَى فحص غرناطة وَنزل بمحلته بقرية عتقه ثمَّ شرع فِي الْبناء فَبنى هُنَالك سورا كَبِيرا فِي أَيَّام قَلَائِل وَسَماهُ شنتفي وَصَارَ يهدم الْقرى وَيَأْخُذ مَا فِيهَا من آلَة الْبناء ويجعله على الْعجل ويحمله إِلَى ذَلِك الْبَلَد الَّذِي بناه وَيَبْنِي بِهِ وَهُوَ مَعَ ذَلِك يُقَاتل الْمُسلمين ويقاتلونه قتالا شَدِيدا وَحَارب ملك الرّوم أَيْضا أبراج الْقرى الدائرة بغرناطة وَأَخذهَا وَلم يبْق إِلَّا قَرْيَة الفخار فَلم يزل يلح عَلَيْهَا ويجلب عَلَيْهَا
بخيله وَرجله ويطمع أَن يجد فرْصَة فَلم يقدر على شَيْء حَتَّى قتل لَهُ عَلَيْهَا خلق كثير من الرّوم وَوَقعت عَلَيْهَا ملاحم كَثِيرَة بَين الْمُسلمين وَالنَّصَارَى لِأَن الْمُسلمين كَانُوا يلحون على حمايتها خوفًا من أَن يملكهَا الرّوم فَتكون سَببا فِي إخلاء قرى الْجَبَل وحصار الْبَلَد
فَلم يزَالُوا يدافعون عَنْهَا ويقاتلون من قَصدهَا حَتَّى قصر عَنْهَا الْعَدو لِكَثْرَة مَا قتل لَهُ عَلَيْهَا من خيل وَرِجَال وَلم تزل الْحَرْب مُتَّصِلَة بَين الْمُسلمين وَالنَّصَارَى كل يَوْم تَارَة فِي أَرض الفخار وَتارَة فِي أَرض بليانة وَتارَة فِي أَرض رسانة وَتارَة فِي أَرض طفير وَتارَة فِي أَرض يعمور وَتارَة فِي أَرض الجدوى وَتارَة فِي أَرض رَملَة أفلوم وَتارَة فِي أَرض الربيط وَتارَة وَادي منتثيل وَغير ذَلِك من الْمَوَاضِع الَّتِي على غرناطة