الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وسبعين وثمانماية
[محرم]
[كائنة البصروي]
في محرم منها كائنة البصروي (1)، الدمشقيّ، أحد نواب الحكم الشافعية بدمشق. شكاه إنسان للسلطان، فبعث بإشخاصه إلى القاهرة، فحضر وصعد إلى القلعة في هذا الشهر، وقابل من شكاه، وأخرج محضرا بأنه فعل معه ما يوجبه الشرع، ومع ذلك فما التفت إلى ذلك، ووكّل بالبصرويّ. وهو من أهل العلم والديانة. وأغرم مبلغا لشاكيه (2).
[الدعوى على أحد البابية]
وفيه وقع من غريب أحكام تمراز رأس نوبة النوب أن إنسانا من الجند السلطاني من جلبان السلطان يقال له قانبك ويعرف بأخي أزبك الأتابك تعرّض لبعض البابية، فدفع
(1) هو علاء الدين على بن يوسف بن أحمد الدمشقيّ، البصروي، الشافعيّ، المؤلّف، المؤرّخ، صاحب التأريخ المنسوب إليه. ولد في سنة 842 أو 842 هـ. وتوفي سنة 905 هـ. انظر عنه في: الكواكب السائرة 1/ 279، وشذرات الذهب 8/ 27، والأعلام 5/ 34، ومعجم المؤرخين الدمشقيين 271 ومعجم المصنّفين 4/ 317، ومعجم المؤلفين 1/ 83، وإيضاح المكنون 2/ 522، والتاريخ العربي والمؤرخون 4/ 207، 208 رقم 222، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1818 وفيه وفاته في سنة 904 هـ.
(2)
حكى البصروي في تاريخه عن الكائنة فقال في حوادث شهر صفر: «فيه رجعت من مصر، وكان سفري بسبب واقعة وهي أنه ثبت على شخص يتزيّا بزيّ الفقهاء أنه يشرب الخمر ويأكل الحشيش ويخالط الفسّاق، ويظهر الوقيعة في أهل العلم ويتجاهر بذلك ويفتخر به، فأقيم عليه الحدّ للشرب، وعزّر بإشهاره وحسبه على الباقي، فذهب إلى مصر وشكى للسلطان، فطلبت وذهبت، ووقع فصول وأمور، منها أن القاضي الحنفي بمصر قال لي بين يدي السلطان لما قرئ المحضر: لما ثبتت البيّنة عندك بالشرب قالوا إنه كان مختارا، فقلت له: اشتراط ذلك مذهبك، ليس هو مذهبي، أنا مذهبي شافعيّ، فسكت. ثم حصل الاستفتاء في الجمع، فأجبت بأنّ الجمع على معاص متعدّد كما عرفت، وقد صرّح الأذرعي بأنّ للقاضي إشهار المعذّر في الناس زيادة في النكال، وتبعه المتأخّرون إلى مشايخنا، وأما الجمع بين الحبس والإشهار، فقد نصّ الشافعيّ على جواز الجمع بين الحبس والضرب، وتبعه الأصحاب، منهم الشيخان» . (تاريخ البصروي 64، 65) وفيه زيادة عن أقوال الفقهاء في هذه المسألة.