الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوقيعة الْمَذْكُورَة فَحصل كُله بأيدي الظلمَة وَلم يظهروا فِيهِ حَقًا لأحد مِمَّن حضر الوقيعة الْمَذْكُورَة فَلم ينْتج مِنْهُ شَيْء
وَكَانَ ذَلِك عَلَيْهِم وبالا وَالْعِيَاذ بِاللَّه
وَكَانَت هَذِه الكائنة فِي الْحَادِي عشر لصفر من عَام التَّارِيخ قبل هَذَا
موقعة اللسانة وَأسر الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ ربيع الثَّانِي عَام
888
وَفِي شهر ربيع النَّبَوِيّ من عَام التَّارِيخ خرج الْأَمِير أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بِأَهْل غرناطة وَمن حولهَا من الْحُصُون والقرى إِلَى بِلَاد الرّوم فَبَيْنَمَا هم فِي أَرض اللسانة رَاجِعُون بِالْغَنِيمَةِ إِذْ خرج عَلَيْهِم جمع من النَّصَارَى لَيْسَ بالكثير فَانْهَزَمَ الْمُسلمُونَ أمامهم وتبعهم النَّصَارَى يَقْتُلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ حَتَّى لَحِقُوا الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ فَدخل فِي غمار النَّاس واختفى بَينهم وَجعل
أحد من النَّصَارَى وَكَانَت هزيمَة شنيعة قتل فِيهَا خلق كثير يُقَاتل مَعَ المقاتلين حَتَّى أسر مَعَ من أسر من الْمُسلمين وَلم يعرفهُ وَأسر آخَرُونَ وَاسْتولى النَّصَارَى فِيهَا على كثير من الْخَيل وَالسِّلَاح وَالدَّوَاب وَالْمَتَاع
وأشنع مَا كَانَ فِيهَا أسر الْأَمِير أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ لِأَنَّهُ كَانَ سَببا فِي هَلَاك الوطن
فَجمع النَّصَارَى كل مَا أَخَذُوهُ من الْمُسلمين من أُسَارَى وأمتعة وَحَمَلُوهُ إِلَى حصن اللسانة وَلم يعرفوا الْأَمِير حَتَّى عرفُوا بِهِ فأخرجوه من بَين الْأُسَارَى وعظموه وأكرموه وَحَمَلُوهُ إِلَى صَاحب قشتالة فَعَظمهُ وأكرمه وَعلم أَن بِهِ يصل إِلَى مَا يؤمله من أَخذ بِلَاد الأندلس
ثمَّ عَاد ملك غرناطة إِلَى الْأَمِير أبي الْحسن عَليّ بن سعد إِلَّا أَن الْفِتْنَة لم تَنْقَطِع وَلم تخمد نارها وَكَانَ الْأَمِير أَبُو الْحسن قد أَصَابَهُ مرض شبه الصرع وَأُصِيب فِي بَصَره وأصابه خدر فِي جسده
وعاقبه الله تَعَالَى بأنواع من الْبلَاء وعزل عَن الْملك وَحمل إِلَى