الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرحمن بن داود بن خليل الشوبكيّ الأصل، القاهريّ، ناظر الخاص.
وكان عاقلا، وجيها، حشما، لا يخلو (1) من فضيلة.
ومولده سنة ثمان أو تسع وعشرين وثمانماية (2).
[رمضان]
[قراءة البخاري بالقلعة]
وفي رمضان قريء «البخاريّ» بالقلعة في المجلس الثالث منه فوقع بين القاضي الحنفي والبرهان بن الكركي إمام السلطان، وهو القاريء يومئذ، كلمات مزعجة، وكان الحنفيّ به وعك، فيقال إنها أثّرت في مزاجه حتى زاد به الوعك، وآل ذلك إلى موته بقدرة الله تعالى كما سيذكر موته (3).
[وفاة البدر ابن الزهري]
[3146]
- وفيه مات البدر محمد بن الزهريّ (4)، الدمشقيّ، الشافعيّ، / 307 ب / أحد نواب الحكم بدمشق.
وكان من أهل العلم والفضل.
[تجديد قبّة الإمام الشافعي]
وفيه أمر السلطان بتجديد عمارة قبّة الإمام الشافعيّ، رحمه الله تعالى، وأقيم الشمس بن الزمن شادّا على ذلك، وجاءت في غاية الحسن (5).
[موقعة الرّها]
وفيه، في نصفه، كانت الكائنة المهولة بالرها (6)، وقتل فيها يشبك الدوادار وجماعة، وكسرت العساكر المصرية، وأسر فيها جماعة من أكابر الأمراء الأعيان، ونهب العسكر عن آخره على يد بايندر باش عساكر يعقوب بن حسن الطويل. وكانت كائنة فظيعة، فممّن قتل:
(1) في المخطوط: «لا يخل» .
(2)
في الضوء: توفي عن ثلاث وستين سنة.
(3)
هكذا في المخطوط. وخبر قراءة البخاري في: بدائع الزهور 3/ 170.
(4)
انظر عن (ابن الزهري) في: حوادث الزمان 1/ 250 رقم 312، ومفاكهة الخلان 1/ 26.
(5)
خبر تجديد القبة في: بدائع الزهور 3/ 170.
(6)
كائنة الرها في: وجيز الكلام 3/ 905، وبدائع الزهور 3/ 170 - 172، ومفاكهة الخلان 1/ 26، والضوء اللامع 10/ 274.
[3147]
- يشبك من مهدي (1) الدوادار الكبير، وأمير سلاح، والأستادار والوزير، وكاشف (الكشاف)(2) وما مع ذلك من الوظائف.
(وله نحوا (3) من خمسين سنة) (4).
وكان قد ضخم أمره جدا وفخم وشهر وذكر، وطار صيته في الآفاق، وانتهت إليه رئاسة الأتراك بمصر (5)، وصار إليه تدبير مملكة الأشرف قايتباي، مع وفور الحرمة ونفاد الكلمة، ونوادر وقعت له لم تقع (6) لغيره، مع شجاعته، وفروسيّته، وإقدامه، وتنقّل في الخدم من إمرة عشرة إلى الدواداية الكبرى. ووقع له أشياء لم تقع لغيره من أبناء جنسه في القريب من عصره.
وله الآثار الجليلة، وسيرته تغني (7) عن مزيد التعريف به (8).
(1) انظر عن (يشبك من مهدي) في) وجيز الكلام 3/ 905 و 914، 915 رقم 2072، والضوء اللامع 10/ 272 - 274 رقم 1077، وإنباء الهصر 494، 495، والأنس الجليل 2/ 450، وحوادث الزمان 1/ 250، 251، وبدائع الزهور 3/ 171 - 173 و 177 ومفاكهة الخلان 1/ 26 و 28، وإعلام الورى 72.
(2)
كتبت فوق السطر.
(3)
الصواب: «وله نحو» .
(4)
ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط.
(5)
كتب بعدها في المخطوط «وله نحو من خمسين سنة» ثم شطب فوقها.
(6)
في المخطوط: «لم يقع» .
(7)
في المخطوط: «وسيرته يغني» .
(8)
وقال العليمي إن الذي أشاع مقتل يشبك «رجل اسمه يحيى بن حرام الفطايس، فبلغ النائب الأمير محمد بن أيوب ذلك فطلب يحيى المذكور وضربه بالمقارع لكونه أشاع ذلك، ثم تواترت الأخبار بقتله وصحّت، وأرّخ يوم قتله فكان في ذلك اليوم الذي تحدّث فيه الناس بالقدس الشريف، فكان قتله في أرض الرها من ملك العجم» . (الأنس الجليل 2/ 450). وقال ابن إياس: وأما ما كان من أمر يشبك الدوادار، فإنه أقام عند باينذر في الأسر ثلاثة أيام، ثم في اليوم الرابع بعث إليه بعبد أسود من عبيد التركمان، قطع رأسه تحت الليل وأحضرها بين يدي باينذر. وقيل إنه حزّ رأسه بالسيف عدّة مرار وهي لا تنقطع، فقطعها بسكين صغيرة، وعذّبه غاية التعذيب، فلما طلع النهار وجدوا جثته بغير رأس، وهي مرمية على قارعة الطريق، وعورته مكشوفة، حتى ستره بعض الغلمان بحشيش من الأرض، فسبحان من يعزّ ويذّل. وقيل: إن الأمير يشبك حلق رأسه قبل أن يقتل بيوم، ثم نظر وجهه في مرآة وقال: يا ترى يا رأس بقيت تدخلي إلى مصر، أو تدخلي إلى ماردين؟ ومن العجائب أن الأمير يشبك كان جماعة من المنجّمين يخبروه بأنه يقتل على يد شخص يسمّى أزدمر، فظن أنه أزدمر الطويل، فبادر إلى قتله، فلما أحضر إليه باينذر ذلك العبد الأسود ليقتله، فقال له يشبك: ما اسمك؟ قال: أزدمر، فعند ذلك تيقّن بأنه هو الذي يقتله بيده، وراح أزدمر الطويل ظلما، فكان هو ذلك العبد الأسود. (بدائع الزهور 3/ 172).