الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهكذا هي أحوال من أراد الجمع بين فضائل متعددة؛ إذ أنه أقدر على تحصيلها منذ الصغر، ولا يعني هذا أن الكبير قد فاته جمع الفضائل، ولكنه يثقل عليه، ولقد نبغ جماعات من السلف تعلموا على كبر مثل العز بن عبد السلام والقفّال وغيرهما.
ثانياً: النجابة والذكاء:
ظهور لوئح النجابة والذكاء على الشخص عامل مهم في تحقيق هذا الأمر، أمّا من علم من صفاته العقلية الخَلْقية قصوراً فلا ينبغي له الخوض في مثل هذا، فرحم الله امرءاً قدر نفسه.
ثالثاً: توفر صفات خَلقية وخُلقية في الشخص تعينه على هذا المطلوب:
فلا بد من الهمّة، وقوة الإرادة، وكثرة الحركة الفعالة
المنتجة، والتفاؤل، وانشراح الصدر، وسعة الأفق، والقدرة على استجماع الفكرة، ونسيان الكدورات والأحزان، وكرم الخُلُق.
يقول الإمام ابن الجوزي رحمة الله:
((أول أسباب الكمال تناسب أعضاء البدن وحسن صورة الباطن، فصورة البدن تسمى خَلقاً، وصورة الباطن تسمى خُلُقاً، ودليل كمال صورة البدن حسن السمت واستعمال الأدب، ودليل كمال صورة البدن حسن السمت واستعمال الأدب، ودليل [كمال] صورة الباطن حسن الطبائع والأخلاق، فالطبائع: العفة، والنزاهة، والأنفة من الجهل، ومباعدة الشره. والأخلاق: الكرم، والإيثار، وستر العيوب، وابتداء المعروف، والحلم عن الجاهل. فمن رزق هذه الأشياء رقته إلى الكمال، وظهر عنه أشرف الخلال، وإن نقصت خلة أوجبت النقص)) (1).
(1)((صيد الخاطر)): 255.