الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شين عِنْد النَّاس وزين عِنْد الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة) لِأَن الْفُقَرَاء إِلَى الله ببواطنهم وظواهرهم لَا يشْهدُونَ لأَنْفُسِهِمْ حَالا وَلَا غنى وَلَا مَالا وللفقر مَعَ الرِّضَا فضل كَبِير (فر عَن أنس) وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(الْفُقَهَاء أُمَنَاء الرُّسُل مَا لم يدخلُوا فِي الدُّنْيَا ويتبعوا السُّلْطَان فَإِذا فعلوا ذَلِك فاحذروهم) فَإِن ضررهم على الدّين وَالْمُسْلِمين أعظم من ضَرَر الْكَافرين والجاهلين كَمَا مر (العسكري) فِي الْأَمْثَال (عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد حسن //
(الْفِقْه يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية) أَي منسوبة إِلَى الْيمن وَالْألف فِيهِ عوض عَن يَاء النِّسْبَة على غير قِيَاس قيل معنى يمَان أَنه مكي (ابْن منيع عَن أبي مَسْعُود) البدري
(الفلق بِالتَّحْرِيكِ سجن فِي جَهَنَّم يحبس فِيهِ الجبارون والمتكبرون وَإِن جَهَنَّم لتتعوذ بِاللَّه مِنْهُ) أَي من شدَّة عَذَابه (ابْن مردوية عَن ابْن عَمْرو) قَالَ سَأَلت رَسُول الله عَن قَول الله عز وجل {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} فَذكره
(الفلق جب) أَي بِئْر (فِي جَهَنَّم مغطى) أَي عَلَيْهِ غطاء إِذا كشف عَنهُ خرج مِنْهُ نَار تصيح جَهَنَّم من شدَّة حرما يخرج مِنْهُ كَذَا فِي حَدِيث (ابْن جرير) فِي تَفْسِيره (عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ الديلمي عَن ابْن عَمْرو // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(حرف الْقَاف)
(قابلوا النِّعَال) أَي اعْمَلُوا لَهَا قبالين وَقيل المُرَاد أَن يضع إِحْدَى نَعْلَيْه على الْأُخْرَى فِي الْمَسْجِد (ابْن سعد وَالْبَغوِيّ والباوردي طب وَأَبُو نعيم عَن إِبْرَاهِيم الطَّائِفِي) الثَّقَفِيّ (وَمَاله غَيره) كَمَا قَالَ ابْن عبد الْبر وَغَيره
(قَاتل الله الْيَهُود) قَتلهمْ أَو لعنهم أَو عاداهم فَاخْرُج فِي صُورَة المغالبة (أَن الله عز وجل لما حرم عَلَيْهِم الشحوم) أَي أكلهَا فِي زعمهم إِذْ لَو حرم عَلَيْهِم بيعهَا لم يكن لَهُم حِيلَة فِي إذابتها الْمَذْكُور بقوله (جملوها) بجيم إِذا بوها قائلين حرم الله علينا الشَّحْم وَهَذَا ودك (ثمَّ باعوها) مذابة (فَأَكَلُوا أثمانها) والمنهي عَنهُ الإذابة للْبيع لَا للاستصباح فَإِنَّهُ جَائِز فالدعاء عَلَيْهِم مُرَتّب على الْمَجْمُوع لَا الْجَمِيع (حم ق 4 عَن جَابر) بن عبد الله (ق عَن أبي هُرَيْرَة حم ق ن هـ عَن عمر
قَاتل الله الْيَهُود اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد) أَي اتَّخَذُوهَا جِهَة قبلتهم أَوَان اتخاذها مَسَاجِد لَازم لاتخاذ الْمَسَاجِد عَلَيْهَا كَعَكْسِهِ لما فِيهِ من المغالاة فِي التَّعْظِيم وَخص الْيَهُود لابتدائهم هَذَا الاتخاذ فهم أظلم وَضم إِلَيْهِم فِي رِوَايَة النَّصَارَى وهم وَإِن لم يكن لنبيهم قبر لِأَن المُرَاد النَّبِي وكبار اتِّبَاعه (ق د عَن أبي هُرَيْرَة
قَاتل الله قوما يصورون مَا لَا يخلقون) قَالَه لما دخل الْكَعْبَة وَرَأى فِيهَا تصاوير فمحاها (الطَّيَالِسِيّ والضياء عَن أُسَامَة) بن زيد
(قَاتل دون مَالك حَتَّى تحوز مَالك أَو تقتل فَتكون من شُهَدَاء الْآخِرَة) أَي يجوز لَك ذَلِك فَإِن فعلته فقتلت كنت شَهِيدا فِي حكم الْآخِرَة لَا الدُّنْيَا (حم طب عَن مُخَارق
قَاتل عمار) بن يَاسر (وسالبه) ثِيَابه (فِي النَّار) قتلته طَائِفَة مُعَاوِيَة فِي وقْعَة صفّين (طب عَن عَمْرو بن الْعَاصِ وَعَن ابْنه) عبد الله
(قَارِئ سُورَة الْكَهْف تدعى) أَي تسمى (فِي التَّوْرَاة الحائلة) لِأَنَّهَا (تحول بَين قَارِئهَا وَبَين النَّار) فتمنعه من دُخُولهَا وتخلصه من الزَّبَانِيَة (هَب فر عَن ابْن عَبَّاس) ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ // هُوَ مُنكر //
(قَارِئ اقْتَرَبت تدعى فِي التَّوْرَاة المبيضة) فَإِنَّهَا (تبيض وَجه صَاحبهَا يَوْم تسود الْوُجُوه) وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة (هَب فر عَن ابْن عَبَّاس) ثمَّ قَالَ مخرجه الْبَيْهَقِيّ // حَدِيث مُنكر //
(قَارِئ الْحَدِيد وَإِذا وَقعت) الْوَاقِعَة الْوَاقِعَة (والرحمن يدعى فِي ملكوت السَّمَوَات وَالْأَرْض سَاكن الفردوس) أَي مَحْكُوم لَهُ بِأَنَّهُ سيسكنها مفروغ من ذَلِك مَشْهُور ومقطوع بِهِ عِنْدهم
(هَب فر عَن فَاطِمَة) الزهراء قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ // حَدِيث مُنكر //
(قَارِئ الهاكم التكاثر) أَي سورتها بكمالها (يَدعِي فِي الملكوت مؤدى الشُّكْر) لله تَعَالَى (فر عَن أَسمَاء بنت عُمَيْس) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(قاربوا) اقصدوا أقرب الْأُمُور فِيمَا تعبدتم بِهِ وَلَا تغلوا فِيهِ وَلَا تقصرُوا (وسددوا) أَي اقصدوا السداد فِي كل أَمر (فَفِي كل مَا يصاب بِهِ الْمُسلم كَفَّارَة حَتَّى النكبة ينكبها أَو الشَّوْكَة يشاكها) وَلذَلِك سَأَلَ بعض أكَابِر الصحب أَن لَا يزَال محموماً فَأُجِيب (حم م ت عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ لما نزل من يعْمل سوأ يجز بِهِ بلغت من الْمُسلمين مبلغا شَدِيدا فَذكره
(قاضيان فِي النَّار وقاض فِي الْجنَّة قَاض عرف الْحق فَقضى بِهِ فَهُوَ فِي الْجنَّة وقاض عرف الْحق فجار مُتَعَمدا أَو قضى بِغَيْر علم فهما فِي النَّار) تَمَامه قَالُوا فَمَا ذَنْب هَذَا الَّذِي يجهل قَالَ ذَنبه أَن لَا يكون قَاضِيا حَتَّى يعلم (ك عَن بُرَيْدَة) وَقَالَ صَحِيح ورد
(قَاطع السدر يصوب الله رَأسه فِي النَّار) المُرَاد قَاطع سدر فِي فلاة يستظل بِهِ ابْن سَبِيل وَغَيره بِغَيْر حق (هق عَن مُعَاوِيَة بن حيدة) // وَإِسْنَاده حسن //
(قَالَ الله تَعَالَى) أَي تنزه عَن كل مَا لَا يَلِيق بِكَمَالِهِ (يَا ابْن آدم لَا تعجز عَن أَربع رَكْعَات) أَي عَن صلَاتهَا (فِي أول النَّهَار أكفك آخِره) أَي شَرّ مَا يحدث فِي آخر ذَلِك الْيَوْم من المحن والبلايا (حم د عَن نعيم بن همام طب عَن النواس) بن سمْعَان
(قَالَ الله تَعَالَى يَا ابْن آدم صل لي أَربع رَكْعَات من أول النَّهَار أكفك آخِره) قيل هَذِه الْأَرْبَع الْفجْر وسنته (حم عَن أبي مرّة الطَّائِفِي) بِإِسْنَاد صَحِيح (ت عَن أبي الدَّرْدَاء) بِإِسْنَاد قوي
(قَالَ الله تَعَالَى إِنِّي وَالْجِنّ وَالْإِنْس فِي نبا عَظِيم أخلق ويعبد) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (غَيْرِي وأرزق ويشكر) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (غَيْرِي) لَكِن وسعهم حلمه فأخرهم ليَوْم تشخص فِيهِ الْأَبْصَار (الْحَكِيم هَب عَن أبي الدَّرْدَاء) لَكِن الْحَكِيم ذكره بِغَيْر سَنَد
(قَالَ الله تَعَالَى من لم يرض بقضائي وَلم يصبر على بلائي فليلتمس رَبًّا سواي) كَأَنَّهُ يَقُول هَذَا لَا يرضانا رَبًّا حِين سخط فليتخذ رَبًّا آخر يرضاه وَهَذَا غَايَة للتهديد (طب عَن أبي هِنْد الدَّارِيّ) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(قَالَ الله تَعَالَى من لم يرض بقضائي وقدري فليلتمس رَبًّا غَيْرِي هَب عَن أنس
قَالَ الله تَعَالَى الصّيام جنَّة يستجن بهَا العَبْد من النَّار وَهُوَ لي وَأَنا أجزي بِهِ) صَاحبه بِأَن أضاعف لَهُ الْجَزَاء بِلَا حِسَاب (حم هَب عَن جَابر) // وَإِسْنَاده حسن //
(قَالَ الله تَعَالَى كل عمل ابْن آدم لَهُ) أَي كل عمله لَهُ فَإِن لَهُ فِيهِ حظاً ودخلاً لاطلاع النَّاس عَلَيْهِ فَهُوَ يتعجل بِهِ ثَوابًا مِنْهُم (إِلَّا الصّيام فَإِنَّهُ) خَالص (لي) لَا يطلع عَلَيْهِ غَيْرِي (وَأَنا أجزى بِهِ) جَزَاء كثيرا إِذْ لَا يكون العَبْد صَائِما إِلَّا بإخلاص (وَالصِّيَام جنَّة) أَي ترس يدْفع الْمعاصِي أَو النَّار عَن الصَّائِم كَمَا يدْفع الترس السهْم (وَإِذا كَانَ يَوْم صَوْم أحدكُم فَلَا يرْفث) بِتَثْلِيث الْفَاء لَا يتَكَلَّم بقبيح (وَلَا يصخب) بسين وصاد مُهْملَة لَا يَصِيح وَلَا يُخَاصم (وَإِن سابه أحد) أَي شاتمه (أَو قَاتله) أَي أَرَادَ مقاتله (فَلْيقل) بِقَلْبِه أَو بِلِسَانِهِ أَو بهما وَهُوَ أولى (إِنِّي امْرُؤ صَائِم) ليكف نَفسه عَن مقاتلة خَصمه (وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ) أَي بتقديره وتصريفه (الخلوفا) بِضَم الْمُعْجَمَة وَاللَّام وَسُكُون الْوَاو قَالَ الْخطابِيّ وَفتح الْخَاء خطا وَتَبعهُ الْمَجْمُوع (فَم الصَّائِم) فِيهِ رد على من قَالَ لَا تثبت الْمِيم عِنْد الْإِضَافَة إِلَّا فِي الضَّرُورَة (أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك) أَي عنْدكُمْ فضل مَا يستكره من الصَّائِم على أطيب مَا يستلذ من جنسه ليقاس عَلَيْهِ مَا فَوْقه من آثَار الصَّوْم (وللصائم فرحتان يفرحهما) أَي يفرح بهما (إِذا أفطر فَرح بفطره)
أَي بإتمام صَوْمه لِخُرُوجِهِ من عُهْدَة الْمَأْمُور (وَإِذا لقى ربه فَرح بصومه) أَي بنبل الثَّوَاب وإعظام الْمنزلَة أَو بِالنّظرِ إِلَى وَجه ربه والأخيرة فَرح الحواص (ق ن) فِي الصّيام كلهم (عَن أبي هُرَيْرَة) بِأَلْفَاظ مُتَقَارِبَة
(قَالَ الله تَعَالَى ثَلَاثَة أَنا خصمهم) زَاد ابْن خُزَيْمَة وَمن كنت خَصمه خصمته (يَوْم الْقِيَامَة) والخصم مصدر خصمته أخصمه نعت بِهِ للْمُبَالَغَة كَعدْل وَصَوْم (رجل أعْطى بِي ثمَّ غدر) بِحَذْف الْمَفْعُول أَي أعْطى يَمِينه بِهِ أَي عَاهَدَ عبدا وَحلف عَلَيْهِ بِاللَّه ثمَّ نقضه (وَرجل بَاعَ حرا فَأكل ثمنه) خص أَلا كل لِأَنَّهُ أعظم مَقْصُوده وَذَلِكَ لِأَن الْمُسلمين أكفاء فِي الْحُرِّيَّة فَمن بَاعَ حرا فقد مَنعه التَّصَرُّف فِيمَا أُبِيح لَهُ وألزمه الذل الَّذِي أنقذه الله مِنْهُ وَالْحر عبد الله فَمن جنى عَلَيْهِ فخصمه سَيّده (وَرجل اسْتَأْجر أَجِيرا فاستوفى مِنْهُ) مَا اسْتَأْجرهُ لأَجله من الْعَمَل (وَلم يُعْطه أجره) لِأَنَّهُ استوفى منفعَته بِغَيْر عوض واستخدمه بِغَيْر أُجْرَة فَكَأَنَّهُ استعبده (حم خَ عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ أَبُو يعلى وَغَيره
(قَالَ الله تَعَالَى شَتَمَنِي ابْن آدم) أَي بعض بني آدم وهم من أنكر الْبَعْث وَمن ادّعى أَن الله ندا (وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يَشْتمنِي) أَي لَا يجوز لَهُ أَن يصفني بِمَا يَقْتَضِي النَّقْص (وَكَذبَنِي وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يكذبنِي) أَي لَيْسَ ذَلِك من حق مقَام الْعُبُودِيَّة مَعَ الربوبية (أما شَتمه إيَّايَ فَقَوله أَن لي ولدا) سَمَّاهُ شتماً لما فِيهِ من التقيص إِذْ الْوَلَد إِنَّمَا يكون عَن وَالِدَة تحمله ويستلزم ذَلِك سبق نِكَاح والناكح يَسْتَدْعِي باعثاً وَالله تَعَالَى منزه عَن ذَلِك (وَأَنا الله الْأَحَد) حَال من ضمير فَقَوله أومن مَحْذُوف أَي فَقَوله لي (الصَّمد) أَي الَّذِي يصمد إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِج (لم أَلد وَلم أولد وَلم يكن لي كُفؤًا أحد) وَمن هُوَ كَذَلِك فَكيف ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك (وَأما تَكْذِيبه إيَّايَ فَقَوله لَيْسَ يُعِيدنِي كَمَا بُد أَنِّي) وَهَذَا قَول منكري الْبَعْث من عَبدة الْأَوْثَان (وَلَيْسَ أول الْخلق) أَي أول الْمَخْلُوق أَو أول خلق الشَّيْء (بِأَهْوَن عَلَيْهِ من إِعَادَته) الضَّمِير للمخلوق أَو للشَّيْء (حم خَ ن عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى كَذبَنِي ابْن آدم) عُمُوم يُرَاد بِهِ الْخُصُوص وَالْإِشَارَة إِلَى الْكفَّار الَّذين يَقُولُونَ هَذِه المقالات (وَلم يكن لَهُ ذَلِك وَشَتَمَنِي وَلم يكن لَهُ ذَلِك) هَذَا من قبيل ترَتّب الحكم على الْوَصْف الْمُنَاسب الْمشعر بالعلية لِأَن قَوْله وَلم يكن لَهُ ذَلِك نفي للكينونة الَّتِي هِيَ بِمَعْنى الانتفاء فَيجب حمل لفظ ابْن آدم على الْوَصْف الَّذِي علل الحكم بِهِ بِحَسب التلميح وَإِلَّا لم يكن لتخصيص ابْن آدم دون الْبشر وَالنَّاس فَائِدَة (فَأَما تَكْذِيبه إيَّايَ فَزعم إِلَى لَا أقدر أَن أُعِيدهُ كَمَا كَانَ وَأما شَتمه إيَّايَ فَقَوله لي ولد فسبحاني أَن اتخذ صَاحبه أَو ولد أَخ) فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة (عَن ابْن عَبَّاس
قَالَ الله تَعَالَى أَعدَدْت) أَي هيأت (لعبادي الصَّالِحين) أَي القائمين بِمَا وَجب عَلَيْهِم من حق الْحق والخلق (مَا لاعين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت) بتنوين عين وَأذن وروى بفتحهما (وَلَا خطر على قلب بشر) تَمَامه ثمَّ قَرَأَ فَلَا تعلم نفس مَا أخْفى لَهُم من قُرَّة أعين (حم ق ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى إِذا هم عَبدِي بحسنة) أَي أرادها مصمماً عَلَيْهَا عَازِمًا على فعلهَا (وَلم يعملها) لأمر عاقه عَنْهَا (كتبتها لَهُ حَسَنَة) وَاحِدَة لِأَن الْهم سَببهَا وَسبب الْخَيْر خير (فَإِن عَملهَا كتبتها لَهُ عشر حَسَنَات إِلَى سَبْعمِائة ضعف وَإِذا هم بسيئة وَلم يعملها لم أَكتبهَا عَلَيْهِ) أَي إِن تَركهَا خوفًا مِنْهُ تَعَالَى ومراقبة لَهُ بِدَلِيل زِيَادَة مُسلم إِنَّمَا تَركهَا من جرائي أَي من أَجلي فَإِن تَركهَا الْأَمر آخر صده عَنْهَا فَلَا (فَإِن عَملهَا كتبتها سَيِّئَة وَاحِدَة) أَي كتبت لَهُ السَّيئَة كِتَابَة وَاحِدَة عملا بِالْفَضْلِ فِي جَانِبي الْخَيْر وَالشَّر (ق ت عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى إِذا أحب عَبدِي لقائي أَحْبَبْت لقاءه) أَي
أردْت لَهُ الْخَيْر وَمن أحب لقاءه أحب التَّخَلُّص إِلَيْهِ من الدَّار ذَات الشوائب (وَإِذا كره لقائي كرهت لقاءه مَالك خَ ن عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى قسمت الصَّلَاة) أَي قرَاءَتهَا (بيني وَبَين عَبدِي نِصْفَيْنِ) بِاعْتِبَار الْمَعْنى لَا اللَّفْظ لِأَن نصف الدُّعَاء من قَوْله إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين يزِيد على نصف الثَّنَاء (ولعبدي مَا سَأَلَ) أَي لَهُ السُّؤَال ومني الْعَطاء (فَإِذا قَالَ العَبْد الْحَمد لله رب الْعَالمين) تمسك بِهِ من لَا يرى الْبَسْمَلَة مِنْهَا لكَونه لم يذكرهَا وَأجِيب بِأَن التنصيف يرجع إِلَى جملَة الصَّلَاة لَا إِلَى الْفَاتِحَة (قَالَ الله حمدني عَبدِي) أَي مجدني وَأثْنى عَليّ بِمَا أَنا أَهله (فَإِذا قَالَ الرَّحْمَن الرَّحِيم) أَي الْمَوْصُوف بِكَمَال الْأَنْعَام (قَالَ الله أثنى عَليّ عَبدِي) لاشتمال اللَّفْظَيْنِ على الصِّفَات الذاتية والفعلية (فَإِذا قَالَ مَالك يَوْم الدّين مجدني عَبدِي) أَي عظمني (فَإِذا قَالَ إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين قَالَ هَذَا بيني وَبَين عَبدِي ولعبدي مَا سَأَلَ) فَالَّذِي للْعَبد مِنْهَا إياك نعْبد وَالَّذِي لله مِنْهَا إياك نستعين (فَإِذا قَالَ) العَبْد (اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين أَنْعَمت عَلَيْهِم غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين قَالَ هَذَا لعبدي) أَي خَاص بِهِ (ولعبدي مَا سَأَلَ) قَالَ البُخَارِيّ قد بَين بِهَذَا الْخَبَر أَن الْقِرَاءَة غير المقروء فالقراءة هِيَ التِّلَاوَة والتلاوة غير المتلو فَبين أَن سُؤال العَبْد غير مَا يُعْطِيهِ الله وَإِن قَول العَبْد غير كَلَام الرب هَذَا من العَبْد الدُّعَاء والتضرع وَمن الله الْأَمر والإجابة فالقرآن كَلَام الرب وَالْقِرَاءَة فعل العَبْد (حم م) فِي الصَّلَاة وَاللَّفْظ لمُسلم (4 عَن أبي هُرَيْرَة) وَلم يُخرجهُ البُخَارِيّ
(قَالَ الله تَعَالَى يَا عبَادي) جمع عبد وَهُوَ شَامِل للإماء أَي النِّسَاء بِقَرِينَة التَّكْلِيف (إِنِّي حرمت) أَي منعت (الظُّلم على نَفسِي) أَي تقدست وَتَعَالَيْت عَنهُ لِأَنَّهُ مجاوز الْحَد أَو التَّصَرُّف فِي ملك الْغَيْر وَكِلَاهُمَا يَسْتَحِيل فِي حَقه تَعَالَى (وَجَعَلته محرما بَيْنكُم) أَي حكمت بِتَحْرِيمِهِ عَلَيْكُم وَهَذَا وَمَا قبله تَوْطِئَة لقَوْله (فَلَا تظالموا) بشد الظَّاء وتخفف أَصله تتظالموا أَي لَا يظلم بَعْضكُم بَعْضًا (يَا عبَادي كلكُمْ ضال) أَي غافل عَن الشَّرَائِع قبل إرْسَال الرُّسُل (إِلَّا من هديته) وفقته للْإيمَان أَو لِلْخُرُوجِ عَن مُقْتَضى طبعه (فاستهدوني) سلوني الْهِدَايَة) (اهدكم) أنصب لكم أَدِلَّة وَاضِحَة على ذَلِك (يَا عبَادي كلكُمْ جَائِع إِلَّا من أطعمته) لِأَن الْخلق ملكه وَلَا ملك لَهُم بِالْحَقِيقَةِ (فاستطعموني) اطْلُبُوا مني الطَّعَام (أطْعمكُم) أيسر لكم أَسبَاب تَحْصِيله (يَا عبَادي كلكُمْ عَار إِلَّا من كسوته فاستكسوني أكسكم يَا عبَادي إِنَّكُم تخطئون) بِضَم أَوله وَكسر ثالثه أَي تَفْعَلُونَ الْخَطِيئَة عمدا (بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار) أَي تصدر مِنْكُم الْخَطِيئَة لَيْلًا وَنَهَارًا من بَعْضكُم لَيْلًا وَمن بَعْضكُم نَهَارا وَلَيْسَ كل مِنْهُم يُخطئ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار (وَأَنا أَغفر الذُّنُوب جَمِيعًا) عَام مَخْصُوص بالشرك وَمَا شَاءَ الله أَن لَا يغفره (فاستغفروني) اطْلُبُوا مني الْمَغْفِرَة (اغْفِر لكم) أَي امحو أثر ذنوبكم واسترها عَلَيْكُم (يَا عبَادي إنهكم لن تبغلوا ضري فتضروني) بِحَذْف نون الْأَعْرَاب جَوَابا عَن النَّفْي (وَلنْ تبلغوا نفعي فتنفعوني) أَي لَا يتَعَلَّق بِي ضرّ وَلَا نفع فتضروني أَو تنفعوني لِأَنِّي الْغَنِيّ الْمُطلق وَالْعَبْد فَقير مُطلق (يَا عبَادي لَو أَن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كَانُوا على اتَّقى قلب رجل وَاحِد) أَي على تقوى اتَّقى رجل أَو على اتَّقى أَحْوَال قلب رجل وَاحِد (مِنْكُم مَا زَاد ذَلِك فِي ملكي شيأ) نكره للتحقير (يَا عبَادي لَو أَن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كَانُوا على أفجر قلب رجل وَاحِد مِنْكُم مَا نقص ذَلِك من ملكي شيأ) لِأَنَّهُ مُرْتَبِط بقدرته وإرادته وهما ذَا تيان لَا انْقِطَاع لَهما فَكَذَا مَا ارْتبط بهما وعائد التَّقْوَى والفجور على فاعلهما (يَا عبَادي لَو أَن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم قَامُوا فِي صَعِيد وَاحِد) أَي فِي أَرض وَاحِدَة (فسألوني فَأعْطيت كل إِنْسَان مسئلته مَا نقص ذَلِك مِمَّا عِنْدِي) لِأَن أَمْرِي بَين الْكَاف وَالنُّون (إِلَّا كَمَا ينقص الْمخيط) بِكَسْر فَسُكُون فَفتح الإبرة (إِذا أَدخل الْبَحْر) فَإِنَّهُ لَا ينقص شيأ لِأَن النَّقْص إِنَّمَا يدْخل الْمَحْدُود الفاني وَالله سبحانه وتعالى وَاسع الْفضل عَظِيم النوال لَا ينقص الْعَطاء خزائنه (يَا عبَادي إِنَّمَا هِيَ أَعمالكُم) أَي جَزَاء أَعمالكُم (أحصيها) أضبطها واحفظها (لكم) أَي بعلمي وملائكتي الْحفظَة (ثمَّ أوفيكم إِيَّاهَا) أَي أُعْطِيكُم جزاءها وافيا تَاما والتوفية إِعْطَاء الْحق على التَّمام (فَمن وجد خيرا) ثَوابًا ونعيماً بِأَن وفْق لأسبابهما أَو حَيَاة طيبَة هنيئة (فليحمد الله) على توفيقه للطاعات الَّذِي ترَتّب عَلَيْهَا ذَلِك الْخَيْر وَالثَّوَاب فضلا مِنْهُ وَرَحْمَة (وَمن وجد غير ذَلِك) أَي شرا (فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه) فَإِنَّهَا آثرت شهواتها على رضَا رازقها فكفرت بأنعمه وَلم تذعن لأحكامه وَحكمه فاستحقت أَن يقابلها بمظهر عدله وَأَن يحرمها مزايا جوده وفضله (م عَن أبي ذَر) وَأخرجه عَنهُ أَيْضا أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه
(قَالَ الله تَعَالَى إِذا ابْتليت عبدا من عبَادي مُؤمنا) بِي (فحمدني وصبر على مَا ابتليته فَإِنَّهُ يقوم من مضجعه ذَلِك كَيَوْم وَلدته أمه من الْخَطَايَا وَيَقُول الرب للحفظة إِنِّي أَنا قيدت عَبدِي هَذَا وابتليته فأجروا لَهُ مَا كُنْتُم تجرون لَهُ قبل ذَلِك من الْأجر وَهُوَ // صَحِيح //) قَالَ الْغَزالِيّ إِنَّمَا نَالَ هَذَا العَبْد هَذِه الْمرتبَة لِأَن كل مُؤمن يقدر على الصَّبْر عَن الْمَحَارِم وَأما الصَّبْر على الْبلَاء فَلَا يقدر عَلَيْهِ إِلَّا ببضاعة الصديقين فَإِن ذَلِك شَدِيد على النَّفس فَلَمَّا قاسى مرَارَة الصَّبْر عَلَيْهِ جوزي بِهَذَا الْجَزَاء الأوفى (حم 4 طب حل عَن شَدَّاد بن أَوْس) وَإِسْنَاده عَن غير الشاميين ضَعِيف
(قَالَ الله تَعَالَى يَا ابْن آدم إِنَّك مَا ذَكرتني شكرتني وَإِذا مَا نسيتني كفرتني) أَي كفرت أنعامي عَلَيْك (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // وَإِسْنَاده واهٍ //
(قَالَ الله تَعَالَى) يَا ابْن آدم (أنْفق على عباد الله) وَهُوَ بِفَتْح فَسُكُون أَمر بِالْإِنْفَاقِ (أنْفق عَلَيْك) جَوَاب الْأَمر أَي أُعْطِيك خَلفه بل أَكثر إضعافاً مضاعفة وَمَا أنفقتم من شَيْء فَهُوَ يخلفه (حم وَعَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى يُؤْذِينِي ابْن آدم) أَي يَقُول فِي حَقي مَا أكرهه (يسب الدَّهْر) وَهُوَ اسْم لمُدَّة (الْعَالم من مبدأ تكوينه إِلَى انقراضه (وَأَنا الدَّهْر) أَي مقلبه ومدبره فأقيم الْمُضَاف مقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ أَو بِتَأْوِيل الداهر (بيَدي الْأَمر أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار) أَي أذهب بالملوك وَالْمعْنَى أَنا فَاعل مَا يُضَاف إِلَى الدَّهْر من الْحَوَادِث فَإِذا سبّ الدَّهْر مُعْتَقد أَنه فَاعل ذَلِك فقد سبني (حم ق د عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى يُؤْذِينِي ابْن آدم) بِأَن ينْسب إِلَى مَا لَا يَلِيق بجلالي (يَقُول يَا خيبة الدَّهْر) بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة أَي يَقُول ذَلِك إِذا أَصَابَهُ مَكْرُوه (فَلَا يَقُولَن أحدكُم يَا خيبة الدَّهْر فَإِنِّي أَنا الدَّهْر أقلب ليله ونهاره فَإِذا شِئْت قبضتهما) فَإِذا سبّ ابْن آدم الدَّهْر من أجل أَنه فَاعل هَذِه الْأُمُور عَاد سبه إِلَيّ لِأَنِّي فاعلها (م عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى سبقت رَحْمَتي غَضَبي) أَي غلبت آثَار رَحْمَتي على آثَار غَضَبي وَالْمرَاد من الْغَضَب لَازمه وَهُوَ إِرَادَة أيصال الْعَذَاب إِلَى من يَقع عَلَيْهِ الْغَضَب (م عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى وَمن أظلم مِمَّن ذهب) أَي قصد (يخلق خلقا كخلقي) من بعض الْوُجُوه (فليخلقوا حَبَّة) بِفَتْح الْحَاء حَبَّة بر بِقَرِينَة ذكر الشّعير (أَو ليخلقوا ذرة) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَشدَّة الرَّاء نملة صَغِيرَة (أَو ليخلقوا شعيرَة) المُرَاد تعجيزهم تَارَة بتكليفهم خلق حَيَوَان وَهُوَ أَشد وَأُخْرَى بتكليفهم خلق جماد وَهُوَ أَهْون وَمَعَ ذَلِك لَا قدرَة لَهُم عَلَيْهِ (حم ق عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ
الله تَعَالَى لَا يَأْتِي ابْن آدم النّذر) بِفَتْح النُّون وحكاية عِيَاض ضمهَا غلط (بِشَيْء لم أكن قد قدرته) يَعْنِي النّذر لَا يَأْتِي بِشَيْء غير مُقَدّر (وَلَكِن يلقيه النّذر إِلَى الْقدر) بِالْقَافِ فِي يلقيه أَي إِن صَحَّ أَن الْقدر هُوَ الَّذِي يلقى ذَلِك الْمَطْلُوب ويوجده لَا النّذر فَإِنَّهُ لَا دخل لَهُ فِي ذَلِك (وَقد قدرته لَهُ) أَي النّذر فالنذر لَا يصنع شيأ وَإِنَّمَا يلقيه إِلَى الْقدر فَإِن كَانَ قدر وَقع وَإِلَّا فَلَا (أستخرج بِهِ من الْبَخِيل) مَعْنَاهُ أَنه لَا يَأْتِي بِهَذِهِ الْقرْبَة تَطَوّعا مبتدا بل فِي مُقَابلَة نَحْو شِفَاء مَرِيض مِمَّا علق النّذر عَلَيْهِ (فيؤتيني عَلَيْهِ مَا لم يكن يؤتيني عَلَيْهِ من قبل) يَعْنِي أَن العَبْد يُؤْتِي الله على تَحْصِيل مَطْلُوبه بِالنذرِ مَا لم يكن آتَاهُ من قبله فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى ذمّ ذَلِك (حم خَ ن عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى إِذا تقرب إِلَى العَبْد) أَي طلب قربه مني بِالطَّاعَةِ (شبْرًا) أَي مِقْدَارًا قَلِيلا (تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا) أَي أوصلت رَحْمَتي إِلَيْهِ قدرا أَزِيد مِنْهُ وَكلما زَاد العَبْد قربه زَاده الله رَحْمَة (وَإِذا تقرب إِلَيّ ذِرَاعا تقربت مِنْهُ باعاً) وَهُوَ قدر مد الْيَدَيْنِ (وَإِذا أَتَى إِلَيّ مشياً أَتَيْته هرولة) وَهُوَ الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي أَي أوصل إِلَيْهِ رَحْمَتي بِسُرْعَة (خَ عَن أنس) بن مَالك (وَعَن أبي هُرَيْرَة طب عَن سلمَان) الْفَارِسِي
(قَالَ الله تَعَالَى لَا يَنْبَغِي لعبد لي) من الْأَنْبِيَاء (أَن يَقُول أَنا خير فِي رِوَايَة أَنا أفضل (من يُونُس بن مَتى) أَي من حَيْثُ النُّبُوَّة فَإِن الْأَنْبِيَاء فِيهَا سَوَاء وَإِنَّمَا التَّفَاوُت فِي الدَّرَجَات (م عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى إِنَّا أغْنى الشُّرَكَاء عَن الشّرك من عمل عملا أشرك فِيهِ معي غَيْرِي تركته وشركه) المُرَاد بالشرك هُنَا الْعَمَل وَالْوَاو عاطفة بِمَعْنى مَعَ أَي اجْعَلْهُ وَعَمله مردوداً من حضرتي (م هـ عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى أَنا الرَّحْمَن) وَأَنا (خلقت الرَّحِم وشققت لَهَا اسْما من اسْمِي) لِأَن أصل الرقة عطف يقتضى الْإِحْسَان وَهِي فِي حَقه تَعَالَى نفس الْإِحْسَان أَو إِرَادَته فَلَمَّا كَانَ هُوَ الْمُنْفَرد بِالْإِحْسَانِ وركز فِي طبع الْبشر الرقة النَّاشِئ عَنْهَا الْإِحْسَان إِلَى من يرحم صَحَّ اشتقاق أَحدهمَا من الآخر (فَمن وَصلهَا وصلته وَمن قطعهَا قطعته) أَي من رَاعى حُقُوقهَا راعيت حَقه ووفيت ثَوَابه وَمن قصر بهَا قصرت بِهِ (وَمن بتها بتته) أَي قطعته وَالْمرَاد بالرحم كل قريب وَلَو غير محرم (حم خد د ت ك عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) قَالَ ك صَحِيح وأقروه (ك عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى الْكِبْرِيَاء رِدَائي وَالْعَظَمَة إزَارِي) أَي هما صفتان خاصتان بِي فَلَا يليقان إِلَّا بِي (فَمن نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفته) أَي رميته (فِي النَّار) لتشوفه إِلَى مَا لَا يَلِيق إِلَّا بِالْوَاحِدِ القهار (حم د هـ عَن أبي هُرَيْرَة هـ عَن ابْن عَبَّاس)
قَالَ الله تَعَالَى الْكِبْرِيَاء رِدَائي فَمن نَازَعَنِي رِدَائي قصمته) أَي أذللته وأهنته أَو قربت هَلَاكه (ك عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى الْكِبْرِيَاء رِدَائي والعز إزَارِي فَمن نَازَعَنِي فِي شَيْء مِنْهُمَا عَذبته) أَي عاقبته (سموية عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (وَأبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى أحب عبَادي) الصوام (إِلَى أعجلهم فطراً) أَي أَكْثَرهم تعجيلاً للإفطار لما فِيهِ من التسارع للائتمار بِأَمْر الشَّارِع (حم ت حب عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ت // حسن غَرِيب //
(قَالَ الله تَعَالَى المتحابون فِي جلالي لَهُم مَنَابِر من نور يَغْبِطهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاء) أَي حَالهم عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة بِمَثَابَة لَو غبط النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاء يومئذٍ مَعَ جلالة قدرهم حَال غَيرهم مُضَافا إِلَى مَا لَهُم لغبطوا (ت عَن معَاذ) بن جبل // وَإِسْنَاده جيد //
(قَالَ الله تَعَالَى وَجَبت محبتي للمتحابين فِي والمتجالسين فِي والمتباذلين فِي والمتزاورين فِي) لِأَن قُلُوبهم لهت عَن كل
شَيْء سواهُ فتعلقت بتوحيده فألف بَينهم بِرُوحِهِ وروح الْجلَال أعظم شَأْنًا] أَن يُوصف (حم طب ك هَب عَن معَاذ) بن جبل // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(قَالَ الله تَعَالَى أحب مَا تعبدني) بمثناة فوقية أَوله بِخَط الْمُؤلف (بِهِ عَبدِي إِلَى) بشد الْيَاء (النصح لي) والنصح لَهُ وَصفه بِمَا هُوَ أَهله عقدا وقولاً وَالْقِيَام بتعظيمه ظَاهرا وَبَاطنا (حم عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَقَول الْمُؤلف حسن لَيْسَ بِحسن
(قَالَ الله تَعَالَى أَيّمَا عبد من عبَادي يخرج مُجَاهدًا فِي سبيلي ابْتِغَاء مرضاتي ضمنت لَهُ أَن أرجعه) إِلَى وَطنه (إِن رجعته) إِلَيْهِ (بِمَا) أَي بِالَّذِي (أصَاب من أجر أَو غنيمَة وَإِن قَبضته) أَي توفيته (أَن أَغفر لَهُ وارحمه وَأدْخلهُ الْجنَّة) لجوده بِنَفسِهِ وَبِذَلِك إِيَّاهَا فِي رضَا الَّذِي خلقه (حم ن عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(قَالَ الله تَعَالَى) يَا مُحَمَّد (افترضت على أمتك خمس صلوَات) فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة (وعهدت عِنْدِي عهدا أَنه من حَافظ عَلَيْهِنَّ لوقتهن أدخلته الْجنَّة) أَي مَعَ السَّابِقين الْأَوَّلين (وَمن لم يحافظ عَلَيْهِنَّ فَلَا عهد لَهُ عِنْدِي) أخبر عباده أَنه يفر بهم إِلَيْهِ بِالْعبَادَة فَمن تقرب إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ تقرب الله مِنْهُ بِتَوْفِيق الِاسْتِطَاعَة (هـ عَن أبي قَتَادَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(قَالَ الله تَعَالَى إِذا بلغ عَبدِي) أَي الْمُؤمن إِذْ أَكثر الْأُمُور الْآتِيَة إِنَّمَا تَأتي فِيهِ (أَرْبَعِينَ سنة عافيته من البلايا الثَّلَاث من الْجُنُون والجذام والبرص) لِأَنَّهُ عَاشَ فِي الْإِسْلَام عمرا تَاما لَيْسَ بعده إِلَّا الإدبار فَثَبت لَهُ من الْحُرْمَة مَا تنْدَفع بِهِ عَنهُ هَذِه الْآفَات الَّتِي هِيَ من الدَّاء العضال (وَإِذا بلغ خمسين سنة حاسبته حسابا يَسِيرا) لِأَن الْخمسين نصف أرذل الْعُمر الَّذِي يرْتَفع بِبُلُوغِهِ الْحساب جملَة فببلوغ النّصْف الأول يُخَفف الْحساب (وَإِذا بلغ سِتِّينَ سنة) وَهُوَ عمر التَّذَكُّر والتوفيق الَّذِي قَالَ الله فِيهِ أَو لم نُعَمِّركُمْ مَا يتَذَكَّر فِيهِ من تذكر (حببت إِلَيْهِ الْإِنَابَة) أَي الرُّجُوع إِلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ لكَونه مَظَنَّة انْتِهَاء الْعُمر غَالِبا (وَإِذا بلغ سبعين سنة أحبته الْمَلَائِكَة) لكَونه شاخ فِي الْإِسْلَام وَذَهَبت فِيهِ قوته (وَإِذا بلغ ثَمَانِينَ سنة) وَهُوَ الخرف (كتبت حَسَنَاته ومحيت سيئاته) لِأَن تعميره فِي الْإِسْلَام ضعف الْأَرْبَعين أوجب لَهُ هَذِه الْحُرْمَة (وَإِذا بلغ تسعين سنة) وَهُوَ الفناء وَقد ذهب أَكثر الْعقل وَهُوَ مُنْتَهى أَعمار هَذِه الْأمة غَالِبا (قَالَت الْمَلَائِكَة أَسِير الله فِي أرضه) لِأَنَّهُ عجز وَهُوَ فِي ربقة الْإِسْلَام فَهُوَ كأسير فِي وثاق (فغفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر ويشفع فِي أَهله) تَمَامه وَإِذا بلغ أرذل الْعُمر لِئَلَّا يعلم من بعد علم شيأ كتب الله لَهُ مثل مَا كَانَ يعْمل فِي صِحَّته من الْخَيْر وَإِن عمل سَيِّئَة لم تكْتب (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن عُثْمَان) بن عَفَّان وَفِيه // مَجْهُول وَضَعِيف //
(قَالَ الله تَعَالَى إِذا وجهت إِلَى عبد من عَبِيدِي مُصِيبَة) أَي شدَّة وبلاء (فِي بدنه أوفى وَلَده أَو فِي مَاله فَاسْتَقْبلهُ بصبر جميل استحييت يَوْم الْقِيَامَة أَن أنصب لَهُ ميزاناً أَو أنشر لَهُ ديواناً) أَي أترك النصب والنشر ترك من يستحي أَن يفلهما (الْحَكِيم عَن أنس) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(قَالَ الله تَعَالَى حقت محبتي للمتحابين فِي وحقت محبتي للمتواصلين فِي وحقت محبتي للمتناصحين فِي وحقت محبتي للمتزاورين فِي وحقت محبتي للمتباذلين فِي المتحابون فِي) يكونُونَ يَوْم الْقِيَامَة (على مَنَابِر) جمع مِنْبَر (من نور يَغْبِطهُمْ بمكانهم النَّبِيُّونَ والصديون وَالشُّهَدَاء) لَيْسَ المُرَاد أَن الْأَنْبِيَاء وَمن مَعَهم يغبطون المتحابين حَقِيقَة بل الْقَصْد بَيَان فَضلهمْ وعلو قدرهم عِنْد رَبهم على آكِد وَجه وأبلغه (حم طب ك عَن عبَادَة بن الصَّامِت) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(قَالَ الله تَعَالَى إِذا ابْتليت عَبدِي بحبيبتيه) بالتثنية أَي محبوبتيه أَي بفقدهما وَفَسرهُ الرَّاوِي
أَو المُصَنّف بقوله (بريد عَيْنَيْهِ ثمَّ صَبر) زَاد التِّرْمِذِيّ واحتسب بِأَن يستحضر مَا وعد بِهِ الصَّابِرُونَ وَيعْمل بِهِ (عوضته مِنْهَا الْجنَّة) أَي دُخُولهَا لِأَن فاقدهما حبيس فالدنيا سجنه حَتَّى يدْخل الْجنَّة (حم خَ عَن أنس
قَالَ الله تَعَالَى إِذا سلبت من عَبدِي كريمتيه وَهُوَ بهما ضنين لم أَرض لَهُ بهما ثَوابًا دون الْجنَّة إِذا هُوَ حمدني عَلَيْهِمَا) وَإِذا كَانَ ثَوَابه الْجنَّة فَمن لَهُ عمل صَالح آخر يُزَاد فِي الدَّرَجَات (طب حل عَن عرباض) بن سَارِيَة // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(قَالَ الله تَعَالَى إِنِّي أَنا الله) الْمَعْرُوف الْمَشْهُور بالوحدانية أَو المعبود بِحَق فَهُوَ من قبيل أَبُو النَّجْم (لَا إِلَه إِلَّا أَنا) حَال مُؤَكدَة لمضمون هَذِه الْجُمْلَة (من أقرّ لي بِالتَّوْحِيدِ دخل حصني وَمن دخل حصني أَمن من عَذَابي) لِأَنَّهُ أثبت عقد الْمعرفَة بالهه قلباً وباللسان نطقاً أَنه الهه فَدخل فِي حصن كثيف فاستوجب الْأَمْن (الشِّيرَازِيّ عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا //
(قَالَ الله تَعَالَى يَا ابْن آدم) إِنَّك (مهما عبدتني) كَذَا بِخَط المُصَنّف وَفِي نُسْخَة دعوتني بمغفرة ذنوبك كَمَا يدل عَلَيْهِ السِّيَاق الْآتِي (و) الْحَال إِنَّك (رجوتني) بِأَن ظَنَنْت تفضلي عَلَيْك بإجابة دعائك وقبوله إِذْ الرِّجَال تأميل الْخَيْر وَقرب وُقُوعه (وَلم تشرك بِي شيأ غفرت لَك ذنوبك) أَي سترتها عَلَيْك بِعَدَمِ الْعقَاب فِي الْآخِرَة (على مَا كَانَ مِنْك) من الْمعاصِي وَإِن تَكَرَّرت وَكَثُرت (وَإِن استقبلتني بملء السَّمَاء وَالْأَرْض خَطَايَا وذنوباً استقبلتك بمثلهن من الْمَغْفِرَة وأغفر لَك وَلَا أُبَالِي) أَي لَا أكترث بذنوبك وَلَا أستكثرها وَإِن كثرت إِذْ لَا يتعاظمه شَيْء (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // وَإِسْنَاده حسن //
(قَالَ الله تَعَالَى أَنا عِنْد ظن عَبدِي فليظن بِي مَا شَاءَ) فَإِنِّي أعامله على حسب ظَنّه وأفعل بِهِ مَا يتوقعه مني (طب ك عَن وَاثِلَة) بن الْأَسْقَع // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(قَالَ الله تَعَالَى يَا ابْن آدم قُم إِلَيّ أمش إِلَيْك امش إِلَيّ أهرول إِلَيْك) أَي إِذا تقربت إِلَيّ بِالْخدمَةِ تقربت مِنْك بِالرَّحْمَةِ (حم عَن رجل) من الصَّحَابَة // وَإِسْنَاده حسن //
(قَالَ الله تَعَالَى أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي إِن ظن خيرا فَلهُ) مُقْتَضى ظَنّه (وَإِن ظن شرا) أَي أَنِّي أفعل بِهِ شرا (فَلهُ) مَا ظَنّه فالمعاملة تَدور مَعَ الظَّن (حم عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(قَالَ الله تَعَالَى لعيسى) بن مَرْيَم (يَا عِيسَى إِنِّي باعث من بعْدك أمة إِن أَصَابَهُم مَا يحبونَ حمدوا) الله (وشكروا) لَهُ (وَإِن أَصَابَهُم مَا يكْرهُونَ صَبَرُوا واحتسبوا) وَلَا حلم) بِاللَّامِ (وَلَا علم قَالَ يَا رب كَيفَ يكون هَذَا الْهم وَلَا حلم وَلَا علم قَالَ أعطيهم من حلمي وَعلمِي) قَالَ الطيبى قَوْله لَا حلم وَلَا علم تَأْكِيد لمَفْهُوم صَبَرُوا واحتسبوا لِأَن معنى الاحتساب أَن يَبْعَثهُ على الْعَمَل الْإِخْلَاص وابتغاء مرضاة الرب لَا الْحلم وَلَا الْعقل (حم طب ك هَب عَن أبي الدَّرْدَاء) // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(قَالَ الله تبَارك) تعاظم عَمَّا يُحِيط بِهِ الْقيَاس والإفهام (وَتَعَالَى) عَمَّا تُدْرِكهُ الْحَواس والأوهام والتبارك غَايَة العظمة فِي إفَاضَة الْخَيْر وَالْبركَة (يَا ابْن آدم اثْنَتَانِ لم تكن لَك وَاحِدَة مِنْهُمَا جعلت لَك نَصِيبا من مَالك حِين أخذت بكظمك) بِالتَّحْرِيكِ أَي عِنْد خُرُوج نَفسك وَانْقِطَاع نَفسك (لأطهرك بِهِ) من اد ناسك (وأزكيك وَصَلَاة عبَادي عَلَيْك بعد انْقِضَاء أَجلك) قَالَ الفاكهي من خَصَائِص هَذِه الْأمة الصَّلَاة على الْمَيِّت والإيصاء بِالثُّلثِ (هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(قَالَ الله تَعَالَى من علم أَنِّي ذُو قدرَة على مغْفرَة الذُّنُوب غفرت لَهُ) فالاعتراف بالذنب سَبَب الغفران (وَلَا أُبَالِي) أَي لَا أحتفل (مَا لم يُشْرك بِي شيأ) فِيهِ رد على الْمُعْتَزلَة الْقَائِلين بالحس والقبح العقليين (طب ك عَن ابْن عَبَّاس)
قَالَ ك صَحِيح ورده الذَّهَبِيّ
(قَالَ الله تَعَالَى ابْن آدم أذكرني بعد الْفجْر وَبعد الْعَصْر سَاعَة أكفك مَا بَينهمَا) أَشَارَ إِلَى أَن الْأَعْمَال بالخواتيم فَإِذا كَانَ الِابْتِدَاء والختام بِخَير شَمل الْخَيْر الْكل (حل عَن أبي هُرَيْرَة) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(قَالَ الله تَعَالَى إِن الْمُؤمن مني بِعرْض كل خير إِنِّي أنزع نَفسه من بَين جَنْبَيْهِ وَهُوَ يحمدني) قَالَ بعض الصَّحَابَة مَرَرْت بسالم مولى أبي حُذَيْفَة فِي الْقَتْلَى وَبِه وَمَتى فَقلت أسقيك فَقَالَ جرني قَلِيلا إِلَى الْعَدو وَاجعَل المَاء فِي الترس فَإِنِّي صَائِم فَإِن عِشْت إِلَى اللَّيْل شربته (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن ابْن عَبَّاس وَعَن أبي هُرَيْرَة) مَعًا
(قَالَ الله تَعَالَى أَنا أكْرم وَأعظم عفوا من أَن أستر على عبد مُسلم فِي الدُّنْيَا ثمَّ أفضحه) فِي الْآخِرَة (بعد أَن سترته وَلَا أَزَال أَغفر لعبدي مَا استغفرني) أَي مُدَّة دوَام استغفاره لي وَأَن تَابَ ثمَّ عاود الذَّنب ثمَّ تَابَ وَهَكَذَا إِلَى مَا لَا يُحْصى (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا عق عَنهُ) أَي الْحسن (عَن أنس) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(قَالَ الله تَعَالَى حقت محبتي على المتحابين) أَي فِي الله (أظلهم فِي ظلّ الْعَرْش يَوْم الْقِيَامَة يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظِلِّي) لأَنهم لما تحَابوا فِي الله تواصلوا بِروح الله وتألفوا بمحبته (ابْن أبي الدُّنْيَا) الْقرشِي (فِي كتاب الإخوان عَن عبَادَة بن الصَّامِت
قَالَ الله تَعَالَى لَا يذكرنِي عبد فِي نَفسه إِلَّا ذكرته فِي ملا) بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام مَهْمُوز أَي جمَاعَة (من ملائكتي وَلَا يذكرنِي فِي ملا) أَي جمَاعَة من خَواص خلقي المقبلين على ذكري (إِلَّا ذكرته فِي الرفيق الْأَعْلَى) أَفَادَ أَن الذّكر الْخَفي أفضل من الْجَهْر وَالتَّقْدِير ان ذَكرنِي فِي نَفسه ذكرته بِثَوَاب لَا أطلع عَلَيْهِ أحدا وَإِن ذَكرنِي جَهرا ذكرته بِثَوَاب أطلع عَلَيْهِ الْمَلأ الْأَعْلَى (طب عَن معَاذ بن أنس) بن مَالك
(قَالَ الله تَعَالَى عَبدِي) بِحَذْف حرف النداء (إِذا ذَكرتني خَالِيا) عَن الْخَلَائق أَو عَن الِالْتِفَات لغيري (ذكرتك خَالِيا) أَي ذَكرتني بالتقديس والتنزيه سرا ذكرتك بالثواب وَالرَّحْمَة سرا (وَإِن ذَكرتني فِي ملا ذكرتك فِي ملا خير مِنْهُم وأكبر) وَفِي رِوَايَة خير من الملا الَّذِي ذَكرتني فيهم (هَب عَن ابْن عَبَّاس) وَرَوَاهُ عَنهُ الْبَزَّار // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(قَالَ الله تَعَالَى إِذا ابْتليت عَبدِي الْمُؤمن) أَي اختبرته وامتحنته (فَلم يشكني) أَي لم يخبر بِمَا عِنْده من الْأَلَم (إِلَى عواده) أَي زواره فِي مَرضه وكل من أَتَاك مرّة بعد أُخْرَى فَهُوَ عَائِد لكنه اشْتهر فِي عِيَادَة الْمَرِيض (أطلقته من أسَارِي) أَي من ذَلِك الْمَرَض (ثمَّ أبدلته لَحْمًا خيرا من لَحْمه) الَّذِي أذهبه الْأَلَم (ودما خيرا من دَمه ثمَّ يسْتَأْنف الْعَمَل) أَي يكفر الْمَرَض عمله السَّيئ وَيخرج مِنْهُ كَيَوْم وَلدته أمه ثمَّ يسْتَأْنف وَفِيه أَن الشكوى تحبط الثَّوَاب قَالَ بَعضهم لمريض لَا تَشْكُو من يَرْحَمك إِلَى من لَا يَرْحَمك وَمحله إِذا كَانَ على وَجه الضجر والتسخط أما على طَرِيق الْأَخْبَار بالواقع فَلَا قيل شكا سُفْيَان فَقيل لَهُ أتشكو الله قَالَ بل اذكر قدرَة الله عَليّ وَقيل لعَلي كرم الله وَجهه كَيفَ أَنْت قَالَ بشر قيل أمثلك يَقُول ذَلِك قَالَ إِنَّه تَعَالَى يَقُول ولنبلونكم بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فالخير الصِّحَّة وَالشَّر الْمَرَض ك هق عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك على شَرطهمَا وأقروه
(قَالَ الله تَعَالَى عَبدِي الْمُؤمن أحب إِلَيّ من بعض ملائكتي) فَإِنَّهُ تَعَالَى خلقه فِي غَايَة الاتقان وَأَعْلَى منصبه على جَمِيع الْحَيَوَان وَجعله مُخْتَصرا من الْعَالم الْمُحِيط قَالَ الْحَكِيم فالملائكة يطالعون بعيون أَجْسَادهم مَا تَحت الْعَرْش وَقُلُوب الْآدَمِيّين تطالع مَا وَرَاء الْحجاب من عظائم الْأُمُور الَّتِي لَا تَدور الألسن بذكرها فَيعْطى من تِلْكَ الْمُشَاهدَة من الْفضل وَالرَّحْمَة وَالْكَرم مَا تعجب الْمَلَائِكَة مِنْهُ (طس) وَكَذَا الديلمي (عَن
أبي هُرَيْرَة // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(قَالَ الله تَعَالَى وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أجمع لعبدي أمنين وَلَا خوفين إِن هُوَ أمنني فِي الدُّنْيَا أخفته يَوْم أجمع عبَادي وَإِن هُوَ خافني فِي الدُّنْيَا أمنته يَوْم أجمع عبَادي) فَمن كَانَ خَوفه فِي الدُّنْيَا أَشد كَانَ أَمنه يَوْم الْقِيَامَة أَكثر وَبِالْعَكْسِ فَمن أعْطى علم الْيَقِين فِي الدُّنْيَا شَاهد الصِّرَاط وأهوال الْقِيَامَة بِقَلْبِه فذاق من الْخَوْف مَا لَا يُوصف فَوضع عَنهُ غَدا وَمر عَلَيْهِ كالبرق وَنَبِينَا أوفرهم حظاً من ذَلِك وَكَانَ الْخَلِيل يخْفق قلبه فِي صَدره حَتَّى تسمع قعقعة عِظَامه من نَحْو ميل من الْخَوْف وكل من لَهُ هُنَا حَظّ من الْيَقِين فذاق الْخَوْف سقط عَنهُ يَوْم الْقِيَامَة (حل عَن شَدَّاد بن أَوْس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَرَوَاهُ الْبَزَّار عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى يَا ابْن آدم إِن ذَكرتني فِي نَفسك) أَي سرا وخفية إخلاصاً وتجنباً للرياء (ذكرتك فِي نَفسِي) أَي أسر بثوابك على منوال عَمَلك وأتولى بنفسي أثابتك لَا أكله لأحد من خلقي (وَإِن ذَكرتني فِي ملا) افتخار بِي وإجلالاً لي بَين خلقي (ذكرتك فِي ملا خير مِنْهُم) أَي ملا الْمَلَائِكَة المقربين وأرواح الْمُرْسلين مباهاة بك وإعظاماً لقدرتك (وَإِن دَنَوْت مني شبْرًا دَنَوْت مِنْك ذِرَاعا وَإِن دَنَوْت مني ذِرَاعا دَنَوْت مِنْك باعاً وَإِن أتيتني تمشي أَتَيْتُك أهرول) يَعْنِي من دنا إِلَيّ وَقرب مني بِالِاجْتِهَادِ وَالْإِخْلَاص فِي طَاعَتي قربته بالهداية والتوفيق وَإِن زَاد زِدْت (حم عَن أنس) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
قَالَ الله تَعَالَى يَا ابْن آدم أَنَّك مَا دعوتني) أَي مُدَّة دوَام دعائك فَهِيَ زمانية (ورجوتني) أَي أملت مني الْخَيْر (غفرت لَك) ذنوبك (على مَا كَانَ مِنْك) من الجرائم لِأَن الدُّعَاء مخ الْعِبَادَة والرجاء يتَضَمَّن حسن الظَّن بِاللَّه (وَلَا أُبَالِي) بِكَثْرَة ذنوبك إِذْ لَا معقب لحكمي وَلَا مَانع لعطائي (يَا ابْن آدم لَو بلغت ذنوبك عنان) بِفَتْح الْمُهْملَة سَحَاب (السَّمَاء) بِأَن مَلَأت مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض أَو عنانها مَا عَن أَي ظهر مِنْهَا (ثمَّ استغفرتني) أَي تبت تَوْبَة صَحِيحَة (غفرت لَك وَلَا أُبَالِي) لِأَن الاسْتِغْفَار استقالة والكريم مَحل إِقَالَة العثرات (يَا ابْن آدم لَو أَنَّك أتيتني بقراب الأَرْض) بِضَم الْقَاف أَي بقريب ملئها أَو ملئها وَهُوَ أشبه إِذا الْكَلَام سيق للْمُبَالَغَة (خَطَايَا ثمَّ لقيتني) أَي مت حَال كونك (لَا تشرك بِي شيأ) لاعتقادك توحيدي وتصديق رُسُلِي (لأتيتك بقرابها مغْفرَة) مَا دمت تَائِبًا عَنْهَا ومستقيلاً مِنْهَا وَعبر بِهِ للمشاكلة وَإِلَّا فمغفرته أبلغ وأوسع وَلَا يجوز الاغترار بِهِ وإكثار الْمعاصِي لِأَن الله شَدِيد الْعقَاب (ت والضياء عَن أنس) بن مَالك
(قَالَ الله تَعَالَى عَبدِي) بِحَذْف حرف النداء (أَنا عِنْد ظَنك بِي وَأَنا مَعَك) بالتوفيق والمعونة وَأَنا مَعَك بعلمي (إِذا ذَكرتني) أَي دعوتني فاسمع مَا تَقوله فأجيبك قَالَ الْحَكِيم هَذَا وَمَا أشبهه من الْأَحَادِيث الْمُتَقَدّمَة فِي ذكر عَن يقظة لَا عَن غَفلَة لِأَن ذَلِك هُوَ حَقِيقَة الذّكر فَيكون بِحَيْثُ لَا يبْقى عَلَيْهِ مَعَ ذكره فِي ذَلِك الْوَقْت ذكر نَفسه وَلَا ذكر مَخْلُوق فَذَلِك الذّكر هُوَ الصافي لِأَنَّهُ قلب وَاحِد فَإِذا اشْتغل بِشَيْء ذهل عَمَّا سواهُ وَهَذَا مَوْجُود فِي الْمَخْلُوق لَو أَن رجلا دخل على ملك فِي الدُّنْيَا لأَخذه من هيبته مَا لَا يذكر فِي ذَلِك الْوَقْت غَيره فَكيف بِملك المسلوك (ك عَن أنس) بن مَالك
(قَالَ الله تَعَالَى للنَّفس اخْرُجِي) من الْجَسَد (قَالَت لَا أخرج إِلَّا كارهة) لَيْسَ المُرَاد نفسا مُعينَة بل الْجِنْس مُطلقًا (خد عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(قَالَ الله تَعَالَى يَا ابْن آدم ثَلَاثَة وَاحِدَة لي وَوَاحِدَة لَك وَوَاحِدَة بيني وَبَيْنك فَأَما الَّتِي لي فتعبدني لَا تشرك بِي شيأ وَأما الَّتِي لَك فَمَا عملت من خير جزيتك بِهِ فَإِن أَغفر فَأَنا الغفور الرَّحِيم وَأما الَّتِي بيني وَبَيْنك فَعَلَيْك الدُّعَاء
والمسئلة وعَلى الاستجابة وَالعطَاء) تفضلاً وتكرماً لَا وجوبا والتزاماً (طب عَن سلمَان) الْفَارِسِي وَفِيه ضعف وَقَول الْمُؤلف حسن غير حسن
(قَالَ الله تَعَالَى من لَا يدعوني أغضب عَلَيْهِ) أَي وَمن يدعوني أحبه وأستجيب لَهُ (العسكري فِي) كتاب (المواعظ عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(قَالَ ربكُم أَنا أهل إِن اتَّقى) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي أَخَاف وَاحْذَرْ فالحذر إِن أوصف بِمَا يصفني بِهِ الْمُشْركُونَ (فَلَا يَجْعَل) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (معي إِلَه) لِأَنَّهُ لَا إِلَه غَيْرِي وَلَو أشرك العَبْد أحدا معي لفعل محالاً (فَمن اتَّقى أَن يَجْعَل معي إِلَهًا فَأَنا أهل أَن اغْفِر لَهُ) نسب الإلهية إِلَى نَفسه فِي الْفِعْلَيْنِ لِأَنَّهُ شكور وَلَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ فَمن زعم أَن أحدا من الْمُوَحِّدين يخلد فِي النَّار فقد أعظم الْقرْيَة (حم ق ت ن هـ ك عَن أنس) قَالَ ت // حسن غَرِيب //
(قَالَ ربكُم) أضَاف الرب إِلَيْهِم للتشريف فَكَمَا تفِيد إِضَافَة العَبْد إِلَيْهِ تَعَالَى تشريفه فَكَذَا إِضَافَته تَعَالَى إِلَيْهِ بل ذَلِك أقوى إِفَادَة لَهُ (لَو أَن عبَادي أطاعوني) فِي فعل الْمَأْمُور وتجنب الْمنْهِي (لاسقيتهم الْمَطَر بِاللَّيْلِ وَلَا طلعت عَلَيْهِم الشَّمْس بِالنَّهَارِ وَلما أسمعتهم صَوت الرَّعْد) قَالَ الطَّيِّبِيّ من بَاب التتميم فَإِن السَّحَاب مَعَ وجود الرَّعْد فِيهِ شَائِبَة خوف من الْبَرْق (حم ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح ورده الذَّهَبِيّ
(قَالَ لي جِبْرِيل لَو رَأَيْتنِي) يَا مُحَمَّد حِين قَالَ فِرْعَوْن لما أدْركهُ الْغَرق آمَنت (وَأَنا آخذ من حَال الْبَحْر) أَي طينه الْأسود المنتن (فَأَدُسهُ فِي فِي فِرْعَوْن) عِنْدَمَا أدْركهُ الْغَرق (مَخَافَة أَن تُدْرِكهُ الرَّحْمَة) أَي رَحْمَة الله الَّتِي وسعت كل شَيْء (حم ك عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ك على شَرطهمَا وأقروه
(قَالَ لي جِبْرِيل بشر خَدِيجَة) أم الْمُؤمنِينَ (بِبَيْت فِي الْجنَّة من قصب) يعْنى قصب اللُّؤْلُؤ المجوف (لَا صخب فِيهِ) بِفَتْح الْمُهْملَة والمعجمة وَالْمُوَحَّدَة لَا صياح فِيهِ (وَلَا نصب) بِالتَّحْرِيكِ لَا تَعب لِأَن قُصُور الْجنَّة لَيْسَ فِيهَا ذَلِك (طب عَن) عبد الله (بن أبي أوفى) بِالتَّحْرِيكِ // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(قَالَ لي جِبْرِيل قلبت مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا فَلم أجد رجلا أفضل من مُحَمَّد وقلبت مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا فَلم أجد بني أَب أفضل من بني هَاشم) إِنَّمَا طَاف لينْظر للأخلاق الفاضلة لَا للأعمال لأَنهم كَانُوا أهل جَاهِلِيَّة وجواهر النُّفُوس مُتَفَاوِتَة (الْحَاكِم فِي) كتاب (الكنى) والألقاب (وَابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن عَائِشَة) وَرَوَاهُ أَيْضا الطَّبَرَانِيّ
(قَالَ لي جِبْرِيل من مَاتَ من أمتك لَا يُشْرك بِاللَّه شيأ دخل الْجنَّة قلت وَإِن زنى وَإِن سرق قَالَ وَإِن) أَي وَإِن زنى وسرق وَمَات مصرا على ذَلِك (خَ عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ
(قَالَ لي جِبْرِيل ليبك الْإِسْلَام) أَي أَهله (على موت عمر) ابْن الْخطاب فَإِنَّهُ قفل الْفِتْنَة كَمَا ورد (طب) وَكَذَا الديلمي (عَن أبي) بن كَعْب // بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب //
(قَالَ لي جِبْرِيل يَا مُحَمَّد عش مَا شِئْت فَإنَّك ميت) أَي آيل إِلَى الْمَوْت ولابد (وأحبب من شِئْت فَإنَّك مفارقه) أَي تَأمل من تصاحب من الإخوان عَالما بِأَنَّهُ لابد من مُفَارقَته فَلَا تسكن إِلَيْهِ بقلبك (واعمل مَا شِئْت فَإنَّك ملاقيه) فِي الْقِيَامَة (الطَّيَالِسِيّ هَب عَن جَابر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // بل قيل // مَوْضُوع //
(قَالَ لي جِبْرِيل قد حببت إِلَيْك الصَّلَاة) أَي فعلهَا (فَخذ مِنْهَا مَا شِئْت) فَإِن فِيهَا قُرَّة عَيْنك وجلاء همك وتفريج كربك وتفريح قَلْبك (حم عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد حسن //
(قَالَ لي جِبْرِيل رَاجع حَفْصَة) بنت عمر بن الْخطاب وَكَانَ طَلقهَا (فَإِنَّهَا صَوَّامَة قَوَّامَة) بِالتَّشْدِيدِ أَي دائمة الْقيام للصَّلَاة (وَإِنَّهَا زَوجتك فِي الْجنَّة) وَكَذَا جَمِيع زَوْجَاته (ك عَن أنس) ابْن مَالك (وَعَن قيس بن زيد) الْجُهَنِيّ // وَإِسْنَاده حسن //
(قَالَ مُوسَى بن عمرَان) لرَبه (يَا رب
من أعز عِبَادك عنْدك قَالَ من إِذا قدر غفر) أَي عَفا وسامح (هَب عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ مُوسَى بن عمرَان يَا رب كَيفَ شكرك آدم فَقَالَ علم أَن ذَلِك) كَانَ (مني فَكَانَ ذَلِك شكره) آي كَانَ بِمُجَرَّد هَذِه الْمعرفَة شاكراً فَإِذن لَا تشكر إِلَّا بِأَن تعترف بِأَن الْكل مِنْهُ وَإِلَيْهِ (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا
قَالَ مُوسَى لرَبه عز وجل مَا جَزَاء من عزى الثكلي) أَي من مَاتَ وَلَدهَا (قَالَ أظلهُ فِي ظِلِّي) أَي ظلّ عَرْشِي (يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظِلِّي) أَي إِلَّا ظلّ عَرْشِي وَإِذا كَانَ هَذَا جَزَاء المعزى فَمَا جَزَاء الْمُصَاب لَكِن عظم الْجَزَاء مَشْرُوط بِعَدَمِ الْجزع (ابْن السّني فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة عَن أبي بكر) الصّديق (وَعمْرَان) بن حُصَيْن
(قَالَ دَاوُد) النَّبِي (يَا زارع السَّيِّئَات أَنْت تحصد شَوْكهَا وحسكها) إِذْ لَا يحصد أحد إِلَّا مَا زرع وَلِهَذَا قَالَ الْحُكَمَاء كل يحصد مَا يزرع ويجزى بِمَا يصنع وَزرع يَوْمك حصاد غدك (ابْن عَسَاكِر عَن أبي الدَّرْدَاء
قَالَ دَاوُد إدخالك يدك فِي فَم التنين) ضرب من الْحَيَّات كالنخلة السحوق (إِلَى أَن تبلغ الْمرْفق فيقضمها) بضاد مُعْجمَة أَي بَعْضهَا وأصل القضم الْكسر بأطراف الْأَسْنَان (خير لَك من أَن تسْأَل من لم يكن لَهُ شَيْء ثمَّ كَانَ) أَي من كَانَ معدما فَصَارَ غَنِيا وَلَيْسَ هُوَ من بَيت شرف لِأَنَّهُ جَائِع الْقلب خَبِيث الطَّبْع (ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد لأطوفن اللَّيْلَة على مائَة امْرَأَة) كنى بِالطّوافِ عَن الْجِمَاع وَفِي رِوَايَة سبعين وَفِي رِوَايَة تسعين وَجمع بِأَن الْبَعْض سرارى وَالْبَعْض حرائر (كُلهنَّ تَأتي بِفَارِس) أَي تَلد ولدا وَيصير فَارِسًا (يُجَاهد فِي سَبِيل الله) قَالَه تمنياً للخير وَجزم لغَلَبَة الرَّجَاء عَلَيْهِ (فَقَالَ لَهُ صَاحبه) قرينه وبطانته أَو وزيره أَو الْملك الَّذِي يَأْتِيهِ أَو خاطره (قل إِن شَاءَ الله) ذَلِك (فَلم يقل إِن شَاءَ الله) بِلِسَانِهِ لنسيان عرض لَهُ لَا إباء عَن التَّفْوِيض إِلَى الله فصرف عَن الِاسْتِثْنَاء ليتم الْقدر السَّابِق (فَطَافَ عَلَيْهِنَّ) جامعهن جَمِيعًا (فَلم تحمل مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَة وَاحِدَة جَاءَت بشق إِنْسَان) قيل هُوَ الْجَسَد الَّذِي ألْقى على كرسيه (وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَو قَالَ إِن شَاءَ الله لم يَحْنَث) أَي لم يفت مَطْلُوبه (وَكَانَ دركاً) بِفَتْح الدَّال وَالرَّاء اسْم من الْإِدْرَاك أَي لاحقاً (لِحَاجَتِهِ) وَلَا يلْزم من إخْبَاره بذلك فِي حق سُلَيْمَان وُقُوعه لكل من اسْتثْنى فِي أمْنِيته (حم ق ن عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ يحيى بن زَكَرِيَّا لعيسى ابْن مَرْيَم أَنْت روح الله) أَي مُبْتَدأ مِنْهُ لِأَنَّهُ خلقه بِلَا وَاسِطَة أصل وَسبق مَادَّة (وكلمته) بقوله كن بعد تعلق الْإِرَادَة بِغَيْر وَاسِطَة نُطْفَة (وَأَنت خير مني) أَي أفضل عِنْد الله (فَقَالَ عِيسَى بل أَنْت خير مني سلم الله عَلَيْك وسلمت على نَفسِي) قَالَه تواضعاً أَو قبل علمه بِأَنَّهُ أفضل مِنْهُ (ابْن عَسَاكِر عَن الْحسن مُرْسلا) وَهُوَ الْبَصْرِيّ
(قَالَ رجل لَا يغْفر الله لفُلَان) أَي لفاعل الْمعاصِي (فَأوحى الله تَعَالَى إِلَى نَبِي من الْأَنْبِيَاء أَنَّهَا) أَي الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا (خطيئته فليستقبل الْعَمَل) أَي يسْتَأْنف عمله للطاعات فَإِنَّهَا قد أحبطت بتأليه على الله وَهَذَا خرج مخرج الزّجر والتهويل (طب عَن جُنْدُب) بن جُنَادَة
(قَالَت أم سُلَيْمَان بن دَاوُد لِسُلَيْمَان) وَكَانَت من القانتات الفاضلات (يَا بني لَا تكْثر النّوم بِاللَّيْلِ فَإِن كَثْرَة النّوم) بِاللَّيْلِ عَن التَّهَجُّد وَنَحْوه (تتْرك الْإِنْسَان فَقِيرا يَوْم الْقِيَامَة) لقلَّة عمله (ن هـ حب عَن جَابر) ثمَّ قَالَ مخرجه النَّسَائِيّ أَنه مَعْلُول
(قبضات التَّمْر للْمَسَاكِين) أَي والفقراء (مُهُور الْحور الْعين) يَعْنِي التَّصَدُّق بِقَلِيل التَّمْر إِذا تقبله الله يكون لَهُ بِكُل قَبْضَة حوراء فِي الْجنَّة (قطّ فِي الْأَفْرَاد عَن أبي أُمَامَة) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ // مَوْضُوع //
(قبْلَة الْمُسلم أَخَاهُ) فِي الدّين هِيَ (المصافحة) أَي هِيَ
بِمَنْزِلَة الْقبْلَة وقائمة مقَامهَا فَهِيَ مَشْرُوعَة والقبلة غير مَشْرُوعَة (الْمحَامِلِي فِي أَمَالِيهِ فر عَن أنس) ابْن مَالك // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قتال الْمُسلم أَخَاهُ) فِي الدّين وَإِن لم يكن من النّسَب (كفر) أَي يشبه الْكفْر من حَيْثُ أَنه من شَأْن الْكفَّار أَو أَرَادَ الْكفْر اللّغَوِيّ وَهُوَ التغطية (وسبابه) بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وخفة الْمُوَحدَة أَي سبه لَهُ (فسوق) خُرُوج عَن طَاعَة الله (ت عَن ابْن مَسْعُود ن عَن سعد) بن أبي وَقاص
(قتال الْمُسلم كفر وسبابه فسوق وَلَا يحل لمُسلم أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاثَة أَيَّام) بِغَيْر عذر (حم ع طب والضياء عَن سعد) بن أبي وَقاص
(قتل الرجل صبرا) بِأَن أمسك فَقتل فِي غير معركة بِغَيْر حق (كَفَّارَة لما) وَقع (قبله من الذُّنُوب) جَمِيعهَا حَتَّى الْكَبَائِر على مَا اقْتَضَاهُ إِطْلَاق الْخَبَر (الْبَزَّار عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَوهم الْمُؤلف حَيْثُ قَالَ حسن
(قتل الصَّبْر لَا يمر بذنب إِلَّا محاه) ظَاهره وَإِن كَانَ الْمَقْتُول عَاصِيا وَمَات بِلَا تَوْبَة فَفِيهِ رد على الْخَوَارِج والمعتزلة (الْبَزَّار عَن عَائِشَة) وَرِجَاله ثِقَات
(قتل الْمُؤمن) أَي بِغَيْر حق (أعظم عِنْد الله من زَوَال الدُّنْيَا) وَمن ثمَّ ذهب ابْن عَبَّاس إِلَى عدم قبُول تَوْبَته (ن والضياء عَن بُرَيْدَة) تَصْغِير بردة // وَإِسْنَاده حسن //
(قد تركتكم على الْبَيْضَاء) فِي رِوَايَة على المحجة الْبَيْضَاء (لَيْلهَا كنهارها لَا يزِيغ عَنْهَا بعدِي إِلَّا هَالك) المُرَاد شَرِيعَته وطريقته (وَمن يَعش مِنْكُم فسيرى اخْتِلَافا كثيرا) وَذَا من معجزاته فَإِنَّهُ أَخْبَار عَن غيب وَقع (فَعَلَيْكُم) أَي الزموا التَّمَسُّك (بِمَا عَرَفْتُمْ من سنتي) أَي طريقتي وسيرتي بِمَا أصلته لكم من الْأَحْكَام الاعتقادية والعملية (وَسنة) أَي طَريقَة (الْخُلَفَاء الرَّاشِدين المهديين) وَالْمرَاد بهم الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة وَالْحسن (عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ) أَي بِجَمِيعِ الْفَم كِنَايَة عَن شدَّة التَّمَسُّك وَلُزُوم الِاتِّبَاع لَهُم والنواجذ الأضراس أَو الضواحك أَو الأنياب (وَعَلَيْكُم بِالطَّاعَةِ) أَي الزموها (وَإِن) كَانَ الْأَمِير عَلَيْكُم من جِهَة الإِمَام (عبدا حَبَشِيًّا) فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطيعُوا (فَإِنَّمَا الْمُؤمن كَالْجمَلِ الْأنف) أَي المأنوف وَهُوَ الَّذِي عقر أَنفه فَلم يمْتَنع على قائده (حَيْثُ قيد انْقَادَ) وَلَا ينفر (حم هـ ك عَن عرباض) بِالْكَسْرِ ابْن سَارِيَة قَالَ وعظنا الْمُصْطَفى موعظة وجلت مِنْهَا الْقُلُوب فَقُلْنَا إِن هَذِه لموعطة مُودع فَمَا تعهد إِلَيْنَا فَذكره
(قد كَانَ فِيمَا مضى قبلكُمْ من الْأُمَم أنَاس محدثون) بِفَتْح الدَّال الْمُشَدّدَة جمع مُحدث بِالْفَتْح أَي ملهم أَو صَادِق الظَّن أَو من يجْرِي الصَّوَاب على لِسَانه بِلَا قصد أَو تكَلمه الْمَلَائِكَة بِلَا نبوة (فَإِن يكن فِي أمتِي مِنْهُم أحد) هَذَا شَأْنه (فَإِنَّهُ عمر بن الْخطاب) كَأَنَّهُ جعله فِي انْقِطَاع قرينه فِي ذَلِك كَأَنَّهُ نَبِي فَلذَلِك عبر بِأَن بِصُورَة الترديد للتَّأْكِيد وَكَانَ عمر بن الْخطاب يزن الْوَارِد بميزان الشَّرْع فَلَا يُخطئ (حم خَ عَن أبي هُرَيْرَة حم م ت ن عَن عَائِشَة
قد أَفْلح من أخْلص قلبه للْإيمَان وَجعل قلبه سليما) من الْأَمْرَاض القلبية (وَلسَانه صَادِقا وَنَفسه مطمئنة وخليقته مُسْتَقِيمَة وَأذنه سميعة وعينه ناظرة) وَتَمَامه عِنْد مخرجه فَأَما الاذن فقمع وَالْعين مقرة لما يوعى الْقلب وَقد أَفْلح من جعل قلبه واعياً (حم عَن أبي ذَر) // بِإِسْنَاد حسن //
(قد أَفْلح من أسلم ورزق كفافاً) أَي مَا يكف من الْحَاجَات وَيدْفَع الضرورات (وقنعة الله بِمَا آتَاهُ) فَلم تطمح نَفسه لطلب مَا زَاد على ذَلِك فَمن حصل لَهُ ذَلِك فقد فَازَ (حم م ت هـ عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(قد أَفْلح من رزق لبا) أَي عقلا خَالِصا من الشوائب سمى بِهِ لِأَنَّهُ خَالص مَا فِي الْإِنْسَان من قواه كاللباب من الشئ (هَب عَن قُرَّة) بِضَم الْقَاف وَشد الرَّاء
(ابْن هُبَيْرَة) مُصَغرًا ابْن عَامر الْقشيرِي // وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول //
(قد كنت أكره لكم أَن تَقولُوا مَا شَاءَ الله وَشاء مُحَمَّد وَلَكِن قُولُوا مَا شَاءَ الله ثمَّ مَا شَاءَ مُحَمَّد) فَيكْرَه وَشاء مُحَمَّد لإيهامه التَّشْرِيك وَإِنَّمَا أَتَى بأثم لكَمَال الْبعد مرتبَة وزماناً (الْحَكِيم ن والضياء عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان
(قد رَحمهَا الله برحمتها أبنيها) جَاءَت امْرَأَة إِلَيْهِ وَمَعَهَا إبناها فَأَعْطَاهَا ثَلَاث تمرات فأعطت كل وَاحِد تَمْرَة فأكلاهما ثمَّ جعلا ينْظرَانِ إِلَى أمهما فشقت تمرتها بَينهمَا فَذكره (طب عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) // بِإِسْنَاد حسن //
(قد اجْتمع فِي يومكم هَذَا عيدَان فَمن شَاءَ أَجزَأَهُ) حُضُوره للعيد (عَن الْجُمُعَة) أَي عَن حُضُورهَا وَلَا تسْقط عَنهُ الظّهْر (وَإِنَّا مجمعون إِن شَاءَ الله) قَالَه فِي يَوْم جُمُعَة وَافق العَبْد فَإِذا وَافق الْجُمُعَة وَحضر من تلْزمهُ من أهل الْقرى فصلوا الْعِيد سَقَطت عَنْهُم الْجُمُعَة عِنْد الشَّافِعِي كالجمهور وَلم يُسْقِطهَا الْحَنَفِيَّة (د هـ ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي إِسْنَاده بَقِيَّة (هـ عَن ابْن عَبَّاس وَعَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَفِيه // ضعف //
(قد عَفَوْت) مشْعر بسبق ذَنْب من إمْسَاك المَال عَن الْإِنْفَاق (عَن الْخَيل وَالرَّقِيق) أَي لم أوجب زكاتهما عَلَيْكُم (فهاتوا) مُؤذن بِالتَّخْفِيفِ إِذْ الأَصْل فِيمَا يملك من المَال الزَّكَاة فقد عَفَوْت عَن الْأَكْثَر فهاتوا هَذَا الْأَقَل (صَدَقَة الرقة) الدَّرَاهِم المضروبة (من كل أَرْبَعِينَ درهما دِرْهَم وَلَيْسَ فِي تسعين وَمِائَة شئ فَإِذا بلغت مِائَتَيْنِ فَفِيهَا خَمْسَة دَرَاهِم فَمَا زَاد فعلى حِسَاب ذَلِك وَفِي الْغنم فِي كل أَرْبَعِينَ شَاة شَاة) مُبْتَدأ وَفِي الْغنم خَبره (فَإِن لم يكن إِلَّا تسع وَثَلَاثُونَ فَلَيْسَ عَلَيْك فِيهَا شئ) أَي زَكَاة (وَفِي الْبَقر فِي كل ثَلَاثِينَ تبيع) ولد الْبَقَرَة (وَفِي الْأَرْبَعين مسنه) طعنت فِي السّنة الثَّالِثَة (وَلَيْسَ على العوامل شئ) جمع عاملة وَهُوَ مَا يعْمل من إبل وبقر فِي نَحْو حرث وَسَقَى فَلَا زَكَاة فِيهَا عِنْد الثَّلَاثَة وأوجبها مَالك (وَفِي خمس وَعشْرين من الْإِبِل خَمْسَة من الْغنم فَإِذا زَادَت وَاحِدَة فَفِيهَا ابْنة مَخَاض فَإِن لم تكن ابْنة مَخَاض فَابْن لبون ذكر إِلَى خمس وَثَلَاثِينَ فَإِذا زَادَت وَاحِدَة فَفِيهَا بنت لبون إِلَى خمس وَأَرْبَعين فَإِذا زَادَت وَاحِدَة فَفِيهَا حقة طروقة الْجمل إِلَى سِتِّينَ فَإِذا كَانَت وَاحِدَة وَتِسْعين فَفِيهَا حقتان طروقتا الْجمل إِلَى عشْرين وَمِائَة فَإِن كَانَت الْإِبِل أَكثر من ذَلِك فَفِي كل خمسين حقة وَلَا يفرق بَين مُجْتَمع وَلَا يجمع بَين متفرق خشيَة الصَّدَقَة) هَذَا نهى للْمَالِك عَن الْجمع والتفريق قصدا لسُقُوط الزَّكَاة أَو تقليلها (وَلَا يُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة هرمة وَلَا ذَات عوار) بِالْفَتْح عيب (وَلَا تَيْس) أَي فَحل الْغنم أَي إِذا كَانَت مَاشِيَته أَو بَعْضهَا إِنَاثًا لَا يُؤْخَذ مِنْهُ ذكر بل أُنْثَى إِلَّا فِي موضِعين (إِلَّا أَن يَشَاء الْمُصدق) بِفَتْح الدَّال وَالْكَسْر أَكثر فعلى الأول يُرَاد بِهِ الْمُعْطى وَيخْتَص الِاسْتِثْنَاء بقوله وَلَا تَيْس وعَلى الثَّانِي مَعْنَاهُ إِلَّا مَا يرَاهُ الْمُصدق أَنْفَع للمستحقين (وَفِي النَّبَات مَا سقته الْأَنْهَار أَو سقت السَّمَاء الْعشْر وَمَا سقى بالغرب) أَي الدَّلْو (فَفِيهِ نصف الْعشْر حم د عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(قدر الله الْمَقَادِير قبل أَن يخلق السَّمَوَات وَالْأَرْض) أَي أجْرى الْقَلَم على اللَّوْح وَأثبت فِيهِ مقادير الْخَلَائق مَا كَانَ وَمَا يكون إِلَى الْأَبَد (بِخَمْسِينَ ألف سنة) المُرَاد طول الأمد بَين التَّقْدِير والخلق (حم ت عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد حسن //
(قدمت الْمَدِينَة وَلأَهل الْمَدِينَة يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فيهمَا فِي الْجَاهِلِيَّة) يَوْم النوروز وَيَوْم المهرجان (وَإِن الله تَعَالَى قد أبدلكم بهما خيرا مِنْهُمَا يَوْم الْفطر وَيَوْم النَّحْر) زَاد فِي رِوَايَة أما يَوْم الْفطر فَصَلَاة وَصدقَة وَأما يَوْم الْأَضْحَى فَصَلَاة ونسك وَفِيه أَن يَوْم النوروز والمهرجان منهى عَنهُ (هق عَن أنس)
// وَإِسْنَاده حسن //
(قدمتم خير مقدم وقدمتم من الْجِهَاد الْأَصْغَر) وَهُوَ جِهَاد الْعَدو المباين (إِلَى الْجِهَاد الْأَكْبَر) وَهُوَ جِهَاد الْعَدو المخالط (مجاهدة العَبْد هَوَاهُ) فَهِيَ أَشد جهاداً قَالَ الْبَاجِيّ وَغَيره جِهَاد النَّفس فرض كِفَايَة على الْمُسلمين الْبَالِغين الْعُقَلَاء ليرقى بجهادها فِي دَرَجَات الطَّاعَة وتطهير مَا اسْتَطَاعَ من الصِّفَات الرَّديئَة ليقوم بِكُل إقليم رجل من أهل الْبَاطِن كَمَا يقوم بِهِ رجل من عُلَمَاء الظَّاهِر كل مِنْهُمَا يعين المسترشد فالعالم يقْتَدى بِهِ والعارف يهتدى بِهِ وَهَذَا مَا لم يستول على النَّفس طغيانها وأنهماكها فِي عصيانها وَإِلَّا صَار جهادها فرض عين فَإِن عجز اسْتَعَانَ عَلَيْهَا بِمن يحصل الْمَقْصُود من عُلَمَاء الْبَاطِن وَهُوَ أكبر الجهادين (خطّ) والديلمي (عَن جَابر) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(قدمُوا قُريْشًا وَلَا تقدموها) بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَالْقَاف وَشد الدَّال بضبط الْمُؤلف أَي لَا تتقدموا عَلَيْهَا فِي أَمر شرع تَقْدِيمهَا فِيهِ كالإمامة (وتعلموا مِنْهَا وَلَا تعالموها) بِفَتْح الْمُثَنَّاة مفاعلة من الْعلم أَي لَا تغالبوها بِالْعلمِ وَلَا تفاخروها فِيهِ فَإِنَّهُم خصوا بالأخلاق الفاضلة والأعمال الْكَامِلَة وَأنْشد الثعالبي لبَعْضهِم
(أَن قُريْشًا وَهِي من خير الْأُمَم
…
لَا يضعون قدماً على قدم)
أَي يتبعُون وَلَا يتبعُون (الشَّافِعِي) فِي مُسْنده (وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة) معرفَة الصَّحَابَة (عَن ابْن شهَاب) الزُّهْرِيّ (بلاغاً) أَي قَالَ بلغنَا عَن الْمُصْطَفى ذَلِك (عد عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قدمُوا قُريْشًا وَلَا تقدموها وتعلموا من قُرَيْش وَلَا تعلموها) بِضَم أَوله لِأَن التَّعْلِيم إِنَّمَا يكون من الْأَعْلَى للأدنى وَمن الأعلم لغيره فنهاهم أَن يجعلوهم فِي مقَام التَّعْلِيم والمغالبة بِالْعلمِ (وَلَوْلَا أَن تبطر قُرَيْش) أَي تطغى فِي النِّعْمَة (لأخبرتها مَا لخيارها عِنْد الله) من الْمنَازل الْعَالِيَة والمثوبات الهامية يعْنى إِذا علمت مَا لَهَا من الثَّوَاب رُبمَا بطرت وَتركت الْعَمَل اتكالاً عَلَيْهِ (طب عَن عبد الله بن السَّائِب) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قدمُوا قُريْشًا وَلَا تقدموها وَلَوْلَا أَن تبطر قُرَيْش لأخبرتها بمالها) أَي بِمَا لخيارها (عِنْد الله) من الْخَيْر وَالْأَجْر قَالَ الثعالبي وَمن شرف قُرَيْش أَنه تَعَالَى لم يذكر فِي الْقُرْآن قَبيلَة باسمها إِلَّا هِيَ وَكَانَ يُقَال لقريش فِي الْجَاهِلِيَّة آل الله لما تميزوا بِهِ من المحاسن والمكارم والفضائل الَّتِي لَا تحصى قَالَ الْأَعْشَى يؤنب رجلا ويخبرانه مَعَ شرفه لم يبلغ مبلغ قُرَيْش
(فَمَا أَنْت من أهل الْحجُون وَلَا الصَّفَا
…
وَلَا لَك حق الشّرْب من مَاء زَمْزَم)
(الْبَزَّار عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قده) بِضَم الْقَاف وَسُكُون الدَّال (بِيَدِهِ) سَببه أَنه مر بِرَجُل ربط يَده إِلَى رجل بسير أَو خيط فَقَطعه النَّبِي ثمَّ ذكره (طب عَن ابْن عَبَّاس
قِرَاءَة الْقُرْآن فِي الصَّلَاة أفضل من قِرَاءَة الْقُرْآن فِي غير الصَّلَاة) لِأَنَّهَا مَحل الْمُنَاجَاة ومعدن المصافاة (وَقِرَاءَة الْقُرْآن فِي غير الصَّلَاة أفضل من التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير) أَي فِيمَا لم يرد فِيهِ ذكر بِخُصُوصِهِ (وَالتَّسْبِيح أفضل من الصَّدَقَة) الْمَالِيَّة (وَالصَّدَََقَة أفضل من الصَّوْم) لَكِن قد يعرض مَا يصير الْمَفْضُول فَاضلا فِي صور جزئية (وَالصَّوْم جنَّة من النَّار) أَي وقاية من نَار جَهَنَّم (قطّ فِي الْأَفْرَاد هَب عَن عَائِشَة) وَفِي // إِسْنَاده مَجْهُول //
(قِرَاءَة الرجل الْقُرْآن فِي غير الْمُصحف ألف دَرَجَة وقراءته فِي الْمُصحف تضَاعف على ذَلِك إِلَى ألفي دَرَجَة) قَوْله ألف دَرَجَة خبر لقَوْله قِرَاءَة الرجل الْقُرْآن بِتَقْدِير مُضَاف أَي ذَات ألف دَرَجَة (طب هَب عَن أَوْس بن أبي أَوْس الثَّقَفِيّ) // بِإِسْنَاد صَحِيح أَو حسن //
(قراءتك نظرا) فِي الْمُصحف (تضَاعف على قراءتك ظَاهرا) أَي عَن ظهر قلب (كفضل) الصَّلَاة (الْمَكْتُوبَة على) صَلَاة (النَّافِلَة ابْن مردوية عَن عَمْرو بن أَوْس
قرب اللَّحْم من فِيك) عِنْد الْأكل (فَإِنَّهُ أهنأ) أَي أَكثر هناء والهناء خلوص الشيئ عَن النصب والنكد (وَأَبْرَأ) أَي أسلم من الدَّاء وروى أمرأ بِالْمِيم والاستمراء الملاءمة للذة (حم ك طب هَب عَن صَفْوَان بن أُميَّة) قَالَ كنت آكل مَعَ النَّبِي فآخذ اللَّحْم من الْعظم بيَدي فَذكره // وَإِسْنَاده صَحِيح لَكِن فِيهِ انْقِطَاع //
(قرصت) بِالتَّحْرِيكِ لدغت أَو عضت (نملة نَبيا من الْأَنْبِيَاء) عُزَيْرًا أَو مُوسَى أَو دَاوُد وَهُوَ فِي ألذ النّوم (فَأمر بقرية النَّمْل فأحرقت) أَي مَحل اجتماعها أَو سكنها (فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن) بِفَتْح الْهمزَة وهمزة الِاسْتِفْهَام مقدرَة (قرصتك نملة) وَاحِدَة (أحرقت) أَنْت (أمة) أَي طَائِفَة (من الْأُمَم تسبح) أَي مسبحة لله وَعبر بالمضارع لمزيد الْإِنْكَار عتب عَلَيْهِ لزِيَادَة الْقَتْل على نملة لدغته لَا لنَفس الْقَتْل أَو الإحراق لِأَنَّهُ جَائِز فِي شَرعه وَأما فِي شرعنا فإحراق الْحَيَوَان كَبِيرَة (ق د ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة
قرض الشئ خير من صدقته) وَقد مر الْكَلَام عَلَيْهِ (هق عَن أنس) بن مَالك
قرض مرَّتَيْنِ فِي عفاف) أَي إغضاء عَن الرِّيَاء وَمَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ (خير من صَدَقَة مرّة) وَاحِدَة (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن أنس) بن مَالك
(قُرَيْش صَلَاح النَّاس وَلَا تصلح النَّاس إِلَّا بهم وَلَا يعْطى إِلَّا عَلَيْهِم) الظَّاهِر أَن المر دَاء عَطاء الطَّاعَة (كَمَا أَن الطَّعَام لَا يصلح إِلَّا بالملح) وَإِذا كَانَ ذَلِك لقريش كَانَ لبني هَاشم أوجب (عد عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قُرَيْش خَالِصَة الله تَعَالَى فَمن نصب لَهَا حَربًا طب وَمن أرادها بِسوء خزي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة) لعناية الله بهَا وهدايته إِيَّاهَا بِدَلِيل أَنهم لم يكن فيهم مُنَافِق فِي حَيَاة الْمُصْطَفى وارتدت الْعَرَب بعده وَلم يرتدوا (ابْن عَسَاكِر عَن عَمْرو بن الْعَاصِ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قُرَيْش على مُقَدّمَة النَّاس يَوْم الْقِيَامَة وَلَوْلَا أَن تبطر قُرَيْش لأخبرتها بِمَا لَهَا عِنْد الله من الثَّوَاب) المضاعف والدرجات الْعَالِيَة (عد عَن جَابر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قُرَيْش وَالْأَنْصَار وجهينة) بِالتَّصْغِيرِ (وَمُزَيْنَة وَأسلم وَأَشْجَع وغفار) بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف (موالى) بشد التَّحْتِيَّة وَالْإِضَافَة أَي أَنْصَارِي وأحبائي (لَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله) أَي لَا وَلَاء لأحد عَلَيْهِم إِلَّا الله وَرَسُوله أَو أَن أَشْرَافهم لم يجر عَلَيْهِم رق فَلَا يُقَال لَهُم موَالِي (ق عَن أَي هُرَيْرَة
قُرَيْش وُلَاة النَّاس فِي الْخَيْر وَالشَّر) أَي فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَيسْتَمر ذَلِك (إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) فالخلافة فيهم مَا بقيت الدُّنْيَا وَمن تغلب على الْملك بِالشَّوْكَةِ لَا يُنكر أَن الْخلَافَة فيهم (حم ت عَن عَمْرو بن الْعَاصِ) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(قُرَيْش وُلَاة هَذَا الْأَمر) أَي الْإِمَامَة الْعُظْمَى (فبر النَّاس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم) أَي هَكَذَا كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة وَيَكُونُونَ فِي الْإِسْلَام كَذَلِك (حم عَن أبي بكر) الصّديق (وَسعد) بن أبي وَقاص
(قسم من الله تَعَالَى) أَي وَاقع مِنْهُ تَعَالَى أَو قسم أقسم بِهِ أَنا بِأَمْر الله (لَا يدْخل الْجنَّة بخيل) أَي إِنْسَان رزق مَالا فلمحبته لَهُ وعزته عِنْده زواه عَن حُقُوق الْحق والخلق فَلَا يدخلهَا حَتَّى يطهر بالنَّار من دنس الْبُخْل (ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قسمت) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (النَّار سبعين جزأ فللآمر) أَي بِالْقَتْلِ (تسع وَسِتُّونَ) جزأ مِنْهَا (وللقاتل جُزْء حَسبه) أَي يَكْفِيهِ هَذَا الْقدر من الْعقَاب (حم عَن رجل) صَحَابِيّ قَالَ سُئِلَ النَّبِي عَن الْقَاتِل والآمر فَذكره // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(قصوا الشَّوَارِب وَاعْفُوا اللحى) أَي وفروها وكثروها ندبا على مَا مر تَقْرِيره غير مرّة (حم عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(قصوا الشَّوَارِب مَعَ الشفاه) أَي سووها مَعَ الشّفة بِأَن تقطعوا مَا طَال عَلَيْهَا ودعوا الشَّارِب مُسَاوِيا لَهَا فَلَا تستأصلوه بِالْكُلِّيَّةِ (طب عَن الحكم ابْن عُمَيْر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قصوا أظافيركم) أَي اقْطَعُوا مَا طَال مِنْهَا لِأَنَّهَا إِن تركت بِحَالِهَا تخدش وتخمش وتضر وَتجمع الْوَسخ وَرُبمَا أجنب وَلم يصلها مَاء فَلَا يزَال جنبا (وادفنوا فَلَا ماتكم) أَي غَيَّبُوا مَا قطعتموه مِنْهَا فِي الأَرْض فَإِن جَسَد الْمُؤمن ذُو حُرْمَة (ونقوا براجمكم) أَي بالغوا فِي تنظيف ظُهُور عقد مفاصل أصابعكم (ونظفوا لثاتكم) لُحُوم أسنانكم (من) أثر نكهتكم (الطَّعَام) لِئَلَّا يبْقى فِيهِ الوضر فتتغير النكهة (واستاكوا) نظفوا أَفْوَاهكُم بخشن يزِيل القلح (وَلَا تدْخلُوا على قمراً) أَي مصغرة أسنانكم من شدَّة الخلوف (بخراً) أَي رَائِحَة نكهتكم مُنْتِنَة مُنكرَة (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن عبد الله بن بسر) الْمَازِني وَفِيه راوً مَجْهُول
(قصّ الظفر ونتف الْإِبِط وَحلق الْعَانَة) يكون (يَوْم الْخَمِيس وَالْغسْل واللباس وَالطّيب يَوْم الْجُمُعَة) دلّت الْأَخْبَار الصَّحِيحَة على حُصُول سنة القص والنتف وَالْحلق أَي وَقت كَانَ لَكِن الأولى كَون الثَّلَاثَة الأولى يَوْم الْخَمِيس وَالثَّانيَِة يَوْم الْجُمُعَة وَالضَّابِط الْحَاجة وَجَاء فِي بعض الْأَخْبَار أَنه يفعل كل أَرْبَعِينَ وَفِي بَعْضهَا كل أُسْبُوع وَلَا تعَارض لِأَن الْأَرْبَعين أَكثر الْمدَّة والأسبوع أقلهَا وَاخْتلف فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا بَينته فِي الشَّرْح الْكَبِير (التَّمِيمِي) أَبُو الْقَاسِم اسمعيل بن مُحَمَّد بن الْفضل (فِي مسلسلاته فر عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ القرافى فِي إِسْنَاده من يحْتَاج للكشف عَنهُ
(قفلة) هِيَ الْمرة من القفول وَهِي الرُّجُوع من سفر (كغزوة) أَي رب قفلة تَسَاوِي الْغَزْو لرجحان مصلحَة الرُّجُوع على مصلحَة الْمُضِيّ للغزو ككون الْعَدو أضعافنا أَو خوف على الْحرم أَو أَرَادَ أَن أجر الْغَازِي فِي انْصِرَافه كأجره فِي ذَهَابه (حم د ك عَن ابْن عَمْرو) ابْن الْعَاصِ // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(قل هُوَ الله أحد) مَعَ كَونهَا ثَلَاث آيَات (تعدل ثلث الْقُرْآن) لِأَن الْقُرْآن قصَص وَأَحْكَام وصفات وَهِي متمحضة للصفات فَهِيَ ثلثه أَو لِأَن ثَوَاب قرَاءَتهَا يُضَاعف بِقدر ثَوَاب ثلث الْقُرْآن بِغَيْر مضاعفة (مَالك حم خَ دن عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (خَ عَن قَتَادَة بن النُّعْمَان م عَن أبي الدَّرْدَاء ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة ن عَن أبي أَيُّوب حم هـ عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ) البدري (طب عَن ابْن مَسْعُود وَعَن معَاذ) مَعًا (حم عَن أم كُلْثُوم بنت عقبَة الْبَزَّار عَن جَابر) بن عبد الله (أَبُو عبيد) الْقَاسِم بن سَلام (عَن ابْن عَبَّاس) وَهُوَ متواتر
(قل هُوَ الله أحد تعدل ثلث الْقُرْآن) أَي تساويه لِأَن مَعَانِيه آيلة إِلَى ثَلَاثَة عُلُوم علم التَّوْحِيد وَعلم الشَّرَائِع وَعلم تَهْذِيب الْأَخْلَاق وَهِي تشْتَمل على الْقسم الْأَشْرَف مِنْهَا (وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ تعدل ربع الْقُرْآن) كَمَا مر (فَائِدَة) لسورة الْإِخْلَاص أَسمَاء كَثِيرَة مِنْهَا أَسمَاء ذكرت فِي أَحَادِيث مُتَفَرِّقَة سُورَة التَّجْرِيد سُورَة التفريد سُورَة التَّوْحِيد سُورَة الْإِخْلَاص سُورَة النجَاة سُورَة الْولَايَة لِأَن من عرف الله تَعَالَى على هَذَا الْوَجْه فقد وَالَاهُ سُورَة النِّسْبَة لِأَنَّهَا وَردت جَوَابا لقَوْل الْكفَّار أنسب لنا رَبك سُورَة الْمعرفَة لِأَن مَعْرفَته تَعَالَى لَا تتمّ إِلَّا بمعرفتها سُورَة الصَّمد سُورَة الأساس الْمَانِعَة لِأَنَّهَا تمنع من فتاني الْقَبْر المحضرة لِأَن الْمَلَائِكَة تحضر عِنْد سماعهَا المنفرة لِأَن الشَّيْطَان ينفر من قرَاءَتهَا سُورَة الْبَرَاءَة لِأَن قَارِئهَا يبرأ من الشّرك المذكرة لِأَنَّهَا تذكر العَبْد خَالص التَّوْحِيد سُورَة النُّور
سُورَة الْأمان (طب ك عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(قل اللَّهُمَّ اجْعَل سريرتي خيرا من علانيتي وَاجعَل علانيتي صَالِحَة اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من صَالح مَا تُؤْتى النَّاس من المَال والأهل وَالْولد غير الضال وَلَا المضل) أَي غير الضال فِي نَفسه أَو المضل لغيره (ت عَن عمر) بن الْخطاب قَالَ قَالَ لي رَسُول الله يَا عمر قل إِلَى آخِره
(قل اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة رب كل شئ ومليكه أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت أعوذ بك من شَرّ نَفسِي وَمن شَرّ الشَّيْطَان وشركه قلها إِذا أَصبَحت وَإِذا أمسيت وَإِذا أخذت مضجعك) تضمن الِاسْتِعَاذَة من الشَّرّ وأسبابه وغايته فَإِن الشَّرّ كُله إِمَّا يصدر من النَّفس أَو من الشَّيْطَان وغايته اما أَن يعود على الْعَامِل أَو أَخِيه الْمُسلم فتضمن الحَدِيث مصدري الشَّرّ الَّذِي يصدر عَنْهُمَا وغايته (حم د ت حب ك عَن أبي هُرَيْرَة) // وَأَسَانِيده صَحِيحَة //
(قل اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك نفسا مطمئنة) أَي مُسْتَقِرَّة تقطع بوحدانيتك بِحَيْثُ (تؤمن بلقائك) أَي بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت (وترضى بِقَضَائِك وتقنع بِعَطَائِك) أَي تسكن تَحت مجاري أحكامك (هَب والضياء عَن أبي أُمَامَة) وَفِيه مَجَاهِيل
(قل اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيف فقوني وَإِنِّي ذليل فأعزني وَإِنِّي فَقير فارزقني ك عَن بُرَيْدَة) قَالَ ك صَحِيح ورده الذَّهَبِيّ
(قل اللَّهُمَّ مغفرتك أوسع من ذُنُوبِي ورحمتك أَرْجَى عِنْدِي من عَمَلي) فَإِنَّهُ لن يدْخل الْجنَّة أحد بِعَمَلِهِ وَلَا الأكابر إِلَّا أَن يتغمدهم الله برجمته (ك والضياء عَن جَابر) // بِإِسْنَاد حسن //
(قل إِذا أَصبَحت) أَي دخلت فِي الصَّباح (بِسم الله على نَفسِي وَأَهلي وَمَالِي فَإِنَّهُ لَا يذهب لَك شئ) هَذَا من الطِّبّ الروحاني الْمَشْرُوط نَفعه بالإخلاص وَحسن الِاعْتِقَاد (ابْن السّني فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ شكا رجل إِلَى الْمُصْطَفى أَنه يُصِيبهُ الْآفَات فَأمره بِهِ وَإِسْنَاده كَمَا فِي الْأَذْكَار // ضَعِيف //
(قل كلما أَصبَحت وَإِذا أمسيت بِسم الله على ديني وَنَفْسِي وَوَلَدي وَأَهلي وَمَالِي) فَإِنَّهُ لَا يذهب لَك شئ (ابْن عَسَاكِر عَن ابْن مَسْعُود
قل اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني وَعَافنِي وارزقني فَإِن هَؤُلَاءِ) الْكَلِمَات (تجمع لَك دنياك وآخرتك) أَي أُمُور دنياك وَأُمُور آخرتك (حم م هـ عَن طَارق) بن أَشْيَم (الْأَشْجَعِيّ) وَالِد أبي مَالك
(قل اللَّهُمَّ إِنِّي ظلمت نَفسِي) بارتكاب مَا يُوجب الْعقُوبَة (ظلما كثيرا) بِالْمُثَلثَةِ فِي غَالب الرِّوَايَات وَفِي رِوَايَة بموحدة فَيَنْبَغِي كَمَا فِي الْأَذْكَار الْجمع بَينهمَا (وَإنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت) لِأَنَّك الرب الْمَالِك (فَاغْفِر لي مغْفرَة) أَي عَظِيمَة لَا يدْرك كنهها وَزَاد (من عنْدك) لِأَن الَّذِي عِنْده لَا يُحِيط بِهِ وصف واصف (وارحمني إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم) قَابل اغْفِر بالغفور وَارْحَمْ بالرحيم فَهَذَا عبد اعْترف بالظلم ثمَّ التجأ إِلَيْهِ مُضْطَر أَلا يجد لذئبه ساتراً غَيره فَسَأَلَهُ الْمَغْفِرَة (حم ق ت ن هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (وَعَن أبي بكر) الصّديق
(قل آمَنت بِاللَّه) أَي جدد أيمانك بِاللَّه ذكرا بقلبك ونطقاً بلسانك (ثمَّ اسْتَقِم) أَي الزم عمل الطَّاعَات والانتهاء عَن المخالفات إِذْ لَا يُمكن مَعَ شئ من العوج فَإِنَّهَا ضِدّه (حم م ت هـ ن عَن سُفْيَان) بِتَثْلِيث أَوله (ابْن عبد الله النقفي) الطَّائِفِي لَهُ صُحْبَة
(قل اللَّهُمَّ اهدني وسددني وَاذْكُر بِالْهدى هدايتك الطَّرِيق وبالسداد سداد السهْم) أمره بِأَن يسْأَل الله الْهِدَايَة والسداد وَأَن يكون فِي ذكره وخاطره أَن الْمَطْلُوب هِدَايَة كهداية من ركب متن الطَّرِيق وَأخذ فِي الْمنْهَج الْمُسْتَقيم وسداداً كسداد السهْم نَحْو الْغَرَض (م د ن عَن عَليّ
قلب الشَّيْخ شَاب على حب اثْنَتَيْنِ حب الْعَيْش) أَي طول الْحَيَاة (وَالْمَال)
يعْنى قلب الشَّيْخ كَامِل الْحبّ لِلْمَالِ محتكم كاحتكام قُوَّة الشَّبَاب فِي شبابه (م هـ عَن أبي هُرَيْرَة
قلب الشَّيْخ شَاب على حب اثْنَتَيْنِ طول الْحَيَاة وَكَثْرَة المَال) قد عرفت مَعْنَاهُ مِمَّا قبله وَقيل وَصفه بِكَوْنِهِ شَابًّا لوُجُود هذَيْن الْأَمريْنِ فِيهِ اللَّذين هما فِي الشَّاب أَكثر (حم ت ك عَن أبي هُرَيْرَة عد وَابْن عَسَاكِر عَن أنس) قَالَ ك على شَرطهمَا وَأقرهُ الذَّهَبِيّ
(قلب الْمُؤمن حُلْو يحب الْحَلَاوَة) أَشَارَ إِلَى أَن الْمُؤمن الْخَيْر فِي الْحَيَوَان كالنحل يَأْخُذ أطايب الشّجر والنور الحلو ثمَّ يعْطى النَّاس مَا يكثر نَفعه ويحلو طعمه (هَب عَن أبي أُمَامَة) ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ // مَتنه مُنكر وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول // خطّ عَن أبي مُوسَى) وَقَالَ // مَوْضُوع //
(قلب شَاكر ولسان ذَاكر وَزَوْجَة صَالِحَة تعينك على أَمر دنياك وَدينك خير مَا اكتنز النَّاس) أَي خير مِمَّا اتخذوه كنزاً وذخراً (هَب عَن أبي أُمَامَة) // وَإِسْنَاده حسن //
(قُلُوب ابْن آدم) كَذَا فِي نسخ وَلَعَلَّه من تصرف النساخ وَإِنَّمَا هُوَ بني آدم (تلين فِي الشتَاء وَذَلِكَ لِأَن الله تَعَالَى خلق آدم من طين والطين يلين فِي الشتَاء) فتلين فِيهِ تبعا لأصلها وَالْمرَاد بلينها أَنَّهَا تصير سهلة منقادة لِلْعِبَادَةِ أَكثر (حل عَن معَاذ) بن جبل قَالَ الذَّهَبِيّ بَاطِل شبه الْمَوْضُوع
(قَلِيل الْفِقْه) وَفِي رِوَايَة الْعلم وَفِي أُخْرَى التَّوْفِيق (خير من كثير الْعِبَادَة) لِأَنَّهُ الْمُصَحح لَهَا (وَكفى بِالْمَرْءِ فقهاً إِذا عبد الله وَكفى بِالْمَرْءِ جهلا إِذا أعجب بِرَأْيهِ) أَرَادَ أَن الْعَالم وَإِن كَانَ فِيهِ تَقْصِير فِي عِبَادَته أفضل من جَاهِل مُجْتَهد
(وَإِنَّمَا النَّاس رجلَانِ مُؤمن وجاهل فَلَا تؤذ الْمُؤمن وَلَا تحاور) بحاء مُهْملَة من المحاورة (الْجَاهِل) أَي لَا تكالمه وَفِيه النَّهْي عَن المجادلة (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَفِيه ابْن اسحق
(قَلِيل التَّوْفِيق خير من كثير الْعقل) فَإِن التَّوْفِيق رَأس المَال إِذْ هُوَ خلق قدرَة الطَّاعَة فِي العَبْد (وَالْعقل فِي أَمر الدُّنْيَا مضرَّة وَالْعقل فِي أَمر الدّين مَسَرَّة) لِأَن زِيَادَته فِي الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة تفضى بصاحبها إِلَى الدهاء وَالْمَكْر وَذَلِكَ مَذْمُوم (ابْن عَسَاكِر عَن أبي الدَّرْدَاء
قَلِيل الْعَمَل ينفع مَعَ الْعلم) فَإِنَّهُ يُصَحِّحهُ (وَكثير الْعَمَل لَا ينفع مَعَ الْجَهْل) لِأَن المتعبد بِغَيْر علم كالحمار فِي الطاحون كَمَا يَأْتِي فِي خبر (فر عَن أنس) بن مَالك
(قَلِيل) من المَال (تُؤدِّي شكره) يَا ثَعْلَبَة الَّذِي قَالَ ادْع الله أَن رَزَقَنِي مَالا (خير من كثير لَا تُطِيقهُ) تَمَامه إِمَّا تُرِيدُ أَن تكون مثل رَسُول الله لَو سَأَلت الله أَن يسيل لي الْجبَال ذَهَبا لسالت (البغوى والباوردي) بموحدة أَوله (وَابْن قَانِع وَابْن السكن وَابْن شاهين) كلهم فِي الصَّحَابَة (عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ (عَن ثَعْلَبَة بن حَاطِب) بمهملتين أَو ابْن أبي حَاطِب الْأنْصَارِيّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ // فِي إِسْنَاده نظر //
(قُم فصل فَإِن فِي الصَّلَاة شِفَاء) من الْأَمْرَاض القلبية والبدنية والهم وَالْغَم وَاسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة (حم هـ عَن أبي هُرَيْرَة
قُم فعلمها) أَي الْمَرْأَة الَّتِي تُرِيدُ أَن تتزوجها وَلَيْسَ مَعَك صدَاق (عشْرين آيَة) من الْقُرْآن (وَهِي) إِذا وَقع العقد (امْرَأَتك) فِيهِ أَن أقل الصَدَاق غير مُقَدّر وَأَنه يجوز جعل تَعْلِيم الْقُرْآن صَدَاقا وَإِلَيْهِ ذهب الشَّافِعِي مُخَالفا للثَّلَاثَة (د عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(قُمْت على بَاب الْجنَّة) فتأملت من فِيهَا (فَإِذا عَامَّة من دَخلهَا الْمَسَاكِين وَإِذا أَصْحَاب الْجد) بِفَتْح الْجِيم أَي الْأَغْنِيَاء (محبوسون) فِي العرصات لطول حسابهم (إِلَّا) فِي رِوَايَة بدلهَا غير وَهِي بِمَعْنى لَكِن (أَصْحَاب النَّار) أَي الْكفَّار (فقد أَمر بهم إِلَى النَّار) فَلَا يوقفون فِي العرصات بل يساقون إِلَيْهَا (وَقمت على بَاب النَّار) فَنَظَرت من فِيهَا (فَإِذا عَامَّة من دَخلهَا النِّسَاء) لِأَنَّهُنَّ
يكفرن العشير وينكرن الْإِحْسَان (حم ق ن عَن أُسَامَة بن زيد
قرائم منبري رواتب فِي الْجنَّة) يُقَال رتب الشئ إِذا اسْتَقر ودام وعد الْمُؤلف ذَا من خَصَائِصه (حم ن حب عَن أم سَلمَة طب ك عَن أبي وَاقد) بِالْقَافِ اللَّيْثِيّ // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قوام أمتِي بشرارها) أَي استقامة أمتِي وانتظام أحوالها إِنَّمَا يكون بِوُجُود الأشرار فِيهَا فَإِن هَذَا الْعَالم لَا يتم نظامه إِلَّا بِوُجُود الشرور فِيهِ كَمَا ذكره الْحُكَمَاء وَفِي نسخ قوام أمتى شِرَارهَا بِإِسْقَاط الْمُوَحدَة من شرار وَضم الْقَاف وَشد الْوَاو أَي القائمون بأمورها وهم الْأُمَرَاء شرار النَّاس غَالِبا (حم م عَن مَيْمُون بن سنباذ) بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وذال مُعْجمَة أَبُو الْمُغيرَة الْعقيلِيّ قيل لَهُ صُحْبَة قَالَ الذَّهَبِيّ وَفِيه نظر
(قوام الْمَرْء عقله وَلَا دين لمن لَا عقل لَهُ) لِأَن الْعقل هُوَ الْموقف على أسرار الدّين ورتبة كل إِنْسَان فِي الدّين على قدر رُتْبَة عقله (هَب عَن جَابر) ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ حَامِد بن آدم وَهُوَ مُتَّهم بِالْكَذِبِ
(قوا بأموالكم عَن إعراضكم) أَي اعطوا الشَّاعِر وَنَحْوه مِمَّن تخافون لِسَانه مَا تدفعون بِهِ شَرّ وقيعته فِي إعراضكم (وليصانع أحدكُم بِلِسَانِهِ عَن دينه) فَيقبل على أهل الشَّرّ ويداريهم لِسَلَامَةِ دينه (عد وَابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(قوتوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ) قَالَ الْأَوْزَاعِيّ مَعْنَاهُ صفروا الأرغفة (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // وَإِسْنَاده حسن وَقيل ضَعِيف
(قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد) أَي عظمهفي الدُّنْيَا بأعلاء ذكره وإبقاء شَرعه وَفِي الْآخِرَة بتشفيعه فِي أمته // (وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم) ذُريَّته من اسمعيل واسحق وَالْمرَاد الْمُسلمُونَ بل المتقون مِنْهُم (إِنَّك حميد) فعيل من الْحَمد بِمَعْنى مَحْمُود (مجيد) من الْمجد وَهُوَ صفة من كمل فِي الشّرف وَهُوَ مُسْتَلْزم للعظمة والجلال (اللَّهُمَّ بَارك على مُحَمَّد) أَي أثبت وأدم مَا أَعْطيته من التشريف والكرامة (وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم) التَّشْبِيه لَيْسَ من الحاق النَّاقِص بالكامل بل من حَال من لَا يعرف بِمَا يعرف (أَنَّك حميد) تذييل للْكَلَام الْمُتَقَدّم وَتَقْرِير لَهُ على الْعُمُوم أَي أَنَّك فَاعل مَا تستوجب بِهِ الْحَمد من النعم المتكاثرة (مجيد) كثير الْإِحْسَان (حم ق د ن هـ عَن كَعْب بن عجْرَة) قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله قد علمنَا كَيفَ نسلم عَلَيْك فَكيف نصلي عَلَيْك فَذكره
(قُولُوا خيرا تغنموا) بقول الْخَيْر إِذا نوى بِهِ نشراً الْخَيْر وتعليمه (واسكتوا عَن شَرّ تسلموا) كَمَا مر تَقْرِيره (الْقُضَاعِي عَن عبَادَة بن الصَّامِت) // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(قومُوا) أَيهَا الْأَنْصَار أَو جَمِيع من حضر مِنْهُم وَمن الْمُهَاجِرين (إِلَى سيدكم) سعد ابْن معَاذ القادم عَلَيْكُم لما لَهُ من الشّرف الْمُقْتَضى للتعظيم أَو مَعْنَاهُ قومُوا لإعانته فِي النُّزُول عَن الدَّابَّة لمرضه (د عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(قيام سَاعَة فِي الصَّفّ لِلْقِتَالِ فِي سَبِيل الله) بِقصد إعلاء كلمة الله (خير من قيام سِتِّينَ سنة) أَي من التَّهَجُّد بِاللَّيْلِ مُدَّة سِتِّينَ سنة وَهَذَا فِيمَا إِذا تعين الْقِتَال (عَدو ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(قيدوه كل) أَي قيد نَاقَتك وتوكل على الله فَإِن التَّقْيِيد لَا يُنَافِي التَّوَكُّل (هَب عَن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي) الْكِنَانِي قَالَ يَا رَسُول الله أرسل نَاقَتي وَأَتَوَكَّل قَالَ بل قيد وتوكل // وَإِسْنَاده جيد //
(قيدوا الْعلم بِالْكتاب) لِأَنَّهُ يكثر على السّمع فتعجز الْقُلُوب عَن حفظه وَقد كره كِتَابَة الْعلم جمع مِنْهُم ابْن عَبَّاس ثمَّ انْعَقَد الْإِجْمَاع الْآن على الْجَوَاز وَلَا يُعَارضهُ حَدِيث مُسلم لَا تكْتبُوا عني شيأ غير الْقُرْآن لِأَن أنهى خَاص بِوَقْت نُزُوله خوف لبسه بِغَيْرِهِ أَو أنهى مُتَقَدم وَالْإِذْن نَاسخ عِنْد أَمن اللّبْس وَالْحِفْظ
قرين الْعقل وَالنِّسْيَان كَائِن لَا محَالة وَأول من نسي آدم فنسيت ذُريَّته فقيد بِالْكِتَابَةِ لِئَلَّا يفوت ويدرس فالكتابة تَدْبِير من الله لِعِبَادِهِ وَهِي حُرُوف مصورة علائم على الْمعَانِي فكتابة الْعلم مُسْتَحبَّة وَقيل واجبه لِأَن الْعلم فِي إدبار وَالْجهل فِي إقبال (الْحَكِيم) فِي نوادره (وسموية عَن أنس) بن مَالك (طب ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(قيلوا فَإِن الشَّيَاطِين لَا تقيل) من القيلولة وَهِي النّوم فِي الظهيرة فتندب لإعانتها على قيام اللَّيْل (طس وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ) وَكَذَا الديلمي (عَن أنس) بن مَالك وَفِي إِسْنَاده كَذَّاب فَقَوْل الْمُؤلف حسن غير صَوَاب
(قيم الدّين الصَّلَاة وسنام الْعَمَل الْجِهَاد وَأفضل أَخْلَاق الْإِسْلَام الصمت) أَي السُّكُوت عَمَّا لَا يَنْبَغِي (حَتَّى يسلم النَّاس مِنْك) أَي من لسَانك ويدك (ابْن الْمُبَارك) فِي الزّهْد (عَن وهب) ابْن مُنَبّه (مُرْسلا) هُوَ الصَّنْعَانِيّ الإخباري
(الْقَائِم بعدِي) بالخلافة وَهُوَ الصّديق (فِي الْجنَّة وَالَّذِي يقوم بعده) وَهُوَ عمر فِي الْجنَّة (وَالثَّالِث) وَهُوَ عُثْمَان فِي الْجنَّة (وَالرَّابِع) وَهُوَ عَليّ (فِي الْجنَّة) إِذْ هم خلافاؤه حَقًا وبعدهم إِنَّمَا صَار ملكا (ابْن عَسَاكِر عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الْقَاتِل لَا يَرث) من الْمَقْتُول شيأ أَخذ بِعُمُومِهِ الشَّافِعِي فَمنع توريثه مُطلقًا وَقَالَ أَحْمد إِلَّا الْخَطَأ وَورثه مَالك من المَال دون الدِّيَة (ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن لَهُ شَوَاهِد تَقْوِيَة //
(الْقَاص) الَّذِي يقص على النَّاس ويعظهم وَيَأْتِي بِأَحَادِيث بَاطِلَة أَو يعظ وَلَا يتعظ (ينْتَظر المقت) من الله تَعَالَى (والمستمع) للْعلم الشَّرْعِيّ (ينْتَظر الرَّحْمَة) مِنْهُ تَعَالَى (والتاجر الصدوق) الْأمين (ينْتَظر الرزق) أَي الرِّبْح من الله (والمحتكر) حَابِس الطَّعَام الَّذِي تعم الْحَاجة إِلَيْهِ ليَبِيعهُ بأغلى (ينْتَظر اللَّعْنَة) أَي الطَّرْد والبعد عَن مَوَاطِن الرَّحْمَة (والنائحة) على الْمَيِّت (وَمن حولهَا) من النسْوَة اللَّاتِي يساعدنها (من) كل (امْرَأَة مستمعة) إِلَى نوحهن (عَلَيْهِنَّ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ) إِن لم يتبن والْحَدِيث مسوق للزجر والتنفير من فعل ذَلِك أَو الإصغاء إِلَيْهِ أَو الرِّضَا بِهِ فَإِنَّهُ حرَام (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (وَابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ (وَابْن عَبَّاس وَابْن الزبير) // وَفِي إِسْنَاد وَضاع //
(الْقبْلَة بحسنه والحسنة بِعشْرَة حل عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَرَوَاهُ عَنهُ الديلمي
(الْقَتْل فِي سَبِيل الله يكفر كل خَطِيئَة) قَالَ جِبْرِيل إِلَّا الدّين فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم](إِلَّا الدّين) أَي مَا تعلق بِذِمَّتِهِ من دين الْآدَمِيّ لِأَن حق الْآدَمِيّ لَا يسْقط إِلَّا بِعَفْو أَو وَفَاء (م عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ (ت عَن أنس) ابْن مَالك
(الْقَتْل فِي سَبِيل الله يكفر الذُّنُوب كلهَا إِلَّا الْأَمَانَة وَالْأَمَانَة فِي الصَّلَاة وَالْأَمَانَة فِي الصَّوْم وَالْأَمَانَة فِي الحَدِيث وَأَشد ذَلِك الودائع) حَيْثُ أمكنه ردهَا إِلَى أَهلهَا أَو الْإِيصَاء بهَا فَلم يفعل (طب حل عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الْقَتْل فِي سَبِيل الله شَهَادَة والطاعون شَهَادَة والبطن شَهَادَة وَالْغَرق شَهَادَة وَالنُّفَسَاء شَهَادَة) أَي هم شُهَدَاء الْآخِرَة وَقد مر موضحاً (حم والضياء عَن عبَادَة بن الصَّامِت) وَفِيه راوٍ لم يسم
(الْقَتْل فِي سَبِيل الله شَهَادَة والطاعون شَهَادَة وَالْغَرق شَهَادَة والبطن شَهَادَة والحرق شَهَادَة والسيل) بِكَسْر الْمُهْملَة ومثناة تحتية أَي الْغَرق فِي المَاء كَذَا ضَبطه الْمُؤلف بِخَطِّهِ وَفِي كثير من الْأُصُول السل (وَالنُّفَسَاء يجرها وَلَدهَا بسررها إِلَى الْجنَّة) أفردها عَمَّا قبلهَا لِأَنَّهَا أرفع دَرَجَة (حم عَن رَاشد ابْن حُبَيْش) صَحَابِيّ // وَإِسْنَاده صَحِيح // فَقَوْل الْمُؤلف حسن تَقْصِير
(الْقدر) بِالتَّحْرِيكِ (نظام
التَّوْحِيد فَمن وحد الله وآمن بِالْقدرِ فقد استمسك بالعروة الوثقى) لِأَن من قطع بِأَن الْخلق لَو أَجمعُوا على أَن ينفعوه لم ينفعوه إِلَّا بشئ قدره الله لَهُ وَلَو أَجمعُوا على أَن يضروه لم يضروه إِلَّا بشئ قدره الله عَلَيْهِ وَطرح الْأَسْبَاب فقد استمسك بهَا (طس عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
الْقدر سر الله) تَمَامه عِنْد مخرجه فَلَا تفشوا سر الله قَالَ بَعضهم اسْتَأْثر تَعَالَى بسر الْقدر وَنهى عَن طلبه وَلَو كشف لَهُم عَنهُ وَعَن عَاقِبَة أَمرهم لما صَحَّ التَّكْلِيف وَلم يذكر لَهُ مخرجا وَقد خرجه أَئِمَّة مشاهير مِنْهُم أَبُو نعيم وَابْن عدي // وَهُوَ ضَعِيف //
(الْقَدَرِيَّة مجوس هَذِه الْأمة) لِأَن قَوْلهم أَن أَفعَال الْعباد مخلوقة بقدرهم يشبه قَول الْمَجُوس الْقَائِلين بِأَن الْخَيْر من فعل النُّور وَالشَّر من فعل الظلمَة (أَن مرضوا فَلَا تعودوهم وَإِن مَاتُوا فَلَا تشهدوهم) أَي تحضروا جنائزهم وَلَا تصلوا عَلَيْهِم لاستلزام ذَلِك الدُّعَاء لَهُم بِالصِّحَّةِ وَالْمَغْفِرَة (د ك عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَفِيه انْقِطَاع
(الْقُرَّاء عرفاء أهل الْجنَّة) لِأَن فِيهَا أُمَرَاء وعرفاء فالأمراء الْأَنْبِيَاء والعرفاء الْقُرَّاء (ابْن جَمِيع) بِضَم الْجِيم (فِي مُعْجَمه والضياء) فِي مختارته (عَن أنس) // بِإِسْنَاد فِيهِ مُتَّهم //
(الْقُرْآن شَافِع مُشَفع) أَي مَقْبُول الشَّفَاعَة (وَمَا حل مُصدق) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (من جعله أَمَامه) بِفَتْح الْهمزَة أَي اقْتدى بِهِ بِالْتِزَام مَا فِيهِ من الْأَحْكَام (قَادَهُ إِلَى الْجنَّة وَمن جعله خَلفه سَاقه إِلَى النَّار) لِأَنَّهُ القانون الَّذِي تستند إِلَيْهِ السّنة وَالْإِجْمَاع وَالْقِيَاس فَمن لم يَجعله أَمَامه فقد بنى على غير أساس (حب هَب عَن جَابر) بن عبد الله (طب هَب عَن ابْن مَسْعُود) // وَفِيه ضعف //
(الْقُرْآن غَنِي) بِكَسْر الْمُعْجَمَة منوناً (لَا فقر بعده) أَي فِيهِ غنى لقلب الْمُؤمن إِذا اسْتغنى بمتابعته عَن مُتَابعَة غَيره (وَلَا غنى دونه) لِأَن جَمِيع الموجودات عاجزة فقيرة ذليلة فَمن اسْتغنى بفقير زَاد فقره وَمن تعلق بِغَيْر الله انْقَطع حبله (ع وَمُحَمّد بن نصر) وَالطَّبَرَانِيّ (عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الْقُرْآن ألف ألف حرف وَسَبْعَة وَعِشْرُونَ ألف حرف فَمن قَرَأَهُ صَابِرًا محتسباً كَانَ لَهُ بِكُل حرف) يَقْرَؤُهُ من الثَّوَاب (زَوْجَة) فِي الْجنَّة (من الْحور الْعين) غير مَاله من نسَاء الدُّنْيَا (طس عَن عمر) بن الْخطاب قَالَ فِي الْمِيزَان // بَاطِل //
(الْقُرْآن يقْرَأ على سَبْعَة أحرف وَلَا تماروا فِي الْقُرْآن فَإِن مراء فِي الْقُرْآن كفر) أَي كفر للنعمة (حم عَن أبي جهيم) تَصْغِير جهم ابْن حُذَيْفَة // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(الْقُرْآن هُوَ النُّور الْمُبين) أَي الضياء الَّذِي يستضاء بِهِ إِلَى سلوك سَبِيل الْهَدْي قَالَ الْغَزالِيّ لَوْلَا أَن أنوار كَلَام الله غشيت بكسوة الْحُرُوف لما أطاقت الْقُوَّة البشرية سَمَاعه لعظمته وسلطانه وسبحات نوره وَلَوْلَا تثبيت الله لمُوسَى لما أطَاق سَمَاعه مُجَردا عَن كسْوَة الْحُرُوف والأصوات كَمَا لم يطق الْجَبَل مبادى تجليه حَتَّى صَار دكاً (وَالذكر) أَي الْمَذْكُور أَو مَا يتَذَكَّر بِهِ أَي يتعظ (الْحَكِيم) الْمُحكم آيَاته أَو ذُو الْحِكْمَة (والصراط الْمُسْتَقيم) أَي هُوَ مثل الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فِي كَونه يُوصل سالكه إِلَى الْفَوْز بالسعادة الْعُظْمَى قَالَ الْحَكِيم الْقُرْآن عَسْكَر الْمُؤمن وجند الله الْأَعْظَم فِيهِ الْوَعْد والوعيد وَبِه ينقمع الْعَدو وتذل النَّفس وتنقاد لسلوك الصِّرَاط الْمُسْتَقيم (هَب عَن رجل) صَحَابِيّ // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(الْقُرْآن هُوَ الدَّوَاء) شِفَاء لما فِي الصُّدُور فَهُوَ شِفَاء للأدواء القلبية والبدنية لَكِن لَا يحسن التَّدَاوِي بِهِ إِلَّا الموفقون (السجزى فِي) كتاب (الْإِبَانَة والقضاعي عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ // وَإِسْنَاده حسن //
(الْقصاص ثَلَاثَة أَمِير أَو مَأْمُور أَو مختال) وَهُوَ من لم يَأْذَن لَهُ الإِمَام أَو نَائِبه لِأَن دُخُوله فِي عُهْدَة من لم يُخَاطب بِهِ دَلِيل على