المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

يُورث الْفقر) أَي اللَّازِم والدائم لِأَن الْغنى من فضل الله - التيسير بشرح الجامع الصغير - جـ ٢

[عبد الرؤوف المناوي]

الفصل: يُورث الْفقر) أَي اللَّازِم والدائم لِأَن الْغنى من فضل الله

يُورث الْفقر) أَي اللَّازِم والدائم لِأَن الْغنى من فضل الله وَقد أغْنى الله عَبده بِمَا أحل لَهُ من فَضله فَمن آثر الزِّنَا ذهب عَنهُ الْفضل وَإِذا ذهب الْفضل ذهب الْغَنِيّ (الْقُضَاعِي هَب عَن ابْن عمر) ابْن الْخطاب قَالَ الْمُنْذِرِيّ // ضَعِيف // والذهبي // مُنكر //

(الزنْجِي) بِفَتْح الزَّاي وتكسر (إِذا شبع زنى وَإِذا جَاع سرق) فَلَا يَنْبَغِي اقتناؤه (وَأَن فيهم) أَي الزنج بِفَتْح الزَّاي وتكسر جيل من السودَان مَعْرُوف (لسماحة ونجدة أَي شجاعة وبأساً كَمَا هُوَ مشَاهد فاتخاذهم لهَذَا الْغَرَض لَا بَأْس بِهِ بِخِلَافِهِ لنَحْو خدمَة أَو نِكَاح (عد عَن عَائِشَة) بِإِسْنَاد واهٍ بل قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع

(الزهادة فِي الدُّنْيَا) أَي ترك الرَّغْبَة فِيهَا (لَيست بِتَحْرِيم الْحَلَال) على نَفسك كَانَ لَا تَأْكُل لَحْمًا وَلَا تجامع (وَلَا إِضَاعَة المَال) بِإِخْرَاجِهِ من يَده كُله (وَلَكِن الزهادة فِي الدُّنْيَا) حَقِيقَة هِيَ (أَن لَا تكون بِمَا فِي يَديك) من المَال (أوثق مِنْك بِمَا فِي يَد الله وَأَن تكون فِي ثَوَاب الْمُصِيبَة إِذا أَنْت أصبت بهَا أَرغب مِنْك فِيهَا لَو أَنَّهَا أبقيت لَك) فَلَيْسَ الزّهْد تجنيب المَال بِالْكُلِّيَّةِ بل أَن يتساوى وجوده وفقده عنْدك وَلَا يتَعَلَّق بِهِ قَلْبك الْبَتَّةَ (ث هـ عَن أبي ذَر) قَالَ ت // غَرِيب وَقَالَ // غَيره ضَعِيف //

(الزّهْد فِي الدُّنْيَا يرِيح الْقلب وَالْبدن) وَفِي رِوَايَة الْجَسَد (وَالرَّغْبَة فِيهَا تتعب الْقلب وَالْبدن) فنفعها لَا يقي بضرها وَكَمَال الزّهْد وصفاء التَّقْوَى يصير العَبْد من الراسخين فِي الْعلم وَالدّين (طس عدهب عَن أبي هُرَيْرَة) مَوْقُوفا (هَب عَن عمر مَوْقُوفا) قَالَ الْمُنْذِرِيّ إِسْنَاده مقارب

(الزّهْد فِي الدُّنْيَا يرِيح الْقلب وَالْبدن) لِأَنَّهُ يفرغه لعمارة وقته وَجمع قلبه على مَا هُوَ بصدده وَيقطع مواد طعمه الَّتِي هِيَ أفسد الْأَشْيَاء للقلب (وَالرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا تطيل الْهم والحزن) فالدنيا عَذَاب حَاضر تُؤَدّى إِلَى عَذَاب منتظر فَمن زهد فِيهَا استراحت نَفسه وطاب عيشه (حم فِي الزّهْد هَب عَن طَاوس) بن كيسَان الْيَمَانِيّ الْحِمْيَرِي التَّابِعِيّ الْجَلِيل (مُرْسلا) وأسنده الطَّبَرَانِيّ عَن أبي هُرَيْرَة

(الزّهْد فِي الدُّنْيَا يرِيح الْقلب وَالْبدن وَالرَّغْبَة فِيهَا تكْثر الْهم والحزن والبطالة تقسي الْقلب) أَي والشغل بِالْعبَادَة أَو باكتساب الْحَلَال للعيال يرققه وَلِهَذَا كَانَ الله يحب العَبْد المحترف كَمَا مر (تَتِمَّة) قَالَ أَبُو يزِيد مَا غلبني إِلَّا شَاب من بَلخ قَالَ لي مَا حد الزّهْد عنْدكُمْ قلت إِن وجدنَا أكلنَا وَإِن فَقدنَا صَبرنَا فَقَالَ هَكَذَا عندنَا كلاب بَلخ قلت فَمَا حَده عنْدكُمْ قَالَ إِن فَقدنَا صَبرنَا وَإِن وجدنَا آثرنا أهـ (الْقُضَاعِي عَن ابْن عَمْرو)

(حرف السِّين)

(سأحدثكم بِأُمُور النَّاس وأخلاقهم) قَالُوا حَدثنَا يَا رَسُول الله قَالَ (الرجل) يعْنى الْإِنْسَان فالرجل وصف طردي (يكون سريع الْغَضَب سريع الْفَيْء) أَي الرُّجُوع عَن الْغَضَب (فَلَا) يكون (لَهُ) فضل (وَلَا عَلَيْهِ) نقص بل يكون (كفافاً) أَي رَأْسا بِرَأْس لمقابلة سرعَة رُجُوعه الْمَحْمُود لسرعة غَضَبه المذموم فالفضيلة جبرت النقيصة (وَالرجل يكون بعيد الْغَضَب سريع الْفَيْء فَذَاك لَهُ) أَي فضل (وَلَا عَلَيْهِ) نقص (وَالرجل يقتضى) أَي يسْتَوْفى (الَّذِي لَهُ) على غَيره (وَيقْضى) الدّين (الَّذِي عَلَيْهِ) لغيره (فَذَاك) رجل (لإله) فَضِيلَة (وَلَا عَلَيْهِ) نقيصة للمقابلة الْمَذْكُورَة (وَالرجل يقتضى) الدّين (الَّذِي لَهُ) على غَيره (ويمطل) مَعَ الْغَنِيّ والتمكن من الْأَدَاء (النَّاس) بِالدّينِ (الَّذِي عَلَيْهِ فَذَاك عَلَيْهِ) إِثْم (وَلَا لَهُ) فضل فَإِن المطل كَبِيرَة والمطل التسويف بالمدين (الْبَزَّار) وَكَذَا الطَّبَرَانِيّ (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح أَو حسن //

(سَأَلت رَبِّي

ص: 47

أَن لَا يعذب اللاهين) البله الغافلين أَو الْأَطْفَال (من ذُرِّيَّة الْبشر) لِأَن أَعْمَالهم كاللهو واللغو من غير عقد وَلَا عزم (فأعطانيهم) يعْنى عَفا عَنْهُم لأجلي فَلَا يعذبهم (ش قطّ فِي الْأَفْرَاد والضياء) فِي المختارة (عَن أنس) وَله طرق بَعْضهَا // صَحِيح //

(سَأَلت رَبِّي أَبنَاء الْعشْرين) أَي قبُول الشَّفَاعَة فِيمَن مَاتَ (من أمتِي) على الْإِسْلَام فِي سنّ عشْرين سنة (فوهبهم لي) أَي شفعني فيهم بِأَن يخرج من شَاءَ تعذيبه من عصاتهم من النَّار (ابْن أبي الدُّنْيَا) الْقرشِي (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سَأَلت الله فِي أَبنَاء الْأَرْبَعين من أمتِي) أَي فِي شَأْنهمْ بِأَن يغْفر لَهُم (فَقَالَ يَا مُحَمَّد قد غفرت لَهُم فَقلت فأبناء الْخمسين قَالَ إِنِّي قد غفرت لَهُم قلت فأبناء السِّتين قَالَ قد غفرت لَهُم قلت فأبناء السّبْعين قَالَ يَا مُحَمَّد إِنِّي لأستحيى من عَبدِي أَن أعْمرهُ سبعين سنة يعبدني لَا يُشْرك بِي شيأ أَن أعذبه بالنَّار) نَار الخلود (فَأَما أَبنَاء الأحقاب) جمع حقب وَهُوَ ثَمَانُون وَقيل تسعون سنة وَلذَلِك بَينه بقوله (أَبنَاء الثَّمَانِينَ وَالتسْعين فَإِنِّي واقفهم) أَي موقفهم (يَوْم الْقِيَامَة) بَين يَدي (فَقَائِل لَهُم أدخلُوا) مَعكُمْ (من أَحْبَبْتُم الْجنَّة) المُرَاد بالمغفرة هُنَا التجاوز عَن صغائرهم لَا أَن تصير أمته كلهم مغبورين غَيره تَوْفِيقًا بَينه وَبَين مَا دلّ عَلَيْهِ الْكتاب وَالسّنة من تَعْذِيب الْفَاسِق لَكِن لَا يخلد (أَبُو لشيخ عَن عَائِشَة) وَرَوَاهُ عَنْهَا الديلمي // وَإِسْنَاده ضَعِيف //.

(سَأَلت الله أَن يَجْعَل حِسَاب أمتِي إِلَيّ) أَي أَن يُفَوض محاسبتها لي فاسترها (لِئَلَّا تفتضح عِنْد الْأُمَم) بِمَا لَهُم من كَثْرَة الذُّنُوب وَقلة الْأَعْمَال (فَأوحى الله عز وجل إِلَيّ يَا مُحَمَّد بل أَنا أحاسبهم فَإِن كَانَ مِنْهُم زلَّة سترتها) حَتَّى (عَنْك) أَنْت (لِئَلَّا يفتضحوا عنْدك) وَهَذَا تنويه عَظِيم بكرامته على ربه (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سَأَلت رَبِّي أَن يكْتب) أَي يفْرض (على أمتِي سبْحَة الضُّحَى فَقَالَ تِلْكَ صَلَاة الْمَلَائِكَة من شَاءَ صلاهَا وَمن شَاءَ تَركهَا وَمن صلاهَا فَلَا يُصليهَا حَتَّى ترْتَفع) أَي الشَّمْس وَإِن لم يتَقَدَّم لَهَا ذكر على حد حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب وسبحة الضُّحَى صلَاتهَا وَفِيه ندب صَلَاة الضُّحَى وَإِن الْمَلَائِكَة يصلونَ (فر عَن عبد الله بن زيد) // بِغَيْر سَنَد //

(سَأَلت رَبِّي فِيمَا تخْتَلف فِيهِ أَصْحَابِي) أَي مَا حكمه (من بعدِي) أَي بعد موتِي (فَأوحى إِلَيّ يَا مُحَمَّد أَن أَصْحَابك عِنْدِي بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء بَعْضهَا أَضْوَأ من بعض فَمن أَخذ بِشَيْء مِمَّا هم عَلَيْهِ من اخْتلَافهمْ (فَهُوَ عِنْدِي هدى) لأَنهم كَنَفس وَاحِدَة فِي التَّوْحِيد ونصرة الدّين وَاخْتِلَافهمْ إِنَّمَا نَشأ عَن اجْتِهَاد وَلَهُم محامل وَلذَلِك كَانَ اخْتلَافهمْ رَحْمَة كَمَا فِي حَدِيث (السجزى فِي الْإِبَانَة) عَن أصُول الدّيانَة (وَابْن عَسَاكِر عَن عمر) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ لَا يَصح والذهبي // بَاطِل //

(سَأَلت رَبِّي أَن لَا أَتزوّج إِلَى أحد من أمتِي وَلَا يتَزَوَّج إِلَى أحد من أمتِي إِلَّا كَانَ معي فِي الْجنَّة فَأَعْطَانِي ذَلِك) يحْتَمل شُمُوله لمن تزوج أَو زوج من ذُريَّته (طب ك عَن عبد الله بن أبي أوفى) بِفَتَحَات قَالَ ك // صَحِيح وأقروه //

(سَأَلت رَبِّي أَن لَا يدْخل أحدا من أهل بَيْتِي) فَاطِمَة وَعلي وإبناهما أَو زَوْجَاته (النَّار فَأَعْطَانِيهَا) وَفِي رِوَايَة فَأَعْطَانِي ذَلِك (أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان) بِكَسْر الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة وَسُكُون الْمُعْجَمَة (فِي أَمَالِيهِ عَن عمرَان بن حُصَيْن) تَصْغِير حسن // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سَأَلت رَبِّي فَأَعْطَانِي أَوْلَاد الْمُشْركين) الَّذين لم يبلغُوا الْحلم (خدماً لأهل الْجنَّة وَذَلِكَ أَنهم لم يدركوا مَا أدْرك آباؤهم من الشّرك وَلِأَنَّهُم فِي الْمِيثَاق الأول) الْمَأْخُوذ على الْخلق فِي عَالم الذَّر بقوله أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى

ص: 48

فهم من أهل الْجنَّة وَهَذَا مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُور وَمَا ورد فِي بعض النُّصُوص مِمَّا يُخَالِفهُ مؤول (أَبُو الْحسن بن مِلَّة فِي أَمَالِيهِ عَن أنس) بن مَالك

(سَأَلت رَبِّي أَن لَا أزوج إِلَّا من أهل الْجنَّة وَلَا أَتزوّج إِلَّا من أهل الْجنَّة) أَي فَأَعْطَانِي ذَلِك (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب عَن ابْن عَبَّاس) وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر

(سَأَلت الله الشَّفَاعَة) أَي الْإِذْن فِي الشَّفَاعَة (لأمتي) أمة الْإِجَابَة (فَقَالَ لَك سَبْعُونَ ألفا يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب وَلَا عَذَاب) قَالَ فِي المطامح لَعَلَّهُم أهل مقَام التَّفْوِيض الَّذين غلب عَلَيْهِم حَال الْخَلِيل (قلت رَبِّي زِدْنِي فَحَثَا لي بيدَيْهِ مرَّتَيْنِ وَعَن يَمِينه وَعَن شِمَاله) ضرب الْمثل بالحثيات لِأَن شَأْن الْمُعْطى إِذا استزيد أَن يحثى بيدَيْهِ بِغَيْر حِسَاب (هناد عَن أبي هُرَيْرَة) // وَإِسْنَاده جيد //

(سَأَلت جِبْرِيل أَي الْأَجَليْنِ قضى مُوسَى) لشعيب هَل هُوَ أطولهما الَّذِي هُوَ الْعشْر أَو ثَمَان (قَالَ) قضى (أكملهما وأتمهما) وَهُوَ الْعشْر (ع ك عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ك صَحِيح ورد بِأَن فِيهِ مَجَاهِيل

(سَأَلت جِبْرِيل هَل ترى رَبك قَالَ إِن بيني وَبَينه سبعين حِجَابا من نور لَو رَأَيْت أدناها لاحترقت) ذكر السّبْعين للتكثير لَا للتحديد لن الْحجب إِذا كَانَت أَشْيَاء حاجزة فالواحد مِنْهَا يحجب وَالله لَا يَحْجُبهُ شَيْء فالحجب عبارَة عَن الهيبة والجلال (طس عَن أنس) وَفِي إِسْنَاد مُتَّهم

(سَأَلت رَبِّي عَن هَذِه الْآيَة وَنفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله من الَّذين لم يَشَأْ الله أَن يصعقهم قَالَ هم الشُّهَدَاء ثنية الله) كَذَا بِخَط الْمُؤلف بمثلثة وَنون وتحتية (متقلدون أسيافهم حول عَرْشه) فَإِنَّهُم أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ وَقيل الْمُسْتَثْنى الْحور والولدان (ع قطّ فِي الْأَفْرَاد ك وَابْن مردوية وَالْبَيْهَقِيّ فِي) كتاب (الْبَعْث) والديلمي (عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح وَأقرهُ الذَّهَبِيّ

(سلب الْمُؤمن كالمشرف على الهلكة) مُرَاده الْمُؤمن الْمَعْصُوم وَالْقَصْد بِهِ وَبِمَا بعده التحذير من السب (الْبَزَّار) وَكَذَا أَحْمد (عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد جيد //

(سَاب الْمَوْتَى كالمشرف على الهلكة) أَرَادَ الْمَوْتَى الْمُؤمنِينَ (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ

(سَابِقنَا سَابق وَمُقْتَصِدنَا نَاجٍ وَظَالِمنَا مغْفُور لَهُ) يعْنى قَوْله تَعَالَى ثمَّ أَوْرَثنَا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا الْآيَة قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ لَا يَنْبَغِي أَن يغتر بِهِ فَإِن شَرطه صِحَة التَّوْبَة انْتهى وَقَالَ ابْن عَطاء الظَّالِم الَّذِي يحب الله لأجل الدُّنْيَا والمقتصدين من يُحِبهُ لأجل العقبى وَالسَّابِق من أسقط مُرَاده لمراده وَقيل الظَّالِم من يجزع من الْبلَاء والمقتصد من يصبر عَلَيْهِ وَالسَّابِق من يتلذذ بِهِ وَقيل الظَّالِم من يعبد على الْغَفْلَة وَالْعَادَة والمقتصد من يعبد على الرَّغْبَة والرهبة وَالسَّابِق من يعبد على الهيبة والْمنَّة وَقيل وَقيل (ابْن مردوية وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث على ابْن عمر) ابْن الْخطاب // وَهَذَا مُنكر //

(سادة السودَان) يعْنى الحبشان (أَرْبَعَة لُقْمَان الحبشي) الْحَكِيم قيل هُوَ عبد دَاوُد (وَالنَّجَاشِي) أَصْحَمَة ملك الْحَبَشَة (وبلال) الْمُؤَذّن (وَمهجع) مولى عمر بن الْخطاب (ابْن عَسَاكِر عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر مُرْسلا) تَابِعِيّ جليل

(سارعوا فِي طلب الْعلم فَالْحَدِيث من صَادِق) فِي نِيَّته ثَوَابه فِي الْآخِرَة (خير من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا من ذهب وَفِضة) قَالَ الْحسن إياك والتسويف فَإنَّك ليومك وَلست لغدك (الرَّافِعِيّ) امام الدّين (فِي تَارِيخه) تَارِيخ قزوين (عَن جَابر) بن عبد الله

(سَاعَات الْأَذَى) أَي الْأَمْرَاض والمصائب الَّتِي تعرض للْإنْسَان (يذْهبن سَاعَات الْخَطَايَا) أَي يكفرن الْخَطَايَا موازنة

ص: 49

فَهَذِهِ بِهَذِهِ (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (الْفرج) بعد الشدَّة (عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا)

(سَاعَات الْأَذَى فِي الدُّنْيَا يذْهبن سَاعَات الْأَذَى فِي الْآخِرَة) أَي مَا يعرض للْإنْسَان من المكاره يكون سَببا للنجاة من أهوال الْآخِرَة (طب عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا فر عَن أنس) بن مَالك

(سَاعَات الْأَمْرَاض) فِي الدُّنْيَا (يذْهبن سَاعَات الْخَطَايَا) فِي الْآخِرَة (هَب عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ قَالَ عَاد الْمُصْطَفى رجلا فأكب عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ مَا غمضت مُنْذُ سبع فَذكره وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ

(سَاعَة السبحة) بِالضَّمِّ أَي التَّطَوُّع (حِين تَزُول) أَي الشَّمْس (عَن كبد السَّمَاء) أَي وَسطهَا وَهِي حَالَة الاسْتوَاء (وَهِي صَلَاة المخبتين) أَي الخاضعين الخاشعين الَّذين أخبتوا إِلَى رَبهم (وأفضلها فِي شدَّة الْحر) وَتسَمى هَذِه صَلَاة الزَّوَال فَهِيَ سنة (ابْن عَسَاكِر عَن عَوْف بن مَالك)

(سَاعَة فِي سَبِيل الله) أَي فِي قتال الْكفَّار لإعلاء كلمة الْجَبَّار (خير من خمسين حجَّة) لمن حج وَقد تعين عَلَيْهِ الْجِهَاد (فر عَن ابْن عمر)

(سَاعَة من عَالم) أَي عَامل بِعِلْمِهِ (متكئ على فرَاشه ينظر فِي علمه) ويطالع أيو يقرئ أَو يُفْتِي أَو يؤلف (خير من عبَادَة العابد سبعين عَاما) لِأَن الْعلم أس الْعِبَادَة وَلَا تصح الْعِبَادَة بِدُونِهِ وَالْمرَاد الْعلم الشَّرْعِيّ (فر عَن جَابر) وَكَذَا رَوَاهُ عَنهُ أَبُو نعيم

(ساعتان تفتح فيهمَا أَبْوَاب السَّمَاء وقلما ترد على داعٍ دَعوته الصَّفّ لحضور الصَّلَاة والصف فِي سَبِيل الله) أَي فِي قتال الْكفَّار وَأَشَارَ بقوله قَلما إِلَى أَنَّهَا قد ترد لفوت شَرط أَو ركن أَو أدب (طب عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ) // بِإِسْنَاد حسن //

(سافروا تصحوا) من الصِّحَّة الْعَافِيَة قَالَ الشَّافِعِي إِنَّمَا هَذَا دلَالَة لاحْتِمَال أَن يُسَافر لطلب صِحَة وَفِي الحَدِيث شُمُول للصِّحَّة الجسمانية والروحانية أما الأول فَظَاهر فَإِن فِي الْحَرَكَة رياضة تعود على الْبدن بالنفع وَأما الثَّانِي فلَان فِي السّفر قطع المألوف والانسلاخ من ركون النَّفس إِلَى مَعْهُود والتحامل عَلَيْهَا بتجرع مرَارَة فرقة الخلان والأهل والأوطان فَمن صَبر على ذَلِك محتسباً فقد حَاز فضلا عَظِيما وَلِأَن فِي السّفر استكشاف دقائق النُّفُوس واستخراج رعوناتها ودعاويها بل لَا تكَاد تظهر حقائق ذَلِك إِلَّا بِالسَّفرِ وسمى بِهِ لِأَنَّهُ يسفر عَن الْأَخْلَاق فَإِذا وقف على دائه تشمر لدوائه (ابْن السّني وَأَبُو نعيم فِي) كتاب (الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ

(سافروا تصحوا وتغنموا) دلّ بِهِ على مَا فِيهِ سَبَب الْغنى فَإِن السّفر قد يكون أَنْفَع من النَّفْل أَو يضاهيه لِأَن المتنفل سَائِر إِلَى الله من مَوَاطِن الغفلات إِلَى محَال الكربات وَالْمُسَافر يقطع المسافات والتغلب فِي المفاوز والفلوات بِحسن النِّيَّة إِلَى الله سَائِر إِلَيْهِ بمراغمة الْهوى ومهاجرة ملاذ الدُّنْيَا (هق عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف // (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب طس وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ والقضاعي) فِي الشهَاب (عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد واهٍ //

(سافروا تصحوا) لِأَن الْمُسَافِر تَارِك لحظ نَفسه فتطمئن النَّفس وتلين وَيصير لَهَا بِالسَّفرِ دباغ يذهب عَنْهَا الخشونة والرعونة واليبوسة الجبلية والعفونة الطبيعية كالجلد يعود بالدبغ من طبع اللحوم إِلَى طبع الثِّيَاب فتعود النَّفس من طبع الطغيان إِلَى طبع الْإِيمَان (وترزقوا) أَي يُوسع عَلَيْكُم فِي رزقكم بِأَن يُبَارك لكم فِيهِ فَلَا يُنَافِي خبر فرغ رَبك من ثَلَاث عمرك ورزقك وَمن ثمَّ قيل شمر ذيلاً وادرع لَيْلًا فَمن لزم الْقَرار ضاجع الصغار (عب عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن مُرْسلا)

(سافروا تصحوا) لما ذكر وَمن

ص: 50

جملَة الْمَقَاصِد فِي السّفر رُؤْيَة الْآثَار والعبر وتسريح النّظر فِي مسارح الْفِكر ومطالعة أَجزَاء الأَرْض وَالْجِبَال ومواطئ أَقْدَام الرِّجَال فقد تجدّد الْيَقَظَة وَيحصل الانتباه بتجديد العبر والآيات وتتوفر بمطالعة الْمشَاهد والموافق الشواهد والدلالات سنريهم آيَاتنَا فِي الْآفَاق هَذَا مَعَ مَا فِي السّفر من إِيثَار الخمول وَترك حَظّ الْقبُول (واغزوا تستغنوا) قرنه بالغزو إِشَارَة إِلَى أَن المُرَاد بِالسَّفرِ فِي هَذِه الْأَخْبَار سفر الْجِهَاد وَنَحْوه فَلَا يناقضه خبر السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب (حم عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سافروا مَعَ ذَوي الجدود) أَي الحظوظ (والميسرة) لِأَن السّفر يظْهر خبايا الطبائع فَمن سَافر مَعَ أهل الْجد والاحتشام تعلم رِعَايَة الْأَدَب وَتحمل الْأَذَى وموافقتهم فِيمَا يُخَالف طبعه فيتهذب (فر عَن معَاذ) // بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب //

(ساقى الْقَوْم آخِرهم) أَي شرباً أَي يَنْبَغِي أَن لَا يشرب إِلَّا بعدهمْ وَهَذَا من آدَاب ساقى المَاء وَنَحْوه كلبن (حم تخ دعن عبد الله بن أبي أوفى) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(ساقى الْقَوْم آخِرهم شرباً) لِأَن ذَلِك أبلغ للْقِيَام بِحَق الْخدمَة واحفظ للهمة واحرز للسيادة فَيبْدَأ بسقى كَبِير الْقَوْم فَمن عَن يَمِينه واحداص بعد وَاحِد فيساره ثمَّ يشرب (ت هـ عَن أبي قَتَادَة) قَالَ ت // حسن صَحِيح // (طس والقضاعي عَن الْمُغيرَة) بن شُعْبَة وَفِيه انْقِطَاع

(سَام أَبُو الْعَرَب وَحَام أَبُو الْحَبَش وَيَافث أَبُو الرّوم) وَالثَّلَاثَة أَوْلَاد نوح لصلبه (حم ت ك عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب // بِإِسْنَاد حسن //

(ساووا بَين أَوْلَادكُم فِي الْعَطِيَّة) أَي الْهِبَة وَنَحْوهَا الذّكر وَالْأُنْثَى وَالصَّغِير وَالْكَبِير (فَلَو كنت مفضلاً أحدا) من الْأَوْلَاد (لفضلت النِّسَاء) على الرِّجَال فِي الْعَطِيَّة وَالْأَمر للنَّدْب للشَّافِعِيّ (طب خطّ وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سباب) بِكَسْر السِّين مخففاً (الْمُسلم) أَي سبه وَشَتمه (فسوق) خُرُوج عَن طَاعَة الله وَرَسُوله فَيحرم سبّ الْمُسلم بِلَا سَبَب شَرْعِي (وقتاله) أَي محاربته لأجل الْإِسْلَام (كفر) حَقِيقَة وَالْمرَاد الْكفْر اللّغَوِيّ (حم ق ك ت عَن ابْن مَسْعُود هـ عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن سعد) بن أبي وَقاص (طب عَن عبد الله بن الْمُغَفَّل) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَشدَّة الْفَاء (وَعَن عَمْرو بن النُّعْمَان بن مقرن قطّ فِي الْأَفْرَاد عَن جَابر) بن عبد الله

(سباب الْمُسلم فسوق) أَي مسْقط للعدالة والمرتبة (وقتاله) أَي مقاتلته (كفر) حَقِيقَة أَن اسْتحلَّ وَإِلَّا فإطلاق الْكفْر عَلَيْهِ مُبَالغَة فِي الزّجر (وَحُرْمَة مَاله كَحُرْمَةِ دَمه) أَي كَمَا حرم الله قَتله حرم أَخذ مَاله بِغَيْر حق (طب عَن ابْن مَسْعُود) وَرِجَاله // رجال الصَّحِيح

(سُبْحَانَ الله نصف الْمِيزَان) أَي قَول العَبْد سُبْحَانَ الله يمْلَأ ثَوَابهَا إِحْدَى كفتي الْمِيزَان (وَالْحَمْد لله تملأ الْمِيزَان) بِأَن تَأْخُذ الكفة الْأُخْرَى أَو أَرَادَ تَفْضِيل الْحَمد على التَّسْبِيح (وَالله أكبر تملأ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) أَي لَو فرض ثَوَاب التَّكْبِير جسماً لملأه (وَالطهُور نصف الْإِيمَان وَالصَّوْم نصف الصَّبْر) كَمَا مر موضحاً (حم هَب عَن رجل من بني سليم) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر فِي ذَنْب) أَي ذنُوب الْإِنْسَان (الْمُسلم مثل الْأكلَة) كفرحة دَاء فِي الْعُضْو يتأكل مِنْهُ وَيَأْكُل بعضه بَعْضًا (فِي جنب ابْن آدم) يَعْنِي قَوْلهَا يكفر الذُّنُوب لَكِن إِذا حصلت مَعَانِيهَا فِي الْقلب فمجرد ذكر اللِّسَان لَيْسَ بمكفر (ابْن السّني) فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة (عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد حسن //

(سُبْحَانَ الله نصف الْمِيزَان وَالْحَمْد لله يمْلَأ الْمِيزَان وَالله أكبر يمْلَأ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَلَا إِلَه إِلَّا الله لَيْسَ دونهَا ستر وَلَا حجاب) جمع بَينهمَا لمزيد التَّقْرِير والتأكيد أَي بل تصعد بِلَا مَانع

ص: 51

حَتَّى تخلص إِلَى رَبهَا عز وجل أَي تصل إِلَيْهِ بِلَا عائق وَلَا حَاجِب وَهُوَ كِنَايَة عَن سرعَة قبُولهَا وَكَثْرَة ثَوَابهَا (السجزى فِي الْإِبَانَة عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ (ابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سُبْحَانَ الله) بِالنّصب بِفعل لَازم الْحَذف قَالَه تَعَجبا واستعظاماً (مَاذَا) اسْتِفْهَام ضمن معنى التفخيم والتعجب (أنزل) بِهَمْزَة مَضْمُومَة (اللَّيْلَة من الْفِتَن) عبر عَن الْعَذَاب بالفتن لِأَنَّهَا أَسبَابه أَو أَرَادَ الْفِتَن الْجُزْئِيَّة الغريبة المأخذ كفتنة الْأَهْل وَالْمَال (وماذا فتح من الخزائن) خَزَائِن الأعطية والأقضية أَو الرَّحْمَة (أيقظوا) نبهو للتهجد (صَوَاحِب الْحجر) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْجِيم يَعْنِي أَزوَاجه ليصل لَهُنَّ حَظّ من تِلْكَ النفخات الْمنزلَة خصهن لِأَنَّهُنَّ الحاضرات أَو من قبيل ابدأ بِنَفْسِك ثمَّ بِمن تعول (فَرب) هِيَ هُنَا للتكثير (كاسية فِي الدُّنْيَا) من أَنْوَاع الثِّيَاب (عَارِية فِي الْآخِرَة) لعدم الْعَمَل أَو أَرَادَ عَارِية من شكر الْمُنعم وَنبهَ بأمرهن بالانتباه على أَنه لَا يَنْبَغِي التغافل والاعتماد على كونهن أَزوَاجه فَلَا أَنْسَاب بَينهم يومئذٍ (حم خَ ت عَن أم سَلمَة) قَالَت اسْتَيْقَظَ الْمُصْطَفى فَزعًا ثمَّ ذكره

(سُبْحَانَ الله أَيْن اللَّيْل إِذا جَاءَ النَّهَار) قَالُوا كتب هِرقل إِلَى الْمُصْطَفى تَدعُونِي إِلَى جنَّة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض فَأَيْنَ النَّار فَذكره (حم عَن التنوخي) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَضم النُّون مُخَفّفَة وخاء مُعْجمَة

(سبحوا) أَيهَا المصلون (ثَلَاث تسبيحات رُكُوعًا) أَي قُولُوا فِي الرُّكُوع سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا (وَثَلَاث تسبيحات سجوداً) أَي قُولُوا فِي السُّجُود مثل ذَلِك وَالثَّلَاث أدنى الْكَمَال وأكمل مِنْهُ خمس فسبع فتسع فإحدى عشرَة (هق عَن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا)

(سبحي الله عشرا) أَي قولي سُبْحَانَ الله عشر مَرَّات (واحمدي الله عشرا) قولي الْحَمد لله عشر مَرَّات (وكبرى الله عشرا) أَي قولي الله أكبر عشر مَرَّات (ثمَّ سلى الله مَا شِئْت) من خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (فَإِنَّهُ يَقُول قد فعلت قد فعلت) لَكِن لابد من إِحْضَار معنى ذَلِك فِي الْقلب فَلَا يَكْفِي حَرَكَة اللِّسَان كَمَا مر (حم ت ن حب ك عَن أنس) // وَإِسْنَاده حسن أَو صَحِيح //

(سبحي الله مائَة تَسْبِيحَة فَإِنَّهَا تعدل) أَي ثَوَابهَا (لَك مائَة رَقَبَة) أَي عتق مائَة إِنْسَان (من ولد) بِضَم فَسُكُون (إِسْمَعِيل) بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل وَهَذَا تتميم ومبالغة فِي معنى الْعتْق لِأَن فك الرَّقَبَة أعظم مَطْلُوب وَكَونه من عنصر اسمعيل أعظم (واحمدي الله مائَة تَحْمِيدَة فَإِنَّهَا تعدل لَك مائَة فرس مسرجة ملجمة تحملين عَلَيْهَا) الْغُزَاة (فِي سَبِيل الله) لقِتَال أَعدَاء الله (وكبرى الله مائَة تَكْبِيرَة فَإِنَّهَا تعدل لَك مائَة بَدَنَة) أَي نَاقَة (مقلدة متقبلة) أَي أَهْدَيْتهَا وَقبلهَا الله وأثابك عَلَيْهَا فثواب التَّكْبِير بِعدْل ثَوَابهَا (وهللي الله مائَة تَهْلِيلَة) أَي قولي لَا إِلَه إِلَّا الله مائَة مرّة وَالْعرب إِذا كثر استعمالهم لكلمتين ضمُّوا بعض حُرُوف إِحْدَاهمَا لبَعض الْأُخْرَى (فَإِنَّهَا تملأ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) أَي أَن ثَوَابهَا لَو جسم مَلأ ذَلِك الفضاء (وَلَا يرفع يومئذٍ) أَي يَوْم قَوْلهَا (لأحد عمل أفضل مِنْهَا) أَي أَكثر ثَوابًا (إِلَّا أَن يَأْتِي) إِنْسَان (بِمثل مَا أتيت) أَنْت بِهِ فَإِنَّهُ يرفع لَهُ مثله وَلَوْلَا هَذَا الْحمل لزم كَون الْآتِي بِالْمثلِ آتِيَا بِأَفْضَل وَلَيْسَ مُرَاد (حم طب ك عَن أم هَانِئ) فَاخِتَة أَو هِنْد أُخْت عَليّ قلت يَا رَسُول الله كبر سني ورق عظمى فدلني على عمل يدخلني الْجنَّة فَذكره // وَإِسْنَاده حسن //

(سبع) من الْأَعْمَال (يجْرِي للْعَبد) أَي الْمُسلم (أجرهن وَهُوَ فِي قَبره) وَقَوله (بعد مَوته) صفة كاشفة (من علم) بِالتَّشْدِيدِ وَالْبناء للْفَاعِل (علما) أَي شَرْعِيًّا لوجه الله تَعَالَى (أَو أجْرى نَهرا أَو حفر بِئْرا)

ص: 52

للسبيل (أَو غرس نخلا) لنَحْو تصدق بتمره بوقف أَو غَيره (أَبُو بني مَسْجِدا أَو ورث مُصحفا) بتَشْديد ورث أَي خَلفه لوَارِثه من بعده ليقْرَأ فِيهِ (أَو ترك ولدا) صَالحا (يسْتَغْفر لَهُ بعد مَوته) أَي يطْلب لَهُ من الله الْمَغْفِرَة (الْبَزَّار وسموية عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَوهم الْمُؤلف حَيْثُ رمز لصِحَّته

(سبع مَوَاطِن لَا تجوز فِيهَا الصَّلَاة ظَاهر بَيت الله) أَي سطح الْكَعْبَة لإخلاله بتعظيمها بالاستعلاء عَلَيْهَا (والمقبرة) بِتَثْلِيث الْبَاء (والمزبلة) مَحل الزبل وَمثله كل نَجَاسَة متيقنة (والمجزرة) مَحل جُزْء الْحَيَوَان أَي ذبحه (وَالْحمام) وَلَو جَدِيدا حَتَّى مسلخه (وعطن الْإِبِل) الْمَكَان الَّذِي تنحى إِلَيْهِ إِذا شربت ليشْرب غَيرهَا (ومحجة الطّواف) بِفَتْح الْمِيم جادته أَي وَسطه وَمذهب الشَّافِعِي أَن الصَّلَاة فِي هَذِه الْمَوَاضِع تكره وَتَصِح والْحَدِيث مؤول بِأَن المنفى الْجَوَاز المستوى الطَّرفَيْنِ (هـ عَن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سَبْعَة) الْعدَد هُنَا لَا مَفْهُوم لَهُ فقد روى الأظلال لذِي خِصَال أخر (يظلهم الله فِي ظله) أَي يدخلهم فِي ظلّ رَحمته (يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله) لَا رَحْمَة إِلَّا رَحمته (إِمَام) سُلْطَان (عَادل) تَابع لأوامر ربه يضع كل شَيْء بموضعه (وشاب) خصّه لكَونه مَظَنَّة غَلَبَة الشَّهْوَة وَمثله الشَّابَّة (نَشأ فِي عبَادَة الله) أَي ابْتَدَأَ عمره فِيهَا فَلم يكن لَهُ صبوة (وَرجل قلبه مُعَلّق بِالْمَسْجِدِ إِذا خرج مِنْهُ حَتَّى يعود إِلَيْهِ) كِنَايَة عَن التَّرَدُّد إِلَيْهِ فِي أَوْقَات الصَّلَوَات فَلَا يُصَلِّي إِلَّا فِيهِ وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ ينْتَظر أُخْرَى ليعود فيصليها فِيهِ (ورجلان تحابا) بِشدَّة الْمُوَحدَة أَي أحب كل مِنْهُمَا صَاحبه (فِي الله) أَي فِي طلب رِضَاء أَو لأَجله لَا لغَرَض دُنْيَوِيّ (فاجمعا على ذَلِك) أَي الْحبّ بقلوبهما (وافترقا عَلَيْهِ) أَي استمرا على محبتهما لأَجله تَعَالَى حَتَّى فرق بَينهمَا الْمَوْت (وَرجل ذكر الله بِلِسَانِهِ) أَبُو قلبه (خَالِيا) من النَّاس أَو من الِالْتِفَات لما سواهُ (فَفَاضَتْ) سَالَتْ (عَيناهُ) أَي دُمُوعه (وَرجل دَعَتْهُ) طلبته (امْرَأَة) إِلَى الزِّنَا بهَا (ذَات منصب) بِكَسْر الصَّاد أصل أَو شرف أَو حسب أَو مَال (وجمال) أَي مزِيد حسن (فَقَالَ) بِلِسَانِهِ أَو بِقَلْبِه زاجراً لَهَا عَن الْفَاحِشَة (أَنِّي أَخَاف الله رب الْعَالمين وَرجل تصدق بِصَدقَة) أَي تطوع لِأَن الزَّكَاة ينْدب إظهارها (فأخفاها) كتمها عَن النَّاس (حَتَّى لَا تعلم) بِالرَّفْع نَحْو مرض حَتَّى لَا يرجونه وَبِالنَّصبِ نَحْو سرت حَتَّى لَا تغيب الشَّمْس (شِمَاله مَا تنْفق يَمِينه) ذكر مُبَالغَة فِي الْإخْفَاء بِحَيْثُ لَو كَانَ شِمَاله رجلا مَا علمهَا (مَالك ت عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد) الْخُدْرِيّ (حم ق ن عَن أبي هُرَيْرَة م عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد مَعًا

سَبْعَة) من النَّاس سيكونون (فِي ظلّ الْعَرْش يَوْم لَا ظلّ) فِي الْقيمَة (إِلَّا ظله) أضَاف الظل إِلَى الْعَرْش لِأَنَّهُ مَحل الْكَرَامَة وَإِلَّا فالشمس وَجَمِيع الْعَالم تَحت الْعَرْش (رجل ذكر الله فَفَاضَتْ عَيناهُ) أسْند الْفَيْض إِلَى الْعين مَعَ أَن الفائض الدمع لَا هِيَ مُبَالغَة (وَرجل يحب عبدا لَا يُحِبهُ إِلَّا لله) لِأَنَّهُ لما قصد التواصل بِروح الله كَانَ ذَلِك انحياشاً إِلَى الله (وَرجل قلبه مُعَلّق بالمساجد من شدَّة حبه إِيَّاهَا) لِأَنَّهُ لما آثر طَاعَة الله وَأَوَى إِلَى الله أظلهُ فِي ظله (وَرجل يعْطى الصَّدَقَة بِيَمِينِهِ فيكاد يخفيها عَن شِمَاله) لِأَنَّهُ آثر الله على نَفسه ببذله الدُّنْيَا فَاسْتحقَّ الأظلال (وأمام مقسط فِي رَعيته) أَي مُتبع أَمر الله فيهم بِوَضْع كل شَيْء بموضعه فَلَمَّا آوى الْمَظْلُوم إِلَى ظلّ عدله آواه الله فِي ظله (وَرجل عرضت عَلَيْهِ امْرَأَة نَفسهَا) ليجامعها بِالزِّنَا (ذَات منصب وجمال فَتَركهَا لجلال الله) لِأَنَّهُ لما خَافَ من الله هرب إِلَيْهِ فَلَمَّا هرب إِلَيْهِ مِنْهُ آواه فِي الْآخِرَة إِلَيْهِ (وَرجل كَانَ فِي سَرِيَّة مَعَ

ص: 53

قوم فَلَقوا الْعَدو فانكشفوا فحمى آثَارهم حَتَّى نجا ونجوا أَو اسْتشْهد) فَإِنَّهُ لما بذل نَفسه لله اسْتوْجبَ كَونه فِي الْقِيَامَة فِي حماه (ابْن زنجوية عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //

(سَبْعَة يظلهم الله تَحت ظلّ عَرْشه يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله رجل قلبه مُعَلّق بالمساجد وَرجل دَعَتْهُ) طلبته (امْرَأَة ذَات منصب) صَاحِبَة نسب شرِيف إِلَى نَفسهَا (فَقَالَ إِنِّي أَخَاف الله ورجلان تحابا) أَي اشْتَركَا فِي جنس الْمحبَّة (فِي الله) لَا لغَرَض دينوى (وَرجل غض عَيْنَيْهِ عَن محارم الله) أَي كفهما عَن النّظر إِلَى مَا لَا يحل (وَعين حرست فِي سَبِيل الله) أَي فِي الرِّبَاط أَو فِي الْقِتَال (وَعين بَكت من خشيَة الله) أَي من خوف عِقَابه لما انْكَشَفَ لَهَا من صِفَات الْجلَال وَالْعَظَمَة (الْبَيْهَقِيّ فِي) كتاب (الْأَسْمَاء) وَالصِّفَات (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد حسن //

(سَبْعَة لعنتهم وكل نَبِي مجاب) أَي من شَأْن كل نَبِي كَونه مجاب الدعْوَة (الزَّائِد فِي كتاب الله) أَي من يدْخل فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ أَو يتأوله بِمَا لَا يَصح (والمكذب بِقدر الله) بقوله أَن الْعباد يَفْعَلُونَ بقدرهم (والمستحل حُرْمَة الله) أَي من فعل فِي حرم مَكَّة مَا لَا يجوز (والمستحل من عِتْرَتِي مَا حرم الله) أَي من فعل بأقاربي مَا لَا يجوز من نَحْو إِيذَاء (والتارك لسنتي) بترك الْعَمَل بهَا (والمستأثر بالفيء) أَي الْمُخْتَص بِهِ من إِمَام أَو أَمِير فَلم يصرفهُ لمستحقه (والمتجبر بسلطانه) أَي بقوته وقهره (ليعز من أذلّ الله ويذل من أعز الله طب عَن عَمْرو بن شغوى) بشين وغين معجمتين اليافعي // وَإسْنَاد حسن //

(سَبْعُونَ ألفا من أمتِي) أَي سَبْعُونَ ألف زمرة (يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب) وَلَا عَذَاب (هم الَّذين لَا يكوون وَلَا يَكْتَوُونَ وَلَا يسْتَرقونَ) لَيْسَ فِي البُخَارِيّ لَا يسْتَرقونَ قَالَ ابْن تَيْمِية وَهِي غلط من راوٍ (وَلَا يَتَطَيَّرُونَ) لِأَن الطَّيرَة نوع من الشّرك (وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ) لَا على غَيره هَذِه دَرَجَة الْخَواص المعرضين عَن الْأَسْبَاب الواقفين مَعَ الْمُسَبّب (الْبَزَّار عَن أنس) ضَعِيف لضعف مبارك

(سبق دِرْهَم مائَة ألف) دِرْهَم قَالُوا كَيفَ قَالَ (رجل لَهُ دِرْهَمَانِ أَخذ أَحدهمَا فَتصدق بِهِ وَرجل لَهُ مَال كثير فَأخذ من عرضه مائَة ألف فَتصدق بهَا) فِيهِ أَن الصَّدَقَة من الْقَلِيل أفضل مِنْهَا من الْكثير ويؤثرون على أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة وَلم يستحضر الْغَزالِيّ من الحَدِيث إِلَّا الْجُمْلَة الأولى فَقَالَ أَرَادَ أَن يُعْطِيهِ عَن طيب نَفسه من أنفس مَاله فَذَلِك أفضل من مائَة ألف مَعَ الْكَرَاهَة انْتهى (ن عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ (ن حب ك عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سبق المفردون) بِضَم الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء وتخفف قَالَ النَّوَوِيّ وَالْمَشْهُور التَّشْدِيد أَي المعتزلون عَن النَّاس للتعبد قَالُوا وَمَا المفردون قَالَ (المستهترون) وَفِي رِوَايَة المشمرون (فِي ذكر الله) أَي الَّذين أولعوا بِهِ وَلم يشتغلوا بِغَيْرِهِ (وضع الذّكر عَنْهُم أثقالهم فَيَأْتُونَ يَوْم الْقِيَامَة خفافاً) أَي يذهب الذّكر أوزاهم أَي ذنوبهم الَّتِي تثقلهم (ت ك عَن أبي هُرَيْرَة طب عَن أبي الدَّرْدَاء) بأسانيد بَعْضهَا صَحِيح

(سبق الْمُهَاجِرُونَ) من بِلَاد الْكفْر إِلَى ديار الْإِسْلَام لنصرة الْمُصْطَفى (النَّاس) أَي الْمُسلمين غير الْمُهَاجِرين (بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا إِلَى الْجنَّة يتنعمون فِيهَا وَالنَّاس محبوسون لِلْحسابِ ثمَّ تكون الزمرة الثَّانِيَة مائَة خريف طب عَن مسلمة) بِفَتْح الْمِيم وَاللَّازِم (ابْن مخلد) وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول وبقيته ثِقَات

(سِتّ خِصَال من الْخَيْر جِهَاد أَعدَاء الله بِالسَّيْفِ) أَي قتال الْكفَّار بِالسِّلَاحِ وَخص السَّيْف لغَلَبَة اسْتِعْمَاله فِيهِ (وَالصَّوْم فِي يَوْم الصَّيف) يعْنى فِي شدَّة الْحر (وَحسن

ص: 54

الصَّبْر عِنْد الْمُصِيبَة) حَال الصدمة الأولى (وَترك المراء) بِكَسْر الْمِيم مخففاً أَي الْجِدَال وَالْخِصَام (وَأَنت محق) وخصمك مُبْطل (وتبكير الصَّلَاة) أَي التبكير بهَا (فِي يَوْم الْغَيْم) أَي الْمُبَادرَة بإيقاعها عقب الِاجْتِهَاد فِي دُخُول وَقتهَا أَوله (وَحسن الْوضُوء فِي أَيَّام الشتَاء) أَي إسباغه فِي شدَّة الْبرد بِالْمَاءِ الْبَارِد (هَب عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ) ثمَّ ضعفه ببحر بن كثير السقاء

(سِتّ خِصَال من السُّحت) أَي الْحَرَام لِأَنَّهُ يسحت الْبركَة أَي يذهبها (رشوة الإِمَام) أَي قبُول الإِمَام الْأَعْظَم أَو نَائِبه الرِّشْوَة ليحق بَاطِلا أَو يبطل حَقًا (وَهِي أَخبث ذَلِك كُله) لِأَن بهَا الْجور وَفَسَاد النظام (وَثمن الْكَلْب) وَلَو معلما يعْنى بَيْعه وَأخذ ثمنه (وَمهر الْبَغي) بشد الْيَاء الْمَكْسُورَة أَي مَا تعطاه الزَّانِيَة للزِّنَا بهَا سَمَّاهُ مهْرا مجَازًا (وعسب الْفِعْل) أَي أُجْرَة ضرابه (وَكسب الْحجام) لرداءته ودنائته فَيكْرَه الْأكل مِنْهُ تَنْزِيها (وحلوان الكاهن) بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة مصدر حلوته إِذا أَعْطيته شبه بالحو من حَيْثُ أَنه يَأْخُذهُ بِلَا تَعب (ابْن مردوية) فِي تَفْسِيره (عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ الْبَزَّار أَيْضا

(سِتّ) من الْخِصَال (من جَاءَ بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ جَاءَ وَله عهد) عِنْد الله تَعَالَى بِأَن يدْخلهُ الْجنَّة (يَوْم الْقِيَامَة تَقول كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ قد كَانَ يعْمل بِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالْحج وَالصِّيَام وَأَدَاء الْأَمَانَة وصلَة الرَّحِم) أَي الْقَرَابَة بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِم وَتحمل أذاهم (طب عَن أبي أُمَامَة) بِإِسْنَادِهِ // فِيهِ مَجْهُول //

(سِتّ من كن فِيهِ كَانَ مُؤمنا حَقًا) أَي حَقِيقَة (أسباغ الْوضُوء) أَي إِتْمَامه وإكماله فِي شدَّة الْبرد (والمبادرة إِلَى الصَّلَاة) أَي إيقاعها أول وَقتهَا (فِي يَوْم دجن) كفلس الْمَطَر الْكثير (وَكَثْرَة الصَّوْم فِي شدَّة الْحر وَقتل الْأَعْدَاء) أَي الْكفَّار (بِالسَّيْفِ) خصّه لِأَن أَكثر الْقَتْل بِهِ (وَالصَّبْر على الْمُصِيبَة) بِأَن لَا يظْهر الْجزع وَلَا يفعل مَا بغضب الرب (وَترك المراء وَأَن كنت محقاً) فِي قَوْلك (فر عَن أبي سعيد) // بِإِسْنَاد واهٍ //.

(سِتّ من أَشْرَاط السَّاعَة) أَي علاماتها المؤذنة بِقرب قِيَامهَا (موتى وَفتح بَيت الْمُقَدّس وَأَن يعْطى الرجل ألف دِينَار فيتسخطها) استغلالا لَهَا كِنَايَة عَن كَثْرَة المَال واتساع الْحَال (وفتنة يدْخل حرهَا) أَي مشقتها وجهدها من كثر الْقَتْل والنهب (بَيت كل مُسلم) قيل هِيَ وقْعَة التتار إِذا لم يَقع فِي الْإِسْلَام بل وَلَا فِي غَيره مثلهَا وَقيل بل تَأتي (وَمَوْت يَأْخُذ فِي النَّاس كقعاس) بِضَم الْقَاف بعْدهَا عين مُهْملَة (الْغنم) دَاء يَأْخُذهَا فيسيل من أنوفها شَيْء فتموت فَجْأَة قيل هُوَ طاعون عمواس فِي زمن عمر مَاتَ فِي ثَلَاثَة أَيَّام سَبْعُونَ ألفا (وَأَن يغدر الرّوم) الْعَهْد الَّذِي يكون بَيْنكُم وَبينهمْ (فيسيرون بِثَمَانِينَ بنداً تَحت كل بند اثْنَا عشر ألفا) من الْمُقَاتلَة والبند الْعلم الْكَبِير (حم طب عَن معَاذ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَهُوَ فِي البُخَارِيّ فالعدول عَنهُ ذُهُول

(سِتَّة أَشْيَاء تحبط الْأَعْمَال الِاشْتِغَال بعيوب الْخلق) عَن عُيُوب النَّفس (وقسوة الْقلب) أَي صلابته وشدته وآباؤه عَن قبُول المواعظ وَحب الدُّنْيَا الَّذِي هُوَ رَأس كل خَطِيئَة (وَقلة الْحيَاء) من الْحق أَو الْخلق (وَطول الأمل وظالم لَا يَنْتَهِي) عَن ظلمه (فر عَن عدي بن حَاتِم الطَّائِي بِإِسْنَاد فِيهِ مُتَّهم

سِتَّة مجَالِس الْمُؤمن ضَامِن على الله مَا كَانَ فِي شَيْء مِنْهَا فِي سَبِيل الله تَعَالَى أَو مَسْجِد جمَاعَة أَو عِنْد مَرِيض) لعيادته أَو خدمته (أَو فِي جَنَازَة أَو فِي بَيته أَو عِنْد إِمَام مقسط يعزره ويوقره) معنى أَنه ضَامِن على الله أَن ينجيه من أهوال الْقِيَامَة (الْبَزَّار طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سِتَّة لعنتهم لعنهم الله) لم يعطفه على جملَة مَا قبله لِأَنَّهُ دُعَاء وَمَا قبله خبر أَو لِأَنَّهُ عبارَة

ص: 55

عَمَّا قبله فِي الْمَعْنى لِأَن لعنة الله لعنة رَسُوله وَعَكسه (وكل نَبِي يُجَاب) روى بميم وبمثناة تحتية على بِنَاء الْمَفْعُول عطف على سِتَّة لعنتهم وَلَا يَصح عطف كل على فَاعل لعنتهم ومجاب صفة لِئَلَّا يلْزم كَون بعض الْأَنْبِيَاء غير مجاب (الزَّائِد فِي كتاب الله والمكذب بِقدر الله) بِالتَّحْرِيكِ (والمتسلط بالجبروت) أَي الْغَالِب أَو الْحَاكِم بالتكبر والجبروت فعلوت وَهِي فِي الْآدَمِيّ من يجْبر نقيصته بادعاء منزلَة من التعالى لَا يَسْتَحِقهَا (فيعز بذلك من أذلّ الله ويذل من أعز الله والمستحل لحرم الله) بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء أَي مَكَّة وَضم الْحَاء على أَنه جمع حُرْمَة تَصْحِيف يَعْنِي من فعل فِي الْحرم مَا يحرم فعله (والمستحل من عِتْرَتِي) أَي قَرَابَتي (مَا حرم الله) يَعْنِي من فعل بأقاربي مَا لَا يجوز فعله من إيذائهم أَو ترك تعظيمهم فَإِن اعْتقد حلّه فكافر وَإِلَّا فمذنب وخصهما باللعن لتأكد حق الْحرم والعترة وَعظم قدرهما بإضافتهما إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله (والتارك لسنتي) بالأعراض عَنْهَا اسْتِخْفَافًا (ت ك عَن عَائِشَة ك عَن عَليّ) وَقَالَ صَحِيح ورد عَلَيْهِ

(ستخرج نَار من حضر موت قبل يَوْم الْقِيَامَة تحْشر النَّاس) تَمَامه قَالُوا فَمَا تَأْمُرنَا قَالَ عَلَيْكُم بِالشَّام (حم ت عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(ستر) بِكَسْر السِّين حجاب وتفتح (مَا بَين أعين الْجِنّ وعورات بني آدم إِذا دخل أحدهم الْخَلَاء) أَي أَرَادَ دُخُوله (أَن يَقُول بِسم الله) لِأَن اسْمه كالطابع على بني آدم فَلَا تَسْتَطِيع الْجِنّ فكه قَالَ بعض أَئِمَّتنَا الشَّافِعِيَّة وَلَا يزِيد الرَّحْمَن الرَّحِيم لِأَن الْمحل لَيْسَ مَحل ذكر ووقوفاً مَعَ ظَاهر هَذَا الْخَبَر (حم ت هـ عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(ستر بَين أعين الْجِنّ وَبَين عورات بني آدم) يَعْنِي الشَّيْء الَّذِي يحصل بِهِ عدم قدرتهم على النّظر إِلَيْهَا (إِذا وضع أحدهم نوبه) أَي نَزعه (أَن يَقُول بِسم الله) ظَاهره وان لم يزدْ الرَّحْمَن الرَّحِيم (طس عَن أنس) // بِإِسْنَاد حسن //

(ستْرَة الإِمَام ستْرَة من) وَفِي رِوَايَة لمن (خَلفه) من المفتدين فعلى الرِّوَايَة الأولى لَو مر بَين يَدي الإِمَام أحد تضر صلَاته وصلاتهم وعَلى الثَّانِيَة تضر صلَاته لَا صلَاتهم ذكره بَعضهم (طس عَن أنس) بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(ستشرب أمتِي من بعدِي الْخمر يسمونها بِغَيْر اسْمهَا) أَي وَلَا يَنْفَعهُمْ ذَلِك وَلَا يغنى عَنْهُم شيأ (يكون عونهم على شربهَا امراؤهم) يَعْنِي يشربون النَّبِيذ الْمُسكر ويسمونه طلاء تحرجاً من أَن يسموه خمرًا (ابْن عَسَاكِر عَن كيسَان

(ستفتح عَلَيْكُم أرضون) بِفَتْح الرَّاء جمع أَرض (ويكفيكم الله) الْعَدو بِأَن يدْفع شرهم وتغنموهم (فَلَا يعجز) بِفَتْح الْجِيم أَمر (أحدكُم أَن يلهو بأسهمه) أَي يلْعَب بنباله (حم م عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ

(ستفتح عَلَيْكُم الدُّنْيَا حَتَّى تنجدوا بُيُوتكُمْ) بِالْجِيم أَي تزينوها والتنجيد التزيين (كَمَا تنجد الْكَعْبَة فَأنْتم الْيَوْم خير من يومئذٍ) هَذَا إِشَارَة إِلَى مقَام ورع الْمُتَّقِينَ وَهُوَ ترك مَالا تحرمه الْفَتْوَى وَلَا شُبْهَة فِي حلّه (طب عَن أبي جُحَيْفَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(ستفتح مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا على أمتِي أَلا) بِالتَّخْفِيفِ حرف تَنْبِيه (وعمالها) أَي الْأُمَرَاء (فِي النَّار) نَار جَهَنَّم (إِلَّا من اتَّقى الله) أَي خافه فِي عمالته (وَأدّى الْأَمَانَة) فِيمَا جعله الله أَمينا عَلَيْهِ (حل عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(ستفتحون منابت الشيح) أَشَارَ بِهِ إِلَى أَنه يفتح لَهُم من الأقطار الْبَعِيدَة مَا يظْهر بِهِ الدّين ويشرح صُدُور الْمُؤمنِينَ (طب عَن مُعَاوِيَة) وَفِيه ابْن لَهِيعَة وَحَدِيثه // حسن //

(سَتَكُون فتن) أَي اختلافات بَين الْإِسْلَام بِسَبَب افتراقهم على الإِمَام (الْقَاعِد فِيهَا) أَي فِي زَمَنهَا عَنْهَا (خير من الْقَائِم) لِأَن الْقَائِم يرى وَيسمع مَا لَا يرَاهُ وَلَا يسمعهُ الْقَاعِد فَهُوَ أقرب

ص: 56

إِلَى الْفِتْنَة مِنْهُ (والقائم فِيهَا) أَي الْقَائِم بمكانه فِي تِلْكَ الْحَالة (خير من الْمَاشِي) فِي أَسبَابهَا (والماشي فِيهَا خير من السَّاعِي) إِلَيْهَا أَي الَّذِي يسْعَى وَيعْمل فِيهَا (من تشرف لَهَا) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة ومعجمة تطلع عَلَيْهَا أَي الْفِتْنَة (تستشرفه) أَي تجره لنَفسهَا وَتَدْعُوهُ إِلَى الْوُقُوع فِيهَا (وَمن وجد فِيهَا ملْجأ) أَي عَاصِمًا أَي موضعا يلتجئ إِلَيْهِ ويعتزل فِيهِ (أَو معَاذًا) بِفَتْح الْمِيم وذال مُعْجمَة شكّ من الرَّاوِي أَي محلا يعتصم بِهِ مِنْهَا (فليعذ) وَفِي رِوَايَة لمُسلم فليستعذ (بِهِ) أَي ليذْهب إِلَيْهِ ليعتزل فِيهِ وَمن لم يجد فليتخذ سَيْفا من خشب وَالْمرَاد أَن بَعضهم أَشد فِي ذَلِك من بعض (حم ق عَن أبي هُرَيْرَة

سَتَكُون أُمَرَاء تعرفُون وتنكرون) أَي تعرفُون بعض أفعالهم لموافقتها للشَّرْع وتنكرون بَعْضهَا لمخالفتها لَهُ (فَمن كره) ذَلِك الْمُنكر بِلِسَانِهِ بِأَن أمكنه تَغْيِيره بالْقَوْل فَقَالَ فقد (برِئ) من النِّفَاق والمداهنة (وَمن أنكر) بِقَلْبِه فَقَط وَمنعه الضعْف عَن إِظْهَار النكير فقد (سلم) من الْعقُوبَة على تَركه النكير ظَاهرا (وَلَكِن من رضى) بالمنكر (وتابع) عَلَيْهِ فِي الْعَمَل فَهُوَ الَّذِي لم يبرأ من الْعقُوبَة أَو هُوَ الَّذِي شاركهم فِي الْإِثْم (م د عَن أم سَلمَة

سَتَكُون بعدِي هناة وهناة) كفتاة أَي شَدَائِد وعظائم وَأَشْيَاء مُنكرَة جمع هنة وَهِي كِنَايَة عَمَّا لَا يُرَاد التَّصْرِيح بِهِ لبشاعته (فَمن رَأَيْتُمُوهُ فَارق الْجَمَاعَة) الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ من السّلف (أَو يُرِيد أَن يفرق أَمر أمة مُحَمَّد كَائِنا من كَانَ) أَي سَوَاء كَانَ من أقاربي أم لَا (فَاقْتُلُوهُ فَإِن يَد الله مَعَ الْجَمَاعَة وَإِن الشَّيْطَان مَعَ من فَارق الْجَمَاعَة يرْكض) فَإِنَّهُ تَعَالَى جمع الْمُؤمنِينَ على شَرِيعَة وَاحِدَة فَمن فارقهم خَالف أَمر الرَّحْمَن فَلَزِمَهُ الشَّيْطَان (ن حب) وَكَذَا أَحْمد (عَن عرْفجَة) بن شُرَيْح أَو شرَاحِيل أَو شريك الْأَشْجَعِيّ (سَتَكُون أُمَرَاء يشغلهم) بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة والغين الْمُعْجَمَة (أَشْيَاء) بِالرَّفْع فَاعل (يؤخرون الصَّلَاة عَن وَقتهَا) الْمُخْتَار أَو عَن كُله (فاجعلوا صَلَاتكُمْ مَعَهم تَطَوّعا) أَمرهم بِهِ حذرا من هيج الْفِتَن وَاخْتِلَاف الْكَلِمَة وَقد وَقع ذَلِك زمن بني أُميَّة (هـ عَن عبَادَة) بن الصَّامِت

(سَتَكُون بعدِي أَئِمَّة) فسقة كَمَا فِي رِوَايَة الدَّارمِيّ (يؤخرون الصَّلَاة عَن مواقيتها) فَإِذا فعلوا ذَلِك (صلوها لوَقْتهَا فَإِذا حضرتم مَعَهم الصَّلَاة فصلوا) مَعَهم وَفِيه صِحَة الصَّلَاة خلف الْفَاسِق (طب عَن ابْن عَمْرو) رمز الْمُؤلف لصِحَّته ونوزع (سَتَكُون عَلَيْكُم أُمَرَاء من بعدِي يأمرونكم بِمَا لَا تعرفُون ويعملون بِمَا تنكرون فَلَيْسَ أُولَئِكَ عَلَيْكُم بأئمة) أَي فَلَا يلزمكم طاعتهم (طب عَن عبَادَة بن الصَّامِت) // بِإِسْنَاد حسن //

(سَتَكُون أَئِمَّة من بعدِي يَقُولُونَ فَلَا يرد عَلَيْهِم قَوْلهم يتقاحمون فِي النَّار) أَي يقعون فِيهَا كَمَا يقتحم الْإِنْسَان الْأَمر الْعَظِيم (كَمَا تَقَاحم القردة) إِذا اتّصف الْقلب بالمكر والغش وانصبغ بذلك صَار صَاحبه على خلق الْحَيَوَان الْمَوْصُوف بذلك من القردة والخنازير فَلذَلِك شبههم بالقردة (ع طب عَن مُعَاوِيَة) بن أبي سُفْيَان // بِإِسْنَاد حسن //

(سَتَكُون فتن يصبح الرجل فِيهَا مُؤمنا ويمسى كَافِرًا إِلَّا من أَحْيَاهُ الله بِالْعلمِ) أَي أَحْيَا قلبه بِهِ لِأَنَّهُ على بَصِيرَة من أمره فيجتنب مواقع الْفِتَن بِمَا يُعلمهُ من الْعلم (هـ طب عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سَتَكُون فتْنَة) كَانَ تَامَّة أَي ستحدث فتْنَة (صماء بكماء عمياء) يعْنى تعمى بصائر النَّاس فِيهَا فَلَا يرَوْنَ مخرجا ويصمون عَن اسْتِمَاع الْحق أَو المُرَاد فتْنَة لَا تسمع وَلَا تبصر فَهِيَ تفقد الْحَواس لَا تقلع (من أشرف لَهَا استشرفت لَهُ) أَي تطلع عَلَيْهَا جرته لنَفسهَا فالخلاص فِي التباعد مِنْهَا والهلاك فِي مقاربتها (وإشراف اللِّسَان فِيهَا) أَي إطالته بالْكلَام

ص: 57

(كوقوع السَّيْف) فِي الْحَرْب بل أَشد لِأَن السَّيْف إِذا ضرب بِهِ أثر فِي وَاحِد وَاللِّسَان تضرب بِهِ فِي تِلْكَ الْحَالة ألف نسمَة (د عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَوهم الْمُؤلف فرمز لصِحَّته

(سَتَكُون أَحْدَاث وَفتن وَفرْقَة وَاخْتِلَاف) أَي أهل فتن وَأهل فرقة وَأهل اخْتِلَاف أَو المُرَاد نفس الْفِتَن والفرقة وَالِاخْتِلَاف (فَإِن اسْتَطَعْت أَن تكون الْمَقْتُول) فِيهَا (لَا الْقَاتِل فافعل) يَعْنِي كف يدك عَن الْقِتَال واستسلم فَهُوَ خير لَك وَهَذَا فِي فتن تكون بَين الْمُسلمين لَا الْكفَّار لحُرْمَة الاستسلام لَهُم (ك عَن خَالِد بن عرفطة) بن أَبْرَهَة اللَّيْثِيّ أَو الْبكْرِيّ // بِإِسْنَاد حسن // (سَتَكُون عَلَيْكُم أَئِمَّة يملكُونَ أرزاقكم يحدثونكم فيكذبونكم ويعملون فيسبون الْعَمَل لَا يرضون عَنْكُم حَتَّى تحسنوا قبيحهم وتصدقوا كذبهمْ فأعطوهم الْحق مَا رَضوا بِهِ فَإِذا تجاوزوا فَمن قتل على ذَلِك فَهُوَ شَهِيد) خاطبهم بذلك ليواطؤا أنفسهم على مَا يلقونه من الْأَذَى فيصبروا عَلَيْهِ (طب عَن أبي سلالة) الْأَسْلَمِيّ أَو السّلمِيّ // بِإِسْنَاد ضَعِيف // (سَتَكُون معادن) جمع مَعْدن (يحضرها شرار النَّاس) أَي فاتركوها وَلَا تقربوها (حم عَن رجل من بني سليم) وَفِي إِسْنَاده را ومجهول وبقيته ثِقَات (ستهاجرون إِلَى الشَّام فَيفتح لكم وَيكون فِيكُم دَاء كالدمل أَو كالحزة) بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الزَّاي مُشَدّدَة (تَأْخُذ بمراق الرجل) بشد الْقَاف مَا سفل من الْبَطن مِمَّا رق جلده (يستشهد الله بِهِ أنفسهم) أَي يقتلهُمْ بوخز الْجِنّ وَهُوَ الطَّاعُون (ويزكي بِهِ أَعْمَالهم) أَي ينميها ويطهرها وَقد وَقع ذَلِك (حم عَن معَاذ) وَرِجَاله ثِقَات لَكِن فِيهِ انْقِطَاع

(سجدتا السَّهْو فِي الصَّلَاة تجزئان من كل زِيَادَة ونقصان) كركعة خَامِسَة وَسجْدَة ثَالِثَة أَو ترك بعض من ابعاضها (تَنْبِيه) السُّجُود لَا يتَكَرَّر وَإِن تكَرر السَّهْو وَهُوَ كَذَلِك ادّعى الْقُرَّاء فِي مجْلِس أَن من أمعن النّظر فِي الْعَرَبيَّة وَأَرَادَ علما غَيره سهل عَلَيْهِ فَقيل لَهُ مَا تَقول فِي من سَهَا فِي صلَاته فَسجدَ للسَّهْو فَسَهَا فِي سُجُوده هَل يسْجد قَالَ لَا قيل وَلم قَالَ لِأَن التصغير لَيْسَ لَهُ تَصْغِير وسجدتا السَّهْو تَمام الصَّلَاة وَلَيْسَ للتمام تَمام فَقَالُوا لَهُ أَحْسَنت (ع عد هق) وَكَذَا الطَّبَرَانِيّ (عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد حسن //

(سجدنا السَّهْو بعد التَّسْلِيم وَفِيهِمَا تشهد وَسَلام) اسْتدلَّ بِهِ أَبُو حنيفَة على أَن السُّجُود بعد السَّلَام وَقَالَ الشَّافِعِي قبله لدَلِيل آخر (فر عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن مَسْعُود) وَفِيه كَذَّاب

(محاق النِّسَاء زنا بَينهُنَّ) أَي كَالزِّنَا فِي الْحُرْمَة لَكِن يجب بِهِ التَّعْزِير لَا الْحَد (طب عَن وائلة) بن الْأَسْقَع وَرِجَاله ثِقَات

(سخافة بِالْمَرْءِ) أَي نقص فِي عقله (أَن يستخدم ضَيفه) وَلَو فِي إِحْضَار الطَّعَام فَيكْرَه ذَلِك (فر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد لين //

(سددوا) اقتصدوا فِي الْأُمُور وتجنبوا الإفراط والتفريط (وقاربوا) تقربُوا إِلَى الله بالمواظبة على الطَّاعَة مَعَ الاقتصاد فاعبدوه طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل (طب عَن ابْن عَمْرو) // بِإِسْنَاد ضَعِيف لَا صَحِيح خلافًا للمؤلف //.

(سددوا) أَي اقصدوا السداد أَي الصَّوَاب (وقاربوا) أَي لَا تغلوا فِي الدّين (وَأَبْشِرُوا وَاعْلَمُوا أَنه لن يدْخل أحدكُم) أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ (الْجنَّة عمله) بل فضل الله وَرَحمته وَلَيْسَ المُرَاد توهين الْعَمَل بل الْإِعْلَام تَارَة بِأَن الْعَمَل إِنَّمَا يتم بِفضل الله وَرَحمته فَلَا تتكلوا على أَعمالكُم (وَلَا أَنا) عدل عَن مُقْتَضى الظَّاهِر وَهُوَ إيَّايَ انتقالاً عَن الْجُمْلَة الفعلية إِلَى الإسمية فتقديره وَلَا أَنا مِمَّن ينجيه عمله (إِلَّا أَن يتغمدني الله) أَي يسترني مَأْخُوذ من غمد السَّيْف لِأَنَّهُ إِذا غمد ستر (بمغفرة وَرَحْمَة) أَي يحفظني بهما كَمَا يحفظ السَّيْف فِي غمده وَيجْعَل رَجَمْته مُحِيطَة بِي إحاطة

ص: 58

الغلاف بِمَا يحفظ فِيهِ (حم ق عَن عَائِشَة

سرعَة الْمَشْي تذْهب بهاء الْمُؤمن) هيبته وجماله لِأَنَّهَا تتعب فَتغير اللَّوْن والهيئة (حل عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ الذَّهَبِيّ // حَدِيث مُنكر //) خطّ فِي الْجَامِع فر عَن ابْن عمر بن النجار عَن ابْن عَبَّاس

سرعَة الْمَشْي تذْهب بهاء الْوَجْه) أَي // حسن // هَيئته فَينْدب التأني مَا لم يخف قوت أَمر ديني (أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان) بِكَسْر أَوله (فِي أَمَالِيهِ عَن أنس) بن مَالك

(سَطَعَ نور فِي الْجنَّة فَقيل) أَي قَالَ بعض أهل الْجنَّة لبَعض (مَا هَذَا) النُّور (فَإِذا هُوَ من ثغر حوراء ضحِكت فِي وَجه زَوجهَا) أَي أَن ذَلِك سَيكون بعد دُخُول الْجنَّة فَعبر بالماضي لتحققه (الْحَاكِم فِي الكنى خطّ عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // بل قَالَ الذَّهَبِيّ // بَاطِل //

(سَعَادَة لِابْنِ آدم ثَلَاث) من الْأَشْيَاء أَي حُصُولهَا لَهُ (وشقاوة لِابْنِ آدم ثَلَاث) من الْأَشْيَاء كَذَلِك (فَمن سَعَادَة ابْن آدم الزَّوْجَة الصَّالِحَة) أَي الْمسلمَة الدينة العفيفة الَّتِي تعفه (والمركب الصَّالح) أَي الدَّابَّة السهلة السريعة (والمسكن الْوَاسِع) بِالنِّسْبَةِ لَهُ وَيخْتَلف باخْتلَاف الْأَشْخَاص فَرب ضيق بِالنِّسْبَةِ لرجل وَاسع بِالنِّسْبَةِ لآخر (وشقوة لِابْنِ آدم ثَلَاث الْمسكن السوء) فِي رِوَايَة بدله الضّيق (وَالْمَرْأَة السوء والمركب السوء) وَهَذِه الثَّلَاثَة الأولى من سَعَادَة الدُّنْيَا وَالْمرَاد بالشقاوة هُنَا التَّعَب وَالْمَشَقَّة من قبيل فَلَا يخرجنكما من الْجنَّة فتشقى (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن سعد) بن أبي وَقاص // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سفر الْمَرْأَة مَعَ عَبدهَا ضَيْعَة) لِأَن عبد الْملك بِمَنْزِلَة الْأَجْنَبِيّ مِنْهَا (الْبَزَّار طس عَن ابْن عمر) بن الْخطاب بِإِسْنَاد فِيهِ ضَعِيف وبقيته ثِقَات (سل رَبك الْعَافِيَة) أَي السَّلامَة من المكاره من الإعفاء خرجت مخرج الطاغية (والمعافاة) مصدر من قَوْلك عافاه الله معافاة (فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَإِذا أَعْطَيْت الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وأعطيتها فِي الْآخِرَة فقد أفلحت) أَي فزت وظفرت وَذَا مُتَضَمّن للعفو عَن الْمَاضِي والآتي فالعافية فِي الْحَال والمعافاة فِي الِاسْتِقْبَال بدوام الْعَافِيَة (ت هـ عَن أنس) بن مَالك (سل الله (الْعَفو) أَي الْفضل والنماء من عَفْو الشَّيْء وَهُوَ كثرته ونماؤه أَو المُرَاد ترك الْمُؤَاخَذَة بالذنب (والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة) فَإِن ذَلِك يتَضَمَّن إِزَالَة الشرور الْمَاضِيَة والآتية (تخ ك عَن عبد الله بن جَعْفَر) جَاءَهُ رجل فَقَالَ مرني بدعوات يَنْفَعنِي الله بِهن فَذكره)

(سلمَان الْفَارِسِي (منا أهل الْبَيْت) بِالنّصب على الِاخْتِصَاص والجر على الْبَدَل من الضَّمِير وَنبهَ بِهِ على أَن مولى الْقَوْم تصح نسبته إِلَيْهِم (طب ك عَن عَمْرو بن عَوْف) قَالَ الذَّهَبِيّ // ضَعِيف الْإِسْنَاد //

(سلمَان سَابق فَارس) إِلَى الْإِسْلَام أَي هُوَ أَوَّلهمْ إسلاماً (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) وَرَوَاهُ عَنهُ ابْن عَسَاكِر

(سلم على ملك ثمَّ قَالَ لي لم أزل أَسْتَأْذن رَبِّي عز وجل فِي لقائك حَتَّى كَانَ هَذَا أَو ان أذن لي وَإِنِّي أُبَشِّرك أَنه لَيْسَ أحدا كرم على الله مِنْك) أَي حَتَّى الْمَلَائِكَة حَتَّى خواصهم حَتَّى جِبْرِيل وَعَلِيهِ إِجْمَاع أهل السّنة (ابْن عَسَاكِر عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم) بِضَم الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون الْأَشْعَرِيّ الشَّامي يُقَال لَهُ صُحْبَة (سلوا الله الفردوس) أَي جنته (فَإِنَّهَا سرة الْجنَّة) فِي رِوَايَة وسط الْجنَّة أَي بِاعْتِبَار أطرافها وجهاتها (وَإِن أهل الفردوس) أَي سكانه (يسمعُونَ أطيط الْعَرْش) بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الطَّاء أَي صَوته من كَثْرَة ازدحام الْمَلَائِكَة الساجدين والطائفين حوله وأصل الأطيط صَوت الْبَعِير المثقل (طب ك عَن أبي أُمَامَة) قَالَ ك // صَحِيح // ورده الذَّهَبِيّ

(سلوا الله الْعَفو

ص: 59

والعافية) أَي وَإِيَّاكُم وسؤال الْبلَاء وَإِن كَانَ الْبلَاء نعْمَة (فَإِن أحدكُم لم يُعْط بعد الْيَقِين خيرا من الْعَافِيَة) أفرد الْعَافِيَة بعد جمعهَا لِأَن معنى الْعَفو محو الذَّنب وَمعنى الْعَافِيَة السَّلامَة من الأسقام والبلايا اسْتغنى عَن ذكر الْعَفو بهَا لشمولها (حم ت عَن أبي بكر) الصّديق قَالَ قَامَ فِينَا الْمُصْطَفى عَام أَوله على الْمِنْبَر وَبكى ثمَّ ذكره // وَإسْنَاد حسن // (سلوا الله) أَي ادعوهُ لإذهاب (الْبلَاء ونيل المنى من فَضله فَإِن الله يحب أَن يسْأَل) لن خزائنه ملأى سخاء اللَّيْل وَالنَّهَار (وَأفضل الْعِبَادَة انْتِظَار الْفرج) أَي أفضل الدُّعَاء انْتِظَار الدَّاعِي الْفرج بالإجابة فيزيد فِي خضوعه وتذلله وعبادته الَّتِي يُحِبهَا الله (ت عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد حسن لَا صَحِيح // كَمَا زَعمه الْمُؤلف وَلَا ضَعِيف كَمَا جزم بِهِ غَيره

(سلوا الله علما نَافِعًا) أَي شَرْعِيًّا مَعْمُولا بِهِ (وتعوذوا بِاللَّه من علم لَا ينفع) كالسحر وَغَيره من الْعُلُوم الْمضرَّة أَو الْعلم الَّذِي لَا عمل مَعَه (هـ هَب عَن جَابر) // بِإِسْنَاد حسن غَرِيب // كَمَا قَالَ العلائي وَغَيره لَا صَحِيح كَمَا زَعمه الْمُؤلف وَلَا ضَعِيف كَمَا قيل

(سلوا الله لي الْوَسِيلَة) الْمنزلَة الْعلية وَالْمرَاد هُنَا (أَعلَى دَرَجَة فِي الْجنَّة لَا ينالها إِلَّا رجل وَاحِد وَأَرْجُو) أَي أومل (أَن أكون أَنا هُوَ) كَذَا الرِّوَايَة أَن أكون أَنا هُوَ وَالْجُمْلَة خبر عَن اسْم كَانَ الْمُسْتَتر فِيهَا (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ غَرِيب // لَيْسَ إِسْنَاده بِقَوي // انْتهى فرمز الْمُؤلف لصِحَّته مَدْفُوع

(سلوا الله لي الْوَسِيلَة فَإِنَّهُ لَا يسْأَلهَا إِلَى عبد مُسلم فِي الدُّنْيَا إِلَّا كنت لَهُ شَهِيدا) على أَنه يسْتَحق الْجنَّة (أَو شَفِيعًا) إِن كَانَ يسْتَحق النَّار (يَوْم الْقِيَامَة) يَوْم فصل الْقَضَاء (ش طص عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد حسن لَا صَحِيح // خلافًا للمؤلف

(سلوا الله ببطون أكفكم وَلَا تسألوه بظهورها) الْبَاء للآله وَيجوز كَونهَا للمصاحبة وَعَادَة من طلب شيأ من غَيره أَن يمد كفيه إِلَيْهِ ليضع النائل فِيهَا والداعي طَالب من أكْرم الأكرمين فَلَا يرفع ظهر كفيه إِلَّا إِن أَرَادَ رفع بلَاء لِأَن بطن كفيه فِي غَيره إِلَى أَسْفَل فَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى عكس ذَلِك وخلوهما عَن الْخَيْر (طب عَن أبي بكرَة) // بِإِسْنَاد حسن //

(سلوا الله ببطون أكفكم) كحالة الْحَرِيص على الشَّيْء يتَوَقَّع تنَاوله (وَلَا تسلوه بظهورها) إِلَّا إِن كَانَ الدُّعَاء بِرَفْع بلَاء (فَإِذا فَرَغْتُمْ) من الدُّعَاء (فامسحوا) ندبا (بهَا وُجُوهكُم) تفاؤلاً بِإِصَابَة الْمَطْلُوب وتبركاً بإيصاله إِلَى وَجهه الَّذِي هُوَ أشرف الْأَعْضَاء وَمِنْه يسري إِلَى بَقِيَّة الْبدن (دهق عَن ابْن عَبَّاس) بطرق كلهَا واهية فرمز الْمُؤلف لصِحَّته زلل

(سلوا الله حَوَائِجكُمْ الْبَتَّةَ) أَي جزما قطعا وَلَا تترددوا فِي سُؤَاله وَلَا فِي حُصُول الْإِجَابَة (فِي صَلَاة الصُّبْح) أَي فِي السُّجُود وعقبها لِأَنَّهَا أول صَلَاة النَّهَار الَّذِي هُوَ مَحل الْحَاجَات غَالِبا (ع عَن أبي رَافع) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الديلمي

(سلوا الله كل شَيْء) من أَمر الدّين وَالدُّنْيَا الَّذِي يجوز سُؤَاله شرعا وَإِن كَانَ تافهاً (حَتَّى الشسع) أحد سيور النَّعْل وَهُوَ بِكَسْر فَسُكُون كحمل وحمول (فَإِن الله إِن لم ييسره) أَي يسهل حُصُوله (لم يَتَيَسَّر) فَلَا طَرِيق إِلَى حُصُول أَي مَطْلُوب من جلائل النعم ودقائقها إِلَّا بالتطفل على مَوَائِد كرم مَالِكهَا (ع عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سلوا أهل الشّرف عَن الْعلم فَإِن كَانَ عِنْدهم علم فاكتبوه فَإِنَّهُم لَا يكذبُون) فَإِنَّهُم يصونون شرفهم من أَن يدنسوه بِعَارٍ الْكَذِب (فر عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // (سمى هرون) أَخُو مُوسَى الكليم (ابنيه شبْرًا وشبيراً) كجبل وجبيل إسمان سريانيان ومعناهما مثل معنى الْحسن وَالْحُسَيْن (وَإِنِّي سميت ابْني الْحسن وَالْحُسَيْن كَمَا سمى بِهِ هرون ابنيه) اقْتِدَاء بِهِ (الْبَغَوِيّ) فِي مُعْجَمه (وَعبد

ص: 60

(الْغَنِيّ) الْمَقْدِسِي (فِي) كتاب (الْإِيضَاح وَابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن سلمَان) الْفَارِسِي // بِإِسْنَاد ضَعِيف والمتن مُنكر //

(سم ابْنك عبد الرَّحْمَن) لِأَنَّهُ اسْم أَمِين الْمَلَائِكَة إسْرَافيل وَلِأَنَّهُ أول اسْم سمى بِهِ آدم أَوْلَاده وَلِأَن فِيهِ تفاؤلاً (خَ عَن جَابر) قَالَ ولد لرجل غُلَام فَسَماهُ الْقَاسِم فَأخْبر النَّبِي فَذكره

(سموهُ أَي الصَّبِي الْمَوْلُود (بِأحب الْأَسْمَاء إِلَى حَمْزَة) بن عبد الْمطلب عَمه (ك عَن جَابر) قَالَ ولد لرجل غُلَام فَقَالُوا مَا نُسَمِّيه فَذكره قَالَ ك صَحِيح ورده الذَّهَبِيّ

(سموا إسقاطكم) جمع سقط بِتَثْلِيث السِّين السَّاقِط من أمه قبل تَمَامه (فَإِنَّهُم من إفراطكم) جمع فرط بِالتَّحْرِيكِ الَّذِي يتَقَدَّم الْقَوْم فيهيئ لَهُم مَا يحتاجونه فَهُوَ يُهَيِّئ لِأَبَوَيْهِ مَا يحتاجانه من منَازِل الْآخِرَة (ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة

سموا السقط يثقل الله بِهِ) أَي بثوابه (ميزانكم فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة يَقُول أَي رب أضاعوني فَلم يسموني) قبل وَذَا عِنْد ظُهُور خلقه وَنفخ الرّوح فِيهِ (ميسرَة فِي مشيخته عَن أنس) بن مَالك

(سموا) بِفَتْح السِّين وَضم الْمِيم (باسمى وَلَا تكنوا بكنيتي) بِالضَّمِّ من الْكِنَايَة لما كَانَ يكنى أَبَا الْقَاسِم لكَونه يقسم بَين النَّاس مَا يُوحى إِلَيْهِ وَلَا يُشَارِكهُ فِي هَذَا الْمَعْنى أحد منع أَن يكنى بِهِ غَيره وَالنَّهْي للتَّحْرِيم وللتعميم (طب عَن ابْن عَبَّاس

(سموا باسمى وَلَا تكنوا) بِفَتْح فَسُكُون بِخَط الْمُؤلف (بكنيتي) وَلَو بعد موتِي (فَإِنِّي إِنَّمَا بعثت قاسماً أقسم بَيْنكُم) مَا أَمرنِي الله بقسمته من الْعُلُوم والمعارف والفيء وَالْغنيمَة وَكَانَ يكنى بالقاسم أكبر أَوْلَاده وَكَانَ بِالسوقِ فَقَالَ رجل يَا أَبَا الْقَاسِم فَالْتَفت النَّبِي فَقَالَ إِنَّمَا دَعَوْت هَذَا فَذكره (ق عَن جَابر) بن عبد الله

(سموا بأسماء الْأَنْبِيَاء وَلَا تسموا بأسماء الْمَلَائِكَة) كجبريل فَيكْرَه التسمي بهَا وَمن ذهب كعمر إِلَى كَرَاهَة التسمي بأسماء الْأَنْبِيَاء أَرَادَ صَوت أسمائهم عَن الابتذال (تخ عَن عبد الله بن جَراد) قَالَ البُخَارِيّ فِي إِسْنَاده نظر

(سمى) الشَّهْر (رَجَب لِأَنَّهُ يترجب) أَي يتكثر روٍ يتعظم (فِيهِ خير كثير لشعبان ورمضان) يُقَال رجبه مثل عظمه وزنا وَمعنى فَالْمَعْنى أَن يهيأ فِيهِ خير عَظِيم كثير للمتعبدين فِي شعْبَان ورمضان (أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد الْخلال) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَشدَّة اللَّام نِسْبَة للنحل لبيع أَو غَيره (فِي فَضَائِل) شهر (رَجَب عَن أنس) بن مَالك

(سوء الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (شُؤْم) أَي شرو وبال على صَاحبه وَغَيره فَإِنَّهُ يجذب صَاحبه فِي الدُّنْيَا إِلَى الْعَار وَفِي الْآخِرَة إِلَى النَّار قَالَ الشَّاعِر

(وَكم من فَتى أزرى بِهِ سوء خلقه

فَأصْبح مذموماً قَلِيل المحامد)

وَقَالُوا من ساءت أخلاقه لزم فِرَاقه وَقَالُوا سوء الْخلق يدل على خبث الطَّبْع ولؤم العنصر وَفِي شعب الْإِيمَان حَدِيث سوء الْخلق زِمَام بأنف صَاحبه والزمام بيد شَيْطَان يجره إِلَى النَّار وَقَالُوا يكَاد سيئ الْخلق أَن يعد من الْبَهَائِم (ابْن شاهين فِي) كتاب (الْأَفْرَاد) بِالْفَتْح (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب

(سوء الْخلق شُؤْم وشراركم أسوؤكم أَخْلَاقًا) فَمن رزق حسن الْخلق فهنيأ لَهُ وَإِلَّا فَعَلَيهِ بمعالجته حَتَّى يَزُول فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ أَصله جبلياً لَكِن للاكتساب فِيهِ أثر بَين (خطّ عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سوء الْخلق شُؤْم وَطَاعَة النِّسَاء ندامة) أَي حزن وَكَرَاهَة من النَّدَم بِسُكُون الدَّال وَهُوَ الْغم اللَّازِم (وَحسن الملكة نَمَاء) أَي نمو وَزِيَادَة فِي الْخَيْر وَالْبركَة (ابْن مَنْدَه عَن الرّبيع الْأنْصَارِيّ

سوء الْخلق يفْسد الْعَمَل كَمَا يفْسد الْخلّ الْعَسَل) أَي أَنه يعود عَلَيْهِ بالإحباط كالمتصدق إِذا اتبع صدقته بالمن والأذى (الْحَرْث) بن أبي أُسَامَة (وَالْحَاكِم

ص: 61

فِي) كتاب (الكنى) والألقاب (عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سوء المجالسة شح وفحش وَسُوء خلق) فَيَنْبَغِي الحذر من ذَلِك وإكرام الجلساء وَحسن الْأَدَب مَعَهم (ابْن الْمُبَارك) فِي الزّهْد (عَن سُلَيْمَان ابْن مُوسَى مُرْسلا) هُوَ الْأمَوِي مَوْلَاهُم الدِّمَشْقِي الْأَشْدَق صَاحب مَنَاكِير

(سَوْدَاء) كَذَا فِي نسخ ة الَّذِي وقفت عَلَيْهِ بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر وَغَيره سَوَاء على وزن سرعاء وَهِي القبيحة الْوَجْه (ولود) كَثِيرَة الْولادَة (خير من حسناء لَا تَلد) لِأَن النِّكَاح وضع أَصَالَة لطلب النَّسْل (وَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم) يَوْم الْقِيَامَة (حَتَّى بِالسقطِ محبنطئاً) أَي متغضبا مُمْتَنعا امْتنَاع طلب لَا امْتنَاع أباهء على بَاب الْجنَّة) حِين أذن لَهُ بِالدُّخُولِ (يُقَال) لَهُ (ادخل الْجنَّة فَيَقُول يَا رب وأبواي فَيُقَال لَهُ ادخل الْجنَّة أَنْت وأبواك) وَالْكَلَام فِي أبوين مُؤمنين (طب عَن مُعَاوِيَة بن حيدة) بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة قَالَ ابْن حبَان مُنكر لَا أصل لَهُ

(سُورَة الْكَهْف تدعى فِي التَّوْرَاة الحائلة) أَي الحاجزة (تحول) أَي تحجز (بَين قَارِئهَا وَبَين النَّار) بِمَعْنى أَنَّهَا تحاجج وتخاصم عَنهُ كَمَا فِي رِوَايَة (هَب عَن ابْن عَبَّاس

سُورَة من الْقُرْآن مَا هِيَ إِلَّا ثَلَاثُونَ آيَة خَاصَمت) أَي حاجت ودافعت (عَن صَاحبهَا) أَي قَارِئهَا الملازم لتلاوتها بتدبر وَاعْتِبَار (حَتَّى أدخلته الْجنَّة) بَعْدَمَا كَانَ مَمْنُوعًا من دُخُولهَا (وَهِي تبَارك) الَّذِي بِيَدِهِ الْملك وَالْمرَاد أَن الله تَعَالَى يَأْمر ملكا أَن يقوم بذلك (طس والضياء عَن أنس) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سُورَة تبَارك هِيَ الْمَانِعَة من عَذَاب الْقَبْر) أَي الكافة لَهُ عَن قَارِئهَا إِذا مَاتَ وَوضع فِي قَبره فَلَا يعذب فِيهِ (ابْن مردوية عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد حسن //

(سووا صفوفكم) أَي اعتدلوا على سمت وَاحِد فِي الصَّلَاة (فَإِن تَسْوِيَة الصُّفُوف من إِقَامَة الصَّلَاة) أَي من تَمامهَا ومكملاتها (حم ق د هـ عَن أنس) ابْن مَالك

(سووا صفوفكم) عِنْد الشُّرُوع فِي الصَّلَاة (لَا تخْتَلف) أَي لِئَلَّا تخْتَلف (قُلُوبكُمْ) أَي أهويتها وأراداتها وَالْقلب تَابع للأعضاء فَإِذا اخْتلفت اخْتلف (الدَّارمِيّ عَن الْبَراء) بن عَازِب

(سووا صفوفكم) أَي اعتدلوا على سمت وَاحِد حَتَّى تصيروا كالقدح أَو سطر الْكِتَابَة (أَو ليخالفن الله) أَي أَو ليوقعن الله الْمُخَالفَة (بَين وُجُوهكُم) بِأَن تفترقوا فَيَأْخُذ كل مِنْكُم وَجها غير الَّذِي أَخذ صَاحبه (هـ عَن النُّعْمَان بن بشير

(سووا الْقُبُور على وَجه الأَرْض إِذا دفنتم) الْمَوْتَى فِيهَا وَالْأَمر للنَّدْب (طب عَن فضَالة بن عبيد) وَرَوَاهُ عَنهُ أَحْمد وَغَيره

(سَلامَة الرجل فِي الْفِتْنَة أَن يلْزم بَيته) فَهُوَ سنة الْأَنْبِيَاء وسيرة الْحُكَمَاء (فر وَأَبُو الْحسن بن الْمفضل الْمَقْدِسِي فِي الْأَرْبَعين المسلسلة) يصدق رَسُول الله فِي الْعُزْلَة سَلامَة (عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ وَله شَوَاهِد

(سَيَأْتِيكُمْ أَقوام يطْلبُونَ الْعلم فَإِذا رأيتموهم فَقولُوا لَهُم مرْحَبًا) أَي رَحبَتْ بِلَادكُمْ واتسعت وأتيتم أَهلا فَلَا تستوحشوا (بِوَصِيَّة رَسُول الله) وَقد درج السّلف على قبُول وَصيته (وأفتوهم) بِالْفَاءِ أَي علموهم وَفِي رِوَايَة بقاف وَنون يعْنى ارضوهم من أقنى أَي أرْضى (هـ عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // بِإِسْنَاد حسن //

(سَيَأْتِي عَلَيْكُم زمَان لَا يكون فِيهِ شَيْء أعز من ثَلَاثَة دِرْهَم حَلَال أَو أَخ يسْتَأْنس بِهِ أَو سنة يعْمل بهَا طس حل) وَكَذَا الديلمي (عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان // بِإِسْنَاد حسن //

(سَيَأْتِي على أمتِي زمَان يكثر فِيهِ الْقُرَّاء) أَي الَّذين يحفظون الْقُرْآن عَن ظهر قلب وَلَا يفهمونه (ويقل الْفُقَهَاء) أَي العارفون بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة (وَيقبض الْعلم) أَي يَمُوت أَهله (وَيكثر الْهَرج) أَي الْقَتْل والفتن (ثمَّ يَأْتِي من بعد ذَلِك زمَان يقْرَأ الْقُرْآن

ص: 62

رجال من أمتِي لَا يُجَاوز تراقيهم) جمع ترقوة عظم بَين فقرة النَّحْر والعاتق يعْنى لَا يتَخَلَّص عَن ألسنتهم إِلَى قُلُوبهم (ثمَّ يَأْتِي من بعد ذَلِك زمَان يُجَادِل الْمُشرك بِاللَّه الْمُؤمن فِي مثل مَا يَقُول) أَي يخاصمه ويغالبه ويقابل حجَّته بِحجَّة مثلهَا فِي كَونهَا حجَّة لَكِن حجَّة الْكَافِر بَاطِلَة (طس ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه ابْن لَهِيعَة

(سَيَأْتِي على النَّاس زمَان يُخَيّر فِيهِ الرجل بَين الْعَجز والفجور) أَي بَين أَن يعجز ويقهر وَبَين أَن يخرج من طَاعَة الله (فَمن أدْرك ذَلِك الزَّمَان) وَخير بَين هذَيْن (فليختر) وجوبا (الْعَجز على الْفُجُور) لِأَن سَلامَة الدّين وَاجِبَة التَّقْدِيم (ك عَن أبي هُرَيْرَة) // وَقَالَ صَحِيح وأقروه //

(سيحان) بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة من السيح وَهُوَ جري المَاء على وَجه الأَرْض وَهُوَ نهر العواصم وَهُوَ غير سيحون (وجيحان) نهر إذنة وسيحون نهر بِالْهِنْدِ أَو السَّنَد وجيحون نهر بَلخ فَمن زعم أَنَّهُمَا هما فقدوهم (والفرات) نهر بِالْكُوفَةِ (والنيل) نهر مصر (كل مِنْهَا من أَنهَار الْجنَّة) أَي هِيَ لعذوبة مَائِهَا وَكَثْرَة مَنَافِعهَا ومزيد بركتها كَأَنَّهَا من الْجنَّة أَو أُصُولهَا مِنْهَا (م عَن أبي هُرَيْرَة

سيخرج أَقوام من أمتِي يشربون الْقُرْآن كشربهم اللَّبن) أَي يسلقونه بألسنتهم من غير تدبر مَعَانِيه وَتَأمل أَحْكَامه بل يمر على ألسنتهم كَمَا يمر اللَّبن المشروب عَلَيْهَا (طب عَن عقبَة بن عَامر) وَرِجَاله ثِقَات

(سيخرج أهل مَكَّة) مِنْهَا (ثمَّ لَا يعبرها) مِنْهُم (إِلَّا قَلِيل ثمَّ تمتلئ) بِالنَّاسِ (وتبنى) فِيهَا الْأَبْنِيَة (ثمَّ يخرجُون مِنْهَا) مرّة ثَانِيَة (فَلَا يعودون فِيهَا أبدا) إِلَى قيام السَّاعَة (حم عَن عمر) بن الْخطاب وَفِيه ابْن لَهِيعَة وَبَقِيَّة رُوَاته ثِقَات

(ستخرج نَاس إِلَى الْمغرب يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة وُجُوههم على ضوء الشَّمْس) فِي الْإِشْرَاق وَالْجمال (حم عَن رجل) من الصَّحَابَة وَفِيه ابْن لَهِيعَة

(سيد الإدام فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّحْم) لِأَنَّهُ الْجَامِع لمعاني الأقوات ومحاسنها فَهُوَ أفضل المطعومات (وَسيد الشَّرَاب فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة المَاء) كَيفَ وَبِه حَيَاة كل حَيَوَان بل كل نَام على وَجه الأَرْض وَسيد الرياحين فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة الفاغية) نور الْحِنَّاء فَهِيَ أشرف الرياحين (طس وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (طب عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب وَفِي // إِسْنَاده مَجْهُول وبقيته ثِقَات //

(سيد الأدهان البنفسج وَإِن فضل البنفسج على سَائِر الأدهان كفضلى على سَائِر الرِّجَال) لعُمُوم نَفعه وجموم فضائله (الشِّيرَازِيّ فِي) كتاب (الألقاب عَن أنس) وَهَذَا الحَدِيث لَهُ طرق كَثِيرَة كلهَا معلولة (وَهُوَ) أَي هَذَا الطَّرِيق (أمثل طرقه) على ضعفه بل قَالَ ابْن الْقيم // مَوْضُوع //

(سيد الاسْتِغْفَار) أَي أفضل أَنْوَاع صيغه (أَن يَقُول) أَي العَبْد (اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه أَنْت خلقتني وَأَنا عَبدك) أَي أَنا عَابِد لَك (وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك) أَي مَا عاهدتك عَلَيْهِ وواعدتك من الْإِيمَان بك وإخلاص الطَّاعَة لَك (مَا اسْتَطَعْت) ي مُدَّة داوم استطاعتي وَمَعْنَاهُ الِاعْتِرَاف بِالْعَجزِ عَن كنه الْوَاجِب من حَقه تَعَالَى (أعوذ بك من شَرّ مَا صنعت) من الذُّنُوب (أَبُوء) أَي أعترف (لَك بنعمتك على وأبوء لَك بذنبي) اعْترف بِهِ (فَاغْفِر لي فَإِنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت) فَائِدَة الْإِقْرَار بالذنب أَن الِاعْتِرَاف يمحو الاقتراف (من قَالَهَا من النَّهَار) أَي فِيهِ (موقنا بهَا) أَي مخلصاً من قلبه مُصدقا بثوابها (فَمَاتَ من يَوْمه) ذَلِك (قبل أَن يمسى) أَي يدْخل فِي الْمسَاء (فَهُوَ من أهل الْجنَّة) أَي مِمَّن اسْتحق دُخُولهَا مَعَ السَّابِقين أَبُو بِغَيْر عَذَاب (وَمن قَالَهَا من اللَّيْل وَهُوَ موقن بهَا فَمَاتَ قبل أَن يصبح) أَي يدْخل فِي الصَّباح (فَهُوَ من أهل الْجنَّة) بِالْمَعْنَى الْمَذْكُور (حم خَ ن عَن شَدَّاد بن أَوْس

(سيد

ص: 63

الْأَيَّام عِنْد الله يَوْم الْجُمُعَة) أَي هُوَ أفضلهَا لِأَن السَّيِّد أفضل الْقَوْم (أعظم) عِنْد الله (من يَوْم) عيد (النحرو) عيد (الْفطر) الَّذِي لَيْسَ بِيَوْم جُمُعَة (وَفِيه خمس خلال) جمع خلة بِفَتْح الْمُعْجَمَة الْخصْلَة (فِيهِ خلق آدم وَفِيه أهبط من الْجنَّة إِلَى الأَرْض وَفِيه توفى وَفِيه سَاعَة) أَي لَحْظَة لَطِيفَة (لَا يسْأَل فِيهَا العَبْد الله شيأ إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه مَا لم يسْأَل إِثْمًا أَو قطيعة رحم) أَي هجر قرَابَة بِنَحْوِ إِيذَاء أَو صد (وَفِيه تقوم السَّاعَة) أَي الْقِيَامَة (وَمَا من ملك مقرب وَلَا سَمَاء وَلَا أَرض) أَي أهلهما (وَلَا ريح وَلَا جبل وَلَا حجر إِلَّا وَهُوَ مُشفق من يَوْم الْجُمُعَة) أَي خَائِف من قيام الْقِيَامَة فِيهِ والحشر لِلْحسابِ (الشَّافِعِي) فِي مُسْنده (حم تخ عَن سعد بن عبَادَة) سيد الْأَنْصَار // وَإِسْنَاده حسن //

(سيد السّلْعَة) بِكَسْر أَوله المهمل البضاعة (أَحَق أَن يسام) فِي السّلْعَة (د فِي مراسيله عَن أبي الْحُسَيْن

(سيد الشُّهَدَاء) جمع شَهِيد سمى بِهِ لِأَن روحه شهِدت أَي حضرت دَار السَّلَام عِنْد مَوته (عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة حَمْزَة بن عبد الْمطلب) عَام مَخْصُوص بِغَيْر من اسْتشْهد من الْأَنْبِيَاء فَالْمُرَاد شُهَدَاء هَذِه الْأمة وَخص يَوْم الْقِيَامَة لِأَنَّهُ يَوْم كشف الْحَقَائِق (ك عَن جَابر) بن عبد الله (طب عَن عَليّ) قَالَ ك صَحِيح ورد

(سيد الشُّهَدَاء حَمْزَة بن عبد الْمطلب وَرجل قَامَ إِلَى إِمَام جَائِر فَأمره) بِمَعْرُوف (وَنَهَاهُ) عَن مُنكر (فَقتله) لأجل ذَلِك (ك والضياء عَن جَابر) قَالَ ك صَحِيح ورد عَلَيْهِ

(سيد الشُّهَدَاء جَعْفَر بن أبي طَالب مَعَه الْمَلَائِكَة) أَي يطيرون مَعَه مصاحبين لَهُ ويطير مَعَهم (لم ينْحل) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي لم يُعْط (ذَلِك أحد مِمَّن مضى من الْأُمَم غَيره شَيْء أكْرم الله بِهِ) نبيه وَابْن عَمه (مُحَمَّدًا) أفضل الْأَنْبِيَاء (أَبُو الْقَاسِم الْحرفِي فِي أَمَالِيهِ عَن عَليّ) بن أبي طَالب

(سيد الشُّهُور شهر رَمَضَان) أَي أفضلهَا (وَأَعْظَمهَا حُرْمَة ذُو الْحجَّة) لِأَن فِيهِ يَوْم الْحَج الْأَكْبَر وَيَوْم عيد الْأَضْحَى قَالَ الحلمي رَمَضَان أفضل من الْحجَّة وَإِذا قوبلت الْجُمْلَة بِالْجُمْلَةِ وفضلت إِحْدَى الجملتين على الْأُخْرَى لَا يلْزم تَفْضِيل أَفْرَاد الْجُمْلَة الفاضلة على كل أَفْرَاد المفضولة وَيُؤَيِّدهُ إِن جنس الصَّلَاة أفضل من جنس الصَّوْم وَصَوْم يَوْم أفضل من صَلَاة رَكْعَتَيْنِ (الْبَزَّار هَب عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // بِإِسْنَاد ضَعِيف // لأحسن خلافًا للمؤلف

(سيد الفواس أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن نعيم بن يحيى مُرْسلا

سيد الْقَوْم خادمهم) أَي إِذا نوى بخدمتهم التَّقَرُّب إِلَيْهِ تَعَالَى وَكَانَ عَارِفًا بتخليص النِّيَّة من شوائب النَّفس وَالنَّقْص كَمَا مر بِخِلَاف من يخْدم بهواه أَو يخْدم من لَا يسْتَحق الْخدمَة أَو يقْصد المحمدة وَالثنَاء من المخدوم أَو النَّاس ذكره السهروردى لِأَن السَّيِّد هُوَ الَّذِي يفزع إِلَيْهِ فِي النوائب فيتحمل الأثقال عَنْهُم فَلَمَّا تحمل أثقال خدمتهم صَار سيدهم بِهَذَا الِاعْتِبَار وَلم يذكر الْمُؤلف من خرجه (عَن أبي قَتَادَة) وَقد عزاهُ فِي الدُّرَر لِابْنِ مَاجَه (خطّ عَن ابْن عَبَّاس) وَفِي // إِسْنَاده ضعف وَانْقِطَاع //

(سيد الْقَوْم خادمهم وساقيهم آخِرهم شرباً) كَمَا مر تَوْجِيهه (أَبُو نعيم فِي الْأَرْبَعين الصُّوفِيَّة عَن أنس) وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن أبي قَتَادَة

(سيد الْقَوْم فِي السّفر خادمهم) أَي يَنْبَغِي كَون السَّيِّد كَذَلِك أَو مَعْنَاهُ هُوَ سيدهم فِي الثَّوَاب أَي أعظمهم أجرا (فَمن سبقهمْ بِخِدْمَة لم يسبقوه بِعَمَل إِلَّا الشَّهَادَة) لِأَنَّهُ شريكهم فِيمَا يزايلونه من الْأَعْمَال بِوَاسِطَة خدمته (ك فِي تَارِيخه هَب عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ

(سيد النَّاس آدم وَسيد الْعَرَب مُحَمَّد وَسيد الرّوم صُهَيْب وَسيد

ص: 64

الْفرس) بِضَم فَسُكُون (سلمَان وَسيد الْحَبَشَة بِلَال) الْمُؤَذّن (وَسيد الْجبَال طورسينا وسد الشّجر السدر) شجر النبق (وَسيد الْأَشْهر الْمحرم) أَي بعد رَمَضَان (وَسيد الْأَيَّام الْجُمُعَة) أَي يَوْمهَا (وَسيد الْكَلَام الْقُرْآن وَسيد الْقُرْآن الْبَقَرَة) أَي سورتها (وَسيد الْبَقَرَة آيَة الْكُرْسِيّ) أَي الْآيَة الَّتِي ذكر فِيهَا الْكُرْسِيّ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقُرْآن آيَة ذكر فِيهَا الله بَين مُضْمر وَظَاهر فِي سِتَّة عشر موضعا إِلَّا آيَة الْكُرْسِيّ ذكره ابْن الْعَرَبِيّ (أما) بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف (أَن فِيهَا خمس كَلِمَات فِي كل كلمة خَمْسُونَ بركَة) كَيفَ وَقد جمع فِيهَا مَعَاني الْأَسْمَاء الْحسنى من التَّوْحِيد وَالتَّقْدِيس وَشرح الصِّفَات الْعلَا (فر عَن عَليّ) بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول

(سيد إدامكم الْملح) لِأَن بِهِ صَلَاح الْأَطْعِمَة (هـ والحكيم) التِّرْمِذِيّ (عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سيد ريحَان أهل الْجنَّة الْحِنَّاء) أَي نورها وَهِي الفاغية (طب خطّ عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سيد طَعَام الدُّنْيَا والاخرة اللَّحْم) تَمَامه عِنْد مخرجه وَلَو سَأَلت رَبِّي أَن يطعمنيه كل يَوْم لفعل (أَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // بل قيل بِوَضْعِهِ

(سيد كهول أهل الْجنَّة أَبُو بكر وَعمر وَأَن أَبَا بكر فِي الْجنَّة مثل الثريا فِي السَّمَاء) أفرده ثَانِيًا إِيذَانًا بِأَنَّهُ أفضل من عمر (خطّ عَن أنس) بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب

(سيدات نسَاء أهل الْجنَّة أَربع مَرْيَم وَفَاطِمَة وَخَدِيجَة وآسية) امْرَأَة فِرْعَوْن وفضلهم على هَذَا التَّرْتِيب على الْأَصَح (ك عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سيد نسَاء الْمُؤمنِينَ فُلَانَة وَخَدِيجَة بنت خويلد أول نسَاء الْمُسلمين إسلاماً) بل هِيَ أول النَّاس إسلاماً مُطلقًا (ع ن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان // بِإِسْنَاد حسن //

سيدرك رجلَانِ من أمتِي عِيسَى بن مَرْيَم ويشهدان قتال الدَّجَّال) أَي قتل عِيسَى للدجال فَإِنَّهُ يقْتله على بَاب لد (ابْن خُزَيْمَة ك عَن أنس) قَالَ الذَّهَبِيّ // حَدِيث مُنكر //

(سيشدد هَذَا الدّين بِرِجَال لَيْسَ لَهُم عِنْد الله خلاق) أَي لاحظ لَهُم فِي الْخَيْر وهم أُمَرَاء السوء وَالْعُلَمَاء الَّذين لم يعملوا بعلمهم المحاملى فِي أَمَالِيهِ عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // سيصيب أمتِي دَاء الْأُمَم) قبلهم (الأشر) أَي كفر النِّعْمَة (والبطر) الطغيان عِنْد النِّعْمَة وَشدَّة المرح والفرح (وَالتَّكَاثُر) من جمع المَال (والتشاحن) التعادى (فِي الدُّنْيَا والتباغض والتحاسد) أَي تمنى زَوَال نعْمَة الْغَيْر (حَتَّى يكون الْبَغي) أَي مُجَاوزَة الْحَد (ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح وأقروه

(سيعزى النَّاس بَعضهم بَعْضًا من بعدِي بالتعزية بِي) فَإِن مَوته من أعظم المصائب بل أعظمها (ع طب عَن سهل) بن سعد // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سيقتل بعذراء) قَرْيَة من قرى دمشق (إناس يغْضب الله لَهُم وَأهل السَّمَاء) هم حجر بن عدي الأدبر وَأَصْحَابه وَفد على الْمُصْطَفى وَشهد صفّين مَعَ عَليّ وَقَتله مُعَاوِيَة وَقتل من أَصْحَابه من لم يتبرأ من عَليّ (يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي تَارِيخه) فِي تَرْجَمَة حجر (وَابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخ الشأم (عَن عَائِشَة) وَفِيه انْقِطَاع

(سيقرأ الْقُرْآن رجال لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ) جمع حنجرة وَهِي الْحُلْقُوم أَي لَا يتعداها إِلَى قُلُوبهم أَو لَا تفقهه قُلُوبهم (يَمْرُقُونَ من الدّين) أَي يخرجُون مِنْهُ (كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية) بِفَتْح فَكسر فتشديد أَي الشَّيْء الَّذِي يرْمى كالصيد يرْمى فَينفذ فِيهِ السهْم (ع عَن أنس) // بِإِسْنَاد جيد //

(سَيكون فِي أمتِي أَقوام يتعاطى فقهاؤهم عضل الْمسَائِل) بِضَم الْعين وَفتح الضَّاد الْمُعْجَمَة صعابها (أُولَئِكَ شرار أمتِي) أَي من شرارهم فخيارهم من يسْتَعْمل سهولة الْإِلْقَاء بنصح وتلطف ومزيد بَيَان

ص: 65

وَلَا يفجأ الطَّالِب بالصعاب (طب عَن ثَوْبَان) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // خلافًا لقَوْل الْمُؤلف // حسن //

(سَيكون بعدِي خلفاء وَمن بعد الْخُلَفَاء أُمَرَاء وَمن بعد الْأُمَرَاء مُلُوك) إِشَارَة إِلَى انْقِطَاع الْخلَافَة وَظُهُور الْجور لِأَن مَوْضُوع الْخلَافَة الحكم بِالْعَدْلِ والملوك الْإِفْسَاد (وَمن بعد الْمُلُوك جبابرة) جمع جَبَّار وَهُوَ الَّذِي يقتل على الْغَضَب أَو المتمرد العاتي (ثمَّ يخرج رجل من أهل بَيْتِي يمْلَأ الأَرْض عدلا كَمَا ملئت جوراً ثمَّ يُؤمر بعده القحطاني) أَي يَجْعَل أَمِيرا (فوالذي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا هُوَ بِدُونِهِ) أَي بأحط مِنْهُ منزلَة (طب عَن حَامِل الصَّدَفِي) // بِإِسْنَاد فِيهِ مَجَاهِيل //

(سَيكون فِي آخر الزَّمَان خسف) أَي غور يقوم فِي الأَرْض (وَقذف) بِالْحِجَارَةِ من السَّمَاء بِقُوَّة (ومسخ) أَي تَحْويل الصُّور إِلَى مَا هُوَ أقبح كقرد وخنزير (إِذا ظَهرت المعازف) بِعَين مُهْملَة وزاي جمع معزفة بِفَتْح الزَّاي آلَة اللَّهْو (والقينات واستحلت الْخمر) مجَاز عَن الاسترسال فِي شربهَا أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن التظاهر بالعدوان إِذا قوي فِي قوم قوبلوا بأشنع الْعُقُوبَات ثمَّ من الْعلمَاء من أجْرى المسخ على حَقِيقَته وَمِنْهُم من أَوله بمسخ الْقُلُوب بجعلها على قلب قرد أَو خِنْزِير أَو كلب أَو حمَار (طب عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ // بِإِسْنَاد لين //

(سَيكون فِي آخر الزَّمَان شَرطه) أعوان السُّلْطَان (يَغْدُونَ فِي غضب الله وَيَرُوحُونَ فِي سخط الله) أَي يَغْدُونَ بكرَة النَّهَار وَيَرُوحُونَ آخِره وهم فِي غَضَبه (فإياك أَن تكون من بطانتهم) أَي احذر أَن تكون صَاحب سرهم وصفيهم ومداخلهم (طب عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سَيكون بعدِي سلاطين الْفِتَن على أَبْوَابهم كمبارك الْإِبِل) أَي الجرباء يَعْنِي هَذِه الْفِتَن تعدى من يقربهَا أَعدَاء الْإِبِل الجرباء للسليمة إِذا أنيخت مَعهَا (لَا يُعْطون أحدا شيأ) من الدُّنْيَا (إِلَّا أخذُوا من دينه مثله) الْآن من قبل جوائزهم أما يتَكَلَّف فِي كَلَامه لرضاهم وَيحسن لَهُم حَالهم وَهَذَا مثلهم وَأما يسكت فَيكون مداهنا (طب ك عَن عبد الله بن الْحَرْث بن جُزْء الزبيدِيّ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سَيكون رجال من أمتِي يَأْكُلُون ألوان الطَّعَام وَيَشْرَبُونَ ألوان الشَّرَاب وَيلبسُونَ ألوان الثِّيَاب ويتشدقون فِي الْكَلَام فَأُولَئِك شرار أمتِي) أَي من شرارهم وَذَا من معجزاته فَإِنَّهُ اخبار عَن غيب وَقع (طب حل عَن أبي أُمَامَة) وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ

(سَيكون فِي أمتِي رجل يُقَال لَهُ أويس بن عبد الله الْقَرنِي) نِسْبَة إِلَى قرن بِفَتْح الْقَاف بطن من مُرَاد على الصَّوَاب (وَإِن شَفَاعَته فِي أمتِي مثل ربيعَة وَمُضر) وَإِلَيْهِ أَشَارَ بقوله إِنِّي لأجد نفس الرَّحْمَن من قبل الْيمن (عد عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سَيكون بعدِي بعوث كَثِيرَة فكونوا فِي بعث خُرَاسَان ثمَّ انزلوا فِي مَدِينَة مرو فَإِنَّهُ بناها ذُو القرنين ودعا لَهَا بِالْبركَةِ وَلَا يُصِيب أَهلهَا سوء أبدا) وَلَفظ رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ لَا يضر بدل لَا يُصِيب (حم عَن بُرَيْدَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سَيكون أَقوام يعتدون فِي الدُّعَاء) أَي يتجاوزون فِيهِ الْحَد وَيدعونَ بِمَا لَا يجوز أَو يَلِيق أَو يرفعون الصَّوْت بِهِ أَو يتكلفون السجع أَو يتشدقون بِهِ وَتَمام الحَدِيث وَالطهُور وَأخذ مِنْهُ بَعضهم أَنه تحرم الزِّيَادَة على التَّثْلِيث فِي الطَّهَارَة بل نقل الدَّارمِيّ فِي الاستذكار عَن جمع أَنه لَا يَصح وضوءه وَجرى عَلَيْهِ ابْن الْعَرَبِيّ الْمَالِكِي وشنع بِمَا مِنْهُ أَنه تَعَالَى قَالَ أَنه لَا يحب الْمُعْتَدِينَ قَالَ وَأي مُصِيبَة أعظم من إِنَّه يصير إِلَى حَالَة لَا يُحِبهُ الله وَيكون مُتَعَدِّيا بِالْفِعْلِ الَّذِي صَار بِهِ غَيره مُطيعًا (حم د عَن سعد) ابْن أبي وَقاص // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(سَيكون قوم يَأْكُلُون بألسنتهم كَمَا تَأْكُل الْبَقَرَة من

ص: 66

الأَرْض) أَي يتخذون ألسنتهم ذَرِيعَة إِلَى مَأْكَلهمْ كَمَا تَأْخُذ الْبَقَرَة بلسانها وَوجه الشّبَه أَنهم لَا يميزون بَين الْحَلَال وَالْحرَام كَمَا لَا تميز الْبَقَرَة فِي رعيها بَين رطب ويابس وحلو وَمر (حم عَن سعد) // بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول //

(سَيكون بِمصْر رجل من بني أُميَّة أخنس) أَي منقبض قَصَبَة الْأنف عريض الأرنبة (يلى سُلْطَانا ثمَّ يغلب) بِضَم أَوله (عَلَيْهِ أَو ينْزع مِنْهُ فيفر إِلَى الرّوم فَيَأْتِي مِنْهُم إِلَى الاسكندرية فَيُقَاتل أهل الْإِسْلَام بهَا فَذَاك أول الْمَلَاحِم) وَجَاء فِي رِوَايَة أَنه يُقَال لَهُ الْوَلِيد يعْمل فِي أمتِي عمل فِرْعَوْن فِي قومه (الرَّوْيَانِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن أبي ذَر) ثمَّ أعله ابْن عَسَاكِر بِابْن لَهِيعَة وَأَنه اخْتلف عَلَيْهِ فِيهِ فَقَوْل الْمُؤلف // حسن غير معول عَلَيْهِ //

(سَيكون قوم بعدِي من أمتِي يقرؤن الْقُرْآن ويتفقهون فِي الدّين يَأْتِيهم الشَّيْطَان فَيَقُول لَو أتيتم السُّلْطَان فَأصْلح من دنياكم واعتزلتموهم بدينكم وَلَا يكون ذَلِك) أَي الاعتزال بِالدّينِ مَعَ مخالطتهم (كَمَا لَا يجتنى من القتاد) بِفَتْح الْقَاف ومثناة فوقية خَفِيفَة شجر لَهُ شوك (إِلَّا الشوك كَذَلِك لَا يجتنى من قربهم إِلَّا الْخَطَايَا) وَلَا تركنوا إِلَى الَّذين ظلمُوا فتمسكم النَّار وَالنَّهْي متناول للانحطاط فِي هواهم وَذكرهمْ بِمَا فِيهِ تعظيمهم (ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس

(سَيكون فِي آخر الزَّمَان ديدان الْقُرَّاء) بِكَسْر الدَّال جمع دود (فَمن أدْرك ذَلِك الزَّمَان فليتعوذ بِاللَّه مِنْهُم) هم الْقَوْم الَّذِي تنسكوا فِي ظَاهر الْحَال تصنعاً ورموا بِأَبْصَارِهِمْ إِلَى الأَرْض احتقاراً للنَّاس وعجباً (حل عَن أبي أُمَامَة)

سَيكون فِي آخر الزَّمَان نَاس من أمتِي) يَزْعمُونَ أَنهم عُلَمَاء يحدثونكم بِمَا لم تسمعوا بِهِ أَنْتُم وَلَا آباؤكم) من الْأَحَادِيث الكاذبة وَالْأَحْكَام المبتدعة والعقائد الزائغة (فإياكم وإياهم) أَي احذروهم وتجنبوهم وَقيل أَرَادَ بِهِ رَوَاهُ الموضوعات (م عَن أبي هُرَيْرَة) وَغَيره

(سَيكون أُمَرَاء تعرفُون وتنكرون) أَي يعْملُونَ أعمالاً مِنْهَا مَا هُوَ مَعْرُوف شرعا وَمِنْهَا مَا هُوَ مُنكر شرعا (فَمن نابذهم) أَي أنكر بِلِسَانِهِ مَا لَا يُوَافق الشَّرْع (نجا) من النِّفَاق والمداهنة (وَمن اعتزلهم) مُنْكرا بِقَلْبِه (سلم) من الْعقُوبَة على ترك الْمُنكر (وَمن خالطهم) رَاضِيا بحالهم (هلك) أَي وَقع فِيمَا يُوجب الْهَلَاك الأخروي (ش طب عَن ابْن عَبَّاس) ضَعِيف لضعف هيام بن بسطَام وَقد خرجه مُسلم فذهل عَنهُ الْمُؤلف

(سَيكون بعدِي أُمَرَاء يقتتلون على الْملك يقتل بَعضهم بَعْضًا) عَلَيْهِ هَذَا من معجزاته فَإِنَّهُ أَخْبَار عَن غيب وَقع (طب عَن عمار) بن يَاسر

(سَيكون فِي أمتِي أَقوام يكذبُون بِالْقدرِ) بِالتَّحْرِيكِ أَي لَا يصدقون بِأَنَّهُ تَعَالَى خَالق لأفعال عبَادَة من خير وَشر وَكفر وإيمان (حم ك عَن ابْن عمر

(سَيكون بعدِي قصاص) جمع قاص وَهُوَ الْوَاعِظ (لَا ينظر الله إِلَيْهِم) نظر رَحْمَة ورضا لكَوْنهم يرغبون فِي الْآخِرَة وَلَا يرغبون ويزهدون فِي الدُّنْيَا وَلَا يزهدون (أَبُو عمر بن فضَالة فِي أَمَالِيهِ عَن عَليّ)

(سيلى أُمُوركُم من بعدِي رجال يعرفونكم مَا تنكرون وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُم مَا تعرفُون فَمن أدْرك ذَلِك مِنْكُم فَلَا طَاعَة لمن عصى الله عز وجل قَالَ فِي الفردوس وَفِي رِوَايَة ابْن مَسْعُود يطفؤن السّنة ويعملون بالبدع (طب ك عَن عبَادَة بن الصَّامِت) قَالَ ك صَحِيح ورد

(سيليكم أُمَرَاء يفسدون وَمَا يصلح الله بهم أَكثر فَمن عمل مِنْهُم بِطَاعَة الله فَلهُ الْأجر وَعَلَيْكُم الشُّكْر وَمن عمل مِنْهُم بِمَعْصِيَة الله فَعَلَيهِ الْوزر وَعَلَيْكُم الصَّبْر) أَي لَا طَرِيق لكم فِي أيامهم إِلَّا الصَّبْر فالزموه فَهُوَ إِشَارَة إِلَى وجوب طاعتهم وَإِن جاروا (طب عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(سيوقد

ص: 67

الْمُسلمُونَ من قسي يَأْجُوج وَمَأْجُوج) بِوَزْن طالوت وجالوت (وَنَشَأ بهم وأترستهم سبع سِنِين) أَشَارَ بِهِ إِلَى كثرتهم جسداً وهما أمتان مضرتان مفسدتان كافرتان من نسل يافث (دعن النواس) بن سمْعَان

(السائحون) بمثناة تحتية (هم الصائمون) لِأَن الصَّائِم سائح لِأَن الَّذِي يسيح فِي الأَرْض متعبداً وَلَا زَاد حِين يجد يَأْكُل والصائم لَا يطعم شيأ فَشبه بِهِ (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا ابْن مَنْدَه

(السَّائِمَة) أَي الراعية العاملة (جَبَّار) أَي هدر لَا زَكَاة فِيهَا (والمعدن) أَي مَا استخرج من موَات من لُؤْلُؤ وَيَاقُوت وحديد ونحاس (جَبَّار) أَي هدر لَا زَكَاة فِيهِ (وَفِي الرِّكَاز الْخمس) أَي واجبه فِي الزَّكَاة الْخمس وَهُوَ مَا دَفنه جاهلي فِي موَات مُطلقًا (حم عَن جَابر) // بِإِسْنَاد حسن وَقيل ضَعِيف //

(السَّابِق والمقتصد يدخلَانِ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب والظالم لنَفسِهِ يُحَاسب حسابا يَسِيرا ثمَّ يدْخل الْجنَّة) قَالَه تَفْسِيرا لقَوْله تَعَالَى فَمنهمْ ظَالِم لنَفسِهِ الْآيَة (ك عَن أبي الدَّرْدَاء) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(السَّاعِي على الأرملة) برَاء مُهْملَة الَّتِي لَا زوج لَهَا (والمسكين) أَي الكاسب لَهما الْعَامِل لمؤنتهما (كالمجاهد فِي سَبِيل الله) لإعلاء كلمة الله (أَو) وَفِي نسخ بِالْوَاو (الْقَائِم اللَّيْل) فِي الْعِبَادَة (الصَّائِم النَّهَار) لَا يفتر وَلَا يضعف السَّاعِي الَّذِي يذهب وَيَجِيء فِي تَحْصِيل مَا ينفعهما (حم ق ت ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة

السبَاع) بسين مُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ مُوَحدَة تحتية على الْأَشْهر وَقيل بشين مُعْجمَة قَالَ فِي الفردوس وَهُوَ خطأ أَي الْمُفَاخَرَة بِالْجِمَاعِ (حرَام) لما فِيهِ من هتك الْأَسْرَار وفضيحة الْمَرْأَة وَقيل هُوَ بِمُهْملَة وموحدة تحتية أَي جُلُود السبَاع حرَام لَكِن الأول هُوَ تَفْسِير الرَّاوِي (حم ع عق عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(السباق) إِلَى الْإِسْلَام (أَرْبَعَة أَنا سَابق الْعَرَب وصهيب سَابق الرّوم وسلمان سَابق الْفرس وبلال سَابق الْحَبَشَة) تمسك بِهِ من فضل الْعَجم على الْعَرَب فَقَالَ فَضِيلَة الْمُسلم سبقه لِلْإِسْلَامِ وَقد ثَبت مِنْهَا للعجم مَا لم يثبت للْعَرَب (الْبَزَّار طب ك عَن أنس) وَإسْنَاد الطَّبَرَانِيّ صَحِيح بِخِلَاف الْحَاكِم (طب عَن أم هَانِئ) وَفِيه مَتْرُوك (عد عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا عَن أبي أُمَامَة // بِإِسْنَاد حسن //

(السَّبع المثاني) الْمَذْكُورَة فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَقَد آتيناك سبعا من المثاني} (فَاتِحَة الْكتاب) أَي هِيَ الْفَاتِحَة قَالَه تَفْسِيرا لِلْآيَةِ الْمَذْكُورَة وَقد مر وَجه تَسْمِيَتهَا بذلك (ك عَن أبي) بن كَعْب بِإِسْنَاد قَالَ الْحَاكِم // صَحِيح //

(السَّبق) كركع أَي السَّبق إِلَى إِجَابَة دَعْوَة الْأَنْبِيَاء (ثَلَاثَة) من الرِّجَال (فَالسَّابِق إِلَى مُوسَى) بن عمرَان (يُوشَع بن نون) وَهُوَ الْقَائِم من بعده (وَالسَّابِق إِلَى عِيسَى) ابْن مَرْيَم (صَاحب يس) حبيب النجار (وَالسَّابِق إِلَى مُحَمَّد عَليّ) بن أبي طَالب فَهُوَ أول ذكر آمن وَأول من صلى وَفِيه أَن قصَّة حبيب النجار الْمَذْكُورَة فِي يس كَانَت فِي زمن عِيسَى أَو بعده وَقَضِيَّة البُخَارِيّ قبله (طب وَابْن مردوية عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح //

(السَّبِيل) الْمَذْكُور فِي قَوْله تَعَالَى {من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} (الزَّاد وَالرَّاحِلَة دلّ على أَن الِاسْتِطَاعَة بِالْمَالِ كَمَا قَالَ الشَّافِعِي لَا بِالْبدنِ كَمَا قَالَ مَالك (الشَّافِعِي ت عَن ابْن عمر هق عَن عَائِشَة) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //

(السَّجْدَة الَّتِي فِي) سُورَة (ص سجدها دَاوُد) نَبِي الله (تَوْبَة) أَي شكر الله على قبُول تَوْبَته (وَنحن نسجدها شكر الله) على قبُوله تَوْبَة نبيه من ارتكابه خلاف الأولى (طب خطّ عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(السُّجُود على سَبْعَة أَعْضَاء الْيَدَيْنِ والقدمين والركبتين والجبهة) أَي ينْدب وَضعهَا على الأَرْض حَال

ص: 68

السُّجُود على مَا عَلَيْهِ الرَّافِعِيّ وَقَالَ النووى يجب وَيُؤَيّد الأول قَوْله (وَرفع الْيَدَيْنِ) يكون فِي سَبْعَة مَوَاطِن (إِذا رَأَيْت الْبَيْت) الْكَعْبَة إِذْ لم يقل أحد بِوُجُوبِهِ فِيمَا أعلم (وعَلى الصَّفَا) أَي إِذا رقيت على الصَّفَا (والمروة) فِي السَّعْي فَينْدب رفع الْيَدَيْنِ عِنْد الدُّعَاء بالمأثور حالتئذٍ (وبعرفة وبجمع) أَي الْمزْدَلِفَة (وَعند رمي الْجمار) الثَّلَاثَة الْمَعْرُوفَة (وَإِذا أُقِيمَت الصَّلَاة) يعْنى عِنْد التَّحَرُّم بهَا فَأوجب الْأَخير أَحْمد (طب عَن ابْن عَبَّاس

السُّجُود على الْجَبْهَة وَالْكَفَّيْنِ والركبتين وصدور الْقَدَمَيْنِ من لم يُمكن شيأ مِنْهُ من الأَرْض أحرقه الله بالنَّار) دُعَاء أَو خبر وَهَذَا الْوَعيد يُؤَيّد مَا صَححهُ النَّوَوِيّ من الْوُجُوب إِمَّا وضع شَيْء من الْجَبْهَة فَوَاجِب اتِّفَاقًا (قطّ فِي الْأَفْرَاد عَن ابْن عمر

السحاق بَين النِّسَاء زنا بَينهُنَّ) أَي مثل الزِّنَا فِي لُحُوق مُطلق الْإِثْم والعار وَإِن تفَاوت الْمِقْدَار وَلَا حد فِيهِ بل التَّعْزِير (طب عَن وَاثِلَة) بن الْأَسْقَع

(السّحُور) كرسول مَا يُؤْكَل وَقت السحر (أكله) للصَّائِم (بركَة) أَي زِيَادَة فِي الْقُدْرَة على الصَّوْم أَو زِيَادَة فِي الْأجر (فَلَا تَدعُوهُ) أَي لَا تتركوه (وَلَو أَن يجرع أحدكُم جرعة من مَاء) بِقصد التسحر وَلَا يتْركهُ بِحَال (فَإِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على المتسحرين) وَصَلَاة الله عَلَيْهِم رَحمته إيَّاهُم وَصَلَاة الْمَلَائِكَة اسْتِغْفَار (حم عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(السخاء خلق الله الْأَعْظَم) أَي هُوَ من أعظم صِفَاته الْعُظْمَى فَمن تخلق بِهِ تخلق بِصفة من صِفَاته تَعَالَى فأعظم بهَا من مرتبَة قَالَ الْعَارِف السهروردي فِيهِ أَن الْفقر أفضل من الْغنى إِذْ لَو كَانَ ملك الشَّيْء مَحْمُودًا كَانَ بذله مذموماً فَمن فضل الْغنى للإنفاق وَالعطَاء على الْفقر كمن فضل الْمعْصِيَة على الطَّاعَة لفضل التَّوْبَة وَإِنَّمَا فضل التَّوْبَة لترك الْمعْصِيَة وَكَذَا فضل الْإِنْفَاق إِنَّمَا هُوَ لإِخْرَاج المَال الملهي عَن الله (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن ابْن عَبَّاس) وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ

(السخاء شَجَرَة من أَشجَار الْجنَّة أَغْصَانهَا متدليات فِي الدُّنْيَا فَمن أَخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا قَادَهُ ذَلِك الْغُصْن إِلَى الْجنَّة وَالْبخل شَجَرَة من شجر النَّار أَغْصَانهَا متدليات فِي الدُّنْيَا فَمن أَخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا قَادَهُ ذَلِك الْغُصْن إِلَى النَّار) أَي السخاء يدل على قُوَّة الْإِيمَان بالاعتماد على من ضمن الرزق فَمن أَخذ بِهَذَا الأَصْل قَادَهُ إِلَى الْجنَّة وَالْبخل يدل على ضعف الْإِيمَان لعدم وثوقه بِضَمَان الرَّحْمَن وَذَلِكَ يجر إِلَى دَار الهوان (تَنْبِيه) السخاء أتم وأكمل من الأجود فَفِي مُقَابلَة الْجُود الْبُخْل وَفِي مُقَابلَة السخاء الشُّح والجود وَالْبخل يتَطَرَّق إِلَيْهِمَا الِاكْتِسَاب بطرِيق الْعَادة بِخِلَاف الشُّح والسخاء لِكَوْنِهِمَا غريزيين فَكل سخي جواد وَلَا عكس وَالْحق تَعَالَى لَا يُوصف بالسخاء بل بالجود كَمَا فِي حَدِيث أَلا أخْبركُم عَن الْجُود لِأَن السخاء من نتيجة الغرائز وَالله تَعَالَى منزه عَنْهَا والجود يتَطَرَّق إِلَيْهِ الرِّيَاء وَيَأْتِي بِهِ الْإِنْسَان متطلعاً إِلَى عوض من الْخلق أَو الْحق والسخاء لَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ الرِّيَاء لِأَنَّهُ يَنْبع من النَّفس الزكية المرتفعة عَن الْأَعْرَاض دنيا وآخرة لِأَن طلب الْعِوَض مشْعر بالبخل لكَونه معلولاً فَمَا تمحض سخاء فالسخاء لأهل الصفاء والإيثار لأهل الْأَنْوَار (قطّ فِي الْأَفْرَاد هَب عَن عَليّ) بن أبي طَالب (عد هَب عَن أبي هُرَيْرَة حل عَن جَابر) بن عبد الله (خطّ عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَهُوَ // حَدِيث مُنكر // وَرِجَال بعض أسانيده ثِقَات (ابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن أنس) بن مَالك (فر عَن مُعَاوِيَة) وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء من حَدِيث عَائِشَة قَالَ الزين الْعِرَاقِيّ وطرقه كلهَا ضَعِيفَة وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيثهمْ وَمن حَدِيث الْحُسَيْن وَغَيره

(السخي قريب من الله) أَي

ص: 69

من رَحمته (قريب من النَّاس) أَي من محبتهم لَهُ (قريب من الْجنَّة بعيد من النَّار والبخيل بعيد من الله بعيد من النَّاس بعيد من الْجنَّة قريب من النَّار) وَالْبخل ثَمَرَة الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا والسخاء ثَمَرَة الزّهْد وَالثنَاء على الثَّمَرَة ثَنَاء على المثمر (ولجاهل) قرنه بِاللَّامِ لمزيد التَّأْكِيد (سخى أحب إِلَى الله من عَالم بخيل) لِأَن الأول سريع الانقياد إِلَى مَا يُؤمر بِهِ من نَحْو تعلم وَإِلَى مَا يُنْهِي عَنهُ بِخِلَاف الثَّانِي (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // غَرِيب // (هَب عَن جَابر) بن عبد الله (طس عَن عَائِشَة) بأسانيد ضَعِيفَة يقوى بَعْضهَا بَعْضًا

(السِّرّ أفضل من الْعَلَانِيَة) أَي عمل التَّطَوُّع فِي السِّرّ أفضل من عمله جهرة لما فِيهِ من السَّلامَة من الرِّيَاء وحظ النَّفس (وَالْعَلَانِيَة) أفضل (لمن أَرَادَ الِاقْتِدَاء) فِي أَفعاله وأقواله من الْعلمَاء وَنَحْوهم لَكِن بِشَرْط أَن لَا يقْصد الرّفْعَة عِنْد النَّاس وَأَن يعظم ويحترم وتقضى حَوَائِجه وينتشر صيته (فر عَن ابْن عمر) وَهُوَ // حَدِيث مُنكر مضعف //

(السَّرَاوِيل) جَائِز لبسهَا (لمن لَا يجد الْإِزَار) أَي لمحرم فَقده بِأَن لم يُمكنهُ تَحْصِيله حسا أَو شرعا (والخف لمن لَا يجد النَّعْلَيْنِ) كَذَلِك وَفِيه حل لبس الْمحرم السَّرَاوِيل لفقد الْإِزَار وَلَا يفتقه وَعَلِيهِ الشَّافِعِي وَقَالَ مَالك يفتقه (د عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(السرعة فِي الْمَشْي تذْهب بهاء الْمُؤمن) آي مهابته وَحسن سمته فتكره إِلَّا لعذر (خطّ) وَكَذَا الديلمي (عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ // وَلَا يَصح //

(السَّعَادَة كل السَّعَادَة طول الْعُمر فِي طَاعَة الله) لِأَن من أَعَانَهُ الله على الْعِبَادَة وَأطَال عمره زَادَت طاعاته فارتفعت فِي الْجنَّة درجاته (الْقُضَاعِي فر) وَابْن زنجوية (عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(السعيد من سعد فِي بطن أمه والشقي من شقى فِي بطن أمه) أَي السعيد مُقَدّر سعادته وَهُوَ فِي بطن أمه والشقي مُقَدّر شقاوته وَهُوَ فِي بطن أمه وَالتَّقْدِير تَابع للمقدر كَمَا أَن الْعلم تَابع للمعلوم (طص) وَكَذَا الْبَزَّار (عَن أبي هُرَيْرَة) // وَإِسْنَاده صَحِيح //

(السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب) أَي جُزْء مِنْهُ لما فِيهِ من التَّعَب وَقلة المَاء والزاد فَالْمُرَاد الْعَذَاب الدنيوي ثمَّ وَجه ذَلِك بقوله (يمْنَع أحدكُم طَعَامه وَشَرَابه) أَي كمالهما (ونومه) كَذَلِك (فَإِذا قضى أحدكُم نهمته) بِفَتْح فَسُكُون رغبته (من وَجهه) أَي مقْصده وَفِي رِوَايَة إِذا قضى أحدكُم وطره من سَفَره وَفِي رِوَايَة فرغ من حَاجته (فليعجل بِضَم الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَسُكُون الْعين (الرُّجُوع إِلَى أَهله) مُحَافظَة على فضل الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة وراحة للبدن إِن لنَفسك عَلَيْك حَقًا (مَالك حم ق هـ عَن أبي هُرَيْرَة

(السّفل) بِكَسْر أَوله وضمه (أرْفق) قَالَه لأبي أَيُّوب لما نزل عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ فأنزله بالسفل ثمَّ عرض عَلَيْهِ الْعُلُوّ فَقَالَ السّفل أرْفق أَي بِأَصْحَابِهِ وقاصديه أَبُو بِصَاحِب الدَّار (حم م عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ

(السكينَة عباد الله السكينَة) بِفَتْح الْمُهْملَة مخففاً الْوَقار والطمأنينة وَحذف النداء تَخْفِيفًا أَي الزموا يَا عباد الله وقار الظَّاهِر مَعَ طمأنينة الْقلب وَعدم تحركه فِيمَا يمْتَحن بِهِ من كل مؤذٍ (أَبُو عوَانَة) فِي صَحِيحه (عَن جَابر) قَالَ لما أَفَاضَ الْمُصْطَفى من عَرَفَة ذكره

(السكينَة مغنم وَتركهَا مغرم) بِفَتْح مِيم مغنم ونونه وَفتح مِيم مغرم وَرَائه (ك فِي تَارِيخه والإسماعيلي) فِي مُعْجَمه والديلمي (عَن أبي هُرَيْرَة) صَحِيح // الْإِسْنَاد شَاذ الْمَتْن //

(السكينَة فِي أهل الشاه وَالْبَقر) لِأَن من حِكْمَة الله فِي خلقه أَن من اغتذى جِسْمه بجسمانية شَيْء اغتذت نفسا نِيَّته بنفسانية ذَلِك الشَّيْء (الْبَزَّار عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد حسن //

(السُّلْطَان ظلّ الله فِي الأَرْض) أَي أَنه يدْفع الْأَذَى عَن النَّاس كَمَا يدْفع الظل أَذَى حر الشَّمْس (فَمن أكْرمه)

ص: 70

بِعَدَمِ الْخُرُوج عَلَيْهِ والانقياد لأوامره (أكْرمه الله وَمن أهانه) بضد ذَلِك (أهانه الله) لِأَن نظام الدّين إِنَّمَا هُوَ بِالْعبَادَة وَلَا تحصل إِلَّا بِإِمَام مُطَاع معزز موقر (طب هَب عَن أبي بكرَة) واسْمه نفيع // بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف //

(السُّلْطَان ظلّ الله فِي الأَرْض يأوى إِلَيْهِ كل مظلوم من عباده) لِأَن النَّاس يستريحون إِلَى برد عدله من حر الظُّلم (فَإِن عدل كَانَ لَهُ الْجَرّ وَكَانَ على الرّعية الشُّكْر وَإِن جَار وحاف أَو ظلم كَانَ عَلَيْهِ الْوزر وَكَانَ على الرّعية الصَّبْر) أَي يلْزمهُم الصَّبْر على جوره وَلَا يجوز الْخُرُوج عَلَيْهِ (وَإِذا جارت الْوُلَاة قحطت السَّمَاء) أَي إِذا ذهب الْعدْل انْقَطع الْقطر فَلم تنْبت الأَرْض فَحصل الْقَحْط (وَإِذا منعت الزَّكَاة هَلَكت الْمَوَاشِي) لِأَن الزَّكَاة تنميها والنمو بركَة فَإِذا منعت بَقِي المَال بدنسه وَلَا بركَة مَعَ الدنس (وَإِذا ظهر الزِّنَا) أَي فَشَا بَين النَّاس فَلم ينكروه (ظهر الْفقر والمسكنة) لما مر قَرِيبا (وَإِذا خفرت الذِّمَّة) أَي نقض الْعَهْد (أديل) بِضَم الْهمزَة وَكسر الدَّال الْمُهْملَة ومثناة تحتية (الْكفَّار) أَي صَارَت الدولة لَهُم (الْحَكِيم) فِي نوادره (وَالْبَزَّار) فِي مُسْنده (هَب عَن ابْن عمر) // بأسانيد ضَعِيفَة //

(السُّلْطَان ظلّ الله فِي الأَرْض يأوى إِلَيْهِ الضَّعِيف وَبِه ينتصر الْمَظْلُوم) فَإِن الظُّلم لَهُ وهج وحر يحرق الأجواف فَإِذا أَوَى إِلَى سُلْطَان سكنت نَفسه وارتاحت فِي ظلّ عدله (وَمن أكْرم سُلْطَان الله فِي الدُّنْيَا) بتوقيره وإجلاله والانقياد إِلَيْهِ وَعدم الْخُرُوج عَلَيْهِ وَإِن جَار (أكْرمه الله يَوْم الْقِيَامَة) بمغفرته وَرفع دَرَجَته وَهَذَا دُعَاء أَو خبر (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(السُّلْطَان ظلّ الله فِي الأَرْض) أَي ستره (فَمن غشه ضل) أَي زل وحاد عَن طَرِيق الْهِدَايَة وَخرج عَن الاسْتقَامَة (وَمن نصحه اهْتَدَى) لِأَن إِقَامَة الدّين لَا تصح إِلَّا بالأمان وَلَا يَصح الْأمان إِلَّا بنصح السُّلْطَان (هَب عَن أنس) وَفِي إِسْنَاده مُتَّهم بِالْوَضْعِ

(السُّلْطَان ظلّ الله فِي الأَرْض فَإِذا دخل (أحدكُم بَلَدا لَيْسَ فِيهَا سُلْطَان فَلَا يقيمن بِهِ) إرشادا وَقد قيل سُلْطَان عَادل خير من مطر وابل (أَبُو الشَّيْخ عَن أنس) بِإِسْنَاد ضَعِيف

(السُّلْطَان ظلّ الرَّحْمَن فِي الأَرْض) يأوي إِلَيْهِ كل مظلوم من عباده فَإِن عدل كَانَ لَهُ الْأجر وعَلى الرّعية الشُّكْر وَإِن جَار وخان وظلم) هَذِه الثَّلَاثَة مُتَقَارِبَة الْمَعْنى فالجمع بَينهَا للأطناب (كَانَ عَلَيْهِ الإصر) بِالْكَسْرِ الذَّنب (وعَلى الرّعية الصَّبْر) فَلَا يجوز الْخُرُوج عَلَيْهِ بالجور (فر عَن عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(السُّلْطَان الْعَادِل المتواضع ظلّ الله وَرمحه فِي الأَرْض يرفع لَهُ) أَي كل يَوْم (عمل) أَي مثل عمل (سبعين صديقا) بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيد صِيغَة مُبَالغَة وَتَمام الحَدِيث كلهم عَابِد مُجْتَهد وَفِي الْمُبْهِج السُّلْطَان الْعَادِل مكنوف بعون الله محروس بِعَين الله (أَبُو الشَّيْخ) الْأَصْبَهَانِيّ (عَن أبي بكر) الصّديق

(السّلف فِي حَبل الحبلة) بِالتَّحْرِيكِ فيهمَا أَي نتاج النِّتَاج (رَبًّا) لِأَنَّهُ من بيع مَا لم يخلق عبر بالربا عَن الْحَرَام (حم ن عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد صَحِيح //

(السل) بِالْكَسْرِ (شَهَادَة) أَي الْمَوْت بِهِ شَهَادَة وَهُوَ قرحَة فِي الرئة مَعهَا حمى دقية (أَبُو الشَّيْخ) ابْن حَيَّان (عَن عبَادَة بن الصَّامِت)

السماح) أَي المساهلة فِي الْمُعَامَلَة وَنَحْوهَا (رَبَاح) أَي ربح يَعْنِي المسامح أَحْرَى أَن يربح لِأَن الرِّفْق بالمعامل سَبَب الْبركَة والإقبال (والعسر) أَي الشدَّة والصعوبة (شُؤْم) أَي مَذْهَب للبركة ممحق للنمو (الْقُضَاعِي) فِي شهابه (عَن ابْن عمر) ابْن الْخطاب (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // حَدِيث مُنكر //

(السمت الْحسن) أَي الْوَقار وَحسن

ص: 71

الْهَيْئَة (والتؤدة) أَي التأني (والاقتصاد) أَي التَّوَسُّط فِي الْأُمُور وَطلب الْأسد وَعدم مُجَاوزَة الْحَد (جُزْء من أَرْبَعَة وَعشْرين جزأ من النُّبُوَّة) أَي هَذِه الْخِصَال من شمائل أهل النُّبُوَّة وجزء من أَجزَاء فضائلهم فاقتدوا بهم فِيهَا (ت عَن عبد الله بن سرجس) وَقَالَ // حسن غَرِيب //

(السمت الْحسن جُزْء من خَمْسَة وَسبعين جزأ من النُّبُوَّة) قَالَ التور بشتى الطَّرِيق إِلَى معرفَة سر هَذَا الْعدَد مسدود فَإِنَّهُ من عُلُوم النُّبُوَّة (الضياء) فِي المختارة (عَن أنس) بن مَالك

(السّمع) لأولى الْأَمر بإجابة أَقْوَالهم (وَالطَّاعَة) لأوامرهم وأفعالهم (حق) وَاجِب للْإِمَام ونوابه (على الْمَرْء الْمُسلم) بِزِيَادَة الْمَرْء تَأْكِيدًا (فِيمَا أحب أَو كره) أَي فِيمَا وَافق غَرَضه أَو خَالفه (مَا لم يُؤمر) أَي الْمُسلم من قبل الإِمَام (بِمَعْصِيَة) الله (فَإِذا أَمر) بِضَم الْهمزَة أَي بِمَعْصِيَة (فَلَا سمع عَلَيْهِ وَلَا طَاعَة) تجب بل يحرم إِذْ لَا طَاعَة لمخلوق فِي مَعْصِيّة الْخَالِق وَفِيه أَن الإِمَام إِذا أَمر بمندوب أَو مُبَاح وَجب (حم ق 4 عَن ابْن عمر

السّنة) بِالضَّمِّ الطَّرِيقَة الْمَأْمُور بسلوكها فِي الدّين (سنتَانِ سنة فِي فَرِيضَة وَسنة فِي غير فَرِيضَة فَالسنة الَّتِي فِي الْفَرِيضَة أَصْلهَا فِي كتاب الله تَعَالَى أَخذهَا هدى وَتركهَا ضَلَالَة وَالسّنة الَّتِي لَيْسَ أَصْلهَا فِي كتاب الله تَعَالَى الْآخِذ بهَا فَضِيلَة وَتركهَا لَيْسَ بخطيئة) فَفِي فعلهَا الثَّوَاب وَلَيْسَ فِي تَركهَا عِقَاب (طس عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه مَجْهُول

(السّنة سنتَانِ) سنة (من نَبِي) مُرْسل كَذَا فِي رِوَايَة مخرجه الديلمي فَسقط من قلم الْمُؤلف سَهوا (و) سنة (من إِمَام عَادل) فِي حكمه أَي فيقتدى بأفعاله وأقواله كَمَا يقْتَدى بِأَفْعَال النَّبِي وأقواله والعادل لَا يَأْمر بِمَعْصِيَة وَلَا بِفِعْلِهَا (فر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب //

(السنور) بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَشْديد النُّون الهر (سبع) طَاهِر الذَّات فسؤره طَاهِر (حم قطّ ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ كَانَ الْمُصْطَفى يَأْتِي قوما ودونهم دَار لَا يَأْتِيهِ فشق عَلَيْهِم فَقَالَ لِأَن فِي داركم كَلْبا قَالُوا وَفِي دَارهم سنور فَذكره صَححهُ الْحَاكِم ونوزع

(السنور من أهل الْبَيْت) فَمَا ولغَ فِيهِ لَا ينجس بولوغه (وَإنَّهُ من الطوافين أَو الطوافات عَلَيْكُم) أَي كالخدم الَّذين لَا يُمكن التحفظ مِنْهُم غَالِبا بل يطوفون وَلَا يستأذنون فَكَمَا سقط فِي حَقهم ذَلِك للضَّرُورَة عفى عَن الهر لذَلِك (حم عَن أبي قَتَادَة) // بِإِسْنَاد حسن جيد //

(السِّوَاك مطهرة للفم) أَي آلَة تنظفه والمطهرة مفعلة من الطَّهَارَة بِفَتْح الْمِيم أفْصح من كسرهَا والفم مثلث الْفَاء (مرضاة للرب) مفعلة من الرِّضَا أَي مَظَنَّة لرضاه أَو سَبَب لرضاه لِأَنَّهُ نظيف يحب النَّظَافَة والسواك ينظف (حم عَن أبي بكر) الصّديق (الشَّافِعِي) فِي مُسْنده (حم ن حب ك هق عَن عَائِشَة هـ عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ وعلقه البُخَارِيّ بِصِيغَة الْجَزْم

(السِّوَاك مطهرة) مصدر بِمَعْنى الْفَاعِل أَي مطهر (للفم) أَو بِمَعْنى الْآلَة (مرضاة للرب) أما بِمَعْنى الْفَاعِل أَي مرض أَو الْمَفْعُول أَي مرضى (ومجلاة لِلْبَصَرِ) فِيهِ مَا فِي مرضاة (طس عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله ثِقَات لكنه فِيهِ انْقِطَاع

(السِّوَاك يطيب الْفَم) الَّذِي هُوَ مَحل الذّكر والمناجاة (ويرضى الرب) تمسك بِهِ بَعضهم على وُجُوبه فَقَالَ فِي تَركه اسخاطه وإسخاطه حرَام (طب عَن ابْن عَبَّاس)

السِّوَاك نصف الْإِيمَان وَالْوُضُوء نصف الْإِيمَان) لِأَن السِّوَاك يزِيل الأوساخ الظَّاهِرَة وَالْوُضُوء يزِيل الظَّاهِرَة والباطنة فَكل مِنْهُمَا نصف بِهَذَا الِاعْتِبَار (رسته فِي) كتاب (الْإِيمَان عَن حسان بن عَطِيَّة مُرْسلا)

السِّوَاك وَاجِب وَغسل الْجُمُعَة وَاجِب

ص: 72

على كل مُسلم) أَي كل مِنْهُمَا متأكد جدا بِحَيْثُ يقرب من الْوُجُوب (أَبُو نعيم فِي كتاب السِّوَاك عَن عبد الله بن عَمْرو بن حلحلة وَرَافِع بن خديج مَعًا

السِّوَاك من الْفطْرَة) أَي من السّنة أَو من تَوَابِع الدّين ومكملاته وَيحصل بِكُل مَا يجلو الْأَسْنَان (أَبُو نعيم عَن عبد الله بن جَراد

السِّوَاك يُرِيد الرجل فصاحة) لِأَنَّهُ يسهل مجاري الْكَلَام ويصفي الصَّوْت والحواس وَالرجل وصف طردي وَالْمرَاد الْإِنْسَان (عق عد) والقضاعي (خطّ فِي الْجَامِع عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ لَا أصل لَهُ والعراقي فِيهِ نَكَارَة

(السِّوَاك سنة) مُؤَكدَة (فاستاكوا أَي وَقت شِئْتُم) لفظ رِوَايَة مخرجه الديلمي فاستاكوا أَي وَقت النَّهَار شِئْتُم اهـ وَيسْتَثْنى مَا بعد الزَّوَال للصَّائِم فَيكْرَه (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(السِّوَاك شِفَاء من كل دَاء إِلَّا السام والسام الْمَوْت) وَهَذَا إِذا فعل مَعَ كَمَال إِيمَان وَقُوَّة إيقان قَالَ ابْن الْقيم لَا يُؤْخَذ السِّوَاك من شَجَرَة مَجْهُولَة فَرُبمَا كَانَ سما (فر عَن عَائِشَة) بِلَا سَنَد

(السُّورَة الَّتِي تذكر فِيهَا الْبَقَرَة فسطاط الْقُرْآن) بِضَم الْفَاء مدينته لاشتمالها على أُمَّهَات الْأَحْكَام (فَتَعَلَّمُوهَا) ندبا مؤكداً (فَإِن تعلمهَا بركَة) زِيَادَة فِي الْخَيْر وَالْأَجْر (وَتركهَا) أَي ترك تعلمهَا (حسرة) على تاركها يَوْم الْقِيَامَة (وَلَا تستطيعها) أَي تَسْتَطِيع تعلمهَا (البطلة) أَي السَّحَرَة كَذَا فسره فِي الفردوس وَالْمرَاد تعلم أَحْكَامهَا أَو حفظهَا وَاحْتج بِهِ من قَالَ أَنه يكره أَن يُقَال سُورَة الْبَقَرَة بل يُقَال السُّورَة الَّتِي تذكر فِيهَا الْبَقَرَة ورد بِأَن مَا يكره من الْأمة قد لَا يكره مِنْهُ عليه الصلاة والسلام أَلا ترى أَنه قَالَ لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يكون الله وَرَسُوله أحب إِلَيْهِ مِمَّا سواهُمَا وَقد أنكر قَول الْأَعرَابِي وَمن يعصهما فقد غوى (فر عَن أبي سعيد) وَفِيه وَضاع

(السَّلَام قبل الْكَلَام) أَي السّنة أَن يبْدَأ بِهِ قبل الْكَلَام لِأَن فِي الِابْتِدَاء بِالسَّلَامِ إشعاراً بالسلامة وتفاؤلاً بهَا وإيناساً لمن يخاطبه وتبركاً بِالِابْتِدَاءِ بِذكر الله (ت عَن جَابر) وَقَالَ // إِنَّه مُنكر //

(السَّلَام قبل الْكَلَام وَلَا تدعوا أحدا إِلَى الطَّعَام) أَي إِلَى أكله (قبل أَن يسلم) فَإِن السَّلَام تَحِيَّة أهل الْإِسْلَام فَمَا لم يظْهر الْإِنْسَان شعار الْإِسْلَام لَا يكرم وَلَا يقرب وَالنَّهْي للتنزيه (ع عَن جَابر) وَفِيه مَجْهُول

(السَّلَام قبل السُّؤَال فَمن بَدَأَكُمْ بالسؤال قبل السَّلَام فَلَا تجيبوه) ندبا لإعراضه عَن السّنة (ابْن النجار عَن عمر) وَرَوَاهُ عَنهُ أَحْمد أَيْضا

(السَّلَام تَحِيَّة لملتنا) أَي سَبَب لبقائها أَو بَقَاء الألفة بَين أَهلهَا (وأمان لذمتنا) أَي يشْعر بأمانك لمن سلمت عَلَيْهِ (الْقُضَاعِي عَن أنس) وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة

(السَّلَام اسْم من أَسمَاء الله وَضعه الله فِي الأَرْض فأفشوه) أَي أظهروه وأعلنوه (بَيْنكُم) أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ (فَإِن الرجل الْمُسلم) بِزِيَادَة الرجل للتَّأْكِيد والتقرير (إِذا مر بِقوم) مُسلمين (فَسلم عَلَيْهِم فَردُّوا عَلَيْهِ كَانَ لَهُ عَلَيْهِم فضل دَرَجَة تذكيره إيَّاهُم السَّلَام فَإِن لم يردوا عَلَيْهِ رد عَلَيْهِ من هُوَ خير مِنْهُم وَأطيب (وهم الْمَلَائِكَة الْكِرَام وَفِيه أَن ابْتِدَاء السَّلَام وَإِن كَانَ سنة أفضل من جَوَابه وَإِن كَانَ وَاجِبا وَفِيه أَن الْملك أفضل من الْآدَمِيّ وَفِيه خلاف مَعْرُوف بَين أهل السّنة الْمُعْتَزلَة (الْبَزَّار هَب عَن ابْن مَسْعُود) رَوَاهُ الْبَزَّار بِإِسْنَادَيْنِ أَحدهمَا // جيد قوي // ذكره الْمُنْذِرِيّ

(السَّلَام اسْم من أَسمَاء الله عَظِيم جعله ذمَّة بَين خلقه) أَي أَمَانًا بَينهم (فَإِذا سلم الْمُسلم على الْمُسلم فقد حرم عَلَيْهِ أَن يذكرهُ إِلَّا بِخَير) فَإِنَّهُ أَمنه وَجعله فِي ذمَّته وَفِي ذكره بالسوء غدر والغدر حرَام (فر عَن ابْن عَبَّاس)

ص: 73